مرشد الإخوان ينصح قادة الدول الإسلامية بإلغاء تعدد الأحزاب




مرشد الإخوان ينصح قادة الدول الإسلامية بإلغاء تعدد الأحزاب
عملاً بوصية حسن البنا
حسنين كروم
2013-02-07
أخبار وموضوعات الصحف المصرية الصادرة امس, كانت عن انتهاء القمة الإسلامية, وكلمة الرئيس محمد مرسي, وخيمت أجواء قائمة, بسبب ضعف التمثيل فيها, لدرجة ان صحيفة الإخوان 'الحرية والعدالة', أرادت التباهي بمن حضروا فنشرت في صفحتها الأولى أسماء واحد وعشرين من رؤساء وزعماء الدول المشاركة ومنهم رئيس أندونيسيا, نشرته مرتين, الأولى في رقم تسعة واسمه 'سوسيلو بامبانج يودو يونو رئيس اندونيسيا'. وأمام رقم ثمانية عشر قالت - سوسيليو بامبانج رئيس اندونيسيا, من غير يودو.
أيضاً, فقد أدى اغتيال السياسي التونسي شكري بلعيد على أيدي اسلاميين وعودة الرئيس منصف المرزوقي إلى بلاده لزيادة القتامة خاصة مع صدور فتوى من الدكتور السلفي واستاذ البلاغة بجامعة الأزهر, محمود شعبان في قناة 'الحافظ' الدينية بقتل قادة جبهة الإنقاذ أي البرادعي وحمدين وعمرو موسى والبدوي وغيرهم, ثم انكاره ذلك في تصريحات لزميلنا بـ'المساء' مختار عبدالعال, رغم انني شاهدته صوتا وصورة, كما توالت الاتهامات في الصحف المستقلة للرئيس شخصياً وللإخوان ولوزير الداخلية بالتورط في حوادث القتل والتعذيب, وتحدى إبراهيم عيسى مرتين في قناة القاهرة والناس, تكذيب واقعتين الأولى خروج مسؤول في القصر الجمهوري إلى قوات الأمن, أمام القصر وطلبه استخدام اقصى درجات العنف ولا يهمهم, وأورد أربعة حروف من اسمه, وقال أيضا, ان وزير الداخلية يرسل دعاة سلفيين إلى معسكرات الأمن المركزي لإقناع الضباط والجنود انهم يدافعون عن الإسلام, وتحدى الوزير أن ينكر.
وطالبت الصحف بتقديم مرسي وقادة الجماعة للمحاكمة. كما توالت تصريحات المسؤولين عن خطورة الوضع الاقتصادي ومظاهرة النساء ضد التحرش بهن واغتصابهن.
وإلى بعض مما عندنا:
المرشد ورسالته للقمة الاسلامية
الرسالة التي وجهها المرشد العام للإخوان المسلمين, الدكتور محمد بديع للقادة, نشرتها 'الأهرام' يوم الأربعاء أي يوم الاجتماع و'الحرية والعدالة' يوم الخميس, ونصحهم فيها باتباع وصية حسن البنا للقادة المسلمين بإلغاء تعدد الأحزاب, قال بالنص: 'ويقول الإمام المؤسس الشهيد حسن البنا - يرحمه الله - في رسالة نحو النور التي أرسلها للملوك والرؤساء عام 1366هجرية: 'فهذه رسالة الإخوان المسلمين نتقدم بها, وأنا لنضع أنفسنا ومواهبنا وكل ما نملك تحت تصرف أي هيئة أو حكومة تريد أن تخطو بالأمة الإسلامية نحو الرقي والتقدم نجيب النداء, ونكون الفداء, ونرجو أن نكون قد أدينا بذلك أمانتنا وقلنا كلمتنا, والدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم'.
ان كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين ويتبني أفكارهم ومبادئهم الوسطية في العالم كله, قدموا, ويقدمون لامتهم ورسالتهم كل التضحيات، وأيضاً كل الخير ولا يتعاونون أبداً, إلا على الخير, لم ولن يكونوا ابداً في أي اثم أو عدوان'.
وهكذا يحاول بديع تقليد البنا وأخونة قادة الدول الإسلامية, ويذكرهم بخطابه لسابقيهم, حيث طالبهم فيه بالابتعاد عن الحزبية وعدم إقامة أحزاب سياسية, أي أن المرشد الحالي يطالب المجتمعين في القاهرة بإلغاء الحياة الحزبية في بلدانهم.
أهم المطالب في رسالة البنا
وقد حذف أهم ما جاء في رسالة البنا, والتي وجهها بعد توقيع مصر عام 1936، على معاهدة مع بريطانيا, وكان يرأس الوزارة الوفدية وقتها الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا, وحدد البنا في رسالته خمسين مطلبا, كان أولها بالنص في كتابة - مذكرات الدعوة والداعية, ص224: '1- القضاء على الحزبية وتوجه قوى الأمة السياسية في وجهة واحدة وصف واحد'.
كما قال بالنص في رسالته لأعضاء المؤتمر الخامس للجماعة بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها: ص53- 56- 'يعتقد الإخوان كذلك أن هذه الحزبية قد أفسدت على الناس كل مرافق حياتهم وعطلت مصالحهم وأتلفت أخلاقهم وفرقت روابطهم وكان لها في حياتهم العامة والخاصة أسوأ الأثر, ويعتدون كذلك على النظام النيابي, بل حتى البرلماني في غنى عن نظام الأحزاب بصورتها الحاضرة في مصر, فالحجة القائلة بأن النظام البرلماني لا يتصور إلا بوجود الأحزاب, حجة واهية, وكثير من البلاد الدستورية البرلمانية تسير على نظام الحزب الواحد, وذلك في الإمكان'.
هذا نص كلام البنا, وكان من الأمانة أن يبصر الدكتور بديع قادة العالم الإسلامي به طالما نصحهم به حتى لا يتورطون وينفذون وصيته في بلادهم.
موقف الازهر الغريب من أحمدي نجاد
ومما ألقى بظلال من القتامة على المؤتمر الموقف الذي اتخذه الأزهر من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, وهو غير لائق بالمرة, لأنه يلقي بالبنزين على نار الخلافات بين السنة والشيعة أولاً في مؤتمر إسلامي, وثانياً على العرب السنة والشيعة, والتي تستفيد إيران منها ويشارك في إشعال الفتنة الأزهر والإخوان المسلمون والسلفيون ونتيجتها القضاء على القومية العربية لحساب المذهبية الدينية.
الصحف الدينية لم تنشر خبر تعرية حمادة
والى توالي ردود الأفعال على جريمة تعرية وسحل حمادة صابر التي شاهدها ويشاهدها المليارات من الناس في جميع أنحاء العالم, لتقشعر منها ضمائرهم قبل أبدانهم, بينما لم نر هذا الاقشعرار لدى من يصدعون رؤوسنا بادعائهم التدين وحماية الأخلاق وقول كلمة الحق, في الجريدتين الدينيتين القوميتين الخاضعتين الآن لسيطرة الإخوان 'عقيدتي' التي تصدر عن دار الجمهورية و'اللواء الإسلامي' التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم, لم نقرأ كلمة واحدة عن الجريمة الدينية والأخلاقية والإنسانية التي انتفض لها مسلمون ومسيحيون وبوذيون وملاحدة في العالم كله, ولا كتاب مقالاتها وأعمدتها قالوا شيئاً, لدرجة أن الإخواني الدكتور الشيخ الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة هرب من الفضيحة ليكتب حلقتين عن المنافقين أيام الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبدأ الأولى والثانية يوم الثلاثاء القادم, ولا أعرف ان كان سيعتبر فيها حمادة صابر من المنافقين أم لا.
جريدة حزب العمل تتجاهل الواقعة
وحتى زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين رئيس حزب العمل ورئيس مجلس إدارة وتحرير جريدته الشعب, تجاهل الواقعة تماماً, فلم ينشر عنها أي شيء, لا تحقيق أو مقال, مكتفياً بعبارة طالب فيها بسرعة التحقيق ومعاقبة من قام بالعمل, وذلك في كلمة له في مؤتمر بمقر الحزب, بينما منظمات حقوق الإنسان وقطاع كبير من الزملاء دافعوا عنه عندما تم اعتقاله بعد عودته من غزة وتقديمه لمحاكمة عسكرية والحكم عليه بالسجن سنتين أيام مبارك, الذي أصر على عدم الإفراج عنه, وسبق ذلك تعرضه للسحل والضرب على أيدي الشرطة أثناء مشاركته في المظاهرات ضد مبارك, هل هذا معقول؟ هل تصل الأمور ببعض الناس إلى هذه الدرجة؟
'الوطن': مسرحية هزلية
إعلامية وسياسية كبيرة
أما زميلنا الإخواني ومقدم البرامج بقناة الجزيرة فقد واصل في عموده اليومي بجريدة 'الوطن' - بلا حدود - بأن قال عنهم يوم الأربعاء: 'يشاهد الشعب المصري منذ يوم الجمعة الماضي مسرحية هزلية إعلامية وسياسية كبيرة, اسمها مسرحية 'المسحول' يشارك في هذا العرض المسرحي عشرات من الإعلاميين والصحافيين والسياسيين الموتورين, ومعارضة رخيصة يقودها فريق من الانتهازيين الذين ركبوا الثورة وأخذوا يتاجرون بدماء الشهداء وأعرض البسطاء وأحلام الشعب وآماله وإعلام كاذب مخادع يخفي الحقائق وينشر الأكاذيب ويضخمها ويبرز من الأحداث ما يريد ويخفي ويقضي معظم الوقت في تقديم حكايات التضليل والتحريض والافتراءات والفتن دون حسيب أو رقيب, وسواء خلع المعتل ملابسه أو قامت الشرطة بتجريده منها وسحله فقد تمكن أحد الأشخاص من تصوير المشهد وإرساله إلى وسائل الإعلام, لا شك أن الشرطة ارتكبت جريمة كبيرة بحق مواطن حتى لو كان مداناً بالمشاركة في حرق القصر وإطلاق خرطوش على وجه ضابط يظهر صناع الأكاذيب على كل أركان خشبة المسرح وهم يعملون بجد من أجل تحويل المسحول إلى أحد أبطال الثورة, يظهر على المسرح أبناء المسحول وزوجته وعائلته حيث أصبحوا نجوماً في وسائل الإعلام فيدلي كل منهم بدلوه في المسألة ويتحولون إلى أبطال هنا يدخل المسحول خلال هذا العرض على الخط فيسب ويلعن أبناءه وأقاربه'.
الداخلية اعترفت بوقوع المأساة
ورئاسة الجمهورية أبدت أسفها
وشاء العزيز الكريم أن تنشر الصحيفة التي تسمح له بذلك, رغم أنها من أولها لآخرها تهاجم جماعته أن تنشر مقالا بجوار عموده لصديقنا والنائب الأول السابق للمرشد العام للجماعة لدكتور محمد حبيب وهو واحد من الإخوان أصحاب الضمائر الحية ليقول والحزن يعتصر قلبه: 'تم ضربه وسحله وإهانته وتعريته أمم العالم على يد الأشاوس من قوت الأمن, الداخلية اعترفت بوقوع المأساة ورئاسة الجمهورية أبدت أسفها, مسكين حمادة صابر, ترى كم حمادة صابر فيك يا وطن؟ المشاهد كان واضحاً وفاضحاً, من المؤكد أنه أصاب الجميع بالحزن والألم الموجع, أزعم أنه لا يوجد إنسان حر, أياً كانت عقيدته أو صلته أو جنسيته, رأى هذا المشهد ثم لم يتألم, صورة مصر أمام العالم أصبحت مخزية, التعذيب مازال حاضراً بقوة, والقتل أيضاً, فكم من الشباب تم قتلهم في عهد الدكتور مرسي؟
ما حدث للفتاتين بميدان التحرير
ثاني هذه المشاهد يمثله ثلاثة فتيان من فتيان الثورة, محمد حسين 'كريستي' وعمر عبدالرحيم سعد, ومحمد الجندي, قتلتهم رصاصات الداخلية عند قصر الاتحادية في نفس الليلة, الجندي تم تعذيبه حتى الموت, ثالث هذه المشاهد يمثل عاراً ونقطة سوداء على شاشة قناة النهار مساء الجمعة 1 فبراير الفتاة ياسمين البرماوي والسيدة هانيا مهيب وهما تتحدثان عما حدث لهما في ميدان التحرير من تحرش جنسي ومحاولات اغتصاب جماعي, والعار هم هؤلاء المجرمون والسفلة الممسوخون الذين قاموا بذلك, ومن حرضهم على ذلك, كان واضحاً أن العملية منظمة وممنهجة وتقوم بها مجموعات وتقف وراءها جهة, الهدف هو تلويث ميدان التحرير رمز الثورة, هو منع الفتيات والسيدات من المشاركة في التظاهرات, هو إلحاق الهزيمة النفسية بفتيات وسيدات مصر, نعم بدأ التحرش ومحاولات الاغتصاب منذ فترة لكنها لم تكن بهذه المنهجية, والهمجية!!'.
هذه العقول المهووسة
تتولى مسؤولية القرار
ومن 'الوطن' الى 'المصريون' ورئيس مجلس إدارتها زميلنا جمال سلطان والذي ناصر وأيد الإخوان ومرسي وسخر صفحات جريدته للدفاع عنهم كان مذهولا من ردود أفعالهم على بعض الانتقادات التي وجهها إليهم عندما ساند مبادرة حزب النور, وقال وهو لا يصدق: 'اعتذر لكل الأصدقاء الأعزاء من كتاب صحيفة 'المصريون' الذين اتصلوا أو كتبوا لي يستبشعون عنف وتدني تعليقات أنصار جماعة الإخوان المسلمين على مقالاتهم التي تنتقد الجماعة أو تنتقد بعض سياسات الدكتور محمد مرسي, أحدهم قال لي أمس هاتفياً من خارج مصر, لم أكن أتصور أنهم يحملون كل هذا التطرف والتعصب الأعمى, وأضاف أنه أصبح أكثر اقتنعاً بأنهم يمثلون خطراً حقيقياً على البلاد وعلى فكرة لتعددية والقبول بالآخر ولتداول السلمي للسلطة, لأن الديكتاتورية تبدأ أفكاراً متعصبة وإرهابية كهذه ثم تستبيح العباد بعد أن تملك أدوات السلطة وبطشها, زميل آخر كتب لي أن هذه العقول المهووسة تمثل كوادر الجماعة التي يمكن أن تتولى مسؤولية القرار الصغير أو الكبير بعد ذلك في الدولة, وهو ما ينذر بخطر كبير, موضحاً, إنهم يستحلون تلفيق الاتهامات والأكاذيب علينا الآن ولو سيطروا على أدوات الدولة ستتحول تلك التلفيقات إلى إجراءات وملاحقات رسمية تنتهي بنا إلى السجون والمعتقلات وربما حبال المشانق, قدمت اعتذاري للزملاء جميعاً واستشهدت بما ينالني أنا - وأنا رئيس التحرير - من شتائم وخوض في العرض والكرامة والشرف عند أول خلاف أو محطة نقد - والحقيقة أن كثيراً مما يكتب من أنصار الإخوان مهين للتيار الإسلامي ويعطي صورة شديدة السوداوية عن أخلاق الإسلاميين وتربيتهم'.
وكنت قد نسيت, وما أنساني إلا أحمد منصور والشيطان والشيخوخة الإشارة إلى قصيدة كتبها يوم الاثنين الشاعر محمد بهجت في جريدة 'الاثنين' الاسبوعية, قال في بعض أبياتها:
أنا اللي عريت نفسي يا حكومة
وأنا اللي باطح رأسي بالشومة
وأنا اللي صفيت عيني بالخرطوش
وانتو مليكة حتى ما حضرتوش
أنا برضه مسلم إنما مذهبي
ما عرفش مرشد بعد سيدنا النبي
وأنا اللي عريت نفسي يا حكومة.
والقصيدة الثانية نشرها في نفس اليوم - الاثنين - في 'الاسبوع' الشاعر جوزيف نصر الله وعنوانها - عروني في بلدي - قال فيها:
عروني في بلدي وأنا مكسي بترابها
وشايلها جوه القلب
وعرونا قدام عنين الشعوب
وجلبو لنا الخسة والعار جلب
أمتى يا مكسي بعباية الدين تتعرى
هانت فاضلك شوية
واللي كاتم ظلمه هايثور
وينقلب عليك يا طاغي القلب
'كل واحد يخلي باله من لغاليغه'
وإلى المعارك التي لا تهدأ أبدا مع الرئيس وضده بسبب سياساته وقراراته وتصريحاته, ونبدأ بالساخرين مثل كاتب 'صوت الأمة' محمد الرفاعي المتميز لأبعد الحدود في عباراته وانغماسه في البيئة الشعبية الأصيلة وحواريها ويذكرني بمولدي ونشأتي وصباي وشبابي وكهولتي فيها, قال يطربني ويذكرني بما كنا نسمعه: 'المصيبة الكبرى, أن الرئيس المنتخب طبقاً لحجاب المحبة الذي أعطاه له مولانا القابع في المقطم مازال يؤمن, أن خمسة وتسعين بالمائة من الشعب واقف على باب القصر يغني بحكمتك تختال علينا, أنت القلب الكبير ثم ينشد متطوحاً, اخترناك وبايعناك, ولحد ما يتخرب بيتنا هانمشي وراك, فالشعب الصايع طالب بالعيش فأعطاهم ثلاثة أرغفة يطفحوهم بالسم الهاري وطالب بالحرية, فمنحهم حرية الموت في القطارات أو على المزلقانات أو في الميادين برصاص الداخلية دون محاولة التأثير على عزرائيل وطالب بالعدالة الاجتماعية فجعلهم جميعاً أفقر من الفقر وما حدش أحسن من حد, أما الخمسة في المائة اللي مناكفة لحد دلوقت فربنا يهديهم ويشرح صدورهم للإيمان, ويمشوا كما الخرفان وراء العمائم والدقون, والكفن مالوش جيوب ياكفرة, وخرج الرئيس المنتخب - ويا ريته ما خرج يهددنا ويتوعدنا ويدب صباعه في عين أم الوطن على طريقة الجنرال الفنجري وما تعرفش إيه حكاية الصباع المنيل ده معاهم, واحد يلعب بيه في مناخيره وواحد يلعب بيه في ودانه وواحد يلعب بيه في أي حتى تعجبه مع أن عادل إمام قال كل واحد يخلي باله من لغاليغه مش صباعه وياريت الرئيس المنتخب يبقى يربط صباعه بفتلة قبل ما يخطب في جتتنا, ولذلك أصبح من حق مبارك - اللي زمانه ميت على روحه من الضحك دلوقت بعد أن يتوقف عن اللعب في مناخيره ويطس وشه بشوية ميه سخنة أن يحصل على البراءة ويذهب معززاً مكرماً إلى قصر الرياسة يكمل مدته فهو لم يفعل أكر مما يعله الآن الرئيس المنتخب, الكارثة فعلاً, ان الرئيس المنتخب ما زال مقتنعاً بنظرية المؤامرة وأن العيال دي عاوزة تأخده مقص حرامية أو تخطفه وتطلب فدية من المرشد, وكأننا عصابة مش دولة, لذلك أيها السادة, فلا أمل في هذا النظام'.
والرفاعي يقصد بعبارة عادل إمام مسرحية مدرسة المشاغبين.
الفكر الحنفي في السياسة
وأراد السلفيون أن يبرهنوا أن من بينهم منافسون في خفة الظل, وهو خلف عبدالرؤوف, فقال في نفس اليوم الأحد في 'المصريون': 'يبدو أن مؤسسة الرئاسة عندنا قد اختارت فريقاً سرياً من المستشارين ممن يعتنقون الفكر الحنفي في السياسة والفكر الحنفي يختلف عن الفقه الحنفي بالأخير هو مذهب فقهي منسوب للإمام أبي حنيفة النعمان, أما الفكر الحنفي في السياسة فهي نظرية منسوبة الى - المعلم حنفي - وهي مدرسة أسسها الممثل عبدالفتاح القصري في فيلم قديم لا أذكر اسمه كان يتخذ فيه المعلم حنفي القرارات ويعلنها بكل قوة وجسارة، مؤكداً أنه قرار نهائي لا رجعة فيه فما أن تنظر إليه زوجته شزرا وتزمجر بنبرة تهديدية 'حنفي' حتى يرجع حنفي في قراره - طبعاً للصالح العام - مؤكدا أن هذه هي المرة الأخيرة التي يرجع فيها في قراره, فكل القرارات يتم إصدارها أولا من الرئاسة ثم تطرح بعدها للتشاور ثم يتم تفسيرها بما يفرغها من مضمونها ثم ينتهي الأمر بإلغائها وهي طريقة مشهورة في علم الإدارة تعرف بأسلوب 'الاستشارة اللاحقة', إعلان حالة الطوارىء وبمجرد إعلان القرار خرجت الجماهير في مدن القناة تحتفل بفرض الحظر في الشوارع حتى الساعات الأولى للصباح وأقيمت الدورات الرياضية والأفراح والليالي الملاح وشباب القناة كلهم حلي لهم الزواج اليومين دول, وفي اليوم التالي وحفظاً لماء الوجه تم استدعاء روح 'المعلم حنفي' فتم تفويض المحافظين في تحديد ساعات الحظر على اعتبار أن 'أهل مكة أردى بشعابها', وربما يتم إصدار تفويض للعاملات بديوان المحافظة أن يكشفن شعر رؤوسهن ويدعين على من يخترق الحظر دعوة ولية في ساعة مغربية وفي حالة تكرار الاختراق فسوف يتم إصدار قرار جمهوري بتفويض شيخ المشايخ الطرق الصوفية بقراءة 'عدة ياسين' في كل من اخترق الحظر بالشلل الرباعي قادر يا كريم'.
والفيلم الذي نسي اسمه هو 'ابن حميدو' بطولة اسماعيل ياسين وأحمد رمزي وهند رستم وتوفيق الدن, ولكن من أين جاء هذا السلفي الملتحي بهذا القدر من خفة الظل والجرأة في الكشف عنه دون خوف من زملائه ثقيلي الظل؟
مصير الوطن
لا يسلم لرئيس مرتبك
أما ما ساءني من هجوم على الرئيس, فكان في اليوم التالي في 'المصريون' أيضاً, لأن الذي شنه كان زميلنا فراج اسماعيل, لقوله: 'حتى لو كان الرئيس محمد مرسي مجنياً عليه في أحداث العنف الحالية فلا يمكن أن يتعاطف معه أحد أو يستمر في تأييده لأن مصير الوطن لا يسلم لرئيس مرتبك تنقصه الحكمة, ويبدو مغيباً عن ما يحيط به على بعد خطوات قليلة من مكتبه في القصر الجمهوري, سياسة مرسي المرتبكة خدمت معارضيه خدمة عظيمة, فقد صحونا على انه تنقصه 'الكاريزما' الشخصية فقط بل القدرة على فهم ما يجري, وأنه يصدق من يوهمه بأنها ليلة وحتعدي, الجماعة ستخلعه في النهاية وتتبرأ منه وستغسل به سمعتها, القاهرة تحترق والمقار السيادية تتعرض للغزو بينما يصم مرسي آذانه عن الناصحين العقلاء, ويذكرنا بمقولة منسوبة لملكة فرنسا في القرن الثامن عشر ماري انطونيت عندما قالت عن المتظاهرين المحاصرين لقصر فرساي 'إذا لم يكن هناك خبز للفقراء فليأكلوا الكعك!' ما نراه من مرسي يتشابه مع ذلك، فالسيدة قرينته تسافر بصحبة ابنها وزوجته لقضاء عطلة في طابا على متن طائرة خاصة تتسع لعشرة أشخاص كما ذكر إعلام المعارضين له والذي قال ايضا إن الطائرة - كما تقوله المعارضة - ستة عشر ألف دولار, تصرف كهذا يتعارض مع المنطق ويفقد مرسي تعاطف الرأي العام والثقة في إمكانية إدراكه لواقع أن حشوداً شعبية كبيرة في كل المحافظات تحتشد ضده وتطالبه بالرحيل وأنه افتقد في المقابل أي حشود مؤيدة منذ جمعة الاحتفال بذكري الثورة وحتى ساعته وتاريخه سواء من جماعته أو التيار الإسلامي عموماً'.
ما أحزنني هو تعرض الرئيس وحرمه لهجوم من شخص كان يؤيده ويطالبه بإرسال الحرس الجمهوري للقبض على من يعارضونه, وهو نفسه من دافع عن المجلس العسكري عند هتك عرض الفتاة وتعريتها في ميدان التحرير, وأخذ يوجه إليها أبشع الاتهامات, فعل كل ذلك لأن الجريدة كانت تتخذ هذه المواقف, وعندما تغيرت مواقفها تغير هو.
لم يحدث اي تطور ايجابي
منذ استلام مرسي السلطة
وأخيراً, إلى زميلنا وصديقنا في 'الأهرام' أشرف العشري وقوله يوم الثلاثاء: 'الرئيس دخل القصر منذ سبعة أشهر ولم يلحظ المصري أدنى تطور واحد طرأ على حياته ووطنه, لم يجن ثمار أي نجاح تحقق, بل العكس هو الصحيح فالرجل قضية سبعة أشهر في الخطب وأداء الصلوات العلنية وشارك في كل المناسبات ووفر الغطاء لجماعته, كان متوقعاً أن كل فعل استعراضي وغاضب لجماعته سيقابل برد فعل مضاد ورافض من المناهضين والرافضين وفي التوقيت المحدد وهانحن نعيش هذا التوقيت فكانت النتيجة قنابل مولوتوف وصواريخ وزجاجات حارقة على قصر الرئاسة إلى هذا الحد ضعفت وارتخت قبضة الدولة, فزاد طابور الساخطين وقرر الأغلبية من الشعب ألا يسكتوا بعد اليوم.
وفي ضوء كل ما يحدث حالياً من حق كل المصريين أن يتساءلوا أين الدولة؟ وأين وماذا فعل سيد قصر الاتحادية؟ وهل حقاً نحن ذاهبون الى انتخابات رئاسية مبكرة؟'.
كيف استضاف فرع الحرية والعدالة
في البحر الاحمر دلي شاهين؟
وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها مع زميلنا وصديقنا الساخر الكبير مجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي - ناصري - الذي خاض في بابه - التنكيت والتبكيت - والذي يرسم شخصياته زميلنا عماد عبدالغفور - ست معارك اخترنا منها نصفها وهي: '- ما هذه الشجاعة وهذا التفتح والمخ المفتوح, وحزب الحرية والعدالة فرع البحر الأحمر تصرف بوعي وتحضر فاستضاف الفنانة دوللي شاهين للحفل الذي أقيم تحت رعايته, ندعو حزب الحرية والعدالة فرع القاهرة للاقتداء بسلوك ونهج فرع البحر الأحمر, فيقيم لنا حفلا ساهرا يستضيف فيه نانسي عجرم, وأضمن لهم أن الحضور سيكون كامل العدد.
2- فارق كبير بين منصب رئيس الدولة ومنصب ناظر المدرسة, ناظر المدرسة لا يتحاور مع الطلاب المشاغبين, لا يتنازل لهم, يأمر فيطار, والمشاغب يفصل فوراً من المدرسة, أما رئيس الدولة فأول واجباته هو الحوار ثم الحوار, مع المعترضين والمعارضين من أجل الوصول بسفينة الوطن لبر الأمان ويا ويل الدولة التي يلعب فيها الناظر دور الرئيس, أو أن يلعب الرئيس دور الناظر بالعصاية.
3- وكأن الزمان يعيد نفسه وفي يناير 77 كان السؤال يتردد بين الشارع وأروقة الحكم عن مظاهرات 18 و19 يناير, وهل هي انتفاضة شعبية, أم أنها انتفاضة حرامية, الآن يتردد نفس السؤال حول مظاهرات الغضب في الشوارع, فهل هي مظاهرات بلطجية, الإجابة عن السؤال تحدد موقعك بالضبط من الإعراب, فهل تنتمي على هؤلاء, أم أنك تنتمي إلى هؤلاء؟'.
'الجمهورية': نمسح
أيدينا الملطخة بالدم في زي الشرطة
والثاني سيكون زميلنا خفيف الظل محمد أبو كريشة مدير عام تحرير جريدة 'الجمهورية' وقوله يوم الأحد: 'الشارع الذي يقال عنه بلطجي الآن هو الذي صفقت له النخبة الغبية حين مارس البلطجة لصالحها وفتح السجون وأسقط الشرطة, واعتبرته ثائراً وشهيدا, ولشرطة تشيل زبالة كعهد ونحن نقتل من نشاء ونمسح أيدينا الملطخة بالدم في زي الشرطة, وأنجس الناس أقوالا وأفعالا ونوايا وقلوباً وعقولا يطالبون بتطهير الشرطة, واللي أمه داعية عليه دلوقت يشتغل في الداخلية'.
وفي وفد الثلاثاء, خاض زميلنا محمد زكي, اثنين وعشرين معركة, اخترنا منها بعد عمل استخارة ثمانية هي: '- تبرير اللواء محمد إبراهيم وزير داخلية الإخوان لجريمة حمادة المسحول أمام قصر لاتحادية, تأكيد بأن شعار وزارته الجديدة, الشرطة في خدمة السحل.
- ننتهز فضيحة تراجع حمادة المسحول عن جريمة تعدي زبانية النظام عليه لنهديه أغنية العري الديمقراطي, السحل الدح امبو.
- شعار الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية, النهضة إرادة شعب, وبعد فضيحة الاتحادية, السحل إرادة زحف.
- محافظات مصر الثورة تعيش تحت إرهاب حظر وكر وفر وسحل.
- جماعة البلاك بلوك هزت عرش ميليشيات الإخوان ووقفوا بلطجية ولاد أبو إسماعيل على سنجة ورمح.
- الرئيس محمد مرسي عاد بخيبة أمل من رحلة المانيا, على رأي المثل, زي اللي رقص على سلم لطيارة, لا اللي فوق عبروه, ولا اللي تحت شافوه.
- حمادة المسحول عرى النظام, والنظام عرى الإخوان, والإخوان ظهروا بلابيص أمام الشعب, والشعب يريد الآن إسقاط بوكسر الإخوان, علشان السحل والعري مش إرادة شعب'.
طرد البلاك بلوك خارج الشعب
وآخر المعارك ستكون للإخواني حمزة زوبع الذي يفقد المزيد والمزيد من القدر الذي كان يتمتع به من خفة الظل ليحل محله عصبية وعدوانية تكشف حقيقة نفوس هؤلاء الناس, فما أن تأكد من طرد البلاك بلوك خارج الشعب حتى قال في نفس العدد: 'قلت مراراً وتكرراً الاحوار وطالبت الرئيس بأن تكون المحاكمة قبل الحوار, واليوم أكرر أن يد العدالة يجب أن تطالب الجميع وعلى رأسهم رموز جبهة الانقاذ ومن يساندهم ويدعمهم من وسائل إعلام تحولت إلى منصات للترويج للعنف جاء وقت الحساب, وآن أوان العقاب لكل من يعتبر الحلم ضعفا والرحمة خوفاً والكياسة تردداً, والصبر قلة حيلة'.
أي انه يطالب باعتقال ومحاكمة ملايين من الناس, هم أنصار جبهة الانقاذ, وهذه مسألة سهلة, لكن المشكلة في شعار المحاكمة قبل الحوار, فكيف سيتحاور معهم الإخوان بعد إصدار أحكام بالإعدام والسجن؟ زوبع يذكرني بشعار الحزب الوطني الذي أسسه المرحوم الزعيم مصطفى كامل, وهو لا حوار إلا بعد الجلاء, أي لا تفاوض مع بريطانيا إلا بعد إنهاء احتلالها لمصر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا