To Mahmoud Darweesh On March 13th. 2013
إلى محمود درويش في الثالث عشر من آذار 2013
لا مشكلة لدى الموتى فهم لا يتكلمون و لا يكتبون ولا يصرخون. فقط
ذهبوا في الصمت والتراب بلا أحباب حولهم وبلا عتاب وبلا أغاني أو تراتيل ليسمعوها
حين يدفنون. لا مشكلة لدى الموتى ولا هم يحزنون.
هل هذا هو الغد الذي وعدتنا به وتدعي القصيدة أننا إليه لذاهبون ؟
بودي لو رأيت الخراب واليباب من حولك قبل النشيد و بعد النشيج فللقصيدة طعما مسليا
في الملهاة
حيث لا أحد اتهمك أنك عاطل عن العمل في عبدون. ولا أحد طرق باب البيت
لبيت أم ادعيت أنك لست أنت من في البيت. ها هنا عمان التي لم تر وهاهنا الأردن الذي
لم تفحصه جيدا قبل الخلود للصمت لتكتشف أنه ميت تماما، لم تستقيظ به فلسطين إلا
لماما. وهاهنا مريدوك تبعثروا سرابا صيف أو غماما. فالميتون لا يتكلمون وكل ما
ينشده المعزون كلاما أو حماما. فهل صليت يوم سبتٍ وقلت لريتا شعرا وهياما؟
الشجرة العارية في باحة دار شومان لم ترها عارية تماما، ولا مررت بها
متأملا أو جلست تحت توتها تعد الساعات والثواني وتمر بك البسمة لماما. أشجار
هيرمان منذ عقود عارية وذابلة في المخيمات التي لم تزر و في الصحراء التي نهب منها
النفط عرب لهط ولئاما قد تركنا نحن عرايا وأيتاما.
الميتون لم ينطق نيابة عنهم أحد. والميتون في عمان لم نؤبن جثثهم أو
نلم لهم رسوم اللحد. وما عاش من عاش سوى الملك وبلاد مديونة بمليارات الكمد.
والمقاولون المهرولون للفنادق والشركات والبرلمانات والوزارات والحكومات يهمهم
جميعا قتل من صمد. و هذه هي الأردن التي تسمى بلد. كل شعبها اليوم يلهث و المسيرات
بدد. مقبرة كبرى لمجزرة أخرى لا يراها أحد.
تيسير 9-3-2013
تعليقات