"لاءات" الفلسطينيين الثلاث ووفاة زعيمة يسارية اسرائيلية ناصرتهم


وفاة زعيمة يسارية اسرائيلية ناصرت الفلسطينيين
24-1-201
 (رويترز) - أعلنت عائلة وزملاء الزعيمة اليسارية الاسرائيلية والوزيرة السابقة شولاميت ألوني وفاتها اليوم الجمعة عن 86 عاما.
وكانت ألوني تناصر الفلسطينيين وتدافع عن حقوق المرأة وأسست فصيلا للحريات المدنية في السبعينيات بعد استقالتها من حزب العمل الذي كان برئاسة رئيسة الوزراء انذاك جولدا مائير بسبب خلاف حول النفوذ الديني في الحكومة. ونمت الحركة وتحولت إلى حزب صغير لازال مشاركا في البرلمان الاسرائيلي.
ودافعت ألوني عن اقامة دولة فلسطينية على اراض استولت عليها اسرائيل خلال حرب عام 1967 قبل وقت طويل من إطلاق عملية سلام جارية بوساطة أمريكية لم تصل الى اي اتفاق حتى الان.
وظلت ألوني عضوا في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) طوال 30 عاما وتولت وزارة التعليم ثم وزارة الاتصالات في حكومة رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين في أوائل التسعينيات.
شولاميت ألوني
خبيرة بالشؤون القانونية, نشيطة من أجل الحقوق الإنسانية وسياسية. ولدت في تل أبيب عام 1929. خريجة دار المعلمين في القدس وكلية الحقوق في الجامعة العبرية. خدمت في البلماح (كتائب الكوماندو اليهودية), وفي حرب الاستقلال وقعت في الأسر الأردني في الحي اليهودي في البلدة القديمة في القدس. وبعد الإفراج عنها عملت مع أبناء القادمين الجدد.
إنضمت إلى مباي (حزب عمال إسرائيل) في عام 1959. وفي السنوات ما بين 1961-1965 قدمت برامج إذاعة في مواضيع التشريع والإجراءات القضائية, حيث في أعقاب إحدى هذه البرامج قامت حكومة ليفي إشكول بإقامة "مندوبية شكاوى الجمهور". أنتخبت ألوني للكنيست لأول مرة في الكنيست السادسة (عام 1965) من قبل المعراخ (حزب التجمع). وفي الانتخابات للكنيست السابعة (عام 1969) لم تنتخب, إذ في الانتخابات للكنيست الثامنة (عام 1969), وعلى خلفية الاختلافات في وجهات النظر بينها وبين غولدا مئير, شكلت حزب "الحركة من أجل حقوق المواطن", والذي نال ثلاثة مقاعد في الكنيست الثامنة. كذلك, ففي غضون فترة قصيرة, في 1975-1976 شاركت مع أريه إيليئاف بإقامة "يَعَاد", وفي السنوات ما بين 1981-1984 كانت مع كتلتها عضوة في المعراخ. في عام 1974 شغلت الوني منصب وزيرة بلا وزارة في حكومة يتسحاق رابين, لكنها استقالت بعد أن انضم الحزب الديني القومي (المفدال) إلى الائتلاف. هذا, وقد ارتكزت ألوني في عملها البرلمني والقانوني على كل من مجال الحقوق الإنسانية, ومنع الكره الديني, وعملية تشريع القوانين الأساس, حيث بادرت في الكنيست السادسة إلى إقامة لجنة فرعية لإعداد القوانين الأساس.
وفي عام 1966 أسست ألوني المجلس للاستهلاك والذي ترأسته حتى عام 1970, وهي تمارس إعداد اتفاقيات الزواج للأزواج الذين لا يستطيعون أو لا يريدون أن يتزوجوا حسب الطريقة الدينية - وهي الطريقة الرسمية الوحيدة التي يستطيع بها اليهودي الزواج في البلاد. إنها قد مدت يد المساعدة لإقامة مأوى للنساء المضروبات ولإقامة مراكز مساعدة لضحايا الاغتصاب, وكانت من بين مؤسسي المركز الدولي للسلام في الشرق الأوسط حيث ما زالت عضوة في هيئته الإدارية.
ألوني هي من الذين بادروا إلى تأسيس "ميرتس" في أواخر الكنيست الثانية عشرة, وهذه القائمة التي رأستها حصلت على 12 مقعدا في الكنيست الثالثة عشرة. كذلك, فقد انضمت "ميرتس" إلى الحكومة التي أقامها يتسحاق رابين في تموز (يوليو) عام 1992, حيث تم تعيين ألوني وزيرة للتربية والتعليم. وفي أعقاب كلامها الجارح في الشؤون الدينية وبناء على طلب "شاس" كان رابين قد طلب منها أن تترك منصبها هذا, حيث تم تعيينها وزيرة للاتصال والعلوم والفنون في نيسان (أبريل) عام 1993. وقبيل الانتخابات للكنيست الرابعة عشرة أعلنت ألوني عن اعتزالها رئاسة "ميرتس" وأنها لن تشارك في الانتخابات القادمة.

"لاءات" الفلسطينيين الثلاث
24 - 01 - 2014
عريب الرنتاوي

يمكن الحديث عن "لاءات" فلسطينية ثلاث، حلّت محل "لاءات" الخرطوم الثلاث أيضاً، ونأمل ألا تواجه مصيراً مماثلاً:
"اللاء" الأولى، وتخص المطلب / الشرط الإسرائيلي المتعلق بـ "يهودية الدولة"، هنا يبدو الجانب الفلسطيني شديد الصلابة كما تنقل أوساط الرئيس محمود عباس عنه، وكما أكد هو علناً، مراراً وتكراراً ... فالفلسطينيون يعتبرون هذا الشرط الإسرائيلي الطارئ، الذي لم يُثَر من قبل في مفاوضاتهم مع الجانب الإسرائيلي، محاولة لاحتلال الذاكرة والضمير والرواية و"السرد" الفلسطيني والعربي والإسلامي لتاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، دع عنك حقوق اللاجئين في العودة والتعويض، و"مواطنة" فلسطيني الخط الأخضر، أصحاب الأرض الأصليين.
وثمة ما يشي بأن هذا الشرط بدأ يرتطم ببعض الأصوات الإسرائيلية التي أخذت ترى فيه تهديداً للمفاوضات وعملية السلام، وما صدر عن رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيريز في هذا المجال، يعطي مؤشراً على بداية تفكك الجبهة الإسرائيلية التي تقف خلف هذا المطلب/الشرط، ويحفز الفلسطينيين على إبداء مزيد من الصلابة والثبات.
و"اللاء" الثانية، تتصل بالقدس الشرقية، وهنا لا يجري الحديث عن أبو ديس أو بيت حانينا، المقصود القدس القديمة داخل الأسوار ومن حولها، "ستة كيلومترات مربعة، تتوسط "الصحن الأكبر" للعاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية ... وثمة ما يبعث على الاطمئنان في صلابة المطالبة الفلسطينية بالقدس الشرقية وشمولها بالانسحاب الإسرائيلي عن الأراضي المحتلة عام 1967 ... هذا الموقف الفلسطيني ما زال يصطدم بصخرة التعنت الإسرائيلي، ما ينذر باحتمال انهيار المفاوضات ومهمة كيري وعملية السلام على أسوار المدينة المقدسة.
أما "اللاء" الثالثة، فتتعلق بالوجود الإسرائيلي في منطقة غور الأردن، ومناطق السلطة أو الولاية الجغرافية للدولة... الفلسطينيون قبلوا بأية قوة ثالثة، أطلسية كانت أم أمريكية، أممية أم عربية تحت رايات الأمم المتحدة ترابط في هذه المنطقة، المهم ألا تتموضع قوات إسرائيلية على أراضي الدولة ... إسرائيل المتعنتة في موقفها حيال هذه النقطة، تجد دعماً أمريكياً مستجداً بعد أن كانت واشنطن قبلت مرابطة قوة ثالثة في هذه المناطق، وقبل أن يسعى الوزير جون كيري في تطويع مهمته وتكييف مبادرته على مقاس اليمين الإسرائيلي المتطرف.
ثمة "لاءات" أخرى تتصل بعناوين أخرى، من نوع: أن السلطة ما زالت تصر على تبادل الأراضي المحدود وعلى قاعدة المثل في مساحة ونوعية الأراضي التي سيجري تبادلها، وهي ترفض فكرة تبادل الأرض والسكان التي يطرحها نتنياهو – ليبرمان للخلاص من 350 ألف فلسطيني يقيمون منذ آلاف السنين في منطقة المثلث المحتلة عام 1948.
الموقف التفاوضي الفلسطيني ينسجم إلى حد كبير مع الحدود الدنيا من المرجعيات التي قامت عليها السلام ... وهو لا ينطوي على أي قدر من التعنت أو التزيّد ... لكن إسرائيل التي ابتلعت في سنة النكبة ما يقرب من 78 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية، تريد أن تقتسم ما تبقى من فلسطين مع سكانها الأصليين وشعبها الذي حمل اسمها ورفع رايتها ... وهذا ما لا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل به، مهما بلغ أو بالغ في "مرونته" و"تفريطه".
بهذا المعنى، لا يبدو أن مهمة كيري ستصل خواتيمها المرجوّة ... فالرجل على ما يبدو، بنى استراتيجيته على فرضية أن اتفاقاً يجريه مع الإسرائيليين سينجح في تمريره على الفلسطينيين، فإن عجزت ضغوط واشنطن عليهم في تليين مواقفهم، استعان بضغوط الأشقاء والتي هي "أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند" ... لكن لحسن حظ الفلسطينيين، أن كيري لم يتوصل بعد إلى نتائج مرضية لمفاوضاته مع الإسرائيليين، ولهذا أرجأ جولته الحادية عشرة، وهو بانتظار أن تنتهي إسرائيل من التفاوض مع نفسها، ومن ثم مع واشنطن، حتى يستدير لإقناع الفلسطينيين أو إرغامهم على القبول بخلاصة ونتائج المفاوضات الأمريكية – الإسرائيلية.
لو أن كيري أخذ ما أراد من نتنياهو، لكن عاد وأقام في المنطقة حتى لحظة إرغام القيادة الفلسطينية بقبول مبادرته، ودائماً تحت ضغط التلويح بوقف المساعدات وتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية فشل مهمته، والتلويح بأنه لن يعود إلى المنطقة من جديد، تاركاً الفلسطينيين نهباً للعدوان والاستيطان
والحقيقة أن الفلسطينيين يعرفون من تجاربهم المريرة على مدى الخمسين سنة الفائتة على أقل تقدير، أن ما من عدوان شنته إسرائيل عليهم، إلا وكان بالسلاح والضوء الأخضر الأمريكيين ... وأن جرافات الاستيطان التي تقتلع زيتونهم وتهدم بيوتهم وتصادر أرضهم، يجري تغذيتها بالزيت والوقود المدفوع من أموال دافع الضرائب الأمريكي، فما جديد كيري في مبادرته وضغوطه، جديده قديم، وقديمه لم يجلب الخير للفلسطينيين أبدا.

The legacy of Shulamit Aloni, our fearless teacher
Shula made us aware of civil and human rights, the inequality of women, the plight of the gay community and the darkness of the occupation. Her legacy was great, but she didn't leave behind enough heirs.
By Yossi Sarid | Jan. 24, 2014

I have had no teacher in my public life except for Shulamit Aloni - she was my only teacher, our great teacher. Nothing is more painful to me than having my name tied to the story of her resignation from politics, but I won’t set history straight today. Perhaps some other time, perhaps not.
I heard a radio presenter today speaking about “the woman people loved to hate." It’s true, many people hated her, many loved her, and nobody remained indifferent. What can be worse and more insulting to a person − especially a political person − than indifference? "Oh, just another of that ilk - how boring is this place around us, really, one big yawn." But Shula, on the other hand, always provoked, stirred and challenged.
After a death everyone asks about legacy: What mark or message does the deceased leave behind? And then everyone immediately tries to pull that legacy toward them, as if it is a blanket that is too small to cover them all.
Not in Shula’s death. Though we part from her, we cannot part from what she bestowed upon us all, those ideas and duties that are as pertinent now as they have ever been. Who can snatch away that legacy? Who would try to usurp it? Who would dare?
Shula made us aware of civil rights for the first time, and it's her creed that we passed onto the generations that followed. Not only the state has rights, as we were taught, and the state is not a deity, demanding sacrifice and worship. I seriously doubt today's Education Ministry would allow tender souls to be corrupted by her civics books, which have not lost their worth.
Shula also made us aware of human rights. There are some who live among us who aren't citizens, but are human beings nevertheless, with a full claim to inalienable rights. In a time when asylum seekers are high-handedly deported, Shula would surely have had something to ask the deporters: Aren’t you ashamed?
And Shula made us aware of inequality of women. Who but her had even thought of it as a problem? Golda Meir certainly didn’t. She held the highest office in Israel and was content at that. But Shulamit Aloni knew well that there are other women besides her, and that they still suffer egregious deprivation and discrimination.
Shula made us see that gay men and women and transgenders are people, same as everyone. Over 25 years ago she already fought to get them out of the closet of shame, fear and persecution.
Shula made us face the inherent tension between religion and state, between politics and faith. Who didn’t gape askance, or wring hands in a sigh, when hearing her demand to separate them? Yes, protecting the eminence of the state and the honor of religion, it is essential to detach the devout, to sever apart the forces that infect the country with ultra-nationalism and poison religion with zealotry. Leaving the two glued together is a recipe for disaster.
She was one of the first to make us aware of the occupation. That untold region beyond the hills of darkness, in which only a few ever bother to take an interest. The day will come when the state of occupied territories and occupying settlers will consume the state of Israel, which will then cast off the form of democracy and take the shape of apartheid.
Who but Shula could single-handedly start a movement that for decades onward would have an actual impact on the quality of living in Israel? One can picture our political landscape without other, superfluous parties, but not without Meretz, for all its ups and downs. Never letting her convictions be scattered to the wind, Shula has sown them with her spirit in every virgin soil.
And above all, "you've got nothing to fear." And indeed she feared not. What she had to say she said, even when you didn’t want to listen. You may have lost out on her, but Shula won herself integrity and an inimitable image.
In recent years, when we were upset or afraid, we would talk. I would call, she would call – never to gush out personal matters but to talk and feel no better for doing so. So she always urged action − we must do something, we must protest and resist, we must at least get our voice heard; if not we, then who? And if not now, when? Many of my columns in Haaretz were written at her urging and under her inspiration.
Shulamit Aloni left behind a legacy - that much is certain. What's uncertain is whether she left behind enough heirs. And I never forgot the big shoes I filled.

‘شولا’ في قلب الدولة
اسحق ليئور
هآرتس 27/1/2014

‘في نطاق المشروع الاستعماري دفع الأقلية العربية الى الخارج وتعريف اليهود الشرقيين من جديد باستعمال القوة لم تُطق دولة اسرائيل الشابة الليبرالية. فقد طلب المجموع الذي احتل ما كان يُعرف بأنه ارض جرداء طلب السير معه باسم الدولة. فسار الاشتراكيون في مقدمة المسيرة التي شملت حكما عسكريا ايضا ومصادرة اراض واماكن سكن مؤقتة ومدن تطوير وأناشيد بين أظهر الجمهور. ومهد اليسار الصهيوني للمظالم مستعينا بالروح العامة الجماعية. هذا الى أن هذا اليسار قسم العمل منذ ثلاثينيات القرن الماضي بحيث يسير فريق والحق أمامهم ويسير آخر وفي أيديهم العصي أو طائرة اف16. ولم يكن لليبرالية وجود ولهذا اكتفت بالعداوة لدولة الرفاه وبشعور وطني مصدره مركز اوروبا. ومثلت الطبقة الوسطى لكنها لم تنشيء تراثا انسانيا، وهُدمت في أمعاء اليمين الى أن بُعثت حية بين أذرع لبيد الأب والابن.
هذا هو السياق الذي ينبغي أن نقرأ فيه عظمة (وفشل) شولاميت الوني الزعيمة القوية الحضور التي عملت وتحدثت بصورة ديمقراطية الى النشطاء معها واشتغلت بالسياسة وصدعت بالحقيقة وعلمت ما هو انتصاب القامة النسائية والانسانية. فقد انشأت الوني الليبرالية الانسانية حزبا في مطلع سبعينيات القرن الماضي عن اعتقاد (ساذج) أن وثيقة الاستقلال كافية بصفة برنامج حزب.
وكانت العقدة الاستعمارية عميقة جدا انشأت يمينا شديد الوطأة. فجندت القوات لليبرالية الانسانية من اليسار الاسرائيلي: من ذوات التصور النسائي، ومعارضي المتدينين، وكارهي الهستدروت و/ أو الشيوعية، وقدماء مكافحة الحكم العسكري، ومعارضي الاعتقالات الادارية ومصادرة الاراضي. وقد وجدوا القاسم المشترك السياسي والاخلاقي في النضال من اجل السلام. وفضلوا بعد ذلك، وكان ذلك كارثة على ميرتس، أن يروا مكافحة الحريديين ولا سيما شاس، قاسما مشتركا ذا شعبية.
لا يمكن أن نتفهم عظمة الوني ونجاحها في بناء حزب جمعت فيه ما شذ عن الغول الاستعماري، اذا لم نقرأ كلامها وافعالها وبين يديهما المكان والزمان اللذان جاءت منهما والاماكن التي اتجهت اليها مخالفة أبناء جيلها ومن سبقوها. ونقول من اجل المقارنة إن اشعياء ليفوفيتش علم آنذاك أنه لن ينشيء حزبا وفضل وبحق أن يكون مرشد الجيل. واعتقدت الوني وبحق أنه يُحتاج الى حزب سياسي، وبرغم الفروق والعداوة بينهما فان هذه واحدة من المقارنات المناسبة بين هذين العظيمين في السنوات التي تلت الاحتلال. لم يكن الامر سهلا عليها، فحينما نشبت حرب لبنان في 1982 مثلا، لم يصوت حزبها حاجبا الثقة عن الحكومة وهو حجب الثقة الذي تقدمت به الجبهة الديمقراطية للسلام الوحيدة. لكن حينما أنشئت في ذلك الاسبوع ‘لجنة معارضة الحرب في لبنان’، أمرت حزبها بأن ينقل اليها مبلغا جليلا. وحينما نشب الجدل في ميرتس في رفض الخدمة العسكرية، أيدت رافضي الخدمة. وقد صنفها خصوم قيادتها آنذاك بأنها ‘يسارية متطرفة’ ووجدت نفسها مرة بعد اخرى بين السياسة التقليدية وهي اظهار المرونة والتأثير من الداخل والمشاركة في طرد 300 من رجال حماس الى لبنان ايضا وبين مقاومة صارخة للظلم.

لم يعرف التلفاز كيف يواجه موت الوني، وليست هذه أول مرة يجعل فيها التناقض الحداد صعبا على مذيعي الترفيه. ينبغي أن نتذكر موت اسحق بن اهارون (2006) وهو تجسيد للتناقضات التي وجودنا نتيجة لها، كي ندرك مبلغ تصعيب الوني وهي بعيدة جدا عنه على صناعة المضغ والبلع. يمكن أن نفسر عظمتها ايضا بالتناقضات التي عملت فيها وبنشاط موقفها المعارض ايضا. فحينما انتقض اليسار في أكثره مع بدء الانتفاضة الثانية وعزلها عن قيادة حزبها اولئك اليساريون الذين جمعتهم، بقيت في الجانب اليساري مع من تخرجوا على يدها من ‘بتسيلم’ ومن المنظمات التي ظل يشتعل فيها ما فهمته ونمته باعتباره يسارا ليبراليا. وقد اتجهت من البداية الى غير المضمون فانشأت حركة سياسية من العدم ولم تخدع نفسها ولم تطمس على التناقضات التي سيّرت حركتها فيها. إن منظرنا الطبيعي يتغير لأن اشجارا كبيرة تقتلع منه. فكيف يمكن ألا نحد؟.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا