وثيقة كيفونيم وفضيحة كاتب أردني نال التفرغ الإبداعي !

التقط الكاتب (القاص والروائي والناقد) تيسير نظمي (مقالة) لكاتب أردني يتحفظ على اسمه  و رد عليها فقرة فقرة بالمداد الأزرق مشيرا لنقاط الخلاف والاختلاف مع كاتبها باللون الأحمر 


وثيقة كيفونيم والتراجيديا العربية

تشير وثيقة إسرائيلية نشرت في العام 1982 في مجلة"كيفونيم" الصادرة عن منظمة صهيونية، إلى أهداف إسرائيل ومخططاتها ورؤيتها في ثمانينات القرن المنصرم، لبناء الشرق الأوسط الجديد، كما حلم به شمعون بيريز وبقية زعماء إسرائيل.
ليس من مصلحة الكاتب أن يذكر تاريخ نشر تلك (الوثيقة !) بعد نشرها ب 32 سنة فأين كان خلال تلك العقود الثلاثة الماضية؟ كما أن المجلات والمطبوعات الصهيونية كثيرة ولم يشر أو يحدد لأية منها تلك (الوثيقة – عمليا دراسة أو بحث يعبر عن رأي صاحبه وتوجهات المنظمة المزعومة) وليس في مصلحة الكاتب أيضا التعميم في قوله (وبقية زعماء إسرائيل) لكن التعميم مفيد في تغطية قلة الإطلاع و المتابعة و عدم التدقيق في التباينات والفوارق بين أطياف وبرامج ورؤى  مختلفة ومتصارعة في نظم ديمقراطية وغير استبدادية تجاه شعوبها.
قبل طرح السؤال النمطي: من أين جاءت داعش؟ علينا أن نطرح أسئلة أخرى نراها أكثر أهمية، مثل: لماذا سوريا والعراق ولبنان؟
كم عمر داعش أو ال ISIS   ؟ حتى يصبح السؤال نمطيا ؟ إن الأسئلة النمطية تحتاج لزمن معقول وكاف لتنميطها لكنه يريد الهرب و التهرب من أن يجيب هو لنا عن السؤال و حواضن منبت داعش في الثقافة العربية الإسلامية و الإضطهاد الطبقي والعرقي والطائفي الذي مارسته أنظمة عربية على شعوبها منذ ما سمي بالاستقلال ! في كل منها.
وقد جاء في الوثيقة ـ يمكن قراءتها بالعربية من ترجمة الدكتور عصمت سيف الدولة ـ أن تكريس اللغة الأمازيغية في الجزائر بخاصة، والمغرب العربي بعامة، يعد أمرا ضروريا لإشغال تلك المنطقة، ولتقليل الانتماء العروبي، تمهيدا لإبعاد تلك المنطقة العربية عن الصراع العربي الصهيوني. وتشير الوثيقة إلى أنه بعد إخراج مصر من ساحة الصراع، فإن المطلوب هو إخراج دولتين كبيرتين هما العراق وسوريا، إضافة إلى لبنان الذي يشكل نقطة جذب لتنظيمات مسلحة قد تهدد إسرائيل في أي وقت.
يوحي الكاتب عن نفسه أنه قرأها بلغة غير العربية بقوله يمكن قراءتها بالعربية وهذا لا داعي له لو لم يكن يعبر عن توق لديه لمعرفة لغات أجنبية وعلى افتراض أنه قرأ الوثيقة بلغة غير العربية فإنه تكفي الإشارة لذلك المصدر في الهامش وليس في المتن. أما حكاية (الصراع العربي الصهيوني – يقصد الإسرائيلي) فتلك حكاية يريدنا أن نصدقها وكأن الأنظمة العربية لم تتآمر على القضية الفلسطينية من جانب ولم تتآمر على الشعب الفلسطيني بل ويريدنا أن نصدقه بأن النظامين العراقي والسوري لم يتصارعا مع أنفسهما طويلا في إطار الحزب الواحد و( مآلاته) بل كانا يتصارعان مع إسرائيل !
كان الخلاف هنا حول الأولويات والتفاصيل، وقد استقر الرأي أخيرا على البدء بتفكيك العراق، ثم سوريا، والعمل في هذه الأثناء على تقسيم لبنان إلى دويلات طائفية صغيرة متصارعة.
وليس مستغربا أن يقوم بريمر فور احتلال العراق بحل الجيش العراقي. وشيئا فشيئا بدأ تقسيم العراق عمليا وعلى الأرض، من خلال المحاصصة الطائفية والعرقية، فانفصل إقليم كردستان العراق عمليا، وأصبح يتمتع بمقومات الدولة المستقلة، إلى الحد الذي جعله يقوم بتصدير النفط من دون العودة إلى بغداد. ومن المعروف أن هذا الإقليم بزعاماته التقليدية، فد نسج علاقات استراتيجية مع الكيان الصهيوني، وأصبح الموساد يشكل أكبر قوة استخباراتية في الإقليم، بالنظر لما يتمتع به موقعه الاستراتيجي من أهمية بالغة.
الكاتب مثلما ساعة يعترف بإسرائيل و تارة أخرى يسميها الكيان الصهيوني لا يعترف بأن هنالك أكراد لهم لغتهم ولهم قوميتهم ولهم ثقافتهم وخصوصيتهم ولهم حقوق بأن تكون لهم دولة سواء كان شتاتهم في إيران أم تركيا أم العراق أم سورية ! وتلك مشكلته وليست مشكلة كردية.
وبالتوازي مع ذلك، تم إيقاظ فتنة سنية شيعية، ما سهّل عملية فصل المناطق العراقية، ومطالبة الكثير من السياسيين باتحاد فدرالي. وهو الأمر القائم اليوم، وإن ليس بشكل رسمي معلن.
الكاتب ينكر وجود إشكالات ومرجعيات مختلفة في الإسلام و يعتبرها في إطار الفهم القومي الذي يتبناه (لأنه قابل للصرف في أية دولة عربية ) فتنة من الفتن وأن العدو (يوقظها فقط)
لم يصمد الجيش العراقي أمام هجمات داعش في أي مكان، ولم تقدم له أمريكا ما يلزم لتعزيز قدراته. ولذلك رأينا الميليشيا الكردية"البيشمركه" تتصدى لداعش في العراق، ووحدات حماية الشعب الكردي تتصدى في سوريا.
تم تنفيذ هذا البند بنجاح بيّن وصريح، وتم الانتقال إلى سوريا. كانت بدايات ما سمي بالربيع العربي فرصة ملائمة لاستهداف سوريا. جرى كل شيء وفق ما تم له من تخطيط مسبق. تمت شيطنة النظام السوري أكثر من أي نظام عربي. تدفقت الأسلحة إلى سوريا، وبدأ استنزاف الجيش السوري، وكان وجود العلويين في السلطة فرصة لاستنفار "الجهاديين" كالنصرة وألوية الشام وأحرار الشام ثم داعش. أي إنه جرى استنساخ التجربة العراقية المذهبية في سوريا، ولكن بشكل أكثر قوة، حين أضيف إليها معادلة الحرية والديمقراطية والتخلص من الاستبداد.
ينكر الكاتب وجود معارضة سورية تاريخيا حتى من مجموعة صلاح جديد البعثية وأن النظام في سورية ليس معتمدا على طائفة و (عقائدية على حد تعبير بشار الأسد) أو مدعومة من إيران أو حزب الله ، ويعتقد أن وجود العلويين جاء صدفة من الصدف وينسى المعتقلين السياسيين لسنوات طوال فيه وأنه ارتكب مجزرة في حماة يوما ما أو أن الجهاديين السوريين لم يشاركوا في ثورة البراق وثورة 1936 في فلسطين أو حرب 1948 ، ويصور النظام في سورية بأنه كان فعلا ديمقراطيا لم يغير الدستور ليناسب توريث بشار الحكم من أبيه وأنه جرت شيطنته فقط ولم يكن استبداديا في حياته !
تراجيديا كارثية حطت رحالها في عالمنا العربي من شرقه إلى غربه. وكل دولة تحاول لتقليل قدر الإمكان من خسائرها الراهتة والمستقبلية، ويبدو الأفق مسدودا تماما أمام العديد من هذه الدول كليبيا وسوريا، حيث عشرات آلاف المسلحين الذين يشكلون دولا داخل الدولة الواحدة، وبارتباطات خارجية أصبحت واضحة.
يقع الكاتب في نمطية المصطلح المضلل (عالمنا العربي) حيث يتوجب أن يقول (وطننا العربي) فهو يعتقد أنه منفصل عن العالم بعالم آخر يجبر الأكراد و الأمازيغ و القوميات الأخرى على العيش فيه وعدم الهجرة منه
لم تعد فلسطين أيقونة العالم العربي كما كانت من قبل. أصبح الحديث في القضية الفلسطينية هامشا لا متنا أساسيا. ولا يكاد أحد يتذكر هذه الفلسطين إلا حين تشن إسرائيل عدوانا أو ترتكب مجزرة جديدة. حيتها نستخرج طقس العويل من داخلنا ثم ننسى، ونعود إلى متابعة هذه التراجيديا التي تبدو مستعصية وأبدية!
يحاول الكاتب أن يوحي لنا بأنه يفهم كثيرا في المسرح ويفرق بين أنواعه وأن التراجيديا مؤبدة وأبدية ولكن انتظروا عبارته الأخيرة التي تنفي ذلك بكلمة (يوما ما)
هل نجحت إسرائيل في تنفيذ بنود وثيقة"كيفونيم"؟
يتوجب هو أن يقنعنا إن كانت نجحت أم لا ، فقد بدأ باللغة الأمازيغية ثم خرج عن الموضوع إلى سرية والعراق ولبنان حيث لا يوجد أمازيغ فأية عبقرية لكاتب مقالة صغيرة تظل تطرح السؤال و تحيله للقارئ في النهاية أو للزمن !
يتحتم علينا انتظار فائض القوة"الجهادي" ومآله يوما ما..
أخيرا عليكم أنتم القراء أن تفهمونني ماذا يقصد بفائض القوة ! وما علاقة ذلك بفائض رأس المال لكارل ماركس إلا إذا كانت هذه مصطلحات ضمراوية تتعلق به وحده ويضمرها لنا أو للزمن. طبعا لاداعي لتحرير المقالة السابقة بأن نقول أنه يقصد بالمآل ليس المقال بل التحول transformation


لكن وأخيرا مايجعل هذه المقالة ! - تجاوزا أسميناها مقالة - غير صالحة للنشر أنها لم نعلم منها ما هي (الوثيقة و ماهي بنودها ! غير اللغة الأمازيغية ) فقد بقيت مجهولة واكتسبت اسمها من مكان نشرها وهذا لا يليق بكاتب يجب أن يتعلم أولا فن كتابة المقالة و كيف يكون عنوانها . فضلا عن كون مكان نشر الخاطرة تلك وضع صورة بحجم المقالة الخاطرة لشمعون بيريز و صورة أخرى لكاتب الخاطرة و كان أولى بموقع النت الجهبذ أن ينشر صورة للوثيقة أو للمجلة التي نشرت بها الوثيقة . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا