إعداد الرأي العام في فلسطين والأردن للمرحلة المقبلة : في الأردن يرفضون و يهددون
سيناريو الكونفيدرالية القادم: سيفرض نتانياهو ما يريد على الطرفين الأردني والفلسطيني لأنه هو الوحيد الذي جاءت به صناديق الاقتراع و أمامه ملك و رئيس كل لها مشكلاته مع شعبه الأول لم يستكمل الاصلاحات المرجوة و عاد بقانون انتخابي لا يؤهل لحكومات منتخبة و قضاء مستقل و الثاني منتهي الشرعية و غير جاهز حتى لزيارة غزة و موظفسه لم يقبضوا رواتبهم من شهور و الاثنان الملك والرئيس لا يستطيعان فرض ارادتهما لأنهما لم يتفقا بعد على شيئ و لم يستفتيا شعبيهما على شيء فهل سيخشاهما أي رئيس حكومة اسرائيلي منتخب ؟ لذلك ليصلح كل منهما نفسه أولا و يستجيبا لإرادة شعبيهما فهي التي تحصنهما أمام مؤلف مكان تحت الشمس
سياسيون ومحللون: لا للكونفدرالية الآن
عباس قبيل التصويت على فلسطين دولة مراقبة
غير عضو في 29 نوفمبر 2012 (أ ف ب)
16-12-2012
* الروابدة: طرح الموضوع
للنقاش موسعاً ولا للتسرع
* أبو السكر: إعطاء الأردن دور الشرطي الذي
يحمي إسرائيل
* الساكت: تسرع ، والاتحاد يكون بعد قيام
الدولة الفلسطينية
* أبو رمان: الرأي العام في الأردن وفلسطين
لا يوافق الآن
* الرنتاوي: جهات تحاول الاستفادة من الثقل
الأردني لدفع المفاوضات
* حتر: المشروع لتدمير الدولة والأردنيون
سيحاربونه
عمون – ماجد الدباس - دفعة واحدة انهالت
الأخبار والقصص الصحفية المتتالية عن نظام "كونفدرالي" أردني فلسطيني مقبل،
وفي الوقت ذاته أخذ الشارع الأردني يناقش الموضوع تارة باستفهام وتارة أخرى بخشية وغموض
من المستقبل بعد أن كان في وقت سابق حكراً على جلسات النخب السياسية في الجانبين الأردني
والفلسطيني.
توقيت الطرح كان بحد ذاته سؤالاً وجهته
"عمون" لعددٍ من السياسيين والنخب الذين استهجن بعضهم طرح الموضوع في هذا
الوقت الذي تقف فيه المنطقة على صفيح ساخن متسائلين "هل نختزل الربيع العربي في
تصفية القضية الفلسطينية وعلى حساب الأردن"؟.حتى وإن تنوعت الآراء تجاه العلاقة
الأردنية الفلسطينية فإن الاجماع الوحيد هو "ليس الآن" وفي الوقت نفسه تخرج
اصوات اردنية تقول "ولا لاحقا حتى".
ويقول البعض إن شكلٍ العلاقة لا يجوز تمريره
دون مراجعة شعبي الدولتين باستفتاء حقيقي ينم عن الإرادة الشعبية لا عن إرادة قادمة
من خلف البحار.
هنا يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو
رمان "في هذا الوقت لا يوافق الرأي العام الأردني ولا الفلسطيني على هكذا موضوع
وسط يمين إسرائيلي يحمل العداء للأردن، على ألا يقوم بانسحاب أحادي الجانب من الضفة
الغربية ويضع الأردن تحت الأمر الواقع تماماً كالذي قام به شارون عندما انسحب من غزة
وألقاها في وجه مصر".
* الكونفدرالية كرة ثلج تتدحرج:
القضية التي أخذت طابع الترويج الإعلامي
بدأتها صحيفة "القدس العربي" في تقرير عبر مراسلها في رام الله الذي نقل
عن اجتماع مغلق أجراه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع (7) قياديين في حركة فتح والسلطة
الفلسطينية دعاهم فيه إلى الاستعداد جيدا لمرحلة وشيكة يمكن أن تنتقل فيها الدولة الفلسطينية
الجديدة إلى مناقشة مشروع الكونفدرالية مع الأردن ومع أطراف أخرى في المجتمع الدولي
وهو ما نفته السلطة وأكدته الصحيفة، ولذلك يستغرب الكثيرون منه ومن طريقة انتشاره وهو
ما لا يخفيه رئيس مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، الذي أكد لـ"عمون"
أنه يحاول التحري عن خلفيات الخبر.
العرب الذين يتوقون لأي شكل من أشكال الوحدة
يرفضون هذا المخطط كما يقول لـ"عمون" رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي
علي أبو السكر الذي يرى في نظام "كونفدرالي" أردني فلسطيني في هذا الوقت
إلقاء للضفة الغربية في وجه الأردن وتحميله دور الشرطي الذي يحمي إسرائيل بالنيابة
عن الجيش الإسرائيلي.
الرنتاوي يقول "بحكم العلاقة التاريخية
بين الضفتين فإن بعض الجهات في السلطة الفلسطينية تحاول الإستفادة من الثقل الأردني
في دفع المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلى الأمام بعدما تعرقلت في أكثر من مناسبة
وبذلك تكون الأردن ورقة ضغط فلسطينية على إسرائيل خاصة وانها دولة فيها أمن وجيش وجميع
مقومات الدولة".
* بين الوقت الضائع والرفض القاطع:
النقاش في هكذا قضية ليس بالأمر السهل الذي
يمكن المرور عنه بسهولة فهو كما يقول رئيس وزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة لـ"عمون"
بحاجة للتروي والدراسة المعمقة ولا بد الاستفاضة في إبداء الرأي لكي يأخذ النقاش وابداء
الرأي في الموضوع حقه، ويشاركه في الرأي لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية التي
رفضت التصريح لـ"عمون" قبل اجتماع يعقد في بحر الأسبوع القادم يناقش هذه
القضية ويستمزج الرأي فيها للخروج ببيان مشترك.
ويراود الكثيرون الشك حول وقت الطرح الذي
أتى عقب إعطاء الدولة الفلسطينة صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة وهو بحسب قول وزير
الداخلية السابق مازن الساكت لـ"عمون" أمرٌ متسرعٌ ويضيف "فقضية أي
نوع اتحادي يجب أن يفكر فيها بعد قيام الدولة الفلسطينة كاملة السيادة".وعلى طرف
النقيض هناك جهات في الأردن ترفض الموضوع من جذوره فأي نظام اتحادي يعني تصفية القضية
الفلسطينة على حساب الأردن وهو كما يعتبره الكاتب والمحلل السياسي ناهض حتر أمر ينزل
للخيانة التي يقودها مشروع "دبي الإسلامية" في غزة فبرأيه فإن الإخوان المسلمين
"حماس" وحركة فتح تتآمر على الأردن لإسقاطه من خلال طرح المشاريع المشبوهة.ويوجه
حتر انتقادات لاذعة للسلطة الفلسطينية التي تريد كونفدرالية على 44% من الأرض الفلسطينية
في الضفة الغربية، كما أن حماس هي جزء من مشروع التصفية لكنها تريد حكومة إخوانية في
الأردن لإتمام مشروعها وهو "ما لا يوافق عليه الأردنيون بل وسيحاربوه بأسنانهم
وسياستهم وسلاحهم فالأردنيين لا يريدون وحدة مع الضفة لا الان ولا لاحقاً ولا مستقبلاً
لأن هذا تدمير للدولة الأردنية"، على حد قوله.
* كونفدرالية أم غيرها؟
يذهب البعض من الآن للحديث عن شكل العلاقة
المستقبلية فالنظام الكونفدرالذي يروق للبعض فيما يجده آخرون بحاجة لأن يكون أكثر قوة
وأن يتوجه لـ"فدرالية" فعريب الرنتاوي يطالب بالأخيرة على أن يطرح للاستفتاء
من قبل الدولتين وأن تكون هذه الدولة ديموقراطية ذات تمثيل كامل.
ويضع الرنتاوي ملاحظات على أشكال الاتحاد
ففي العام 85 كان هناك كونفدرالية أردنية فلسطينية بعد مفاوضات بين أطياف المجتمع السياسي
في الجانبين "فكيف نجرب المجرب" -يتساءل عريب-؟.
أما الملاحظة الأخرى بالنسبة له فتتمثل
بتساؤله "من قال إن الأردنيين الان كما كانوا في الـ 85 والـ67 وغيرهما؟ وهو ما
يجيب عنه ناهض حتر بالقول "الأردنيون ضحوا من أجل دولتهم ومن أجل تعزيز الهوية
الأردنية التي تحاول بعض الجهات تدميرها من خلال الخروج بأشكال وحدة كونفدرالية أو
فدرالية أو غيرهما".
* الأولويات الأردنية والفلسطينية:
التيار الذي يطالب بدسترة فك الارتباط في
الأردن هو تيار محدود في الأردن كما يقول الكاتب أبو رمان ولذلك فإن هناك أموراً يجب
أن ترتب قبل أي خطوة من الجانبين الذين يضطلعان للموضوع كل بزاويته الخاصة.جبهة العمل
الاسلامي التي تُتهم من قبل البعض بأنها لا تريد قوننة فك الارتباط وانها تحاربه تَهرب
رئيس مجلس الشورى في الحزب علي ابو السكر من الرد على سؤال الاولويات وصف الموضوع بـ
"شبهة" طرحت لوضع الأردن في (بوز المدفع) الذي يوجهه اليمين الإسرائيلي من
خلال (قنبلة الضفة الغربية) -على حد تعبيره -.حلفاء الاخوان في غزة رفضوا يوم السبت
التعليق على الموضوع في أعقاب نشر التسريبات ، وابدوا تحفظاً في الاجابة على سؤال الكونفدرالية
الذي وجهته صحيفة القدس العربي حول الموضوع وقال الناطق باسم حركة حماس سامي ابو زهري
" نتحفظ على التعقيب في هذه المرحلة، ولا نريد ان نتحدث بهذا الموضوع بشكل رسمي"،
مشيرا الى ان حركة فتح نفت ذلك الموضوع.ولأن الخوض في الارتباط وفكه يعتبر من الحيثيات
والجدليات الكبرى في العلاقة الفلسطينية الأردنية فإن الدافع الرئيسي للخوف هو مستقبل
الأردنيين من أصول فلسطينية وفقا لقول الرنتاوي الذي يرى بان لا مانع من قوننة فك الارتباط
على أن يكون فك ارتباط جغرافي وسياسي لا فك الأردنيين من أصول فلسطينية عن جنسيتهم.
المخرج السينمائي و الكاتب فيصل الزعبي فاجأنا في حركة إبداع أنه كان قد كتب و نشر مقالته التالية عن الكونفيدرالية الأردنية الفلسطينية قبل أكثر من خمس سنوات (21-7-2007) والتي نشرتها الكترونية عمون في بداية تأسيسها و قد هالنا العمق و الرؤية السياسية التي جاءت بواقعية نضالية لن يدرك أبعادها للأسف كثير من الكتبة اليوم و الذين ينهالون علينا بمقالاتهم التي توقعها الزميل فيصل الزعبي في وقت مبكر: إليكم مقالة الفنان المبدع فيصل الزعبي - إعادة نشرها - وكما نشرت في الزميلة عمون
المخرج السينمائي و الكاتب فيصل الزعبي فاجأنا في حركة إبداع أنه كان قد كتب و نشر مقالته التالية عن الكونفيدرالية الأردنية الفلسطينية قبل أكثر من خمس سنوات (21-7-2007) والتي نشرتها الكترونية عمون في بداية تأسيسها و قد هالنا العمق و الرؤية السياسية التي جاءت بواقعية نضالية لن يدرك أبعادها للأسف كثير من الكتبة اليوم و الذين ينهالون علينا بمقالاتهم التي توقعها الزميل فيصل الزعبي في وقت مبكر: إليكم مقالة الفنان المبدع فيصل الزعبي - إعادة نشرها - وكما نشرت في الزميلة عمون
الكونفدرالية الآن ضرورة وطنية
فيصل الزعبي
بات من الواضح والمؤكد أن إسرائيل لا تريد
التفاوض مع الفلسطينيين على الوضع النهائي ، كونها لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على
حدود 67 ولا تريد الخوض بهذا الاستحقاق وتبعاته فهي مازالت على ثقة بأن الفرصة أمامها
سانحة وكبيرة لقضم مزيداً من الأراضي وخلق وقائع جديدة يومياً ، ولذلك تدير الظهر للمبادرة
العربية وكل من يروج لها .الفلسطينيون هم الآن يعيشون ما بين تصفية قضيتهم كشعب وما
بين تصفيتهم كقيادات وقوى سياسية .
القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني
باتت الآن على حافة الضياع ، فالقضية تتموضع الآن في مرحلة من المراحل التاريخية للضياع
والضم والتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
ضياع للدولة المنشودة ..
ضياع للحق المتبقي ..
ضياع للتراكم النضالي للشعب الفلسطيني
..
وضياع في البوصلة والاتجاه للتحرر المنشود
...
إذاً ما العمل ؟ هل يبقى الفلسطينيون يموتون
وحدهم ويتلقون الضربات لوحدهم تحت طائلة مسئوليتهم وحدهم كونهم شعب مستقل بقرار تمثيلهم
الشرعي الوحيد لإدارة صراعهم غير المتكافئ مع عدو يعمل في السر والعلن ، بالقوة والصلف
في تصفية قضية شعب برمته .
نحن كشعب أردني بتركيبته الثنائية ( الأردني
والفلسطيني ) معنيون سياسياً وأخلاقياً ، برد الضرر الفادح لهذا العدوان على حقوق نصف
شعبنا على الأقل . وعلينا كدولة وكشعب أن نقدم المبادرات الخلاقة بكل السبل لمنع هذا
الضياع وهذه التصفية المنهجية من قبل الإسرائيليين .
المبادرة الوحيدة التي يمكن أن نقوم بها
وبالتنسيق مع الفلسطينيين من جهة ومع العرب من جهة ثانية ومع العالم من جهة ثالثة في
طرح المشروع الكونفدرالي للدولتين وبالتالي للشعبين ، وأن تكون هذه الكونفدرالية قبل
قيام الدولة الفلسطينية بالتأكيد وذلك :
• كون
الحديث عن كونفدرالية بعد قيام الدولة الفلسطينية ، هو حديث عادي وله أهمية لا تزيد
عن طرح كونفدرالية بين أي دولتين عربيتين .
• كون
فكرة الكونفدرالية قبل قيام الدولة هي فعل نضالي لعودة الأرض وخلق مسئولية مشتركة لعودة
الحقوق والكيان
• وكون
قيام الكونفدرالية ، تجعل الـ ( الشرق أردني ) يحس ويعرف أن شريكه الفلسطيني في الدولة
كونه شريكه في الأرض ( دولة من شعبين تمتد جغرافيا شرق النهر وغربه) يتشاركون فيها
في الحكم والحياة ( وهم نسبياً على أرض الواقع كذلك ) .
• وقيام
الكونفدرالية تجعل من ( الفلسطيني ) ليس لاجئاً بل صاحب أرض يتشارك مع صاحب أرض آخر
. وبذلك تنهي ( عقدتين نفسيتين مستترتين عند الأردنيين والفلسطينيين معاً ) في خلق
واقع لمفهوم الدولة المشتركة ( الدولة ما قبل الكونفدرالية )
• وكون
الأردن الآن يشكل مزيجاً حقيقياً لشعبين منذ مئات السنين ، من المستحيل الإنفكاك لظروف
إنسانية واجتماعية وديموغرافية ( باستثناء أصحاب
العقل الإقليمي من هذا الطرف أو ذاك ) .
على الصعيد العربي والدولي يتقدم الأردن
ضمن المبادرة العربية بمشروع الكونفدرالية بالشراكة مع منظمة التحرير ( الممثل الشرعي
) للفلسطينيين . وتصبح قيام الدولة الفلسطينية ضمن الدولة الكونفدرالية التي تتأسس
على نطاق شرعيتين الشرعية الأولى : حدود ال67 ، والشرعية الثانية أن الأرض تم احتلالها
وهي ضمن دولة وحدة الضفتين ، بذلك تكون إسرائيل أمام استحقاق دول ، وليس كما تدعي
( بغياب المفاوض الفلسطيني ) .
وعندما تعود الأرض نلجأ للخيارات الديموقراطية
الكثيرة في بقاء هذا الشكل للدولة المتحد ، أو ما يراه الشعبان لمصيرهما ، وسيكون الشعب
الأردني الفلسطيني المشترك بالكيان هو وحده المعني بالمصير .
الكونفدرالية قبل تحرير الأرض هي فعل نضالي
لعودة الأرض ، وهي حل وطني مُسبق لمشاكل قد تأتي بعد تحرير الأرض هذا إذا تحررت .
الإسرائيليون وحدهم الذين سيقاومون هذا
الاستحقاق وهم وحدهم الذين سيرفضون فيما إذا اتفق الأردنيون والفلسطينيون على ذلك
.
faisalzoubyGmail.com
فيصل الزعبي
تعليقات