المفكر تيسير نظمي : ديناصورات الأردن تخشى تسونامي كيري وقوى الشد العكسي سائرة بعكس الزمن

المفكر الذي ترجل لمواجهة الديناصورات وقوى الشد العكسي رسميا وشعبيا 



اعتدت في الثالثة عشرة من عمري - في سيلة الظهر - أن أكتب (بقلم تيسير نظمي) سواء رسمت أم كتبت و في عام 1975 في القبس الكويتية فوجئت بصيغة أخرى يفرضها رؤوف شحوري - صحفي لبناني - وهي (كتب تيسير نظمي ) اليوم في عام 2014 أجد أنه من الأنسب في الأردن أن أقول صيغة مبتكرة في الصحافة و هي
 (قرأ تيسير نظمي: ) 



عمّان (2009) - شربل داغر، جبر علوان، قاسم حداد، سعدي يوسف، أحمد الملا، تيسير نظمي..



الليكود حاكما وحكيما
ايتان هابر
يديعوت 5/2/2014

 يكون خطأ كبيرا اعتقاد ذلك من البدء، لكن الخلاصة الاخيرة في الـ 500 كلمة التالية هي أننا محظوظون لأن حكومات الليكود منذ 1977 اذا استثنينا بضع سنوات هي التي تدير الدولة. يغطي جبيننا عرق بارد في ليال لا نوم فيها لفكرة ساذجة جدا وهي ماذا كان سيحدث هنا وقد حدث لو كان الامر ضد ذلك. لو كان ذلك لأصبحت دولة اسرائيل منذ زمن مشتعلة.
الى سنة 1977 حكمنا هنا حزب العمل على اختلاف نسخه وكان ذلك في الاساس تحت اسم مباي وكان ذلك الحكم يشبه حكما استبداديا بقدر كبير. يصعب أن نصدق ما الذي سمح بفعله لأنفسهم قادة الدولة آنذاك، واليكم مثالا صغيرا: قبل بضع سنوات التقيت مع شخص كان يعمل في ‘الشباك’ من اوائل من خدموا في هذا الجسم الاستخباري، أمتعه أن يتحدث كيف كانت تدريباته الاولى أن يسرق وثائق كان يحتفظ بها مناحيم بيغن تحت الوسادة في غرفته في فندق في القدس حينما كان نائما. وقال: ‘كانت المشكلة في الاساس كيف نعيد الوثائق الى ما تحت الوسادة’.
إن الليكود كابوس اعضاء مباي تولى الحكم برئاسة بيغن ذاك قبل 37 سنة، أي أنه يتولى الحكم مدة نصف سني وجود الدولة تقريبا اذا استثنينا سنوات حكم اسحق رابين الثلاث والنصف وسنتين ونصفا لشمعون بيرس وسنة ونصفا تحت صولجان اهود باراك.
في الصراع الذي لا نهاية له بين المعسكر الاشتراكي وبين المعسكر القومي في طول التاريخ زعم اعضاء مباي على اختلاف اجيالهم أن الافكار التي انشأها زعيم الحركة التصحيحية غير قابلة للتنفيذ. إن ‘ضفتين للاردن واحدة لنا والاخرى لنا ايضا’ هو نشيد حسن للحمام والمغطس لا باعتباره قائد فكرة قومية وسياسية. وقد حطم الحلم بارض اسرائيل الكبرى الكاملة قبل ذلك البريطانيون بخطط التقسيم المختلفة، لكن كان دافيد بن غوريون هو الذي ضربه الضربة القاضية. فقد أعلن قيام الدولة في 1948 وخلف بيغن ورفاقه في احلامهم. بل يعترف اليوم كارهو مباي السافرون بأن تلك الاحلام كانت عبثا، فقد انتصرت براغماتية مباي.
بُعث الحلم القومي حيا مع الانتصار العسكري المدهش في حرب الايام الستة في 1967. ‘عدنا الى عنتوت والى شيلا والى بيت ايل كي لا نغادرها أبدا’، قال موشيه ديان بصورة شاعرية لكن المعسكر القومي واجه سريعا الواقع المر في نظره من جهة جغرافية وسكانية. وأصبح ذلك الواقع ملموسا اكثر حينما دخل مناحيم بيغن ديوان رئيس الوزراء. فقد تبين له فجأة الآن وفجأة اليوم أن الاغاني والاحلام في جهة والواقع الصعب القاسي في جهة.
حاولت حكومات الليكود المختلفة أن تحتال على الواقع وتتذاكى وأن تتجاهل ما يحيط بنا من قريب ومن بعيد. وقد حاولت ونجحت في اقرار حقائق على الارض وفي أن تستهين بما يقولون ويعتقدون ويفعلون في العالم. ونجح ذلك الى الآن وربما ينجح فيما سيأتي. لكن بيغن بل اسحق شمير مثل اريك شارون واهود اولمرت تعلموا في ديوان رئيس الوزراء على جلودهم حدود السلطة الاسرائيلية. فهذه ارض صغيرة وهذا شعب صغير يواجه عالما قاسيا. ولذلك يجب علينا أن ننتبه ونندد ونُجل القدر والتاريخ اللذين أجلسا ناسا من الليكود في رئاسة الوزراء، فهم يمزقون منذ سنوات بين الاحلام والواقع وهذا الوضع يعذبهم كثيرا ويقلب امورهم ويقلب آراءهم الاساسية ايضا.

لا يعترف التاريخ بكلمة ‘لو’. لكننا غير معفيين من الفكرة الكابوسية التي هي ماذا كان سيحدث هنا لو لم يخل بيغن منطقة يميت، ولم يخل شارون غوش قطيف، ولم يعرض اولمرت خريطة التنازلات الكبرى على الفلسطينيين. وكيف نعلم أن كل ذلك صحيح؟ لأن كل ذلك قد وقع: فقد حدثت هنا مظاهرات عاصفة ودعوات الى استعمال القوة وفتاوى حاخامين وقتل رئيس الوزراء على أقل من ذلك.


الضفة لن تصبح غزة
النائب عومر بارليف
قائد سابق لوحدة سييرت متكال الخاصة
معاريف 5/2/2014
 في الاسابيع الاخيرة رفعت الى البحث العام اهمية غور الاردن في اتفاق مستقبلي. خلافا للبحث الضحل والحزبي الذي بدأته النائبة ميري ريغف، فان الانشغال بالغور هو أمني، ويشتد ضمن امور اخرى بصدمة اطلاق قذائف الهاون والصواريخ من قطاع غزة. وقد بدأ اطلاق النار هذا قبل سنوات من الخروج من غزة. سنوات من الحدود السائبة بين القطاع وبين مصر، وكذا التمويل الايراني، جعلت غزة بقيادة حماس كيانا ذا قدرات خطيرة، ولكن ليست قدرات تهدد وجود اسرائيل. وعندما سنأتي للتوقيع على اتفاق لانهاء النزاع، فان نقطة المنطلق الامنية يجب أن توجه السيناريو الذي بموجبه في مثل هذه المرحلة او غيرها سيصعد نظام متطرف الى الحكم في الدولة الفلسطينية ويخرق الاتفاق. في مثل هذه الحالة سيكون هناك تهديدان محتملان على اسرائيل: واحد نظري وآخر ذو صلة.
التهديد النظري هو ‘جبهة شرقية’ جديدة: القوات التي ستهاجم من الشرق وتجتاز نهر الاردن. صحيح حتى اليوم، الجيشان العراقي والسوري مفككان، وللاردن جيش صغير نسبيا لا يشكل تهديدات استراتيجيا، بالتوازي بالطبع مع اتفاق السلام. وعلى فرض ايضا بانه في غضون بضع عقود سيتغير الوضع في الشرق الاوسط وستنشأ مرة اخرى ‘جبهة شرقية’، فان وجود بلدات اسرائيلية ومدرعات في قاطع طويل وضيق، متخلف طبغرافيا، بعرض نحو 15كم، لن يساعد بل العكس. اضافة الى ذلك، اذا ما كان غور الاردن جزء من الدولة الفلسطينية، واجتازت قوات العدو النهر الى اراضيها، فان الامر سيشكل للجيش الاسرائيلي انذارا جديرا بالاستعداد لهجوم مضاد.
التهديد الثاني، الحقيقي، هو تهديد الارهاب، الذي ليس وجوديا بالنسبة لنا. اليوم ايضا توجد امكانية لتنفيذ عمليات ارهابية من يهودا والسامرة (الضفة). وبهذا المفهوم فان الاتفاق مع الفلسطينيين يفترض أن يقلص هذا الخطر فقط.
من أجل منع تهريب الذخيرة والصواريخ من الاردن الى فلسطين، مثلما حصل على مدى السنين من مصر الى غزة، يجب خلق آلية رقابة مناسبة على طول نهر الاردن وفي معابر الحدود. يمكن الاكتفاء بتواجد جسدي على طول النهر، في قاطع بعرض 3 2 كم فقط، مثلما عرضت قبل بضعة اشهر في المبادرة السياسية التي نشرتها، ‘هذا في أيدينا’. وستمنع آلية الرقابة هذه تهريب الذخيرة ولن تسمح في كل سيناريو ان يكون التهديد من الضفة الغربية مشابها لذاك الذي من غزة.
يشكل الاتفاق لانهاء النزاع العمود الفقري في الامن القومي لاسرائيل وفي ترسيخها كدولة يهودية وديقراطية. اضافة الى ذلك، توجد فيه ايضا مخاطر ولكنها ليست وجودية. وذلك خلافا لتهديد الوضع الراهن، الذي من شأنه ان يجعلنا دولة ثنائية القومية. فالسيادة الاسرائيلية في غور الاردن مع او بدون بلدات اسرائيلية لا تشكل اي ضمانة لمنع هذه المخاطر بل ومن شأنها أن تشكل عائقا في وجه تحقيق الاتفاق نفسه وكذا للدفاع ضد التهديدات في ‘الجبهة الشرقية’.

ينبغي الكف عن الخوف والقرار ما هي السبل الاكثر نجاعة للحفاظ على الامن، واتخاذ مبادرة والقيادة. هكذا فعلت الصهيونية منذ بدايتها. وهكذا ينبغي لنا أن نفعل اليوم ايضا.




رجال الاعمال الاسرائيليون: إلى أين؟
تسفي برئيل
هآرتس 5/2/2014

ليس من الواضح تماما متى اشترينا تذاكر لهذا العرض. ربما كان ذلك مبادرة من لجنة العمال وربما كان افضالا منحته لنا شركة بطاقات الاعتماد، لكن من الواضح أن شخصا ما وفر علينا. إن العرض الذي دفعنا اليه يسمى ‘مسيرة السلام’ أو ‘التفاوض السياسي’. واعتقدنا أنه سيعرض على المسرح الوطني فلبسنا لباسا يلائم ذلك لكن تبين أن ذلك عرض فرنج آخر واسوأ من ذلك أنه مسرح وحيد بلغة انجليزية امريكية.
إن الممثل على المسرح وهو جون فلان، يضع على رأسه جُمة رمادية ملصقة بصورة جيدة لم تعرق فيها أية شعرة وهو يسمعنا حوارات ذاتية عن الاخطار والتهديدات وعن المقاطعة والحروب وعن وضع راهن لا يقبله العقل، أو باختصار نصوصا قديمة. ولا يؤثرون على هذا النحو في جمهور جرت عليه المحرقة أو رأى على الاقل افلاما عنها، ولا يخيفون على هذا النحو من مر بمتساده أو بالانتفاضة الثانية فهذا شعب من لا يقتله يُقويه. شعب يقوى فقط في مواجهة التهديدات ويقوى مثل الفولاذ في مواجهة المقاطعات، أو بلغة الفيلسوف العسكري بوغي (ولا يحتاج الى اسم العائلة لأن سقراط وافلاطون وفرجيل اشتهروا باسمائهم الخاصة)، شعب سيعرف كيف سيرتب اموره ايضا حتى من غير وجود السلام.
من الذي قصده بوغي بالضبط حينما قال ‘سندبر امورنا’؟ هل قصد فرقة الصراخ تلك التي تكرر مرة بعد اخرى السطر الذي منحها المخرج إياه: ‘لن يجعلنا أي ضغط نتخلى عن مصالح دولة اسرائيل الحيوية وفي مقدمتها أمن مواطني اسرائيل’، كما قال بنيامين نتنياهو، أو ربما ‘لا يمكن اجراء تفاوض مع مسدس موجه الى الصدغ’، كما قال يوفال شتاينيتس شعرا؟ من المؤكد أنه يقصد مواطني اسرائيل البكم الذين يحدقون فقط الى هذه المسرحية المموهة وكأنها لا تتعلق بهم. إنهم لم يخرجوا للتظاهر على الاضرار بمستقبلهم، ولم يحتجوا على افساد العلاقات بالدول الاوروبية، بل إنهم لم يهزوا رؤوسهم حتى حينما دفنا الغام في المناطق بأفضل ما يدفعون من اموالهم. ‘سندبر امورنا’، يجيب الجمهور بعد المردد الفرد بوغي لأنه هل يوجد شيء اكثر اسرائيلية من هذه العبارة؟.
اجل يوجد. إن عند هذا الشعب القديم الذي كانت ارض اسرائيله ‘قبل أن يأتي الفلسطينيون بآلاف السنين’، كما قال مؤرخ الجنس اليهودي نفتالي بينيت، جوابا اسرائيليا جديدا. إن المعجزة الاقتصادية التي حولت المستنقعات العفنة الى روضة ناضرة انشأت طبقة منتخبة جديدة من العاملين في الهاي تيك، ثرية بعيدة عن الجمع المستسلم، وهي التي تضع الحقيقة الجديدة في مقدمة الشعب، فقد اجتمع عشرات من رجال الاعمال على اعلان واحد تحت صورة نتنياهو وهم يطلبون اليه أن يدفع بمسيرة السلام قدما كي يصد حملة المقاطعة مع اسرائيل. وهم اناس أعزاء نواياهم خيرة، ومن مثلهم يعلم أن الاقتصاد والاستقرار الامني والسياسي توأمان لا ينفصلان.
لكن اليكم المشكلة. فقد ‘دبروا امورهم’ من غير السلام ويستطيع اكثرهم الاستمرار على ‘تدبر امورهم’. واذا جاءت المقاطعة فانهم يستطيعون أن ينقلوا مصانعهم أو دور برمجتهم الى خارج الدولة وقد فعل عدد منهم ذلك. ويحصد كثير منهم ارباحا طيبة من استمرار الاحتلال والاشتغال بالسياسة عندهم هواية فقط، وهم الآن الذين يمثلون أكثر من الجميع الفرق في داخل الشعب ويتحدثون باسم ‘الشعب’، أو أصح أن نقول باسم ‘جيب الشعب’. وهم مشاهير السلام الجدد.

لكن لنراهم يعطلون مصانعهم يوما واحدا كي يجرب ‘الشعب’ أو الحكومة فقط معنى المقاطعة الاقتصادية. أو ليكتبوا فقط في مغلفات منتوجاتهم شعار ‘بيبي وقع على الاتفاق’ كما ورد في اعلانهم، وليقودوا احتجاجا سياسيا وليقاطعوا الحكومة التي ترى السلام كارثة وهي في نفس الوقت تدللهم بالانعام. سيكون ذلك عرضا مناسبا للمسرح الوطني.




اليسار المثقف والمخادع
نداف هعتسني
معاريف 5/2/2014

بالفعل، محق ايلان لوكاتش يوجد تطابق واضح بين التعليم العالي والنزعة اليسارية، ولهذا فان معظم صحفيي اخبار 2 والصحفيين بشكل عام هم ذوو نزعة يسارية. ولهذا، بالمناسبة، عند استعراض عصبة العباقرة التي تفسر لنا في الندوات في التلفزيون من الصعب الا ينفجر المرء من التقدير. فالواحد إثر الاخر، من أمنون ابرموفيتش وحتى اودي سيغال اثبت أنفسهم الخبراء اليساريون على مدى السنين، وجسدوا كم هم محللون للواقع ومستشرفون للمستقبل بدقة.
يروجون لنا منذ الازل باننا مذنبون في كل شيء ويشرحون باننا فقط لو سلمنا العرب الاراضي، القتلة’ واعتذرنا، سنحظى برؤيا الاخرة. فقد ثقفونا في 1993 كم غير عرفات جلدته وهو سيحمينا من الان فصاعدا ضد حماس. ووعدوا باننا ما أن نوقع على اتفاقات اوسلو حتى ينفتح امامنا كل العالم العربي: سنربط شبكات الكهرباء بالخليج ونعقد صفقات استجمام في دبي. وبعد ذلك حصنوا اريئيل شارون ضد تحقيقات الفساد لانه قطعنا الى الابد عن المشاكل التي تأتينا من غزة، كما ادعوا. وتوقعوا بان على خرائب البلدات المدمرة في قطيف ستقام مشاريع زراعية وسياحية. وتوقعوا أن ينتهي النزاع بيننا وبين قطاع غزة مع الانسحاب، بالقبلات.
وبالفعل، من شدة مدى العقل والثقافة كل شيء تحقق. ووحدهم اليمينيون المتشنجون مثل كاتب هذا المقال كشروا عن وجوههم ورأوا السواد، وخاب ظنهم بالطبع. قليلو العقل من اليمين ادعوا بان عرفات لم يتوقف عن ان يكون ارهابيا، قاتلا وعدوا لنا، وأن في غزة ستقوم دولة ارهاب ستطلق نحونا الصواريخ وان الفلسطينيين ‘لم يغيروا القرص’ وسيواصلون السعي لابادتنا، وحيال التعليم للسلام والتسامح عندنا سيواصلون تعليم اطفالهم على محو اسرائيل من خريطة ‘فلسطين’. وقد حذروا من اعطاء الجولان للجزار من دمشق وادعوا بان في حارتنا الصعبة يجب أن نبقى أقوياء والا فانهم سيفترسوننا. وبالفعل كل شيء صفعهم على الوجوه واثبت كم هم مخطئون. ولهذا ايضا بقيت السيطرة التامة لليسار على معظم مواقع القوة في الصحافة الاسرائيلية ولا سيما في التلفزيون. وامام الشاشة الاذكياء من اليسار وحدهم يواصلون تحليل الوضع وتعليمنا ‘كي نفهم حقا ماذا يحصل.
هكذا ايضا في مجال الحساسية والتسامح العقائدي. محقون هم احينوعم نيني واعضاء لجنة جائزة الاعتبار في انه لا يعقل منح شخص متطرف مثل ارئيل زلبر جائزة على مشروع حياة. ولهذا فان دافيد ترتكوبر، الذي صاغ بيانا غرس فيه رمز الـ اس.اس النازي بين رموز وحدات الجيش الاسرائيلي، هو حاصل على جائزة اسرائيل. ولهذا فان يغئال تومركن الذي شرح بانه عندما يرى اصوليين يفهم النازيين، تلقى جائزة اسرائيل. ولهذا فان اوري افنيري، الذي بنى المقاطعة العالمية ضدنا وارتبط بياسر عرفات في حرب لبنان الاولى حصل على جوائز سكولوف ورابطة الصحفيين. ولهذا فان نيني التي وصفت اسرائيل بانها ‘دولة فاشية بامتياز′ وشاركت في احتفال يوم الاستقلال/الذكرى ‘البديل’ للفلسطينيين، حصلت على جائزة الاعتبار. فالثقافة، الاستقامة والنزاهة لقادة الرأي من اليسار تقدمنا الى الامام نحو مستقبل افضل مستقبل الحرب الثقافية.
وحقا، ايلان لوكاتش محق. عندما نرى كيف أن حكومات الليكود تواصل السماح للسياسيين من اليسار السيطرة على الصحافة الالكترونية وللمرشدين الستالينيين مثل احينوعم نيني وداليا رابين ليقرروا ما هو المسموح وما هو المحظور علينا التفكير به، واضح كم توجد لنا حكومة يمينيين اغبياء.



ضيق أمريكي من الهجوم على كيري
حيمي شليف
هآرتس 5/2/2014
 إن جوديت مارتن المعروفة بأنها ‘سيدة التهذيب’، هي ‘حنه بابلي امريكا’. إن مارتن في اعمدتها الصحفية التي تنشر في نحو من 200 صحيفة توصي قراءها على نحو عام بالتغاضي عن الاهانات لان ردهم عليها قد يكون غير مهذب. وكتبت تقول ذات مرة: ‘اذا اغلقت السبل جميعا يمكن آنذاك أن ترد ولكن بأدب ايضا’.
إن تغريدات التوبيخ من مستشارة الامن القومي سوزان رايس ردا على الهجمات في اسرائيل على وزير الخارجية جون كيري، هي شهادة على أنه بلغ السيل الزبى في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية. وفي هذا الايقاع وقد أصبح تيار الاهانات من القدس يبدو مثل موجة عكرة، قد تتجاوز الردود الامريكية قريبا الآداب المعروفة بالاسم العام ‘إيتكيت’، وهي كلمة ربما ليست لها ترجمة بالعبرية.
لم تكد تهدأ النفوس للكلام القاسي الذي وجهه وزير الدفاع موشيه يعلون وقذف به كيري ‘المسيحاني الموسوس′ قبل اسبوعين، حتى جاء عضو الكنيست موتي يوغاف من الائتلاف الحكومة كما تذكرون ووصف وزير الخارجية الامريكي بأنه ‘معاد للسامية’؛ ولم يكد يوغاف يبين أنه لم يكن يقصد ذلك ‘بصورة شخصية’ حتى جاء الآن الهجوم المشترك من القيادة العليا الحاكمة في البلاد على ‘تهديدات’ كيري ‘الذي يمسك بمسدس موجه الى صدغنا’ ويعمل مثل ‘بوق للمقاطعة المعادية للسامية’.
ليست هذه اول مرة بالطبع يتلقى فيها رؤساء ووزراء خارجية امريكيون اهانات منا ولا سيما حينما تسخن مسيرة السلام. فمنذ أن وقف قادة غوش ايمونيم خارج فندق الملك داود في 1974 وصاحوا بهنري كيسنجر قائلين إنه ‘يهودي صغير’ والى أن عُرف الرئيس اوباما ‘فرعون معاد للسامية’ قبل تجميد الاستيطان في 2010، كان قادة اليمين قد اعتادوا على الدوام أن يردوا بشدة زائدة على من جاءوا ليسلبوا اسرائيل ارضها بحسب تصورهم.
ليس الفرق الآن في توالي الاهانات ولا في المستوى المهتاج من رئيس الوزراء فمن دونه بل في المشاعر القاسية التي تقف وراء الشتائم. فرئيس الوزراء نتنياهو يشعر بأن الادارة الامريكية قد عملت من وراء ظهره بالتفاوض في احراز اتفاق مرحلي ذري مع طهران، وطعنته بسكين في ظهره، وما زال العاملون في الادارة الى الآن غاضبين جدا من تجند الايباك والمؤسسة اليهودية المعلن الشامل بقيادة نتنياهو من وجهة نظرهم تأييدا لقانون العقوبات في مجلس الشيوخ الذي تم صده الى الآن وهدفه كله كما يرون جعل سياسة الرئيس تتعثر.
إن شدة الاشتعال هذه ليست مفصولة بالطبع عن الشعور بالريبة وعدم الود اللذين نشآ بين اوباما ونتنياهو منذ توليا منصبهما في 2009. قال لي في هذا الاسبوع مقرب من الادارة الامريكية إن البيت الابيض يرى أنه يوجد خط مستقيم يصل توبيخ نتنياهو المعلن غير العادي لاوباما في لقائهما في واشنطن في أيار 2011 يمر بتشجيع نتنياهو لميت رومني في صيف 2012 وينتهي الى الاحداث المشتعلة الاخيرة. واضاف ذلك المقرب مبتسما إنه مما يقال في فضل نتنياهو أنه يتبرأ على نحو عام من شتائمه حتى قبل أن ينهي التلفظ بها.
يعرف الامريكيون اللغة الفظة التي تميز احيانا الحوار السياسي في البلاد، بيد أنهم لا يتوقعون أن يوجه هذا الاسلوب اليهم ايضا ولا سيما أن كل همسة في القدس في عصر الاتصالات الحديث تحظى بكشف فوري وبصدى عالمي. صحيح أن اوباما وكيري ينالهما في امريكا ايضا اهانات شديدة من خصومهما الجمهوريين لكن اسرائيل لا يفترض أن تتكلم مثل السناتور تيد كروز أو المذيع راشلمبو على دولة ما زالت حليفتها الكبرى وربما الاخيرة في العالم. وهم في امريكا يسمون ذلك وقاحة.

إن حقيقة أن اسرائيل اخذت تقيم آخر الامر مطلبها التقليدي من العرب وتقول ‘نحو الخارج ما تقوله نحو الداخل’ وبنفس الاسلوب لا تؤثر في الامريكيين. فهم يفضلون أن يعيدوا اسرائيل الى حوار دبلوماسي مقبول بحسب كل قواعد التهذيب والآداب مع اعتماد القدماء منهم شيوخ واشنطن على الايام التي كان فيها آبا ايبان الفصيح المهذب يمثل وجه الدولة وحده.



قرأ تيسير نظمي : تسونامي كيري يحمل مفاجأة صاعقة للأردنيين
المجالي يكشف سر الورقة ‘البيضاء’ في واشنطن: تسونامي كيري قد يحمل مفاجأة صاعقة تؤذي الأردنيين وعليهم ‘التوحد’ بهدف الإحتواء والمواجهة
بسام البدارين
FEBRUARY 5, 2014

عمان ـ ‘القدس العربي’: السياسي وعضو البرلمان الأردني عبد الهادي المجالي سفير سابق لبلاده في واشنطن وعسكري متقاعد رفيع المستوى ووزير ونائب وزعيم لأحد أهم الأحزاب الوسطية ولإحدى كتل مجلس النواب.
الرجل يحمل معه كل هذه الألقاب وهو يتبع منهجا تصعيديا في خطابه العلني أولا تجاه حكومة الرئيس عبدلله النسور، وثانيا تجاه مشروع جون كيري المفترض، الأمر الذي وضعه بين الأضواء في الأسبوعين الأخيرين في عمان.
المجالي تحدث إلى ‘القدس العربي’ بالتفصيل عن بعض المحاور التي طرحها مؤخرا.
فيما يخص مشروع جون كيري يرى المجالي ان أسوأ ما في الموضوع هو الخيارات المفتوحة على كل الإحتمالات بما في ذلك وجود مفاجأة صاعقة يمكنها أن تفرض إيقاعا سلبيا وتداعيات على المستوى الأهلي في الأردن.
ويطالب بالإنتباه جيدا فالإدارة الأمريكية ومن خلال خبرته كسفير في واشنطن تتجنب في الأحداث الكبيرة المماثلة الكتابة على ورق مختوم بختم وزارة الخارجية مثلا وثمة إجراء روتيني متبع في مثل هذه الحالات باسم الورقة البيضاء وهي ورقة غير رسمية وغير مطلوبة تدون عليها الملاحظات التي يمكن ببساطة أن تتحول لسياسات تفرض على الشعوب لاحقا.
ويوضح: أنا أعرف ذلك جيدا ولذلك حرصت ومن موقع مسؤول في البرلمان على أن أطرح تساؤلات محددة وأحذر من الأخطار، وزير الخارجية أدلى بتصريح نفهم منه عدم وجود شيء محدد.. أعتقد أنه تصريح مضلل فحديث مسؤول من وزن وليم بيريز وهو صديق وخبير في المنطقة وفي المسألة الفلسطينية والواقع الأردني عن التواصل بدلا من حق العودة حديث مثير أفهم منه أنا شخصيا أن خطة كيري المزعومة قد تأتي على شكل موجة تسونامي وفي توقيت حساس ودقيق وقد تطيح بالكثير من الأشياء.
باختصار ـ يضيف المجالي ـ لا أريد لوطني أن يتعرض لمثل هذه اللحظة الحرجة وما أراه أن مطبخ النخبة الموجود حاليا للأسف ليس على مستوى التحدي ولا على مستوى تصليب وتقوية جبهة الدولة الأردنية لمواجهة تسونامي كيري.
‘ مواجهة من أي نوع تقصدها خصوصا وأن الإنطباع العام يتحدث عن خطاب مناكف من جانبكم؟
‘ حتى أكون واقعيا أتحدث عن الإستعداد والتنبؤ والتوقع والجاهزية الوطنية وليس عن مواجهة بقصد الصدام.. وأتحدث عن حكومة قادرة على مواجهة التحدي بمعنى الإستعداد وطنيا له، أنا شخصيا أشك بقدرة الحكومة الحالية واذا كنتم تعتبرون شكوكي مناكفة لجهة أكبر من الحكومة دعوني أعتذر لكم وأقول: لا يتعلق الأمر بمناكفة لكن يمكن التوافق مع صيغة أنها ‘رسالة ‘.
‘ تقصد رسالة لصاحب القرار؟
‘ نعم هي رسالة لصاحب القرار لكنها من منطلق عدم المزايدة على شخص مثلي كنت ولازلت وخدمتي تمتد لأكثر من 57 عاما.. لا أقبل المزايدة لا على وطنيتي ولا على ولائي للنظام، وبهذا المعنى هي رسالة أقول فيها إننا بحاجة للإستدراك ولإجراءات ورموز تتولى إدارة المسألة لمصلحة النظام والشعب فهما في كل الأحوال في خندق واحد وعليه اسمحوا لي بالترفع قليلا عن صيغة المناكفة فأنا لست خارج السرب ولن أكون وعندما ألاحظ أو أسأل أو أقول أو أسجل موقفا من موقعي البرلماني والحزبي أفعل ذلك من داخل السرب الوطني فهذه الدولة بناها الأردنيون وأنا منهم.
اللقب العسكري
 ‘ هل أطربك استعادة لقبك العسكري في الإعلام كفريق أول متقاعد؟
‘ يشرفني أني تقلدت مناصب رفيعة وأحمل رتبة عسكرية لا يحملها إلا عدة رفاق سلاح في بلدي فأنا أنتمي للمؤسسة العسكرية وذلك مدعاة للفخر والشرف وعليه طبعا يساعدني جدا أن يكتب عني أو أخاطب بلقبي العسكري فهو من أعز ما أملك بعد وطني.
‘ يبدو أنك تتجه للتصعيد ضد الحكومة؟
‘ بصراحة هذه حكومة ضعيفة ومهزوزة وهذا رأيي وهو يقبل التقدير فأنا لا أحتكر دوما الصواب والحقيقة..
قدمت لنا موازنة غير مقنعة ولا تخاطب الشعب ولا الرأي العام لكي تبلغنا بما يجري بخصوص كيري أو غيره من القضايا المهمة.
يحق لي مثلا عندما أرى بندا في الموازنة المالية يتحدث عن كفالة حكومية أمريكية بمقدار 1500 مليون لقرض خارجي.. يحق لي أن أستفسر عن خلفيات هذه الكفالة فالأمريكيون ليسوا مجرد عابرين عندما يتعلق الأمر بالأرقام ولدي شكوك واضحة أن لديهم مشروع سياسي يحاولون فرضه على بلدي.
ولدي شكوك أن بعض الدول الشقيقة التي نجاورها ونحترمها ونقوم بواجبنا تجاهها تحجب هنا المعونة وتسيس المساعدات بضوء أمريكي أو وفقا لبوصلة أمريكية.. على الأقل يستطيع الأمريكيون حتى نكون واضحين تغيير معادلة المساعدات الأمريكية للأردن ومن حقي كمواطن أردني أن أسأل دوما عن السر الكامن وراء الإصرار على أن يبقى الإقتصاد الأردني على الحافة.
‘ هل تعتقد أن مشروع كيري أقرب للقدر السياسي؟
‘ مشروع كيري قد يكون قدرا وقد لا يكون و الإحتمالات متساوية لكن أقدر سياسيا أن زيارات الرجل الكثيرة للمنطقة لا بد أن تنتهي بشيء وأن وليم بيريز لا يزورنا بقصد السياحة وأعلم يقينا من هو العدو للشعبين الأردني والفلسطيني لذلك من واجبي اتخاذ كل الإحتياطات اللازمة.
‘ ما هي طبيعة برنامج ‘التصدي’ الذي تتحدث عنه؟
‘ يمكنني التحدث عن احتياطات ليس في سياق اللغة الخشبية غير الواقعية تحت عناوين التصدي والصمود والمجابهة والمواجهة لكن احتياطات يتوجب العمل عليها وفي أسرع وقت ممكن على الأقل وفي الحد الادنى حتى نخفف الأضرار أو نرفع من مستوى المكاسب أو ندير بكفاءة موقعنا التفاوضي في أي عملية يمكن أن تناقش معنا أو تفرض علينا.
عندما أتحدث عن إجراءات وطنية تخطر في ذهني فورا مسألتان:
أولا : وجود إدارة وحكومة واعية للتحدي وثانيا وهو الأهم أن نواجه كأردنيين أي مشاريع قادمة سواء تحت عنوان السلام والتسوية أو حتى تحت عنوان غياب السلام والتسوية.. يجب أن نواجه أي شيء موحدين ووفقا لقواعد جماعية وتوافقية للعبة وبرأيي هذا موضوع أساسي في هذه المرحلة نحن كأردنيين ومن كل المكونات في مركب واحد ونحن كشعب أردني بكل مكوناته أيضا في مركب واحد مع أشقائنا الشعب الفلسطيني.
من هنا فكرنا في حزب ‘التيار الوطني’ في لقاء عام لا يمثل أي من الأطياف لا على المستوى الجغرافي أو غيره وأنا أتحدث عن لقاء وطني عام يضع أجندة أولويات وطنية ويضع كلمة واحدة ناظمة للجميع بعيدا عن الشكوك والإتهامات المعلبة والرؤية الضيقة لزاوية الحدث وكذلك بعيدا عن الخطابات المتشنجة التي تخلوا من الدسم السياسي والوطني وبروز الهويات الفرعية.
العلاقة الثنائية
في مسألة العلاقة الأردنية الفلسطينية يوافق المجالي على أن الإستنتاج القائل أن ممارسة ‘الإفتاء’ في هذا المحور قبل إنجاز الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية المكتملة يلحق ضررا فعليا بالشعبين ويخدم المشروع الإسرائيلي.
ويمكن ببساطة ملاحظة ملامح ‘التغير’ في الخطاب التقليدي الموروث عن المجالي وتياره السياسي خصوصا عندما يتعلق الأمر بعلاقة الوضع الداخلي الأردني بالقضية الفلسطينية.
هنا حصريا يشير إلى تجاوز جدل الجنسيات وفك الإرتباط، ويؤكد: هناك واقع اجتماعي اليوم يقول أن الفلسطينين مكون أساسي ليس فقط في إطار الشراكة والتأسيس ولكن في إطار استيعاب المستقبل والحاجة الملحة إلى حضورهم في كل سياقات الوطن.
نتحدث اليوم عن مليوني لاجئ ومليون نازح ولاجئ وعن عدد لا أعرفه بمئات آلاف الاردنيين من أصل فلسطيني عبروا أو خدموا في الجيش العربي قبل النكبة أو كانوا موجودين في الأردن.
هؤلاء من يحمل منهم الرقم الوطني أردني تماما والقصة تنتهي ولا مجال للإنتقاص من أردنيتهم ولا من حقوقهم في العودة والتعويض في الوقت نفسه.. يبقى اللاجئون الآخرون في العالم وهنا تكمن الإشكالية التي لا بد من أن نفكر فيها مع بعضنا فعددهم كبير ولا يمكن استيعابهم في الأردن في وضعهم الحالي حتى ولو ضخت مليارات الدولارات وعلى هذا الأساس يبقى حق العودة مقدسا وإن كانت بعض الإجتهادات تحاول طرح أسئلة ‘واقعية’ من طـراز كيفية إنفاذ هذا الحـق؟ وإذا تقررت العودة على سبيل الفرض ما هوعدد الذين سيعودون فعلا على الأقل من حصة الديمغرافية في الأردن ؟ تلك أسئلة ينبغي أن يجيب عليها العالم وهو يتحمل مسؤولياته دون أي مساس بالمصالح العليا للأردن.
في الموضوع الداخلي ـ يختم المجالي ـ إذا حصلت تسوية وعملية سلام تختلف الأمور وتحسم كل القضايا التي نتجادل فيها في الأردن ويمكن لحظتها التحول فعلا لدولة ديمقراطية قائمة على أساس التمثيل السياسي كما يمكن الإنتقال لصفحة التمثيل القانوني لجميع المواطنين ومنهجية المواطنة.






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا