الناقد تيسير نظمي: لم أقرأ لأية كاتبة عربية من قبل بمستوى قدرة وعمق وشاعرية فاطمة الناهض


The well known Arab critic and short story writer T. Nazmi once said; I never read before such a well built short story by an Arab female writer. It is so deep, profound and full effective in every word and every functional sentence that reflects a very human, sensitive writer and a mature woman who 
. experienced life, actually an Arab life, beyond pretending modernization. She is, Fatima Al-Nahedh


-"...لا تبدد ثروة أحلامك علىّ ،أنت لا تملك الكثير في الحقيقة، ادخر بعضها للأيام السوداء.
وبمفهومك أيضا، هذا ليس انقلابا مدروسا، إنه عصيان بكل غضبه المفاجئ وسوء تنظيمه.."
هكذا أعلنت تمردي الأول، وأنا اطعن الهواء بيدي، تلوحان في كل الاتجاهات، لا أكاد أرى ما حولي..فيما تابع الجميع ما كانوا يفعلونه،دون ان يلتفت احد إلى الجهة التي جاء منها الإعصار.كأنهم غير مقصودين بكل علامات التعجب والاستفهام التي تطايرت في إنحاء المنزل.
نعم هذه أنا..حتى حين أردت ان اغضب..لم استطع اختيار الوقت، أو الكلمات المناسبة،
هذه أنا.
، بيت تعمه الفوضى..تسرح فيه الحيوانات الأليفة، التي لم تألف بعضها البعض حتى الآن، ببغاء، لا أعرف من أحضره، ولا متى تعلم كل هذا السباب الوقح .
،وقط لا يتركه وشأنه اغلب الوقت ،وفأر ابيض وسلحفاة وثعبان وسمكه. تستخف بوجودي ولا تخاف خطواتي المترددة. بيت يقتتل فيه الأطفال على جهاز التحكم بتلفاز قديم، خادمة ،متبرمة مسّنة،اجمع وراءها إطباقا وكؤوسا مكسورة، أكثر من تلك التي غسلت ،وزوج حاضر غائب، يحدق معظم الوقت في الجريدة كأنها خارطة كنز مفقود، أو كأنه يوشك على ارتداءها.
اترك كل شئ خلفي واندفع في حماس طائش،وألم ممّض.
إلى اى مكان ، لاتفوح منه الأمومة ولا الأنوثة أيضا،
ودون ان اترك ملاحظة على باب البّراد كما اعتدت ان ا فعل.
لا أريد ان يعرف الجميع أين أنا..في كل ساعة من النهار..الأطفال، الزوج، الخادمة، المدرسة، أم زوجي وامى..الحي كله، والمدينة المجاورة.. ودرب التبانة ربما. كأنهم يترصدون الهواء الذي أتنفسه..أريد ان انفلت من هذا الانتهاك غير المعلن.الذي يجبرني على عد خطاي القصيرة، وفواتيري الطويلة.ولو ليوم واحد...يوم واحد فقط.
تدفعنى الريح الغاضبة باتجاه مقهى قديم،تتأرجح فوقه يافطة من النيون المطفأ،في يوم غائم،
انظر إلى النادل بتوجس وأنا اردد كمن يسمع صوته للمرة الأولى: قهوة ثقيلة.. سوداء مثل هذا اليوم، يتحاذق بلزوجة لا يحتملها فار في مصيدة:أليست ضارة بصحتك؟ أرد بابتسامة أكثر لزوجه : أتحاول ان تكون طيبا أم شريرا؟
ذلك كان فوق قدرته على الاستيعاب،مسح الطاولة بحركة بهلوانية قادمة من طبيعة المهنة،واختفى.
حاولت تعديل النهار المائل، بالاسترخاء على الكرسي المصنوع من القصب ، وبتطمين نفسي على انها شراييني أنا.
الشئ الوحيد المسجل باسمي وحدي.
وها أنا اجلس على هذا الكرسي..عارية من كل شئ . عارية من القدرة على الحلم ..ومن الرجاء..من البكاء ومن الحزن الودود .ومن غضبى حين استيقظ من نومي المتقطع ..عقابي الذاتي..ووسيلتي لحل كل الأمور التي تحتاج إلى حلول سريعة..جالسة على هذا الكرسي المواجه لطاولة اكبر من قدرتها على تبرير سبب مقنع لوجودها في هذا المكان، أراجع حساباتي للمرة الأخيرة..وأنا اشف..مثل ورق مصنوع من الماء.. أكاد أرى القفر الذي يدور حول شراييني..في طريقي إلى التلاشي..بين لحظة وأخرى.ماذا افعل الآن؟
قررت ان اخذ بنصيحة النادل الذي لم يعد.وأنسى أمر القهوة.
ظللت اشترى بقية النهار. كل ما لا يلزمني... احقق ما يقولونه عن ربات البيوت.المجنونات.. .المتفرغات لتربية الاطفال والازواج والخادمات..والحياة كلها..
اللواتى لايستطعن تحويل النهار إلى تسع وثلاثين ساعة،او جعل الابناء يكبرون بمعدل ثلاث سنوات في العطلة الصيفيه.
ربات البيوت..المحسودات على كوابيس الصباح،وكآبة المساء.السمينات مثل حيتان صغيره والمبحوحة اصواتهن..لكثرة الصمت.
الواقفات على اطراف الاصابع حتى تصلبت ارجلهن بين الارض والهواء، المتأهبات لمتابعة عبوديتهن من مطلع الشمس إلى مطلعها،
من قال بوذا عنهن ينصح تلميذه :لا تقربوهن يا اناندا،لا تلمسوهن يا اناندا،وان كلمتك احداهن، لاتردن عليها،لا تردن عليها يا اناندا!
.من نسين اسماءهن الاولى،ولم يعدن يذكرنها لأن احدا لا يناديهن بها، زوجة احمد وام خالد وابنة عبدالله، يمّه وماما،وامى، تبخرت اسماءهن لانها لم تعد تستعمل..اذكر ان احداهن ظلت تتلفت ..وتفكر ما اذا كانوا يقصدونها عندما نوديت في العيادة آخر مره،باسمها الاول..بل انها تابعت للحظات قراءة مجلة قديمة ملقاة باهمال على الطاولة قبل ان تبتسم لها الممرضة باشفاق وتقودها من يدها إلى غرفة الفحص ظنا منها انها لا تسمع!
ضاق الشارع..
لمحت زميلة قديمه على الرصيف المقابل،رشيقة كانت وانيقه،تضع نظارة سوداء في هذا اليوم الغائم، تزيدها سحرا وغموضا،وتكاد ثيابها تفتح لها الابواب. فاختبات خلف بائع الفواكه الطازجه، لان ما ارتديه لم يكن مناسبا للقاء اى شخص كان يعرفنى قبل ان تتهافت علىّ الايام التي تشبه بعضها والتى لم اعد اعرف تواريخها وما اذا كانت مقبلة او مدبره.
ابتسم بائع الفواكه وقدم لى تفاحة حمراء ففررت إلى محل الاحذية آخر الشارع وتشاجرت مع البائعه، لانها اخبرتنى ان مقاسى غير متوفر.
ابتعت زهورا، منذ زمن لم افعل ، منذ زمن لم افعل اشياء لى،احبها وتحبنى لاننى انشغلت عنى كثيرا بغيرى.
فقدت علبة دوائى الصغيرة، في نقطة ما بين البيت ومحل الاحذيه دون ان اذعر،او احاول البحث عنها. قدّرت ان الحياة يمكن ان تستمر هكذا ،وتابعت سيرى بهدوء .فاصطدمت بالصديقة نفسها،كانت ملامحها مرهقة عن قرب،وبدت كما لو انها تعانى من فقر دم مزمن،وبدا وجهى المتورد من برودة الهواء اكثر عافية امام شحوبها في الواجهة الزجاجية لمخبز الحلويات لكنها كانت مفعمة بالحياة حد الانتشاء ،دست في يدى بطاقة عملها ،وقالت باخلاص مرهف،خذى وقتك،ما زلت اعتقد انك ستعودين للعمل ذات يوم،قبلتنى مسرعه وانطلقت بذات النشاط فيما كان قلبى يختلج بمرآها الآسر وعطرها الذى غمر المسافه بالضوء .
كادت تدهسنى حافلةرعناء وانا اتابع احتفاء الحياة بالفراشة التي اختفت في الزحام، تقبلت وعيد سائقها بصدر ارحب من البحر،بل كدت اعتذر.وكان لا بد ان تمطر، لتكتمل تفاصيل النهار ولتستمر الحياة هكذا ..وحسب التوقعات، فلم تخّيب ظنى ابدا.لم اكن احمل مظله..لكننى لم اكترث،وقفت على الرصيف باكياسى مثل فرس حرون، لم اكن افكر بشئ ابدا ، وكأننىكنت اطهر روحى من الغبش الذى علق بها لكثرة الرضا ،حتى بللنى المطر تمامافانتشيت،ثم تحركت بذات الهدوء المفعم بالسكينه.

تابعت سيرى نحو فوضاى الغامرة وكنت قد بدات اشعر ببعض السعادة ، سعادة من تغير يومه إلى اكثر من امتداد لسابقه ،وقبل ان ادخل المنزل لمحت الاطفال وابيهم والخادمة المسنه وقد التصقت وجوههم بنافذة غرفة نومى، بلهفة لا تقدر بثمن..
كانت انفاسهم الحارة قد نشرت الضباب دوائر مبهمة حول انوفهم التي التصقت بالزجاج، تكاد تخترقه..بحثا عن ظلى القادم من زاوية الشارع...بدوا للحظه، قلقين علىّ ، ضائعين بدونى..
ابتسمت..وانا اتحسس البطاقة في جيبى.
وشعرت انى بت مستعدة للتفاوض.




م
النص
القراءات
التعليقات
تاريخ النشر
1
2262
9
الثلاثاء 29 نوفمبر 2005
2
1974
17
الجمعة 23 ديسمبر 2005
3
1981
11
السبت 28 يناير 2006
4
1589
2
الخميس 16 فبراير 2006
5
1564
3
الخميس 2 مارس 2006
6
2321
23
الثلاثاء 21 مارس 2006
7
1781
8
الثلاثاء 11 ابريل 2006
8
1993
23
الثلاثاء 18 ابريل 2006
9
1649
3
الأحد 7 مايو 2006
10
1879
20
الثلاثاء 23 مايو 2006
11
1835
12
الأربعاء 7 يونيو 2006
12
1920
11
الجمعة 30 يونيو 2006
13
1759
10
الأحد 23 يوليو 2006
14
1754
16
الأربعاء 9 اغسطس 2006
15
1717
16
الأحد 27 اغسطس 2006
16
1818
19
الخميس 14 سبتمبر 2006
17
1678
24
الاثنين 25 سبتمبر 2006
18
1897
20
الجمعة 20 اكتوبر 2006
19
1806
12
الاثنين 30 اكتوبر 2006
20
1967
27
الأربعاء 15 نوفمبر 2006
21
1668
17
الخميس 30 نوفمبر 2006
22
1778
9
الاثنين 25 ديسمبر 2006
23
1823
26
الأربعاء 24 يناير 2007
24
1627
22
الثلاثاء 13 فبراير 2007
25
1858
23
الخميس 1 مارس 2007
26
2536
43
السبت 24 مارس 2007
27
1855
22
السبت 28 ابريل 2007
28
1708
19
الخميس 10 مايو 2007
29
1681
25
الجمعة 8 يونيو 2007
30
1625
5
الخميس 14 يونيو 2007
31
1669
12
الجمعة 6 يوليو 2007
32
1653
28
الجمعة 20 يوليو 2007
33
2165
15
الخميس 16 اغسطس 2007
34
1796
18
الجمعة 7 سبتمبر 2007
35
1955
19
السبت 29 سبتمبر 2007
36
1727
15
الجمعة 26 اكتوبر 2007
37
1839
16
الاثنين 12 نوفمبر 2007
38
2006
15
الخميس 29 نوفمبر 2007
39
1830
15
الأحد 30 ديسمبر 2007
40
1709
10
الأربعاء 20 فبراير 2008
41
2200
26
الاثنين 3 مارس 2008
42
1619
4
الخميس 6 مارس 2008
43
1822
19
الثلاثاء 13 مايو 2008
44
1897
10
الثلاثاء 27 مايو 2008
45
1756
26
السبت 30 اغسطس 2008
46
1987
21
الخميس 25 سبتمبر 2008




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا