عميره هاس:التدريبات العسكرية تُستخدم لطرد سكان فلسطينيين

التدريبات العسكرية تُستخدم لطرد سكان فلسطينيين

تعاقب الادارة المدنية منظمات مساعدة دولية تقدم المساعدة للمطرودين عن اراضيهم
عميره هاس
إن التدريبات في ميادين الرماية في الضفة الغربية هي وسيلة للتقليل من عدد السكان الفلسطينيين فيها، وهي جزء مهم من مكافحة البناء الفلسطيني غير المرخص. هذا ما قاله مؤخرا ضابط رفيع المستوى في قيادة الوسط في جلسة لجنة ثانوية تابعة للجنة الخارجية والامن في الكنيست في موضوع اإيوش’، بحثت في االبناء غير القانوني الفلسطيني في المنطقة جب وسبل لطرد (التطييرب بلغة عدد من المشاركين في الجلسة)، سكان فلسطينيين من مناطق كالمنطقة E1 التي ضُمت الى معاليه ادوميم، ومن غور الاردن وسوسيا في جنوب جبل الخليل. وزعم العقيد عناف شيلو، ضابط قسم العمليات في قيادة الوسط، بحضرة المشاركين في الجلسة أن الرغبة في العمل على مواجهة ظاهرة البناء غير المرخص من الاسباب المركزية لزيادة الجيش الاسرائيلي مؤخرا تدريباته في غور الاردن. وهذا القول ينقض رواية الدولة في فرص مختلفة التي تقول إن إفراد ميادين الرماية يرمي الى أهداف عسكرية فقط.
إشتكى عضوا الكنيست مردخاي يوغاف (الرئيس) وأوريت ستروك من حزب البيت اليهودي، وهما عضوا اللجنة الوحيدان اللذان شاركا في الجلسة، وعدد من المدعوين اليها ذ المحامي بتسلئيل سموتريتش المدير العام لجمعية رغافيم، وممثلي المستوطنات ذ إشتكوا من أن الادارة المدنية ومكتب منسق العمليات في المناطق لا يفعلان ما يكفي ولا يعملان عملا صحيحا لوقف ما يصفونه بأنه اتساع البناء الفلسطيني غير المرخص.
وأشاروا الى تدخل منظمات دولية ودول اجنبية تؤيد ذلك البناء (ايحرضون العرب وهم مسؤولون عن الفوضى’، بلغة يوغاف)، وطلبوا أن تستعملاسرائيل وسائل شديدة لمواجهة مقدمي المساعدة والمنظمات الدولية وراء ذلك. وقال يوغاف إن جلسة قريبة للجنة الثانوية ستحصر عنايتها في تلك المنظمات الدولية.
دُعي الى الجلسة التي عقدت في 27 نيسان منسق عمليات الحكومة في المناطق اللواء يوآف مردخاي. وقال إن مكتبه يشتكي فورا الى السفارات أن منظماتها تتدخل في بناء فلسطيني غير مرخص. وقال اليس من المهم عندنا في الحقيقة من الذي ينفق على البناء غير المرخص… في الاشهر الثلاثة الاخيرة كانت كل منظمة ضبطناها تبني بناءً غير مرخص يصاحب ذلك رسالة الى السفارة بعد ذلك بساعة’.
أثنى مردخاي على جمعية ارغافيمب لأنها تقوم بعمل مهم، لكنه رفض ادعاءها الضعف عن احباط البناء الفلسطيني غير المرخص. ووعد مردخاي ردا على قلق المشاركين في اللجنة ذ ومنهم رئيس بلدية معاليه ادوميم، بني كشرئيل، الذي قال إن المنطقة E1 مشاعة، ووعد بوجود أمر بتفضيل اعمال فرض القانون والرقابة في المنطقة E1 وعلى طول الشارع رقم 1 بينالقدس وأريحا.
وبسبب هذا التفضيل، قال مردخاي اتدأب الادارة المدنية في اجلاء البدو وجمعهم في بلدات ثابتة’، وأكد أن عمل الادارة المدنية أن تطبق القانون على الاسرائيليين ايضا، وعرض معطيات اعمال هدم لبناء غير مرخص فلسطيني واسرائيلي ذ في سنة 2013 تبرهن في رأيه على مقدار واسع من اعمال الرقابة وفرض القانون. وذكر مثلا أن الادارة صادرت 217 كم من الاراضي المروية بالتقطير وهدمت 7 برك لجمع ماء المطر.
وقبيل نهاية الجلسة حينما أعطي الحق في الكلام للعقيد عناف شيلو، قال بحسب محضر الجلسة: اأعتقد أن أحد الاجراءات الجيدة التي يمكن أن تفلت من بين الاصابع هو عودة ميادين الرماية الى المكان الذي يفترض أن تكون فيه وما زالت غير موجودة هناك. وهذا من الاسباب المركزية التي تجعلنا نوجه بصفتنا جهازا عسكريا الكثير من التدريبات الى الغور. ونحن ندخل الآن تدريب فرقة آخر في هذه المنطقة على ميادين الرماية هو أكثر من لجنة هنا ومن عمل الرقابة الممتاز الذي يقوم به ماركو (بن شبات، مدير وحدة الرقابة في إيوش التابعة لوزارة الدفاع) معنا. وأعتقد أن حركة المركبات الحربية المدرعة والسيارات وما أشبه في هذه المنطقة وآلاف الجنود الذين يسيرون، يُنحون السكان جانبا. فحينما تسير الطوابير العسكرية يتنحى الناس ولا أُفرق هنا بين اليهود والفلسطينيين بل أتحدث على نحو عام… توجد اماكن ضاءلنا فيها كمية التدريبات مضاءلة كبيرة، فنبت هناك الشوك’.
زاد الجيش الاسرائيلي في السنتين الاخيرتين في الحقيقة تدريباته العسكرية لا في غور الاردن فقط بل في ميدان الرماية 918 مثلا، مع طلب اخلاء وهدم 12 قرية فلسطينية في نطاقه، وميدان الرماية 904 في اراضي قرية عقربا جنوب شرق نابلس. وبرغم أمر مرحلي صدر عن المحكمة العليا يحظر التشويش على الحياة العادية، جرت في الاسبوع الماضي تدريبات عسكرية في حقول قرية جنبا، جنوبي ميدان الرماية 918، أضرت بالمحاصيل. وقبل ثلاثة اسابيع، في ميدان الرماية 912 (قرب مرقب أريحا) طُلب الى خمس عائلات بدوية أن تبتعد افي خلال 48 ساعة’، برغم أنها تفاوض السلطات في مكان سكن بديل. إن قول شيلو إنه توجد صلة بين التدريبات ومكافحة الوجود الفلسطيني ينقض زعم السلطات في مناسبات مختلفة أن ميادين الرماية ترمي الى اهداف عسكرية خالصة. فقد ورد مثلا في جواب متحدث الجيش الاسرائيلي لصحيفة هآرتس عن ميدان الرماية 912 أن اعلانا من سنة 1967 ما يزال ساري المفعول الى اليوم وأن الميدان اما يزال يستخدمه الجيش الاسرائيلي لحاجات عسكريةب. وجاء في رد الدولة على استئنافات في شأن ميدان الرماية 918 في تموز 2013: اتوجد اليوم ايضا حاجة عسكرية حيوية لاستعمال ميدان الرماية 918 لتدريبات عسكرية، ولا امكان لوجود بديل مناسب عنه في مناطق اخرى’.
يُعرف نحو من 18 بالمئة من اراضي الضفة الغربية بأنها منطقة عسكرية مغلقة مخصصة لتدريبات عسكرية، في حين تبلغ مساحة المنطقة أ التي تخضع لسلطة مدنية وعسكرية للسلطة الفلسطينية، 17.7 بالمئة فقط من مساحة الضفة الغربية. والمستوطنات، خلافا للبلدات الفلسطينية القديمة، غير مشمولة في ميادين الرماية، وسكان البؤر الاستيطانية الذين تسربوا الى ميادين الرماية لا يُجلون. يعيش في ميادين الرماية في الضفة نحو من 6.200 فلسطيني في 38 مجمعا سكنيا تعتاش من تربية الضأن والفلاحة. ويوجد أكثر المجمعات السكنية في هذه الاماكن قبل أن تحتل اسرائيل الضفة الغربية بكثير وقبل اعلان أن هذه المناطق ميادين رماية.
قال شيلو إن سياسة الجيش الاسرائيلي التي هي مصادرة معدات انسانية قبل تسليمها الى هدفها، وجهت اضربة الى الأنف في الاماكن الصحيحة. فحينما تصادر عشر خيام كبيرة بيضاء غالية السعر فليس ذلك سهلا وليس من البسيط انعاش النفس من ذلكب. وبسبب سياسة المصادرات استقر رأي منظمة الصليب الاحمر الدولي على وقف تقديم خيام لمجمعات رعاة هدمت الادارة المدنية ما كانوا يسكنون فيه.
يصرف الاتحاد الاوروبي ومنظمات اغاثة دولية في السنوات الاخيرة جزءً كبيرا من نشاطها الانساني والدبلوماسي الى المنطقة ج. وهي ترى أن المحظورات الاسرائيلية على ربط بلدات فلسطينية بشبكات الماء والكهرباء والنقل العام تخالف الواجب على اسرائيل باعتبارها محتلة. ويُعرف الاتحاد الاوروبي الخطط الاسرائيلية لاجلاء البدو واسكانهم في بلدات ثابتة وهدم قرى مختلفة في جنوب الضفة وفي ميادين رماية بأنها ترحيل واقتلاع قسري، محرمان بحسب القانون الدولي. ويخشى الاوروبيون أن تكون اعمال الضم ذ بالفعل في المنطقة ج تحبط حل الدولتين. ويساعد عدد من المنظمات الدولية بتمويل اوروبي الفلسطينيين في المنطقة ج على حفر آبار لجمع ماء الامطار، واقامة غرف مراحيض، وانشاء منظومات طاقة شمسية واستبدال الكرفانات بالخيام والمظلات. وتعتبر الادارة المدنية هذه المباني غير قانونية. وكشف مردخاي في النقاش عن معروضة فيها تفصيل الغنيمة التي صودرت في الاشهر الاخيرة وتشمل معدات ومواد بناء بتمويل ايطالي لبناء حدائق ملاهي في منطقة الشارع رقم 1؛ وشاحنة مع رافعة وانابيب ماء ومضخة ذات محرك، تبرعت بها السويد لتطوير بئر لضخ الماء؛ وأكواخ سكنية ومحابس بنيت بتمويل فرنسي في رأس العيزرية.
فرّق رئيس اللجنة الثانوية يوغاف في الجلسة بين نشاط انساني لمنظمات دولية تساعد اسرائيل وبين نشاط آخر. ايوجد من المنظمات الدولية ما تشتغل فقط باعمال انسانية… ويوجد ما يوزع الطعام واشياء اخرى في اماكن فيها فقراء، فلتؤدِ عملها، فهي ايضا ذراع تساعد الادارة المدنية ومنسق العمليات في المناطق ودولة اسرائيلب. ويقترح حصر العناية افي تلك المخالِفات الدوليات التي تدخل هنا الى داخل منطقتنا وتحدث فوضى مرسلة من تلك الدول برسالة معادية لاسرائيل للسيطرة على اراضي دولة أو على اشياء اخرى… فمنها ما يعاون على الاخلال بالقانون، فالادارة المدنية ومكتب تنسيق العمليات يكفان عن التعاون معها… لا يملك عربي من يطا مالا ليأتي بنفسه فيضع كرفانا تبلغ قيمة 150 ذ 200 ألف شيكل، وهو يفعل ذلك فقط مرسلا من جهات تحرضه’.
وقال دافيد بيرل، رئيس المجلس الاقليمي غوش عصيون: ‘يجب أن تأتي روح قائد جديد كذاك الذي بدأ تحت قيادتك الجديدة (لمكتب التنسيق)… جيئونا بمئة مراقب يدخلون في عمل يومي ويُطيرون كل ما يجب تطييره دون التوجه الى احكام المحكمة العليا وأوامر المنع′. فقال يوغاف: ‘جعلت في رأس سلم الافضليات موضوع التنظيم (جمع البدو في عدد من القرى الثابتة في الضفة بخلاف ارادتهم، ) لأنه يوجد فرق بين عربي يملك بيتا في يطا أو طوباس ويجب رميه الى هناك وبين من يوجد في المنطقة فاذا طيرته اتجه الى الوادي القريب’. وقال داني تريزا، رئيس كفار ادوميم ورئيس جمعية مستوطني غوش ادوميم والذي خطط قبل عقد مسار جدار الفصل الاصلي (الذي تم تغييره في عدد من الاجزاء على أثر استئنافات رفعت الى المحكمة العليا بسبب اجتياح زائد لاراض فلسطينية دون سبب أمني ظاهر) قال: ‘الجمهور كله يقف متأثرا بسبب عجزنا، أعني دولة اسرائيل، عن حل مشكلة صغيرة واضحة للجميع وهي الاهمية القومية في أن يبقى هذا المكان لنا ولا يكون مكانا يتحول الى فيل فلسطيني آخر’.
هآرتس 20/5/2014
عميره هاس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا