الحكومة الفلسطينية الـ15 -انضم 7 وزراء إلى التشكيلة الجديدة وبدون وزير للثقافة ! 13 قدامى و11 جدد
انضم 7 وزراء إلى التشكيلة الجديدة التي
حلت محل حكومة سلام فياض المستقيلة
الخميس 27 رجب 1434هـ - 6 يونيو 2013م
الحكومة الفلسطينية الـ15
أدت الحكومة الفلسطينية الـ15 برئاسة الأكاديمي
الدكتور رامي حمد الله، اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الخميس.
وانضم سبعة وزراء جدد إلى الحكومة التي
حلت محل حكومة سلام فياض المستقيلة.
وجاء تشكيل الحكومة على النحو الآتي:
1- د. رامي حمد الله - رئيساً للوزراء.
2- د. زياد أبو عمر- نائباً لرئيس الوزراء.
3- محمد مصطفى - نائباً لرئيس الوزراء للشؤون
الاقتصادية.
4- رياض المالكي - وزيراً للخارجية.
5- سعيد أبو علي وزيراً للداخلية.
6- شكري أسعد بشارة - وزيراً للمالية.
7- علي مهنا - وزيراً للعدل.
8- علي زيدان أبو زهري - وزيراً للتربية
والتعليم والتعليم العالي.
9- كمال الشرافي - وزيراً للشؤون الاجتماعية.
10- محمود الهباش - وزيراً للأوقاف.
11- ربيحة ذياب - وزيرة لشؤون المرأة.
12- عيسى قراقع - وزيراً لشؤون الأسرى والمحررين.
13- ماهر غنيم - وزيراً للأشغال العامة
والإسكان.
14- عدنان الحسيني - وزيراً لشؤون القدس.
15-د. جواد ناجي - وزيراً للاقتصاد الوطني.
16- رولا معايعة - وزيرة السياحة.
17- د. صفاء ناصر الدين - وزيرة الاتصالات
وتكنولوجيا المعلومات- ستؤدي اليمين حال عودتها من الخارج.
18- وليد عساف - وزيراً للزراعة.
19- جواد عواد - وزيراً للصحة.
20- د. سائد الكوني - وزير الحكم المحلي.
21- نبيل صميدي - وزير النقل والمواصلات.
22- محمد أبو رمضان - وزير الدولة لشؤون
التخطيط.
23- فواز عقل - أمين عام مجلس الوزراء برتبة
وزير.
24- أحمد مجدلاني - وزيراً للعمل.
وفيما يلي تصنيف الوزراء من الجدد وممن
بقي وزيراً من الحكومة الماضية.
الجدد: رئيس الحكومة، نائبان للرئيس، وزارة المالية،
التربية والتعليم العالي، الشؤون الاجتماعية، الصحة، الحكم المحلي، النقل والمواصلات،
وزارة الدولة لشؤون التخطيط، أمين عام مجلس الوزراء برتبة وزير.
القدامى واستمروا في وزاراتهم:
الخارجية، الداخلية، العدل، المرأة، الأوقاف،
الأسرى، الأشغال والإسكان، القدس، الاقتصاد، السياحة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،
الزراعة، العمل.
ستبقى رام الله لطيفة
عميرة هاس
JUNE 5, 2013
للدكتور رامي الحمدالله مزية بارزة واحدة
على سلفه في رئاسة حكومة رام الله الدكتور سلام فياض، وهي الا احد ينتظر منه ان يحدث
معجزة اقتصادية من التطوير والنمو بين فكي السيطرة الاسرائيلية، فقد عين ليكسب بضعة
اشهر اخرى من ضبط النفس الداخلي (الذي تشتد عناية اسرائيل والولايات المتحدة واوروبا)
به وماذا سيكون بعد ذلك؟ ليرحمنا الله. يمكن أن تستمر لعبة التظاهر وقتا قليلا آخر
لارضاء المراقبات. سنستمر على تسمية هذا الشيء ‘حكومة’ صلاحياتها ومواردها اصغر من
صلاحيات وموارد اتحاد مجالس محلية، أما مشكلاتها فهي كمشكلات قوة من القوى العظمى في
كبرها.
سيتبين سريعا جدا للاجراء في الضفة الغربية
ان القليل الذي يطالبون به ايضا ـ الاجور في الوقت المناسب وملاءمتها لغلاء المعيشة
ـ هو كثير جدا. لانه يوجد الحاجز الاسرائيلي من جهة، وهم عندنا في اسرائيل يستطيعون
تفسير صعاب الحكم الذاتي الفلسطيني وازماته الاقتصادية مع حذف الاحتلال الاسرائيلي،
لكن ماذا نفعل اذا كانت المشكلات الاقتصادية البنيوية والمتراكمة في الاقتصاد الفلسطيني
تنبع قبل كل شيء، وبالاساس من السيطرة الاسرائيلية على المحابس الفلسطينية وسحقها.
ويوجد من جهة اخرى حاجز ‘السوق الحرة’. ومع كل ذلك يتداول المال فيها، لكنها تحصر عنايتها
في الفقاعات. يوجد تمويل لمباني الرئاسة، والرحلات والاجهزة الامنية ولا يوجد مال لاجور
عادلة للمعلمين والاطباء. ان القوة العاملة رخيصة جدا، والضريبة المباشرة منخفضة، ويهدد
اصحاب الاموال بان يغادروا الى خارج البلاد اذا تغير الامر، وفي الشارع الرئيس في البيرة
يدفعون مليونا الى مليون ونصف المليون دولار عن دونم الارض، لكن العمال في ذلك الشارع
يفترض ان يباركوا حظهم الطيب اذا اصبحت اجرتهم الشهرية ترتفع شيئا ما قليلا فوق الحد
الادنى، وهو 1.450 شيكلا. ابعد فياض لكن لم تبعد الحواجز.
وتوجد لحمدالله مزية اخرى. فقد اثنى ضباط
الجيش الاسرائيلي كثيرا على فياض بسبب ما فعله من أجل أمن اسرائيل، حيث يسهل على الجمهور
في الضفة الا يناقش التعاون الامني مع المحتل لاعتباره سياسة لمحمود عباس وحركة فتح
(او اجزاء منها).
يسهل الا نسأل كيف استمرت القيادة الفلسطينية
على تقديم شيء عظيم القيمة جدا للاسرائيليين، والحصول عوض ذلك على الكثير جدا : البناء
المجنون في المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وتصعيد تنكيل المستوطنين، والاستمرار على
افراغ المنطقة ج من الفلسطينيين والاستمرار على سياسة التدمير الاجتماعي والاقتصادي
والمادي في شرق القدس، والاستمرار على فصل قطاع غزة وسجن سكانه.
وهكذا سيستمر مكتب الاسرى الفلسطينيين على
نشر معلومات عن المس بحقوق الاسرى الفلسطينيين في اسرائيل، وستستمر الاجهزة الامنية
الفلسطينية على الاعتقال مخالفة الاجراءات الثابتة في القانون وعلى التعذيب بين جذورها.
وستتمسك وزارتا الاقتصاد والقضاء بقانون يحظر شراء منتوجات المستوطنات، وستنفق السلطة
الفلسطينية على دعاوى قضائية تعترض على سلب الاراضي من اجل المستوطنات، ويتمسك رجال
الامن الفلسطينيون بواجبهم من المشاركة في حماية المستوطنات.
وسيبقى وزير المالية ووزير الخارجية يجمعان
التبرعات كي يغطي العالم الخسارات التي يسببها الاحتلال، وستبقى وزارة التربية وسلطة
الشؤون المدنية (المقابل للادارة المدنية) تخضعان ـ غير مختارتين احيانا وعن القصور
الذاتي احيانا اخرى ـ للاملاءات الاسرائيلية.
واليكم مصالحة فلسطينية قاطعة، لا يوجد
اعتراف علني بالكوارث التي جلبها استعمال السلاح والعمليات الانتحارية والانتفاضة الثانية،
ولا يوجد اعتراض جدي على التعاون الامني. ليس فياض هو الذي أوجد وهم انه اذا اصبح الفلسطينيون
لطفاء اليوم فسيتخلى الاسرائيليون غدا عن سيطرتهم. ان من يقولون الحمد لله لاننا خلصنا
سيتبين لهم ان عباسا لم يمنح حمدالله سلطة محو الوهم.
هآرتس 5/6/2013
موجه ذو ضمير
الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تنتظر
رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد د. رامي الحمدالله واحتمالات نجاحه في منصبه
سمدار بيري
JUNE 7, 2013
لم يكد يعين الدكتور رامي الحمدالله رئيسا
جديدا للحكومة الفلسطينية في ليل يوم الاحد، حتى بدأوا يؤبنونه، وبأت تُسمع في انحاء
الضفة الغربية وفي قطاع غزة وعندنا ايضا تقديرات تقول بانه احتمال الا يبقى في منصبه
مدة طويلة، ومن المؤكد انه لن ينجح. ويقول الساخرون: ‘أخذوا فتى طيبا بلا تجربة، والشيء
الأساس ألا يضايق أبو مازن’.
‘ليس له احتمال كبير، في ظاهر الامر’، يقول
محمد ذياب وهو رجل اعمال من الخليل موافقا، ويستل قائمة مشكلات طويلة صعبة موضوعة على
باب الحمدالله. ويجب عليه ايضا ان يقرر هل يختار ان يكون إمعة لأبو مازن أم يصوغ لنفسه
خطة عمل ويظهر استقلالا كما فعل سلفه، سلام فياض’.
ويقول المقربون من الحمدالله انه أخذ يعمل
على مدار الساعة، وتدل الدلائل على انه لا ينوي الفشل. ويعرفونه في اسرائيل في الأساس
من الاوراق المكتوبة. ‘معتدل وبراغماتي’، يُسمعونني ردا دبلوماسيا. ‘بعد ان نجح كثيرا
في الجامعة، لماذا يحتاج الى هذا الملف الثقيل؟’.
تلاحظ من وراء ستار التعيين بصمة إصبع وزير
الخارجية الامريكي جون كيري. ‘بعد ان اعلن فياض انه سيغادر’، يقول شخص فلسطيني رفيع
المستوى لصحيفة ‘يديعوت احرونوت’، ‘حاول كيري ان يقنعه بالاستمرار لكنه كلما ضغط اصبح
رفض فياض أشد. واستمر كيري يضغط عليه للبقاء في منصبه الى ان يتم اعلان تجديد التفاوض
مع اسرائيل على الأقل، لكن فياض أصر على حزم متاعه: فليس سرا ان علاقاته بأبو مازن
تحطمت وان الشارع الفلسطيني هدد بأن يثور على خطته الاقتصادية، ولا سيما رفع الاسعار
والضرائب’.
وفي هذه المرحلة أثير اسما الموصى بهما
لمنصب رئيس الوزراء وهما: رئيس صندوق الاستثمارات الفلسطيني، الدكتور محمد مصطفى، ورئيس
جامعة النجاح الدكتور الحمدالله. وأراد أبو مازن الرجل الذي يثق به، الدكتور مصطفى
لكن كيري أوضح لأبو مازن أن ‘هذا يبدو سيئا’، وقال ان تعيين الحمدالله أفضل، وأبلغ
القدس بذلك. وأصر المجتمع الاوروبي والدول المانحة ايضا على ‘البروفيسور’ كما يدعونه
في الضفة. وتردد الحمد الله كثيرا قبل ان يوافق. وحينما عُين هذا الاسبوع كان كيري
اول من بارك تعيينه. ‘تواجهه تحديات كثيرة هي ايضا لحظات فرص مهمة’، قال وزير الخارجية
الامريكي، ‘أنا آمل تعاونا واسعا معه للوصول الى سلام في الشرق الاوسط’.
لم تتحمس جهات ما في الضفة للمباركة الامريكية.
ويقول فلسطيني رفيع المستوى: ‘لست على يقين من ان مباركة معلنة من سياسي من الولايات
المتحدة ستساعد الحمدالله في خطواته الاولى. يجب ان نتذكر ان فياض مع كل استقامته وقدراته
وتواضعه، وضعت عليه في الشارع الفلسطيني علامة العزيز على البيت الابيض، ولم يسهم ذلك
في الحقيقة في زيادة شعبيته. وصعب عليهم في الشارع الفلسطيني ان يقبلوا رئيس وزراء
يرد على المكالمات الهاتفية بنفسه، ويسافر الى اللقاءات في سيارات أجرة ويعلن محاربة
الفساد ـ ويرفع في الوقت نفسه سعر الوقود والضرائب. ادعوا عليه ادعاءات صعبة هي انه
دمية امريكية واشتكوا ان واشنطن تملي عليه خططا اقتصادية لا تلائم الواقع في المناطق’.
‘أنا لا أخاف منه’، يقول رجل الاعلام القديم
الياس زنانيري، ‘أنا أخاف عليه في الاساس من ان تحطمه المهمة الصعبة التي تحملها، وان
يسير بين قطرات المطر من دون ان يبتل وان يحذر ألا يُفشلوه. فقد تعلمنا منكم كيف نضيق
على الساسة الى حد الموت، من دون ان نمنحهم حتى مئة يوم رحمة. والآن يفحصون الحمد الله
من جميع الجهات: فاذا تبين انه سيد النظافة وانه لم يكن مشاركا في الفساد فسيقولون
انه ضعيف وساذج؛ واذا نجح بعضهم في ان يبين شيئا من فساده ـ وانا اؤمن بأن احتمال ذلك
ضعيف جدا ـ فسينقضون عليه بمخالب مسلولة وعناوين صحافية ثخينة كما يفعلون بالساسة الاسرائيليين.
والمشكلة هي انه اذا فشل او هرب من المنصب فسيكون ذلك على حساب المواطن الفلسطيني الذي
اصبحت حياته اصلا غير سهلة’.
خذ مالا ولا تُعد
يعرف بشار المصري صاحب مشروع المدينة الفلسطيني
روابي، الدكتور الحمد الله جيدا من لقاءاتهما الثابتة في مجلس ادارة جامعة النجاح في
نابلس. عمل الحمد الله 15سنة رئيسا للجامعة وجعلها قصة نجاح، فهي اليوم أكبر حرم جامعي
في الضفة مع 20 ألف طالب جامعة، ومساحة واسعة ومعدات حديثة وهيئة تدريس من 400 محاضر.
وقد نجح الحمد الله مع انجازات المؤسسة المختصة في ان يعيد الهدوء الى الحرم الجامعي
الذي كان يختبئ فيه في العقد الماضي ستة من مطلوبي حماس، وتطوعت طالبات درسن فيه بتنفيذ
عمليات انتحارية على أهداف اسرائيلية.
‘لا تستهينوا بالحمد الله’، يوصي المصري،
‘هو في الحقيقة هادئ ومهذب ودمث الاخلاق لكنه انسان يعرف ان يبت بالامور. وهو لن يدع
الوزراء والموظفين يبلبلون ذهنه بلقاءات طويلة، وأنا اعلم من معرفتي الطويلة له انه
دقيق، فهو دائما يأتي مستعدا للقاءات ويعرف مسبقا ما الذي يريد احرازه بالضبط’.
يهرب الحمد الله من وسائل الاعلام الى ان
يؤلف الحكومة الجديدة، ‘انه خصوصا يحب السماعات جدا’، كما يشهد عليه زميل من الجامعة.
‘إجلبوا فقط فريق تصوير ليستسلم لذلك، وعنده ايضا دائما وسائل مهمة وعناوين صحافية
كما تحب وسائل الاعلام.
كان العنوان الذي ادلى به الى وسائل الاعلام
في صباح يوم الاثنين في اليوم التالي من اختياره، قصيرا وموجزا، ‘سأعمل على انشاء مؤسسات
الدولة الفلسطينية التي ستكون عاصمتها القدس الشرقية’، ردد ما توقعوا منه ان يقوله،
‘لكنني لم آت لأهدم ما بني في السنوات الاخيرة’ تابع قائلا وأسبغ الكرامة على سلفه
فياض الذي خلف له ميراثا معقدا، فقد بنى من جهة مؤسسات الدولة الفلسطينية وأعد بنية
تحتية اقتصادية؛ ومن جهة ثانية وبسبب الجمود السياسي والعسر المالي في المناطق زاد
الدين على مؤسسات السلطة الى اكثر من 4 مليارات دولار، هذا ولم نتحدث بعد عن تعليق
رواتب آلاف العمال.
في الاسبوعين القريبين وبعد ان يعين الحمد
الله وزير مالية جديدا ويخط تقسيم الصلاحيات بينه وبين نائبه محمد مصطفى، سيواجه سؤالا
اول حاسما وهو: كيف يروج لارتفاع اسعار الاغذية قبيل شهر رمضان الذي تنقض فيه جموع
الناس على حوانيت الطعام، ‘اذا ارتفعت الاسعار جدا’، يحذر مؤنس برهوم وهو صاحب حانوت
طعام في رام الله، ‘فان الجموع ستغرق الشوارع بتظاهرات غاضبة. وقد قال الحمد الله من
قبل انه ليست عنده صيغ عجيبة’. لكن عنده مواهب في جمع الاموال. ففي سنوات ولايته لرئاسة
الجامعة الـ15 نجح في جمع تبرعات بلغت 300 مليون دولار. وأكثر المتبرعين فلسطينيون
نجحوا في خارج البلاد وتطوعوا بتحويل ‘رسوم ضمير’ تعويضا عن رفضهم العودة للسكن في
المناطق أو للاستثمار في مشروعات في الضفة. ‘ليست عندنا مناجم وليس عندنا نفط، ويصعب
علينا ان نصدر بسبب قيود الاحتلال’، بين الحمد الله في رحلات جمع الاموال ‘ان ثروتنا
الوحيدة تتجلى بعقول شبابنا وقدراتهم وارادتهم الدراسة والتقدم ويجب علينا ان نساعدهم’.
ان خريج جامعة النجاح الأشهر هو الدكتور صائب عريقات الذي يجلس منذ عشرين سنة الى طاولة
التفاوض مع افرقاء اسرائيليين.
قال احد كبار المسؤولين في الجامعة هذا
الاسبوع، ان الحمد الله أنفق من جيبه الخاص على دراسة عدد من طلاب الجامعة لعائلات
معوزة في الضفة، للقب الاول. ‘وحينما كان يأتي اليه عامل نظافة من الجامعة ويقول ان
راتبه القليل وهو 150 دولارا تنتهي في الاسبوع الاول من الشهر ولا يجد طعاما يأتي به
الى البيت كان الحمد الله يدخل يده في جيبه ويفتح محفظته ويدس في يده رزمة اوراق نقدية.
وكان يقول للعامل: ‘خذ ولا تُعد أبدا’.
قُتل الأبناء الثلاثة
وُلد قبل 55 سنة لعائلة حسنة الحال من قرية
عنبتا في محافظة طولكرم. وكان أبوه نائب رئيس البلدية، وكان عمه عضوا في مجلس النواب
الاردني. وبدأ دراسته الاكاديمية في قسم الأدب الانكليزي وعلم اللغة في جامعة في عمان
واستمر لنيل شهادة الدكتوراه في لندن، وتقدم بعد ذلك في وظائف ادارية في قسم الآداب
في جامعة النجاح. ‘لم يُهبط بمظلة الى مكتب رئيس الجامعة’، يقول رجل الاعمال منيب المصري،
‘بل تسلق بين الاقسام المختلفة الى ان حصل على منصب نائب الرئيس، وفي 1998 دخل مكتب
الرئيس′.
في سنة 2000 كانت زوجته تقود السيارة في
الشارع السريع بين نابلس ورام الله. وكان في السيارة ابناؤهما الثلاثة وهم توأمان أنثيان
في الحادية عشرة من عمريهما وولد آخر في التاسعة من عمره. ولسبب غير واضح صدمت السيارة
شاحنة اسرائيلية كانت تسير مقابلها وقتل الاولاد الثلاثة. ‘كان ذلك فظيعا’، يتذكر رجل
الاعمال مصطفى البيري من طولكرم. ‘قصده آلاف للتعزية. وحاولنا ان نحدثه فقلنا له ان
القدر قضى ان يصيب عائلته وانه يجب التسليم بارادة الله والاستمرار في العيش. وصافح
الحمد الله عشرات آلاف الايدي زاما شفتيه’.
ويضيف رجل اعمال من نابلس في اهتياج: ‘التقيت
به بعد الكارثة بشهرين ووبخني توبيخا لم أجد جوابا مناسبا عليه. قال: لم تأت لتعزيني.
وصدمتني ذاكرته التصويرية كيف انتبه في هذا الحفل العظيم الى أنني لم أستجمع الشجاعة
للمجيء’.
قبل سبع سنوات ولدت مرح الابنة الرابعة
التي اعتاد ان يأتي بها احيانا كثيرة الى مكتبه في الحرم الجامعي.
وبين قائلا: ‘انها تمنحني قوة’. ومنذ وقعت
الكارثة اصبح يقوم بزيارات تعزية كثيرة في أنحاء الضفة بصورة ورعة. ‘وفي كل مرة تحدث
فيها حالة وفاة’، يقول اقرباؤه، ‘يعرفون في عائلة اصحاب الحداد ان ‘البروفيسور’ سيحضر
للتعزية’.
بعد الحادثة بأكثر من عشر سنوات ايضا ما
زالوا يسمونه ‘أبو الوليد’ باسم ابنه الصغير الذي قتل. في هذا الاسبوع، وقبيل الانتقال
الى مكتب رئيس الوزراء، منحه منيب المصري اللقب الملزم وهو ‘الضمير’. ‘منحته هذا الاسم
لانه يهتم حقا بأبناء الشعب الفلسطيني’، يبين المصري. ‘ويعلمون في اسرائيل ايضا ان
الحمد الله انسان معتدل جاء ليعمل وليقوم بالامور الصحيحة. وعنده الى ذلك ايضا وجه
انساني لمن يعرف أبناء شعبه جيدا. وهو لا يتكبر ولا يتنكر ويعرف ما يحتاج اليه الناس
وما الذي يريد ان يحرزه من اجلهم’.
‘تؤول احتمالات نجاحه الى الصفر’، يكرر
احد زملائه الكبار في الجامعة تحذيره. ‘ليست له تجربة ادارية خارج الجامعة. وهو يتولى
ايضا منصبا فارغا من الصلاحيات لأن أبو مازن سيقعد على رأسه بواسطة النائبين اللذين
ألزمه إياهما وسيجذب الخيوط، وقد تشوش اسرائيل على خطط التطوير الاقتصادي.
وقد عبرت قيادة حماس في غزة عن عدم رضاها
وهذه فقط بداية التعبيرات عن الغضب لتعيينه. ومن المهم ان نذكر ان له منفذ هرب لانه
يستطيع اذا ضاق ذرعا ان يتمسك بكتاب تعيينه رئيسا لحكومة انتقالية وان يستقيل بعد ثلاثة
اشهر’.
في حماس ردوا حقا على التعيين بغضب، وعرفه
متحدث المنظمة فوزي برهوم بأنه ‘غير قانوني وغير شرعي’. وكان التوقع هناك ان ينتخب
رئيس وزراء من القطاع يكون علامة على رغبة في التصالح بين حماس وفتح، ‘لكن في اللحظة
التي عين فيها شخص من الضفة لا من غزة’، بين احد مساعدي رئيس الوزراء الجديد المرشحين،
‘ادركوا في حماس انه لا توجد نية حقيقية للمصالحة، وانه ليس لأبو مازن خطط لانشاء حكومة
وحدة وطنية’.
في مقابلة صحافية قصيرة مع وسائل الاعلام
الفلسطينية أشار الحمد الله اشارة خفية الى انه سيبقى في المنصب الى ان تنشأ حكومة
فتح ـ حماس فقط. ‘صدر عن فياض ايضا هذا الكلام المردد لكنه بقي في منصبه ست سنوات’،
يُذكر الزنانيري. ‘كل شيء مؤقت يصبح عندنا دائما بسبب الظروف. فأبو مازن هو الرئيس
‘الى الانتخابات’، ولانه لا توجد انتخابات رئاسية بقي في منصبه منذ اكثر من ثماني سنوات’.
يعتقد المحامي جلعاد شار الذي فاوض فلسطينيين
في فترة حكومة باراك وهو يرأس اليوم حركة ‘مستقبل ازرق ابيض’، التي تعمل في حل على
اساس دولتين للشعبين، ان الحمد الله يستطيع ان يصب مضمونا مهما في منصبه الجديد، رغم
القيود. ‘لما كانت صلاحياته ومهماته تنحصر في موضوعات اقتصادية فانه يستطيع ان يؤدي
دورا مهما في انشاء البنية التحتية الاقتصادية في الضفة’، يقول شار. ‘لكن ما زالت توجد
اسئلة كثيرة مفتوحة مثل كم من القوة سيملك، وكم سيكون طول الحبل الذي سيحصل عليه من
أبو مازن، وأي حلول اقتصادية سيجلب، وهل لن تضايقه حماس في عمله’.
يديعوت 7/6/2013
تعليقات