المواقع الأثرية بقبضة الاحتلال و "اليهود السامريون" يطالبون السلطة بحمايتهم
أعلى قمة في نابلس
: المواقع الأثرية بقبضة الاحتلال و "اليهود السامريون" يطالبون السلطة بحمايتهم
نابلس- دنيا الوطن-
عزيزة ظاهر
لم يعد الوصول
إلى قمة جرزيم التي ترتفع 886 مترا بالأمر السهل ،فعليك انتظار الموافقة من طاقم الحراسة
الإسرائيلية ،بعد أن تقطع تذكرة دخول ب 22 شيكل تعود لخزنة سلطة الحدائق الإسرائيلية
،تناقض يستفز المشاعر فالمكان كنعاني الهوية ،والعلم الذي يرفرف على قمته علم إسرائيل
،وطاقم الحراسة يهود ،والدليل السياحي للمنطقة لا يتحدث إلا العبرية ،وزوار المنطقة
إسرائيليون ،فتشعر للحظة انك في وسط إسرائيل ،كل هذه الإجراءات جاءت عقب ضم جبل جرزيم
إلى سلطة الحدائق الإسرائيلية بحجة انه يقع ضمن المنطقة ( س ) حسب تقسيمات أوسلو ،فحولته
لموقع سياحي وأحاطته بالسياج من كل الجهات ،وتم افتتاحه رسميا عام 2012 ،يذكر أن غالبية
الفلسطينيين لاسيما النابلسيين منهم وحتى من هم في موقع المسؤولية لا يعلمون عن الأمر
شيئا .
حفريات قديمة
المؤرخ النابلسي
عبد الله كلبونة أكد أن منطقة جرزيم شهدت العديد من الحفريات ،ففي عام 1940 خضعت المنطقة
لحفرية بريطانية فتم اكتشاف بقايا كنيسة ،وعام 1992 باشرت دائرة الآثار الإسرائيلية
بالحفر والتنقيب ،فتم الكشف عن بقايا معبد سامري ومجموعة كبيرة من البيوت القديمة والحجارة اليونانية .ويضيف كلبونة :" إن الحفريات
الإسرائيلية طالت ساحة المقام الإسلامي مقام الشيخ غانم ،وأدت إلى إخفاء معالم القبور
الإسلامية رغم اعتراض مديرية الأوقاف في حينه ، مبينا أن هذا المقام ينسب إلى
" الشيخ عثمان الأنصاري "، ويتكون من طابقين ولا يزال بحالة إنشائية سليمة
،ومن يصعد إلى سطح المقام يشاهد المنطقة المحيطة بنابلس من كافة الجهات نظرا لارتفاع
المقام ،الذي تغلقه سلطة الحدائق الإسرائيلية وتمنع الزوار من دخوله .
جرزيم إهداء من
ملك الأردن
تعتبر الطائفة
السامرية قمة جبل جرزيم مكانا دينيا مقدسا
لها وقبلتها في الصلاة ،ووفقا للناطق باسم الطائفة السامرية الكاهن حسني السامري الذي
تحدث لمراسلة دنيا الوطن :" أن منطقة جرزيم هي مكان صلتهم مع الله ويحجون إليها
ثلاث مرات سنويا ،وهي إهداء من ملك الأردن الراحل حسين للطائفة السامرية ،ولا يحق للإسرائيليين
السيطرة عليها ،وتحويل المكان الديني إلى مكان سياحي سيقلل من أهميته الدينية وسيغير
نظرة الأجيال القادمة لأهمية المكان دينيا "
ونفى السامري علمهم
المسبق بنية تحويل المكان المقدس لمكان سياحي ،فلا يوجد أي تنسيق مسبق مع الجانب الإسرائيلي
بهذا الشأن ،مضيفا " من حقنا على السلطة الفلسطينية أن تدافع عن حقنا في هذا المكان
فنحن أقلية ويجب احترام حقوقنا ".
موقف وزارة السياحة
والآثار
يقول عبد الرحيم
عواد مدير دائرة تطوير المواقع في وزارة السياحة والآثار في نابلس لدنيا الوطن
:" ما قامت به إسرائيل في منطقة جرزيم مخالفا لاتفاقيات جنيف ،وانتهاك واضح للاتفاقيات
والقوانين الدولية ،التي تمنع بموجبها سلطات الاحتلال القيام بأي أعمال حفر في المواقع
الأثرية المحتلة ،ورفعنا عدة شكاوي بهذا الخصوص لمنظمات الحفاظ على التراث ومنظمة اليونسكو
ولم يحركوا ساكنا ".
وأدان محمود البيراوي
مدير دائرة آثار نابلس أسلوب القرصنة الإسرائيلية في مصادرة التراث الثقافي الفلسطيني
،مشيرا إلى أن " هذه الخطوة جاءت تنفيذا لقرار الحكومة الإسرائيلية عام 2010 بتحويل
عدد من مواقع التراث الفلسطيني كمواقع للتراث الإسرائيلي " ، مؤكدا على أن السلطة
الوطنية الفلسطينية ترفض ما أقدمت عليه إسرائيل وانه وضع خطير أن توجد حديقة أثرية
إسرائيلية في قلب نابلس ،وان حماية المواقع الأثرية الفلسطينية من أهم الأولويات على
طاولة المفاوضات ".
تعليقات