رجوي: حكومة المالكى "صنيعة الملالى" فى إيران


مريم رجوي: حكومة المالكى "صنيعة الملالى" فى إيران..!
19/06/2014

فى الحلقة الثانية من حوار مجلة "الأهرام العربي" مع السيدة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، وهو الحوار الذى تنفرد به "الأهرام العربى" حيث يعد أول حوار تجريه مع مطبوعة مصرية منذ سنوات عديدة، تتطرق إلى الأوضاع الداخلية فى إيران فى ظل حكم الملالى، وحقيقة الدور الذى تلعبه طهران فى العراق، متهمة حكومة نورى المالكى، رئيس الوزراء العراقى بأنها "صنيعة" فى يده، مشددة على أن نظام الملالى وراء تنفيذ عمليات القتل التى استهدفت الشخصيات المرموقة فى مجالات العلوم والجيش فى العراق، مشيرة إلى حجم المأساة التى يعانيها سكان مخيم "ليبرتى" بالعراق، والمخاطر التى يواجهونها.
كما أوضحت السيدة مريم أن إسرائيل وأميركا ليستا هدف طهران من الوصول إلى السلاح النووى، ولكن هدفها هو بسط هيمنتها على العالمين العربى والإسلامى وتشكيل إمبراطورية إسلامية، مؤكدة أن هيكل المشروع النووى ظل سليما، وأن الخبراء والعلماء فى المجال النووى مازالوا غير معروفين، وأن خطر حصول الملالى على القنبلة النووية يظل قائما.
- لولا الدور الإيرانى لما استطاعت الولايات المتحدة غزو العراق. وعملت إيران على التمزق وإشاعة الحرب الأهلية فى العراق. كيف تقيمون الدور الإيرانى فى العراق؟ وما السبيل لإنهائه والحفاظ على وحدة وسلامة العراق؟
النظام الإيرانى يسعى منذ عام 1990 وليس فى عام 2003، لإثارة حرب بين العراق وأميركا، بعدما منى النظام الإيرانى بالهزيمة فى الحرب مع العراق، ولم يتمكن من احتلال العراق، ولهذا بقيت إستراتيجية النظام الإيرانى فاعلة لاستنزاف قدرات الحكومة والشعب العراقى عبر الحرب الأميركية حتى يتمكن بعدها من بسط هيمنته فى العراق وهذا ما حصل فعلا.
ونجد أن وسائل الإعلام الأميركية ومنها صحف وول ستريت جورنال، وواشنطن بوست كشفت فى إبريل 2003 عن أن الدبلوماسيين الأميركيين خاضوا مفاوضات مع النظام الإيرانى فى جنيف قبل الحرب على العراق، وتوصلوا إلى اتفاق كان من بين نقاطه أن تقوم الحكومة الأميركية بقصف معسكرات مجاهدى خلق بالعراق، مقابل سماح النظام الإيرانى للقوات الأميركية باستخدام الأجواء الإيرانية، وعدم تدخل النظام الإيرانى فى العراق. عمليات القصف تلك أدت إلى سقوط عدد كبير بين شهيد وجريح من أخواتنا وإخواننا، بينما هم لم يطلقوا حتى رصاصة واحدة كون المقاومة الإيرانية قد أعلنت قبل الحرب أنها لن تقف فى الحرب بجانب أى طرف من أطراف النزاع.
وقبل 11 عاما لم يكن أى طرف فى المنطقة والعالم يولى أهمية لنفوذ الملالى الحاكمين فى إيران فى العراق، غير أن المقاومة الإيرانية قد حذرت من أن توغل النظام الإيرانى فى العراق هو أخطر بمئة مرة من خطره النووي، ثم كشفت المقاومة الإيرانية فى عام 2006 قائمة تضم أسماء 32 ألفا ممن يتلقون مرتبات من قوة القدس فى العراق بمن فيهم عشرات الشخصيات التى كانت تشغل مناصب آنذاك، ولو كانت هذه التحذيرات قد لاقت اهتماما من قبل حكومات المنطقة والمجتمع الدولى لكان بالإمكان أن تأخذ الأوضاع فى العراق منحى آخر.
- وماذا تقولون حول الدور الإيرانى فى العراق؟
لقد اتضح اليوم الكثير من الحقائق بشأن نفوذ النظام الإيراني، يكفى أن نعرف أن الجميع يعلم أن حكومة المالكى هى صنيعة يد الملالى فى إيران، وأما بشأن دور هذا النظام فى العراق فلابد من الأخذ بعين الاعتبار عوامل عديدة هي:
أولا - نظام ولاية الفقيه هو العدو الرئيسى لجميع الأحزاب والمجموعات والشخصيات السياسية (عدا الموالين المباشرين المرتزقين التابعين له)، كما أنه العدو الرئيسى للشيعة والسنة والمسيحيين والكرد والتركمان وكل الأقليات القوميات، ونجد أن الضربات التى تلقاها العراق خلال السنوات الفائتة الأخيرة (من قتل المتخصصين والأطباء والأساتذة والطيارين وتدمير البنى التحتية التقنية والتعليمية والصحية وغيرها) كلها كان على أيدى هذا النظام مباشرة.
ثانيا - هيمنة هذا النظام فى العراق التى مورست تحت راية الدفاع عن الإسلام والشيعة، هى فى الواقع تتأتى من كون العراق يشكل الخط الدفاعى لهذا النظام، وكان خامنئى قد وصف فى وقت سابق أن ولاية الفقيه تربح من العراق (كما من سوريا ولبنان) ك "عمق إستراتيجى" لها. وأؤكد أنه إذا أزيلت هذه الجبهة فعلى الملالى أن يدافعوا عن أنفسهم خلف أسوار طهران حيث يفقدون بسرعة سلطتهم. بعنى أن العراق أو سوريا يعتبران أسوار الحماية لهذا النظام.
ثالثا - الواقع الجديد هو أن موقع النظام الإيرانى فى العراق لاسيما فى العام الأخير قد لاقى تزحزخا فى العمق، وذلك بسبب الانتفاضات واسعة النطاق فى المحافظات العراقية الست، والثورة المسلحة لأهالى الأنبار، والتفكك فى الاتئلاف التابع للملالى فى العراق، والعزلة الكاملة لأهم خيار الملالى فى العراق أى المالكى.
وأؤكد أن هذا الموقع الهش، جعل الملالى أمام هزيمة نكراء تهدد سلطتهم فى طهران.
- هل تتوقعون أن يستكمل نظام الملالى طريقه نحو امتلاك السلاح النووي؟ ومتى تتوقعون أن يتم ذلك؟
عندما لم يتمكن النظام الإيرانى من فرض هيمنته على العالمين العربى والإسلامى فى حربه مع العراق خاصة عندما منى بهزيمة نكراء فى الحرب فقد توجه للحصول على السلاح النووى فسخر كل جهده فى هذا المضمار، إسرائيل وأميركا ليستا هدفه من الوصول الى السلاح النووي، وإنما يريد التزود بالقنبلة النووية لبسط هيمنته المشئومة على العالمين العربى والإسلامي. والقنبلة النووية للنظام تعد بمثابة آلة لتشكيل إمبراطورية إسلامية.
والرضوخ للتوافق النووى فى 24 نوفمبر مع القوى العظمى (5 + 1) لم يحدث حسب رغبته، وإنما جاء تحت وطأة الاضطرار، الأمر الذى يصفه مسئولو النظام الإيرانى بـ"كأس السم"، فالواقع أن الأزمة الاقتصادية وتأثير العقوبات وخوف النظام من غليان طوائف الشعب قد دفع النظام اضطرارا إلى التراجع، ولكن ما حدث هو تراجع خطوة واحدة فقط، لأن هيكلية مشروعه النووى بقيت سليمة، حيث بقى الخبراء والعلماء فى المجال النووى مازالوا غير معروفين، وخطر حصول الملالى على القنبلة النووية ظل قائما، لذلك فمن الضرورى أن يرغم المجتمع الدولى هذا النظام على الانصياع للبروتوكول الإضافى وقبول التفتيش المفاجئ غير المحدود، ووقف كامل عملية التخصيب لليورانيوم.
الملحوظة المهمة للغاية هى أن مشاكل الشعب الإيرانى ودول المنطقة مع النظام الإيرانى لا تقتصر فقط على الملف النووي، وإنما هناك ملفات حقوق الإنسان، وتصدير الإرهاب إلى خارج الحدود الإيرانية خاصة إلى دول المنطقة، وهى ملفات لها نفس الأهمية إن لم يكن أكثر، لذلك فإن المفاوضات بين الدول (5 + 1) والنظام الإيرانى بشأن البرنامج النووي، وتناسى إبادة أبناء الشعب الإيرانى وشعوب المنطقة على أيدى هذا النظام، تعد ضد السلام والديمقراطية، وهى مؤشر على غاية ضعف سياسة الغرب تجاه هذا النظام، وهو أمر من شأنه فى نهاية المطاف تشجيع هذا النظام على التمادى فى مشروعه النووي.
- كيف تصفون الأوضاع فى مخيم أشرف؟ وكيف يمكن إنهاء معاناة سكانه؟
مخيم "أشرف"، والآن مخيم "ليبرتى" يشكلان بالنسبة للشعب الإيرانى أمل للصمود، فالمجاهدون الذين هم فى "ليبرتى" الآن هم عناصر أفنوا ثلاثة أو أربعة عقود من عمرهم فى النضال من أجل تحرير بلدهم، فهم وجوه معروفة لدى الشعب الإيراني، كما أن نحو ألف شخص منهم كانوا سجناء سياسيين، قضى بعضهم 15 عاما من عمرهم خلف القضبان فى سجون الملالي، وتم اعدام نصف عوائلهم من الدرجة الأولى على يد النظام الإيراني. العديد منهم كانوا مرشحين فى الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية لنظام الملالي، حيث حصلوا على عشرات أو مئات الآلاف من الأصوات، ولكن الخومينى منعهم من الوصول إلى البرلمان، هذه هى الأسباب التى تدفع نظام الملالى للعمل بكل قواه من أجل القضاء عليهم، ومع الأسف فإن المجتمع الدولى لزم الصمت واللامبالاة تجاه التصرفات القمعية التى يمارسها النظام الإيراني، والحكومة الصنيعة له فى العراق ضد سكان أشرف، فمنذ عام 2009 تم تحويل حماية مخيم "أشرف" بشكل غير قانونى من أميركا إلى الحكومة العراقية.
- ما حجم المأساة التى يعانيها سكان مخيم "ليبرتى"؟
نتيجة لكل ذلك فقد استشهد 116 من مجاهدى خلق فى 6 مجازر، وقضى 20 آخرون نحبهم إثر الحصار الطبى المفروض عليهم، كما تم نقل السكان خلافا لرغبتهم من مخيم "أشرف" الذى بنوه بجهدهم وعلى نفقتهم الخاصة وحولوه إلى مدينة، إلى مخيم "ليبرتى" الذى يعد سجنا حسب تأكيد الفريق العامل للأمم المتحدة، ولم يسمح لهم بنقل ممتلكاتهم من "أشرف" أو بيعها، وهم يتعرضون لحصار طبى وهجمات صاروخية مستمرة فى مخيم ليبرتى.
أما الحكومة العراقية فهى - بواعز من النظام الإيرانى - لا تسمح بتوفير الحد الأدنى من مقومات الأمن والحماية للسكان، حتى على نفقتهم الخاصة، كما أنها تمنع نقل الأجهزة الطبية والخوذات والسترات الواقية التى اشتراها السكان بأموالهم من "أشرف" إلى مخيم ليبرتي.
أما لائحة القيود والجرائم التى تمارس بحق سكان أشرف وليبرتى فلا حد لها، فالنظامان الإيرانى والعراقى كانا يظنان بأنه ومن خلال ممارسة الضغط على مجاهدى خلق فإنهم يرضخون للاستسلام، لكن على عكس ذلك فإنهم وبصمودهم ووقفتهم ومقاومتهم قد دحروا مخططات النظام الإيرانى.
وللأسف فهناك جرائم عديدة ترتكب ضدهم، ففى فى الأول من سبتمبر 2013 شنت القوات الخاصة المؤتمرة بإمرة رئاسة الوزراء العراقية هجوما على مخيم "أشرف" وقتلت 52 من السكان فى إعدام جماعي، وأخذت 7 آخرين كرهائن، وليس هناك أى معلومات عن مصيرهم رغم مضى 9 أشهر على هذا الاختطاف، والطريق الوحيد لوضع حد لمعاناة السكان يكمن فى تدخل المجتمع الدولى لاسيما الأمم المتحدة وأميركا وأوروبا وإخوتنا العرب لكى يرغموا الحكومة العراقية على التخلى عن التبعية العمياء للنظام الإيراني، وتوقف سياساتها التعسفية فى ليبرتي. إننا وبالتحديد نطالب بتحقيق الحد الأدنى من المقومات أدناه فى ليبرتى وتشمل توفير مستلزمات الأمن الملحة فى "ليبرتي" ومنها نصب الحواجز الأسمنتية لحماية "الكرفانات" ونقل الخوذات والسترات الواقية لحماية الأفراد والأجهزة الطبية من "أشرف" إلى "ليبرتي"، وإطلاق سراح الرهائن الأشرفيين السبعة، وانتشار مراقبين للأمم المتحدة على مدار الساعة مع فريق من قوة ذات القبعات الزرق داخل "ليبرتي"، واجراء تحقيق شامل ومستقل من قبل الأمم المتحدة بشأن مجزرة "أشرف"، وبيع ممتلكات "أشرف" من قبل الممثل القانونى للسكان لتسديد نفقاتهم فى "ليبرتي" وتكاليف عملية نقلهم إلى بلدان ثالثة.
- كيف تنظرون إلى مطالبة السلطات القضائية الإيرانية للسلطات العراقية بتسليم عناصر مجاهدى خلق لطهران لتقديمهم إلى المحاكمة؟ وفى حال موافقة الحكومة العراقية على ذلك كيف سيكون تصرفكم؟
إن هذا الطلب الذى قدمه الملا صادق لاريجانى، رئيس السلطة القضائية فى إيران ووزارة الخارجية ووزير العدل لنظام الملالى يدل على الأزمات التى يعيشها النظام قبل أى اعتبار آخر، ويعكس ذعرهم وخوفهم من المقاومة المنظمة التى يواجهونها، وهذه الطلبات المتكررة والسخيفة للسلطة القضائية للملالى ثم إعادتها من قبل وزيرالعدل والخارجية للنظام، وتأتى من أجل المطالبة بتسليم لاجئين محميين دوليا، وتعكس الذعر والهلع المتزايدين لدى النظام، خاصة من الغضب والاستياء الجماهيرى العارم من جهة، ومن المقدرة والموقع الذى تحلته المقاومة المنظمة للشعب الإيرانى من جهة أخرى، خاصة بعد ما فرض على هذا النظام المجرم تجرع " السم النووي".
وأقول إن نظام الملالى المتأزم الذى يجد الموقف الراهن يهيىء الأجواء ويفتح طريق الإطاحة به على يد الشعب والشباب فى أرجاء إيران، لكنه يحاول يائسا ومن خلال الإعدامات وعمليات القتل داخل البلاد ومواصلة قمع مجاهدى خلق فى سجن "ليبرتي" كونهم مصادر إلهام لنضالات الشعب الإيراني، تأجيل مصيره المحتم. ويجب أن نلاحظ مدى إحراج الملالى الذين يعلنون مثل هذه الطلبات من موقف الضعف، وهذه المرة بصورة معلنة ورسمية. وما أقوله هو إن تصريحات أعلى مسئول فى السلطة القضائية لولاية الفقيه، لا تعنى سوى عجز النظام أمام صعود مكانة المقاومة الإيرانية. إن مثل هذه المواقف من وجهة نظرنا، هى ناتجة عن الظروف المتأزمة للنظام برمته بعد توقيعه على اتفاق جنيف النووى.
وتأتى مطالب نظام الملالى فى وقت صرحت فيه المفوضية السامية للاجئين التابعين الأمم المتحدة فى بيان له بأن المفوض السامى للاجئين فى الأمم المتحدة، يجدد تأكيده بأن سكان مخيم ليبرتى مشمولين بالحماية، وأن المفوضية ترفض طردهم أو عودتهم القسرية إلى أى مكان يعرض حياتهم أو حريتهم للخطر، وأن مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة تنص رسميا على تمتع السكان بمبدأ "نون رفولمان" (عدم النقل والطرد والعودة القسرية)، أى أن الحماية الدولية التى يحظى بها مجاهدو خلق هى من النوع الذى جعل رئيس مجلس القضاء الأعلى فى العراق يوضح للملا لاريجانى بأن ملف مجاهدى خلق "له جوانب سياسية"، وأحال متابعة الأمر إلى الحكومة العراقية والأمم المتحدة لمعالجة الموقف بالتعاون بينهما.
وأؤكد أن المقاومة الإيرانية حذرت من النوايا الشريرة لنظام الملالى والمزاعم والتصريحات التى أطلقها كل من رئيس السلطة القضائية ووزير العدل ووزارة الخارجية، مطالبة الإدارة الأميركية والأمم المتحدة اللتين تعهدتا مرارا وبصورة مكتوبة حيال أمن وسلامة سكان "ليبرتي" بإدانة هذه التصريحات، واتخاذ إجراء عاجل وفاعل لضمان حماية سكانه، أما التزام الصمت حيال هذه التصريحات المنتهكة للقوانين وللمعاهدات الدولية، فمن شأنه أن يشجع النظام وعملاءه فى العراق على القيام بتصرفات غير قانونية ولا إنسانية بحق السكان.
- هل من الصحيح أنه لا توجد علاقات جيدة بين الدول العربية وبين المقاومة الإيرانية؟ وما أسباب ذلك؟
كلا. ليس هذا صحيحا، الواقع أن أهم متحالف وصديق لنا (أى الشعب الإيرانى والمقاومة الإيرانية)، هو الإخوة العرب والدول الجارة لنا. إننا وبالصداقة والتحالف الإقليمى مع دول الجوار خاصة الدول العربية نستطيع التغلب على كل المشاكل فى المنطقة.
إن المقاومة الإيرانية تحظى بدعم واسع من الشعوب والمثقفين والسياسيين فى الدول العربية، إننى أحيلكم إلى حضور تمثيل قوى من العراق وسوريا ومصر والأردن والمغرب والجزائر وغيرها من الدول العربية فى مؤتمرات المقاومة الإيرانية، غالبية البرلمان الأردنى والبرلمان المصرى السابق والبرلمان الفلسطينى وتونس وجزء كبير من البرلمان العراقى رغم صعوبة الظروف فى العراق ونفوذ النظام الإيرانى الواسع فيه، يقفون بجانب المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدى خلق الإيرانية خصوصا مجاهدى "أشرف" و"ليبرتي"، ولكن النظام الإيرانى وبرسمه "خطا أحمر" على مجاهدى خلق والمقاومة الإيرانية، وإطلاق تهديدات ضد دول المنطقة، قد حاول أن يمنع هذه الدول من الاقتراب من المقاومة الإيرانية، لأنه يعلم جيدا أن التضامن مع المقاومة الإيرانية يشكل أمرا خطيرا عليه، وهو لا ينتابه الخوف والذعر من أى شيء أكثر من هذا.
وإننا نرى أن الطريق الوحيد لخلاص المنطقة من شر الإرهاب والتطرف، وكما سبق أن أكدت فى مناسبات عدة، يكمن فى قطع دابر نظام الملالي، ولهذا السبب أدعو جميع الإخوة العرب إلى تشكيل جبهة مضادة للتطرف فى كل المنطقة، فهو الطريق الوحيد الذى نستطيع من خلاله قطع الطريق على النزعة التوسعية لنظام الملالي.
- المقاومة الإيرانية خاضت معارك دبلوماسية عديدة كى يتم رفعها من قائمة الإرهاب. ما الخطوة المقبلة للمقاومة الإيرانية ضد نظام الملالى؟
القائمة الإرهابية كانت حصيلة سياسة المساومة مع نظام الملالى والتى قد سدت الطريق على التغيير فى إيران، ولكن من حسن الحظ - وطبعا بثمن باهظ دفعته المقاومة - تم إعلان إبطال القائمة فى محاكم فى الدول الأوروبية وأميركا، بحيث ثبتت عدالة النضال الهادف إلى تغيير النظام فى إيران من جهة، ومن جهة أخرى ظهرت القدرة السياسية والقانونية والحقوقية لحركة المقاومة فى النجاح فى هذا المعترك الواسع وهو أمر غير مسبوق.
وفى واقع الأمر كانت قائمة الإرهاب تشكل حاجزا كبيرا أمام تقدم حركة المقاومة لإسقاط نظام الملالى وتحقيق الديمقراطية، كما أنها كانت تشكل إسعافا أميركيا ومن قبل الدول الغربية للنظام الإيرانى.

مع أن اسم مجاهدى خلق قد تم شطبه من قائمة الإرهاب إلا أن السياسة الأميركية أو الغربية تجاه النظام الإيرانى مازالت بعيدة كل البعد عن أن توصف بأنها "سياسة قويمة"، ولا تتناسب مع الجرائم التى يرتكبها هذا النظام داخل إيران وعلى صعيد المنطقة. انظروا إلى الصمت الذى اتخذه العالم تجاه الإعدامات الجماعية اليومية فى إيران وتجاه الجرائم اليومية التى ترتكبها الحكومة الصنيعة للنظام الإيرانى فى العراق، وتجاه الجرائم التى يرتكبها النظام الإيرانى فى سوريا، إلا أننا نواصل نضالنا من أجل وقف الغرب سياسته الجائرة هذه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا