تشومسكي عن ربيع العرب وفلسطين وسوريا في لقاء الغارديان البريطانية
تشومسكي عن ربيع العرب وفلسطين وسوريا
تشومسكي الصهيوني الذي تحول إلى نصير للفلسطينيين
قال الفيلسوف والناشط السياسي الأميركي
نعوم تشومسكي إن الآمال الكبيرة التي كانت معقودة على باراك أوباما عندما انتُخب رئيسا
للولايات المتحدة لأول مرة، وخاصة بعد حديثه عن الشرق الأوسط، لم تكن سوى أوهام.
وأضاف عالم اللسانيات والمؤرخ في مقابلة
مع صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أن أوباما اعتلى سدة الحكم "بخطابه
المثير عن الأمل والتغيير، لكن لم يكن لكلامه ذاك أي معنى البتة".
وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستبقى
دولة خلال الخمسين عاما القادمة، أجاب بالقول إن "إسرائيل تنتهج سياسات من شأنها
أن تزيد المخاطر الأمنية المحدقة بها إلى أقصى حد، فهي سياسات تختار التوسع على الأمن،
وتقود إلى انحطاطها الأخلاقي وعزلتها ونزع الشرعية عنها كما يقولون اليوم، الأمر الذي سيؤدي على الأرجح إلى دمارها في نهاية المطاف. وهذا
ليس بالشيء المستحيل".
وأبدى تشومسكي -الذي اعتبرته الصحيفة أحد
أكثر المفكرين إثارة للجدل في العالم- تفاؤلا حذرا بالربيع العربي الذي يراه
"نموذجاً تقليدياً لحركات شعبية قوية لا سيما في تونس ومصر"، لكنه سخر من
علاقة الغرب بما يجري على أرض الواقع.
وقال في ذلك "إن استطلاعا للرأي في
مصر أظهر أن أغلبية ساحقة -ما بين 80 و90%- من الشعب المصري اعتبرت أن الولايات المتحدة
وإسرائيل يمثلان التهديد الرئيسي الذي يواجههم. ومع أنهم لا يحبون إيران -والعرب عموما
لا يحبونها- فإنهم لا يعتبرونها خطرا عليهم".
وتابع قائلا "في الحقيقة، إن أعدادا
كبيرة من المصريين تعتقد أن المنطقة يمكن أن تكون أحسن حالا إذا امتلكت إيران أسلحة
نووية، ليس لأنهم يريدون أن يكون لإيران سلاح نووي بل لمواجهة التهديدات الفعلية المحدقة
بهم".
وعن الأوضاع في سوريا، قال المفكر والفيلسوف
البالغ من العمر 84 عاما "أميل للاعتقاد بأن تزويد المعارضة بالسلاح سيزيد الصراع
حدة، والرأي عندي أن يتم نوع من التسوية عبر الحوار. لكن أي نوع من التسوية؟ هذا هو
السؤال. بيد أن أي تسوية ينبغي أن تكون أساسا بين السوريين، ويمكن للغرباء أن يساعدوا
بتهيئة الأجواء".
وأقر تشومسكي أن الحكومة السورية ترتكب
فظائع كثيرة، لكنه لم يستثن المعارضة إذ يرى أنها تتحمل بعضها وليس الكثير منها، على
حد قوله.
وشدد في مقابلته مع الصحيفة البريطانية
على أن "ثمة خطرا من أن البلد (سوريا) يمضي في مسار انتحاري، وأن لا أحد يريد
ذلك".
وتشومسكي ابن لأبوين كانا يدرِّسان اللغة
العبرية وهاجرا من أوكرانيا وروسيا إلى الولايات المتحدة مطلع القرن المنصرم، وكان
صهيونياً في بداية حياته "لكن صهيونيته كانت من النوع الذي يريد صاحبها قيام دولة
اشتراكية في إسرائيل، يعمل فيها اليهود والعرب جنبا إلى جنب على قدم المساواة".
غير أنه اتُّهِم منذ ذلك الحين بمعاداته
السامية لأنه دافع عن حق أستاذ جامعي فرنسي في حرية التعبير كان يتبنى وجهة نظر مماثلة
قبل 35 عاما، وما فتئ تشومسكي يجادل إلى اليوم بلا هوادة عن حقوق الفلسطينيين.
المصدر:غارديان
تعليقات