النظام الأردني قلق من "محور غزة مصر قطر تركيا"
النظام الأردني قلق من "محور غزة
مصر قطر تركيا"
4-11-2012
كشفت مصادر أردنية مقربة من مطبخ القرار
عن قلق أردني عالي المستوي من تشكل محور عربي جديد ظهرت معالمه الأولى بزيارة أمير
قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى قطاع غزة بتسهيلات مصرية، خاصة بعد انتهاء
"محور الاعتدال العربي" بسقوط نظام حسني مبارك في مصر والذي كانت عمّان طرفا
فاعلا فيه.ووفق المصادر فإن الأردن راقب بقلق تشكل المحور الذي ترى أنه يضم مصر وقطر
وتركيا وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبدرجة أقل الأنظمة العربية التي قامت بعد
الربيع العربي، وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين طرفا رئيسيا فيها.وما يقلق عمّان بحسب
هذه المصادر، أن المحور الجديد يتشكل على أنقاض محورين دفنتهما أمواج الربيع العربي،
هما محور الاعتدال الذي سقط مع نظام مبارك، ومحور الممانعة الذي سقط مع بدء الثورة
السورية على نظام بشار الأسد.ووفق سياسي أردني تحدث للجزيرة نت، فإن قلق عمّان يأتي
من كونها باتت مكشوفة على مستوى السياسة الخارجية، بل إنه ذهب إلى وصف السياسية الخارجية
الأردنية في هذه الأيام بأنها تمر "بأسوأ حالاتها".ومنبع قلق عمان وفق المصدر
ذاته، أمور منها: تشكل المحور في قطاع غزة معقل حركة حماس، وهو أمر يعني الكثير للأردن
الراعي الأساسي للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.والأمر الثاني أنه مر برعاية مصرية
ومباركة تركية، حيث أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نيته زيارة غزة قريبا.
والثالث هو الصمت الذي تبديه السعودية غير المستعدة -وفق المصدر- للدفاع عن محورها
السابق.
وخلال الأيام الماضية وفي صحيفة أردنية
شبه رسمية، قرأ المتابعون في عمّان انتقادات نادرة للمملكة العربية السعودية، تزامنت
مع "هجوم متوسط" على "مصر مرسي" التي يتهمها الأردن همسا بأنها
قطعت الغاز عنه، مما فاقم أزمته الاقتصادية التي ربما باتت على وشك الانفجار.المحلل
السياسي ورئيس مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي اعتبر أن "موسم الحج إلى غزة"
يحتاج إلى ردود على أسئلة كبرى، أهمها برأيه: أين سيصب هذا الموسم؟واعتبر الرنتاوي
أن حجة دعم القطاع المحاصر منذ عام 2006 تبدو "غير قابلة للبيع"، لاسيما
أنها "تجاوزت بوابة العمل الفلسطيني الشرعية"، متسائلا: هل كانت الزيارة
إعلانا عن إعادة تشكيل للقيادة الفلسطينية وفق مقاسات الأنظمة الناشئة بالتحالف مع
قطر وتركيا.ويذهب إلى حدّ اعتبار زيارة أمير قطر ورئيس الوزراء التركي لقطاع غزة
"غير لائقة بحقهما، وسط غياب الرئيس محمود عباس".وبرأي الرنتاوي فإن المحور
الجديد "يمر من بوابة المذهب السني بتحالف مع جماعات الإخوان المسلمين التي بدأت
تحكم، وسط رغبة غربية في التعامل معها لكونها لن تغادر المربعات التي تهم المصالح الغربية،
وهو ما ظهر جليا بقرار الرئيس المصري محمد مرسي إعادة السفير إلى إسرائيل ورسالته الحميمية
لبيريز".غير أنه يتساءل: "إلى أين ستأخذنا الرعاية القطرية التركية لجماعات
الإسلام السياسي؟ وما هو مشروع المحور للقضية الفلسطينية؟ وهل سيظل على ثوابت نظام
مبارك كما ظهر في التعامل المصري مع إسرائيل حتى الآن، عوضا عن الصمت المصري على قصف
الطائرات الإسرائيلية للخرطوم المجاورة؟".ويرى الرنتاوي أن من حق عمان أن تقلق
لكون المحور الجديد يتجاوز "القيادة الشرعية" الفلسطينية، وهو ما يضيف عليها
أعباء لا تنتظرها في الموضوع الفلسطيني، كما أنه يضيف عبئا عليها في التعامل مع جماعة
الإخوان المحلية التي سيشجعها التحالف الجديد على إبقاء سقفها مرتفعا.ويبدي "استغرابه"
من الموقف المصري من قضية قطع الغاز عن الأردن على حد وصفه، ويرى أن القرار سياسي
"وإلا ما معنى أن تعرض مصر على لبنان تزويدها بالغاز لتوليد الكهرباء بينما يقطع
عن الأردن؟".في المقابل يتحدث رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد عن المحور
الجديد باعتباره "ولادة شرعية للثورات العربية وخيارات الشعوب".وقال الحمد
للجزيرة نت إن "محور الاعتدال سقط بسقوط نظام مبارك، والسعودية تفضل الانتظار
على إنشاء محور جديد، والأردن لا يملك إنشاء محور جديد لاعتبارات الثقل السياسي والاقتصادي
حيث تعاني عمان من أزمة في الجانبين".وأضاف أن "محور الممانعة تفكك بعد لجوء
سوريا إلى الحل الأمني للتعامل مع ثورة شعبها، ومغادرة حماس للمحور، وانشغال إيران
بأزماتها، واختيار حزب الله تسديد الفواتير لسوريا مما أضعف حضوره بين الشعوب".ويحلل
الحمد بأن مصر ستكون مركز ثقل هذا المحور، وستستفيد تركيا من عودة النفوذ السياسي الذي
فقدته بخسارة سوريا ولو مؤقتا وستتمدد اقتصاديا، بينما ستجد قطر محورا تزيد من خلاله
نفوذها الذي بات لا يمكن تجاوزه في المنطقة، وستنضم إليه ربما السودان وليبيا وتونس،
ليشكل حرب إرادة عربية تعيد بناء الخارطة السياسية للمنطقة".وعن الأردن يرى الحمد
أن حساباته في السياسة الخارجية "ظلت خاطئة منذ أن كبل عنقه بمعاهدة وادي عربة
ورهانه الوحيد على محمود عباس وحركة فتح، ثم بانخراطه في محاور انتهت، وعلاقاته بدول
المحاور الجديدة ليست حميمة وتحتاج إلى عمل كثير".كما يرى أن على الأردن أن يقلق
ويبحث جديا كيف يغادر مربع القلق، لكنه يرى أيضا أن العقبة أمام المحور الجديد تتمثل
في الوضع الفلسطيني الممزق الذي يخشى أن يكون خاسرا ولا يستفيد من موجة الثورات التي
يجب أن تصب في صالح القضية الفلسطينية في نهاية المطاف.(الجزيرة - محمد النجار)
عمون - بتصرف في المانشيت فقط -
تعليقات