بعد مطالعته اليومية للصحافة الإسرائيلية تيسير نظمي: صفقة مريبة مع الأردن جعلت ضمير الكتاب في كوما


الشبح السكاني في الدولة اليهودية !
موشيه آرنس
هآرتس 4/2/2014

التناسب هناك من يحبونه وهناك من يبغضونه. ويبحث عنه الفيزيائيون الذين يبحثون في الجزيئات بحثا متقصيا ويملؤهم الفرح حينما يجدونه، أما الساسة فبعضهم ينتمي الى المجموعة الاولى وبعضهم الى الثانية.
وماذا عن شيء من التناسب السكاني بين اليهود والفلسطينيين؟ إن مجرد اثارة اقتراح أن من المناسب في اطار اتفاق دائم بين اسرائيل والفلسطينيين أن يوجد تناسب أقلية فلسطينية في الدولة اليهودية وأقلية يهودية في الدولة الفلسطينية أثار غضبا كبيرا جدا في حلقات ما كاد يفضي الى سقوط الائتلاف الحكومي. وفيما يتعلق بالفلسطينيين في غزة، أحدث اريئيل شارون حالة عدم تناسب حينما اقتلع اليهود وسكان غوش قطيف من بيوتهم بالقوة، وتخطط حماس لابقاء هذا الوضع كما هو. ومن المنطق أن نفرض أنه لن يوجد هناك أي تناسب.
هناك أناس عن جانبي جدار الفصل الذي يُجرح مناظر البلاد الطبيعية غير مستعدين ألبتة لأن يخطر ببالهم هذا التناسب. وهناك يهود يعارضون بكل قوة فكرة أن يعيش اليهود أقلية في دولة فلسطينية، وهناك فلسطينيون غير مستعدين لأن يروا أقلية يهودية كهذه في دولتهم المستقبلية اذا قامت وحينما تقوم. وتثير الاهتمام حقيقة أن امكانا يبدو الآن افتراضيا تماما، وأن ظروفا ربما لن تتحقق أبدا تثير النفوس بهذا القدر. فما الذي يقوم وراء كل ذلك؟.
إن هذا الامكان من وجهة نظر صهاينة كثيرين وإن يكن افتراضيا الآن يُحدث معضلة مضاعفة. فهم أولا يطمحون الى اجراء السيادة الاسرائيلية على يهودا والسامرة وإن مجرد امكان أن تنشأ هناك دولة فلسطين مخيف في رأيهم. ويرى عدد منهم أن المستوطنين في يهودا والسامرة لا يحققون فقط حق اليهود في السكن والعيش في ارض اسرائيل كلها، بل يفترض أن يكونوا ايضا الأساس الذي تقوم عليه السيادة الاسرائيلية في المستقبل. ويعتقد أكثرهم أن تطبيق سيادة اسرائيلية على يهودا والسامرة يعني منح السكان الفلسطينيين هناك جنسية اسرائيلية كاملة، أي زيادة كبيرة في عدد العرب الذين يعيشون في اسرائيل ويشاركون في المسارات والقرارات السياسية التي تقع فيها.
إن من يخشون الشبح السكاني يحجمون عن هذا الامكان ويفضلون التخلي عن مطالب الشعب اليهودي في يهودا والسامرة. فهم يقولون في واقع الامر لا نريد عربا آخرين في اسرائيل. بل يفضل بعضهم انتهاز فرصة اتفاق مع محمود عباس ليسلبوا عربا اسرائيليين كثيرين جنسيتهم الاسرائيلية ولينقلوهم مع بلداتهم الى الدولة الفلسطينية.
والمعضلة الثانية التي تشغل اسرائيليين يأخذون في الحسبان امكان اتفاق يفضي الى سيادة فلسطينية على يهودا والسامرة، تتعلق بمستقبل المستوطنين الذين يسكنون اليوم في هذه المناطق. هل يستطيعون أو هل يجب عليهم البقاء في اماكنهم حتى بعد أن تنشأ دولة فلسطينية ؟ وهل صلتهم بالسيادة الاسرائيلية أقوى من صلتهم بالارض التي سكنوها ؟
يبدو للوهلة الاولى أنه يوجد القليل جدا من احتمالات التوصل الى اتفاق مع عباس. واذا كانت التقارير عن أن اتفاق الاطار الذي يقترحه جون كيري يتطلب منه أن يعلن باسم الفلسطينيين انتهاء الصراع، اذا كانت صحيحة فمن الواضح أنه وهو الذي يمثل في الاكثر أقل من نصف الفلسطينيين، لا يستطيع أن يفي بهذا الالتزام. ولهذا لا يبدو أي اتفاق الآن ممكنا. ومع ذلك فان امكان الاتفاق الافتراضي الذي يُطلب فيه انسحاب اسرائيلي الى خطوط وقف اطلاق النار في 1949، يضطرنا جميعا الى مواجهة معضلتين وهما: ما مبلغ إخافة الشبح السكاني؟ وما مبلغ قوة صلتنا بارض آبائنا ؟



هكذا تكلم أبو مازن لكيري
ناحوم برنياع
يديعوت 3/2/2014

تعلم أبو مازن شيئا من نتنياهو ومن عدد من رؤساء وزراء اسرائيليون سبقوه: وهو أن لا يُقال لا لوزير خارجية امريكي متحمس مركز طموح، وألا يُقال لا بصراحة على كل حال، وقد حرص أبو مازن في احاديث مع اجانب في نهاية هذا الاسبوع ايضا على أن يؤكد الجانب الايجابي في جهود الوساطة الامريكية. يطلب نتنياهو أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، يقول. وأنا اؤيد ذلك فليست بي أية حاجة الى جيش لأنه اذا انشأنا جيش فسينقلب علي آخر الامر، فتكفيني شرطة مدنية كما هي الحال اليوم.’
ونتنياهو يطلب فترة انتقالية طويلة حتى التنفيذ النهائي، يقول. وقلنا إنه تكفي ثلاث سنوات، وأنا الآن مستعد لخمس سنوات. واسرائيل والاردن تخشيان ما سيحدث في غور الاردن، حسن. وأعارض أن توضع قوة دولية كقوة من الاردن وحلف شمال الاطلسي مثلا، في غور الاردن بعد الفترة الانتقالية وتبقى هناك الى الأبد.
لن أعلن اعترافا باسرائيل دولة يهودية، يقول، لكنني أبقي بين السطور مكانا لتفكير خلاق. فقد تحدث قرار التقسيم الذي صدر عن الامم المتحدة في تشرين الثاني 1947 القرار 181 عن دولة يهودية ودولة عربية تنشآن في ارض اسرائيل. وتبنى عرفات القرار وكرر هذه الجملة بصوته. وقد يصبح عرفات الدرع الواقية التي تُمكن أبو مازن من الاستجابة للطلب الاسرائيلي دون أن يعرضه جمهوره على أنه خائن. وهو يقبل ضمنا مخطط كلينتون بشأن القدس بأن تكون الاحياء اليهودية وراء الخط الاخضر تحت سيادة اسرائيل؛ وتكون الاحياء العربية تحت سيادة فلسطين. لكنه يصر على أن يكون شرقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ويشمل ذلك الحوض المقدس والاحياء حوله لا ما يحب الاسرائيليون أن يسموه ‘القدس الكبرى’.
وتبنى فيما يتعلق بمستقبل المستوطنات ايضا موقفا محنكا يُمكنه من حرية الحيلة وهو يقول لنصغ أولا خط حدود متفقا عليه. وفي المرحلة التالية تستطيع اسرائيل أن تبني في كتلها الاستيطانية كيفما تشاء؛ وتُجمد البناء في المستوطنات شرقي هذا الخط، ويُحدد مستقبلها بالتفاوض بعد ذلك.
وهو يصر على أن تحصل الدولة الفلسطينية في تبادل الاراضي كما وُعدت على ‘ارض مساوية بالمساحة والجودة ايضا’. وحينما يُذكرونه بمبلغ صعوبة الوفاء بهذا الوعد يُبين أن ليست الشهوة الى الارض هي التي توجهه بل الرفض الاسرائيلي لتحقيق حق العودة لأنه اذا كان يفترض أن تتلقى الدولة الفلسطينية 300 400 ألف لاجيء فيها فهي محتاجة الى ارض، يقول.
في الوقت الحالي قُبيل انقضاء الموعد الذي حدده كيري لنفسه، أصبحت اللعبة تجري في ملعبين في نفس الوقت. في أحد الملعبين تجري لعبة اتهام وهي كيف يستطيع كل طرف أن يضائل الضرر الذي سيصيبه في غد تفجير المحادثات؛ وتجري في الملعب الثاني لعبة الاتفاق وهي كيف يستطيع كل طرف أن يدفع قدما بمصالحه في الوثيقة التي سيصدرها الامريكيون. إن احتمالات النجاح غير كبيرة لكنها أكبر كثيرا من التقديرات التي صاحبت المحادثات منذ بدأت.
كان يبدو في الاشهر الاولى من بعثة كيري أن الرئيس اوباما الذي خبر الاخفاقات في ولايته الاولى، ينأى بنفسه عن التفاوض. وقد يكون حدث تغيير في هذه القضية المهمة ايضا، فقد بين أحد كبار مسؤولي الادارة في الماضي زارنا هنا في الاسبوع الماضي، بين أن اوباما يريد في السنوات الثلاث الباقية أن يحصر عنايته في تراثه. وهو متجه الى اليسار في الحزب الديمقراطي الذي يولي احراز اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين أهمية كبيرة.
إن تأييد الرئيس يعطي وعود كيري قوتها ويعزز تهديداته، فحينما يحذر اسرائيل من مقاطعة دولية كما حدث مع جنوب افريقيا يعلم ما الذي يتحدث عنه. وأنه يكفي أن يقول في حال الفشل إن الولايات المتحدة تنفض يدها من المسيرة أو أخطر من ذلك أنه خلص الى استنتاج أنه لا سبيل الى التوصل الى حل الدولتين لجعل اسرائيل في نظر جزء كبير من الغرب تشبه جنوب افريقيا ذات نظام الفصل العنصري.
سأله اسرائيلي التقى معه في دافوس هل شعر بالاهانة بسبب النعوت التي ألصقها به بوغي يعلون، وزعم أن لا، وقال ‘حينما كنت حاكم ولاية ماساشوسيتس تلقيت اهانات اسوأ كثيرا’.



ينبغي حشر أبو مازن في الزاوية !
دان مرغليت
اسرائيل اليوم 4/2/2014

إن زعماء المناطق المتنازعة في العالم يلبسون جلود النعاج حينما يستجيبون لاجراء مقابلات صحفية مع صحيفة ‘نيويورك تايمز′، فهم باحثون عن السلام وصانعو سلام وطالبو سلام والسلام عليكم. وهذا ما فعله أمس أبو مازن ايضا الذي بين موقف الفلسطينيين من وثيقة جون كيري ومن التفاوض مع اسرائيل. بيد أنه توجد نقطة ضعف واحدة لكل حيله اللغوية المهادنة وهي رفضه الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية.
يزعم الفلسطينيون (ومعاونوهم في اسرائيل) أن بنيامين نتنياهو اختلق من عقله شيطانا سياسيا اسمه ‘الدولة اليهودية’ لاحباط حل ‘دولتين للشعبين’.
فاذا كان الامر كذلك فلماذا لا يمزق أبو مازن القناع عن وجه رئيس الوزراء ويثبت أن ليس الامر الرئيس كذلك؟ ليس هناك سوى تفسير واحد وهو أنه لا تكمن ‘حيلة دعائية’ وراء طلب ‘دولة يهودية’ أو لا تكمن ‘حيلة دعائية’ فقط، على الأقل بل فيه ايضا مضمون حقيقي لا يستطيع الباحثون عن السلام تجاهله.
إن معنى عبارة ‘الدولة اليهودية’ أنه لا ينبغي اغراقها باجانب يغيرون صبغتها السكانية، أي أنه ‘لا حق عودة’ لنسل اللاجئين في 1948. والى ذلك فان من يعترف في اطار اتفاق السلام بأن اسرائيل دولة يهودية يعلن في واقع الامر انهاء الصراع وانه لن توجد مطالب منها بعد.
لماذا يسلك كذلك؟ شاركت أمس في مؤتمر القدس الذي نظمه ‘بشيفع′ اليمني وقد وجد الدكتور رون فوندك من مهندسي اتفاق اوسلو تسويغا يثير الاهتمام بعد سؤال من أحد الحضور وهو لماذا لا يعترف أبو مازن بالدولة اليهودية، وهو أن ذلك دليل على أن ابو مازن صادق مستقيم لأنه كان يستطيع أن يوافق على ‘دولة يهودية’ وأن يحصل على نصيبه وأن يخدع العالم بعد ذلك ويجدد مطالبه. وحقيقة أنه لا يسير في طريق الخداع في هذا الشأن تدل على فضله.
قد يكون ذلك يدل على شيء من فضله، ومع كل ذلك لماذا يرفض قبول عبارة ‘دولة يهودية’؟ ليس ذلك إلا لأنه يرى في صدقه أن الانسحاب الى حدود 1967 ليس انهاءا للصراع وقضاءا على المطالب المتبادلة وأنه ليس للامر نهاية.
كان رفضه تبني هذه العبارة يستحق ردين الصلة بينهما متسقة وهما انتقاد امريكي شديد لاصراره الذي يثير سؤال لماذا امتنع الوسيط جون كيري عن تنبيهه الى ذلك وعن رسم مخطط اشكالي لمستقبل الفلسطينيين لا يقل اشكالية عما عرض على اسرائيل؛ وفهم واقعي أنه لا يوجد شريك فلسطيني في السلام كما عرف ذلك بحسب تسلسل الاحداث اسحق رابين وشمعون بيرس واهود باراك واهود اولمرت، وعلى ذلك يجب على اسرائيل أن تسعى الى اتفاق مرحلي مع امريكا واوروبا ومع دول الجامعة العربية ايضا اذا أمكن.
وفي هذا الشأن يجب على الاسرائيليين وغيرهم، وعلى كل انسان نزيه مهتم بالصراع الاقليمي، أن يحشر أبو مازن في الزاوية: لنفترض أن نتنياهو يطمح الى التهرب من الاتفاق، لكن لماذا لا تستجيب أنت باعتبارك زعيم الفلسطينيين لطلبه الذي يفهمه كل من توجه الى التفاوض بيدين نقيتين؟ قد يكون عنده جواب لكن ليس عنده جواب مشروع.



دولة اسراطين الموعودة !
يرون لندن
يديعوت 3/2/2014


يبدو أن هذه ساعة محملة بالمصير، سيتقرر فيها اذا كان الشعبان المتواجدان في البلاد سيواصلان الالتفاف الواحد على الاخر كمتعاركين يخافان الارتخاء، أم انهما سينفكان ويبتعدان. اغلبية ساحقة من بين اليهود والعرب يتمنون الامكانية الثانية ولكنهم لا يؤمنون باحتمالات تحققها. وقد سلمت القيادات بالفشل وهي تعنى بتخطيط خطاها في أعقاب الازمة التي لا بد ستنشب في اعقابه. في رأس اهتمامهم ادانة الآخر امام الرأي العام في العالم.
على خلفية اليأس من امكانية تقسيم قطعة البلاد الصغيرة خاصتنا، يتعاظم صوت مؤيدي اقامة دولة واحدة من البحر حتى النهر. ويشارك في هذه الفكرة متطرفون من اليمين ومن اليسار.
من بين اليمينيين هناك من يؤمن بانه يجب ضم المناطق المحتلة ومنح سكانها العرب حقوق المواطنة الكاملة. وبرأيهم، فان هذه الخطوة لا تقوض رؤيا الدولة اليهودية، لان الميل الديمغرافي يتعارض وتوقع الديمغرافيين الرسميين. فعدد الفلسطينيين أدنى بكثير مما تقوله المعطيات المطروحة، ومعدل الولادة في اوساطهم آخذ في الانخفاض، والهجرة من البلاد مستمرة. هؤلاء، مكترثو صهيون، واثقون من أنه سيأتي الينا جموع اليهود الذين سيفرون من اللاسامية المتعاظمة في البلدان المختلطة وسيجتذبون الى اسرائيل المزدهرة. وهكذا تزداد الاغلبية اليهودية، وتحفظ الديمقراطية، والعرب سيوافقون على مكانتهم كأقلية عرقية فرحة بنصيبها وتشارك في بناء دولة فيها أغلبية يهودية ومناخ ثقافي يهودي.
تحمل هذا الرأي اقلية صغيرة، ولا سيما من التعديليين القدامى كموشيه آرنس وروبي ريفلين. وهم يعتقدون بان معلمهم، زئيف جابوتنسكي، لو كان يعيش معنا، لما كان غير كلمة من مقالته. كما أن هناك مثاليون سذج، ولا سيما من أبناء المعسكر الديني الوطني، ممن يعتقدون بان سير التاريخ اليهودي حتمي وانهم يعرفون مساره. مقابلهم، فان اغلبية مؤيدي الضم ليسوا سذجا على الاطلاق. فهم يتبنون فكرة اقامة ‘بانتوستانات’: اقاليم صغيرة، منقطعة الواحدة عن الاخرى، يعطى لسكانها الفلسطينيين الحق في أن يقرروا مستوى ضريبة المسقفات في بلداتهم، وتشغيل مراقبي بلدية وادارة محطات الاطفائية. حتى متى؟ حتى يأتي المسيح او حتى تلوح لليهود فرصة تنظيم طرد جماعي، او ما يأتي اولا.
في القطب الراديكالي اليساري يوجد من لا يؤمنون بامكانية الانفصال. لا يجدون سبيلا لتسوية التجربة الديمقراطية مع الضم ولا يقلقون من امكانية ان يكون غير اليهود اغلبية مواطني الدولة الموحدة. بالنسبة لهم، يحسم عبء الاحتلال كل اعتبار آخر وعليه فمن الافضل اقامة جمهورية متعددة القوميات وموحدة المواطنة. اذا ما نجح المشروع فلن تمر اجيال عديدة الى ان تختلط المجموعتان السكانيتان الواحدة بالاخرى وتنشأ هنا ثقافة مشوقة، من اليهودية والعربية.
الكثير من العرب، يتبنون هذا الرأي. الاخيار منهم يفترضون بانه في الدولة المشتركة سيصبح اليهود أقلية مجدية وخانعة. اما اليهود الذين يتبنون هذا الرأي فهم اقلية والاكثر صخبا من بينهم هو جدعون ليفي، المراسل والمحلل النشط والكفؤ في ‘هآرتس′. دوافعه نبيلة، ولكن عذابات ضميره تشبه آلام الجسد التي تحرك الانسان لان يلقي بنفسه من السطح. فالجسد المحطم لا يتألم.
منذ انحلال الامبراطورية الرومانية وحتىى قيام الاسرة الاوروبية مر نحو 1500 سنة من الحروب بين شعوب القارة. ووحده ثبات الانظمة الديمقراطية والازدهار الاقتصادي الذي يغطي كل الدول سمح بالاتحاد المترنح. فكيف يمكن التفكير بجمهورية ‘اسراطين’، في عالم لا يستطيع فيه حتى التشيكيون والسلافيون ان يخضعوا أنفسهم لسلطة واحدة؟ ليفي والمقربون من رأيه يغفرون للعرب فشلهم المطلق في تبني قيم الحداثة ومستعدون للتعاون معهم في الحكم بل والاخذ بالحسبان للامكانية الناشئة عن مسؤولية النظام الديمقراطي في أن يكون الحكم في أيديهم. فهل تخلص الفلسطينيون من الثقافة المريضة التي تميز 350 مليون من اخوتهم العرب؟ ربما ولكني لست مستعدا لان افحص هذا على جسدي.

وهم الأمن والمطاردة
شمعون شيفر
يديعوت 4/2/2014

كنت أجلس في قاعة المسافرين في مطار ميونيخ الدولي وأنتظر مع المسافرين الى تل ابيب ركوبنا طائرة إل عال. توجد القاعة في منطقة منفصلة بعيدة عن المطار؛ ووضع رجال شرطة حول المكان الذي كنا فيه وكانت وسائل تفتيش الداخلين متشددة دون أي تسهيل.
إن نية سلطات الطيران الالمانية طيبة فهم يريدون حمايتنا ومنع المس بنا. ومن مزيد السخرية أن المسافرين من الدول العربية والدول الاسلامية يدخلون نقطة الانطلاق المركزي دون أي فصل.
قولوا إنني أبحث عن الصغائر، وإنني أبدي حساسية زائدة، وإنني أنسى أنه ذبح فلسطينيون في ميونيخ رياضيينا الذي جاءوا للمشاركة في الالعاب الاولمبية. لكن بعد أن سمعت قبل يومين في مؤتمر الامن في ميونيخ، جون كيري الذي وجه تهديدا غير صريح الى اسرائيل بأنها ستدفع ثمنا باهظا اذا رفضت الاستجابة الى الخطة التي صاغها للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين، عرفت أننا لسنا مجرد مصابين بوسواس المطاردة.”””” تحدث وزير الخارجية الامريكي عن ‘وهم الأمن’ الذي نتمتع به. يا سيد كيري إن أمننا لا يقوم على وهم ويكفي أن نذكرك بما حدث للاوغاد الذين قتلوا رياضيينا في ميونيخ، فقد صفت اسرائيل الحساب معهم جميعا.
تحدث جون كيري قبل خمسة اشهر عن واجب المجتمع الدولي أن يعاقب بشار الاسد بعد أن تبين أنه استعمل سلاحا كيميائيا على مدنيين. ‘إن امتحاننا هو امتحان ميونيخ’، قال كيري وقصد ان يقول إن المجتمع الدولي حاول قبل الحرب العالمية الثانية أن يصالح ادولف هتلر؛ ولم يستطيع العالم آنذاك أن ينجح في امتحان ‘لحظة ميونيخ’.
إن ادارة اوباما في حقيقة الامر لم تنجح آخر الامر في الامتحان الذي تحدث عنه كيري، ولم يعاقب بشار الاسد. فالطائرات الامريكية لم تخرج للهجوم على الاهداف التي كانت قد حددت في سوريا. والى ذلك لا يوجه كيري والاوروبيون اصبع الاتهام الى الفلسطينيين ولا يستعملون توجها متشددا مع الايرانيين فهم يراودون في تحمس وزير الخارجية الايراني محمد ظريف ويحتضنون الفلسطينيين.
إن كيري الذي تأثر حتى اعماق نفسه برد اسرائيل الفظ على التهديد غير الصريح الذي عبر عنه، أشار الى أن الاسرائيليين سيُضر بهم في جيوبهم. على مبعدة بضع مئات الامتار عن مكان عقد مؤتمر الامن في ميونيخ قام نصب تذكاري لـ ‘ليلة البلور’ وهي الليلة بين التاسع والعاشر من تشرين الثاني 1938 التي سلبت فيها وهدمت كنس ومصانع واملاك اليهود. يجب أن نؤكد أن الالمان لا ينسون الفظائع التي أوقعوها بالشعب اليهودي وهم مستمرون ويجدون طرقا لحفظ الذاكرة.
وكي ندع مكانا للشك نقول هنا إن جون كيري لم يكن حذرا في كلامه. توجد اسباب كثيرة تدعو الى انتقاد سلوكنا مع الفلسطينيين، ومع ذلك يحسن أن يتجه اصدقاؤنا الامريكيون الينا بتعليلات أكثر اقناعا من تهديدات دنية من النوع الذي اشار اليه كيري.


ما هو أبعد من عنصرية اسرائيل!
يوسي شاين
يديعوت 4/2/2014

إن تصنيف اسرائيل أنها ‘دولة عنصرية’ بدأ قبل أن برز مشروع المستوطنات في المناطق في العناوين الصحفية بسنين كثيرة، فكثيرون يتذكرون كيف استقر رأي الامم المتحدة في 1975 على تعريف الصهيونية بأنها عنصرية. وقد مزق سفير اسرائيل آنذاك حاييم هرتسوغ اقتراح القرار فوق منصة الخطباء، ونعته سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة باتريك موينهن بأنه ‘تعبير عن الشر’.
ألغي قرار الامم المتحدة ذاك في 1991 لكن حملة نعت اسرائيل بأنها دولة فصل عنصري أخذت تزداد تسارعا في انحاء العالم بل بين مثقفين في البلاد. ستحتفل في الشهر القادم منظمات فلسطينية في الاحرام الجامعية في الولايات المتحدة واوروبا بمرور عشر سنوات على ‘اسبوع الفصل العنصري الاسرائيلي’. وهذه احداث قاسية وعنيفة لكراهية متقدة تدعو الى القضاء على دولة اليهود تصدر عن بواعث ليبرالية في ظاهر الامر. وعلى هذه الخلفية برز الصوت الصافي لرئيس وزراء كندا ستيفن هاربر الذي أعلن في الكنيست أن من يسمي اسرائيل دولة فصل عنصري هو شرير ومعاد للسامية.
‘إن هاربر من الزعماء القلة الذين ينددون بخطاب الفصل العنصري تنديدا جازما. وفي مقابل ذلك يتبنى عدد من الاكاديميين بل من الساسة في اسرائيل على الخصوص المماثلة بين الفصل العنصري في جنوب افريقيا وتناول الاحتلال والصورة ‘العنصرية’ للدولة.
في هذه الايام حقا يجري حوار في الشبكة بين اساتذة جامعات اسرائيليين يتناول ‘اسرائيل باعتبارها دولة فصل عنصري’. وكتب أحد المشاركين البارزين الذي يحاول أن يسبغ على ادعاءاته صورة اكاديمية تحليلية: ‘الفصل العنصري نوع نظام حكم أو حالة سياسية تاريخية كالثيوقراطية أو الدكتاتورية، وليس شتما. إن الاسرائيليين الذين يضيئون هذه الحالة يتعرفونها في أسى على أنها قاعدة للاصلاح لا حملة إساءة سمعة أو محاولة لجعل اسرائيل بغيضة’. وهذا في ظاهر الامر تحليل بارد مقطوع عن التصنيف القيمي لكن الامر ليس كذلك، فاستعمال عبارة ‘الفصل العنصري’ جزء مركزي في حملة تصنيف اسرائيل مع المناطق ومن غيرها بأنها دولة مجرمة كانت ولادتها بالخطيئة ووجودها بالخطيئة.
من المثير للاهتمام أن القاضي ريتشارد غولدستون خاصة من جنوب افريقيا المعروف في البلاد بسبب التقرير المنحاز الذي نشره عن الحرب في غزة، رأى في محاولة التسوية بين اسرائيل ونظام الفصل العنصري ‘إثما وتشهيرا’، وكتب في مقالة في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ أن محاولات التسوية بين اسرائيل ونظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ترمي الى نعت اسرائيل بالشيطانية والى عزلها بغرض احباط تسوية الدولتين: ‘أنا أعرف جيدا قسوة الفصل العنصري حيث أُبعد الناس الذي عُرفوا بأنهم سود على استعمال مراحيض للبيض أو استعمال الشواطيء، وعن السكن في مناطق بيضاء بل عن المكوث فيها دون رخصة. وتُرك جرحى سود في حوادث يموتون في الطرق إن لم توجد سيارة اسعاف ‘سوداء’ في المنطقة. ومُنعت مستشفيات بيضاء من انقاذ حياتهم… ليس في اسرائيل فصل عنصري ولا يقترب أي شيء فيها من التعريفات (الرسمية) للفصل العنصري.
يقول غولدستون جازما إن من يحاولون أن يدفعوا قدما بـ ‘اكذوبة الفصل العنصري الاسرائيلي’ يقارنون مقارنات متكلفة’ منتقاة كي يشوهوا الواقع المعقد لصراع قومي عميق. وهم يعرضون مماثلة ‘كاذبة آثمة تبعد السلام بدل تقريبه’.
لا شك في أنه يجب علينا ان نسعى الى وضع يحظى فيه الفلسطينيون باستقلال وطني الى جانب دولة اسرائيل وأن نضع حدا للوضع الذي لا يحتمل لا سياسيا ولا اخلاقيا، وهو سيطرتنا على شعب آخر. ويقبل هذا اليوم بصراحة رئيس الوزراء من الليكود ايضا. ونحن محتاجون لاجل اتفاق سلام الى الطرف الفلسطيني بالطبع لكن حان الوقت للانفصال القومي حتى لو لم يتعاون الفلسطينيين واضطررنا الى الانسحاب الى حدود امنية من طرف واحد، ويجب علينا في مقابل ذلك ان نضعضع مقارنة اسرائيل الآثمة بنظام الفصل العنصري.


تكتيك التهديد: من كيسنجر الى كيري
ابرهام بن تسفي
اسرائيل اليوم 4/2/2014

برغم الفرق السياسي والايديولوجي العميق بين وزير الخارجية الامريكي جون كيري وهنري كيسنجر الذي تولى هذا المنصب قبل اربعة عقود، نظن أن تناول كيري الاخير لخطر سلب الشرعية الدولي الذي يواجه اسرائيل مستمد مباشرة من كيسنجر الكثير الألاعيب والدسائس والتلاعب.
يمكن أن نرى تعبيرا سافرا عن استعمال وزير الخارجية المكرر لهذا التكتيك في فترة حكم الرئيسين نكسون وفورد، في سيناريوهات الرعب التي رسمها أمام رئيس الوزراء اسحق رابين واعضاء حكومته في آذار 1975. فقد عبرت تلك السيناريوهات عن صورة مهددة للتأثيرات المتوقعة من الفشل في انشاء تسوية مرحلية اسرائيلية مصرية في منطقة سيناء، كان يفترض أن تقوم على انسحاب اسرائيلي من طرف واحد الى ممري المتلة والجدي دون تعويض سياسي، برغم ان كيسنجر أكد في كلامه أنه لا يهدد اسرائيل. وإن حديثه عن دخول السوفييت الى المنطقة من جديد، المتوقع على إثر تفجر التفاوض، وعن عزلة اسرائيل الدولية باصرارها على التمسك بـ ‘بضع كيلومترات بائسة من الرمال’ لم يترك شكا في نياته، فقد كانت تلك محاولة شفافة (لم تنجح آخر الامر) لتجنيد دعم عام داخلي وخارجي لسياسته بعرض حكومة رابين أنها رافضة للسلام قد تبطل كل انجازات الدبلوماسية الامريكية في الشرق الاوسط على إثر حرب يوم الغفران.
برغم الاختلاف الواضح في الظروف الاقليمية منذ تلك الايام السيئة في تاريخ الحلف الامريكي الاسرائيلي، بقي كيري مخلصا للتكتيك الذي يختبيء معه وراء تحليل ‘موضوعي’ بادي الرأي لمكانة اسرائيل السياسية والاستراتيجية. إن كيري مثل كيسنجر ايضا يريد أن يمنح الاجراءات التي يلاحظها (وفي مركزها اجراء المقاطعة)، يريد أن يمنحها التعجيل والشرعية وأن يبقي اسرائيل مكشوفة مستهدفة في ذروة عملية المساومة الشديدة. في 1975 فشلت جهود كيسنجر وتبين أن تنبؤاته المثيرة للقشعريرة عن ‘سير اسرائيل الى فنائها مباشرة’، تبين أنها جوفاء. ويعمل كيري اليوم بخلاف كيسنجر في محيط دولي (وإن لم يكن داخليا) أشد عداءا لاسرائيل. والى ذلك فانه في حين لم يكن ينوي وزير الخارجية الامريكي في 1975 الى أن يُشرك في خطة التسوية لاعبات اخرى، أصبح كيري يعمل في تنسيق كامل مع جهات دولية كالاتحاد الاوروبي هي من وجهة نظره أداة مريحة لاستعمال ضغط مباشر على اسرائيل.
مع ذلك، وبرغم الظروف الدولية المريحة لكيري أكثر فان الحماسة الزائدة التي يظهرها تشهد على التمسك بالاجراء بدل الجوهر، ولهذا قد يصبح عبئا مركزيا عليه. ولو لم يكن يبغض ادارة بوش الابن وتراثه فلربما فضل الانحراف عن تصوره الحالي وأن يتبنى في مكانه صيغة محدثة معدلة من خريطة الطريق ذات المراحل الثلاث في نيسان 2003. وبرغم أنه لم يكن فيها قبل عشر سنوات ما يفضي الى تمهيد الطريق المأمول فان انتشالها من هاوية النسيان في الظروف الحالية قد يضائل شيئا ما الاخطار بالنسبة للطرفين وينشيء حراك تقدم تأتي لحظة الحقيقة في نهايته فقط، لا في بدايته كما في الخطة الحالية. إن حقيقة أن هذا التوجه سيعيد الدبلوماسية الامريكية في نفق الزمان مباشرة الى مرحلة استراتيجية المراحل عند هنري كيسنجر هي بالطبع مسألة مختلفة تماما.


حوار طرشان
ارئيل كهانا
معاريف 4/2/2014

تسأل أحيانا نفسك كم سنة سيتواصل حوار الطرشان هذا. وكأنه لم تمر عشرون سنة منذ اتفاق اوسلو، وكأنه لم يمر نصف عقد منذ خطاب بار ايلان. يصر نتنياهو على مطلب ‘الاعتراف بدولة اسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي’. اما محمود عباس، ففي المقابلة التي يزعم أنها تصالحية، فيرد ‘غير وارد’.
ليس صدفة أن يطرح نتنياهو هذا الطلب. وليس صدفة أن يرفضه ابو مازن. فنتنياهو يشتبه بأن م.ت.ف بقيت هي نفسها م.ت.ف خطة المراحل. وأن ما يسمى ‘سلاما’ ليس سوى ذريعة أساسها أولا نأخذ المناطق، وبعد ذلك الباقي’. ومثلما فرضت المرحلة الاولى على اسرائيل بضغط سياسي، هكذا سيحصل في المحطات القادمة.
اذا كان الفلسطينيون والعالم يطلبون من اسرائيل الاعتراف بحق العرب على هذه البلاد، فمطلوب أن يعترفوا أيضا بحق اليهود عليها. هذا التماثل أولي ومطلوب. فقط اذا ما أعلن الفلسطينيون بالفعل بصوت عالٍ بانهم يعترفون بدولة يهودية في بلاد اسرائيل، وفقط اذا ما علموا اطفالهم على قبولها، عندها سيكون سبب جدي للتفكير بانهم هجروا حلم خراب اسرائيل من الداخل. هذه هي الخلفية للطلب الاسرائيلي.
بالضبط لهذا السبب يصر ابو مازن على رفضه رفضا باتا. ‘اعترفنا باسرائيل وهذا كاف’، يقول. ويعتقد عباس بانه لا يوجد شعب يهودي بل فقط دين يهودي. وهذا الدين، مثل كل دين آخر، لا يستحق بلادا. وعلى حد نهجه، فان الاعتراف بدولة يهودية معناه الانصراف عن سبب وجود الكفاح الفلسطيني. ولهذا فانه غير قادر.
ولهذا فان عباس يصر على ذلك. ولهذا فان نتنياهو يصر على ذلك. بعد لحظة من نشر تصريحات أبو مازن، عقب أمس نتنياهو بـ ‘من السخف التفكير فانه سيكون اتفاق نعترف به نحن بالدولة القومية للشعب الفلسطيني وهم لا يعترفون بالدولة القومية للشعب اليهودي’.
ولكن يوجد طابق آخر، مقلق بقدر لا يقل: الشرعية في الاسرة الدولية. فليس′ هذا فقط ريح الاسناد من الاتحاد الاوروبي للمقاطعات، او الدعم الاوروبي للمواقف الفلسطينية. فوق كل شيء هذا هو التخوف الذي يجعل اوروبا في يوم الامر، اذا ما ثارت انتفاضة وطنية لعرب اسرائيل، تؤيد موقف م.ت.ف وترفض وجود الدولة اليهودية.
اليوم وحدها الولايات المتحدة، المانيا وكندا تقبل هذا التعريف. ودول تعتبر قريبة من اسرائيل مثل فرنسا، بريطانيا، اسبانيا وايطاليا ترفض بثبات تعريف ‘دولة يهودية’. التخوف الاسرائيلي هو أنه في سيناريو مستقبلي قد يثور شك في حق الوجود للدولة اليهودية.
ضغط دولي شديد كفيل بان يحدث طيا للعلم الاساس للصهيونية دولة يهودية في بلاد اسرائيل. هذا هو القلق العميق الذي ينتج الطلب بالاعتراف باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي. 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

Tayseer Nazmi Ended 2022 As A Poet In Afkar 405 تيسير نظمي ينهي عام 2022 في أفكار 405 شاعرا