هآريتس اليسارية الاسرائيلية تهاجم الملك والأردن


28/01/2014
توقفت عملية السلام التي دخلت فيها اسرائيل ومنذ فتره من ان تكون محادثات ثنائيه مباشره بين اسرائيل والسلطه الفلسطينيه. لقد تحولت "المرافقه" الاميركيه الى وساطه وان الورقه الاميركيه الموجوده في مراحل التبلور النهائيه من المتوقع ان يتم تقديمها كإملاء للطرفين. ان كل ذلك لا يشكل مفاجأة ولكن هنالك تدخل متزايد من الاردن والسعوديه في تلك العمليه في الاسابيع الاخيره وان ذلك هو بتشجيع من وزير الخارجيه الاميركي.
جرى تسريب المبادرة الاميركية والرد الاردني مؤخرا الى صحيفة "القدس العربي". تبجحت تلك الصحيفه ومنذ صدورها قبل حوالي 25 عاما بأنها مناصره للعرب وليست مرتبطه بأحد. ان اصحاب الصحيفه ومحرورها هم من المهاجرين الفلسطينيين وتميزت بخط معاد لإسرائيل وضد اية تسويه محتمله من جانب الفلسطينيين.
قام رئيس وزراء قطر السابق حمد آل ثاني بشراء تلك الصحيفه, ومثلها مثل قناة الجزيرة، وبتطابق مع السياسه القطرية فإن النظام الهاشمي في الاردن غال جدا بالنسبة لها, لذلك فمن الصعب ان ترى في الخبر الذي نشرته تلك الصحيفه في الثامن من كانون ثان/يناير ليس اقل من بالون اختبار ارسله بلاط ملك الاردن عبدالله لتفحص ردود افعال الجمهور والدول العربيه الاخرى.
ويفيد ذلك الخبر عن تقدم الاتصالات في "محادثات السلام" وعن المقترح الذي نقله عبدالله لاستيعاب جميع اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون خارج الاردن، باستثناء اولئك الذين يعيشون في يهودا والسامره, غزه واسرائيل وان كل ذلك هو مقابل 55 مليارد دولار.
وهنالك اخبار مماثله ظهرت في مواقع اخباريه اردنيه عديده.
وهنالك عدة رؤى تبرز من ذلك الخبر: ان اغلب اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في الاردن وتبلغ نسبتهم 90% من اجمالي سكان البلد. وطبقا لتسريبات ويكليس ان مندوب منظمة الاونروا قدم تقريرا للسفاره الاميركيه في عمان يفيد فيه بأن عدد الفلسطينيين في الاردن هو 5,8 مليون (من بين حوالي 6,5 مليون نسمه).
ان عبدالله يعترف بهذه الخطوه الاعلانيه وهي ان "الاردن هو فلسطين" وان الاردن هو البلد الهدف لكل فلسطينيي العالم ـ ولكنه يجازف باغراق بلده بملايين اخرى اضافيه. ان المكافأة المعروضه هي حقا كـ " تعويض" عن نفقات الاستضافه التي قامت بها المملكه عندما وافقت على استيعاب اللاجئين عام 1948 وابناءهم ولكن سيصل المبلغ المتواضع هذا الى جيب الملك فعلا.
ويقول صديقي مضر زهران وهو فلسطيني اردني يقيم في لندن (يتوقع له حكم بالموت في حال محاولته العوده الى الاردن طالما موجوده المملكه الهاشميه) بأن المقترح يثير في الاردن غضبا كبيرا جداً. ويدرك الفلسطينيون بأن المبالغ سوف لن تصلهم، واما البدو الذين يشكلون قاعدة الدعم الاساسيه لعبدالله فإنهم يشعرون بأنه باعهم. ويطالب محافظ معان بـ "الاستقلال عن سلطة الملك".
ان هدف العمليه الاميركيه ـ الاردنيه هو التقليل من مخاوف اسرائيل لئلا تبدأ هجره قويه جدا من فلسطينيي سوريا ولبنان ودول عربيه اخرى بعد اقامة دوله فلسطينيه في يهودا والسامره، وبالتالي تتولد في المنطقه قنبله زمنيه ديموغرافيه.
من ناحية عبدالله إن العمليه تلك هدفها هو تقويض أية محاوله للإعتراف بالاردن كدوله للشعب الفلسطيني. ويأمل الملك انه وقبل ان يسقطوه ويصبح الاردن دوله فلسطينية على ارض الواقع، أن يخضع نتنياهو للضغط الاميركي ويوافق على الخطوه المدمرة، الا وهي اقامة دوله كهذه في قلب ارض اسرائيل الغربيه.
ان ما يتضح بالتأكيد من الخطه هو الثمن المطلوب حتى يصبح الاردن دولة الهدف لكل الفلسطينيين باستثناء اولئك الذين هم تحت السيطره الاسرائيلية.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا