وفاة رئيس فنزويلا هوغو تشافيز صديق الشعوب وحامل قضاياها
وفاة رئيس فنزويلا هوغو تشافيز
6-3-2013
اعلن نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو
الثلاثاء ، وفاة هوغو تشافيز الرئيس الذي كان مصابا بمرض السرطان.وكان مادورو الذي
اختاره تشافيز ليخلفه في الحكم اتهم "أعداء فنزويلا التاريخيين" بالتسبب
في إصابة تشافيز بمرض السرطان.
واجتمعت القيادة السياسية والعسكرية الفنزويلية
في القصر الرئاسي بعد أن أعلنت الحكومة تدهور صحة تشافيز طبقا للتلفزيون الحكومي.
وبدأ مادورو مشاورات مع العديد من الوزراء
والمسؤولين العسكريين ونحو 20 حاكما من الحزب الحاكم، بحسب تلفزيون "في تي في".
وقالت الحكومة الفنزويلية الاثنين إن مشاكل
الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في الجهاز التنفسي في أعقاب عملية جراحية بسبب إصابته
بالسرطان ازدادت سوءا وتتفاقم ، وإنه عانى من التهابا حادا في الجهاز التنفسي.
وقال وزير الإعلام إرنستو فيليغاس في أحدث
تقرير حول الحالة الصحية لتشافيز إن وضع الرئيس، البالغ من العمر 58 عاما، بات حرجا،
مشيرا إلى أنه يعاني من "تفاقم" مشاكل التنفس لديه ومن "التهاب جديد
وخطير".وأوضح أن تشافيز خضع "لعلاج كيمائي قوي جدا من بين العلاجات الأخرى
التي يخضع لها"، مؤكدا أن "حالته الصحية حساسة جدا".
وكانت فنزويلا شهدت الأحد تظاهرة شارك فيها
المئات من معارضي تشافيز تطالب بمعرفة "الحقيقة" بشأن صحة رئيس الدولة الذي
لم يظهر علنا منذ نحو 3 أشهر وذلك بعد توجهه إلى كوبا للمرة الرابعة لاستكمال العلاج
من السرطان.
ويأتي هذا التقرير عن حالة تشافيز الصحية
بعد نحو 3 أيام على تأكيد مادورو أن تشافيز يخضع لعلاج كيميائي في المستشفى العسكري
لمكافحة السرطان وأن "حالته المعنوية جيدة".وقال مادورو إن تشافيز يخضع لعلاج
جديد "أكثر قسوة" يتضمن علاجا كيماويا في مستشفى عسكري نقل إليه قبل أسبوعين.يذكر
أن الحكومة الفنزويلية أعلنت الخميس الماضي أن تشافيز مازال يعاني من مشاكل في التنفس
بعد العملية التي اجراها في كوبا قبل أكثر من شهرين.وجاء في بيان رسمي للحكومة أن تشافيز
يعاني "قصورا في التنفس ظهر بعد العملية لا يزال مستمرا، ولذا لا يزال يخضع للعلاج".
(سكاي نيوز عربية)
عن تلك الأيام .. مائدة هوغو شافيز الفقيرة
سعدي يوسف*
كان ذلك في العام 2008 في الغالب.كنت في
العاصمة الفنزويلية كاراكاس ، مدعوّاً إلى المهرجان الشِعريّ الأول هناك.من سفارة
" الجمهورية الثورية البوليفارية لفنزويلا " بالعاصمة البريطانية حصلتُ ،
بسرعة أسطورية ، على تأشيرة الدخول من دبلوماسيّ فنزويليّ في منتهى الأناقة واللطف
.( أميركا اللاتينية معروفة بانتقاء دبلوماسيّيها ).
*معلوماتي القليلة عن فنزويلا تلقّيتُها
من عبدو زوغير ، الكاتب السوريّ من أسقبولي ( أرباض طرطوس ) ،
والذي يحمل الجنسية الفنزويلية ، ويقيم
بين كاراكاس وطرطوس .
مهاجرو فنزويلا السوريون جاؤوا من السويداء
والساحل ، وبين أهل السويداء والساحل منافسةٌ دائمة حتى في فنزويلا !
*كان مهرجان الشِعر الأول جيداً في الحضور
والتنظيم ، لكني عرفتُ أن المنظمة الأدبية الفنزويلية قاطعت المهرجان لأنها تميل إلى
جبهة المعارضة التي تتهم شافيز بالدكتاتورية .
*التقيتُ بشافيز مرّتين :
المرة الأولى كانت في اجتماعٍ عامٍّ للمثقفين
الفنزويليين والضيوف .
المرة الثانية كانت في القصر الجمهوريّ
بعد اختتام المهرجان الشِعريّ.
القصر الجمهوري مبنىً عريقٌ ، غير مبالغ في الفخامة ،على الطراز الموريسكو هسبانيول
الذي تتّصفُ به مباتي فترة الكونكيسادوريس
( أي الفاتحين الإسبان الأوائل ).
كانت الدعوة إلى عشاء مبكرٍ.
جلسنا في بهوٍ مفتوحٍ من أبهاء القصر ،
بهوٍ ذي أعمدة يطلُّ على فضاءٍ مفتوح .كان ثمّتَ عشرُ موائد ، كما أتذكّر .كنتُ ، وعباس
بيضون ، وسيدة عربية من أصلٍ سوريّ ، حول واحدةٍ منها.قائمة الطعام كانت بسيطةً جداً
، تكاد تماثلُ قائمة عشاءٍ في مطعم طلبةٍ ،
جنوبيّ فرنسا .
وقد احتفظتُ بالقائمة ، حتى الآن ، وحرصتُ
على أن أُريها لأصدقائي ، قصد المقارنة ...
*كان شافيز يُجالسُ المدعوّين .جاء إلى
مائدتنا .كان في منتهى اللطف والمرح ، محتفياً ، باسماً .قُدِّمْنا إليه .قال لي :
مرحباً بك . أنت في بلدك . أنا أعرف المأساة التي حلّتْ بالعراق بعد الاحتلال . اعتبرْ
كلامي هذا دعوةً لك للإقامة في كاراكاس .ليس عليك سوى إشعار سفارة فنزويلا برغبتك.أنت
تعرف أن فنزويلا والعراق أسّسا الأوبك ( في زمن عبد الكريم قاسم ).
سوف يستعيد العراق حريته بنضال أبنائه ،
ونحن معكم في هذا النضال.
*لقد كانت إقامتي في فنزويلا أطولَ من سواي
( ربما بتعليمات من الرجل ) ، فطوّفتُ في البلاد ،من منابع الأمازون حتى جبال الأنديز
، حيث آلهة الهنود القدامى على القمم البيض .سيمون بوليفار ، ذو النحافة ، في كل ساحة
ومنعطفٍ من فنزويلا الشاسعة .الناس يحتفون بذكراه محرراً من استعمار.أمّا هوغو شافيز فلسوف يظل الناس يحتفون بذكراه محرراً من الذلّ
والفقر.
*لقد فقدنا ، نحن العرب ، نصيراً لنا !
طنجة
07.03.2013
* شاعر من العراق.
تعليقات