نتنياهو يتراجع عن ابتزازه ويطلب التهدئة- بادر الى الافراج عن مئة مليون دولار



نتنياهو يتراجع عن ابتزازه ويطلب التهدئة
ارسل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي مبعوثه الخاص اسحق مولخو الى السلطة الفلسطينية في رام الله ليطلب منها تهدئة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في الضفة الغربية خوفا من تحولها الى انتفاضة ثالثة.
نتنياهو الشخص المغرور المتغطرس بدأ يشعر بالقلق من ردة الفعل الفلسطينية الغاضبة تجاهه وسياساته العنصرية التوسعية الرامية الى اذلال الفلسطينيين وسلطتهم من خلال ابتلاع المزيد من اراضيهم وتهويد مدينة القدس المحتلة، وبناء المزيد من المستوطنات.
المظاهرات الصاخبة هذه تتوازى مع اضراب اكثر من اربعة آلاف معتقل في سجون الاحتلال الاسرائيلي احتجاجا على استشهاد الشاب عرفات جرادات من جراء التعذيب يوم امس الاول بالاضافة الى سوء المعاملة.
وما يثير الغيظ والحنق ان نتنياهو الذي مارس كل انواع التجويع والحصار ضد الشعب الفلسطيني وسلطته في رام الله يعتقد ان هذه المظاهرات تأتي لاسباب اقتصادية، وللمطالبة بدفع الرواتب التي باتت السلطة عاجزة عن دفعها لتوقف وصول المساعدات، ولرفض الحكومة الاسرائيلية دفع ما يعادل مليون دولار شهريا هي عوائد ضريبة مستحقة لها، ولهذا بادر الى الافراج عن مئة مليون دولار من هذه الاموال المجمدة فورا.
رشوة نتنياهو للسلطة هذه، وهو الذي استخدم عوائد الضرائب كسلاح لاذلالها، تكشف عن سياساته واساليبه الابتزازية الرخيصة، وطريقة تعاطيه مع المطالب الفلسطينية في العدالة واستعادة الحقوق الشرعية المغتصبة في العودة واقامة الدولة المستقلة على كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة دون استثناء.
هذه العقلية المريضة التي تختصر النضال الفلسطيني في الحصول على الرواتب، والعيش بلا كرامة، وتحمل كل اهانات الاحتلال ومستوطنيه هي اساس البلاء في منطقتنا العربية، بل هي مصدر كل حالات العنف والارهاب وعدم الاستقرار في المنطقة العربية والعالم.
نتنياهو يريد التهدئة لسببين رئيسيين، الاول هو الحصول على مساحة من الهدوء تمكنه من تشكيل حكومته الائتلافية بعيدا عن اي ضغوط فلسطينية، والثاني عدم لفت انظار العالم الى معاناة الفلسطينيين المتفاقمة تحت الاحتلال اثناء زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى الاراضي الفلسطينية المحتلة في تل ابيب والقدس ورام الله.
لا نعرف ما اذا كانت السلطة الفلسطينية في رام الله ستبلع هذه الرشوة المهينة، وتلبي طلب نتنياهو في التصدي للمتظاهرين في محاولة لوقف المظاهرات، وهي التي تتحرق شوقا لاستئناف المفاوضات مجددا كوسيلة للعودة الى الاهتمام العربي والدولي بعد عامين من التهميش بسبب ثورات الربيع العربي، وسياسات نتنياهو الاستيطانية التي نسفت العملية التفاوضية وانهت حل الدولتين عمليا.
السلطة الفلسطينية، يجب ان ترفض طلب نتنياهو المهين هذا، لان اي تدخل من جانبها لقمع هذه المظاهرات سيؤدي حتما الى الثورة ضدها، واتهامها بالوقوف في خندق الاحتلال، وهي المتهمة اصلا بالتنسيق الامني معه لمنع اي انتفاضة في الاراضي المحتلة، حيث تعهد الرئيس محمود عباس اكثر من مرة بذلك.
الاحتجاجات يجب ان تستمر وتتوسع وتتحول الى انتفاضة ثالثة تعيد الاعتبار الى الشعب الفلسطيني، وتعيد التذكير بمسيرة نضالية جهادية استمرت اكثر من مئة عام ضد المشروع الصهيوني، والدول الغربية الداعمة له.
هذا الشعب، شعب الجبارين، مثلما كان يطلق عليه الشهيد ياسر عرفات، لن يسكت على هدر دم الشهداء، ولن يرضخ لابتزازات نتنياهو وارهابه الاستيطاني، وسينتفض حتما لكرامته الوطنية، وما يجري حاليا من مظاهرات في الشوارع، واضرابات عن الطعام في سجون الاحتلال ما هو الا المقدمة او البداية التي انتظرناها طويلا.
رأي القدس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا