المعلم والكاتب تيسير نظمي يصوب ورقة امتحان بسام أبو شريف في نظرية (الهجوم الدفاعي)


التفاصيل بعد قليل فقد اكتفى الكاتب الفلسطيني تيسير نظمي بتلوين الأخطاء الفكرية والمنهجية لكاتب المقالة التي ظهرت على صفحات عبدالباري عطوان في لندن في (القدس العربي) :


القصير: الهجوم الدفاعي
بسام ابو شريف
JUNE 6, 2013
في ظل معارك التضليل وصرف الانظار عما هو جوهري واساسي، وفي ظل حروب الردة التي تستهدف تقسيم الامة العربية وتقزيمها الى طوائف وملل.
وفي ظل توظيف عدد كبير من الحكام وثروات الشعوب التي يحكمونها بقدرة الغرب الاستعماري للعب دور احصنة طروادة.
في ظل كل هذا تشتت الرؤية يقع المواطن العربي العادي في دوامة تضيع فيها الحدود بين الالوان، فلا يرى الا الوانا مختلفة وفي احسن الاحوال يرى ضبابا كثيفا يغطي الحقائق ويشتت الرؤية، لذلك فان الذين يرون بوضوح في ظل كل هذا، هم الذين يملكون البصر والبصيرة، انهم الرجال الصادقون الذين عاهدوا امتهم على النضال من اجل التحرر والاستقلال والتخلص من الاستعمار والاستعمار الاستيطاني والقضاء على ذلك السرطان الذي يتمدد على ارضنا العربية.
هؤلاء الرجال الصادقون الذين يمتلكون الرؤية السليمة، يمسكون ايضا بناصية الشجاعة في قول الحقيقة مهما كانت. يفصحون وباعلى صوت عما يدبر الاعداء لامتنا، ويفتحون لكل مناضل الابواب للمشاركة في معركة تحرير الامة. ومقاومة التمدد الاستعماري، ويقف هذه الايام في طليعة هؤلاء الرجال الصامتين والمرابطين السيد حسن نصرالله، الامين العام لحزب الله ومناضلو حزبه ومناضلو المقاومة الذين يتصدون للمخطط الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الذي يتمدد كل يوم ليطال ارضا عربية جديدة.
منذ ان اطلقت الولايات المتحدة شرارة ‘التغيير’ لتتحكم بالشرق الاوسط كليا شعوبا وثروات، نرى تدميرا منهجيا للجيوش العربية التي كانت في اسوأ الاحوال، تشكل قوة كامنة قد تتحرك عندما تصدر لها الاوامر.
وهذا هدف من اهداف اسرائيل، ‘تدمير كل القوى العسكرية العربية (الجيوش) التي قد تشكل خطرا على أمن اسرائيل وتحويلها الى قوى أمن داخلي لتسود اسرائيل وتهيمن على الشرق الاوسط باكمله’، دمر جيش العراق العظيم ودمرت القوة العسكرية الليبية، وتتعرض جيوش مصر التي هزمت اسرائيل عام 1973 لعملية تفتيت وتحويل الى قوى أمن تبحث عن رجال شرطة مختطفين.
والآن يبذلون المال والدم ويحشدون كل قوى التطرف والعمالة لتحطيم جيش سورية قلب العرب.
ومما لا شك فيه ان تحطيم هذه الجيوش سيجعل من اسرائيل مطلقة اليد لضرب كل انواع المقاومة العربية لمخطط التمدد الاسرائيلي. والحقيقة تشير الى ان الحكومة الاسرائيلية تسارع الى ضم ما تبقى من الارض الفلسطينية تسارعا موازيا لقدرتها وسرعتها في بناء مستوطنات لمئات الآلاف من المستعمرين. فالاستيطان حسب مخطط الصهاينة هو ضمانة السيطرة على كامل الارض ولا رجعة في ذلك.
حتى تلك الآراء التي طرحها كيري مؤخرا اعتبرتها اسرائيل غير مقبولة وردت عليها بتصعيد مباشر لمهمة الجيش الاسرائيلي المدعوم من مستوطنين تسيرهم غريزة قتل الآخرين، وعنصريتهم اللامتناهية لتدمير المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة واحتلال باحاته. وهذه الباحات ما زالت تشكل الجزء الاكبر من القدس الشريف.
يريدون ان يبنوا مستوطنات في تلك الباحات الشريفة والمقدسة، وبدأ العنصريون هجماتهم على الكنائس، خاصة كنيسة القيامة (اقدم كنيسة في التاريخ) لمحو كل اثار المسيحيين وتهويد القدس تهويدا كاملا.
في ظل هذا نرى دعوات المشبوهين للجهاد في سورية ضد الجيش السوري.
فكم تلتقي هذه الدعوات مع مخطط اسرائيل لتهويد القدس. فمن كان مؤمنا وارتضى الاسلام دينا ومن كان مؤمنا وارتضى المسيحية دينا، لا يمكن ان يكون نصب عينيه جهادا اقدس من الجهاد لتحرير القدس.
وهذا ما قاله بشجاعة الرجال المؤمنون الصابرون، مثل السيد حسن نصر الله.
وتفوق بذلك على كل المدعين والداعين. فهو المؤمن الذي يرى اولويات المؤمنين، وهو المناضل من اجل الحرية والتحرير ويرى اولويات هذا النضال.
يريدون تركيع الجيش السوري او تحطيمه وتمزيق سورية قلب العروبة ليتمكنوا من سحق كل مقاومة لمشاريعهم الاستعمارية الاستيطانية ومشاريع الرأس المسمم: الولايات المتحدة.
وخرج الصادق حسن نصر الله للملأ، يقول الحقيقة ويشرح الاولويات.
وملخص الرؤية الثاقبة التي عبر عنها السيد حسن نصر الله هي: اذا كان هذا هو مخططهم علينا ان نتصدى له، والتصدي في هذه الحالة لا يأتي من خلال انتظارهم للدفاع عن المقاومة، بل ان الهجوم في هذه الظروف هو افضل وسيلة للدفاع لانها سوف تضطرهم لاعادة ترتيب اوراقهم. من يظن ان معركة تطهير القصير تقل عن معركة تطهير ‘الحمة’ او ‘جسر بنات يعقوب’ مخطئ.
لقد لوح السيد حسن نصر الله بالمقاومة في الجولان، وهذا ما ارعب اسرائيل والولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة واذا بحملات لا حدود لها تشن على السيد نصر الله وعلى حزب الله.
هنيئا لحزب الله فقد نال الشهادة بانه صادق وانه على الخط الصحيح من خلال ما نشاهده من حملات ضده، يشنها العدو وحلفاؤه، ولكن هذا يجب ان يعيدنا الى ما قاله السيد حسن نصر الله.

ان افضل وسائل الدفاع هو الهجوم، ولا شك ان فتح جبهة الجولان سوف تقلب كل حسابات العدو الذي اعتقد ويعتقد ان المقاومة انتهت.

رد تيسير نظمي سوف ننشره حال وصوله إلينا حيث لم يكن يعلم أن هكذا مقالة وبكل هذه الأخطاء السياسية والفكرية قد ارتكبها مجددا بسام أبو شريف (مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات)


لولا أن أبلغني وسيط بيننا بأن تلك المقالة قد حظرتها السلطات الأردنية ومنعت دخول (القدس العربي) إلى الأردن بسببها لما قرأتها ، لكن الوسيط نجح في استفزازي تماما كي أقرأ مقالة إنشائية من ذات المقالات التي دأب أبو شريف وغيره من كتاب الدرجة العاشرة على حشوها في أذهان الناس وتعبئتهم بها لزجهم في معارك خاسرة لا يستفيد منها سوى من نصبوا أنفسهم على الشعوب العربية قادة وصناع رأي عام دون أن تنتدبهم شعوبهم أو تنتخبهم لقيادتها وتمثيلها أو تمثيل مصالحها . أما لماذا لا أقرأ لبسام أبو شريف فتلك لها حكاية أخرى ليس أقلها احترام الأديب الفنان والمناضل الفذ غسان كنفاني الذي لو بقي حيا يكتب لكان هو الأجدر بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن لم يكن القائد الأممي للقضية الفلسطينية ولولا استشهاده المروع (36) سنة في 8 تموز 1972 لما اضطررت لقراءة أول كتاب لبسام أبو شريف بعنوان (أوراق أيلول) بعد أن تولى الأخ أبو شريف رئاسة تحرير (الهدف) نيابة عن غسان كنفاني ! الذي نصحه ليلة استشهاده بالمبيت عنده أي عند أبو شريف ولم يحقق معه أحد في الأسباب الموجبة لطلبه المفاجئ ذاك من غسان ليلة وصول شقيقته فايزة من الكويت !
الوسيط إياه كان قد عرض على شخصي العادي والبائس أن أذهب معه لزيارة القائد والمستشار ..فبحت له بتلك الحقيقة وهي أنني غير راغب بنكأ جراح الماضي لكنه بعد زيارته المنفردة له عاد لي بأربعة كتب من تأليف القائد المستشار فلم تغرني أيضا بتصفحها فذلك شأنهما وتلك علاقتهما أما الواقعة المفجعة وأقصد بها قراءة المقال واضطراري لتصويبه فقد حدثت رغما عني وبناء على الأهداف التي وضعناها نصب أعيننا من وراء تأسيس حركة إبداع لنشر كل ما لا تريد الأنظمة العربية أن تطلع عليه شعوبها من حقائق إخلاصا لشعار (الهدف) – كل الحقيقة للجماهير – والتي للأسف لم تقلها (الهدف) حتى اليوم في واقعة اغتيال كاتب تكفيه نصف كيلوغرام من الديناميت وليس (15 كغم) وضعت في سيارته التي كان ممكنا لبسام أبو شريف حمايتها ورصدها بكل بساطة ولم يفعل !
دعونا الآن نقرأ بموضوعية وليس أمامنا شخص الكاتب بل نص مقالته بمعزل عنه:
(معارك التضليل) وكان يفترض أن يكملها بــ (الإعلامية) فلا يوجد معارك طاحنة بالرصاص الحي والطائرات تخاض لتضليل طرف للطرف الآخر ويذهب ضحية لها أبرياء بل يوجد مصالح لأطراف المعركة أية معركة سواء فكرية أو سياسية أو وطنية أو استعمارية الخ ..وأول التضليل الإعلامي مارسه الكاتب نفسه بأن خرج علينا بنظرية جديدة في العلوم العسكرية وهي (الهجوم الدفاعي) والهجوم على من ؟ الهجوم على أرض سورية ومدينة سورية وقرية سورية ومواطنين سوريين في قلب العروبة النابض ومن قبل حزب لبناني النشأة والتكوين وسوري التسليح وإيراني التمويل .. حسنا حسنا فكل ذلك يصفه المتعالي لرتبة مستشار وليس لرتبة جنرال حرب لم يفطن لفحص طرد ملغوم بعد تعرض رفيق دربه لتفخيخ سيارته بخمسة عشر كيلوغراما من الديناميت ..كل ذلك يصفه بــالـــ (جوهري وأساسي) فهل الجوهري والأساسي في حياتنا أن يهجم الجيش على الشعب لأنه عبر عن رأيه ؟ و هل التعبير عن الرأي بالحاكم أو القائد أو الأمين العام يعتبر جريمة تخدم دائما محتلي الجولان والضفة الغربية ؟ ولكن دعونا نكمل مكتشفات الكاتب القائد فقد اكتشف في الخامس من حزيران 2013 ( تقسيم الأمة العربية) وكأنها منذ سايكس بيكو لم تكن مقسمة ! وكأن وجود (الفصائل العشر) في دمشق ليس تقسيما وتفتيتا لكل جهد في المقاومة ! لكنه أي الكاتب لا يذكر لنا أن من يصر على البقاء في الحكم رغما عن إرادة الشعب والمعارضة هو الذي يراهن عليه في تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ ، أي تقسيم سورية إلى دويلات أصغر وكانتونات مثلما جرى تقسيم مشروع الدولة الفلسطينية إلى غزة حماس و ضفة فتح  في أبرز دلالة على إخفاق الخطابين الثقافيين وبالتالي السياسيين العربي والفلسطيني بتغليب التناقضات الفرعية على التناقضات الأساسية فالنظام السوري لم يكن يخوض معركة تحرير الجولان حينما خرج إليه الشعب السوري مطالبا بحقه بالحرية والعيش بكرامة وطنية وإنسانية على أرضه بعد انتظاره أي الشعب لتحرير الأرض العربية أو أجزاء منها بحجم القصير طوال 46 عاما ولم يفعل ولا في نيته أن يفعل مادام خط المعونات الإيرانية مفتوحا ومادام النظام لم يف بديونه للإتحاد السوفياتي السابق بحجة أنها ديون لحليف لم يعد موجودا وليس من حق روسيا بوتين المطالبة بها !
كما لم يفصح الكاتب الجهبذ لنا إذا ماكان نفسه هو أيضا يسعى لتقسيم الأمة إلى دول مع بشار ودول ضد بشار ..أوليس هذا مساهمة في التقسيم إلى محاور ؟ هل يعقل أن يكون حاكما واحدا وتحديدا مثل بشار أو حمد تقسم الدول العربية والوطن العربي الموحد على أساس منه ؟ هل هم أنبياء مثلا دون أن نعلم !
لكن الكاتب في غفلة من حماسه لأشخاص  وهذه المرة لشخص حسن نصرالله بصفته الأمين العام ..و سابقا لشخص جورج حبش قبل أن ينتقل لشخص ياسر عرفات ينسى الأمة وقوة الجماهير بل وميدان التحرير نفسه الذي أطاح بطاغية مثل حسني مبارك  بل ونسي قوة (العادي) أي الإنسان العادي الذي جعل زين العابدين في تونس يرحل بسلام وسلاسة على عكس معمر القذافي الذي اختار الهجوم الدفاعي على الشعب ولم تفلح نظريته وساءنا فعلا ما انتهت إليه صورة العربي في الذهن الغربي بقدر ما ساءنا عدم محاكمة صدام حسين محاكمة عادلة لنكتشف المتورطين الحقيقيين والأساسيين والجوهريين في مأساة حرب و(معارك) الثمان سنوات بين شعبين وجارين مسلمين هما إيران والعراق !
سوف أكتفي هنا بما هو جوهري وحقيقي محترما ذكاء السوبر والوسط والعادي من الناس تاركا لهم الألوان وقدرتهم على الصبر على الظلم بأن يردوا هم لا غير على مقالة الرد بالإشارة وبالألوان أجدى وأكثر نفعا فليس لدينا الوقت لقراءة كتاب لم يوهبوا لا القدرة على التكثيف بالشعر ولا على الإبداع في الحكاية أو القصة لأنني أعرف أن الأخ الرفيق والزميل ليس من اهتمامته القراءة في الأدب والنقد وحين يذكر (حصان طروادة) فإنه لا يحس بمعاناة بينلوب الفلسطينية و العربية سواء كانت عراقية أو سورية فذلك ليس من اختصاص القادة .

راجيا من السيد حسن نصرالله أن لا يكتفي بالتلويح ..بل بالفعل والأفعال كما عودنا وراجيا من رجاله أيضا عدم قنص كل من يخالفهم الرأي 



الكاتب تيسير نظمي مضربا عن الطعام أمام رابطة الكتاب في اللويبدة ومن ورائه ومن أمامه تجار ثقافة المقاومة والممانعة ومقاهي الطرب 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا