صحف إسرائيل تتوقع تدهورا بمصر


أنصار مرسي يواصلون التظاهر والاعتصام مطالبين بعودة الشرعية (الأوروبية)

صحف إسرائيل تتوقع تدهورا بمصر


فرض الشأن المصري نفسه على الصحف الإسرائيلية التي تفرد له يوميا مساحات واسعة، تتنوع ما بين الرأي والخبر والتحليل، لكنها معنية كصانع القرار الإسرائيلي باستشراف ما سيكون عليه الحال في المستقبل انطلاقا من معطيات الواقع الراهن.
وفي هذا الإطار كتب اليوم الاثنين القائد السابق لسلاح البحرية الإسرائيلية اللواء احتياط أليعيزر مروم مقالا في صحيفة "إسرائيل اليوم" توقع فيه "تدهور الأوضاع في مصر مستقبلا"، مبررا ذلك بأن الأمور في مصر "قد تخرج عن السيطرة فتتدهور إلى حرب أهلية يصعب توقع نهايتها".
ويذكّر العسكري الإسرائيلي في مقاله بما سبق وأكده من أن "عزل الجيش للرئيس محمد مرسي بعد ثلاثة أيام من المظاهرات كان انقلابا عسكريا بلا شك، ولا تعريف آخر لهذا الإجراء". منبهًا إلى أن قادة الجيش المصري سيحاولون إقرار الوضع باستعمال القوة مع الإخوان المسلمين وباعتقالات واسعة وتقييد حرية الاحتجاج.
وحول الموقف الأميركي والغربي، قال "من المؤكد أن الولايات المتحدة وأوروبا استقبلتا هذه الإجراءات باعتبارها إجراءات إيجابية، وامتنع الأميركيون عن تعريف ما يجري في مصر بأنه انقلاب عسكري كي يستطيعوا الاستمرار في تحويل المساعدات إلى أرض النيل".
ويربط لواء الاحتياط الأحداث في كل من مصر وتونس والصراعات بين الفصائل المختلفة في ليبيا و"الحرب الأهلية في سوريا، قائلا "إن نظرة عامة إلى ما يجري حولنا لا تدع مكانا كبيرا للتفاؤل، فالشرق الأوسط ما زال يتأرجح بين إرادة الجهات المتطرفة في إنشاء دولة شريعة إسلامية، وبين إرادة التيارات المعتدلة التي تريد العيش في دول ديمقراطية وتتحدث عن الربيع العربي".
كما يرى أن الوضع في مصر سيؤثر في دول أخرى في المنطقة، مضيفا أن تركيا هي النموذج الأقرب إلى مصر، "وفوز الإخوان المسلمين وتولي مرسي الحكم، جعلا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يشعر بأن نموذجه لدولة مسلمة ذات سلطة ديمقراطية ينجح مرة أخرى في مصر، لكن انقلاب الجيش المصري في مصر قد يفضي إلى أحداث شغب في تركيا قد تفضي إلى عزل أردوغان.
ويخلص الكاتب في مقاله إلى تداعيات الحالة على إسرائيل التي اعتبر أنها تعيش فترة حساسية مليئة بالتحديات والقلاقل غير المتوقعة في المنطقة، موصيا قيادة إسرائيل السياسية والعسكرية بـ"التيقظ والاستعداد العالي للرد على كل تطور".
"
كاتب إسرائيلي يرى أن إسرائيل تعيش فترة حساسية مليئة بالتحديات والقلاقل غير المتوقعة في المنطقة، موصيا قيادتها السياسية والعسكرية بالتيقظ والاستعداد العالي للرد على كل تطور
"
طموح وانقلاب
وفي جريدة هآرتس وتحت عنوان "جهاد لا إسلامي"، كتب أنشل بابر مقالا اعتبر فيه أن طموح جماعة الإخوان المسلمين "الحركة الشعبية الأوسع والأكثر تأطيرا في العالم العربي، بأن تصبح أيضا القوة السياسية السائدة، كان في غير صالحهم، وجر عليهم انقلاب الجيش".
وتناول الكاتب أحد الموضوعات التي بالغ الإعلام المصري في إثارتها، فيقول إن "الادعاءات وكأن مرسي ومسؤولين آخرين في حركة الإخوان المسلمين تحرروا من السجن على أيدي أعضاء حماس، ومعهم هاجموا محطات شرطة وقتلوا أفرادا من الشرطة، هي محاولة فظة لإعادة كتابة تاريخ الثورة كما عرفناه حتى الآن".
كما يتحدث الكاتب الإسرائيلي حديثا بدا نادرا في الإعلام المصري هذه الأيام قائلا إنه منذ نهاية يناير/كانون الثاني 2011، "تركت الشرطة الشوارع، ونزع أفرادها بزاتهم وتركت السجون لمصيرها وآلاف السجناء، الجنائيين والسياسيين تجولوا في الشوارع، فيما كان المجرمون يسلبون وينهبون محطات الشرطة والمحلات التجارية".
وبرأي الكاتب الإسرائيلي فإن الادعاء بأن هذه الأفعال نفذها فلسطينيون من حماس وقادة الإخوان المسلمين، تتعارض مع حقيقة أنه في تلك الأيام حافظ قادة الإخوان بالذات على سياسة البقاء في الظل خشية أن يعمل الجيش والموالون لمبارك ضدهم بيد من حديد.
ويخلص الكاتب إلى القول "والآن يتبين أن الجنرالات ورجال القانون الذين تبقوا من نظام مبارك مصممون ليس فقط على منع الإخوان المسلمين من العودة إلى الحكم في المستقبل المنظور للعيان، بل يعتزمون أيضا وصمَ ذكرى الثورة الشعبية ونسبها لقوى معادية لمصر، والجيش المصري منذ الانقلاب قبل ثلاثة أسابيع يعزو لحماس، وللفلسطينيين بشكل عام، دورا في ضعضعة الحكم في مصر".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا