الأردنيون يلجأون للصحف الإسرائيلية لمعرفة حقيقة ما يجري في عمان و العقبة !


القلق الاردني من ‘الوطن البديل’
تسفي برئيل
هآرتس 19/1/2014
قبل بضعة ايام حل رئيس الوزراء الاردني الأسبق، زيد الرفاعي، ضيفا على منزل إبنه (هو ايضا رئيس وزراء سابق) سمير الرفاعي، مع مجموعة من كبار السياسيين. ‘المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين لن تعطي ثمارا’، بشر الرفاعي الأب الحاضرين. ولم تُسمع اقواله بخيبة أمل، بل استقبلت حتى بالرضا.
فمنذ نحو اسبوعين وكبار المسؤولين الاردنيين، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق والسفير في اسرائيل الأسبق، معروف البخيت، رئيس مجلس الأعيان، عبد الرؤوف الروابدة وشخصيات أخرى من القيادة السياسية ممن تنصت أذن الملك عبد الله لهم، ضغطوا لاتخاذ سياسة فاعلة في المحادثات الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين. وتخوف هؤلاء الشخصيات، والذي اشركوا فيه الملك، هو ألا يصمد الفلسطينيون أمام الضغط الامريكي فيقدموا تنازلات تأتي على حساب الاردن. ‘مرة اخرى بدأوا يتحدثون في الاردن عن الخوف من ‘الوطن البديل’ ومن أن يصبح الاردن الدولة الفلسطينية’، قال لـ ‘هآرتس′ مصدر اردني مقرب من اولئك السياسيين.
يكمن مصدر القلق الاردني في مسألة اللاجئين، أو الأدق، في مكانة نحو مليوني لاجيء فلسطيني يحمل معظمهم هوية اردنية، آلاف اللاجئين الذين يحملون جوازات سفر اردنية ولكنهم ليسوا مواطنين، ولاجئين من غزة لا يحملون هويات. ‘حسب المعلومات التي لدينا، تقترح الولايات المتحدة تعويض الاردن عن ‘فترة الاستضافة’ التي مكث فيها اللاجئون في الاردن منذ 1948 شريطة أن يبقى هؤلاء اللاجئون في الاردن وألا يطالبوا بالتعويض’، قال المصدر.
اذا كان ثمة بالفعل اقتراح كهذا، واذا ما أُخذ به، فمعناه هزة عميقة للميزان الديمغرافي في الاردن، وعمليا، فقدان هويتنا الاردنية’، على حد تعبيره. على خلفية هذه المخاوف أقيم في الاردن مجلس خاص يضم الى جانب السياسيين الكبار رئيس المخابرات، فيصل الشوبكي، رئيس مكتب الملك عماد الفاخوري، رئيس البرلمان ورئيس مجلس الأعيان. ويفترض بهذا المجلس أن يصيغ موقف الاردن ومطالبه ويعرضها على وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
القلق الاردني الذي ترافق وتلميحات علنية في أن محمود عباس يدير قناة محادثات سرية مع الامريكيين من خلف ظهر الاردن، دفعت عباس لأن يبعث بعباس زكي، المسؤول عن الملف العربي في م.ت.ف الى لقاءات تهدئة مع الروابدة وبخيت للتأكيد لهما أن ليس هناك أي قناة سرية وأن كل اتفاق يتحقق لن يكون على حساب الاردن. كما أن هذا كان هدف لقاء نتنياهو مع الملك عبد الله، ولكن مشكوك أن تنجح هذه المحادثات في تهدئة قيادة الحكم في الاردن. ‘للمفاوضات مثلما للحرب يجب أن يأتي المرء جاهزا. محظور الدخول اليهما دون ذخيرة ودون خطة. ومثلما خسرنا في حرب 1948 لأنها جاءت في توقيت غير مناسب، هكذا قد نخسر المعركة السياسية اذا جاءت في وقت غير مناسب’، حذر هذا الاسبوع معروف البخيت في محاضرة ألقاها في جامعة عمان.
وعلى حد قوله فان المفاوضات الحالية تأتي بينما الجبهة العربية غير موحدة، وكل دولة تعنى بشؤونها الداخلية، ولا يمكن عرض موقف عربي يسند الفلسطينيين، ومن هنا التخوف من أن يضطر الفلسطينيون للخضوع للضغوط ولا سيما في مسألة اللاجيئين. ولكن أكثر من القلق من نجاح الفلسطينيين في الاتصالات، فان خوف الاردن من الفاتورة السياسية التي ستعرض عليه. فمع أن الاردن يؤيد حل الدولتين ولكنه لن يؤيد بأي حال أن يكون هو واحدة منهما.
يرفض الاردن ايضا امكانية أن تحتفظ قوات اسرائيلية أو امريكية بغور الاردن، ولكنه قلق ايضا من أن تحتفظ قوات فلسطينية وحدها بالحدود. وقد اقترح الاردن في حينه شراكة قوات فلسطينية واردنية تقوم بأعمال الدورية على جانبي الحدود وتستعين بتكنولوجيا امريكية، ولكن الاقتراح غير مقبول من اسرائيل التي تطالب بأن تحتفظ لنفسها بالغور بل وربما ضمه. ولكن على حد مصادر في الاردن، فان مسألة الغور هي ‘فنية في جوهرها، ومن السابق لأوانه البحث فيها ولا سيما على خلفية مشروع القانون الاسرائيلي لضم الغور، المشروع الذي اذا ما أُقر فانه بكل الاحوال سيقوض المفاوضات’.

سيناريوهات الملك
سمدار بيري
يديعوت 19/1/2014

”يُبين تمرين قصير كيف يتصل كل شيء بكل شيء وراء الستار في حينا. في يوم الخميس الأخير وكان الاقتراع على دستور مصر الجديد لم يتم بعد، استضاف الملك الاردني عبد الله عنده في عمان رئيس الوزراء نتنياهو. فقد دعاه عبد الله فحضر نتنياهو ولم يكن ذلك لقاءا سريا.
نشر الداعي صورا واعلانا رسميا منظما ليؤكد أن قصر الملك يضغط من اجل حل يفضي الى دولة فلسطينية عاصمتها في شرق القدس. فقد حذر الملك كالعادة من أن الوقت ينفد. وتم التأكيد في الاعلان الذي نشره نتنياهو الحاجة الى تحسين العلاقات (هل بالاردن أم بالفلسطينيين؟) من اجل إنضاج المسيرة. وتوجد نقطة اخرى يجب الانتباه اليها، فقد أصروا في الاعلان من عمان على ذكر جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي ملأ عندنا عناوين صحفية طولا وعرضا وعمقا.
كان السلوك الى هنا منظما وهو يعبر عن الموقف الاردني ويعبر عن الموقف الاسرائيلي، لكن كيف يتصل كل ذلك بمصر ولماذا كان المُلح على الملك عبد الله أن يدعو نتنياهو إليه؟ إنه قبل كل شيء بسبب العلاقات الاستراتيجية بين عمان وتل ابيب التي هي أقوى وأعمق مما يبدو للناظر وتوجد هناك مصالح وتحذيرات وتحديثات جارية وتعمل الهواتف الحمراء. وكذلك حصلنا على اشارة خفية ثخينة في مقابلة الملك الصحفية مع مراسل الصحيفة الامريكية ‘أتلانتيك’. فبعد أن هاجم القادة العرب بلا حساب، ألقى ملاحظة مفاجئة فحواها ‘علاقاتي بنتنياهو تحسنت وهي قوية جدا’.
ونتابع الى الأمام: إن الملك ونتنياهو يتفقان على رؤية سلوك الرجل الأقوى في مصر الفريق السيسي الذي يبدو أنه الرئيس القادم في حربه التي يشنها على الاخوان المسلمين في مصر وعلى حماس في غزة. فالذي لم يفعله سلفاه مبارك ومرسي يفعله السيسي بصورة كبيرة ومركزة على الهدف. والحقيقة أنه لا يحبنا وهو لا يحسب حسابا للاردن، ونجح في طريقه في مشاجرة قطر واردوغان في تركيا، وقد ضاقت تونس في نهاية الاسبوع ذرعا وهي التي عرضت فجأة على اسلاميي مصر لجوءاً.
حذر الملك عبد الله ألا يقول كلمة واحدة في الحرب للاسلاميين الذين أُخرجوا خارج القانون في مصر وعُرفوا بأنهم منظمة ارهابية من جميع جوانبها. فمئات النشطاء معتقلون والاموال والممتلكات صودرت. وللملك ‘فرع′ نشيط فوار في الاردن، فهو لا يُبيح لنفسه أن يسحقهم. لكنه يعلم أنه اذا ضغطوا على القاعدة الأم للاخوان في مصر فان الشرار سيتطاير في جميع الاتجاهات حتى الى ميدانه.
قبل سنة زار عبد الله البيت الابيض وضغط من اجل دولة فلسطينية بوساطة امريكية فاعلة لأنه لا يخطر بالبال أن يكون الاردن هو فلسطين. وهكذا ولدت خطة كيري، ويجب أن يواجه عبد الله الآن الحل الذي ينضج موجها عليه في غور الاردن. فهو لا يريد قوات أمن فلسطينية على طول الحدود. وهو يرى سيناريو ترفع فيه حماس رأسها في ضفتي الاردن. فكلما ضغط السيسي عليهم في مصر وغزة وجب عليه أن يستعد لجميع الاحتمالات. وحتى لو كان أبو مازن يُعامل عنده معاملة رائعة فانه يعتمد على نتنياهو كما يبدو أكثر.
إن جملة واحدة في اعلان القصر بعد زيارة نتنياهو الخاطفة تلخص الامر كله وهي أنه في كل تسوية تُحرز، سيحرص الاردن قبل كل شيء على تحقيق مصالحه. أو بعبارة سهلة: يطلب الاردن الحفاظ على مكانته الخاصة في شرق القدس، وعلى اتفاقات الماء معنا، وألا يخطر ببال أحد أن يُسلم الحدود الاردنية الى أيدٍ فلسطينية. ولن يضر من وجهة نظر عبد الله إسباغ إطراءات على كيري بعد الذي تلقاه عندنا من الضرب، لكن المفاتيح عند نتنياهو.

حذار من لغم الدولة الفلسطينية!
يورام ايتنغر
اسرائيل اليوم 19/1/2014

”من المهم لأنصار وزير الخارجية جون كيري أن يؤكدوا أن دعم الولايات المتحدة لانشاء دولة فلسطينية هو حلقة في سلسلة اخفاقات سياسة الامريكيين في الماضي في الشرق الاوسط. يمكن أن نجد مثالا على ذلك في 1948 حينما عارضت وزارة الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية انشاء دولة يهودية، وزعموا أنها ستكون موالية للسوفييت وستمحوها الجيوش العربية وفرضوا حظر تجارة اسلحة على المنطقة في وقت كانت تسلح فيه بريطانيا العرب.
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الى يوم غزو العراق للكويت في آب 1990 كانت الولايات المتحدة تؤيد صدام حسين بتعاون استخباري وبتزويده بنظم عسكرية محكمة وبمنحه ضمانات للقروض. ولا تعوزنا امثلة ايضا من ايام اوسلو. فمن 1993 الى سنة 2000 احتضن الرئيس كلينتون عرفات باعتباره مبشرا بالسلام وجعله الزائر الاجنبي الاكثر ترددا على البيت الابيض. وفي الساحة السورية استقبل كيري في 2000 تولي بشار الاسد للحكم بأنه زعيم ايجابي طامح الى السلام وعمل على انسحاب اسرائيل من هضبة الجولان. وفي 2005 و2006 أيد الرئيس بوش اقتلاع مستوطنات يهودية من غزة ومشاركة حماس في انتخابات السلطة الفلسطينية باعتبار ذلك خطوات تحث على الاعتدال والامن والاستقرار والسلام.
في 2009 أدار الرئيس اوباما بدعم من كيري ظهره لمبارك الموالي لامريكا ومنح الاخوان المسلمين تأييدا صارخا وهم منظمة ارهابية معادية لامريكا تهدد كل نظام حكم عربي موال لامريكا. ورأى اوباما وكيري أن ‘التسونامي العربي’ هو ربيع شعوب كما كان عند مارتن لوثر كينغ والمهاتما غاندي. وفي 2011 عمل اوباما وكيري على اسقاط نظام حكم القذافي وجعلا ليبيا مركز زعزعات وتصدير صواريخ الى منظمات ارهاب. وقد منحا روسيا في العام الماضي تفضلا مفاجئا في تركيا، وفي 2014 أصبحا يغرسان الرعب في السعودية خشية أن تتحول ايران من تهديد تكتيكي متحكم به الى تهديد استراتيجي غير متحكم به.
إن تأييد انشاء دولة فلسطينية يعبر عن اخفاق آخر يتجسد في تجاهل خلفية محمود عباس المعتدل اذا ما قيس بحماس الذي يلقي الضوء على سلوك الدولة المخطط لها. حصل عباس على شهادة الدكتوراة (في انكار المحرقة) من جامعة موسكو، وقضى فترة استكمال في الـ كي.جي.بي، وكان مسؤولا عن علاقات م.ت.ف بنظم الحكم الشيوعية وبلوجستكا ‘مذبحة ميونيخ). وفي خمسينيات القرن الماضي، وفي 1966 وفي 1970 فر من مصر وسوريا والاردن على إثر مشاركته في الارهاب، وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ساعد عرفات على محاولات السيطرة على لبنان. وفي 1990 ساعد على غزو العراق للكويت برغم أنها منحته اللجوء هو والمقربين منه، وفي 1993 انشأ البنية التحتية التربوية للكراهية في السلطة الفلسطينية.
في 1994 في وقت التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل والاردن، ألح قادة الجيش الاردني على اصدقائهم الاسرائيليين أن يمنعوا انشاء دولة فلسطينية تحكم على النظام الهاشمي بالفناء وتسهم في عدم استقرار البلدان المنتجة للنفط في الخليج الفارسي. إن منظمة التحرير الفلسطينية وهي النموذج الاعلى الذي يحتذي به الارهاب الدولي هي مصدر السلطة القانونية والتنفيذية للسلطة الفلسطينية التي تصدر ارهابيين الى العراق وافغانستان وهي مقربة من فنزويلا وكوبا المعاديتين لامريكا. إن الدولة الفلسطينية ستحسن تغلغل روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران الى الحوض الشرقي من البحر المتوسط. وإن تأييد انشاء دولة فلسطينية تواصل نهج زعماء فلسطينيين عاونوا المانيا النازية والكتلة الشيوعية وصدام حسين والخميني وابن لادن يعبر عن تصميم لا على ازالة الالغام بل على وطئها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا