قصة قصيرة لجمال ناجي بعنوان ( الديك الآخر) - 1986- ارتفعت بالراهن لمستوى الرمز
الديك الآخر قصة • جمال ناجي لا بد من وسيلة تمكنني من مقارعته، او التعايش مع وجوده المكثف . انه ديك قوي ذكي ،ولماح ايضا. لست انا من يقرر هذه الحقيقة، هو الذي يفرضها بطريقته الصامتة. حين يمشي ، تتحرك عضلات فخذيه وظهره بوضوح ، على الرغم من غابة الريش اللامع المحيط ببدنه. من ينظر اليه لحظة وقوفه الشامخ، لا بد أن يتحرك بدنه بطريقة ما، على الأغلب ، فان من يشاهده في وقفته تلك، سيتذكر ان في الحياة ما هو اهم من مجرد اللغو واللهو والعبث: في الحياة هذا الاعتداد العارم بالنفس ، وهذا التماسك الجميل. لسبب لا اعرفه، أطلقت عليه اسم " أبو العبد"، غير ان هذه التسمية ايقظت في نفسي صخبا عارما، ورجعا مبهما: اصغيت الى ذاكرتي، لم اسمع سوى الصخب، والهدير الماحق السحيق . أبو العبد، ليس مجرد واحد من الطيور الداجنة السخيفة، ففي عينيه المستديرتين بريق وبأس ومراوغة قلما رأيتها حتى في عيون الرجال. حين يقترب من داري ، حيث دجاجاتي الأربع، تظل عيناه ترقبانني ، كأنما تنطقان: إني أراك! هو لم لم يهبط من كوكب آخر، انه ديك أرضي ، غير ان هذا لا يقلل من غرابة نظراته الصق