قبل أكثر من عشر سنوات كتب تيسير نظمي بعنوان : الأردن مستقبل منهار على حاضره - سلسلة مقالات لم يترك تيسير بحاله ليستكملها فقد أخرجوه من بيته للمرة الأخيرة وفصلوه من العمل عدة مرات ولا يزال مطاردا ...
من المهندس ليث شبيلات إلى الحاج د. عبد الله النسور : النظام يقوض نفسه
رئيس الوزراء المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
الموضوع: النظام يقوض نفسه – شباب الوطن المعتقلون سياسياً
تشرفت في اليومين السابقين من أيام العيد المبارك مع صحب كرام بالقيام بواجب الزيارة لثلة من شباب الوطن الذين يفتخرالمصلح الحر الأبي بأمثالهم والمغيبين في سجون متفرقة وما أكثرها "تبارك الله" في تنكيل بهم وبالزائرين لهم تنكيلاَ يتتلمذ على يديه إبليس. ومضت الزيارتان الأوليان لسجني الهاشمية (هشام الحيصة وثابت عساف)والرميمين ( باسم الروابدة ومؤيد الغوادرة وهماام قفيشة وأيمن البحراوي وضياء الدين الشلبي ) بيسر ودون ضجيج ودون أي تأخير يشكر عليه إداريو السجنين. أما في السجن الثالث سجن البلقاء الذي يقبع فيه الشاب الناشط رامي سحويل فتم تعطيلنا بالانتظار لنصف ساعة قبل منعنا بسخف لا مبرر له من زيارته بحجة أننا لسنا من أصوله وفروعه بخباف القانون. فضج الإعلام بالخبر في غير مصلحة إدارة البلاد السياسية حيث استنكر الناس مثل هذا التصرف السخيف. حتى أن أحد زواري أعلمني بعدها وكان قادما من زيارة بيت صدف فيه ضباط مخابرات كبار أن أحدهم قال : "من ذلك الغبي الذي منع الزيارة وسبب للبلد هذه الضجة التي هي في غنى عنها". وفي اليوم التالي تكرر المنع مرتين في الجويدة (منذر الحراسيس) والموقر(معين الحراسيس) لولا اتصالنا في كل مرة بالعميد مدير السجون الذي تدارك الموقف.
قبل 28 سنة وفي زيارة لحي الطفايلة قال لي أبناء منطقتي : "ما لك أنت وعبد الله العكايلة (وذلك قبل أن ينتقل من خندقنا إلى الخندق الآخر) لا تنفكان عن تقريع الأجهزة الأمنية؟ هل تعلمان عن أي طفيلي ينكل به؟" فأجبتهم : " صبراً يا ...... سترون مستقبلاً ما سيحل بكم!". تذكرت ذلك وأنا أراقب السنوات الأخيرة شباب الطفيلة يتصدرون الاحتجاجات الحراكية التي امتلأت بها ساحات القرى والمدن الأردنية وعندما زرت أمس مناضلين صلبين خرجا من رحم الأجهزة الأمنية التي كنا ننتقد. معين الحراسيس نقيب سابق في الجيش، ومنذر الحراسيس رائد سابق في الأمن العام! تهاب الدولة منذر إلى الدرجة التي اعتقلته فيها بطريقة أسقطت مروؤة من يزعم أنه أردني ملقية بابنته الصغيرة في الشارع وعزلته في مخالفة مضاعفة للقانون والمواثيق الدولية في زنزانة مصرحة بكذب رخيص أن ذلك بطلب منه! وهل يكذب إلا كل رخيص ودنيء فاقد للرجولة؟ يا حيف ! قد أسقط الدولة هيبتها إن وجدت حقاً أمام شموخ منذر ومعين وهشام الحيصة وثابت عساف ورامي سحويل وباسم الروابدة ومؤيد الغوادرة وطارق خضر المغيب في سجن أبوالهوى في الشمال وأمام سخف وتهاوي سبب اعتقال همام قفيشة وأيمن البحراوي وضياء الدين شلبي المعتقلين بسبب رمز رابعة العدوية الذين استخدموه على الانترنت.مع أن الأصابع الأربعة باللون الأصفر لرمز رابعة قد أصبح رمزا عالمياً للنضال ضد الطغيان والانقلابات العسكرية والتنكيل بالأحرار السياسيين كما حدث لشعار السلام الشهير ضد حرب فيتنام والذي أصبح حتى يومنا هذا للحركات السلمية ضد الحروب، والذي سأزين به رسالتي هذه لكم، إلا إذا كنتم من المؤيدين للبدعة الجديدة المسماة بالتمثيل الشعبي المباشر الذي يلغي جريمة الانقلابات العسكرية ويعطي شرعية سياسية للعسكر ببطولة الانتصار للجماهير واستلام الحكم بدلاً عن الأنظمة الفاسدة إذا تحركت الجماهير بما يكفي؟! فشمس الحقائق العالمية لا يمكن أن تغطى بغربال أردني لأن النظام لا يعجبه هذا الشعار الذي أصبح عالمياً.
أخي العزيز، الذي ألزم نفسه عام 1989 بخطابه الشهير لأهل السلط: إحملوني إلى عمان وساحاكم اللص ابن اللص.....فلان بالاسم" ها قد حملت إلى عمان وقد ملأهاالفساد أكثر بكثير من ذلك الوقت! فما بال اللصوص يسرحون ويمرحون لا يعتقلون إلا بعضهم في مغازلات رقيقة يسجن أحدهم بأقل مما يسجن به أحد "مطيلي اللسان" ثم يخرج ومئات ملايين أموال الشعب في جيبه، وكان قد صرح لمعارف موثوقين بأنه مجرد حجر صغير على رقعة من يحركه ممن هم أكبر بكثير مما يتصور. أو زوج عمة الملك الذي لم تطبق عليه الاتفاقية الجديدة لتسليم المطلوبين من بريطانيا بل طبقت فقط على أبي قتادة نجدة للبريطانيين ولم ينجد بها الأردنييون لأن سارقهم صهر العائلة الحاكمة.
هكذا وبغباء شديد يقوض النظام نفسه بنفسه، فالأيام القادمة تحمل للشعب أضعافاً مضاعفة من الضنك والعوز والفقر مما أوصلتموه إليه إلى حد الآن وسينفجر في فوضى لا يستطيع أحد ضبط الأمور لا من الموالاة الساجدة ولا من المعارضة التي لايثق بها الناس إذ لم تستطع إيقاف الفساد وعمليات شفط جيوبهم بالحرام وبالقوانين والتعليمات الجبائية القاسية ، فمنذ اليوم توجد عصابات معروفة علناً تسرق سيارات الموااطنين وسيارات كثير من المسؤولين وينصح الأمن العام المسروقين بدفع فدية إنقاذ سياراتهم بل ويدلونهم على العنوان. فكيف سيضبط الأمن غداً ؟
لا أريد أن أكرر ما كتبت لك عنه بدقة في مطلع هذا العام 19 كانون 2 2013 بعنوان "احملوني إلى عمان وسأحاسب اللص ابن اللص........
" وأكتفي بإحالتك إليه على الرابط على صفحتي الالكترونية
http://shubeilat.com/2013/01/19/بين-يدي-رفع-الدعم-عن-الكهرباء-نتذكرخطا/ لعلك تقرؤه مرة أخرى. فقد أعلمني صديق مشترك لوزير داخلية أسبق انقطعت علاقتي به منذ زمن بأنه اتصل به ناصحاً إياه الاطلاع على رسالتي التي أعجبته كثيراً !؟!؟ فقد أسقطتم النظام أخلاقيا بزج الشرفاء في السجون بينما تحمون غاصبي الأراضي والأموال والثروات والمعادن والشركات إلخ واطمأننتم لعدم وجود قوة سياسية تستطيع تحقيق أي تغيير ولكنكم غفلتم عن حقيقة أن الذي سيثور الشوارع ليس تنظيما سياسيا بل هو الفقر والحاجة والجوع والغلاء وسيكون رتع المسؤولين ونهبهم لخيرات البلاد الوقود الذي يؤجج الانتفاضات.
هل أسمعت حياً إذ ناديت فيحاورني لمصلحة بلد يفترض فينا كلينا أن نحبه؟ أم إنه لا حياة لمن أنادي؟
والسلام
من المهندس ليث الشبيلات المواطن
إلى الدكتور عبد الله النسور رئيس الوزراء
الموضوع: بين يدي رفع الدعم عن الكهرباء نتذكرخطابك الشهير “احملوني إلى عمان وسأحاسب اللص ابن اللص ز. ر. “ حملة الانتخابات 1989
السلام عليكم وبعد
أرسل لك هذه الرسالة مفتوحة لأن أكثر من 50% من الشعب الأردني لم يصح على انتفاضة 1989 ولم يحضر الانتخابات التي سرقت تلك الانتفاضة وبدأت بإعادة إنتاج الظلم والفساد ، والباقون ذاكرتهم ضعيفة. كان المرشحون يومها من نجح منهم ومن لم ينجح يتقرب إلى الناس الذين يسألونه لماذا رشحت نفسك بقوله : ” ألا تريدون مثل الكوفحي وشبيلات والنوايسة والعكايلة في البرلمان؟” لتمر الأيام فأبقى أحد المتهمين بالفردية لأنني من الذين لم يغيروا ولم يتغيروا بينما تغيرتم وتلونتم كلكم تقريباً. فبينما بقيت ثابتاً تهدى إلي السجون والاتهامات ، أهديت لكم الوزارات والمناصب وتصدرتم المحافل السياسية متناسين شعاراتكم. وفي الوقت الذي كانت حملتي مؤدبة ملتزمة ترفض أن يذكر فيها أي اسم لفاسد لعدم جواز الخوض في الاعراض دون دليل كنتم تتبارون في شتم زيد وعبد الهادي وعبد الرؤوف وغيرهم بالاسم. واشتهرت أنت بخطابك الناري في السلط :” احملوني إلى عمان! وسوف أحاسب اللص ابن اللص (وذكرته بالاسم).” حتى إن مرشحاً آخر (اعتقد أنه خالد النسور) خطب بخفة ظل في مهرجان له في انتخابات لاحقةً : ” احملوني إلى صويلح ! وأنا أكمل المسير إلى عمان!
ونجح انقلاب الانتخابات في بدء مسيرة الارتداد إذ خالفتموني كلكم تقريباً بتجاهل تحذيري لكم: “إياكم والاشتراك في الحكومات قبل أن نجتث كنواب الفساد ونعيد هيكلة التشويهات التي حصلت على النظام. “؟ لم يطعني أحد بل سخرتم عندما ناديت بالتفصيل الممل عام 89 بإصلاح المواد الدستورية التي تم الاعتداء عليها والتي سلبت الشعب صلاحياته الأساسية فأصبح النص الدستوري الأساسي “الأمة مصدر السلطات” وان الركن النيابي مقدم على الركن الملكي في المادة الأولى مجرد لغو وبقي الاعتداء على النيابة من قبل الركن الثاني حلالا زلالا وبقي مجرد ذكر الركن الثاني بالنقد الصحيح خيانة تستدعي العقوبة القصوى. فقفزتم إلى الوزارات كما تسابق الإخوان المسلمون والقومييون في التنافس على قطعة عظم في الوزارات فقضيتم جميعاً على ما قام الشعب منتفضاً من أجله. ولم تمض سنوات قليلة إلا وانقلبت الرموز التي كان الشعب يتهمها بالفساد مطالباً بمحاسبتها والتي شللتم عرضها شتماً من شخصيات ترتعد فرائصها من إمكانية الملاحقة إلى أعلى مراكز التمثيل الشعبي ودخل من صدق في محاربة الفساد وترأس أعلى هيئة تحقيق في تاريخ المملكة السجن محكوماً بالإعدام المخفف إلى عشرين سنة ثم إلى عفو عام تم بموجبه تحصين كل الفاسدين من الملاحقة (حيث أن العفوالعام يجب الجريمة.) لم يحتج الأمر إلا إلى أقل من 3 سنوات ليتم الانقلاب حيث ارتعدت فرائص من تحدثه نفسه بعد ذلك بمحاربة أصل الفساد خوفاً بعد أن حكم على رئيس لجنة التحقيق النيابية بالإعدام.
وبعد عام 1993عام ظهرت “الحقيقة” بقدرة قادر ، إذ تبين أن الذين تبؤا أعلى مناصب تمثيل الشعب هم أنفسهم الرموز التي كان ينادي بمحاسبتها فأصبح أحدهم الرئيس غير المنازع لمجلس النواب وأصبح الآخر الرئيس المؤبد لمجلس الأمة حتى تنازل طوعاً عنها ليسلم وريثه رياسة الوزراء. وأصبح الثابت على مبدئه ” ناكراً للجميل” و”عدواً للوطن” “ونرجسياً” يغرد خارج السرب داخلاً من سجن إلى آخر بمهازل محاكمات الواحدة تلو الأخرى . مما حدا بالكاتب الفاضل أحمد أبو خليل أن يكتب مقالته اللاذعة قائلاً يقولون أنه يغرد خارج السرب وننظر إلى السماء فلا نرى طيوراً ! والأنكى من ذلك أن ذلك كله حدث للـ”نرجسي” بعد أن اعتزل النشاط السياسي نيابة ووزارة وتنظيماً حزبياً لكنه لم يعتزل المواطنة الصالحة وحقه كمواطن في إبداء الرأي.
إنك تذكر جيداً أن الجميع معارضة وموالاة كانوا ضد قانون الصوت الواحد الذي كان يهيأ له، فحتى مجلس الأعيان في لقاءاته المتلفزة مع الملك الراحل كانوا في غالبيتهم يحذرون الملك من أن هكذا قانون سيفتت البلد ويقلبها إلى صراعات أحياء وعشائر ويأتي بمن لا ينجح حتى كمختار لعشيرته إلىى مجلس تدار فيه شؤون الوطن الأمة . كان معظمنا يجتمع إما في جبهة العمل الإسلامي أو في مكتبي من أجل رفض القانون وأذكر منهم عبد الرؤؤف الروابدة وطاهرالمصري وسليمان عرار رحمه الله وفارس النابلسي وعشرات آخرين في شبه إجماع على رفض القانون. حتى إذا أعلن الملك حسين حل البرلمان وفي نفس الفقرة ذكر أنه بسبب غياب البرلمان (الذي اغتاله هو) سيصدر قانون الصوت الواحد وأنه سيغضب ممن لا يشارك في الانتخابات كنت ليلتها مع حمزة منصور والمناضل ناجي علوش في إربد نحاضر ضد قانون الصوت الواحد فقلت لمن كان بجانبي ” هذا خطاب لا تحتمله ركب الإخوان المسلمين” وسيقودوننا إلى الهاوية، وفعلاً بعد صمت أيام ثلاثة ينتظر الناس فيها قرار “قاطرة الإصلاح” الإخوان المسلمين خرج علينا المرحوم مراقب عام الاخوان بتصريحه “الناري” قائلاً : ” الحسين نادى ونحن نلبي” فانفرط العقد وأصدرت بيان اعتزالي في اليوم التالي قرفاً من هكذا معارضة. كان الملك حسين يحتاج إلى برلمان مفصل تفصيلاً لا تغيب عنه جماعة أو حزب لكن لا يكون لأي منهم حجم يستطيع أن يوقف تمرير المعاهدة المشؤومة حتى لا يدعي أحد بعد ذلك أن المعاهدة لا تمثل جميع الأردنيين . هكذا ساهم الإخوان والذين تبعوهم بإعطاء الشرعية للمعاهدة بمشاركتهم ( وصحيح ما نشرته الويكيليكس على لسان الكباريتي أنهم ساهموا في تمرير المعاهدة) لا لأنهم غير معادين للمعاهدة بل لأن ليس لديهم ما يكفي من جرأة للأسف لمواجهة الملك في إصراره. فبئست معارضة تنثني العقائد فيها أمام رياح الحكام. هكذا عودونا دوماً ،وقد انحنوا بعد ذلك كثيراً أمام ملفات تصل إلى الملك وما زالوا ، فلم يجرؤا حتى اليوم رغم سنتي الحراك على ذكر الملك كمغتصب لأراضي الخزينة رغم أنهم يصرون على عدم الإدلاء بالقسم الدستوري إلا إذا أضيفت له عبارة “في طاعة الله ورسوله”! فأين طاعة الله ورسوله تلك من عشرات الملفات الواصلة إلى الملك والتي لا يذكرونها إلا تلميحاً مما جرأ الفاسدين على التمادي فساهموا بتصرفهم وما زالوا في نحر البلد. إنها الانتهازية : يطربون على الشعارات التي تربط الفساد بالملك بل وفي بعض الأحيان كما في مظاهرات رفع الدعم كانوا يوجهون شبابهم في الشارع لرفعها حتى إذا حدثت الاعتقالات تبرؤوا من الشعار . ولا أظن أن أحداً منهم يستطيع تكذيبي في ما أقول.
اكتمل الانقلاب وانخفضت السقوف إلى ما يجب أن يخجل منه أي سياسي مزعوم ، تغيرتم ولم نتغير فلست أذكر إن كنت من الستين شخصية التي اجتمع بها نائب الملك الأميرالحسن في لقاء طويل متلفز عام 94 يستنصحهم إذ قلت له فيما قلت :”إن الفساد يجري بالرعاية الملكية” وكان الفساد على كبره يومها لا يقارن بحجمه المرعب اليوم ولا بغرق الديوان الملكي حتى رأسه فيه، من كبيره إلى صغيره. فما كان من الأمير إلا أن وضع كفيه على وجهه مطرقاً مردداً الآية الكريمة (واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) وكأن الذي يحارب الفساد هو من خندق الكافرين الذين يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر عليهم وكأن الذين ينتسبون إليه دماً ويخالفونه تصرفاً وخلقاً هم ورثة الرسالة لمجرد الاسم الذي يحملونه!. وبقيتم تتصارعون على مقاعد في مجيلس تقزم من الركن الأول الأصيل في النظام إلى ما يشبه الحضانة في “روضة الأطفال الأردنية الهاشمية ” كما وصفها كتاب غربييون. وأصبحت أنت في أحد المجيلسات شبه معارض بسقوف غير مزعجة لآلة النهب الكبرى التي مدت خراطيمها على كل ثروة من ثروات البلاد من أراضي ومعادن وخيرات وممتلكات الدولة مثل قيادة الجيش التاريخية الأولى ثم الثانية بعد أن اكتملت فبقيتم ساكتين طالماً أنكم تطمعون في قطعة العظم التي يلقيها لكم المعلم والذي بات يدير البلد بالدوام الجزئي إذ يمضي نصف وقته في الخارج بمياومات فوق الخيالية وبمصاريف مرعبة ،ويحيط نفسه بأشباه مستشارين غير دستوريين ،تبلغ تفاهتهم حداً لا يوصف يهيمنون وما زالوا على أشباه وزراء غضب أبوالراغب من وصفي لهم للنيويورك تايمز : (ما الفرق بين التي تبيع اللذه الجسدية والذي يبيع توقيعه؟ العمليتان تسميان أكاديمياً عهراً ) . أنظر إلى جريمة الكازينو التي لو تكن لها رعاية أعلى شخصية في البلاد (كغيرها من صفقات نحر الوطن ونهبه وتعهيره وقلبه إلى بائع لذات سياحية وميسرية وبائع لخدمات أمنية )،لما حدثت ولما بقي التستر على الراعي الأول والمستفيد الأكبر قائماً على قدم وساق . وانظر إلى شهادات أولئك الوزراء الآثمين الذين يشهدون (ومعظمهم كاذب) بأنهم لا يدرون ولم يستشاروا فإن كانوا صادقين فلماذا لم يستقيلوا عندما علموا أن فساداً ونهباً قد تما باسمهم . مسكين بلدي كم هو يتيم.
وعندما بدأتم تتحركون بتردد تحت الضغط الشعبي أصبحت تذكرون فساد الخراطيم التي تصب في خزان آلةالنهب ولا تذكرون آلة النهب نفسها التي تتغذى من خلال تلك الخراطيم. يقول من لستَ أفصح منه الرئيس الأسبق فيصل الفايز : ” ما هو الأهم؟ أإدانة وليد الكردي ؟ أم حماية العرش؟” فهو كرئيس سابق يعرف جيداً فساد العرش وكان شريكاً في التستر عليه مثل ما حدث للمعونة الكويتية التي فضخها البرلمان الكويتي. ألا لعن الله من يزعم بأنه يحمي العرش بهذه الطريقة. إن العرش يجب أن يحمى من إساءات الجالس عليه ورغم كل ما جرى لا نرى بادرة لذلك لأن بلادنا للأسف مملوءة بأمثالك من يطالبون الشعب بحملهم إلى عمان لكي يستروا على الفاسدين بدلاً من محاسبة اللص ابن اللص كما وعدت أهل السلط.
تظنون بأن الانقلاب الثاني على ثورة الجمهور بإجراء انتخابات تافهة سيضع غطاء على مطالب الناس. بئس البرلمان برلمان عنوانه الولاء للفساد المتمثل بمن دعا للانتخابات ظناً من أن الانتخابات هي التي ستطهره وتبرأه لأن هكذا مجيلس لن يستطيع أن يحاسب الملك بل إنه قد بايعه قبل انتخابه على تسمية فساد الديوان اكسيراً لحياة الأردن.
كلكم آثمون وعلى الرأس منكم مدراء المخابرات الذين يعرفون بالحساب البسيط (1+1=2) ان تورط العرش في الفساد الفاحش يعرض الأمن القومي الأردني بل وجود النظام بأكمله للخطر. إن أكبر معول يهدم أركان العرش هو معول صاحب الجلالة . إذ لن يبقى الأمر على هدوئه المصطنع أمنياً فما كنت أقوله علنا قبل عشرين سنة وسكت عنه سياسيو جيلي الساقط إلا ما رحم ربي قد بدأ شباب الأردن يرفعونه كشعارات ولا تجرؤون على محاكمتهم لأن محاكماتهم ستكون محاكمات لهذا النظام الذي أفسدتموه إما بالنهب والسلب أو بالسكوت “الشهم” عن الناهبين الانذال.
يا عيب الشؤوم!
ماذا كان سيضيرك لو استجمعت بعض الرجولة عندما كلفك الملك بتشكيل الوزارة بأن تقول له أنا مستعد كي أصارح الشعب بضرورة شد الأحزمة يا سيدي ، ولكن مصداقيتي ستكون تحت الأرض إن لم أبدأ بك يا صاحب الجلالة مستعيداً كل ما وصل إلى حيازتك عن غير وجه حق وإن لم أقدم كل شركائك الفاسدين للمحاكمة على أن تقلع أنت حالاً عن مشاركتك لهم . وسأكون غاشاً للشعب إن لم أشرط تغييراً في أسلوب حياتك الذي لا يناسب شعباً فقيراً تجلس على عرشه وإن لم أقصص أجنحة كل الأمراء والأميرات والأشراف والشريفات والصناديق غير الدستورية التي يقبعون فوقها. وتقول له لا يمكنني أن أستلم حكومة ما لم أجتث كل أصول الفساد وكلها تقريباً تصل إلى بابك. كما تقول له كيف أستلم حكومة وقد شكلت يا صاحب الجلالة حكومة ظل غير دستورية في الديوان بمستشارين هم عالة على الشعب وعائق للحكومات الدستورية ومصدر استنزاف للخزينة.
العرش يا أبا زهير هو ملكنا نحن الأردنيين جميعاً لا من حيث الجلوس عليه بل من حيث أن فيه استقرار بلدنا ووحدته الوطنية ، وإن المحافظة عليه لتفرض على الجالس فوقه أولاً وقبل غيره الأخذ بأسباب الحفظ وأن لا يتصرف بما يسيء للعرش أو لسمعته . وإلا فلو صدق رجال يخطبون في الناس :” احملوني إلى عمان…” لما تجرأ أن يتخطى حدوده. إنه هو الذي يتخطى الخطوط الحمراء الأصلية لا نحن المتهمون بتخطي خطوط حمراء وهمية لا يقبل بها أي أردني شريف.
يؤسفني أن أبين لك ولمدير المخابرات ومن لف لفكما بأنكم في دفاعكم عن تجاوزات الملك تزينون له طريق الهلاك وأنكم بذلك تعملون ضد مصلحته وقد لا يهمني ذلك ولكنكم تعملون ضد العرش وأنا يهمني ذلك كثيراً ومستعد لأواجهكم دفاعاً عن عرش نظيف بعيد عن الفساد وعن الولدنة والاستفراد . ومن المضحك المبكي أن يذكركما معارض مثلي ليس بينه وبين الملك أية محبة متبادلة كيف عليكم أن تحموا العرش وبالتالي الجالس فوقه الذي تزعمون محبته وبئس المحبة محبة لا تحمي المحبوب . إن في ما أكتب مصلحة له أكثر بكثير مما تفعلونه له ولا أدعي أنني أفعل ذلك خدمة له بل أفعله حماية للعرش ولاستقرار البلاد الذي لا يهزه اليوم أحد أكثر منه ومنكم.
اللهم قد بلغت فاشهد
المهندس ليث الشبيلات
تعليقات