قصائد للشاعرة الأندلسية
خوسيفا بارا راموس Josefa Parra Ramos
ترجمة: خالد الريسوني
بقية أشعار جوزيفا بارا المنشورة بالعربية في أعلى الصفحة:
ذكرى هادئة
ما زلت أري البحر لاهثاً وكثيفاً
حينما أغمض عيني، وعلي اليسار
الأعمدة الدورية في عناقها: عناق اللبلاب
فوق الجبل،
مثل صورة ثابتة أو لوح زجاج ملون قديم.
يتصاعد عطر أزهار الدفلى هادئاً إلي،
إبرة من ملح البارود،
الصوت البدائي للريح في الرتم
مثل منارة فضية.
يتأمل القمرُ حلم القرية الصامت.
ما زلت أري الجزيرة حينما أغمض عيني،
كل شيء ما زال محفوظاً.
لن يأتي الشتاء ليعري أشجار
ذكراي. ما زالت لديك
الحركة الساكنة للحظة هيامك بي.
غرفة في فندق،
(إدوارد هوبر)
1931
لو كان هنالك وعد
بينك وبيني،موعد
مؤجل، هنالك نور في البعيد
قادر علي أن يقودني،
لو بقي أمل
وإن كان ضئيلا
وحزينا،
لو تلفظت شفتاك
الفانية التي أحن إليها،
و شيئا يتناهى مماثلا في مسمعي،
أعتقد أنني سوف أجد
مبرراً للاحتفاظ بك.
من يدري إن لم تكن مقايضة
بشكل ما وعداً؟
عن حب مهذب
"يا الله، يا الله ما له الفجر يأتي سريعاً..."
شذرة ذات سحر من القرن
ثانية، أحببتني برهافة قصوى،
الوحوش أيضاً يمكنها أن تستعمل التهذيب،
وإن كنت عارية، فقد عريت جسدي
مخترقاً الجلد بالأنياب والأظافر،
جميل هو الألم ومؤلمة هي الرغبة،
وأنت بعد أجمل، ولذلك فأنت جارح أكثر،
وجميل تملكك ما بين الدم و الرضاب،
موثوقاً ومحموماً وبعد جائعاً.
يرغب الإله والجسد توقيع حلف
ليمتد الليل ما بعد الليل،
ولينطفئ المصباح الذي يعلن الفجر
لأن الصباح لن يبزغ سوى تحت الشر اشف.
أقنعة
يتخفى وجهك كل يوم بين الناس
قاطبة في حركات مألوفة، لا إشارة
لصمتك العذب، لارتعاش شفتيك
تحت القبل أو في استعجال الجنس.
قناع لذاتك، تتنكر وتتنصل
من الوصمة الحساسة في الطرف الأكثر
هشاشة منك، عيونك وحدها تتابع ببسالة،
معلنة الشوق الذي يهزمك في غرفة نوم الماء.
عن الأحلام
ماذا لو أدعوك الآن إلي أحلامي؟
شفتاك من تفاح
فوق الجلد الشهي لأربيتي
طوال الليل، قل ماذا تفكر؟
رضابك من فاكهة، في خفة يعطر
محيط بطني الجائع...
يا للحصاد الأعذب
لعالم بلا شمس
( بذار ومداعبات وتيهان)
قل لي: ألا تأتي
إن دعوتك إلي أحلامي هذه الليلة أيضاً؟
ليس حباً
ليس حباً، ليس حباً
الارتعاش الذي تهديني،
الانطلاق الجامح للرغبة،
ليس حباً.
من شفافيته يغدو الجلد روحاً
يبلورها العرق، فتنجلي
خالصة، لكن وحده الوقت
يؤخر جسدك هذا الجبار
عن الانكشاف عبر الانفجار،
ليس حباً، أعرف ذلك، لكني لست أدري
أي شيء سيكون، لكنه ليس حباً.
القديس يوحنا الساعة 19 و34 دقيقة
لربما كان جهلاً
ولكنه ليس خبثاً، فالخيانة
لا تتسع لكل هذا البهاء الأسمى.
أنت لست قاسياً بل أنت جاهل،
بغتةً شققت خاصرتي، في لمحة فقط،
في رشقة خاطفة فقط، في نظرة.
وهوى قلبي مثل ظل.
هبات الذاكرة
إن لم أستعد الهبة النفيسة لوطأتك
إن لم يتهشم قفاك ثانية تحت عبودية
مداعباتي، ولم تأسر ركبتاك الظلال
ثانية، إن لم تعذبني ثانية بمعجزات
جسدك ورغباتك الوئيدة،
انظر،
لم يعد يهمني:
أستطيع أن أعيد خلق كل شيء من أجلك،
تشكيلك، انقاذك في الساعات المفترسة،
أستطيع أن أحيا من خلال الأشياء التي سلبتك إياها،
من ريع الحب الذي خلفته
منسياً في سريري
مثل قشرة حزينة.
شوارع أصيلة
وددت أن أكتب " أزرق "
فعثرت علي صفاء
شوارعك المغطاة بالفيروز والأزهار،
الجير في مواجهة صمت سماء ذات صيف،
زوايا حيث تطرز الشمس الظهيرة،
خزامي ونعناع، البحر الشامخ والحياة
وأيضاً الصخب اللطيف الأزرق لاسم ما.
حياة متناقصة
عشت أكثر من حياة لأنني كتبت جسدك،
لأنني بحثت عن صفات محددة سوف تحكي
عن مستهل جلدك وعن قبلاتك الفظة،
لأني سميت مدناً لأجل متعتنا
وعمدت بالذهب والنجوم المساءات
التي تبادلنا فيها الهوى كما لو أن الأمر كان حقيقة،
إن كنت الآن محكوماً علي أن أستمر إنسانة،
أن أواجه حكاية، جملة لا لبس فيها،
قل لي كيف يمكنني أن أتضاءل، أن أبتلع ريقاً
وأجهض الكلمات قبل أن تزهر
باسطةً أمام عيني مروجاً.
قل لي كيف أعيش ما تبقى لي من الحياة.
خيانة لا يمكن تلافيها
إن كان ينبغي للأرض
في الختم أن تنهش عظامك الناعمة،
ولفمك أن ينام مثل سحلبية غضة
تحت جذور ونباتات متسلقة، ماذا يهم
أن تكون منكشفاً وسهل المنال،
أن توجه رضابك نحو أخاديد أخرى،
أن تقتص من ذاتك إرباً إرباً
مثل صورة مدنسة قاسية ومقدسة،
إن كان في الختم
ورغماً عن كل رغبة توجْتُكَ بها
رفاتاً بهياً يتملكه الموت...
أيام من نبيذ وورود
للحياة أن تمنحني مزيداً من الورود ومزيداً من النبيذ،
لي أن أري البحر من مرفأ روداس
بعدها سيمنحني الحب أكاليل زهر
تطوق عنقي، وبعد سأنام بين ذراعي
جسدي لربما حتى وإن اكتشف حينئذ سمات
الألم، إشارات لا يهزمها الجلد،
فللحياة أن تمنحني نصيبي من الدهشة.
جوزيفا بارا رموس : من مواليد مدينة سيريس من أهم الأصوات الشعرية النسائية في إسبانيا حاليا،
حصلت علي عدة جوائز شعرية:
جائزة بريفي دوميك للشعر 1989
جائزة لوي للإبداع الشعري 1995
الجائزة الدولية للشعر باب الشعراء 1999
جائزة لويس ثيرنودا عن ديوانها "علاج الندب" (تحت الطبع) 2000
نشرت عدة دواوين شعرية أهمها:
مديح العشبة الخبيثة 1996
جغرافية الجسد 1997
غرفة نوم الماء 2002
تم إدراج قصائد خوسيفا بارا في عدة أنطولوجيات للشعر الإسباني:
الفضة المنصهرة 1997
لهن سلطة الكلام 1997
الشعر المتعدد 1998
نساء من لحم وشعر 2002
الأربعون الأساسيون 2002
خالد الريسوني - 2 تشرين الأول 2003
حركة إبداع:
نأسف من جريدة السفير على عدم توفر أي عنوان لمحمود درويش لدينا 4-8-2006
حركة إبداع Originality Movement
Éste me encanta, Leyla Kháled fue una guerrera palestina sobre la que Meira leyó alguna vez, sólo un dato: que había sido capturada, por haber secuestrado un avión junto con otro compañero de lucha. Sin conocer nada más sobre ella, escribió este poema.
La joven se convirtió en símbolo de la lucha palestina. Elegía de Leyla Kháled Meira Delmar
Te rompieron la infancia, Leyla Kháled
Lo mismo que una espiga o el tallo de una flor, te rompieron los años del asombro y la ternura, y asolaron la puerta de tu casa para que entrara el viento del exilio.
Y comenzaste a andar, la patria a cuestas, la patria convertida en el recuerdo de un sitio que borraron de los mapas, y dolía más hondo cada hora, y volvía más triste del silencio, y gritaba más fuerte en el castigo.
Y un día, Leyla Kháled, noche pura, noche herida de estrellas, te encontraste los campos, las aldeas, los caminos, tatuados en la piel de la memoria, moviéndose en tu sangre roja y viva, llenándote los ojos de sed suya, las manos y los hombros de fusiles, de fiera rebeldía los insomnios.
Y comenzaron a llamarte nombres amargos de ignominia, y te lanzaron voces como espinas desde los cuatro puntos cardinales, y marcaron tu paso con el hierro del oprobio.
Tú, sorda y ciega, en medio de las ávidas zarpas enemigas, ardías en tu fuego, caminante de frontera a frontera, escudando tu pecho contra el odio con la incierta certeza del regreso a la tierra luctuosa de que fueras por mil manos extrañas despojada.
Te vieron los desiertos, las ciudades, la prisa de los trenes, afiebrada, absorta en tu destino guerrillero, negándote al amor y los sollozos, perdiéndote por fin entre la sombra.
Nadie sabe, no sé cuál fue tu rumbo, si yaces bajo el polvo, si deambulas por los valles del mar, profunda y sola, o te mueves aún con la pisada felina de la bestia que persiguen.
Nadie sabe. No sé. Pero te alzas de repente en la niebla del desvelo, iracunda y terrible, Leyla Kháled, oveja en lobo convertida, rosa de dulce tacto en muerte transformada.
|
تعليقات