أول أمسية شعرية لتيسير نظمي غدا برابطة الكتاب The First Time Tayseer Nazmi Introduced As A Poet In Jordan




الأصدقاء الأعزاء
يسر لجنة الشعر في رابطة الكتاب دعوتكم لحضور أول أمسية شعرية للقاص والناقد الأستاذ تيسير نظمي، يقرأ فيها عددا من قصائد مجموعته الأولى الموسومة ب" الديوان الاول" ، وذلك في الساعة الخامسة والنصف من مساء السبت الأول من آذار 2014 في قاعة غالب هلسا / رابطة الكتاب باللويبدة.
حضوركم عبق القصيدة وبهاؤها
 — with Tayseer Nazmi.
Like ·  · Stop Notifications · 

الغائيل...
إلى روح لؤي كيالي..بقلم:تيسير نظمي
تاريخ النشر : 2008-05-26
إلى روح لؤي كيالي

... ولمن هذا الكرسي المهجور في غربة المكان ؟
لم تجبه الابنتان ولا الابن الغائب
فتاه هو الآخر في لجة الزمان
وانكفأ على سؤاله الخائب
قالت الصغرى كي تهش الغبار:
لم كل وقتنا في الطريق
أهذا حقا بيت مستأجر لنا
أم لسؤال يشعلنا حطبا في الحريق؟
وحدقت في ساعتها : تأخرت كثيرا يا غسان.
وظلت الكبرى قابعة في الصمت والنسيان،
والأم غائبة تقاتل في الزرقاء أو عمان
لم تعد بعد من عزلتها كي تجيب على السؤال.
قالت الصغرى كي تؤنس الكبرى:
كما يبدو من سؤاله العابر .. الأخ يبدو مناضل
فظل سؤاله طريحا كالقتيل
خال من المعنى وشاهدا كالنخيل.
فاستدارت الكبرى لنافذة الشارع الطويل
مثل بنيلوب تصارع الوقت والزمن العليل
" نحن الأختان بانتظار كل شيء والعتاب
مات من زمن والأحباب
لم نلمح قاماتهم قادمين
نغلق علينا الباب
من يأس ونحرس المكان
نحن الأختان أمنا سفكت أبانا
فطوّحه الزمان "
ثم استدارت للسائل والسؤال
لم تصفع سحنته ببصقة
أو كلمة ولا هي في الزرقاء يمامة
ولا هي في بيت للغزلان
فتضاءل من سؤاله: "لمن هذا المهجور
في المأجور
وفي العنوان"
لم تجبه الصغرى ديما
ولم تفهمه الكبرى إلزا
ولم يأت من الطريق أو الحريق
من كان الطفل غسان
فالأم سارحة والابن مصلوب
ووحده المكان
25/5/2008


إضاءة نقدية لنص حداثي مفخخ
 بقلم: ديما خليل
تاريخ النشر : 2008-05-28


النص الشعري/القصصي الذي يقدمه كاتب وناقد مثل تيسير نظمي لابد وأن يحمل في طياته شيئا من الخبرة والمهارات العالية التي تعكسها تجربته وثقافته على مدى نحو أربعين عاما . وبهذه العجالة نتوقف عند تخوم النص الملتبس بين الشعر والقصة الذي يحمل عنوان "الغائــــــــيــــل" ولنبدأ من كلمة العنوان نفسها ممتزجة التركيب على نحو إيحائي تتعدد مستوياته. وببتر أل التعريف العربية يتبقى من الكلمة "غائيل" الذي يحمل من الطزاجة اللغوية إسما ميثولوجيا لا هو "قابيل" ولا "هابيل" وإنما اسما جديدا يوحي أول ما يوحي به بغائلات الدهر مازجا إيل الذي هو إله الكنعانيين (أول من قطنوا فلسطين) بحرف الغاء محملا الكلمة شحنات دلالية تعتمد علوم الصوتيات في مخزونها حالما ترتطم بأذن السامع الذي قد تستفز مشاعره الفلسطينية إن هو سمعها " ألغى إئيل" فمن هو الذي يجرؤ على إلغاء ليس شعبا وحسب بل إله هذا الشعب قبل ديانات ثلاث مثل اليهودية والمسيحية والإسلام ؟ من الضروري أن نعرف أن نظمي ملم بعدة لغات ومنها العبرية ولذلك فقصديته ليست عفوية على الاطلاق. فلو استخدم أل التعريف العبرية " ها " بدلا من "الغاء" لأصبحت الكلمة " هائيل" ومن البدء يتضح خياره اللغوي والصوتي العربي الفلسطيني بحسم وجزالة وابتكار. فالكلمة الأولى من نصه ملغمة بالغرابة المفضية لدى ارتطامها بجملة المفاهيم والثقافة والموروث لدى السامع إلى تعدد مستويات الايحاء والتأويل. ويجب أن نلاحظ بتره للكلمة الاشكالية " إسرا/ئيل" مستردا منها أول ما يسترد الكنعانيين مختزلين بإلههم " إئيل" ملغيا المقطع التوراتي الأول من الكلمة الذي يعني "عبدة أو عباد أو شعب " ومحررا "إيل" منهم ومن الكلمة نفسها ، أي كلمة " إسرائيل" دون أن يورد كلمة "فلسطين" أو " إسرائيل" ولو مرة في النص المحكم البناء كقصصه.يشار هنا إلى أن كثير من الكتاب العرب يشهدون لنظمي بحرفيته العالية في كتابة القصة القصيرة منذ عام 1972 على الأقل. وهو عموما قليل الانتاج لكنه إذا كتب كتب تاركا مهمة النقد لغيره.
يقترب الداخل إلى نصه بفضول من يريد أن يكتشف ما أحدثته الكلمة الأولى في عقله ووجدانه. فهل هو أمام نوع جديد من الغيلان أو الغوليات؟ أم أمام أخ ثالث لهابيل وقابيل لا هو بالقاتل ولا المقتول ؟ لا هو بالجلاد ولا الضحية؟
وفورا تخطفه عبارة الإهداء " إلى روح لؤي كيالي" كأن تيسير نظمي يريد لقارئه التحلل من الميثولوجيا ليهبط إلى أرض الواقع القريب. يشار هنا إلى أن لؤي كيالي فنان تشكيلي عربي أقدم على حرق نفسه وحرق لوحاته ومنزله في سوريا قبل نحو أربعين عاما ومن ضمن لوحاته الناجية واحدة بعنوان " الأختان".
فإذا كان العنوان يحررك من الواقع ومن الاحتلال فالاهداء سرعان ما يحررك من الميثولوجيا والتاريخ ليعيدك إلى لوحة رسمها فنان أحرق نفسه. وهذا ما يفسر أن النص بدأ بثلاث نقاط وحرف العطف كالتالي: " ... ولمن هذا الكرسي المهجور في غربة المكان؟" ليحيلك ،محترما عقلك ووجدانك وثقافتك، إلى ما قبل النص فالسؤال أغفل المتسائل وعطف التساؤل على تساؤلات أو أسئلة سابقة عليه كأنما يوقعك من أول السطر في عالمه الخاص الذي سيصبح عالمك أيضا. ويضعك أمام امتحان كي يسترعي قدرتك على المواصلة والتحدي والبحث وبالتالي فهو قام بتوريطك معه كي تسأل نفسك من هو / هي الغائب /الغائبة عن الكرسي والمكان؟ وليس بالضرورة للمكان أن يكون فلسطين أو الأردن ما دام رب البيت غير موجود سواء كان الإله إيل مع مايرمز إليه غيابه من غياب وغربة الفلسطينيين عن مكانهم الطبيعي أو الوطن أو كان رجل البيت " من كان الطفل غسان" وفي إشارة أخرى " تأخرت كثيرا يا غسان " أو الأم التي " سفكت" زوجها وأب الأختين كما يتضح من النص القصصي بامتياز والشعري كذلك المعتمد على الايحاء والإحالة دون التقرير أو الاسهاب غير المكثف. فالصغرى هي التي تنبري للمواجهة مع السائل وتسخر من أسئلته والكبرى بصمتها وإيحاءات اسمها توحي بهول المصاب في بيت كل ما به أختان تنتظران القادمين أو عودة الأم من المعارك التي تخوضها بين الزرقاء وعمان!! وكذلك عودة الشقيق أو الأب غسان !! وحشة وغربة وانتظار هذه هي سمات رئيسة حاسمة في حياة الانسان الفلسطيني. ومما يعمق هذه الوحشة والصمت هو الحريق والطريق الطويل خارج المكان ،، كأنما الجميع : من بالداخل ومن بالخارج ينتظرون عودة الأب الأكبر من الأسر أو الموت أو المعارك والحروب سواء كان العائد بشرا أم إلها سيجلس على كرسيه في النهاية " الكرسي المهجور" . ولرسم ذلك كله اختار الكاتب إسم إلزا ليرمي إلى "مجنون إلزا " رواية وملحمة الشاعر الفرنسي المعروف لويس أراغون وفترة الصمت التي أعقبت موت إلزا تريولييه رفيقته وزوجته وعشيقته ومعبودته. ولم يكتف تيسير نظمي بما للاسم من دلالات بل شبهها ببنيلوب التي انتظرت عودة زوجها من حرب طروادة عشرين عاما ،، وواضح أن تيسير نظمي يرسم هنا معالم إلزا الفلسطينية الخالصة من خلال وجود أختين كنعانيتين في بيت كل من فيه يحارب من أجل عودة إيل أبا محاربا أم إلها إلى موطنه ومكانه الصحيح.
ما ورد أعلاه من مطبخ النص وما يحيلك إليه النص بكثافة إشاراته، لكنه لم يرد في النص على النحو الذي تستدعيه قراءة النص، وهذا بحد ذاته أحد استفادات نظمي من دراسته للأدب الانجليزي. ألم تحفل رائعة ت.س.إليوت "الأرض الخراب" بإشارات تاريخية وأدبية شتى؟ وبالمثل في هذا النص رغم بساطته ووضوح الحبكة السردية فيه. وكي يبقي الإيحاء أقوى من السرد ويحفظ للنثر شعريته تمتنع الأختان من البداية عن البوح للسائل ليوحي الامتناع عن شخص السائل الذي يشبه البوليس السري إن لم يكن هو ذاته لولا قول الصغرى بسخرية
 "الأخ يبدو مناضل"
... ولمن هذا الكرسي المهجور في غربة المكان ؟
لم تجبه الابنتان ولا الابن الغائب
فتاه هو الآخر في لجة الزمان
وانكفأ على سؤاله الخائب
من الطبيعي أن لا يجيب "الابن الغائب" عن السؤال لكن عطف الغائب على الحاضر شكل وحدة التماسك الذي يجمع الأحياء بالشهداء بالغائبين في مسيرة الشعب الفلسطيني فتاه السائل الذي دخل البيت الفلسطيني "في لجة الزمان" كما هم الفلسطينيون عادة و "انكفأ على سؤاله الخائب". لكن الصغرى عندما تتحدث تستضيفه ولو بالكلام لفلسطنته في المكان:
قالت الصغرى كي تهش الغبار:
لم كل وقتنا في الطريق
أهذا حقا بيت مستأجر لنا
أم لسؤال يشعلنا حطبا في الحريق؟
وحدقت في ساعتها : تأخرت كثيرا يا غسان.
صحيح أن الأختان الوحيدتان في المنزل المستأجر لم يستطع الداخل لاستجوابهما أن يكشف عن خصوصية وسرية وحرمة صاحب الكرسي المهجور. لكنه بحديث الصغرى يستضاف بأدب يدعوه للتأدب وعدم طرح الأسئلة الساذجة. فمن "تقاتل" في الخارج سواء بالعمل لإعالة الأسرة أو بالقتال الحقيقي والنضالي لا وقت لديها للجلوس على الكرسي ولذلك فهو "مهجور" في "المأجور" وفي "العنوان" فإعادة الصياغة على هذا النحو منحت النص فلسطينيته دون أية مباشرة.
فتضاءل من سؤاله:
 "لمن هذا المهجور
في المأجور
وفي العنوان"
إن وصف طارح السؤال هنا بمن يتضاءل أمام نفسه والسؤال ينم عما هو أكبر من أم "سارحة" وابن "مصلوب" ويذكر ليس بالمجتمعات المشاعية الأولى التي كانت فيها المرأة هي التي تذهب للعمل بل وبتلك الأزمنة ما قبل الأديان عندما كانت أقرب للوثنية وتصّعد مستوى دلالة الغائب عن كرسيه إلى مصاف الآلهة مع ما يمكن الاستدلال منه على "الصلب" الذي يتعرض له الفلسطيني وتعدديته: فهو في جانب منه كنعاني وفي آخر مسيحي من بيت لحم أو الناصرة، وفي جانب آخر ربما شيوعي إذا ما تأملنا قصة انتساب لويس أراغون للحزب الشيوعي الفرنسي بتأثير من إلزا تريولييه الشيوعية الفرنسية من أصل روسي.
فالنص منحاز سلفا للتقدمي والثوري واليساري منذ البدء ومنحاز للشعر على النثر ويأخذ من القصة لحظتها بدقة متناهية ووصف موحي وكثافة شعرية.
كما أن القصة لا تنقطع عن كثافة ماضيها هنا فما تستدعيه خيارات الأسماء المحملة بشتى الدلالات مثل ورود تشبيه الكبرى ببنيلوب يستحضر التاريخ بدل القطيعة معه، ولذلك وجدت أن أفضل تشبيه لهذا النص الحداثي هو أن أصفه بــ" المفخخ" الذي يتفجر حال الاقتراب منه والولوج فيه بما يحمله من دلالت وإيحاءات وإشارات ما من شك تحتاج لوصولها لثقافة كونية معاصرة ، لا تنسى العراق وهي تتحدث عن فلسطين ولاتنسى الأردن حيث :
كما يبدو من سؤاله العابر .. الأخ يبدو مناضل
فظل سؤاله طريحا كالقتيل
خال من المعنى وشاهدا كالنخيل.
فاستدارت الكبرى لنافذة الشارع الطويل
مثل بنيلوب تصارع الوقت والزمن العليل
" نحن الأختان بانتظار كل شيء والعتاب
مات من زمن والأحباب
لم نلمح قاماتهم قادمين
نغلق علينا الباب
من يأس ونحرس المكان
نحن الأختان أمنا سفكت أبانا
فطوّحه الزمان "
ثم استدارت للسائل والسؤال
لم تصفع سحنته ببصقة
أو كلمة ولا هي في الزرقاء يمامة
ولا هي في بيت للغزلان
فالصمت الذي لاذت به إلزا الفلسطينية هو صمت أراغون بعد فقدها لكن المونولوج الداخلي بين الأقواس يوضح ما يعتمل بوجدانها وفكرها ويرسم ملامح شخصيتها فلا هي باليمامة ولا بالغزالة لكن الكاتب لم يقل لنا أنها نمرة أو شرسة وفقط نفى عنها أن تكون حمامة أو غزالا. كما أن تطور الحدث لم يستدع "البصقة" ويشار هنا إلى أن "البصقة" رواية لكاتب مصري من حزب التجمع ما من شك أن الكاتب أيضا لا يقيم قطيعة ما معها ومع التراث الأدبي التقدمي المنحاز للقضية الفلسطينية أو المكتفي بصدقه كما هي الاشارة الجميلة والمؤثرة لحريق فنان عربي لنفسه وبيته ولوحاته.
إن تيسير نظمي الذي يأخذ على المثقفين العرب قطيعتهم مع التاريخ يؤسس لنصوص تردم هذه القطيعة وهذا ما يجعل من كتاباته مسرحا للتاريخ ومن نصوصه تأسيسا لهذه التاريخانية التي ترى الحاضر بعيون الماضي وترى الماضي بعيون الحاضر
ديما خليل- الجامعة الهاشمية- قسم اللغة الانجليزية وآدابها-
مراجع:
دنيا الوطن- صفحة الشعر – الرابط التالي:

http://pulpit.alwatanvoice.com/content-134576.html


شكرا للإعصار
(من يوميات المجزرة) للشاعر:تيسير نظمي
تاريخ النشر : 2009-01-28
إلى الرفيقة جوزيفا ... شكرا للإعصار
(من يوميات المجزرة)
تيسير نظمي

هل قلت شيئا للسفن الراسية في الميناء
هل قلت شيئا للأشرعة الراكدة تحت سماء
فوق بحر ينتظر الريح ؟
هل قلت شيئا للمياه الراكدات
كي أستريح ؟
فقط تأملت صورتك قرب الرواسي
وقلت سلاما
وتأملت فصول الجحيم في غزة
وما في دفتر الذكريات من مآسي
ولربما قلت كلاما
........

كانت الريح تهب وتعصف بي
بغزة بالجماهير
بالرفاق
والعراق
ولم أقل شيئا لغرناطة
ولم أبلغك السلاما
.......

كل ما كان أستطيعه أن أعيد رسم ابتسامتك
من عمان إلى غرناطة
لم أكن أعلم أن السفن الجاثمة في الميناء
لا تنتظر ريحا من شواطئنا تهب
أو أن الفرنسيين سيرسلون بفرقاطة
بيني وبينك في المتوسطي تخب
كل ما تعلمته حتى هاتيك اللحظات
أن أرسم فقط بحرا جديدا
وسفنا جديدة
وسماء
لا تهطل موتا على موت
وأن تهب الحياة
لكل ذكرى في الممات
وأن أحنو على كل من قصفته الطائرات
وأن أغبط نفسي على سكون الريح
التي لم تهب بما يكفي لتوصلني إليك
كي أستريح
أو توصلك إلي قليلا

فأنا اليوم جريح ابتسامتك
(ومن بدونك لا يصبح عليلا)
وما حملته رياح البريد من صور
وأنا محظوظ بصحبتك
لكن غزة في الظلام بلا قمر
وأنا ... رغم المراكب
ما زلت أحرس البحر أراقب
إلى أين ستفضي بنا هذه الكواكب
إلى الأرض ثانية مثلا
أم إلى الطريق؟

أسمعيني يا جوزيفا كلمة رفيق
فأنا في أمس الحاجة لها
وسط هذا الحريق
كي نكمل السير نحو غرناطة
لقد عشنا زمن السحر في الماضي الجميل
ويفرقنا اليوم بحر وفرقاطة
هل قلت شيئا للسفن الراسية في الميناء ؟
هل قلت شيئا للأشرعة المسدلة ؟
هل قلت شيئا لغرناطة ؟
أرسم ، أتأمل ،
لا أتكلم .
لا أكتب .
لأني فقط أتألم

لا أكذب ، فقط أرسم أو أرى
ما بعد غزة مدى
بحر وصدى
وأنت راسية في الميناء
مثل ريح تنتظر الهبوب
أو مثل بينيلوب
تنتظر انتهاء الحروب
بقرار من الحزب أم بقرار من الرب
وتصارع الخطوب
وما أنا شريك في طروادة ولا طروادة بيتي
ولكني عليل بكل ما هو جميل
وبسحر بسمتك
وبظل طويل
في المساء هو ظلك
وفي الصباح هو ظلي
وفي السماء ظل الله على الأرض
وعلى الرفات
ولم يحن الوقت على اليأس من الحياة
شكرا لصورك المرسلة
ولصورك غير المرسلة
وللمظاهرات
التي لم نسر فيها
وللتي سارت في مآقينا
شكرا لغرناطة
للأندلس
وشكرا لبيكاسو
للجورنيكا
للريشة
للطير الذي ضحى بشيئ من جناحه وطار
شكرا للإعصار
وشكرا لكل من لم يصر بعد وللذي صار
ما زلت أحلم بخراب أجمل
ومازلت كما لوركا
كما جيفارا
واحدا من الثوار
وشكرا للأسوار
التي لا تنتظر كي تنهار
سوى سواعد الثوار
سواعد الثوار
.. شكرا لكل صديق وصديقة
شكرا لأصحاب الطريقة
شكرا للنار
وشكرا لسياسي لا يدون للتاريخ غير العار
شكرا لك وللشعراء والأشعار
شكرا لوردة حمراء من دمنا
زينت باب الدار
شكرا للحب وللصداقة
وللبريد الممكن والمستحيل
شكرا للمعلن والمكتوم
شكرا للضاحك والمكلوم
شكرا للتاريخ ولهذا اليوم
وشكرا لإلبوم صور
وشكرا للقمر
الذي في ظلام غزة
رسم الطريق إلى الضحية
ورسم الطريق إلى البحر
وشكرا لغزة أنقذت هذه العواصم من ضجر
شكرا للمطر
لحزن الماء في السماء
فلكثرة ما بكى من بشر
لم يعد لديه
لكثرة ما انهمر
شيئا ليدلقه فوق النفط من دولار
شكرا لكل من آمن
وشكرا لمن كفر
وشكرا أن لم نغدوا وحوشا
ومازلنا بشر
شكرا للأغنياء ومن اغتنى
وشكرا للطفر
.... في عيد ميلادك لا تطفئي الشموع سريعا
رجاء .... لا تطفئي الشموع
واتركيها تبكي بصمت ما بها من دموع
في عيد ميلادك جددي الحب ليسوع
وللأنبياء الصغار الذين لم يولدوا بعد
في عيد ميلاد الرفيقة
نجدد العهد
والوعد
رغم البعد
ورغم الشعر بالحقيقة
بلمحة
لا تحتاج لكي نرى أن تكتمل دقيقة.

28/1/2009
صباح الخير


بيني وبين الله
(من يوميات المجزرة) للشاعر تيسير نظمي
تاريخ النشر : 2009-01-25
تيسير نظمي
(من يوميات المجزرة)


ابن الصحافة الكاتب و الأديب و الشاعر الرائع
تيسير نظمي..و بيني و بين الله قنابل




بيني وبين الله قنابل ،
رتل طائرات ، وهطول نيران ،
انهيار بنايات ، وصمود جدران بواسل ،
عندما أردت أن أخبره:
قصفت بيتك طائرات لا يعرف لها عددا
وهتفت باسمك يافعات محجبات يطلبن مددا
لكن الطائرات السافرات لم تمهلهن الطائرات
فتهاوين بددا.
.......
قصفت بيتك الطائرات يا الله...
ولم يسمع بي أحدا.
........
بيني وبين الله لهاثي في الصعود
نحو مئذنة أخطأتها قذيفة
وكل ما حولي حدود وجنود في وظيفة.
،،،،،
دبابات جمود
مدد
قنابل مشتعلة ، حدود ودخان
فوسفور وقبور كالعهن المنثور،
عدو جبان
وحجر صمد ،
: مدد
: مدد
: مدد
جثث ودماء تفور
ولا أحد
: مدد
بأعلى الصوت ناديت من ناديت..
بدد
فكل ما حولي قبور بلا قبور
ومن للصمت خلد.
.....
بيني وبين الله مئذنة ورصاص منثور،
شارع إلى الليل وأصوات تخور،
أمامي ديجور ، خلفي مهجور ،
وأرض تمور
من الكمد.
ناديت عند صخرة الانهيار:
يا الله هدموا بيتك !
وبقيت أقاتل
يا الله بأعالي البحار:
أعني
فالليل من حولي أشجار
على جذوعها تتقصف تشتعل تنهار
من رصاص مسكوب كالأنهار
وسماء تهطل قنابل ودمار
.....
لا أحد
فالليل ليل قاتل ولا أحد
والبحر بحر غادر ولا أحد
وبقيت أقاتل الصدى
في هذا المدى
ولا أحد.
....
أقاتل لأني أقاتل
في الزمن المائل
لا لجنة أصبو في خنوع
ولا لخيمة كي ألجأ في الرجوع
ولا من جوع واحد أشكو
ولا من خشوع
فكل ما حولي أمام وأمام
أقاتل ، أتقدم
ورائي أمام بلا إمام
ويساري أمام وأتقدم
يميني بيت على من فيه تهدم
وسمائي زلزال سماء
وأرضي برك دماء شعبي بها يتحمم
لا شيء أرجو من هاتيك الجموع
والأسماء
لا أريد خيلا فالخيل تجوع
وسلاحي يتألم
بعد أن ناديت ندائي الأخير، وسلاحي تكلم :
أريد سلاحا أحمي به بيتك
وأن تسمع ندائي إذ لبيتك
أنا إليك أقيم الصلوات
ومن جهنم إليك الآن آت
بفوسفور أبيض ولحم مشتعل
فلم تجبني غير الطائرات
وهدير بحر منفعل
ففتحت صدري للريح ودروع مقبلات
أقول لعدوي انتظرني ها أنا آت
من كل زاوية إليك آت وآت
فأنا السيف والرمح والخيل
كل ما تبقى لي في هذا الليل
وأقاتل
بكل ما حولي ولكل من حولي
أقاتل
لا وراء لا أمام
لا يمين ولا يسار
أو مشكاة
إنما أنا كي لا أكون مقتولا
أقاتل
أتقدم الجموع أعض على جذعي وأقاتل
فكل ما بيني وبين عدوي
مجرد ملهاة
حديد دبابات
هدير طائرات
وقنابل
لن أهوي على الأرض في خنوع أو خشوع
فكل ما أعرفه الآن أني

ولدت فقط كي أقاتل.



أنا طير للشاعر : تيسير نظمي
أنا طير
تيسير نظمي

أنا طير
وهل قلت أكثر عن نفسي أو زدت كلاما
لكنني هجرت غزة فليس في سمائها لمثلي مقاما
أنا طير والسماء ليس آمنة ولا السلاما
قصف طائرات يقض مضجعي وصواريخ لا تعرف مناما
أنا طير وما قلت نسر
أو صقر
أو عقابا
اعتدت أن أستريح على جذع زيتونة
أغرد ، أنطنط ،
وما دققت في البنايات الشاهقات بابا
أنا طير لايجهد الطير في رزقه
لا راتبا مرادي ولا كرسي عرش
وإنما التقطه من التراب ترابا
أنا طير بسيط
فلماذا أغرد مع حماس أو فتح
ولماذا أقصف منهم جميعا وأنا العتابا
أنا طير وهجرت غزة
كلما ساءلتكم أين الفضاء في هذي السماء
أوسعتموني شتما وسبابا
أنا حر إن طرت فوق الجدار أو الحدود
أنا حر منذ غادرت القيود
وأنا حر أنتمي لعاد أو ثمود
وأنا حر أن أحلق فوق الحدود
في أن أحط على كتف
لإنسان ودود
فكلكم تنصبون لي فخاخا
وكلكم غيرتم عاداتكم
وكلكم تفسدون هوائي والمناخا
نيران ، كم من نار هطلت حولي
كما الثيران هائجة تدك المباني
المخيمات ، الشجر والحجر
والمعاني.
ولا أدري بعد ثوان
من سيسقط من بشر
أنا طير صغير الحجم
تخطئني القذيفة والوظيفة والضجر
سمائي زرقاء صافية قبل المجزرة
ويدي نظيفة
من بيضة ولدت
ومن أحلام الصغار
لا بيت لي لا دار
لا مطار
فأين سأهبط فوق الدمار
أين أطير في الإعصار
ولمن أنتمي في الشجار
أين أحتمي من أمطار في هاته الأمصار
أنا طير
بالأمس كنت في التوقيف
محجوزا لأنني لا أجيد التجديف
وفي قفص عفن في بيت مخيف
واليوم خارج القيود والخراب والصحراء والأسماء
ليس لي اسم محددا في مذكرات التوقيف
ولا طلبا منسيا في التوظيف
أنا طير رأيت ما رأيت تحتي
كل شيئ واضح ومكشوف والهواء لطيف
لكنني من طول الحصار وتهاوي الأشجار
وزمن الانهيار وتباعد الأنهار
أرى كل شيئ ظلاما
يطلع الصبح أو لا يكاد يشقشق
فتقصفه الطائرات نارا وظلاما
يهدر البحر بسفن من لبنان قادمة
فتقصفه الموانئ منعا وحراما
أنا طير لا يعرف بين غزة أو عسقلان
فرقا وإنما مكانا
لكنني هالك في هذا الزمان
إن أنا بقيت لا أجد غير الهوان
ويظل الكلام كلاما
فاغفروا لي أنني طير
واغفروا لي تبديل المكان
لا غزة ترضيني ولا عمان
لا القاع يغريني ولا قمة العربان
أنا طير
أحلق ، متى شئت كيفما شئت أينما جئت حيثما هبطت
كيفما جعت أينما رشقت وحيثما ولدت :
بعنفوان
6-2-2009




ديوان الشعر الأول
تيسير نظمي

Only to you

I know so limited the distance between
 your name and my hidden passions is
So vague the differences are and irresistible
But the simple word like your eyes and so deep
How can I say it in such a time and age
I wonder with tears in mine
If there is any necessity to say it
But I feel it and can't touch it
Is it the born love or just loneliness that I want to say?
I do not know such a valuable stone nor did I think of obtaining
There are more of them in eyes and heart since I met you
But how could I keep them forever eternal
Unless I think of poetry
You are the creator
Pardon me since I am the mortal thing promised to die
You, my feelings, long live for ever

Yaqotah---------------------------------------------------------



Coldness
Coldness, no more, what is felt after war
After separation of hands
With whom we were passionate
But now we don't want to keep any more
Coldness, in bed, at home
What the fighters leave behind
What the widow feels
in heart, in streets,
and in a state of mind
Since both victory and defeat
were completely blind
to see a warm-hearted and kind
that love makes to humankind
Coldness, is what we ought to fight
Coldness, is what a knight
needs to defeat all the night.





النهر تائهاً عن مجراه
إهداء
إلى ترودي مان مرة أخرى


الحب في زمن " الكوليرا" أقوى من الفلسفة، أرحم من الموت. لكأنما تسقط على السطر آنية زجاج رخيص من فاترينة" تاريخ الأدب" و " قضايا الشعر المعاصر"- مع الإعتذار لنازك الملائكة – التي نظمت قصيدة في مجلة أدبية شرقية قبل نصف قرن لثور كفّ عن الانطلاق و كفّ عن الحب و نضب فيه الشعر و ما عاد يستعاد في الأواني المكسورة. الحب في زمن الكوليرا ليس بإشكالية الشعر الحر بعد أن غادره السياب وعلي أحمد باكثير و روميو و بعد أن انتقلت جولييت للعمل في ملهى ليلي لفندق بخمسة نجوم. الحب في زمن الكوليرا اختلاط لمشهدين: شرقي يدخل الغرب في منظومة تفكيره و في وجدانه قبل أن يذهب للغرب، و غربية تغادر مشهدها لتشهد الشرق فيه رجلاً يموت في مشهده لتحيا هي كغربية " ملتبسة" في ضوء عينيه، فيكف الحب عن كونه التباس في علاقات النهب الاستعماري و علاقات السطوة للغالب على المغلوب و علاقات التفريخ البيولوجي و التفريخ الميثولوجي لأساطير ماتت و أخرجت من توابيتها قبل الدفن: سيزيف و عشتار و تموز في أزمة المياه و التصحر و الجفاف. الحب ليس صيفاً و ليس شتاءً و ليس شراءً و ليس بيعاً في العاصمة أو وسط البلد. إنه " وسط البلد" عندما تغادر المحبة- بضم الميم و كسر الحاء- عرض الباليه في العاصمة الغربية، لتبحث عن معنى كلمات دافئة لرجل في المشهد و خارجه في آن واحد. فتغادر الباليه إلى عامة الشعب في قاع البلد و تكف عن هفهفة شعرها الكستنائي المنثور على خده الأيمن هامسة بالأسئلة القليلة النادرة، والقليلة الكافية للحب و التفاهم و استنبات الأسئلة و حلم ربيع الأجوبة. الحب، هي قابضة على توحده في المشهدين. و احتياجه لها إليه من جورج طرابيشي أو محمد كامل الخطيب. فلا هو بحاجة لأن يتذكر للأول: "شرق و غرب، رجولة و أنوثة" أيتها الأستاذة رضوى عاشور زوجة الشاعر و رفيقة طعام الغداء في بودابست. لماذا هذه الثرثرة الثقافية إستاذتي نازك؟ استاذة تلميذ جامعي عاق و ما يزال لأنه قرأ فعاش" في السوق القديم" .. الذي لم يتم تسجيله باسم بدر شاكر السياب و لا لإسمه كنّ الجامعيات اللعوبات. لماذا هذا النأي عنك و بانتظارك، ترودي ، في المشهد الثقافي العربي المعاصر؟ إليك إذن في " أحدب نوتردام". فليس مهماً ما لم أسأله عنك لك أو فيك إن كنت من طولكرم حقاً أم من أمستردام أم نوتردام أم تقيمين في لندن. فها أنا أقيم في الزرقاء أو عمان أو مأدبا أو الكويت أو لندن لا فرق. فالمهم اختلاط المشهدين دون قصد في لحظة وداع لم تتم إلا بعد الاستئذان. لكأنما يحتاج العناق بين وردتين غريبتين لكل هذا الحذر من تنامي البؤس فوق الشفتين. أو أن يعشوشب شعرك فوق ملح صيف الخد من ربيع زاهر وودي. هل كنت سعاد أم يعاد أم سهاد في ما أرى من تموج في بحر اللاذقية على شاطئ يوحد مدينتين، اللاذقية و حيفا؟ و يكسر الغياب على كلمتين و ينثر السؤال بذاراً في وجه الصحراء الزاحفة حد الركبتين . لولا بساطتك التي تتحول في امتداد الشهور إلى بلور كما لم يخطر ببال فيلسوف كأرنست فيشر، لا .. لم أسأل نفسي في الغياب المفتوح على فوهة الموت العمياء عن أرسطو و لا عن بريخت و لا عن العمل الذي تحملينه فكرة أو مشروعاً للعرض القادم في سنة قادمة قد تأتي و قد لا تأتي. فكل الأسئلة باتت قربك متقادمة. فهل أسميتك الدفء الإنساني فقط و الحرارة في العينين؟ لا أدري ..الحب في زمن الكوليرا أن لا أدري و يحتاج ما يحتاج غير الكتابة و الإخراج المسرحي و ينضجه الغياب على مهل ما بين انتحارين. انتحار الضحية في مشهد القاتل فوق صورته النقيضة في مشهد الآخر. و انتحار القاتل في مشهد المقتول على صورة ضميره النابت تواً كفراشة فوق ربيع محتمل. و التحام الصورتين إذ لا تسألان النهايات عن بداياتها و لا تندب حضارتين. فالرجال جوف هناك و في يباب ال"هنا" و الحب التقاء مسافتين.
الحب في زمن اليباب ثورة أحياناً و أحياناً هديل حمامتين من ذكر غير قابل للطيران و من أنثى تفرد في الهديل جناحيها في همستين. الحب ما فكرنا به ذات يوم و لم تدركه أعمارنا. الحب سلام دافئ لا يغادر أصابع اليدين. الحب انتظار عاشقين أو ضياع نجمتين. في زمن الكوليرا تتبادل الأمكنة و المواقع بؤس الرأسمال في نكتة أو دمعة أو همسة قبل أن تتبادله الشفتين. و الحب احتمال انكتامه سراً ما بين النحلة و الوردة وما بين الفراشة و الضوء و إحتمال قوة خفقاته في ساعة عمياء من الوقت لا تحرك عقربين . الحب نبض الوقت في قلوبنا فوق صمت غابة من الموتى و انبثاق داخل جلمود صخر لنبع عين. و الحب غامض و غائم تراه بالقلب و لا تلحظه عين. الحب اندفاع كوكبين نحو التلاقي أو في اتجاهين متباعدين. الحب التحام نجمتين خارج ما يرسمه النظام العالمي الجديد من خطط أو عدد. أقوى من الفلسفة و أعمق من البحر . ربما كنهر تائه عن مجراه أو سواه، لكنه سعيد في تجدده في بريق عين.


الموت المعلن في الخمسين

كما ناجي ... وليت وجهي صوب السين
يداي مفرغتان من كل شيء خلف ظهري
من أي ثورة ومن العصر
وما أنا متشائل وما بحزين
ما أنا بحالم ولا متفائل بيقين
فالشرق خلفي
وأمامي الغروب
يا نهر السين
إنك تمضي
هيهات تؤوب
وآه لو تعلم
كما أنا مثقل وحزين
هون قليلا فعلام تجري وتجري
أولم تسمعه يعلو ويعلو الأنين ؟
من المحيط الغادر حتى الصين
هون قليلا يممت وجهي الغارب نحوك
يا نهر السين
وما أنا بحالم بالغد ولا بالأمس
وما أنا هنا
ولست هناك
ولا الشمس غدا شمسي
هون قليلا فما من أحد هنا يسمع همسي
أواه يا عمري السديم
خلفي ثمة آلهة تتقاتل تقتل وتقتل
والأنبياء أديم
ما من أنبياء جدد في الشرق الحزين
النفط وحده يتدفق دجلة من دماء
والفرات يباب أو قباب
وعمان جواري عز فيها الماء
النفط وحده صانع الأسماء
وبلون الدولار وليس الشجر صارت السماء
هون قليلا فجريانك لن يغسل الشهداء
وليس طينك طين
النفط يتدفق نحو الشمس الغاربة
وأيامي ورائي هاربة
يا نهرا من دم الشهداء
لم يزل في الشرق يسيل
ما كنت أنا يوما قاتلا
وما أنا الآن قتيل
إلى أين تمضي بالدمع والرؤيا
إلى أين يا نهر السين ؟
أنا مثلك طوفت البلاد
العباد
وسراب
كل
ما أرى
وسراب
هي
هي
السنين

5/7/2007



النص سعاد /الهواء البلاد

سعاد، لم ينته الحب، لكن الشوق للبلاد
آخذ في ازدياد
بلاد تضيع من البلاد وبلاد تصر أن تظل هي البلاد
أي الخطوات خانتني باتجاهي نحوي
لا أدري
سمائي في عينيك لم تزل سمائي
ودمائي التي هتفت اسمك لم تزل دمائي
والعناد هو ذات العناد
سعاد
هل تغفري للطير الجريح
أنه يرفرف القلب هنيهة ليستريح
بذكراك سويعة
ثم يمضي مع الريح
لا لشيء سوي
أن الهواء موطنه
وأن الهوى ما هوى
وأن في عمان الضريح
سعاد
ها أنا غادرت، سافرت وجئت
سعاد
ها أنا همت، أحببت ومت
سعاد
ها أنا طرت، حيت وحيت ومت
جناحي واحد أحيانا
وأحيانا كسيح أشتاق إليك وبقلبي طرت
لعلي أقول إليك أنني أحيا
وأنني ما ساومت ولا بعت
وطنا نرنوا إليه
ومنا يطير
لأنه صغير
نحبه، فإذا به الكبير، الكبير
والوحشة به دفء
سعاد
إغفري لي، لنا
أن البلاد، بلادنا
وأن الوطن هو الريح
كلما افترقنا التقينا
وكلما طرنا ارتوينا
وكلما ضعنا نفتش عنا في يدينا
كل في سمائه، والكل يظن أنّا اهتدينا
سعاد
كم أنا صريح
وكم أحبك

AZZAMAN NEWSPAPER - Issue 16776 -
- Date 6/12/2003
جريدة (الزمان) -- العدد 1677 -
التاريخ 2003 6- 12 –



ثلاث قصائد عن الوقت والمرأة والطريق
( من رواية وقائع ليلة السحر التي لم تصدر قريباً للكاتب)

1-  وقت لاستحمام الديناصورات

الشعر غيمة الكلمات..إنْ هو في السماء جميلٌ
يرسلُ النسمات، وإنْ هو في السماءِ عليلٌ
أرسلَ النغمات
فإن لم يتساقط في المدى
ظل صامتاً أبيضَ اللفتات
وإن رذَّ على الأرضِ عطشى
كان كالهمسات يبلل الأعشاب والنبتات
فإن زخَّ أكثرَ للفتيات
تراكض الأطفال كالأمنيات
لكنه عندما يُرعدُ باللّكمات
يُخزنه تجارُ الماءِ
تُحاصرهُ الدولةُ
وتستحم به الديناصورات
ليُعلَّب ويُصَّدر ويُباع ويُوزع بالكوبونات
ليت الشعر ظل بخاراً في غيمة الكلمات
ليظل واعداً عند انبثاقهِ
بما تبقى من بكارةِ أمنيات
ووعود الأرض العطشى بالخلاص
ووعود الفرحة بالوردات
 فالشعر ليس غابة أوراق ولا تبادل عملات
ولا هو جاهزٌ في صالةٍ.. ولا هو في فندق للثرثرات
الشعرُ هاربٌ من البشر
إيحاؤه أقوى من استيحائه
والشعرُ غامضٌ لا يُسببُ الضجر
والشعرُ هو الشعور
في زماننا المسعور
لكنه يباع بأخضر الورقات
ما عاد له طعمٌ ولا يَزْخرُ بالتشوبيات
ولا به موسيقى
ولا رقصة الدبكات
إنه كلامٌ منثورٌ منثورٌ
لم يعد يصلح إلا للمهرجانات.

2-  وحشة الطريق

كان عليّ أن أنساكِ تماماً
كي ألتفت إلى حياتي
فلا أنتِ قاتلتي ولا أنت مماتي
فهل أرى كل أيامنا ظلاماً؟
كان عليّ أن أنساك كما ينسى النهار رحمَ الليل
ولا قهوةٌ أمامي ولا حولي خيل
فأنا لا أصدق أن الشعر كلاماً
فهل أنساك اليوم تماماً؟
كل شيء قابل للتصديق
وكل الراحلين رحلوا دون رفيق
 ووحده الطريق
هو أحياناً يَعدُ خطواتي
وهو الماضي وهو الآتي
ووحده الطريق
يشهد المكبوت من صرخاتي
ووحده
فلا هو النهاية ولا هو البداية
ولا هو ظلامٌ تماماً
ولا هو أيضاً ختاماً
ولا هو الظلُ ولا الحريق
إنه مجرد طريق
لا يصل بداياتنا مع نهاياتنا
ولكنه يظل الطريق
كلانا فيه إليه وماضون
لا نعرف أين وإلى أين
إننا فقط ماضون
ليظل وحده الطريق.

3- امرأة الكلام

هي امرأة
للظلال تبقى
جسد ممشوق بقوة
والأنوثة طلاء ربما
وربما رغوة
لأشك أن في التمرد قوة
وأشك في صدق الادعاء
هي امرأة في السجلات وفي الحياة وفي الممات
لكنها كما أرى غادرت أنوثتها
وتركت لي الظلال  
هي امرأة لكنها كلما اقتربتُ منها
إستعدتَّ للنزال
وحوارنا في الحب هنيهة يبدأ،
لتشرع في القتال
هي امرأة لكنها لم تبصر بعض الرجال
سأنتظر
فكل زمن الكذب يبدأ هكذا،
وكل ادعاء
في الليل تخلع زينتها
في الليل تبلغ ذروتها
في الليل لا مكان لظل أو سماء
في الليل لن تهمها الأسماء
في الليل ينمو على جسدها ريش حمام
وتنحل روائح الياسمين ، تنام
وتبقى السماء
إنه الليل الذي أملك، ونفس الليل الذي تملك
وكل المسافات كلام.



نص الحصار
1990-1992
أزهر اللوز في بلاد لم تزل
تفر برمشة عين من يدينا
فكم مرة في وضح النهار سنقتل
ليمشي على أجسادنا الطغاة الهوينا
هاهنا أغمدت العربان سيوفها
و هاهنا شباك موصد
و باب مخلوع من الضلوع لدينا
أي الغزوات أماتت خيولهم
 فانكفأت تبكي التاريخ
و لا تبكي علينا
نحن غيوم هذه الدنيا
نسافر للأقاصي و لا وطن لدينا
نوشوش عصفورة و نسكن سفحاً
أبدا الدهر ما انهار
إلا علينا
فنطلع من حطام التاريخ و قلب الأعاصير نطلع
من أساطير اليونان بأكفاننا نسير
 من وجع الكتب المهملة
نؤسس في الأحزان مملكة لنا
 و ننهض واقفين في فضاء المقصلة
و نحن الصامدون في الزمن الجريح الضريح
نحن شهود المهزلة
لا يرهبنا موت و تدفعنا الريح
لأعالي الجبال و لا نستريح
 إلا بعود ثقاب يشعل مزبلة
ندفع صدورنا إلى أمام و إلى الأمام
فينا ينهض مارد لا ينام
قبل الجلجلة
فاصعد
معي
للوطن الذبيح
من هذا الضريح
 فليس الزمان في عمر الجريح
سوى ليال
و اصعد معي لسمائنا الأولى إلى الأعالي
 لشمسنا الساطعة في دروب القتال
فنحن قدس المسلم الأول و من بدأ السجال
نحن من ارض هي المنجل
 فاصعد
معي للقاتل و المقتول و المقتل
و احصد معي غيوم الماء و الأسماء
فليس فوق جباهنا سوى فضاء
و ليس دوننا إلا شعوباً تكبل
فاصعد معي لسمائنا الزرقاء
فوق ماضينا المبجل
فوق ألف صحراء و صحراء
 هو ذا قلبنا المضاء
في المعقل
تجاوز النداء
 فلسوف تغزو القبائل بعضها بعضاً
 و الحر يقتل
فاصعد معي إلى منابع روحنا
 ياشعباً من الإباء يرحل
فاضت بنا الرسالات كلها
 فاضت علينا جروحنا
فاصعد من العصر المخلخل
للأعاصير و نصب صروحنا
 أيها الشعب المكبل
لتنظر كم هوحقير و كم هوصغير وراءك الكوكب
و تنظر لبشرية عمياء في المركب
فضاء الكون قلوبنا
تضيئ .. و تحوّل إذا ما الزمان تحوّل
أنت نجمة و أنا الشراع
أنت غيمة و أنا الصراع
و أنت سيد المغزل
من حرفنا
الأول
لثوبنا الأول
و تحوّل
أنت شمس و الكون إتساع
وأنا فلسطينيّ أهدي المشاع
و ضوء مسافر لكل البقاع
أو منجل
و أطرق بحديد الإرادة فولاذنا الأول
لنصنع في الموات لنا روحنا
نسافر للطفولة الأولى
نطوي سفوحنا،
نلعب أو ننام
نتعب أو نتحدث في وئام
نقول من الفضاء السحيق:
على الدنيا السلام
نعيد رسم الخيمة أو نتبدد في الزحام
نعشق الغيمة أو نمحو الكلام
نأتي بمشكاة أو بسرب حمام
لا لا تمت ، لا تنام
نحن يارفيقتي يا رفيقي صحوة هذا الكون
و نحن نوارة لوز نحن اللون
لشعوب منهارة،
 نحن من زيت و زيتون ،
نحن عصارة
 أجمل ما في الكون
أن يحاصر الثوري حصاره
فلنا أن نكوّن أو لا نكوّن
و على مزبلة التاريخ كل فكرة تهيمن
و كل حضارة
لا تكون أو لا تكون إلا الشطارة
لنا الآن أن نلوّن أو لا نلوّن
لنا الآن أن نمحو القذارة
نشكّل أو لا  نشكّل: فرساً طيراً، نسراً
آرامياً، فرعونياً، يونانياً أو كنعانياً
و لا نقبل أو نستجدي يداً..أحداً
فاصعد معي من جنازات الوعي المزيف للمدى
من هذا الردى
لكواكبنا السيارة
من فضاء الموسيقى
 صوتاً لا صدى
لا، لا تخف يا جبلاً من ملاحمنا يقف
إلى الجبال الجبال الجبال ركباً واحداً
لنسأل من قتل بأي الليالي استبحت دمنا
 و كيف نزف
النسر  الجميل و بالشمس إنقذف
قف الآن على جثة قاتلك
و ارفع قامتك في وجه منازلك
يا نيزك المجرات وجهي منازلك
في أخلاقنا النبيلة أنت شمس هذا الكون
أزهرت اللوز و أزهرت اللون
أزهر اللوز ببلاد لم تزل عليلة
أزهر اللوز يا شمسنا الطويلة
و ما حل السلام
و لا التقى الخل خليله.


نحن الخيل وتلك صورتكم


في هذا الفضاء العاري ... من الكرامة والانسان
أنحن العراة ... أم هذه الاوطان
بحق إيل إله كنعان
ان تنشروا صورنا في جرائدكم ... من فاس الى عمان
كي تنظر الشعوب الى صورتها... فنحن مرآة الزمان
نحن لا بأس علينا ... من سجن الى سجن
نودعكم والرؤوس عالية .. كي تنعموا بالهوان
نحن لا بأس علينا فوق ارضنا
...
في حالة استعداد للبحر او الطوفان
بالمايوهات .. ولغة الجسد..
واقفون وواقفون .. على هذه الارض .. بعنفوان
أما انتم يا من يأكلكم الحسد ..
والخذلان
هل عار عليكم ان شاهدتمونا؟
ليس عيبا عرينا ... ولا قاماتنا ... ولا ورد البيلسان
فهنيئاً لكم النسيان
يا امة اضحوكة .. وبعض كذبة نيسان.
في هذا الفضاء العاري
تتعرِى الفحولة .. لا المقولة .. ولا القدس بعد أن آن الأوان
دمنا الاحمر في اجسادنا .. لم يكن عارا !
يا من احسستم بانوثتكم مثل " النسوان" ..
ليس عاراً او استسلاماً
ان نقول على هذه الدنيا.. السلام
فذلك اجدى من صحف مهنتها الكلام
ومن اذاعات لم ترو بعد ... على الانام
عن زعماء ... مطمئنين في جنح الليل
ان الشعوب نيام ونيام ونعام
في هذا الليل
في عيد البوريم
خرجنا من السجون عراة ...
لنقول من سجن الى سجن
نحن الخيل
وهذا الميدان
فلتبق سيوفكم مغمدة
وابوابكم موصدة
ونساؤكم ... لا ..
لا تضربوهن بعد اليوم ولا تقنعوهن باننا رحلنا مع الغروب.
فكل عاشقة لا تتوب
وهذه الاوطان ...
كلها دروب وراء دروب.
ها نحن عراة نحو البحر
والبحر فينا ...نحن البحر
سنموت قليلا يأسا منكم كي نؤوب
ونتوب عنكم قليلا
وربما نصافح عدواً
او يتبسم لمشهدنا الفضاء طويلا
كما لا يفعل مساجين العروبة
سنقول في اذن عصفورة
ان السماء بعيدة السماء
ويا لهول ما في الطريق اليها من أسماء
لكننا لن نخدع النساء
بان الدم ابيض
وبان الراية بيضاء
وبان الهواء ماء
لا ...
في هذا الفضاء الذي كله أعداء
وداعا لكم .. لا ...
لا لقاء


أهديك الغياب
رسالة اعتذار لمحمود درويش عن عدم حضور توقيع كتابه في مسرح البلد
في 20/11/2006
 
أهديك الغياب وأنت حل بهذا البلد
ماذا أقول إن امتدت يدانا
وهل يعود الغائبون إذا التقينا وسط البلد
وأنا والد وما ولد !
هل يعود الشباب إذا بكينا
من الحلم الذي مضى ومن الكمد؟
لا أرى ضرورة لهذا اللقاء
فالسماء التي أعرف لم تعد السماء
وهنيئا لك ما تبقى من الحلم ومن الشباب
حفل لا أكدره بالرؤية الحارقة.
فقد تخلى الإفطار عني وعليك الآن إطعام الحمام
وتخلى النوم عني فهنيئا لك حيث تنام
إذا ما ارتحت قليلا من خطى المعجبين النعام
فها أنت تكتب في كتابك كل عام
أننا انتهينا فما نفع الكلام  
###  
أو كنت تظن أنني قادم لمسرح البلد
نتصافح نتسامح وتشتبك يدانا بالسلام
أم أن الكتب وحدها الكتب ما لدينا
وأنت حل بهذا البلد
وأنا حل بذاك البلد
ووالد وما ولد

أغنية لأصفهان والصدى عمان

إهداء
(الى مريم نجاد في اصفهان)

غني يا مريم غني ، نيابة عنك وعني
ينكسر الهواء على انكسار البلاد..
فتسنده الأغاني ... تبدد ظني
صادحة بها مريم نجاد
لايران وطهران وأوطاني
غني نيابة عنك وعني
فعلى هدب الروح أحملها بلادي
..........
وأرتل في صداها .. يا رب أعِنِّي
***
مريم نجاد غنت قبل عام ، لطير يحمله الغمام
في الليل المخيم على القلعة ، نافذة في مسرح البلد
وأنا المستمع الوحيد بلوعة
من لا صديق له .... ولا أحد
مريم نجاد غنت لليمام
و لليل
المخيم .... لفجر طهران
وقبل أن تغادر... وصوتها عمان ... صداه الأبد
لصوتك العذب رافع الهواء
وجارح الليل يبدد الظنون
ويصدح في السماء
وواحدا أحد
اكتب لهذا الليل من الكمد
نثرا أوزعه على السطور
في زماننا المسعور
وبلا موانئ ولا بخور
فقط فضاء
وليل
ولا أسماء
تردك الآن للأغنية
أو تعيد لي أمنية
أو ما تشاء حركة الطيران
شمالا أو جنوبا
شرقا وشرقا واشراقا
ودندنة خفيضة لأجل العراق
لو أن روحي تسندها أغنية
فوق الدم المراق
لو أن روحي ليس سوى أمنية
تتجول من زقاق إلى زقاق
لو أن وطني ليس أقل من أغنية
لشددت السماء الى بعضها
ورتقت ثقوب الزمان بصدى أغنية
لقلت إلهي إلهي أعد لمجدك الأغنية
فأنا يا مريم لم أعد أسمع في هذا الليل
لا صوت نادل ولا صوتا للخيل
ولا يسند وجودي .. في هذا المدى
سوى الصدى
الصدى
يتردد
----------------------------
16 March 2006


بين صورتين (1978-2012)
تيسير نظمي يكتب عن محمد شبو

بين جنازتين وجدت نفسي ولم أعثر على صورتي بين مسافتين
صورة يأخذها شبو وصورة لوطن مغمض العينين
فلسطين حبلى ولبنان ثكلى مثل فراشتين
لم نسأل كثيرا عن بعضنا بعضا
ولم نتخاطر سوى عن بعد
وفي العرس رقصنا
مثل حمامتين
محمد شبو
يقظة
ما
في زمن النفط واللهب
سافرت لبنان سرا لأعود سرا
مشحونا بالغضب
لم أودعك حينها ولا استقبلتني حينها
البعد يؤجج الذكرى ويكبل في الغربة اليدين
صورت من صورت بعيني نسر فنشروا مانشر
وما لم ينشر ظل أكداسا من الصور وما بين بين
هل تذكر الفكرة اذ تراها بلمعة وغضبة عين ؟
كان الزمان أرجوحة كما الكرة بين ملعبين
أنت هناك وأنا هنا ترى ما تراه وما لن تراه عين
خمسة وثلاثون عاما عرفتنا الصحافة و مجلتين
كيف التقينا ها هنا صدفة
بين شجرتين
ثم التقينا ها هنا في سيارتين
أنت صامت وأنا هادئ أراك والحوار مستعر بين جثتين
زمن طال واستطال بين عرس وبين الوداع في يوم مشمس
أنت بالأبيض مسجى ولم تقل لملاقاتي مرحبا .."لك مئة أهلين"
وأنا بلون التراب أرقب حركة الباص وتظل هادئا لا تحرك اليدين
لم نتحدث كثيرا عن الذكريات والمجلات والنكبات والنكسات والهجرات
لا لم نقل سوى الابتسامات بين قنبلتين شقيقتين
تلك جنازة بهجت أبو غربية
وتلك مسافة الزمن في وداعك
وجنازتي أخطأت العنوان بين مسافتين
في الأرض متسع فائض وأفق واحد ولونين
واحد للسماء كحلي أزرق للبحر
وآخر بني غامق للشجر
والشمس تقبل وجنتي رامي
وتقرئك السلاما
والغيم لا يبكيك هذا اليوم
ولا العرب اليوم
لكنه طاف من حولك اليماما
أنا لم أسر في جنازتك ولكني جئت أحملك السلاما
لناجي ومحمود وغسان والحكيم ومن مروا بك لماما
قل لهم لن أتأخر في موعدي غدا
فقادم أنا ليلتم شملنا
فنهدأ في التراب
أو نذهب في الغياب
ليرتق من بعدنا السنين والتاريخ
ربما أخطأنا الرصاص قليلا فرجوناه أكثر الطلقات وئاما
ربما أخطأنا في الحساب قليلا
وربما كان العرب لئاما
ربما تأخرت عنك هنيهة وازدادت أيامي سخاما
لكنني رافقتك اليوم أقل كلاما
وقفلت راجعا أطلق الكلمات على العدو سهاما

5-3-2012-عمان ليلا




شعر
السبت , 7 مارس 2009 م

1-  نورا لا ترانا

نورا لا ترانا
أغمضت عينها خجلا
كي لا نخجل من عينيها إن رأتنا ورأيناها
نورا بصمت البحر تمضي لا تتكلم
ربما رأت كل شيئ ممكن من ثرانا
ومضت في البحر ورانا
نائمة على جذعنا المكسور
لا نمور حولها الآن ولا نسور
نورا أغمضت عنا رأفة بنا كي لا نثور
فبين كل عربي وجاره سور وراء سور
ودعت دنيانا لقبر واحد
ورأت أن كل ما حولها قبور
نورا لم ترنا جيدا
لا بأس إن توجه كل منا إلى أعماله
بحزن، بصمت، أو حبور
نورا الآن توارت في ثرانا
لا ترى مدنا ، لا عواصم
لا رايات، شعارات أو قواسم
لكنها في التراب بعيدا عن قرانا

6/1/2008

2-  أريد حجري
أبو غسان

كي أحنو عليه الآن
فيحرسني شاهدا صلبا في وجه الريح
أعطني حجري من الكوكب، ها أنا الضريح
الآن الآن لأمنحك الخلود والزمان
يا صانح المعجزات
والآيات
والمستريح في عصف الريح والمزمار
تاركا حجرا بسيطا في الإعصار
أعطني حجرا أضمه بحنان
أعانقه
فيبكيني مرة وإلى الأبد
وعلى قبري يكون شاهدا ويكون البلد
أعطنيه لأمنحك العقار والدار والدولار
دونما وساطة من سمسار
على ضريح سأسكنه وقد أنكرتني البلدان
على تراب سأصنعه رمزا للخذلان
على فوهة الزمان أنصبه
الوالد والولد
سيحرس رفاتي وترابي ويدل أترابي
على الأبد
أنا ما عدت أنا
ولا عاد الوطن البلد
أنا الحجر الباقي من الإعصار
واقفا سأظل في الدمار
أنا حجري وحجري أنا
ولتظل البلدان هي البلدان

في كل الأزمان وفي هذا المكان
أنا ما كنته
وما كانني أنا
وأنا تراب واحد تحت الحجر
أعطنيه أقبله الآن
ليعرفني وأعرفه
رفيق الأبد
من الضجر
والذي لو انكسرت هو الصمد
وواحد أنا وهو
وهو الباقي وهو الأحد

15/9/2008

3-  إلى رفاق تروتسكي
أبو إلزا

دعو العاصفة تمر
دعو الخراب يكتمل
دعو البحر في مده يبلغ مداه
دون اكتمال اللوحة ، كيف تنبع الآه
دون أن يستريح العامل كيف له أن يتنهد
دون أن نطرق حديد الإرادة كيف له أن يتمدد؟
ستمر العاصفة من بيت لبيت
تقتلع الهش والمارق
ستمر العاصفة لتأخذ  ما تأخذ من بيارق
وحين تمضي لمهجع السكون
لن يبقى سوى التراب والشهداء في الخنادق
وما أنت ياسمين أو غصن زيتون
وما أنت بسارق
كي تطوح بك الظنون
فمن قرميتك الضاربة الجذور
تصنع كعاب البنادق
ويكتمل الخراب
فلا بيتا لتملكه
ولا باب،
موارب،
نصف مفتوح،
أو منه أهلا وسهلا تفوح
كي تدخله ويكون الجو رائق
سيكتمل الخراب كي تشهد الصحراء عدلا
ويأسف البنيان منك لأنه كان نذلا
فلا أنت بعت
ولا كان الشراء سهلا
وفي الخراب المكتمل يا رفاقي عدل
وفي العاصفة الهوجاء قتلى وقتل
وفي البحر بعد المد جزر
في انتظار قدومكم من وراه
يتهيأ البحر لهدير أمواجكم الطالعة من رؤاه
يحلم الظلام بكم، تحلم الريح بزمانكم
ففي سواعدكم ألف مشكاة ومشكاة
وفي عيونكم شمس نهار أطفال الفلاة
طالعة على الكون
من خطى القادمين
السائرين على الدرب
الحالمين
من جباهكم تشرق شموس العائدين إذا عادوا
وتنبت أمنيات الفقراء إذا نادوا
وتتكفن جثث النائمين إذا مادوا
إلى الجحيم لو استيقظوا أو تنادوا
"يا ملح الأرض"
صبرا جميلا
عدنا لهم إن همو عادو
دعوا العاصفة تمر
دعوا الخراب يكتمل
لكنني لا أغفر لكم
ولي
إن لم بكم ثورة العصر تنفجر

12/11/2008
عمان

4-  لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــغــد
أبو ديما

لغد لا أصفح فيه عن طاغية عشق القتل فانقتل
لغد لا أصفح فيه عن من حطم في طفلي الأمل
لغد لا أصفح فيه عن من رمّل العروس في شهر عسل.
كان الزعيم يصدر الموت لرفاقنا ويعلق لهم المشانق
وفي اليوم التالي لا يتوقع من أهاليهم سوى القبل
وأنا لست من يصافح أو يعانق
في قصوره الخلل
فهو في التاريخ مجرد مارق
وعلى وجوه الرفاق أرى الطلل
لغد بالحبل ليس بخانق
أغذ الخطى
أرجئ المنى
وأقول:
يا فجر انتظرنا
كي ندفن موتانا
يا فجر وإن طال السهر
فالصبر أضنانا
والأحبة معلقين على جذوع الشجر
غابات من المشنوقين سرا والقلب انفطر
يا فجر هبنا من لدنك معولا كي ندفن الوردة في فم القبر الفاغر فاه
ونقول آه دون أن يسمعنا الخفر
لغد لا نموت على السكين فيه كما يموت البقر
لغد لا تتوزع فيه الجنة منحا ومكارم أو فلل
فهذا مؤمن وهذا كفر
وهذا ثري لكنه يعاني الضجر
وهذا فقير لكنه في الليلة الظلماء سرق القمر
فالسوس في معدته يعشش وفي جيوبه الطفر
لغد يأتي لنا بسويعة فيها ننام
واقفين وواقفين بطول السهر
وواقفين وواقفين إلى أمام
نموت كما يموت الشجر
الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2013 08:32
صـــــــدفة المعنــــــــى - للشاعر تيســــــير نــظمــــــــي



صـــــــدفة المعنــــــــى - للشاعر تيســــــير نــظمــــــــي
الشــاعر تيســـــير نظـــــــمي - صُــدفة المعنـــى
أغمض عينيّ كي أرى
 قوافل الشهداء تسيل من السماء
إلى مهاوي الردى
وتمشي في جنازاتها الأسماء
نازلة من صدفة المعنى إلى سفح الجبل
وأصمُ أُذنيّ كي أسمع
استغاثات ضحايا ستالين ، لم تزل تُسمع
في عربات وحافلات الحجيج إلى هُبل
أُغمض عينيّ كي لا أرى النفط في القُبل
تروتسكي لم يزل يكتب لأسكرا
تروتسكي يطالع مقالة من يحمل الفأس
لا بأس أقول للمخادع بالسؤال
لابأس وأغمض عيني تماما
كي أشرع بالقتال
عرب كل حياتهم نفط و كلام
وأصم أذني عن من هم حولي
من عرب اللهط وعرب الرهط وعرب القحط
نازلا من صدفة المعنى كالمحال
ومن فأس عتيقة
في قلبي النازف بالحقيقة
نبضٌ من الحبِ تلاشى في النزال
فأضغط عمري كما يضغط الزيتون
لعلي أراك يا رفيقة
أو ألمس صدرك الحنون
لبضع ثوان أو دقيقة
أغمض عيني تماما
وأصمى أذني
وأذهب في الجنون
مع الذاهبين إلى السكون

نازلا.....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا