"محمود عباس بلا شريك له في السلام " - مظاهرات مؤيدة لديبلوماسيته في تل أبيب ضد نتانياهو







دورا مشعل والقدومي في معادلة الضفة ـ الأردن
05/11/2012
شاكر الجوهري
لم يقل محمود عباس جديداً في تصريحاته للقناة الإسرائيلية الثانية.
فهو يجاهر في جلساته الخاصة بأن من يريد دولة فلسطينية, عليه أن يتنازل عن حق العودة.
وقد نصت على ذلك تفاهمات عباس ـ بيلين المبكرة اواسط تسعينيات القرن الماضي.
كذلك, فإن اتفاقية جنيف (2003) التي وقعها ياسر عبد ربه, أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظممة التحرير قبل فترة قصيرة من وفاة ياسر عرفات (11/11/2004).. الرئيس الفلسطيني الراحل, كان التنازل عن حق العودة أحد أهم اعمدتها.
ذات الأمر كانت نصت عليه المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت 2002, حين نصت على حل متفاهم عليه لقضية اللاجئين.
متفاهم عليه مع اسرائيل, بطبيعة الحال.
أي أن القمة العربية قررت منح اسرائيل "فيتو" على عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ولم يرفض هذا النص أحد في حينه, ولكن تحفظ الوفد السوري على النص لأسباب شكلية.
لم إذاً قامت الدنيا على عباس ولم تقعد..؟
أوليس عباس شريكاً للنظام العربي في عملية الحل النهائي للقضية الفلسطينية على قاعدة حدود 1967..؟
وأوليس المجلس الوزاري العربي هو الذي قرر تمديد ولاية عباس (إلى ما شاء الله) حين انتهت ولايته في التاسع من كانون ثاني/يناير 2009, دون مشاورة أحد من الشعب الفلسطيني, ودون تصويت المجلس التشريعي, أو المجلس الوطني, أو المجلس المركزي.. أو أي هيئة أو إطار فلسطيني, بما في ذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مع ملاحظة أن كل هذه الهيئات والأطر انتهت ولاياتها الدستورية والقانونية منذ زمن.
المجلس الوطني الفلسطيني, والمجلس المركزي, وكذلك اللجنة التنفيذية انتهت صلاحياتها القانونية منذ شباط/ فبراير 1991..!
لقد قامت الدينا ولم تقعد على عباس للأسباب التالية:
أولاً: لقد قامت قيامة بعض الأنظمة العربية خشية أن توفر تصريحات عباس, التي لا ضرورة لها, ولا تضيف جديداً, اسباباً موضوعية جديدة لامتداد عدوى الثورات الشعبية التحريرية إلى هذه البلدان.
ثانياً: لقد قامت قيامة حركة "حماس", مع أن خالد مشعل رئيس الحركة سبق له التصريح أكثر من مرة بأن "حماس" تقبل بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967.
نفس ما جدد قوله محمود عباس..!
وعلينا أن نلاحظ أن مشعل بالذات لم يقل حرفاً واحداً في نقد مقولات عباس.. وأن نمر حماد, المستشار السياسي لعباس صرح بأن مشعل سبق له أن قال ما قاله رئيس السلطة، ونحتفظ نحن لعباس بحق السبق والريادة.
في عالم السياسة, يستطيع مشعل أن يقول في أي لحظة أن التصريحات التي هاجمت أقوال عباس عبرت عن وجهات نظر شخصية, وليس عن موقف حركة "حماس"..!
رئيس الحركة وحده المصرح له بالإعلان عن مواقفها..!
ومن يتبحر في دواخل حركة "حماس", وتفاصيل المعادلة التي تحكم بموجبها قطاع غزة, عليه أن يشتم رائحة مشروع دولة غزة الفلسطينية..!
بإختصار, حملة "حماس" على عباس مردها, وسببها:
أولاً: أن "حماس" تريد أن تقول لإسرائيل إنه لا حل دون "حماس", إن كانت تصريحات رئيس السلطة تهدف إلى الإنفراد بالحل النهائي الفلسطيني.
"حماس" تستطيع أن تعرقل الحل.
وقبل أيام قليلة فقط صعدت "حماس" ردها على عدوان اسرائيلي على قطاع غزة لهذا السبب، وكي تقدم هذا الرد.
التصريحات الإسرائيلية عن تلك الإشتباكات اعتبرت أن "حماس" سجلت نقطة ميدانية هامة.
ثانياً: أن "حماس", بالتوافق مع حاضنتها الجديدة في مصر, تريد أن تضمن اقامة دولة فلسطينة في غزة.
هنا تحديداً يكمن سبب جنون عباس وسلطته من زيارة أمير قطر إلى غزة, ووضعه أحجار الأساس لعدد من مشاريع إعادة الإعمار.
عباس كان يعمل على إدامة الحصار على غزة, بهدف ارغام "حماس" على إعادة غزة إلى سلطته, أو تثوير أهل غزة على سلطة "حماس" لإسقاطها.
هنا يصعب تجاهل الخلاف الداخلي في "حماس", الذي يدور جانب مهم منه على خلفية افتعال خلافات بين غزة والضفة..؟!
يال للعيب..!!
هذا "العيب" ساهم في زرعه وتكريسه عضو سابق في المكتب السياسي لحركة "حماس", وهو من أقرب المقربين إلى مشعل..!
الآن, والعهدة على الراوي, أن اسماعيل هنية قال لمشعل مؤخراً ما معناه, اتركنا نقود التجربة في غزة, وتفرغ أنت للنضال لإسقاط سلطة عباس في الضفة الغربية..!!
هل لكلمات هنية علاقة بإقرار مشعل الأخير, وعبر وسائل الإعلام أن "حماس" اخطأت بمحاولتها الجمع بين الحكم والمقاومة في غزة..
قد يكون ذلك..
على كل, الخلافات المؤسفة بين "حماس" غزة, و "حماس" الضفة تكمن, كما يقال, والعهدة مرة أخرى على الرواي, وراء إصرار مشعل على تحسين العلاقات مع الأردن.. بأمل أن يكون الأردن حاضنة "حماس" في الضفة, مقابل احتضان مصر لـ "حماس" في غزة..!!
مشعل عمل على استثمار المخاوف الأردنية من انقلاب عباس على عمان, ليغير التحالفات الأردنية فلسطينياً.
ثالثاً: وماذا عن القدومي, وحملته المبطنة والمواربة على عباس..؟
بعد أن عبث عباس بالقدومي على مدى ثلاث سنوات من المصالحة, لا هو منحه صلاحيات أو منصباً, يبدو أن الرجل وجد ضالته في معادلة غزة ـ الضفة الجديدة..!
الأردن لا يستطيع أن يتحالف علنا مع "حماس" في الضفة الغربية, فلم لا يوفر هو عامل التوازن الفتحاوي لعمان وينقذها من الحرج أمام الحليف الأميركي..؟!
وقد التقط القدومي كما يبدو تصريحات الأمير حسن في جمعية عيبال بشكل صائب: عمان تبحث امكانية استعادة دورها في الضفة الغربية, وأنا من يلزمها لإخراج هذا الدور إلى العلن, إلى جانب "حماس".
وعلى ذلك, رحب القدومي بإعادة الضفة الغربية إلى الأردن على قاعدة فدرالية أو كونفدرالية.
بإختصار القدومي أعاد انتاج اتفاقاً, أو توافقاً فلسطينياً ـ اردنياً قديماً, منذ عهد ياسر عرفات: اتحاد الضفتين فدرالياً أو كونفدرالياً فور قيام دولة فلسطين.
عرفات نفسه كان قدم للراحل الملك حسين مشروعاً للإتحاد, فكان أن طلب منه الملك ابقاء هذا المشروع في جيبه, ليخرجه بعد قيام الدولة الفلسطينية.
الملك كان يجيد قراءة السياسة الإسرائيلية، ويدرك استحالة قبول تل أبيب بإقامة دولة فلسطينية.
لكن القدومي الذي أجاد قراءة المشهد, لا يملك شيئاً على الأرض في أي مكان يؤهله للقيام بالدور الذي يقترحه لنفسه..!!
عمان تدرك ذلك جيداً.
لهذا, كلف ياسر عبد ربه بأن يشن هجومه الكاسح على القدومي.
لقد فهمت تصريحات القدومي في رام الله بإعتبارها مشروع انقلاب مرجح لكفة مشعل وحركة "حماس" في الضفة الغربية.
تاريخياً عارضت مصر فاروق، ثم جمال عبد الناصر ربط الضفة الغربية بالأردن.
هل يمكن أن توافق القاهرة على ذلك الآن, إن نجحت عمان في ارضاء الإخوان المسلمين ضمن التركيبة السياسية الأردنية المقبلة..؟
هنالك مؤشرين في هذا الإتجاه:
الأول: تعيين الحكومة الأردنية أحد اقطاب الإخوان المسلمين رئيساً لجمعية المركز الإسلامي الخيرية, التي سبقت مصادرتها من اعضائها الإسلاميين في عهد حكومة معروف البخيت الأولى 2005 ـ 2007.
الثاني: تفاؤل غير واضح يصدر عن الإسلاميين الآن, بإمكانية تأجيل الإنتخابات الأردنية إلى حين إجراء حوار مع الحكومة يقود إلى مشاركتهم في الإنتخابات المقبلة, التي اعلنوا مقاطعتهم لها على نحو احرج المملكة أمام المجتمع الدولي.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا