Human Rights Watch: Syrian Regime Committed War Crimes هيومان رايتس ووتش تتهم الأسد بارتكاب جرائم حرب
هيومان رايتس ووتش تتهم الأسد بارتكاب جرائم
حرب والمعارضة توثق
الجمعة 31 آب/ أغسطس 2012
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش القوات الحكومية
السورية أمس الخميس بارتكاب جرائم حرب في حلب عبر استهداف عشرة مخابز فيها على الاقل
باعمال قصف او من خلال طائرات.وذكرت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان في بيان ان
"القوات الحكومية السورية قصفت بالمدفعية واسقطت قنابل من طائرات على او بالقرب
من عشرة مخابز على الاقل في محافظة حلب على مدار الاسابيع الثلاثة الماضية".وتابعت
ان "الهجمات على افضل تقدير عشوائية بتهور ويبدو من عدد الوقائع المتكررة ونمطها
ان القوات الحكومية كانت تستهدف المدنيين"، مضيفة ان "الهجمات العشوائية
المتهورة والاستهداف العمدي للمدنيين، على السواء، من جرائم الحرب".واشارت هيومن
رايتس ووتش الى ان هذه الهجمات ادت الى "مقتل واصابة الكثير من المدنيين الذين
كانوا يقفون لشراء الخبز".واوضحت ان احد هذه الهجمات ادى في 16 اب "الى مقتل
ما يناهز الستين شخصا واصابة اكثر من سبعين آخرين". (أ ف ب)
نظام (الشبيحه) الأسدي
تاريخ أسود ملوث بأعتى الجرائم المنكرة
(70 إلف) مفقود.. مطلوبون من النظام الطائفي الحاقد
المجرم !
مراجعة وتنقيح:
عبدالله خليل شبيب
نعرض فيما يلي بعض جرائم العهد الأسدي التشبيحي
ضد سوريا وشعبها وأحرارها ومؤمنيها.. ليتذكر الشعب الثائر نوعية هؤلاء المجرمين ..وأنهم
جُبِلوا على الإجرام .. حتى أصبح طبعا راسخا فيهم ملازما لهم – لا يستطيعون أن يعيشوا
بدونه .. ولا يطيقون أن يكونوا بشرا محترمين !
.. وما نعرضه يؤكد : [ الإصرار على الجريمة
..وتكرارها والعود إليها ] وكلها مشددات للعقوبات مضاعفات لها !.. فتذكروا ..!
ومن اطلع على جرائم هذا النظام الخائن العميل
حامي الصهاينة وعبد الأمريكان الذين يتظاهرون – بعهر- بمعارضته !- .. لا يستغرب ما
ارتكبه وما زال يرتكبه في حق الشعب السوري .. من عشرات المذابح التي يكاد ينسي بعضها
بعضا [ كمذابح الحولا والقبير ..وغيرها ..وأخيرا داريا .. وما قبلها وما بعدها إلى
أن يأذن الله بزوال الغمة الطائفية الصهيونية الإجرامية ! ] ..وسيبتلى الشعب السوري بالمزيد ..حتى يوردوا هذا النظام [ ورؤوسه العفنة ] حتفهم وينتقموا منهم ومن
كل من ساعدهم وأيدهم ..شر انتقام ..( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
)..!
(( وبعد التقرير نعرض – أو نعيد نشر- شهادة
شاهد عيان كان أحد الجنود المشاركين في بعض المذابح الأسدية [ الوحشية الجحشية ]..
ليتأكد الحميع أن هؤلاء ليسوا من صنف البشر ولا يمتون إليهم بصلة – إلا الشبه في الشكل
!..وأنهم وباء يجب تطهيره عن ظهر البسيطة ..لأن وجودهم - مجرد وجودهم – عار كبير على
الإنسانية ..ولطخة عار في جبينها .. فهم من ابتدع [مبدأ الاستئصال] ونفذه ..ولا يزالون
ينفذونه - ..وهم أولى – وأنصارهم - بمثل هذ الذي يفعلون ..( فمن أعتدى عليكم فاعتدوا
عليه بمثل ما اعتدى عليكم ).. والبادي أظلم ! ))
تقرير دولي عن جرائم [ الشبيحة الأسديين
] في حق شعب سوريا:
نعرض هنا ملخص التقرير الذي أنجزه باحثون
وخبراء سوريون في حقوق الإنسان وبالتعاون مع “برنامج العدالة الانتقالية في العالم
العربي” وبعض الهيئات الحقوقية والإنسانية الدولية) وهو حسب معديه أول تقرير دولي وشامل
لقضية المفقودين(المختفين قسرياً)في السجون السورية,والتقرير تم إطلاقه في عدة عواصم
في آن واحد.
(نقاط رئيسة في التقرير)
- حوالي 17 ألف مفقود، ألف قضوا في مجزرة
تدمر (1980)، و16 ألف يُعتقد أنه تم تصفيتهم في إعدامات دورية منظمة.
- المرأة أبرز ضحايا الاختفاء القسري المباشرين.
- إهمال حقوقي مذهل رغم تكاثر أدبيات السجن
وانكشاف طرق التعذيب والقتل المروِّعة.
- طلاس وقع على كل الإعدامات التي كانت
تتم بموجب محاكمات صورية بين عام 1980-1989.
- الطريق إلى المحاكمات الدولية مفتوح.
- جميع المفقودين لا يُعلم الأهالي مصيرهم
بشكل مؤكد، والحكومة تتجاهل المطالب.
- ليس هناك حل لقضية المفقودين إلا عبر
تدويلها.
- الحكومة ترفض تسوية الملف وتعاقب الذين
قدموا مساعدات مالية بقانون 49 الذي يقضي بالإعدام.
- أكثر من مليون سوري (4.3%) يعانون من
التمييز الحكومي خلال 30 عاماً، ويخضعون لإجراءات عقابية بسبب قرابتهم من المفقودين.
- من أصل 70 ألف حالة فقط 24 حالة مبلغ
عنها للمقرر الخاص بالاختفاء القسري في الأمم المتحدة حتى عام 2007..
حقائق دامغة عن عمالة النظام وتآمره على
سوريا وفلسطين وشعبها:
وأود أن اذكر الذين يدافعون عن هذه العصابة
العلوية الحقيرة ببعض الحقائق
أولا:اتفاق حافظ أسد شارون في عام 1976
لضرب المقاومه الفلسطينية.
ثانيا:مجازر في مخيم تل الزعتر للاجئين
الفلسطينين بحجة حمايتهم في لبنان وكذلك مخيم
المسلخ والكرنتينا – حتى محيت تلك المخيمات من الوجود ! وهذا الدور الممانع كا دورهم
الممانع في الجولان الحبيب.
ثالثا:ضرب المقاومة الفلسطينية في لبنان
واشغالها في حروب طائفيه داخل لبنان.
رابعا:تدمير المقاومة الفلسطينية عن طريق
انشاء تنظيمات تابعه للمخابرات العلوية فرع فلسطين ك(أحمد جبريل)والصاعقة,والعمل على
افتعال اقتتال فلسطيني فلسطيني ولبناني فلسطيني.
خامسا:دعم أمل الشيعية في مجازرها في مخيمات لبنان في برج البراجنه
وصبرا وشاتيلا والرشيدية.
سادسا:دعم ايلي حبيقه صبي شارون جزار صبرا
وشاتيلا وجعله وزيرا في الحكومه اللبنانية.
سابعا: الإيعاز لحزب الله الشيعي لوضع ايلي
حبيقه[ مزيل جهنم-لاحقا- ] على قائمته الانتحابيه في مجلس النواب.
ثامنا:إرسال قوات إلى العراق بناء على أوامر
بوش الاب في حرب الخليج الأولى.
تاسعا:إرسال أسلحه وطيارين للقذافي لقصف
الشعب الليبي.واستقدام قوات قذافية لتشارك قوات حافظ في قصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين
في شمال لبنان .. كمخيم البداوي ونهر البارد !
عاشرا:الوقوف إلى جانب الأمريكان في حربهم
على العراق وكانوا يصرون على تطبيق قرارت مجلس الامن في ان العراق يملك اسلحة دمار
شامل فكانوا مثلهم مثل شيعة ايران دائمي التامر على العراق .
حادي عشر : السجون السرية لصالح المخابرات
الأمريكية .. لتعذيب المتهمين من طرفها [واستنطاقهم ] بالطرائق الأسدية الحقيرة ..حسب
اتفاق بين حافظ والمخابرات الأمريكية .. واصل ابنه تنفيذه !..أرأيتم الوطنيين الممانعين
؟!..وكيف يمانعون ؟ ولمن يتصدون ؟ومن يقاومون ؟ في الواقع لا في الخطب !!.. وكيف هم
في الواقع المر المشهود [ والسري الحقيقي ] مجرد [أحذية قذرة] للمخابرات الأمريكية
!
ثاني عشر : بيع الجولان بملايين الدولارات
..التي اقتسمها حافظ ورفعت ..وشهد بذلك شهود ووثائق ..والواقع أكبر ناطق ..فهم يحرسون
الجولان ومحتليه ..وقد كافأتهم أمريكا وربيبتها [ إسرائيل ] بتسليمهم عرش سوريا .. ليدمروها
من كل النواحي ..وقد فعلوا ذلك بجدارة ..وحقد لا يحمله إلا محتل لشعب ووطن ليس له ولا منه ولا يعنيه من أمره
شيء إلا النهب والسلب والتنكيل والإذلال للأحرار وتدمير بنية المجتمع والوطن وتخريبه وتوهين قواه !!.. حتى لا تقوم له قائمة
ولا يستطيع الوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني أو مقاومته ..!
وأخيراً:سرقة بترول سوريا من قبل هذه العصابه
وكل مقدرات شعبنا من اتصالات وشركات عقاريه وموانئ والتهريب بمليارات الدولارات...إلخ..!!
وأقول لأصحاب الوقت المناسب والمكان المناسب
(بل الساعة موعدكم والساعة ادهى وأمر) والنصر قادم والصبح قريب بإذن الله المجيب .
(نص التقرير
الدولي)
لمحات وخلفيات تاريخية:
قامت القوات العلوية المسماة بالوحدات الخاصة(
الشبيحه حاليا)التي يرأسها العميد ألنصيري(علي حيدر) بتطويق مدينة جسر الشغور وقصفها
بمدافع الهاون، ثم اجتاحها في العاشر من آذار 1980،وأخرج من دورها 97 مواطناً بريئاً
من الرجال والنساء والأطفالوأمر عناصره بإطلاق النار عليهم،وقد شهد هذه المجزرة وشارك
فيها المجرم(توفيق صالحة)عضو القيادة القطرية لحزب أسد،كما أمر حيدر وصالحة بتدمير
البيوت وإحراقها,فدمروا ثلاثين منزلاً وأمرا بالتمثيل ببعض الجثث أمام الناس الذين
حشروهم حشراً,وممن مثلوا بجثته طفل أمرا بقتله أمام أمه والتمثيل بجثته وشقها نصفين
فماتت أمه على الفور من شناعة الحادث !
(مجزرة قرية كنصفرة)
تقع هذه القرية الوادعة في جبل الزاوية
بمحافظة إدلب،وقد قدر لها أن تشهد جانباً من ظلم(حافظ الوحش والعلويين) في آذار عام
1980 يوم أن قدم إليها أمين سر فرع الحزب في محافظة إدلب،ومديرا التربية والتموين فيها
إضافة إلى مسؤولين آخرين،وقد اجتمعوا في القرية مع بعض الحزبيين فيها،وفي نهاية الاجتماع
حاول الأهالي البسطاء اغتنام الفرصة فعرضوا بعض مطالبهم الضرورية كالماء والكهرباء
والمدارس،ولكن الزائرين المتغطرسين سخروا من المواطنين واستثاروهم ثم أمروا عناصرهم
المسلحة بإطلاق النار عليهم،فقتلوا مواطناً وجرحوا عشرةً آخرين،ثلاثة منهم بجراحٍ خطيرة،وما
لبثوا بعد أيام أن أمروا بحملة اعتقالات واسعة بين المواطنين.
(مجزرة سوق الأحد حلب)
بتاريخ 13/7/1980 هاجمت عشرون سيارة عسكرية
محملة بالعناصر(سوق الأحد) المزدحم بالناس الفقراء البسطاء من عمال وفلاحين ونساء وأطفال،يؤمون
هذا السوق الشعبي الواقع في منطقة شعبية في مدينة حلب،من أجل ابتياع ما يحتاجون إليه
من الباعة المتجولين على عرباتهم وبسطاتهم,وأخذت تلك العناصر المسلحة تطلق النار عشوائياً
على الناس،فسقط منهم /192/ مئة واثنان وتسعون قتيلا وجريحا
(مجزرة سرمدا)
كانت تعيش هذه القرية الأثرية المشهورة
بعواميدها الأثرية حياة آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من الأرض التي يكدح أهلها الفلاحون
بحراثتها وزرعها،وفي يوم 25/7/1980 طوقتها قوات(الوحدات الخاصة) ثم داهمتها وفتكت بنسائها
ورجالها الذين جمعت ثلاثين منهم في ساحة القرية،ثم أطلقت نيران الرشاشات على 15 ثم
ربطت بعض شباب القرية بالسيارات والدبابات،وسحلتهم أمام الناس وتركت الجثث الأخرى في
القرية.
(مجزرة حي المشارقة حلب)
في صبيحة عيد الفطر يوم 11/8/1980 فيما
كان الناس يتزاورون مهنئين بعضهم بعضاً بالعيد،وإذا المقدم ألنصيري(هاشم معلا)يأمر
رجاله بتطويق حي المشارقة الشعبي،ويأمر بإخراج الرجال من بيوتهم،ثم يأمر بإطلاق النار
عليهم،فقتل منهم86 مواطنا أكثرهم من الأطفال
(مجزرة بستان القصر حلب)
في اليوم التالي لعيد الفطر وللمجزرة التي
ارتكبها المجرم هاشم معلا في حي المشارقة أي في 12/8/1980 جمعت قوة من العناصر العلويين(
الشبيحه) حاليا في الفرقة المدرعة الثالثة التي احتلت حلب خمسة وثلاثين مواطناً أخرجتهم
من بيوتهم وأطلقت عليهم النار فقتلتهم جميعا.
(مجزرة تدمر النسائية)
هذه المجزرة فريدة بين المجازر التي ارتكبها
الطغاة عبر التاريخ ففي 19/12/1980 حفرت [بلدوزرات الهالك النافق ساكن جهنم حافظ النصيري
Dأخدوداً كبيراً استاقت إليه مئة وعشرين
امرأة كانت سلطات الحاقد اسد اعتقلتهن كرهائن
من أمهات الملاحقين وأخواتهم وأودعتهن في سجن تدمر الصحراوي ثم أطلقت عليهن النار وهنّ
على حافة الأخدود، فوقعن فيه مضرجات بدمائهن ثم أهال المجرمون التراب عليهن وبعضهن
يعلو أنينهن إذ لم يفارقن الحياة بعد.
(من مجازر مدينة حماة)
كانت مدينة حماة –وما تزال- بحكم التكوين
النفسي والديني والوطني والتاريخي لسكانها الهاجس الذي أقلق رأسي النظام العلوي(حافظ
ورفعت الوحش- أو الجحش )وليس الأسد حتى بلغ الأمر بالسفاح رفعت أن يصرح أكثر من مرة
أنه سيجعل المؤرخين يكتبون أنه( كان في سورية مدينة اسمها حماة وأنه سيبيد أهلها لتكون
عبرة لغيرها من المدن السورية, ومن هنا من رأسي النظام كان مصدر البلاء،وكانت الكوارث
التي صبها الطائفيون على مدينة أبي الفداء حتى فكروا بتغيير اسمها، وفيما يلي أبرز
المجازر التي اقترفوها –بكل حقد وحقارة !:
(المجزرة الأولى)
تعرضت مدينة النواعير لأول لمجزرة جماعية
في نيسان 1980 عندما حوصرت من كل الجهات وقطعت عن العالم الخارجي وقطعت عنها المياه
والكهرباء وفتشت بيتاً بيتاً وقتل المجرمون عدداً من أعيان المدينة وشخصياتها كما اعتقل
المئات الذين لم يفرج عنهم
(المجزرة الثانية)
في 24/4/1980 طوقت المدينة بالدبابات وبقوات
كبيرة من الوحدات الخاصة مدعومة بمجموعات كبيرة من( سرايا الدفاع وأعملوا بالمواطنين
قتلاً وتعذيباً. فاستشهد من أبناء حماة ثلاثمئة وخمسة وثلاثون مواطناً ألقيت جثثهم
في الشوارع والساحات العامة،ولم يسمح بدفنهم إلا بعد عدة أيام.
يعتبر اليوم الأول من أحداث حماة من أهم
الأيام إن لم يكن أهمها لأنه ينطوي على ملامح المؤامرة التي خططت لها السلطة بما جهزت
له مسبقاً من قوات وبما أعدت قبله من إدارة للعمليات،حتى باشر قيادتها(رفعت أسد بنفسه)حاكماً
بأمره مطلقاً. فمنذ اليوم الأول كان في مدينة حماة وحولها حشود مسلحة نجملها بما يلي
:
سرايا الدفاع التسمية القديمه للشبيحه حاليا
تتمركز في(مدرسة الإعداد الحزبي) و(نقابة المعلمين) و(معهد الثقافة الشعبية)و(الملعب
البلدي)وحديقة بجانب (القلعة) وأمام (مخفر الجراجمة) ويقدر عددها بـ1500 عنصر مسلحين
بأحدث الأسلحة الفتاكة.
(الوحدات الخاصة) تعسكر في منطقة(سد محردة)
المجاورة للمدينة وهي مشاة محمولة بطائرات الهيلوكبتر لديها أسلحة مضادة للدروع ورشاشات
متوسطة وثقيلة ويقدر عددها بألف وخمسمائة ضابط وضابط صف وجندي.
(المخابرات العسكرية) تتمركز في منطقة (الصابونية)
لديها أكثر من عشرين مصفحة للمداهمات ولا يقل عدد عناصرها عن ثلاثمائة وخمسين عنصرا.
(المخابرات العامة) تتمركز في (حي الشريعة) وتتألف
من مائة وخمسين عنصرا.
(الشعبة السياسية) تتمركز في حي (طريق حلب) وتضم
أكثر من مائتي عنصر.
(الكتائب الحزبية المسلحة) تتألف من ألف ومائتي عنصر
بينهم أربعمائة عنصر تخرجوا في دورات المظليين وكثير منهم غريب عن المدينة.
(اللواء /47/ المدرع) يقوده العقيد الطائفي( نديم
عباس) يرابط في( جبل معرين) على بعد /7/كم من حماة على طريق حمص تابع مباشرة للقيادة
العامة للأركان,يتألف من ثلاث كتائب من الدبابات,
كل كتيبة تضم /31/ دبابة, بالإضافة إلى تسع دبابات للاستطلاع وأربع دبابات للقيادة
وأنواع دباباتها(ت 62) ويضم هذا اللواء أيضاً كتيبة مشاة مدعومة بـ31 ناقلة جنود مدرعة
وسرية مدفعية ميدان وسرية مدفعية مضادة للطائرات وآليات حاملة لصواريخ أرض جو حديثة،
ومن الجدير بالذكر أن هذا اللواء جيء به من جبهة الجولان إلى حماة بعد حوادث الدستور
المشهورة عام 1973 ليتربص بمدينة خضبت ثرى فلسطين والجولان بدماء أبنائها.
إدارة العمليات حتى اليوم الأول مرت إدارة
العمليات القمعية في مدينة حماة قبل أحداث شباط بثلاث مراحل
(المرحلة الأولى)
انتهت في بداية تشرين الأول 1981 حين كانت
القيادة الأمنية تتألف من خمسة مسؤولين هم أمين فرع الحزب في حماة (أحمد الأسعد) محافظ
حماة (محمد خالد حربة) رئيس فرع المخابرات العسكرية (العقيد العلوي يحيى زيدان) رئيس
مخابرات أمن الدولة (راغب حمدون) رئيس الشعبة السياسية (المقدم وليد أباظة) وكان صاحب
القرار فيهم وموضع الثقة والثقل، يحيى زيدان رئيس المخابرات العسكرية العلوي.
(المرحلة الثانية)
تبدأ مع بداية تشرين الأول 1981 حين انتدب
المقدم مصطفى أيوب وهو من متاولة جنوب لبنان بنت جبيل. هاجر أهله إلى منطقة درعا ثم
تخرج على يدي العميد العلوي محمد الخولي، ورأس مخابرات أمن الدولة في حماة بدلاً من
الرائد راغب حمدون، لأنه حموي، فاستطاع مصطفى أيوب الدمج والتنسيق بين فرعي المخابرات
العامة في كل من حمص وحماة وأصبح مجموع العناصر التابعة له 600 عنصر، كما استعان بالكتائب
الحزبية المسلحة.
(المرحلة الثالثة)
تبدأ في 7/12/1981 بتفويض المقدم النصيري
العلوي(علي ديب) قائد سرايا الدفاع في حماة مطلقاً بالمدينة فاحتل في منطقة السوق ما
يزيد عن عشرين موقعاً من مبانيها ومؤسساتها وما يزيد عن عشرة مواقع في منطقة الحاضر
وعزز تلك المواقع بإقامة حواجز ثابتة أمامها فضلا عن الدوريات المكثفة في كل مكان،لكن
سرايا الدفاع انسحبت من كل هذه المواقع في أواخر كانون الثاني 982 وتجمعت في مراكزها
الرئيسية التي أشرنا إليها آنفاً تمهيداً للقيام بدورها في المخطط التآمري لاجتياح
مدينة حماة .
[رفعت الكلب العلوي ] يدير عمليات المذبحة
هذه الوقائع تؤكد صحة ما جاء في التقارير
التي تسربت عن اجتماعات(المجلس الأمني الأعلى) للنظام العلوي في أيلول 1981 فقد أصدر
ذلك المجلس أمراً إدارياً برقم 184 يقضي بتعيين اللواء رفعت أسد آمراً عرفياً لمناطق
دمشق وحماة وحلب وتسمية حماة منطقة عمليات أولى خاضعة لأوامر الحاكم العرفي،وانتقال
12 ألف عنصر من سرايا الدفاع إلى حماة والإذن لعناصر السرايا هذه بالقتل العشوائي ومضايقة
أسر المطلوبين ليسلموا أبناءهم الملاحقين.
كما رفع مرسوم جمهوري إلى (مجلس الشعب)
يقضي بمصادرة أموال كل من تثبت عليه تهمة الانتماء إلى الإخوان المسلمين أو الارتباط
بهم أو تقديم أي عون أو مساعدة لواحد منهم. وفوض رفعت أسد وسراياه بعمل ما يراه مناسباً
في تلك المناطق، دون العودة إلى المجلس الأمني لأخذ رأيه أو استشارته.
وكان المقدم العلوي( علي ديب)قائد سرايا
الدفاع في حماة هو نائب رفعت أسد يطلعه على سير العمل في المدينة أولاً بأول حتى إذا
ما تفجر الوضع العام في المدينة بادر رفعت إلى حماة ليدير عمليات التدمير والتخريب
بنفسه،ففي اليوم الأول للأحداث التقطت مكالمات لاسلكية لرفعت وهو في حمص,أما في اليوم
الثالث للأحداث فقد أفاد جندي أسير من عناصر سرايا الدفاع أن رفعت موجود في ثكنة المدينة
المطلة على منطقة القلعة (الشرفة) وفي هذا اليوم انتقل رفعت إلى منطقة الملعب البلدي
وأشرف بنفسه على مذبحة يوم الخميس الحزين.
(الخطة القتالية التي طبقها النظام على حماة)
إن الخطة القتالية التي نفذتها سلطة الوحش
في شباط 1982 لم تكن جديدة كل الجدة بل هي ثمرة تجارب وممارسات سابقة طبقتها في مدينة
حماة،وفي عدد من المدن السورية,فقد سبق لهذه السلطة أن حاصرت المدن الكبيرة(حلب وحمص
وحماة)ومشطتها حياً حياً كما سبق لها أن ارتكبت مجازر جماعية في العديد من الأماكن
في(حي المشارقة وحي بستان القصر وحي سوق الأحد بحلب، وفي حي بستان السعادة بحماة، وفي
حي السوق بجسر الشغور، ومجزرة سجن تدمر التي تناولت كل المعتقلين فيه) كما سبق للسلطة
أن استخدمت أسلوب الاستفراد أي أن تنفرد بكل محافظة أو مدينة على حدة بالبطش وعدم مواجهة
كل تلك المدن مجتمعة.
أما أهم تطور في أحداث شباط 1982 فهو أن
نظام حاقد الوحش قرر استباحة مدينة حماة بأسرها وهذه سابقة لا مثيل لها نوعاً وكماً.
إذ لم توفر الأبرياء ولا العناصر الحزبية المنتشرة بين المواطنين، كما سنرى.
إن الخطة التي نفذها نظام حاقد الوحش في
تدمير حماة، يمكن تسميتها بـ (الوأد الجماعي)فقد حوصرت المدينة من كل الجهات ثم قصفت
بالمدفعية الثقيلة قصفاً عشوائياً تمهيداً لاقتحامها بالدبابات والآليات في الوقت الذي
تخوض فيه عناصر سرايا الدفاع والوحدات الخاصة حرب الشوارع وقد قتل قي هذه المجزرة خمسة
وثلاثون ألف سوري.
(مجزرة سجن تدمر)
التي نفذت في صبيحة السابع والعشرين من
شهر حزيران / يونيو عام 1980 والتي ذهب ضحيتها المئات من المعتقلين السياسيين الإسلاميين
لم تأت من فراغ ولم تكن وليدة لحظة غضب كما يبررها من يريدون انتحال عذر لما يستحيل
تبريره, لقد جاءت هذه المجزرة الرهيبة في السياق الطبيعي لممارسات تصاعدية انتهجتها
جهات استئصالية في مفاصل النظام العلوي وأجهزته الأمنية
نزع الحجاب عن رؤوس المحجبات في سورية:
فقد قامت المظليات التابعات لمنظمات النظام
بالاعتداء على حجاب النساء بالشوارع، وذلك في صيف وخريف عام 1980 وقد قالت صحيفة
" لوسرنر نويستة" السويسرية بتاريخ 17/ 10/ 1980 في ذلك أبلغ الكلام
:" إن عملية الاعتداء على المحجبات في سورية هي إحدى الطرق التي يحارب بها حافظ أسد الإسلام"
مصطفى طلاس[ حذاء حافظ الجحش] المستجم في
فرنسا ..يعترف بأنه وقع أوامر بآلاف الإعدامات للمعارضين السياسيين [ بمعدل 150 إعداما
يوميا] على مدى سنوات عدة!: [ أين المحاكم الجنائية الدولية] و[أوكامبو] وأين أهالي
الضحايا؟!
أقرّر وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس لمجلة
"دير شبيغل" الألمانية في العدد 8/2005 في مقابلة أجرتها معه الصحفية(سوزانة
كوليبل) بأنه كان يُشنق في فترة الثمانينات في الأسبوع الواحد، وفي دمشق لوحدها
150 معارضاً سياسياً، واعترف لها بأن يده وقعت على أحكام إعدام بلغت الآلاف وهؤلاء
كلهم لم يتم مدنياً التعامل مع حالاتهم ولم يتم إبلاغ ذويهم عن وفاتهم.
سبعون الف مفقود في سوريا لايعرف عنهم اي
شيئ ولا يوجد عصابة مثل عصابة العلويين في الهتك والتدمير والسلب والنهب والخيانة والحقارة
والقذازه.
ومن الغرائب ان [الكلب السفاح رفعت الجحش]
يحاول التملص والتبرؤ من جرائمه .. بعد كل هذه الأدلة الدامغة!.. والعتب على أقلرب
ومعارف الضحايا أنه حتى الآن [ يبرطع ] في أوروبا آمنا مطمئنا !
شهادة شاهد عيان شارك في مذبحة حماة
انها قصة مرعبة مبكيه , حملني إياها شخص
سوري عايشها, طلب نشرها لعلها تصل الى كل مواطن عربي وانسان شريف , أما هدفه فكان إخبار
الناس عن ماهية النظام الذي يحكم الشعب السوري المكلوم .
كانت رسالة الرجل تسرد وقائع حقيقيه عن
مجزرة مدينة حماه المروعه التي ارتكبت على يد نظام آل الاسد في الفتره مابين 1980م
و عام1982م ضد مواطنين أبرياء مسالمين, حماه تلك المدينه المغدوره التي طوقت على أهلها
فارتكبت بها المجازر وضربت بالمدافع والصواريخ ,فخلفت ضحايا عددهم بعشرات الألوف, وقد
كان بطل تلك المأساة الرئيس السوري السابق حافظ اسد وأخيه رفعت أسد.
أعلم ان أحداث حماه لاتخفى على أحد فالكل
يعرفها أوقد يكون سمع عنها , لكني هنا ارتأيت ان هذه الحقيقه التي أسماها صاحبها بشهادة
للتاريخ مختلفة عن المعهود, اولا كونها شهادة للتاريخ وثانيا ان صاحبها كان ممن شارك
في تلك الاحداث , ولذلك فانه يسرد سردا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه وليس مما ذكر له ,وهو
يشهد فقط بما ارتكبته سريته فقط لان هناك سرايا أخر ( ورد ذكر وجرائم بعضها فيالتقرير
السابق ).
كان الرجل جنديا برتبة عريف في الجيش السوري,وكان
هو من بين العديد من العسكر اللذين شاركوا في تلك الجريمة البشعه, وعمره آنذاك كان
ثلاثين سنه أما اليوم فهو شيخ في الستينات,أرهقه الكتمان فقرر ان يبوح بذكرياته.
هي شهادة للتاريخ قد تكون طويلة نوعا ما
, ولكن الأمانة تقتضي علي نقلها كما بعثها صاحبها , ولنتركه يروي لنا شهادته ... :
شهادة حق أمام الله تعالى,,
بسم الله الرحمن الرحيم ,,,,
والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم,,,
أنا أضع بين أيديكم أمانة لتنقلوها لكل
انسان , وحقائق وأمور يقف لها شعر الرأس, والله على ما أقول شهيد بأن كل الذي سأكتبه
قد حصل لأني كنت حاضرا, وقد خدمت خمس سنوات وهذه أول مرة اكتب تلك القصه , وقد كتبتها
لأني أشعر بأنها أمانة يجب ان أطلع الناس وشعبنا الغالي عليها ليعرفوا حقيقة ماجرى
في مدينة حماة في سنة 1980م ,,,
جاء لنا آمر بالتحرك من ضيعة صغيرة في دمشق
اسمها الغسولة وكانت ملاصقة لمطار دمشق الدولي ,وكان التحرك الى مدينة حماه , فكان
فوجنا وهو الفوج 45 يضم ثلاث كتائب كل كتيبة تحتوي على ستمائة عسكري , وهي مقسمة الى
خمس سرايا وكل سرية بها مائة عسكري تزيد او تنقص قليلا , وكانت هناك سرية تسمى الهاون
, وسرية تسمى سرية الصواريخ, وهناك ثلاث سرايا أخرى من ضمنها سرية مشاة اسمها البيكيسيه
كانت أسلحتها الرشاشات, والقواذف الآربيجيه والبنادق الكلاشينكوف والقنابل الهجومية
والدفاعية بالاضافة للحربة, وكان قائد الفوج اسمه ديب ضاهر وقائد اركان هاذا الفوج
اسمه محمود معلا.
تحركنا من ضيعة الغسولة مع اسلحتنا وكان
معنا أكثر من 50 سيارة خاصة لنقل الاسلحة والصواريخ والذخيرة والمطبخ وغيره, متوجهين
الى مدينة حماه في سيارات الغاز 66 والجيب للضباط والتاترا للسلاح والصواريخ وغيره,
ثم وصلنا الى مدينة حماه في الساعة الرابعة بعد الظهر وتموضعنا في مطار حماه العسكري
في مدينة صغيرة اسمها محردة , فنصبنا الخيام والأسرة وجهزنا ساحات الاجتماع وأصلحنا
الارض ووضعنا المحارس والمتاريس واستغرق هذا ثلاثة ايام.
في اليوم الرابع الساعة الثانية ليلا وعندما
كنا نيام جاء بعض صف الضباط الى كل خيمة فايقظونا من نومنا لأن هناك اجتماع طارئ ,
وفعلا لم ياخذ معنا الوقت آكثر من 45 دقيقة ,فتوزعت كل سرية الى عدة مجموعات وكل مجموعة
على رأسها رقيب اومساعد , كان الضباط متوترين جدا وصف الضباط مستعجلون يريدوا ان يتحركو
بسرعة , ونحن لانعرف ماهي القصة ولانعلم الى اين نحن ذاهبون , تحركت اول اربع سيارات
فيها حوالي 60 عسكري وتبعها اربع سيارات اخرى بعد خمس دقائق وهكذا كل اربع سيارات بينهم
خمس دقائق, وصلنا نحن الى منطقة في حماة تسمى باب طرابلس وكان هناك شارع عريض يتفرع
لعدة شوارع وكان الشارع مضاءً وكانت الساعة الثالثة فجرا تقريباً .
في الساعة الخامسة صباحا بدأنا نسمع اطلاق
نار كثيف جدا ونرى في السماء نور من كثرة اطلاق النار والصواريخ, فاشتعلت حماه عن بكرة
ابيها , وبعد طلوع الفجر تمركزنا نحن في مجموعتنا وعددها حوالي 50 عسكريا في كلية البيطرة
و60 عسكري آخر في فرع حزب البعث مقابل النواعير وبعض المجموعات في القلعة والمدارس
والأبنية الحكومية وغيرها , والشوارع مليئة بعناصر الوحدات ما بين العسكري والعسكري
امتار قليلة, ثم بدأنا في الصباح نضع الخطط وننفذها,ثم أعطونا اسماء بعض الناس , ثم
جآتنا أوامر بتفتيش البيوت بيتا بيتا وحارة حارة ,وانتشرنا على أسطح البنايات والمنازل
وبدأنا تفتيش البيوت ونعتقل الشباب والرجال من سن 15 سنة الى 75 سنة , فذهبنا الى مناطق
يقال لها بستان السعادة والاطفائية والشريعة والحاضر والملعب البلدي, وفي كل حارة نعتقل
هؤلاء فنخرجهم من بيوتهم بالبيجاما ومنهم بالشرط , ثم نوقفهم بآخر الحارة ثم نضعهم
على الحائط فنعدمهم من دون سؤال أو جواب , ومن دون ان يسمح لأحد أن يتكلم وكنا في بعض
الأوقات نعدم العائلة كلها ,وأقصد الأب وأولاده ونترك النساء , استمرت هذه الحالة أشهرا
حيث كانت مجموعتنا تقتل كل يوم من 600 الى 1000 شخص , وبعد إعدامهم كان منهم من لايموت
وكنت أسمع صوت أنينهم وكنت أرى الدماء تجري بعيني كأنها مياه أمطار تنزل وتتجمع فتذهب
هذه الدماء الطاهرة الزكية فتنزل في حفرة المجاري, وكان الألم يعتصر قلبي وليس بيدي
حيلة وكانت عيوني تدمع لكن بدون ان يراني احد لأنهم لو اكشفوني فإنهم لن يثقو بي وممكن
أن يعدموني .
وكان قائدنا قائد الوحدات الخاصة علي حيدر
دائما ما يجتمع معنا فينقل لنا تحيات الرئيس حافظ أسد ويخطب فينا ويعطينا تعليمات
, وكان من هذه التعليمات قتل كل شخص نشك به من أهل المدينه مهما كان هذا الشخص سواء
كان بسيطا أو ذو قيمة ومنصب , والحقيقة اننا كنا نعدم ونقتل الناس حتى بدون شك لقد
قتلنا ضباطاَ وأطباء ومهنسين وطلاب جامعات وطلاب مدارس واساتذه وأناس عاديين هناك في
حماة , وحتى الآن ترى عائلات كثيرة لايوجد عندها شاب واحد كلها نساء وبنات , وبعد اعدامنا
مجموعات كبيرة كانت تأتي سيارات الحجر القلاب ومعها ترك يشحر الجثث ويضعها في السيارات
ثم يذهبوا بها الى غابة حماة ,وكان منهم من لم يمت فيحفروا لهم الحفر هناك ويرموهم
بها ثم يردموهم بالتراب.
بعد شهرين رجعنا الى مركزنا في مطار حماه
وابقينا حوالي الف عسكري موزعة في بعض المناطق لنستريح بعضا من الأيام ومن ثم نعود
الى مواقعنا ليعود غيرنا يرتاح وهكذا.
خلال هذه الفترة لم تقف حالات الاعتقال
والإعدامات حتى أصبحنا لا نرى في الشوارع أحدا , وكان الكثير من ضباطنا والجنود عندما
يروا شخصا في الشارع من بعيد اويفتح نافذة او على سطح يقتلوه ويقنصوه , وظللنا هكذا
شهرين.
بعد ذلك جاءتنا الأوامر بالتحرك مباشرة
الى قلب المدينة , وقال لنا الضباط ان احد الاخوان المسلمين موجود هناك فذهبنا للتمركز
على أسطح المباني مختبئين فيها بشكل تكتيكي من أجل كشف المزيد من الاخوان لقنصهم ,
ولم يعد أحد يرانا في الشوراع حتى اطمئن الأهالي لنا , ثم انطلقنا بحملات تفتيش كالتي
قمنا بها في الأول ولكن هذه المره أقسى وأطول , فذهبنا الى حي نسيت اسمه كان يوجد فيه
احد قيادات الاخوان وكنيته البرازي وقد نسيت اسمه الاول ,فاقتحمنا المنزل فرأينا سفرة
طعام موجود عليها براد شاي وصحن زيتون وجبنة وكان البراد ساخن جدا , لكننا لم نجده
ولم نتمكن من القبض عليه , حيث كان الاخوان يهربون ولانراهم فقد كانو يختفون ولانعرف
لهم طريقا علما اننا كثيروا العدد ومحاصرين لكل الاماكن المحيطه, وكنا في هذه الاثناء
قد أغلقنا مدينة حماة لااحد يخرج منها ولاأحد يدخل اليها, وبدأنا في التفتيش ندخل البيت
ونأخذ الشباب والرجال فنضعهم على آخر الشارع ونعدمهم , فندور الشوراع شارع شارع وكانت
اصوات النساء والاطفال يبكون بشدة والنساء تنزل على ارجلنا تقبلها وهن يبكين ويقولن
والله ان إبني بريئ والله زوجي بريئ والله أخي بريئ وكانو يترجوننا ويمسكو بنا والبكاء
شديد , حتى إن الشباب تبكي وتقول أبرياء والله نحنا لسنا إخوان.
هكذا كنا نعامل أهلنا كنا بدون قلب ولامشاعر
ولارحمة ندفع النساء وأوقات نضربهن بأخمص البارودة ونرفسهن ونهددهن بالاغتصاب , وعلى
فكرة ضباطنا وجنودنا اغتصبو الكثيرمن النساء والبنات ونهبنا الكثير وكالعادة نعدم الناس
ونجمعهم ويأتي التركس مع سيارات الحجر القلاب فيشحرهم التركس وكان منطر بشع جدا جدا,
لماذا التركس لانه شوك اصابعه تدخل في اجساد الشهداء فترى من هذا يديه وهذا رأسه وهذا
أمعائه وهذا رجله المتدليه والدماء تسقط منهم والتركس مليئ بالدماء ومنهم من تدخل اصابيع
التركس فيهم وهم أحياء لاننا عندما نعدمهم بشكل جماعي فكانو يسقطون على الارض فوق بعضهم
فمنهم من يكون مات ومنهم ينزف حتى الموت ومنهم يبقى على قيد الحياة فيشحرون في التركس
ويقلبهم التركس في قلب السيارات وتذهب السيارات الى الغاب فتحفر الحفر لهم هناك فتكبهم
فيها كالقمامة , ومن ثم يتم طمرهم بالتراب حتى أني أسمع أنين بعضهم أحياء .
أما اللذين نعتقلهم فقد كنا نضعهم في سجن
تدمر ومنهم من يذهب به الى حلب ومنهم الى دمشق , وقد ذهبنا الى المنطقة الصناعية في
حمص وقتلنا واعتقلنا حوالي الف شخص وبنفس الطريقة ندخل الى المحلات والبيوت وهم نائمون
نخرجهم من بيوتهم نعدمهم فورا ومنهم من نعتقله ويتحدد ذلك على حسب ردة فعله وكلامه
وشكله وتصرفه, نتعامل معهم ليس كبشر بل وكأننا ندخل على أحواش أغنام .
وذات مرة جاءنا رفعت الاسد بقوات من سرايا
الدفاع معهم طائرات هليكبتر وطائرات روسية صغيرة الى السجن , ففوجئنا بتلك القوات التي
كانت موزعة الى مجموعات تدخل الى المهاجع في السجن فتخرج المساجين بشكل متسارع ومرعب
وتعدم فأعدمت 1850 سجين من دون ان يرف لها جفن , فاصبح السجن مجزرة لا تتخيل, فلا تصدق
ان تلك المذابح ترتكب بحق بشر ومن ثم عادت تلك القوات إلى دمشق , ولا تعلم ما هو الذنب
العظيم الذي ارتكبه هؤلاء!
ظلت هذه الحوادث بين شد وجذب حتى دخل عام
1982م , وفي هذه الأثناء ومع ارتكاب تلك الجرائم حاولت جماعة الاخوان ان تنقذ أهلها
فدخلت في مقاومة معنا وبدأنا نقاتل الاخوان فقتلنا منهم العشرات وقتلو منا حوالي عشر
جنود وصف ضابط وهرب الباقي , ثم بدأنا بعدها بحملة تطهير شاملة , فكانت أولى المجازر
مجزرة الملعب البلدي قتلنا فيها 350 شخص, ثم ذهبنا الى جسر الشغور بطائرات الهليكبترفقتلنا
اكثر من 300 شخص هناك ومن ثم الى المعرة فقتلنا فيها أكثر من 150 شخص وخلال ساعات كنا
قد انجزنا المهمة ,ثم مجزرة مقبرة سريحين 40 شخص وخارجها 200 شخص , ومجزرة حي البياض
في النهار 100 شخص وفي الليل 80 شخص, مجزرة حي الشجرة 90 شخص, مجزرة الدباغة 220 شخص
, ومجزرة حي البارودية 260 شخص, وحي الزكار 75 شخص وفي المساء عدنا لنفس الحي واخذنا
70 شخص, وكل هؤلاء الناس ناخذهم من بيوتهم بدون سؤال ومن دون سؤال عن هوياتهم أو أسمائهم
لأن هذا لايهمنا حيث أننا لم نكن نعرف أسماء الاخوان , ولهذا فاننا نعتمد على الشك
فقط فنعتقل ونعدم .
وفي مجزرة جامع الجديد دخلنا على الجامع
فأخرجنا المصلين وقتلناهم , ومنهم من قتلناه داخل المسجد , وحرقنا ذقونهم وشواربهم,
ومنهم من ضربنا بقسوة جدا على رؤوسهم بالبواريد ووجوههم وأرجلهم ونصفعهم با للكمات
والكفوف , لقد ضرب هؤلاء المساكين بقسوة جدا جدا فمنهم تهشم وجهه ومنهم من كسرت يديه
ورجليه لأن بعض الضباط معه عصا غليظة وبعضهم تكسرت جماجمهم واضلااعهم قبل اعدامهم وكان
عددهم حوالي 70 شخصا منهم 15 سنة و17 و25 و60 و40 من دون تفريق بين صغير أو كبير, ومجزرة
القلعة قتل فيها اكثر من مائة شخص .
وأذكر أن رفعت الاسد كان سيدمر حماة كلها
فقد كان يريد قصفها كلها فوق شعبها, لكنه تراجع بسبب اننا نحن اتباع الوحدات الخاصة
منعناه من ذلك وقد كنا دائما على خلاف معه , فكان ان رفضنا الخروج من حماه فاجتمع بنا
علي حيدر وقال لنا ان رفعت الاسد يريد ان نخرج من حماه ليدمرها فوق سكانها ولكننا لن
نخرج , وقال علي حيدر ان الامور مستقرة فلايوجد ضرورة لتدمير كل المدينة.
وقصة الفتاة صاحبة الـ 14 ربيعا وأخيها
صاحب الـ18 سنة , تلك القصه التي مزقت قلبي وأثرت في حياتي ولن انساها ما حييت ومادمت
لم الفظ أنفاسي , وفيها أننا توجهنا الى منطقة لم أعد أذكرها وكان ذلك في يوم السبت
في الساعه الثانيه عشرة ليلا , فلما وصلنا طرقنا الباب وكان هذا أول بيت نطرق بابه
بأيدينا , حيث اننا كنا نكسر الأبواب وندخل فجآة الى البيت , وكثيرا ما صادفنا نساء
مع ازواجهم يتجامعون فيتفاجئون بنا فوق رؤسهم فيصيبهم الهلع جراء ذلك, وعنما ندخل نتوزع
فورا في انحاء البيت كله , فتجد الأطفال يرتعبوا ومنهم من يشل لسانه ومنهم من يبدأ
يرجف وهناك من كبار السن يصفرنون في الأرض, الحقيقة لم ندخل بيت الا وخاف من فيه جدا
واكثرهم يبكى كثيرا لاننا ندخل كالوحوش ونقتل فورا بدون سبب, فتح لنا الباب فدخلنا
فورا ووجهنا بنادقنا على العائلة وانا كنت واحد من الذين اقتحمو البيت وكنا حوالي
12 عسكري وصف ضابط , وبعد دخولنا البيت رأينا ثلاث بنات والأم والأب , فسألنا الأب
والأم فقلنا أين أيمن مرءة , وأين مجد مرءة, فقال لنا الوالد انهم عند اختهم يزورون
هناك ويدرسون من أجل الفحص بعد اسبوعين, فاخذنا معنا الام وكانت خائفة جدا وزوجها كان
خائفا أكثر والبنات اصفرت وجوههن , ذهبنا الى بيت ابنتها وكان المنزل في منطقة الحاضر
فدخلنا البيت بعد ان كسرنا الباب, فوجدنا أربعة أطفال نائمين على الاسرة ومنهم من كان
على الارض وكانت أمهم وأبيهم, ثم رأينا شاب عمره 18 سنة , كان هادئا وكان ابيض الوجه
,وجهه كالنور وكانت الكتب بين يديه يدرس في هذه الساعه المتأخره, وكان عنده طفلة جميلة
جدا ترى البراءة في وجهها , وكانت الكتب أيضا بين يديها , كانواهم الوحيدين الغير نائمين,
وبعد دخولنا استيقظ كل نائم فبدأ الاطفال بالبكاء والصراخ من الخوف, فسألنا الشاب ما
اسمك قال ايمن مرءة , ثم سألنا الأم التي معنا أين ابنك مجد؟ فقالت ليس عندي ولد اسمه
مجد عندي هذه البنت اسمها مجدة , فتفاجئنا ثم قلنا للرقيب هناك شيء خطأ, نحن أتينا
الى هنا لنقبض على شابين أيمن ومجد ,و هذه بنت صغيرة اسمها مجدة , فاتصل الرقيب ونقل
ذلك للضابط أمامي كنت أسمع كلامه حرفا حرفا , سيدي نحن وجدنا أيمن ولايوجد شاب اسمه
مجد ولكن هناك بنت اسمها مجدة وهي اخته لأيمن ماذا تريدني ان أفعل؟ قال له الضايط اقبض
على الاثنين,! قال له حاضر سيدي فدخلناالبيت مرة ثانية وطلبنا من أيمن ومجدة ان يلبسو
ثيابهم ويذهبو معنا وهنا بدأت الأم والأخت الكبيرة في البكاء , فكان الولد يقول لأمه
ماما ليه عم تبكي انا مالي عامل شي , هلا بحققوا معي وبرجع البيت فقبلته أمه ثم قال
لها لاتخافي يا امي هلا برجع, وكانت الطفلة البريئة تبكي وتقول والله انا مالي عاملة
شي , شو مساوية الله يخليكم أرجوكم , ثم ركضت الأم لبنتها مجدة وهي في حالة خوف شديد
وتبكي وكل من في البيت كان يبكي ماعدا الشاب أيمن , وطوال الطريق للباب كانت البنت
تتمسك بامها, فقالت الأم خذوني انا بدلا منها الله يوفقكم والله أولادي أبرياء وعمرهم
ما آذو إنسان وبنتي هاي صغيرة أرجوكم أبوس أيدكم وأرجلكم , ولكن لم نكن نسمع ولا نحس
كنا كالضباع والذئاب , لقد كان موقفا يبكي الحجر ويدمي القلب, فأمسكت انا بيد الولد
وصديق آخر أمسك بيد البنت, ثم ركبنا سيارة الغاز 66 فجلس الشاب أيمن في أرض السيارة
وجلست الفتاة في مقابلي على المقعد الخشبي وانا كنت بجانب الشاب انظر الى وجهه واقول
ماشاء الله وجهه نور, وكان هادءا جدا وبعدما مشينا بالسيارة خمس دقائق اتصل صف الضابط
بالضابط وقال له لقد قبضنا على الاثنين سيدي , فقال له الضابط أعدمهم على الطريق ,
فقال حاضر سيدي!!
فتوقفت السيارة ثم نادى صف الضابط فلان
وفلان فنزل اثنين من رفاقي , فقال اعدمو الشاب , ثم أنزلوا الشاب وكان سائق السيارة
يلبس شماخ ,فربطوها على عيونه وكرفص الشاب , و هذا كان أمام عيني اخته الطفلة البريئة
, وكانت تزيد في بكائها وتتوسل وتقول والله أخي بريء ارجوكم , وبعد ربط عيونه ابتعدو
امتارا قليلة واطلقو عليه الرصاص مخزنين كاملين 60 طلقة , وهو يقول الله اكبر الله
اكبر , وبعدها توجه الجنود الى السيارة وركبوبها وبعد مسير دقيقتين وقفت السيارة ونادى
صف الضابط باسمي ونادى لرفيقي وقال أنزلوا البنت وأعدموها , فنزلت أنا ونزل رفيقي وكانت
الساعة الواحدة والنصف ليلا وأمسكت بيدها وأنزلتها من السيارة وكانت تلبس بوط جلد بني
وتضع ايشاب على رأسها وتلبس مانطو وكان في رقبتها زردة ذهب خفيفة وهي تبكي طبعا عندما
نزلنا من السيارة, كانت السيارة تبعد عنا اكثر من 500 متر وكان الوضع متوترا جدا, حيث
أن الاخوان كانوا يقاومون بشراسة وأصوات الرصاص والمدافع والقواذف كانت تملأ السماء
وفي كل مكان , فأجلسنا مجدة على تلة تراب, وكنت لاأرفع نظري عنها وعندما جلست وهي تبكي
بكاء شديد وترجف وتقول لي أبوس إيدك والله نا بريئة انا مابخرج من البيت ابوس اجرك,
المنظر والموقف يا إخواني ليس كالكلام, وضعت يدي على ركبتيها وطلبت منها ان تعطيني
الطوق برقبتها ذكرى , فقالت بكل براءة والله هذا هدية من عمي فطلبت منها ان اقبلها
من جبينها وعيوني يملئها الدموع فرفضت , فنهضت وأنزلت بارودتي لكي اطلق الرصاص عليها
وكان رفيقي يستعجلني ويقول لي بسرعة يافلان قبل ان تآتينا قذيفة اوقناصة, وعندما اردت
ان اطلق النار بدأ جسمي يرجف وانا أنظر اليها وهي كالبدر وتبكي وتتوسل فوضعت بارودتي
في كتفي وتركت رفيقي ومجدة وركضت وانا ابكي كالاطفال وجسمي كله يرجف, ووصلت للسيارة
وعند وصولي قفزت الى السيارة وتمددت على بطني وغبت عن الوعي وبعد عشر دقائق سكبوا علي
المياه وتفقدو جسدي حسبو انني اصبت فقلت لهم لا , فنزل جندي آخر وذهب لهناك واعدمو
مجدة, فماتت الطفلة ومات قلبي معها ومع اخيها, وبعد عشر دقائق وصل الضابط بسيارته الجيب
مع مرافقيه وقال ماذا حصل معكم قلنا له سيدي أعدمنا الشاب والفتاة فقال اين عدمتم الشاب
آراد ان يتآكد فزهبنا لندله على الشاب ايمن ليراه والوقت بين اعدام الشاب واخته وقدوم
الضابط ليتآكد كان حوالي 25 دقيقة , وعندما ذهبنا رأينا الشاب ايمن وهو يتحرك 60 رصاصة
في جسمه ومازال يتحرك, فأخرج الملازم مسدسه ووضعه بعد شبرين عن راسه واطلق على رآسه
اربع رصاصات وعدنا الى البنت فجاء الملازم ونظر اليها ووضع يده على نبضها ليتآكد انها
ميته فكانت قد أسلمت روحها لبارئها , بعدها أصبحت عصبي المزاج جدا جدا, منذ تلك الحادثه
تعذبت في حياتي ونفسيتي من ذلك الوقت وهي متلفه تعبه , اني أتخيل ذلك الموقف في كل
وقت , كأنه أمامي وهو قد مضى عليه 31سنه .
اني اذكر كل قتيل قتل , اتذكر صياحه وفجعته
, وأتذكر الأمهات والبنات الصغار كيف كانو يبكون من الرعب على أنفسهم وعلى أولادهم
واخوتهم , اتذكر الدماء والجثث , انه شيء فظيع فظيع , الكلام والوصف ليس كالحقيقة
,لقد أعدمنا خيرة من شباب الوطن , انهم مثل الورود كانت أعمارهم بين 13 و14 و15 سنة,
واغتصبنا النساء والبنات ونهبنا البيوت, إن أفعالنا والله لايفعلها اليهود, لقد قتلنا
أهلنا وإخواننا وأخواتنا بطرق وحشية , ودفنا أناس أحياء , لقد دمرنا البشر والحجر
, وتركنا وراءنا آلاف الايتام وآلاف الأرامل . اني اختصرت لكم الكثير الكثير مما رأيت
, وأقسم بالله العلي العظيم ان هذا ماحصل.
يا إخوتي اليوم قد مضى على هذه الجرائم
حوالي 31سنة وكأنها أمامي الآن , منذ ذاك اليوم وحتى هذه الساعة وانا أصحوا باليل وأكلم
نفسي, لقد قتلنا اكثر من خمسون الف واعتقلنا اكثر من 30 الف شخص وحتى الآن لم يعرف
أهلهم هل هم أحياء ام أموات.
إن الذي حصل بمدينة حماه ماهي الا جرائم
ضد الانسانية , انها جرائم بشعة يندى لها الجبين , ان من يرتكب مثل هذه الجرائم لايمكن
ان يكون فيه ذرة شرف اوانسانية اورجولة او اخلاق , انه وحش , أو إنه عديم الوصف فلا
يوجد وصفا يوصف به هؤلاء القتلة السفاحين .
ومازال هذا النظام يعتقل ويقتل ويعذب وينفي
ويرتكب كل اشكال وانواع الظلم, لايعتبر لطفلة او شاب او مسن او مريض يبطش وكانه هو
الرب, وهو الخالق وأن له الحق في ان يقتل متى شاء ويعتقل ويسجن وينفي ويعذب متى شاء,
اين العدل في هذا العالم والله ان اليهود أرحم منكم ياحكام سوريا , والله الذئاب أرحم
منكم, والله الحيتان والتمسايح ارحم, ولله الوحوش ارحم منكم , يارب يارب يارب انت العزيز
الجبار تمهل ولاتهمل يارب ان هؤلاء الحكام الظلمة قتلو اولادنا واغتصبو بناتنا ونهبو
بلادنا وأذلونا وقهرونا بغير حق, يارب أرنا فيهم عجائب قدرتك , ياألله ان هؤلاء الظلمة
استباحو ديننا وأعراضنا وسفكوا دماء اناس أبرياء, يارب أنزل عقابك عليهم في الدنيا
قبل الآخرة, ياالله انت الذي تأخذ حقوق هؤلاء الشهداء حسبي الله ونعم الوكيل , حسبي
الله ونعم الوكيل.
إني أعرف جميع الضباط المرتكبين تلك المجازر
, أعرف أسماءهم ورتبهم , وأتمنى أن اجد جهة ما حتى تساعدني كي أوثق كل هذا وأقسم بالله
العظيم اني لم اضرب انسانا قط ولم اعدم إنسانا قط ولم اسرق شيء ولم أؤذي إنسان قط ولم
اجرح إنسانا قط.
"اليسار" الأردني والانتفاضة السورية
1 أيلول / سبتمبر 2012
بسام حدادين
دفعتني حادثة عابرة إلى التأمل والبحث عن
أسباب دعم اليسار التقليدي الأردني للنظام السوري، وخصومته مع الانتفاضة الشعبية في
سورية. إذ كنت مشاركاً في خيمة عزاء في قريتي ماعين، وكانت الخيمة تفيض بالمعزين من
أبناء محافظة مادبا. فدار جدل ونقاش حول "الأزمة السورية". ابتدأ الحديث
رجل مسن انتقد بشدة جرائم النظام السوري التي "فاقت التصور" على حد تعبيره..
فكانت المفاجأة أن قاطعه صاحب العزاء، ولفت نظره وابتسامة "هادئة" تعلو محياه،
بأن كلامه يستفز "سعادة النائب اليساري" على حد وصفه.
هزتني هذه الواقعة من الأعماق، فأخذت أدافع
بحماس عن انتفاضة الشعب السوري البطل من أجل الحرية والكرامة، وأدين بأقسى العبارات
وحشية النظام ودمويته. ووجدت نفسي أوجه النقد القاسي أيضاً لسلوكيات بعض فصائل المعارضة
المسلحة التي شوهت الأهداف النبيلة للانتفاضة الباسلة، ما أضعف صدقيتها كبديل أخلاقي
وقيمي للسلطة الأمنية الفاسدة.
غادرت بيت العزاء وأنا أفكر في الدوافع
التي أدت باليسار التقليدي الأردني، أحزاباً وأفراداً، إلى الانحياز للنظام السوري،
وتبنيهم لخطابه السياسي والإعلامي نصاً وروحاً. فوجدت أن هناك تشوهات عميقة تحكم فكر
وسلوك هذا "اليسار"، وأظنها سبب وهنه وعزلته، وعدم قدرته على النهوض بمهماته
التاريخية، وأهمها:
1 - هناك فريق تربطه علاقات تنظيمية مباشرة
مع الغطاء الحزبي الحاكم، أو علاقات "رفاقية" استراتيجية مع بعض أحزاب الجبهة
التقدمية؛ الذراع السياسية للنظام السوري.
2 - هناك مواقف الأحزاب التابعة للفصائل
الفلسطينية اليسارية المقيمة في دمشق، ومواقفها تتفاوت بين معاداة الانتفاضة الشعبية
علناً، أو الصمت الصاخب الذي يعني مساواة الجلاد بالضحية.
3 - هناك عدد من المثقفين من أصول يسارية
وقومية، بعضهم نظيف اليد والسريرة، لكنه يعيش في عالم الخيال الأيديولوجي النظري المجرد،
مستندا إلى نظرية المؤامرة بأكثر أشكالها بؤساً وإثارة بوليسية. قلت بعض هؤلاء، أما
البعض الآخر، فهو باختصار "تجار شنطة". ولا أنفي وجود سياسيين ومثقفين أنقياء،
لكن على عيونهم غشاوة سياسية. بحثت في محرك "غوغل" عن موقف اليسار الديمقراطي
التقدمي السوري، وموقفه من "الأزمة السورية"، فوجدت ضالتي في وثيقة صدرت
عقب اجتماع موسع في روما أواخر تموز (يوليو) الماضي، شارك في صياغتها ووقع عليها أكثر
من عشرة أحزاب وقوى سياسية ديمقراطية من طيف فكري واسع من الداخل والخارج، وبمشاركة
شخصيات سياسية وازنه مشهود لها بإخلاصها لقضية الشعب السوري، من أمثال هيثم مناع، وميشيل
كيلو، وفايز سارة، وسمير عطية، وأيهم حداد، وغيرهم، أطلقوا على وثيقتهم اسم "نداء
روما من أجل سورية". وأجد في هذه الوثيقة التي وضعت فواصل مهمة في لحظة خلط الأوراق،
ما يستحق التبني من التيار الديمقراطي واليساري الأردني، بدل الالتحاق بالنظام السوري
أو الدعم الأعمى للثورة السورية.
1 - الأزمة السورية هي الأكثر مأساوية بفعل
الحل الأمني العسكري في مواجهة الانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة.
2 - لسنا محايدين؛ الشعب السوري يعاني قمع
الدكتاتورية وفسادها، والحل العسكري يحتجز الشعب السوري رهينة بدون حل سياسي يحقق مطالبه.
دعوة لوقف دوامة العنف، ودعم كل أشكال النضال السلمي والمقاومة المدنية بكل تعبيراتها.
3 - لم يفت الأوان لإنقاذ البلاد. ومع حق
المواطنين في الدفاع المشروع عن النفس، فإننا نعتقد أن السلاح ليس هو الحل.
4 - ندعو إلى مخرج سياسي، وندعو الجيش السوري
الحر وكل من حمل السلاح، إلى المشاركة في عملية سياسية تؤدي إلى سورية آمنة وديمقراطية،
يتعايش فيها الجميع بسلام وعدالة.
5 - نرفض أن تتحول سورية إلى ساحة للصراعات
الدولية والإقليمية.
6 - على المجتمع الدولي أن يفرض بالقوة
وقفا فوريا لإطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية.
هل يطلق الوطنيون الأردنيون نداء عمان المساند
لنداء روما؟
سلامة كيلة: صراع القوى الإمبريالية يعيق
حل الأزمة السورية
02/09/2012
المنطقة تشهد ثورات لا مؤامرات
تحت عنوان "الثورة السورية وأزمة الفهم"
استضاف مسرح البلد، أمس الأول، الكاتب اليساري سلامة كيلة محاضراً في ندوة أدارها الكاتب
موسى برهومة. كيلة، مؤلف أكثر من 30 كتابا في النظرية
الماركسية، أرجع سبب تناقض المواقف السياسية من الثورة السورية إلى وجود أزمة خلل معرفي
في المنظومة الفكرية، التي تناولتها، وتوقفت عند شكل النظام السوري من دون أخذ مجمل
تركيبته بالاعتبار.ولاحظ أن الثورات التي انفجرت من دون أحزاب، في أرجاء المنطقة العربية،
قوبلت في بداياتها بترحيب واسع من مختلف القوى اليسارية باعتبارها فعلا جماهيريا حركته
التحولات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة خلال العقدين الأخيرين، التي رافقها صعود
القوى الليبرالية الجديدة وطبقة رجال الأعمال، إلا أن هذا الترحيب سرعان ما تراجع وانقلب
إلى تحفظ عندما طرقت الثورة باب سورية.التموضع الجيو-سياسي للنظام السوري، بصفته معاد
لهيمنة الولايات المتحدة، وداعم للمقاومة، دفع اليسار العربي في مجمله، حسب كيلة، إلى
تبني ما وصفه بـ"المنطق الصوري"، الذي يعتبر كل معاد للإمبريالية هو بالضرورة
متناقض معها. لافتاً النظر أن الإمبريالية ليست مفهوماً سياسياً بل هي تكوين اقتصادي
اجتماعي، وأن سورية جزء من هذه المنظومة.
"المقاربة السياسية، التي يتبناها
اليسار، لمفهوم الإمبريالية، عاجزة عن إدراك الواقع السوري"، يقول كيلة، مشيراً
إلى أن الدولة السورية، لم تعد حاضرة بصفتها قائدة الاقتصاد الوطني منذ بداية التسعينيات،
حيث انسحبت استثمارات الدولة في قطاعات الصناعة والزراعة في ظل صعود طبقة رجال الأعمال
متحالفة مع الرأسمال الخليجي التركي في القطاعات الخدمية والاتصالات، واستفادت هذه
الطبقة من قربها من رأس النظام بحيث امتلكت نحو 30 بالمئة من الاقتصاد، في ظل امتلاك
القطاع الخاص 70 بالمئة من الاقتصاد.
كتلة أساسية من السوريين كانت ضحية هذه
التحولات الاقتصادية حسب كيلة، بحيث لم تعد قادرة على العيش، في ظل متوسط دخل بلغ
150 دولارا أمريكيا بينما وصلت تكلفة الحد الأدنى للمعيشة 620 دولارا حسب الدراسات
الاقتصادية.
هذه الجماهير الشعبية المتضررة، من المزارعين
وصغار الكسبة، وفي ظل تراجع الهيمنة المركزية الأمريكية على المنطقة والعالم، التي
كانت أهم سماتها الأزمة المالية العالمية، كانت على موعد مع الثورة التي عمت بلدان
المنطقة، والمرشحة، حسب كيلة، أن تتسع تدريجياً لتشمل أغلب دول الأطراف.
الوجه الآخر لتراجع الإمبريالية الأمريكية
وانحسار نفوذها هو صعود - ما وصفه كيلة- بالإمبرياليات الجديدة، التي تحاول وراثة الامبراطورية
الأمريكية وتضم كلاً من روسيا والصين، وأن هذا الصعود الروسي-الصيني، انعكس على المشهد
الدولي والسوري من خلال تعطيل تحرك المجتمع الدولي ضد سورية ضمن صراع بين إمبريالية
بالية وأخرى صاعدة.
وحاجج كيلة، أن ترويج الانحياز لأي من الأطراف
الإمبريالية، هو عقم سياسي بالنظر إلى أن مصالحها لا تتقاطع مع تطلعات الشعوب، بقدر
ما تمثل مصالح استعمارية تحول دون نشوء نمط اقتصادي خارج هيمنة المراكز الإمبريالية.
ونوه إلى أن الثورات هي واحدة من انعكاسات الصراع العالمي الحالي.
ورأى كيلة، أن تحالف النظام السوري مع روسيا
هو تحالف مستجد فرضه اندلاع الثورة، مشيراً إلى أن العلاقات السورية والأمريكية والتركية
والخليجية كانت في أوجها قبل نشوب الثورة، بينما كانت العلاقات مع روسيا في أدنى درجاتها،
وأن الموقف الروسي الحالي ناتج عن صفقة يقوم بموجبها الروس بتوفير الحماية السياسية
لسورية في المحافل الدولية مقابل عقود استثمارية مجزية.
واختتم كيلة بالقول إن تفكيك المنطق الصوري
الذي تحمله بعض النخب السياسية، أساس فهم الثورة السورية على حقيقتها، بوصفها ثورة
أغلبية شعبية لم يعد نظامها قادرا على تلبية احتياجاتها وتطلعتها من أجل حياة كريمة،
وأن هذه الثورة، على عكس ما تروجه بعض وسائل الإعلام، تتعرض لمحاولات استهداف وتجيير
في مسعى لإفشالها أو توظيفها في خدمة مشروعات إقليمية ودولية، معرباً عن قناعته أن
مثل هذه المحاولات لن تمنع الثورة من تحقيق أهدافها بالحرية والكرامة للشعب السوري.
العرب
اليوم - هاشم التل
تعليقات