المهندس مجدي الشوملي يكشف عن أسماء مثقفين عرب تقاضوا رواتب من منظمة التحرير الفلسطينية
مثقفون فقراء
September 18, 2014 at 9:55pm
في العام 1984 كانت دمشق تعج بالمثقفين
اليساريين من فلسطينيين وعراقيين وسوريين وأردنيين وغيرهم . كنت قد أُبعدت حينها من
الكويت بسبب نشاطاتي السياسية، وهالني (بل ربما توقعت) أن أرى مجموعة المثقفين العرب
وكيف يعيشون وكيف بالكاد يستطيعون تأمين لقمة عيشهم. بعضهم كان ينتظر بيع كتبه وبعضهم
من يشتري ألحانه أو لوحاته... أنا أعرف أن أغلب المثقفين والمبدعين في شرقنا لا يستطيع
أن يؤمن دخلاً - إلا لإذا أهدر كرامته أو وجد مصدر دخلٍ كريم. وضعتني الظروف في موقع مناسب لاقترح على بعض الفصائل
الفلسطينية أن تتبنى قائمة من عدد كبير من المثقفين وتدفع مرتباتهم شهرياً بغض النظر
عن مواقفهم السياسية والفكرية. لم تحتمل الفكرة كثيراً وعندما اعطيت الضوء الأخضر قمت
بتجهيز عدد من الأسماء التي أرى فيها وجه فلسطين الحضاري والتي لا استطيع أن أفكر للحظة
أن يقوم أيٌ منهم بطرق بابٍ من أجل عمل. قمت بتجهيز القائمة وتمت اضافة أسماء لها،
ومنذ ذلك التاريخ وهو يتقاضون رواتب شهرية إلى وقت لا أعرفه حيث تغيّرت الظروف . بعضهم
كان ملتزما تجاه بعض الفصائل بعمل ما وقد استمر بالتزاماته وظهره محمي بالحد الأدنى.
لا أخفي السر أن القائمة كانت تضم كلا من : الروائي الأردني الراحل غالب هلسه، التشكيلي
المصري المخضرم محمد هجرس، الشاعر والمغني
الشعبي أبو عرب، الفنان التشكيلي عبد الحي مسلم، الفنان التشكيلي مصطفى الحلاج، الفنان
التشكيلي محمد وهيب والروائي محمود شاهين وغيرهم كما تم تفريغ غيرهم شكلياً ليقدموا
ابداعهم من خلال وظيفة كريمة . المثقف المبدع يعمل من تلقاء نفسه وعلى السلطة التي
تحترم الثقافة والمثقفين كما هو الحال خارج فلسطين وربما خارج الوطن العربي أن تقوم
بتغطية مصاريف مثقفيها وأن لا تطلب منهم مقابل . أتحسر على وضع مثقفينا المالي حالياً
,والمصاعب التي يواجهونها في الحياة وأخص بالذكر الروائي محمود شاهين والكاتب تيسيرنظمي. قائمة بثلاثين مثقفا لن تضيف شيئاً إلى
قائمة ال 180000 موظف... قد يأتي اليوم الذي نضع صورهم على العملة الفلسطينية افتخارا
بأعمالهم، دون أن نتذكر كيف يعيشون وكيف سيعيشون في كهولتهم
تعليقات