سعدي يوسف :الشيوعيّ الأخير يريد أن يتغدّى
Tweet الشيوعيّ الأخير يريد أن يتغدّى سعدي يوسف* كان الشيوعيُّ الأخيرُ يجولُ جولتَهُ الأثيرة في أزقّةِ طنجةَ ... هابطاً من هضْبةِ السوقِ القديمِ إلى مقاهي المرفأِ ؛ انتظرتْهُ ، يوماً ، مَن توهَّمَ أنها استهوَتْهُ أو هوِيَتْهُ ! وهو ، اليومَ ، ماضٍ نحوَها ، في المكتب البحريّ كان يقولُ : قد تأتي معي ، لنكون في رُكْنٍ ، بمطعمِها ، على البحرِ . السماءُ عجيبةٌ في شهر آذارَ ! الشيوعيُّ الأخيرُ يكادُ يغرقُ تحتَ سيلٍ دافقٍ من غيثِ آذارَ ... الملابسُ ( وهي شِبْهُ جديدةٍ حتى لأغنية الغرامِ ) غدتْ من الزخّاتِ ، أسمالاً ! إذاً يا صاحبي يا مَن أُسَمِّيكَ الشيوعيَّ الأخيرَ عليكَ أن تلقى حلولاً للتناقُضِ ! هل ستمضي نحوَ مَن تهوى؟ أتمضي تحتَ هذا السيلِ ؟ امْ ترتدُّ كالحلَزونِ في مُلتَفِّ قوقعةٍ ؟ أجِبْ في لحظةٍ ! قَرِّرْ ! وقَرَّرَ صاحبي أن يكتفي بالنزْرِ ولْيدخُلْ هنا ... في المطعمِ الشعبيّ ولْيأكلْ هنيئاً : طاسةَ العدَسِ ! المدينةُ سوف تعودُ مُغريةً غداً ولسوف يذهب نحوَ مَن يهوى ... هنالك عند أرصفةِ العبورِ إلى " طريفةَ