اسرائيل تسعى لإسقاط ملك الأردن وفقا لقناعته هو
اسرائيل تسعى لإسقاط ملك الأردن وفقا لقناعته هو..
23/12/2012
كشف المحلل السياسي في صحيفة 'معاريف' العبرية،
النقاب عن أن التوتر في العلاقات الأردنية الإسرائيلية وصل في الفترة الأخيرة إلى ذروته،
وتأزم أكثر من ذلك، ونقل المحلل عن محافل أمنية رفيعة في تل أبيب تقديراتها بأن الملك
عبد الله الثاني، توصل إلى نتيجة مفادها أن الدولة العبرية معنية بالعمل على إسقاط
نظامه، واستغلال الفوضى العارمة التي تعم الوطن العربي، لتحويل الأردن إلى دولة فلسطينية،
على حد تعبيره المحلل الإسرائيلي.
ولفت الصحافي إلى أن الملك عبد الله الثاني
أدار ظهره لرئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، منذ انتخابه لمنصبه في آذار (مارس)
من العام 2009، كما أنه قام في الآونة الأخيرة بتصعيد حدة لهجته وانتقاداته ضد إسرائيل
وضد رئيس الوزراء نتنياهو.
بالإضافة إلى ذلك، أشار المحلل الإسرائيلي
، إلى المقابلة التي أدلى بها الملك عبد الله لصحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية، والتي
أكد من خلالها على أن الكثيرين في المملكة الهاشمية توصلوا إلى نتيجة مفادها أن النظام
الحالي في الدولة العبرية ليس معنيًا بحل الدولتين للقضية الفلسطينية. أضاف الملك عبد
الله الثاني، ما هي الخطة البديلة التي تتبناها (إسرائيل)، وزاد: لقد تابعتم ما جرى
مع مصر ومع تركيا، نحن في الأردن، الوحيدون في المنطقة، الذين ما زلنا نحافظ على العلاقات
مع إسرائيل، وفي معرض رده على سؤال في ما إذا كانت مصر قد تُقدم على إلغاء اتفاقية
السلام مع إسرائيل قال إن هذه الإمكانية واردة جدا، جدا، على حد قوله. توقع السفير
الإسرائيلي السابق في عمان، عوديد عيران أن يواجه الأردن في الأشهر القليلة المقبلة
الاختبار الأكثر تعقيداً والأصعب له.
بموازاة ذلك، أشاد، في دراسة أعدها ونشرها
على موقع المعهد الالكتروني بتصريح لوزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان والذي
قال فيه إن من يرى من بين الإسرائيليين أن الأردن هو الدولة الفلسطينية، أيْ الوطن
البديل للفلسطينيين، يسبب أضراراً إستراتيجية لمصالح إسرائيل الأمنية، مشدداً على أن
الأردن هو عامل مهم في استقرار المنطقة.
وبحسب السفير السابق في عمان، فإن التطورات
في ثلاث من الدول المجاورة للأردن، العراق وسورية والضفة الغربية، تحمل في طياتها تأثيرات
بعيدة المدى على المنطقة عموماً وعلى استقرار الأردن تحديداً. وأضاف أن التأثيرات على
المملكة ستكون على الصعيد الداخلي وعلى حدودها على السواء، فعلى الصعيد الداخلي تتحرك
المعارضة وتثور، سواء من الأخوان المسلمين أو من المدن الجنوبية، على حد قوله.
وزاد أن الثورة في سورية تضع تحدياً جديداً
أمام النظام في الأردن، إذ تثير من جديد التخوف الأردني الدائم من أن تصبح المملكة
ما أسماه السفير السابق بالملاذ الآمن للهاربين من قسوة النظام السوري الحالي، فضلاً
عن التخوف من تحول الأردن لاحقاَ ملجأً لأبناء الطائفة العلوية في حال تشكيل نظام سني
بديل في دمشق، على حد قوله.
وساق الخبير في الشؤون الأردنية قائلاً
إن تغيير النظام في سورية سيؤدي من جهة إلى فك العلاقة بين دمشق وطهران وتراجع علاقة
النظام السوري بالمجموعات التي حاولت في الماضي إثارة القلاقل في المملكة، لكن من جهة
أخرى، فإن حقيقة وقوف الإخوان المسلمين في الأردن إلى جانب معارضي النظام السوري الحالي
وطلبهم الاعتراف بالمجلس الوطني السوري يضع النظام في وضع غير مريح، إذ أن تعزيز التعاون
بين الإخوان المسلمين في الأردن والإخوان في سورية يثير بلا شك مخاوف، وأردف أن التظاهرات
الغاضــبة في مدن مركزية في الأردن في أعـــقاب مقتل شاب أردني مؤخرًا في مدينة الرمثا
الحدودية بعد أن اعتُقل بتهمة مساعدة السوريين على شــــراء السلاح ومات في السجن،
اتسمت بالشغب والفوضى أيضاً نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة للأردنيين واتهامهم أركان
الحكومة بالفساد، وتابع عيران أن الإخوان المسلمين قد لا يكتفون بهذا التعيين في أعقاب
النجاح السياسي الذي حققته الحركة في عدد من الدول العربية في الانتخابات ألأخيرة.
وأشار الباحث أيضا إلى أن الزيارة الخاطفة
التي قام بها الملك عبد الله الثاني إلى مدينة رام الله المحتلة مؤخرا مشيراً في أعقاب
المصالحة الفلسطينية الداخلية، عكست مخاوفه من أن تقود هذه المصالحة إلى تجديد نشاط
(حماس) في الضفة القريبة من الأردن جغرافياً وديمغرافياً.
وتابع أن التقارب بين فتح وحماس قد يقضي
على مسار المفاوضات الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وهو ما يقلق الأردن لأنه قد يجر إلى جولة
عنف جديدة مع الفلسطينيين وإسرائيل ستكون نتائجها وخيمة على كل الأطراف، بما فيها الأردن.
وزاد أن نزوح موجة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن، بالإضافة إلى التخوف
من اللاجئين السوريين والعراقيين، يقض مضاجع أركان المملكة، على حد قوله.
(القدس العربي)
تعليقات