تيسير نظمي : بين الحمار الوطني والحمار الإنتهازي
الكاتب تيسير نظمي يجلس إلى بسطة في وسط البلد بينما اسمه خارج الأردن تتداوله الصحف في الجزائر والمغرب وليبيا وبغداد |
بين الحمار الوطني والحمار الإنتهازي
في سيرته الذاتية الصادرة في كتاب صدر في أواسط التسعينيات يروي لنا
المناضل الشيوعي الأردني محمود القاضي –طيب الذكر- كيف تم تهريبه من قبل المواطن
السلطي حسين من الأردن حتى الحدود السورية – الرمثا- على ظهر دابة (حمار) إبان
ملاحقة الشيوعيين بعد أول وآخر حكومة منتخبة – حكومة النابلسي- في الخمسينيات .
تلك هي ذكريات النضال المشترك أيام كان الإخوان المسلمون الأردنيون مصرح لهم
بالعمل العلني في الأردن دون سائر الجماعات والأحزاب !
طبعا الحمارحمار والفرس من خيالها فالمواطن السلطي كان خرج حماره
فارغا إلا من الوطنية ولم يكن الحمار قد بلغ العقد الثاني من القرن الواحد
والعشرين ليحاسب المناضل أو يحقق معه إن كان قد مد يده في الخرج !
فقد أدى المواطن البدوى من السلط المهمة الوطنية الجليلة بحماية
الرفيق القاضي من تغول سلطة الأحكام العرفية ولا خطر بباله أن الراكب على دابته
أردنيا من الضفة الغربية أو الشرقية وعاد سالما وحماره إلى السلط فاكتسب الحمار
بمسيرته تلك كل معنى وطني نبيل بفضل من يقوده.
قبل أقل من أسبوعين وفي يناير – كانون ثاني 2014 ظهر علينا وزير أردني
أسبق للثقافة والإعلام بحمار آخر ليس من سلالة الحمار الوطني ليحاسب نحو أكثر من
أربعة ملايين أردني من الأصول الفلسطينية ويدعوهم بها للنزول عن ظهر الحمار
الأردني وعدم المساس بالخرج أو الشراكة في ملكية الحمار أو التفكير ببيعه ظانا
أنهم باعوا حمارهم وينوون بيع الحمار الأردني!
لكننا وأيضا من بطون الكتب وذاكرة الشيوعيين سوف نستعير قصة من قصص
توفيق زياد في كتابه (حال الدنيا) لتوضيح ما قد حل بالحمار الفلسطيني بعد نكبة
1948 حتى لا يظن الوزير أننا بعنا الحمار الفلسطيني ونريد اليوم بيع الحمار
الأردني. يروي الشاعر والمناضل أبو الأمين في قصته أن كل أهالي واحدة من بلدات
فلسطين ال48 وبعد أن اطمأنوا على أقاربهم وذويهم الذين فروا أو طردوا بعد مذبحة
دير ياسين ووردتهم الأخبار عنهم إن كانوا استقروا في لبنان أو سورية أو الأردن أو
حتى إمارات النفط والخليج فقدوا أي خبر عن حمار بلدتهم فراحوا يسألون عنه إن كان
قد قُتِل أو سُرِق وبعد انقضاء عدة أسابيع جاءهم الخبر من الضفة الشرقية لنهر
الأردن أنه عثر عليه وما زال حيا بل ووجد له وظيفة وأصبح رئيسا للعسكر ! وبرتبة
عالية وراتب عالٍ.
http://aslimnet.free.fr/div/2005/t_nazmi2.htm
"حمارنا لا يرغب حمارتكم" * قصة قصيرة من قصص تيسير نظمي نشرت في مجلة مغربية قبل سنوات
"حمارنا
لا يرغب حمارتكم" * قصة قصيرة من قصص تيسير نظمي
تعليقات