حكومة يمينية متطرفة تتجاهل الفلسطينيين قابلة للتوسع
حكومة يمينية متطرفة
تتجاهل الفلسطينيين قابلة للتوسع
أعلن رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الإربعاء تشكيلة حكومته الرابعة الجديدة، قبيل ساعة
من انتهاء مهلة تكليفه، بعد مفاوضات عاصفة مع تحالف أحزاب المستوطنين "البيت اليهودي"،
الذي رفع سقف مطالبه مستغلا الأزمة التي يواجهها نتنياهو في تشكيل الحكومة. واختار نتنياهو حكومة يمينية
متشددة ضيقة، وهشة ترتكز على 61 نائبا، من أصل 120 نائبا في الكنيست.
وتوقعت مصادر قيادية
في حزب "الليكود" وكل الحلبة السياسية، بأن هذه حكومة عمرها قصير، وأن نتنياهو
سيسعى إلى توسيعها، حتى وإن كان على حساب شركاء قائمين.
ولا تذكر الحلبة
السياسية الإسرائيلية مشهدا كهذا، يضطر فيه رئيس الوزراء المكلف لاستغلال حتى الساعة
الأخيرة من مهلة التكليف، كي يعلن عن تشكيل حكومته.
وأرجع سياسيون
تأخر إعلان نتنياهو حكومته إلى الأزمة التي أثارها زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"
العنصري، أفيغدور ليبرمان، الذي أعلن يوم الاثنين الماضي، انسحابه من المفاوضات الائتلافية،
احتجاجا على الاتفاقيات التي أبرمها حزب "الليكود" مع كتلتي المتدينين المتزمتين
"الحريديم"، التي ستعفي من جديد شبان "الحريديم" من الخدمة العسكرية
الالزامية، وتعيد ميزانيات ضخمة لمؤسسات الحريديم.
وبعد إعلان ليبرمان،
وافق نتنياهو على مطالب ابتزازية، من تحالف أحزاب المستوطنين "البيت اليهودي"،
الذي طالب بحقائب اضافية، ومناصب حكومية وبرلمانية ما كان نتنياهو وحزبه "الليكود"
سيوافق عليها، لو أن القاعدة الائتلافية أكبر.
وحصل حزب المستوطنين
على حقيبة "القضاء" التي لها أهمية متشعبة في المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة.
وأسندت للنائبة العنصرية الشرسة أييليت شكيد، من أبرز وجوه مبادرات القوانين العنصرية
في الدورة البرلمانية السابقة.
وعلى الرغم من
الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، وعرضها على الكنيست يوم الاثنين المقبل، إلا أن
توزيعة الحقائب ليست واضحة كليا. إذ سيتولى نتنياهو رئاسة الوزراء، ومعها عدة حقائب،
أهمها وزارة الخارجية، التي كان سيسندها لليبرمان، وقد يقرر نتنياهو اسنادها مؤقتا
لأحد وزراء الليكود. كما سيتولى نتنياهو حقيبة "الصحة".
وسيبقى موشيه يعلون
في منصبه وزيرا للحرب، بينما سيتولى رئيس حزب "كلنا" موشيه كحلون، حقيبة
المالية، وجرى اسناد حقيبة الاقتصاد الموسعة، لزعيم حزب "شاس" الديني المتزمت،
آرييه درعي. وسيتولى زعيم تحالف أحزاب المستوطنين "نفتالي بينيت" حقيبة التعليم.
ونقلت عدة وسائل
إعلام إسرائيلية، ومن بينها صحيفة "هآرتس" على موقعها في شبكة الانترنت،
تصريحات لشخصيات قيادية في حزب "الليكود" تتوعد بـ "الانتقام"
من حزب المستوطنين "البيت اليهودي"، وزعيمه بينيت، بسبب ابتزازاته، التي
أسندت إلى هذا الحزب مناصب ووظائف حكومية وبرلمانية، أكثر مما يستحق.
وشددت مصادر
"الليكود" على أن نتنياهو لن يقبل الاستمرار طويلا مع حكومة ترتكز على هذه
الأغلبية الهشة، ولذا سيسعى إلى توسيع قاعدة الائتلاف، وسط أحاديث عن ضم كتلة
"المعسكر الصهيوني"، التي في صلبها حزب "العمل". إلا أن انضمام
المعسكر الصهيوني الذي يسيطر على 24 مقعدا، سيؤدي تلقائيا إلى اخراج "البيت اليهودي"
(8 مقاعد) من الائتلاف الحاكم.
يشار إلى أن الاتفاقيات
الائتلافية التي قدمها نتنياهو إلى الكنيست، بين حزبه "الليكود" والأحزاب
المشاركة، تخلو من أي ذكر للمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، كما تخلو من ذكر حقوق فلسطينيي
48 كمواطنين.
ومن المفترض أن
يعقد الكنيست يوم الاثنين المقبل جلسة لمنح الثقة لحكومة نتنياهو.
ولن يقدم نتنياهو
للرئيس الاسرائيلي تشكيلة الحكومة بل يكفي ان يقوم بتبليغه انه يملك الاغلبية اللازمة
لتشكيل حكومة ثم يعلن عن تشكيلته في وقت لاحق.
وتحولت الساعات
الاخيرة الى حرب بين نتنياهو ونفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي الذي لا يتمتع بعلاقات
جيدة معه. وتناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان بينيت الذي شغل منصب وزير الاقتصاد
في الحكومة السابقة وضع هاتفه النقال في وضع الطيران حتى لا يتمكن نتنياهو من الوصول
اليه.
وقال المعلقون
ان نتنياهو وبينيت سيتفقان في نهاية المطاف حيث تستمر المفاوضات الائتلافية حتى اللحظة
الاخيرة في العادة في الدولة العبرية.
ويسعى نتنياهو
لتشكيل حكومته الثالثة على التوالي والرابعة بالاجمال بعد ولايته الاولى ما بين
1996-1999.
تعليقات