هل ثمة صحة للمخاوف الأردنية من أوسلو 2 ؟ بعد تصريحات رئيس وزرائها الأخيرة ؟




ماذا وراء تصريحات النسور عن أوسلو 2 ؟
تاريخ النشر : 2015-05-23
رام الله - دنيا الوطن - احمد العشي
أثار تصريح رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور عن تخوف بلاده من امكانية التوقيع على "أوسلو2 " استغراب المراقبين ، حيث لم يُصرح اي قيادي فلسطيني بوجود مفاوضات او جهود دولية حتى لعودة المفاوضات ، فما بال النسور يتحدث "بالاستعارة" عن وجود مفاوضات بل والتخوف من التوقيع على اتفاق قد يؤثر على حقوق الفلسطينيين .
الحديث عن المفاوضات توقف منذ انتهت مدة التسعة اشهر قبل عامين دون التوصل لاي اتفاق , الا ان الحديث بدأ مؤخراً عن مشروع قرار فرنسي لطرحه في مجلس الأمن الأمر الذي اعتبره نبيل شعث خطوة جيدة لكنه أبدى تشاؤمه من امكانية ان يمر القرار في مجلس الامن بسبب الفيتو الأمريكي .
فما سر تصريحات رئيس وزراء الأردن في هذا الوقت بالذات ؟
رداً على تصريحات رئيس الوزراء الاردني , اكد القيادي البارز في حركة فتح عبد الله عبد الله تجربة اوسلو لن تتكرر، مشيرا الى ان المفاضات بين الاسرائيليين والفلسطينين لا يمكن ان تبدا قبل ان يكون هناك التزام رسمي من قبل الجانب الاسرائيلي في انهاء احتلاله للاراضي الفلسطينية، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، و انهاء الاستيطان واحترام الاتفاقات السابقة بما فيها اطلاق سراح الدفعة الرابعة من اسرى ما قبل اوسلو بالاضافة الى الذين اعيد اعتقالهم من محرري صفقة شاليط ، موضحا انه دون ذلك فان المفاوضات ستفشل.
واعتبر عبد الله  في تصريح صحفي لـ"دنيا الوطن" ان لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" بالرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيزر كان بروتوكوليا ضمن المؤتمر الاقتصادي في البحر الميت، حيث قال: "بعد تصريحات نتنياهيو القاطعة والتي جاءت عقب الانتخابات الاسرائيلية والذي اكد فيها انه لا يمكن ان يكون هناك دولة فلسطينية فنحن نصر على ان يكون هناك التزاما اسرائيليا عالميا وواضحا بإقامة دولة فلسطينية والتأكيد على جدية ذلك فلا نريد ان يكون ان يكون كلاما فحسب كما حدث في السابق".
واضاف: "كما اننا نريد مؤشرات على الجدية بوقف تام للاستيطان واحترام الاتفاقات السابقة ومنها تنفيذ اتفاق اطلاق سراح اسرى ما قبل اوسلو والاسرى المحررين في صفقة شاليط الذين اعيد اعتقالهم ثم الاتفاق على ان يكون هناك مرجعية محددة تلتزم فيها اسرائيل باقامة دولة فلسطينية على حدود 67 مع حل قضايا الوضع النهائي ضمن فترة زمنية محددة ينتهي فيها الاحتلال الاسرائيلي".
وحول  تحركات جون كري وزير الخارجية الامريكي في المنطقة قال عبد الله : "جون كيري هو صاحب مشروع المفاوضات وايجاد الحل الذي لم يتحقق، فـ"جون كيري" لا يريد ان يظهر بأنه فشل في مهمته ولكن عليه ان يراجع نفسه، حيث ان اسرائيل افشلت جهوده نتنيجة عدم جديتها في انهاء الاحتلال من ناحية و مواصلتها في الاستيطان وهدم المنازل والتضييق على الحركة الفلسطينية ومنع انعاش المناطق المهمشة التي اطلق عليها مناطق "سي" ، لذلك فان كل المؤشرات عكسية لمبدأ اقامة الدولتين الذي يسعى له المجتمع الدولي".
وبين عبد الله ان الفلسطينيين استفادوا من اتفاقات التسوية السابقة من جانبين الاول هو التركيز على الوضوح والالتزام الجاد  ، اما الثاني هو الاعداد على الساحة الدولية من حيث الحصول على دعم واضح من العديد من دول العالم والتي تدعم الموقف التفاوضي الفلسطيني على اسس واضحة ومحددة، و تستند الى مرجعية اساسية وهي قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقانون الدولي الذي لايجيز للاحتلال ان يستولي على الاراضي بالقوى، على حد تعبيره.
ولفت الى ان القانون الدولي يصر على اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على حدود 67 وحل القضايا العالقة بما فيها قضية اللاجئين والقدس والاستيطان.
و شدد القيادي في حركة فتح على ضرورة الاستناد الى هذه المرجعية ضمن مؤتمر دولي يضم الاعضاء الدوليين لمجلس الامن والدول الخمسة والقوى الاقليمية والدول الاوروبية والفاعلية في المنطقة ودول الاقليم العربي مثل مصر والسعودية والاردن لتكون الراعية للعملية التفاوضية وان تلزم اي طرف باحترام الاسس والمرجعية التي يتم الاستناد اليها.
من جانبه اكد الخبير والمحلل السياسي طلال عوكل انه طريق المفاوضات والسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين مغلق تماما، حيث قال: "من الواضح انه بعد 20 عاما ايقن الجميع انه لايمكن بان يكون هناك مفاوضات اخرى تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية على اراضي 67 وعاصمتها القدس".
واضاف عوكل: "اسرائيل تنفذ عدة مخططات الاول انها لن تسمح بعودة اللاجئين والثاني موضوع القدس بأنها عاصمة موحدة وأبدية لهم و المخططات على الارض والتهويد يؤكد ذلك، اما المخطط الثاث انه لا يوجد ارض فلسطينية على حدود 67 ".
واضاف: "من اهم الاشياء التي تعمل اسرائيل عليها هو اقامة دولة فلسطينية في غزة بحيث تعزل غزة تمام، اما الضفة الغربية فلا يوكد امكانية فيها الا لحكم ذاتي على جزء من اراضيها تضم المناطق الكثيفة بالسكان، اما ما تبقى منها فاسرائيل تخطط لضمها لاحقا".  
في وقت سابق أعرب رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور عن خشيته من أن تتفاجأ بلاده بمفاوضات إسرائيلية فلسطينية سرية تفضي إلى اتفاق "هزيل" على غرار أوسلو.
وقال  النسور في تصريحات أمام النواب الذين خصصوا جلساتهم خلال اليومين الماضييْن لبحث خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري: إن المملكة ترفض نشر أية قوات أردنية غرب نهر الأردن والبحر الميت.
وأوضح رداً على أسئلة النواب الكثيرة في ما إذا كان الأردن في صورة المفاوضات الجارية، أن لا معلومات ما إذا كانت هناك تجاوزات، مؤكدا على الرئيس محمود عباس وكبير المفاوضين صائب عريقات تعهدا بإطلاع الأردن على كل ما يدور داخل غرف المفاوضات وانه لن يتم تقديم اي اقتراح الى الجانب الاسرائيلي قبل اطلاع الأردن عليه.
وأكد النسور على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يشمل كافة الملفات الخاصة باللاجئين والقدس والحدود والأمن والمستوطنات والمياه مع مراعاة المصالح الأردنية العليا.

ولفت المحلل و الخبير السياسي ان تحركات كيري في المنطقة توقفت تقريبا، موضحا ان الولايات المتحدة الامريكية سمحت للاوروبيين من تحت الطاولة ببذل الجهود لاستمرار المفاوضات، معللا ان الولايات المتحدة فشلت في اعادة ملف التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لافتا الى انه بسبب ذلك بدأت وزيرة خاريجية الاتحاد الاوروبي بالتحرك في المنطقة في محاولة منها لدفع الطرفين لاستئناف المفاوضات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا