نظام بشار يزود طائراته بغاز السارين القاتل
نظام بشار يزود طائراته بغاز السارين القاتل
06/12/2012
كشف مسؤولون أميركيون أن نظام الرئيس السوري
بشار الأسد زود قواته بغاز السارين القاتل في قنابل من المقرر أن تلقيها الطائرات،
وفق ما نقلت محطة "أن بي سي" الأميركية.وأضافت المحطة أن هذا النوع من القنابل
الذي يحتوي على مواد قاتلة لم يوضع تحت أجنحة الطائرات بعد، وأن الرئيس السوري لم يأمر
حتى الآن باللجوء إلى هذا النوع من القنابل، بحسب ما ذكرت قناة العربية، الخميس.وحسب
محطة التلفزيون الأميركية CNN، فإن أجهزة المخابرات
الإسرائيلية والتركية واللبنانية والأردنية على اتصال وثيق مع أجهزة المخابرات الأميركية
لتحديد السلوك الواجب اتباعه.وكرر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الموقف
السوري القائل إن دمشق لا يمكن أن تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين حتى لو وجدت
لديها.وكان لافتا هذه المرة قول المقداد إن النظام السوري لا يعرف إن كان لديه أسلحة
كيماوية أم لا.وسبق أن تناقلت مواقع إلكترونية مقربة من النظام السوري، وبشكل مثير،
خبراً عن سيطرة المعارضة على المعمل الوحيد والمركزي في سوريا والمخصص لتعبئة غاز الكلور
المسال.
وبحسب تسريبات النظام، فإن دمشق أبلغت الأمم
المتحدة بسيطرة الثوار على المعمل الكيميائي الذي يقع على بعد 40 كيلومتراً شرق حلب،
على طريق الرقة قرب نهر الفرات.وفسر مراقبون هذه التسريبات بأن النظام وضع استخدام
الأسلحة الكيميائية ضمن خياراته، ويحاول أن يلصق ذلك بالثوار عبر اتهامهم باستخدام
غازات سامة على اعتبار أنهم سيطروا على موقع غاز الكلور.وتزايد الحديث عن لجوء النظام
إلى الأسلحة الكيماوية، يأتي في وقت يدفع فيه النظام بكل قوته في العاصمة دمشق في محاولة
لمنع الجيش الحر من الزحف نحوها.وسيطر الجيش الحر على مطار عسكري جديد في عقربا في
ريف دمشق، على بعد نحو 10 كيلومترات من العاصمة.ورغم أن الجيش الحر لم يتمركز في المطار
خوفاً من التعرض لضربات جوية، فإنه بات قادرا على حد قدرة النظام من استخدامه كمنطلق
لشن هجمات جوية على مناطق ريف دمشق.وأكمل الجيش الحر سيطرته على المنطقة الواقعة بين
الجسر الثالث والسادس، وسيطر على 19 كتيبة في محيط مطار عقربا، إضافة إلى كتيبة الدفاع
الجوي رقم خمسة وثلاثين بالقرب من منطقة حران العواميد.وقالت مصادر في الجيش الحر إن
هزيمة كتائب الدفاع الجوي في ريف دمشق، سهل السيطرة على المطارين العسكريين في مرج
السلطان وعقربا.وأضافت المصادر أنه لا يزال يتعين على الجيش الحر هزيمة كتيبة الدفاع
الجوي التي تدعم مطار دمشق الدولي، ما يفتح الطريق أمامهم للسيطرة على المطار.
الجيش يحذر من استخدام "الكيماوي"
والأمن يؤيد
وفي السياق, كشف قيادي بارز في تيار رجل
الدين الشيعي مقتدى الصدر لصحيفة "السياسة" الكويتية أمس (الاربعاء), عن
وجود نقاشات ومداولات حثيثة داخل النظام السوري بين مؤيد لاستعمال السلاح الكيمياوي
في معركة الدفاع عن دمشق وبين محذر من خطورة هذه الخطوة.وقال القيادي الصدري ان أغلب
قادة الجيش في وزارة الدفاع السورية يحذرون من ان اللجوء الى السلاح الكيمياوي في مواجهة
المعارضة المسلحة سيؤدي إلى تفكك المؤسسة العسكرية, التي بقيت الى حد كبير متماسكة
طيلة فترة الازمة.
في المقابل, تؤيد القيادات الامنية, وفي
مقدمها مدير الأمن القومي علي مملوك ونائبه عبد الفتاح قدسية ومدير الاستخبارات العسكرية
اللواء رفيق شحادة ومدير المخابرات العامة اللواء ديب زيتون ومدير الأمن السياسي رستم
غزالة, استخدام السلاح الكيماوي لحسم معركة دمشق, ويعتبرون أن احتشاد اعداد كبيرة من
الثوار في ضواحي العاصمة وريفها يمثل فرصة لن تتكرر لتدمير هذه الاعداد بالكامل, وقد
تتجه الامور في نهاية المطاف الى انتهاء التمرد المسلح في سورية بشكل نهائي.
وبحسب المصدر في التيار الصدري القريب من
طهران, فإن القادة الأمنيين يريدون ضمان عدم تحرك قطاعات واسعة من الجيش لدعم الثورة
في حال قررت القيادات الامنية ضرب الثوار بأسلحة دمار شامل, على أساس أن قيادات الاجهزة
الامنية هي من تتحمل المسؤولية عن استعمال هذه الاسلحة وبالتالي يمكن للجيش ان يقبل
بذلك اذا كان غير معني لا من قريب و لا من بعيد في استعمال السلاح الكيماوي, كما ان
مملوك وقدسية وزيتون اقترحوا أن تتولى وحدات خاصة بالسلاح الكيماوي من "الحرس
الثوري" الايراني القيام بهذه المهمة, إذا تعذر لوحدات مماثلة من الجيش السوري
تنفيذ قرارات القادة الامنيين, لأن الجيش في الحقيقة لا يعارض استخدام السلاح الكيماوي
بل انه لا يريد التورط مباشرة تحت اي ظرف في الضربات الكيماوية ضد المعارضة المسلحة.وحذر
القيادي الصدري من ان النظام السوري بكل مفاصله الامنية والعسكرية والسياسية بات أكثر
شراسة مع بدء معركة دمشق, وبالتالي هناك نوع من الحشد المضاعف بين اركان هذا النظام
وكأن المقبل هو يوم القيامة بالنسبة إليهم, ولذلك لن يترددوا في استعمال اي سلاح وبوحشية.
واشار إلى ان القيادة الايرانية بحثت مع
القيادة الروسية مسألة استخدام السلاح الكيماوي ضد الثوار, كاشفاً أن طهران تؤيد استخدام
هذا السلاح بشكل فعال وواسع فيما تعتقد موسكو انه إذا كان النظام السوري مجبراً على
الدفاع عن دمشق من السقوط بيد المعارضة المسلحة فإنه يمكن اللجوء إلى السلاح الكيماوي
للردع والتخويف وفي نطاق محدود في محافظة ريف دمشق, وتحديداً في مناطق دوما ومعضمية
الشام وزملكا وكفر بطنا, لأن المعلومات تشير الى وجود أكثر المجموعات المسلحة عدداً
وعدة, بينها جماعات تابعة ل"جبهة النصرة" الإسلامية المتطرفة, في هذه المناطق.
ورأى القيادي الصدري ان قرار استعمال السلاح
الكيماوي في معركة دمشق ليس بيد الرئيس بشار الاسد الذي "لن يوقع على أي وثيقة
تثبت انه أمر باللجوء الى هذا السلاح في مهاجمة المتمردين, ولذلك على الارجح فإن القرار
سيكون بيد مملوك وقدسية وزيتون وقيادة "الحرس الثوري" الايراني", مشيراً
إلى أن العملية كلها ستكون من تدبير هذه الاطراف التي قد تقبل استعمال السلاح الكيماوي
في نطاق محدود في بدء العملية بعدها يمكن التوسع حسب الظروف والنتائج.
وشدد على أن هذه الاطراف غير مبالية على
الاطلاق برد فعل المجتمع الدولي وهي تعد خطتين: واحدة لتنفيذ ضربات كيماوية ضد الثوار,
والثانية توجيه منظومة الدفاع الجوي للتصدي للطائرات الحربية الغربية التي يمكن ان
تتدخل لمهاجة قوات الاسد والمواقع الحيوية, من بينها مواقع السلاح الكيماوي.وقال القيادي
إن الاجتماعات المكثفة وطبيعة النقاشات السرية الدائرة في اطر قادة "البعث"
في دمشق هذه الايام, تبرهن ان نظام الاسد ينوي بالفعل استخدام الاسلحة الكيماوية لحسم
معركة دمشق, وان بعض الوثائق تفيد انه جرى الحديث عن الحل الامني الاسوأ, في اشارة
ضمنية الى الحل على الارض بالسلاح الكيماوي.واضاف ان مواقع بديلة تحت الارض تم اختيارها
لكبار قادة "حزب البعث", وجرى تزويدها أجهزة اتصال معينة لضمان بقاء التواصل
مع الرئاسة وبقية الاجهزة الامنية والعسكرية.
تعليقات