الصحف الأردنية الثلاث تتجاهل إصدارات حركة إبداع وحفل إشهار رواية تيسير نظمي
راجمة حركة إبداع من عمان : لم يحضر مراسلو الصحف الأردنية اليومية حفل إشهار رواية تيسير نظمي في قاعة غالب هلسا برابطة الكتاب ، بل استعاضوا عن ذلك بالهاتف فقط وبما بثته مواقع حركة إبداع والروائي نفسه على صفحته على الفيسبوك. أما الذين تطوعوا من زملاء ورفاق تيسير نظمي فقد قاموا بأنفسهم بالتصوير مثل المصور الصحفي في "العرب اليوم" سابقا الزميل صلاح أبو وهدان و المدير التنفيذي للرابطة المهندس نصر حمام . لكن المفاجأة كانت بالحضور الهائل الذي غصت به قاعة غالب هلسا التي بالكاد يحضر كثيرا من فعالياتها نفر لا يتجاوزون عدد أصابع اليد رغم حضور الدكتور أحمد ماضي و رئيس الرابطة المشارك بنفسه بالاحتفالية ، إلا أن زملاء بل وكثير من رفاق تيسير نظمي في اللجان ، الترجمة والحريات والنقد الأدبي تغيبوا عن هذا الاحتفال النادر و بالمثل للقنوات الفضائية التي لا تختلف كثيرا عن التلفزيون الرسمي الأردني في التعتيم على كاتب ومترجم وأديب وناقد بوزن تيسير نظمي .
قدم
الناقدان الدكتور زياد أبو لبن ، رئيس رابطة الكتاب الأردنيين والدكتور محمد
عبدالله القواسمي الأكاديمي والناقد قرائتهما
النقدية للرواية الرابعة للناقد
والقاص والروائي والمترجم تيسير نظمي في حفل إشهار "وقائع ليلة السحر في وادي
رم" المكتوبة عام 2004 والصادرة عام 2016 في حفل وصفة البعض بالأمسية
الخرافية وقد غصت رابطة الكتاب بالحضور رغم الأجواء الباردة والأحوال المعيشية
للناس في
عمان. وفيما يلي القراءتان
في رواية غير عادية لكاتب غير عادي عاش ربع قرن استثنائيا في الكويت وربع قرن آخر في
الأردن على أمل أن يعيش آخر لحظات حياته في فلسطين.
قراءة في رواية (وقائع ليلة السحر في
وادي رم)
د. زياد أبو لبن
نحن
نتعامل مع رواية غير تقليدية في معمارها الفني، فهي رواية تفكك الأحداث من الداخل
لتعيد بناءها من جديد، وذلك أثناء حركة المكان (وادي رم) الذي يمتد عبر قرون مضت
من التاريخ بوقائع معاصرة، أو بأحداث معاصرة، وكأننا منذ بداية الرواية نتحرك مع
كاميرا سينمائية لإلتقاط تفاصيل المكان، وحركة الشخوص، وسير الأحداث، وهي حركة
بطيئة، تأخذ وتيرة متصاعدة، وتبرز أسماء لأمكنة ومرجعيات تاريخية ورموز ثقافية، كل
هذا يسهم في صياغة رواية غير نمطية البناء، فمنذ عنوان الرواية، وهو مفتاح النص
(وقائع ليلة السحر في وادي رم)، إذا هو ليس بواقعة واحدة، وإنما وقائع متعددة،
تتنقل بحركة الكاميرا السينمائية، لتكوّن مشهدا على فضاء متسع لكل احتماليات الدال
والمدلول.
تتداخل
أجناس أخرى في الرواية: سيرة، نص، قصة قصيرة، قصيدة، كل هذا التداخل يخلق حالة
جديدة من فهم الرواية دون فصلها عن شخصية كاتبها تيسير نظمي نفسه، خاصة أن أحداثها
تقوم على سيرة ذاتية.
تمتد
هذه الرواية عبر سنوات العمر منذ ولادة الرواي/كاتبها، حتى عام 2004، وتتوزع
الأمكنة بين سيلة الظهر- فلسطين المكان الأول لتيسير نظمي، والأردن والكويت، وبقية
الأمكنة التي ترد في العمل الروائي هي أمكنة تتفاعل معها أحداث الرواية ضمن
مرجعياتها الثقافية، من خلال الرموز والأسماء والإشارات التاريخية.
من
يقرأ الرواية من بدايتها حتى صفحة 48 يتبين أن هذا العمل مفكك، أي على القارئ
إعادة بناء الأحداث وفق سيرها بعد هذه الصفحات، خاصة أن الصفحات الأولى تكشف عن
مكان محوري في الرواية وهو "وادي رم"، وهو ما تضمنه اسم الرواية باعتبار
أن العنوان مفتاح للدخول وكشف مغاليق العمل الروائي.
ينهض
العنوان الفرعي في الرواية "الطريق" على عناوين سبقته مثل: وادي رم،
الحدث، الركاب، الوقائع الممكنة والمرفقات، العشاء ما قبل الموسيقى، الرواية
الثالثة، الرواية رقم 22، الرواية رقم 25، الرواية رقم 13، الرواية رقم 18،
الرواية رقم 15، رواية رقم 2، رواية الشخص، ترجمة عربية لجانب من الرسائل
المتبادلة بين الشخص والشاعرة الأيرلندية، من رسائل الشخص إلى الشاعر الفرنسي الشاب
ديفيد دوموتير، عواء الذئب، رسائل من مجهول عبر الانترنت وصلت بالبريد الإلكتروني
لمعظم الركاب، من حوار دار على شبكة الانترنت بين ثلاثة من أعضاء الرحلة، خبر صغير
عن سرقة جبل وادي رم، حوار داخي، مونولوغ.
نتبين
أن هذه العناوين تنشأ على غرائبية أو على عمل أشبه بالفنتازيا، حتى الأرقام التي
تظهر في الرواية والتواريخ الميلادية لتسجيل وقائع الرواية فيها غرائبية بقصدية
المؤلف نفسه صانع الأحداث، وإحدى شخصياتها (انظر: رسالة: عزيزي السيد بلوم ص 27).
جاء
مفتتح الرواية على مشهد يوغل في القدم، وهو مشهد وادي رم، وعلى حقيقة علمية في كشف
حركة النجوم في الكون، ما بين نجوم سابحة ونجوم مولودة ونجوم ميتة، حسب النظريات
العلمية، هذا المفتتح جاء ليؤكد حقيقة علمية، كما أن وادي رم حقيقة تاريخية، كي
يربط الكاتب بين الحقيقة العلمية والتاريخية وبين الوقائع التي تسيّر أحداث
الرواية باعتبارها حقيقة واقعة في حياة الكاتب نفسه.
إحدى
شخصيات الرواية شخصية عجائبية، تشارك باقي الشخصيات في أحداث الرواية، وهي شخصية
الكائن الفضائي الغريب العجيب، ومن خلال الكشف عن هذه الشخصية في فصول الرواية
نتبين أنها هي شخصية الكاتب نفسه، فهي شخصية غير متصالحة مع نفسها، كما أنها غير
متصالحة مع الآخرين، باعتبارها شخصية تعيش خارج حدود الزمان والمكان، وإن كان
تحديد الفضاء الزمني في الرواية بعام 2004 ضمن احتفاليات مهرجان جرش الثالث
والعشرين، إلى أن هذا التاريخ يكشف عن أحداث جرت في فضاء الرواية المكاني ألا وهو
وادي رم.
هناك
شخصيات متعددة في الرواية، منها شخصيات تشارك في صنع الأحداث، وشخصيات على هامش
الأحداث، وشخصيات مستدعاة من التاريخ أو عبر أزمنة مختلفة، لتضي جوانب خفية من
أحداث الرواية.
الشخصيات
الهامشية: مسؤولة الرحلة لوادي رم، صحفية من أمانة عمان، ثلاث شاعرات أجنبيات من
رومانيا (روديكا) وإيرلندا (شيند) وإسبانيا (جوزيفا)، وشعراء عرب، وصحفيات عربيات
من لبنان وسوريا ومصر والأردن، وسائق الباص، وشخص لم تحدد صفته.
الشخصيات
المستدعاة: سحر خليفة، سيزيف، بروميثيوس، السيد بلوم، ستيفن ديدالوس، سانشوبانثا،
السيدة مور، لورنس العرب، محمود درويش، رامسفيلد، سيدنا إبراهيم، نانسي عجرم، هيام
الحموي، أنطوني كوين، عمر المختار، زوربا، سمير نقاش، مدام ربيحة، جريس سماوي،
ثوديوراكس، ..........
هناك
حشد كبير لإحالات تاريخية توقع القارئ في فوضى المكان، وأظن هذا ما سعى إليه
الكاتب، كي يقول لنا في نهاية الرواية أنها هي فوضى الحياة.
يتحرك
الراوي/كاتب الرواية في رصد حركة الشخوص في المكان، وهو أشبه بحركة كاميرا
سينمائية، تُهيء لحدث قادم، خاصة في مشهد (العشاء ما قبل الموسيقى)، ثم يتصل السرد
الروائي بالوصف، للكشف عن وقائع حقيقية تشكل في نهاية المطاف سيرة حياة الكاتب،
بأسلوب روائي، أو رواية متشبّعة بالسيرة الذاتية.
لعبة
الراوي في الكشف عن أسماء الشخصيات خلال السرد وعدم الكشف عن بعضها الأخر، مثل:
صحفية رفضت ذكر اسمها، وشاعرة رفضت ذكر اسمها، وصحفية لبنانية تتحفظ على ذكر اسمها
حاليا، هي لعبة العمل الروائي الذي يدفع بالقارئ إلى التحفز وانتظار المفاجأة كما
يحدث في الفيلم السينمائي، في لحظة تصاعد الأحداث وتوترها، طبعا الفيلم السينما هو
في الأصل نص روائي، لكن كل المؤثرات الأخرى في الفيلم تساعد في تصعيد الأحداث
وتوترها.
يستخدم
الكاتب اللغة الانجليزية (ص29، 31، 40-41)، في أحداث الرواية، كما يستخدم
اللهجة العامية، وهذا الاستخدام قد خدم الرواية واقنع القارئ بواقعية الأحداث
والشخصيات.
تعدد الخطابات في رواية :
"وقائع ليلة السحر في وادي رم" لتيسير نظمي
د. محمد عبدالله
القواسمة
الظاهرة
التي تلفت الانتباه في العمل الذي نهض به تيسير نظمي " وقائع ليلة السحر في
وادي رم" تعدد الخطابات وتنوعها، فتواجهنا خطابات سردية حكائية، وسردية
تاريخية توثيقية، وخطابات شعرية وحوارية. تنبثق كلها - كما يقول العنوان - في ليلة
غريبة مليئة بالأحداث التي يمتزج فيها الواقع بالخيال.
تبدأ
الخطابات السردية بحدث مهم، يتمثل في هبوط كائن فضائي في وادي رم حيث كانت
الاستعدادات تجري لبدء احتفالات مهرجان جرش لعام .2004. ويختفي هذا الكائن دون أن
يحدد العمل مكان اختفائه؛ أكان بين شقوق مرتفعات رم أم في الرمل الذي تكوّن في
الوادي من المحيطات والبحار القديمة. ويرافق
هذا الحدث وصول الرحلة السياحية،التي أعدتها إدارة مهرجان جرش لمجموعة
من الصحفيين والمثقفين العرب والأجانب إلى المكان،وتبدو من بينهم شخصيات بأسمائهم
الحقيقية، وتصل الرحلة الى خيمة نُصبت في الصحراء وقد جَهز لأعضائها عشاء فاخر.
ونجد
ضمن الخطابات السردية نصوصًا تقترب من القصة القصيرة، مثل ما جاء تحت عنوان
"الشمس لها قاطفًا"، فهذا النص ينبني على حدث يعلن فيه السارد عن هويته،
وهو تيسير نظمي،يسرد لابنته عما وقع له ذات ليلة عندما سدت في وجهه الأبواب،لا
يملك من المال أجرة سيارة تقله إلى مكان يؤويه، فيلجأ إلى بائع القهوة أمام جريدة
الدستور، يصعد معه في سيارة استأجرها ليصل إلى مكان سكنه. يترجل السارد
في الطريق ويسيروهو يرغب في المشي طوال الليل؛لأنه لا يملك حتى ولو دينارًا واحدًا
يكفي لينام في فندق رخيص في وسط البلد لكنه كان يخشى أن تصادفه دورية أمن فتشتبه
به.هكذا ظل يمشى في شوارع عمان حتى تعبت قدماه،واهترأ حذاؤه. وتبلغ المأساة في
داخله حدًا لا يطاق، وهو يتأمل البنايات
الشامخة والسيارات الفارهة التي تمر عنه؛ عندما يرى عمان مدينة ناكرة لأمثاله،
كارهة له: " عمان أخذت شمسي وما زالت تنكرني، لا لشيء سوى لأنها مدينة عمياء
أبصرها كل يوم لا يمكن لها أن تراني لمرة واحدة "(ص159)
الروائي تيسير نظمي |
وإذا
كان هذا النص يقترب من القصة القصيرة ذات الفكرة المتمردة على الواقع، فإنه يرد
بضمير المتكلم الذي يتبناه تيسير نظمي نفسه. والحقيقة أن في العمل رقاعًا أخرى من
النصوص تكشف عن شخصية نظمي بوضوح. فقد وردما يشير إلى علاقته بناجي العلي في أثناء
وجودهما في الكويت،فيتحدث عن لقائهما وناجي متوجه إلى جريدة القبس ومعه محمد
الأسعد.يسأله عن أسباب صمته؛ فكان أشدَّ ما يزعج ناجي الصمت، ويتولى الأسعد
الإجابة عنه.ويفجر هذا اللقاء مونولوجًا طويلًا تتداخل فيه الأمكنة والأزمنة،
وتمتزج فيه الذكريات عن تلك الحياة التي عايشها تيسير منذ مجيئه إلى الحياة.
يقول:"إذا صحت النظريات العلمية
عن
التكوين فإنني بدأت أتشكل في أجواء جنائزية جعلتني فيما بعد قريب القلب واللسان من
جنوب شرق تركيا ومن الموسيقى والتراتيل الحزينة أكثر مني قريبًا من الفرح، توالت
الخسارات ومتتاليات الفقدان في كل شيء وصولا للنصف قرن الذي عشته"(ص102-1039)
ومن
الخطابات التاريخية الخطاب الذي ورد تحت عنوان "عمان.. نخبة الدهر في عجائب
البر والبحر" فهو يظهر اهتمام نظمي بعمان على نكرانها له، وهو بحق بحث علمي
متماسك يمكن نشره في مجلة تاريخية أو ثقافية،يتناول الحديث عن عمان من العهود
السابقة حتى العصر الحديث،اعتمد فيه تيسير على المصادرالتاريخية،مثل: كتاب المسالك
والممالك لابن خرداذبة (ت 893م) والمقدسي (ت990م) في كتابه أحسن التقاسيم، ومعجمه
معجم ما استعجم. وكما استعان في وصف عمان بالمؤرخين المحدثين مثل عبد الكريم
غرايبة في كتابه "سوريا في القرن التاسع عشر 1840_ 1876" والمستشرقة فرنسيس املى نيوتن في كتابها "خمسون عاماً في فلسطين
" التي زارت عمان عام 1900، وقالت عنها بانها "خربة شرقية قذرة"
ص163، ونزل بها عام 1921م خير الدين الزركلي وذكرها في كتابه ( عامان في عمان)
بأنها قرية قليلة السكان، ضئيلة المباني مظلمة السبل...."(ص164)
أما
عن الحوارات التي ترد فيلاحظ أن بعضها يتم على شبكة الإنترنت باللغة الإنجليزية
بين أعضاء الرحلة السياحية (ص40-41) وبعضها يجرى في رسائل أو في كلام عادي بين
الشخصية الساردة وبعض الشخصيات الحقيقية. ومن أهم هذه الحوارات ما كان مع رجال
الأمن حول فقدانه بطاقة الأحوال المدنية، والذي انتهى بتوقيفه في المركز
الأمني(ص45-46)
وترد
في العمل ثلاث قصائد تقرأها شخصية تدعى روديكا:القصيدة الأولى هي "وقت
لاستحمام الديناصورات" لا تتناول الديناصورات كما في العنوان بل تتحدث عن
تردي الشعر في العصر الحالي؛فهو فارغ المعنى وعديم الموسيقى:"إنه كلام منثور منثور
/ لم يعد يصلح إلاللمهرجانات"(ص103)، والقصيدة الثانية عنوانها "وحشة
الطريق"وفيها يتبدى الفراق والوحدة والإحساس بالنهاية والمصير
المجهول:"إننا فقط ماضون / ليظل وحده الطريق"(ص145)،أما الثالثة
فعنوانها "امرأة الكلام" وتبدو فيها شخصية المرأة فاقدة الأنوثة شرسة
ومتمردة، كأنها كما ورد وصفها في موضع آخر:" كلما اقتربت منها استعدت
للنزال" (ص136)
كانت
هذه أشكال الخطابات التي استخدمت في "وقائع ليلة السحر في وادي رم"،وهي
تثير أسئلة عن هذا الكائن الفضائي الذي تردد ظهوره في كثير منها، وكذلك عن الجامع
بينها، والعلاقات التي تربط بعضها ببعض.
من
الملاحظ أن الكاتب لا يفصح عن حقيقة هذا الكائن الفضائي ودوره النصي،فهو يشير إلى
أنه قد يكون تيسير نظمي نفسه بصفاته الرصيفية،كما يبدو في الحكاية التي وردت
في الرقعة النصية التي جاءت تحت عنوان
"ختيار السيرفيس": ففي يوم قائظ يحل السارد عمان قادمًا من الضفة
الغربية، ويصعد إلى السيرفيس، ويجلس في المقعد الخلفي، يسأله شريكه في المقعد إن
كان من الضفة،فيجيبه بسخرية إنه من المريخ.وهنا تحدث المفارقة عندما يقول الرجل
إنه ساكن هناك،أي في جبل المريخ.
ويظهر
الكائن الفضائي بأنه رمز واضح للقوى الخفية التي تمارس عملها في المنطقة في رسالة
الراوي السارد إلىالسيدةشيند،وهي شاعرة أيرلندية.يقول السارد: "أريد أن أسألك
أنت بالذات عن الكائن الفضائي الجاري البحث عنه بسرية تامة هذه الايام في ربوع
الشرق الأوسط الصغير .."(ص21)
ويبدو
في موضع آخر أن هذا الكائن الفضائي لعبة اخترعت من أجل خلط الأوراق، وتشتيت
الانتباه عن قضايا مهمة في المنطقة، أو أنه مخلوق غامض يظهر في مكان ويختفي من
مكان آخر،وبناء على حركته تلك كما نقرأ في العمل:"فإن التطورات وربما كوارث
قد تقع في أنحاء متفرقة من العالم ويبقى السؤال: لعبة من هذه المرة حكاية الكائن
الفضائي؟ وهل هي إعلامية سياسية أم لمجرد الهاء الرأي العام عما يجري في فلسطين
والعراق من تطورات" (ص 44)
أما
عن الجامع بين هذه الخطابات وميزاتها فيمكن القول إنه يتمثل في أنها تدور كما يظهر
من خلال العنوان " وقائع ليلة السحر ويبدو
في موضع آخر أن هذا الكائن الفضائي لعبة اخترعت من أجل خلط الأوراق، وتشتيت
الانتباه عن قضايا مهمة في المنطقة، أو أنه مخلوق غامض يظهر في مكان ويختفي من
مكان آخر،وبناء على حركته تلك كما نقرأ في العمل:"فإن التطورات وربما كوارث
قد تقع في أنحاء متفرقة من العالم ويبقى السؤال: لعبة من هذه المرة حكاية الكائن
الفضائي؟ وهل هي إعلامية سياسية أم لمجرد الهاء الرأي العام عما يجري في فلسطين
والعراق من تطورات" (ص 44) أما عن الجامع بين هذه الخطابات وميزاتها فيمكن
القول إنه يتمثل في أنها تدور كما يظهر من خلال العنوان " وقائع ليلة السحر
في وادي رم" حول غرابة هذا العالم، وبيان أن ما يجري فيه يشبه ألاعيب
ساحر؛لهذا لا غرابة في أن تتعالقهذه الخطابات وعتباتها بتعاليات نصية مختلفة؛ فعلى
سبيل المثال، تلتقى مفردة "وقائع" الواردة في العنوان الرئيسيبعنوان
رواية إميل حبيبي "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"
ورواية ماركيز"وقائع موت معلن". وتحيلنا بعض العناوين الداخلية، مثل
عنوان "العشاء ما قبل الموسيقى"إلى ما ورد في "العهد الجديد"
عن عشاء السيد المسيح مع تلاميذه قبل اعتقاله ومحاكمته وإلى لوحة "العشاء
الأخير"ليوناردو دافنشي، ويذكرنا عنوان "النمور في اليوم ال23"بقصة
زكريا تامر "النمور في اليوم العاشر".
وفي
النهاية، يمكن القول إن ما جاء تحت عنوان " وقائع ليلة السحر في وادي
رم" بنية خطابية كلية تتكون من بنيات خطابات متعددة، تقدم من وجهة نظر الراوي
الغائب أو الذاتي القريب من الكاتب تيسير نظمي، من خلال استدعاءات زمكانية توالت
على شكل موجات وقفزات فكرية وتخييلية دون اهتمام بالتجانس والتلاحم بينها، ودون
اهتمام باللغة وسلامتها حتى إن بعض العتبات النصية جاءت بأرقام لاتينية.إنه التمرد
التام على كل شيء، ولكنه حقًا تمرد مثير يشير إلى الحس المتوثب لصاحبنا تيسير،
وينبئ بثقافته الواسعة.
تعليقات