داعش :مكافأة لمن يقطف رأساً من المعارضة السورية
داعش :مكافأة لمن يقطف رأساً من المعارضة
داعش بعد ان قطعوا رأس احد افراد الجيش
السوري الحر.. ارشيفية
اعتبرت "الدولة الإسلامية في العراق
والشام" المعروفة بـ"داعش" أن أعضاء الائتلاف السوري المعارض هم
"هدف مشروع" لها، وذلك في تصريحات لمتحدث رسمي باسم هذا التنظيم الجهادي
الذي يخوض منذ أيام مواجهات عنيفة مع مقاتلين سوريين معارضين, بحسب ما نشرته جريدة
الحياة اللندنية الأربعاء.
وتوجه الشيخ أبو محمد العدناني في تسجيل
صوتي إلى عناصر تنظيمه بالقول: "اعلموا يا جنود الدولة الإسلامية أننا رصدنا مكافأة
لكل من يقطف رأساً من رؤوسهم وقادتهم، فاقلتوهم حيث وجدتموهم ولا كرامة ودونكم خيري
الدنيا والآخرة".
وأضاف العدناني "احملوا عليهم حملة
، واسحقوهم سحقاً وإدوا المؤامرة في مهدها وتيقنوا من نصر الله"، متوعداً المقاتلين
المعارضين بالقول: "والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر انتم
ومن يحذو حذوكم".
وتابع العدناني: "يا من تعرفون بجيش
المجاهدين وجبهة ثوار سوريا ومن دفعهم وأعانهم أو قاتل معهم، حتى من الكتائب التي ترفع
رايات إسلامية من غرر بكم؟ من ورطكم فتوقعوا على قتال المجاهدين وتغدروا بالموحدين؟"
من هم صُنّاع "داعش" ورعاتها؟!
08 - 01 - 2014
عريب الرنتاوي
ينهض الخطاب السياسي والإعلامي لمحور إقليمي
بأكمله، يمتد من 14 آذار في لبنان مروراً بالائتلاف الوطني في سوريا، وبعض قوى الأنبار
السياسية، فضلاً عن رعاتهم من عرب وإقليميين، ينهض خطاب هؤلاء على فرضية تقول إن
"داعش" هي صناعة إيرانية – سورية، أسهم حزب الله وبقية أطراف هذا المحور،
في تصنيعها وإطلاقها إلى حيز الوجود والتأثير، ومن يقرأ تصريحات و"مقالات"
بعض الناطقين باسم هذا المحور، يدرك أن "أمر عمليات واحد" قد صدر لهم جميعاً
لتكثيف الحديث بهذا الاتجاه، وبهذا الاتجاه فقط.
وتستند هذه الفرضية / الاتهام إلى بعض المعطيات،
منها على سبيل المثال لا الحصر، إقدام النظام السوري على إطلاق عدد من سجناء القاعدة
وتفريعاتها في السنة الأولى للثورة / الأزمة السورية، وهرب المئات منهم من سجون حكومة
المالكي، وبقية الحكايات المعروفة عن روابط طهران مع بعض قيادات القاعدة واستضافتها
لهم وهم في طريق الذهاب أو العودة من وإلى أفغانستان، أما مبررات المالكي والأسد لفعل
ذلك، فهي من وجهة نظر هذا الفريق: "شيطنة" معارضيهم، والإمعان في تهميش المكون
السنّي في الدول الثلاث التي طالما قلنا انها تشهد "حرباً واحدة".
الأصل، أن هذا الاتهام سبق وأن ارتفع في
وجه التيار الذي يرفعه اليوم ضد خصومه، استناداً إلى الخلاف الإيديولوجي/ المذهبي العميق
بين القاعدة والسلفية الجهادية من جهة وكل من إيران وحلفائها وهلالها من جهة ثانية،
فضلاً عن كون "البيئة المنتجة والحاضنة" للقاعدة وتفريعاتها، إنما تندمج
وتتماهى مع الحواضن الاجتماعية والمذهبية لهذا الفريق، ومن يستعرض مروحة أسماء قتلى
التيار الجهادي ورموزه، يجد أن يتحدّرون من بيئة هذه التيارات وحواضنها الإقليمية والعربية.
السياسة، وبالأخص الأمن، لا تعترف بحدود
الجغرافيا وتقسيمات سايكس بيكو والهويات المذهبية والدينية والقومية ... لا شك أن إيران
استفادت من توظيف القاعدة في "الجهاد" ضد الأمريكيين في العراق وأفغانستان،
ألم تستفد واشنطن من هؤلاء أنفسهم في "الجهاد" ضد السوفييت في أفغانستان
كذلك، ومن دون أن تقيم كبير وزن للطبيعة الإرهابية لهذه المنظمات؟!
النظام السوري فعل شيئاً مماثلاً، فهو سهّل
دخول السلفية الجهادية عبر حدوده مع العراق، ووسع دائرة تسهيلاته لتشمل لبنان ومخيماته
حين كانت له اليد العليا عليه قبل اغتيال رفيق الحريري ... وكان الحصاد مواتياً تماماً
لدمشق، فقد خرج الأمريكيون من العراق يجرجرون أذيال الخيبة، ومن دون أن تتاح لهم فرصة
تمديد احتلاله ليطال دمشق وعواصم أخرى... والمرجح أن النظام السوري ما كان ليتوقع أن
يأتي اليوم الذي سينقل فيه هؤلاء بندقيتهم من كتف إلى كتف، أما المؤكد فهو أن النظام
لم يقدر أن هذا اليوم سيكون قريباً، بل وقريباً جداً.
حلفاء النظامين السوري والإيراني في بغداد
اليوم، هم أنفسهم الذي "ذاقوا الأمرين" من القاعدة والسلفية الجهادية في
الأعوام 2005 – 2008، ألم يهدد المالكي الرئيس السوري بجلبه إلى محكمة جرائم الحرب
الدولية، قبل أن تدور الدوائر، ويتحول الأعداء الألداء إلى أصدقاء حميمين ... الأولوية
في عراق تلك الحقبة، كانت لطرد الأمريكيين وهذا ما عملت عليه طهران ودمشق، يداً بيد،
وقد نجحتا، حتى وإن دفع عشرات ألوف العراقيين الشيعة الثمن باهظاً.
بعض دول المنطقة الكبيرة منها والصغيرة،
استخدمت القاعدة بأشكال مختلفة ومراحل مختلفة ... من الحلف غير المقدس، ضد "العدو
الشيوعي" إلى الحلف غير المقدس ضد "العدو الشيعي" ... لبنان كان ساحة
تجلت فيها أبشع هذه الاستخدامات ضد "حزب اللات الرافضي"، واليوم تحولت سوريا
إلى "حلبة" لأكثر أشكال الصراعات دموية، حيث تستخدم القاعدة بمسمياتها المختلفة
في الحرب ضد النظام "النُصيري"، ومن ثم تُقدم ككبش فداء في الصراع على تمثيل
المعارضة وتقاسم النفوذ والهيمنة عليها، ولا بأس أن يدفع عشرات ألوف السوريين، من سنة
وعلويين، الأثمان الباهظة لهذه الحروب القذرة.
القاعدة ليست بندقية للإيجار، هذا تبسيط
مُخل لواقع هذه الحركة وتركيبتها وطبيعة قياداتها وفكرها ومناهج عملها ... بيد أن القاعدة
بخلاف الانطباع السائد عنها، تمتلك هوامش "معقولة" للمناور واللعب على التناقضات
وتوظيفها، وللتنظيم الدولي خبرة في "فقه الأولويات والضرورات"، أقله من منظور
حساباته وأهدافه ومصالحه وظروفه ... فهو حليف النظام السوري غير المباشر اليوم، وعدوه
اللدود في الغد، حليف محور الاعتدال العربي والإسلامي ضد السوفييت، وعدوه اللدود في
اليوم التالي، حليف السادات وقاتله، حليف 14 آذار اليوم، من دون أن يمنع ذلك من استهداف
رموزه ومؤسساته ومصارفه في الغد ... هذه هي سيرة القاعدة وتفريعاتها، لمن أراد أن يكون
منصفاً، من يراقب سلوك القاعدة وتحالفاتها، يدرك أن للجماعة أهدافاً لا تخطئها ولا
تتنازل عنها.
بعد اندحار السوفييت والمعسكر الشيوعي،
وقبل بعد سقوط العراق في قبضة الاحتلال الأمريكي وتمدد النفوذ الإيراني /الشيعي في
المنطقة، كرّست القاعدة جل عمليات ضد أهداف غربية وصديقة للغرب، ودشّن التنظيم
"عقد العمليات الكبرى" ضد الولايات المتحدة وحلفائها في أفريقيا واليمن وأوروبا
وصولاً إلى غزوتي نيويورك وواشنطن، لكن الأولويات تغيرت بعد ذلك، بالأخص بعد العام
2005، حين وقع العراق في قبضة أصدقاء إيران وحلفائها، واغتيل رئيس الوزراء اللبناني
الأسبق، وتعمق الشرخ المذهبي في المنطقة، ليبلغ حدوده القصوى مع اندلاع الأزمة السورية،
ولتُدشّن القاعدة "عقد الحرب المفتوحة على هذا المحور" في دوله الثلاث.
مثل هذه التبدل في أولويات القاعدة واستهدافاتها،
ينسجم أتم الانسجام مع مصالح وحسابات دول ومنظمات وشبكات دعوية ومجالس فقهية وأجهزة
استخبارية ليست خافية على أحد ... وإذا كان لا بد من ربط القاعدة بأي من المحورين المصطرعين
في المنطقة، فإنها من دون شك، الأقرب إلى المحور المناهض لإيران وحلفائها، بخلاف الفرضية
/ الاتهام الذي بدأنا الحديث عنه في مطلع مقالتنا اليوم.
أما مطلقو الاتهام بأن القاعدة "صنعت
في طهران – دمشق – بغداد – الضاحية الجنوبية"، فإنهم يستخفون بعقولنا جميعاً،
هدفهم الأول والأخير درء الاتهام عن أنفسهم لا أكثر، والأهم، قطع الطريق على ميل غربي
جارف للتعاون مع روحاني في إيران والمالكي في بغداد، وربما مع الأسد في سوريا، وقد
يتطاول التعاون ليصل حزب الله في مرحلة ما، ودائماً تحت شعار الحرب على الإرهاب، وهم
اليوم يضحون بالنسخة الأكثر قبحاً من القاعدة ممثلة بـ "داعش" من أجل تسويق
نسخة مزيدة ومنقحة عنها ممثل بـ "النصرة" و"الجبهة الإسلامية"
و"جيش المجاهدين".
من هي "داعش"؟
(ا.ف.ب)
تعد "الدولة الاسلامية في العراق والشام"
(داعش) تنظيماً جهادياً يضمّ عناصر من جنسيات مختلفة يقاتل النظام السوري ومقاتلي المعارضة
حلفاء الامس الذين استاؤوا من تجاوزاته. وقد استولى هذا التنظيم على مدينة الفلوجة
غرب العراق.
انبثق تنظيم "داعش" عن
"دولة العراق الاسلامية"، المجموعة الجهادية المسلحة التي يتزعمها ابو بكر
البغدادي الذي ارسل عناصر الى سوريا في منتصف 2011 لتأسيس "جبهة النصرة".
وفي نيسان 2013، اعلن البغدادي توحيد "دولة العراق" و"جبهة النصرة"
لانشاء "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، لكن "جبهة النصرة"
رفضت الالتحاق بهذا الكيان الجديد، وينشط كل من التنظيمين بشكل منفصل في سوريا.
يقدر تشارلز ليستر الباحث في مركز
"بروكينغز" في الدوحة عدد مقاتلي "داعش" في سوريا بما بين ستة
وسبعة الاف، وفي العراق بما بين خمسة وستة الاف. ولم يتسن التأكد من هذه الارقام من
مصادر اخرى.
وفيما خصّ جنسيات مقاتلي "داعش"،
فان معظم المقاتلين على الارض في سوريا هم سوريون لكن قادة التنظيم غالباً ما يأتون
من الخارج وسبق ان قاتلوا في العراق والشيشان وافغانستان وعلى جبهات اخرى.وفي العراق
معظم مقاتلي داعش هم عراقيون.
ووفق الخبير في الشؤون الاسلامية رومان
كاييه من "المعهد الفرنسي للشرق الاوسط"، فان عددا من قادة التنظيم العسكريين
عراقيون او ليبيون في حين ان قادته الدينيين من السعودية او تونس.
ولم تعلن "الدولة الاسلامية في العراق
والشام" ولاءها لزعيم "القاعدة" ايمن الظواهري الذي سمى "جبهة
النصرة"، الجناح الرسمي للتنظيم في سوريا. لكن لـ"داعش" نفس العقيدة
الجهادية التي للقاعدة معتبرة ان انشاء دولة اسلامية في سوريا مرحلة اولى لقيام دولة
الخلافة.
ولا يبدو ان "الدولة الاسلامية في
العراق والشام" تحظى بدعم معلن من دولة معينة، وبحسب محللين يحظى التنظيم بالقسم
الاكبر من الدعم من جهات مانحة فردية معظمها من الخليج. وفي العراق يتبع التنظيم لشخصيات
عشائرية محلية.
ورحبت المعارضة السورية في البداية بـ"الدولة
الاسلامية في العراق والشام" لانها حظيت بدعم مجموعة جيّدة التدريب والتجهيز.
وتعاون التنظيم مع "جبهة النصرة" ومجموعات اسلامية اخرى خصوصاً "احرار
الشام" لمحاربة النظام.
لكن رغبتها في الهيمنة والتجاوزات التي
ارتكبتها خصوصا اعمال الخطف التي طاولت ناشطين وصحافيين اجانب، وقتل مدنيين ومقاتلين
في تنظيمات معارضة اخرى دفعت بثلاثة تجمعات متمردة اساسية الى محاربتها.
وبحسب "المرصد السوري لحقوق الانسان"،
يحتجز هذا التنظيم الاب اليسوعي باول دالوليو وحوالى عشرين صحافيا اجنبيا، بينهم مراسل
قناة "اوروب 1" ديدييه فرنسوا ومراسل "لو بوان" نيكولا انان ومراسل
صحيفة "ال موندو" خافيير اسبينوسا والمصورون ادوار الياس وبيار توريس وريكاردو
غارسيا فيلانوفا. وفي حزيران، اثار مقاتلون من "داعش" استياء واسعا لاعدامهم
فتى في اـل15 من العمر في حلب.
النهار
النهار
تعليقات