التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قضية فصل المعلم نظمي من وظيفته تتفاعل بين وزارة التربية ورابطة الكتاب



بنت البلدوزر !
29/08/2012
أدهم غرايبة
لا يفوّت البلدوزر ابو عصام فرصة لأي اطلالة اعلامية الا و تحدث عن الاصلاح و عن ضرورة تقييم المرحلة السابقة بصراحة وتقديم نموذج جديد للشعب و عن ضرورة المشاركة الشعبية لا بل انه يتخلى عن اسس الدبلوماسية التقليدية لدى الطبقة البيروقراطيه الاردنية - التي اتخذت من مصطلح ' الهوية الجامعة ' منطلقا - لصالح النعرة الوطنية ' الشرق اردنية ' بدون مواربة !
لكنه برغم كل ذلك لم يقدم ميدانيا شيئا يستحق الاعجاب على الاطلاق , اللهم الا اعجاب ابناءه به من حيث انه ورثهم مناصب لائقة , فالمفكر الوطني ' عصام ' يمن على الديوان الملكي بأستشارات عميقة الحكمه ! لا سيما انه معروف بأنه صاحب ' مزاج ' من طراز رفيع جدا و له ' كيف ' عالي !
مؤخرا صدر ' فرمان ' من جهة غير معروفة – قيل انها رئاسة الحكومة برغم نفي احد الوزراء الذين اطلوا على احدى القنوات – يقضي بتعيين السيده ' ناديا ' مديرا عاما لمؤسسة الضمان الاجتماعي !
' علي الضمان ' لو صدق ' البلدوزر' في حرصة ليس على سمعة البلد و الحكم لا بل على سمعته الشخصية لما توسط لأبناءه للوصول لهكذا مناصب . حتى لو افترضنا ان ابناءه نوابغ عصرهم و ان نيوتن و اينشتاين اغبياء بالنسبة لهم فأنه من الحكمة في هذا الوقت ان يتدخل والدهم – خفيف الدم !- لنصحهم بعدم القبول بالمناصب من اجل اجتناب الشبهات و لتقديم نموذج نزيه يحترم فيه قدرات الاردنيين و لأتاحة المجال امام وجوه جديدة .
مصيبة الحكم في الاردن اعتقاده انه بأرضائه للبلدوزر يرضي ' اهل الشمال ' ! و بأرضائه ل' الاودي' يرضي اهل الجنوب ! و بأرضائه ل ' طاهر ' يرضي الاردنيين من اصول فلسطينية و بأرضائه ل ' عوض الله ' يرضى الاردنيين من اصل فاسد !
يا اخي فهمنا و امنا ان نظام الحكم في الاردن ملكي وراثي لكن من غير المعقول ان تكون رئاسة الحكومة وراثية و الوزراة وراثية و السفارة وراثية .
من حق العامة ان تسأل عن اسس اختيار اي شخص لملئ اي موقع عام بالبلد . و من حق ايا كان ان يسعى لأعلى ما يمكن ان يصله في جبل المناصب العامة لكن بشرط ان يتحلى بالنزاهة و الرؤية السياسية و الحرص على تطوير البلد و السعي لخدمة شعبها و البحث عن طاقاتها الكامنة.
بالامس كتبت – بتواضع - مقالا اهاجم فيه اشباح التوطين و من ذات الموقع الوطني الذي ازعمه اهاجم اليوم اشباح التوريث من السياسيين التقليديين من ابناء العشائر الاردنية الذين يمارسون ادوارا اكثر سوء من ادوار المحاصصين لا سيما انهم يتحدثون بمفردات وطنية و يزعمون ان لهم جذورا اجتماعيه و يسخرون هذه الجذور لغايات شخصية هدفها البقاء في دائرة الضوء حتى لو نفذ تاريخ صلاحيتهم السياسية .
ليسأل الحكم في الاردن نفسه ما الذي قدمه ' البلدوزر ' و 'الاودي' و امثالهم للبلد و اهلها ؟ و من اين لهم كل هذه الاموال علما ان الرواتب التي تقاضوها خلال مدة خدمتهم كانت محدودة و معروفة و لا تمكن اصحابها من ان يرفلوا بكل هذا العز ؟
للامانة , من يعيق نهوض الفكر الوطني الاجتماعي التقدمي هم ' أغلب ' جماعة البيروقراط الوطني التقليدي الذين يدعون الوطنية اصلا و يغرسون سكين مطامعهم الشخصية في ظهرها !
مصيبة الحكم انه ما زال يركن لهؤلاء و هم اصحاب رؤى ضيقة و رخوة فات زمانها التي ما زالت تبحث عن تبريرات الواقع و دون البحث عن حلول للمأزق الوطني – الاجتماعي الذي نعيشه . بمعنى اخر ان هؤلاء ليسوا جزاء من الحل بل جزاء من المشكلة , فلماذا تتم محاورتهم و ترفيعهم و اعادة تلميعهم ؟
المصيبة لا تقف عند تعينات ابناء ' البلدوزر ' و لا حتى عند تفصيل قوانين و صفقات سياسية بين الحكومات و صاحب حزب ' سكن كريم ' بل تتعداه الى تخليق اسماء مشبوهة و ضحلة لتشكيل حكومة برلمانية شكلية يتزعمها ' كابتن ' ' يترأس شركة طيران تحلق باموال الاردنيين لفائدة اشخاص معينين لا صفة دستورية لهم و لا يجرؤ اي مسؤول امني ان يسألهم الى اين تأخذون البلد ؟ فيما احمد الدقامسه و سعود العجارمه قابعون في زوايا السجن الرطبة و المعتمه ... بتهمة حبهم للاردن !


قضية فصل المعلم نظمي من وظيفته تتفاعل بين وزارة التربية ورابطة الكتاب




التقييم: مقبول
عدد التقييمات : 22
 عزيزة علي
عمان- شكلت وزارة التربية والتعليم لجنة للنظر في الشكوى التي تقدم بها الكاتب والمعلم تيسير نظمي، على خلفية فصله من وظيفته، إثر مشاركته في المهرجان السابع عشر لأيام عمان المسرحية الماضي.
وقال المستشار الإعلامي والناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أيمن البركات، إن موضوع المعلم نظمي ما يزال يدرس لدى اللجنة المذكورة. بدوره، نفى نظمي أن يكون سبب فصله من عمله كمدرس في وزارة التربية والتعليم، هو مشاركته في الدورة السابعة عشرة لأيام عمان المسرحية، مؤكدا أنه لم يغب سوى 3 أيام فقط.
وقال إنه لم يستغل الإجازات العارضة ولم يستفد منها، وهي مرصّدة له في حالة أي طارئ، كما أن تقديره في نصف العام كان "جيد جدا مرتفع".
أما رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، د.موفق محادين، فقال لـ"الغد" إن الرابطة تتابع قضية فصل نظمي، و"لن تصمت"، وسوف تواصل العمل من أجل حل هذه القضية، حيث سيتم تشكيل وفد للقاء وزير التربية والتعليم الجديد، لحل المشكلة.
يذكر أن رابطة الكتاب بعثت كتابا لوزير التربية والتعليم السابق، تذكره فيها باللقاء الذي تم بينه وبين وفد من أعضاء الهيئة الإدارية للرابطة في شهر رمضان، لإعادة عضو الرابطة الكاتب والناقد نظمي إلى عمله معلما، وطالبت الهيئة الوزير بحل مشكلته، على خلفية فصله من وظيفته منذ مشاركته بيوم المسرح العالمي في 27 آذار الماضي.
وأضافت الهيئة أن نظمي كان في مهمة رسمية لحضور مهرجان المسرح، الذي ترعاه وزارة الثقافة وأمانة عمان، ويقوم بتكليف من لجنة النقد، بمتابعة وتقييم المهرجان السابع عشر لأيام عمان المسرحية (دورة سالم النحاس) وأرسلت نسخا من الكتاب لكل من ديوان الخدمة المدنية، ووزير الثقافة الذي وعد بحل الإشكال الناجم عن كتاب مدير التربية والتعليم لعمان الأولى، بفصل المعلم نظمي من وظيفته قبل معرفة الأسباب.
وكان مدير التربية أقر بكتاب آخر أن المعلم لم يتغيب عن عمله عشرة أيام متصلة، ما بين 3/27 و4/6 من العام الحالي.











(أيوب مات وماتت العنقاء .. وانصرف الصحابا ...)
وحدك على سطح المدينة واقف ..وعمان ازدادت خرابا 

منابع القاعدة
بقلم / توجان فيصل
 29 أغسطس 2012
حذّر كتّاب أردنيون مما كشفه قادة السلفية الجهادية في الأردن من دخول أكثر من مئة "مجاهد "من أتباعهم لسوريا ضمن "جبهة نصرة أهل الشام" المعروف ارتباطها بالقاعدة. والتخوف هو من انتقام سوريا ومن وجود تنظيمات أردنية مسلحة تعمل علنًا. والأمر الثاني هو الأخطر باعتبار أن هؤلاء سيعودون للأردن حتمًا وينقلون إليه معركة "دينية" وليست سياسية.
ويلمح الكتّاب لكون التسلح وأيضًا العبور لسوريا لا يتأتى دون مباركة أو غض طرف رسمي. وهو ذات ما يستشفّ من مقالات وتقارير إعلاميّة غربيّة تتحدث عن دور أردني و"عبر أردني" شبيه بالدور الذي لعبه الأردن في الحرب على العراق. وهنا نتوقف عند أهم صلة بين الحدثين وهو دور الحكومات الأردنية في تغذية منابع القاعدة بتأزيم نابع من استماتة على إرضاء الغرب مقابل معونات شحيحة آلت لجيوب تلك الحكومات, لتزيد بضعة ملايين على مليارات نهبت بالمقابل (مثال : تهريب نفط العراق قبل الحرب ثم أمواله نقدًا بعدها) عبر غض طرف التحالف الغربي.
تاريخيًا تمثل "معان" ثيرموميتر الحرارة الشعبية في أي موضوع داخلي أو إقليمي , ولهذا كانت نقطة انطلاق انتفاضة نيسان عام 1989. وهو ما يؤيده تقريران لمجموعة معالجة الأزمات الدولية صدرا في شباط وتشرين أول 2003 ,والتقرير الثاني يعيدنا للحاضر كونه بعنوان " تحديات الإصلاح السياسي: الدمقرطة الأردنية وعدم الاستقرار الإقليمي". والتأزيم الرسمي تناوله حينها مقال لسكوت جرينوود في " مدل إيست جورنال "بعنوان " "صفقة الأردن الليبرالية الجديدة ".
ينقل الكاتب ما أوردته الواشنطن بوست من سماح الحكومة الأردنية لقوات أمريكية بالتواجد على أراضيها وباستعمال مجالها الجوي في عمليات ضد العراق مقابل حصول الأردن على مدفعيات باتريوت و150 مليون دولار معونة إضافية محتملة !! ويفند الكاتب تكذيب وزيرالإعلام الأردني للخبر بكون الحكومة اعترفت بوصول فرق أمريكية لتشغيل الباتريوت أوائل شباط 2003.
حكومة علي أبو الراغب افتعلت أزمة معان خريف عام 2002 خدمة لتلك الصفقة. يقول جرينوود : "الحكومة الأردنية حاصرت من تشكّ بأنهم مسلحون قبل نشوب الحرب. وأكثر هذه العمليات درامية جرى في معان. والقصة الحكومية الرسمية هي أن الجيش استدعي لوقف "عصابة من الخارجين على القانون " ترهب سكان المدينة. ولكن تقاريرصحفية دولية وتصريحات لمسؤولين أمنيين لم يشاؤوا ذكر أسمائهم, وصفوا العملية بأنها هدفت لأن تضع في السجون أولئك الذين يمكن أن يتسببوا باضطرابات في حالة شن الحرب على العراق". أما " استعمال القوة المفرط في معان " فيفصله تقرير معالجة الأزمات الأول بقوله " قاتل فيه آلاف من رجال الشرطة والجيش والقوات الخاصة داخل وحول المدينة.. وخلّف ستة قتلى والعديد من الجرحى والمعتقلين".. الذين قدموا لمحكمة أمن الدولة , وأبرزهم "أبو سياف" الذي بلغت حماية أهل معان له أن أطلقوا سراحه بمهاجمة مخفر الأمن .. فاعتقل في النهاية على طريق معان بكمين ضخم.
التهمة التي وجهت للمعتقلين في محكمة أمن الدولة هي "التخطيط لارتكاب جناية مخلة بأمن الدولة, بالاعتداء على القوات الأمريكية في مناطق الأزرق والجفر والصفاوي والرويشد وياجوز". وجاءت حكومة فيصل الفايز بعد أكثر من عام لتعلن عن " توجه ملكي لطي ملف معتقلي معان ", لتقوم محكمة أمن الدولة بالحكم على من اعتبروا رموزًا قيادية (منهم أبو سياف) بأحكام تصل لخمسة عشر عامًا أشغال شاقة , وبالمقابل تحكم بعدم مسؤولية كافة المتهمين بتهمة التخطيط للاعتداء المزعوم بالذات لأن "ركن ضرب قوات أمريكية على الأراضي الأردنية مستحيل لانتفاء وجود هذه القوات في المملكة, بدليل تصريحات جلالة الملك المنشورة في جريدة الدستور بتاريخ 12-7-2002 والتي تضمنت ألا وجود لقوات أمريكية في الأردن"!!! فأين كان الادعاء العام العسكري حين أعلن الملك هذا قبل أربعة أشهر من أحداث معان, وكيف يجري اعتقال وتوجيه تهم التآمر لارتكاب جنايات ضد أهداف "غير موجودة" ؟؟!!
وهذا يثبت أن " أحداث معان " بكل ما صاحبها من عسف مفرط وصولاً لمحاكمات تصل هذا الحد من الاستخفاف بعقول الناس قبل حقوقهم , كانت فعلاً لخدمة صفقة تلك الحكومة التي يفاخر رئيسها أمام الصحافة ويتحدى الشعب ليومنا هذا بقوله " أنا المسؤول عن أحداث معان " , بما يؤكد أنه بعد عقد كامل ليس هنالك في الدولة من يحاسب.. بل إن تدخلاً مشابهًا يجري في سوريا, فيما ذات الإنكار الرسمي يجري لوجود قوات أومتدخلين آخرين ,ولو باستغلال أبو سياف وجماعته التي تنامت في ظل تعاطف شعبي مبرر في ضوء ما جرى لهم.
الكاتب و المترجم و الصحفي و المعلم تيسير نظمي في نقابة المعلمين التي حرموه منها 


المعلم تيسير نظمي يكتب كلمة تهنئة لنقابة المعلمين الأردنيين بتارخ 4 تموز 2012 !!

مأساة المثقف الفلسطيني بين مجتمعه
بقلم: خباب مروان الحمد

حينما يطْمَح المُثَقَّفُ أن ينفعَ مُجتَمَعه، ويبذلَ الكثيرَ مِنْ أجْلِ ذلك، ولا يجد مِنَ المجتَمَع إلاَّ الصَّدَّ والردَّ، والنَّقْضَ والنَّقْدَ، بِقَصْدٍ وبدون قصْدٍ، فإنَّه سيُصْدَمُ بصدمةٍ في ناصيته قد تُؤثِّر في مستوى اندِماجِه النفسي والسلوكي مع هذا المجتمع!
ذلك هو المُثَقَّف الفِلَسْطيني المُلْتَزِم الذي يرنو إلى خدمةِ مُجْتَمَعِه، والدِّفاع عن هُويَّة أمَّته وحضارتها، ومُعارضة الباطل ومُراغَمَته، وتجديد معالِم الدين لدى أبناء شَعْبه، مِمَّن انطمست لديهم كثير من معالم الدين وارتباطها بحضارتهم وثقافتهم الإسلامية...
يعيش المثقَّفُ الفلسطيني هذه الأيام في حالة اغتراب شديد، تَصِل إلى حدِّ (التراجيديَّا) واجترار الأحزان؛ لأنَّه يرى أنَّ ما يغترفه مِن بَحْر العلم، وكُنوز المعرفة، وعالَم الثقافة، محاولاً أن ينفعَ به مُجتمَعَه ويبلغه رسالته، فلا يُقابَل إلا بحالةِ إِعْراضٍ كُبْرَى عن حضور مجالسه، واهتمام نادر من أبناء الشعب الفلسطيني للنهل من المصادر الثقافيَّة، ويتأسَّى حينما يرى أنَّ غالب اهتمامات كثير من الشعب الفلسطيني في المُتع الدنيوية واللذة وجني الأموال والاستهلاك والتفكير بالسياحة والسفر!!
ويستحثُّه الألم كذلك وهو يرى أنَّ كل ما يَبْذُلُه مِن جهدٍ لا يساوي عشر مِعْشار ما تبذله فتاة (مغنية وراقصة)، تأتي لبعض الأماكن الثقافيَّة؛ فتُغَنِّي وتطرب وترقص؛ مِنْ أجل عيون الآلاف المحتشدة أمامها؛ لأنَّها قد شاركتْ في برنامج (ستار أكاديمي)! فهي إذًا تستحِقُّ أنْ تفتحَ لها بوابات الجامعات، وتشارك مِنْ أَجْل ترفيه الشباب والفتيات، ولربما يوصد الباب أمام كثيرٍ مِن المثقَّفين الذين يرغبون في أن يقدِّموا لمجتمعهم الفلسطيني باقَةً من الأفكار الرائعة، وطاقة ثقافية تَهْديهم سواء السبيل!
وليس بِمُستغرب عندما يشاهد ذلك المُثَقَّف الفِلَسْطيني حالةَ الانحدار الأخلاقي، وانتشار الفساد والسوء والمجون في الشارع والمدرسة والجامعة، وليس بإمكانه أن يُقدِّم نفعًا لأمَّته إلا في جهد محدودٍ، فهو وإن شَعر بِوَخْزِ الضمير على ما يراه مِن معصية لله تعالى تَجْرِي فوق أرض الرباط دون نكير، فسيكون ذلك مَدْعاةً لبعض المُثَقَّفين لأن يلتحفوا بلحاف ثخين، ويبتعدوا عن مجتمع الناس وحركة حياتهم، قابعين في صومعتهم الفكريَّة وأحلامهم الورديَّة!
ولعلَّ بعضهم ينشد قائلاً:
ولَمَّا رأَيتُ الجهلَ في النَّاسِ فاشِيًا *** تَجَاهَلْتُ، حتى ظُنَّ أَنِّيَ جَاهِلُ
وهو ما يؤدي ببعضهم لأن يصل إلى درجة الإحباط، واليأس من حالة الإصلاح الثقافي للمجتمع، مع أنَّه حري بالمثقَّفِ ألاَّ تعتريه هذه الحالة؛ لأنَّه مُصلِحٌ ولابدَّ للمصلح من طريق المعاناة!
وإن كان المُثَقَّفُ الفلسطيني ملتزماً يُريدُ أن يقدمَ لأمته نفعًا، وكان شخصًا مُستقلاً في تفكيره، فإنَّه سيُبْتَلَى أول ما يُبْتَلَى بالكثير مِنْ ضيِّقِي الأُفق من المنْتَسِبين للأحزاب والجماعات الفلسطينيَّة كذلك!
لأنَّهم يَرَوْن في الشخص المثقَّف المُلْتَزِم المستقل حالةَ شُذُوذ عمَّا ألِفُوه في مُجْتَمَعِهم المحزَّب المُسيَّس، ولربما يختلف عن الطراز العام مِن عُمُوم الشعب الفِلَسْطيني المتحَزِّب لفئة، أو المؤيد المطلَق لِجِهَةٍ ما دونما تحزب، فهو متَحَيِّز لا مُتَحَزِّب!
وحين تتحدَّث للمثقَّف عن سبب فتوره في سبل الإصلاح الثقافي فإنَّه سيقول لك والحزن باد على وجهه: ها نحن نشعر أنَّ مُجتمَعُنا الفِلَسطيني قد قلَّتْ لديه الجوانب الإيمانيَّة، وضعف اهتمامُه الثقافي بتاريخ قضيّته وثقافتها، وتأصَّلتْ فيه النوازع الحزبيَّة، فكانتْ أحكامُ كثير منهم (سطحيَّة)، وفي الوقت نفسه (فوقيَّة)؛ بمعنى أنَّهم لا يمكنهم أن يُغَيِّروا مِنْ رأيِهم!
بل قد يُخبرك المثقَّفُ الفِلَسْطيني المستَقِل أنَّه قد عانى كذلك من بعض إخوانِه (الإسلاميين)، فهو عندما يريد أن يتقدَّم بأفكارٍ يطمح لتقديمها ونشرها، فسيرى التواءً عجيباً في التجاوب والتفاعل معه مِمَّن يكونون في سدَّة تلك المناصب، فتارة يعتذرون له، وأخرى يتهرَّبون من إجابته، أو يذكرون له أعذاراً أوهى من بيت العنكبوت؛ فيَحُولُون بينه وبين الجماهير؛ وذلك لأنَّ طريقتَه وتفكيرَه يختلف عنهم وعن مستوى تَفْكيرهم وطريقتهم وتصوراتهم!
وفي الوقت نفسِه، فهو يُعاني مِن بعض جهات السُّلطة، التي لا تُعطيه قَدْره، ولربما تَمْتَحِنُه بين فَيْنةٍ وأخرى، وتضْغَطُ عليه بأسلوبٍ أو بآخرَ؛ لكي يضعفَ أو ينثنيَ عن ممارسةِ نشاطه الثقافي في بلاده، أو تكسبه لصالحها، مع أنَّه ليس له في الأحداث السياسيَّة ناقَةٌ ولا جَمَلٌ، ولكن ما دام أنَّه مُثَقَّفٌ ومُتَدَيِّنٌ، فسيبقى تحت دائرة المجْهَر!
•        المُثَقَّفُ وطُمُوحَاتِهِ: هل سَتَصطَدِمُ بِالوُاقِعِ؟
إِلامَ يهدفُ المثَقَّف الفِلَسْطيني إلاَّ أنْ يُشاركَ في بناء الأمَّة الفِلَسْطينيَّة، ويُقَدِّم أعلى ما لديه مِن إمكانات فكريَّة؛ لِخِدْمة المجتمع الفِلَسْطيني الذي لطالَما تحدَّت المثقَّفُ مع نفسه في بدء طلبه للمعرفة والثقافة، أنَّه سيكون من بناة النهضة والوعي في فكر الأمَّة الفلسطينيَّة بمنهجٍ ثقافي أصيلٍ مُعاصِرٍ، ويكون متَجَرِّدًا حقًّا مِنْ كُلِّ علائقَ دونيَّةٍ، إلاَّ بالارتباط بربِّه أولاً، وعلاقتِه الحسنةِ مع مجتَمَعِه الفِلَسْطيني ثانياً، وهدفُه أن يقدِّمَ لمجتمعه شيئًا مِمَّا علَّمه الله، ويبتعد عن النظام الرتيب، والتقليد البليد، في وسائل التعلُّم والتعليم، بل يُبدع ويُجَدِّد ويَجْتَهِد في كلِّ وسيلةٍ لإيصال رسالته وفكرته.
لو جلستَ مع أيِّ مُثقَّفٍ فِلَسْطيني ينْتَمي لدينه وأمته بحق، لَوَجَدْتَه حزينًا وهو حسير على ما آلتْ إليه الأحوالُ في بلاده، فهو يرى أنَّ اهتمامَ الشارع الفِلَسْطيني بمُشاهدة مُباريات الفريقَيْن الإسبانِيَّيْن (ريال مدريد) و(برشلونة) أكثر مما يهتم بِحُضُوره للصلاة، بل إنه سيَتْرُكها؛ لأنَّ الأولويات عندهم تؤكِّد ضرورة تقديم الأهم (مشاهدة كرة القدم) على المهم (صلاة الجماعة)، فإن كان هذا تعامُل جمهرة واسعة من الطيف الشبابي الفِلَسْطيني، فيَسْتَحِيلُ أن يثنوا ركبهم عند القراءة والمطالَعة ومُشاهدة البرامج الفكريَّة والعلميَّة، أو أن يحضروا دُروسًا علميَّة، ومحاضرات ثقافية في بعض الندوات والمؤتمرات - على قلتها كذلك!
نَتَحَسَّر معشَرَ المثقَّفينَ عندما نرى في شهر رمضان المبارك عددًا هائلاً من الأمسيات الرمضانية، والتي يُحْيِيها الفنانُ والمغني والموسيقار! أمَّا أن نجدَ أُمْسِيَةً رمضانية إيمانية يجتمع فيها عدَدٌ من مثقَّفِي الشعب الفِلَسْطيني الملتزم بدينه، غير المتَفَلِّتِ أخلاقيًّا - فلن يكون، وإن أردتَ إيجادَه فلن تستطيعَ أن يكونَ ذلك إلا بشقِّ الأنفس، بل قد يُظَنُّ بك ظَنُّ السوء، وتخرج بعد ذلك بخُفَّيْ حنَيْن!
كم يتألَّم المثقف الملتزم المُفكِّر بحال شعبه الفلسطيني عندما يرى أنَّ ثلَّة من شباب فلسطين يكون هدف الواحد منهم التسجيل في معاهد تعلم (الموسيقى)، وتراه يتخايل بمشيته الطاووسيَّة في السوق والشارع، وقد حمل القيثارة على كتفه أو بيده؛ لكي يتَّجه إلى تلك المعاهد فيخرج لنا بعد سنة أو أقل أو أكثر موسيقاراً كبيراً، وكأنَّ الشيء الذي ينقص من تقدمنا الفلسطيني هو تشجيع افتتاح هذه المعاهد الموسيقيَّة، مع أنَّ هنالك ما هو أولى منها من قبيل تشجيع فتح المؤسسات العلميَّة، والملتقيات الثقافيَّة، ومراكز الأبحاث والدراسات، وربط الشباب والفتيات أكثر فأكثر بمراكز تعليم وتدبر القرآن الكريم، فهي التي ستخرج لنا جيلاً واعياً حضارياً يعيش واقعه ولا يعزف على الألحان فيعيش الأوهام والأحلام!!
وأمَّا شأن النِّسْوة والفتيات: فقد بِتْنَ يَقُمْنَ الليل بِمُشاهدة المسلسلات التركية وغيرها، وتراهنَّ يرتبن لذلك موعداً، ويهيئن الجو المناسب، فَيُحضِرنَ (القهوة) و (الشيوكلاتة) وشيئًا من (الموالح)؛ لكي يستمتعْنَ بقضاء ليلٍ جميل مع ذلك المسلسل التركي أو الرومانسي اللطيف، ويكون التطبيق الفعلي بين بعض نسوة وفتيات فلسطين في الجامعات والأسواق، من خلال اللباس والموضة والأزياء، أو تعارف الجنس اللطيف (الفتيات) على الجنس الخشن (الشباب).
ولا غرو أن نجدَ المُحْتَلَّ الصِّهْيَوْنِيَّ يَتَنَدَّرُ بِمِثْل هذه التجمُّعات الشبابيَّة والنسويَّة في الجامعات، ويقولون - كما قال لي أحدُ المُحَقِّقينَ اليهود معي في سجن (الجلمة) -: إنَّ جامعاتكم انقلَبَتْ من أن تكونَ جامعات الفكر والمعرفة إلى أماكن للمُلتقيات والغَزَل بين الشباب والفتيات!
وصَدَق وهو كَذُوب!
ويَهُولُكَ ما تراه من تلك المؤسسات النسويَّة والمراكز الثقافيَّة المخصَّصة للمرأة، التي تستقي دعمها من جهات غربيَّة لا يمكن أن نظنَّ بها خيراً، فتزرع في عقول الفتيات مفاهيم خاطئة، مجانبة للحقيقة، مجافية للصواب والدين والتقاليد والأعراف الاجتماعية الصحيحة، وتخرج بعض الفتيات في بلادنا مفتونة بأولئك المتحررات، ويرددن ما ردده أسلافهنَّ من قبلهنَّ: بضرورة تحرير المرأة، ويسردن عدداً من البنود التي تحملها تلك المدارس النسويَّة التغريبيَّة، ويكون عندنا بصمات منهنَّ يَسِرنَ على طريقة (هدى شعراوي) و(نوال سعداوي) و(صفيَّة زغلول) وغيرهنَّ من دعاة التغريب في مصر!
وأغرب ما تُشاهده في بلادنا وخصوصاً لدى (عرب الداخل) : انتشار فكر التطبيع والتساوق الثقافي مع المحتل الصهيوني، وكأنَّ شيئاُ لم يكن! وكأنَّ المحتل ما دخل بلادنا واحتلَّها! لا بل هو مُرحَّب به لانخداع بعضهم بأساطير يهود وأنَّ لهم الحق في التعايش معنا! ولربما ترى مجموعة من الشبَّان والفتيات الفلسطينيات، والفتية والفتيات اليهوديات، في مطعم أو متنزَّه وهم في حالة مرح ومسامرة وضحك ومواكلة! وما الإشكال في ذلك في عرفهم ما دام أنَّ الفلسطيني جار لذلك اليهودي، وقد نسوا أنَّه محتل لبلادهم!
تلك هي حالة موجودة في شعبنا الفلسطيني، فلماذا نكذب أيها السادةُ ونُحاوِلُ أن نُمَنِّي أنفسنا بمجتمع مُختَلِفٍ عمَّا رسَمَتُهُ لكم، وقول الحق لا شكَّ أنَّه مُرّ، ووصف الداء من الطبيب للمريض شديدٌ عليه، ولكنَّ المشكلة لا بُدَّ أن تُذكَر لكي نعرف حقيقةَ حالِنا، وبَدْء العلاج يكونُ من ذِكْر الداء، وهذه هي الحقيقةُ!
إنَّني حينما أتحدَّث عن هذا الواقع المزري، أعلم أنَّ هنالك من يشاركني الهمَّ والحنو على مجتمعه، وأنَّ هنالك كثير من الشباب والفتيات مِمَّن ثبتوا على قيمهم ودينهم وثقافتهم الأصيلة، وابتعدوا عن أي مصدر ثقافي يضر بهم، وكان لهم قدم صدق في التعلم والمعرفة، وقصب سبق في العمل والعطاء، ولكن كم هم من بين سائر شعبنا الذي صار يغلب عليه الفتور والتراخي، والكمون والركون والسكون، والانشغال بالملهيات عن مصادر الثقافة، بل الترحيب بالنتوءات الفكريَّة، وتضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه؟!!
•        المثقف الفلسطيني: غربة في الواقع وألم في الداخل:
أحس أني بأرض ليس يسكنها *** غيري وأني سجين بين أسوار
من كان مثلي غريبا سوف يفهمني *** من يقبض الجمر يروي مثل أخباري!
إنَّ ملاحظة المُثقَّف الفلسطيني لمثل تلك المآسي الواقعيَّة في بلاده التي تتنكَّب طريق الثقافة، تجعله يشعر بأنَّه شخص غريب عن ذلك المجتمع، فتفكيره بعيد عن تفكيرهم، واهتماماته مختلفة عن اهتماماتهم.
إنَّه يجب علينا قبل الولوج للحديثِ عن سُبُلِ التصحيح الثقافي أن نُدرِكَ أنَّنا نعيش حالةً مُزريةً من التآكُل الثقافي، والضعف العلمي، والهشاشة الفكريَّة.
إنَّ مِما يُرثى له أن قضيَّةُ تعليم الناس وتحسين مستوى تفكيرهم ودَعْوتهم للمنتديات الثقافية قد باتت من الأمور الثانوية أو الهامشية لمجتمعنا، بل ليس لها مجالٌ ونصيبٌ للتفكير به حتَّى على مستوى الأكاديميين في الجامعات، يُقابِلُها كذلك تدنِّي اهتمامات الكثيرين من شباب وفتيات الأمَّة الفِلَسْطينية؛ حيث باتَتْ تَنْجَرِف وتنْحَدِر إلى متابعة الأفلام والمسلسلات والموضة والأزياء والمباريات.
قديماً قال المُفَكِّر الجزائري مالك بن نبي - رحمه الله -: "إنَّ الكُتُب والأفكار التي تؤثِّر في التاريخ؛ إنها العواصِفُ التي تُغَيِّر وجه العالم"، وإن أردت أن ترى مجتمع ( الرأي قبل شجاعة الشجعان) فما عليك إلاَّ أن تذهب للمكتبات ومعارض الكتاب وترى كم هي الفئة القليلة في بلادنا التي تهوى وتحب القراءة والمطالعة، وما عليك إلاَّ أن تدخل بعض مكتباتنا في مُجْتَمَعنا الفلسطيني وستُصْعَقُ حينما ترى أنَّها من أقل الأماكن التجارية مبيعًا واستهلاكًا لعموم المُشْتَرين – هم يقولون: بسبب الأوضاع الماديَّة!!-، بعكس الأماكن التي تبيع الأثاث والسيارات ولو بالتقسيط المريح، ولو كان على مدى خمس سنوات، أمَّا أن يشتريَ الشابُّ أو الفتاةُ كتابًا أو ينتفع بمجلة، أو يغدو ويروح لحضور درس علم أو مجالسة عالم أو مفكر، فهذا أمرٌ دونه خَرْطُ القَتَاد!
لئن كان المُثَقَّف يعيش حالة اغتراب في بعض دول الإسلام، فإنَّه يعيش في حالة اغتراب قصوى في فِلَسْطين، فقلَّةٌ قليلة من أهل هذه البلاد يهتمون بالشؤون الثقافية والعلميَّة والمعرفية، ولربما إن تحدَّثَ بَعْضُ المثَقَّفِين أو المتخَصِّصينَ مِنْ طلَبَةِ العلم في بعض الجوانب المُهمَّة علميًّا ومعرفيًّا، لَقَالَ بعضُ الناس - وقد يكونون مِن قِياداتٍ وطنيةٍ أو إسلامية - (لا تَتَفَلْسَف)؛ (هنالك ما هو أَوْلَى)؛ (لا تخدروا الأمة بأَوْهامِكم)، (لا تغرقونا بالجزئيات)؛ (البلاد مُتَدَهْوِرة، وأنتم تتحدثون في مسائل لا تهمُّ)، طبعاً - لا تهم بحسب رأيهم!
وكأنَّ أولئك القومَ حينما يتحدثون ذلك الحديث، حَرَّرُوا بلادَنا مِن جرائم المحتلِّ، أو صَنَعُوا لنا دولةً تخافُها أُمَمُ الشَّرق والغرب، ولربما أسْقَطُوا خلافاتهم وأخطاءَهم على الآخرين مِن أبناء شَعْبِهم!
وبعيداً عن حسناتها فإنَّ مِن أكبر مشكلات تنظيماتنا الفِلَسْطينيَّة: أنَّ هذه الأحزابُ السياسية قد انشغلَ بعضُها ببعض بكلام سياسي تافه؛ لا يرجع لأمَّتنا الفلسطينية مجدها وعزها تجاه عدوها الذي يتربص بها بين فينة وأخرى! وأنَّها أُغْرِقَتْ بشكلٍ كبير في العمل السياسيِّ والنِّضالي، كما أنَّها ركَّزتْ في طريقَتِها الحركية على التَّلْقِين الحزبي لأتباعها، وبناء هياكلها التنظيميَّة والإدارية، دون أن يصنعوا جيلاً وكوادِرَ قادرةً على أن تنفع مجتمعها، ويكون لها دور فريد في إنقاذ الشعب من مصائب تلمُّ بهم، وأزمات تحيط بهم، وأن تجتمعَ تلك القيادات المُثقَّفة بمُثَقَّفِي الشرق والغرب، ويكونَ لها اسمُها وثِقَلُها في المحافل الدوليَّة وفي المؤتمرات العالمية كشخصيات علميَّة وثقافية ناضِجة في حالتها المفاهيميَّة المفيدة لِشَعْبِها ووطنها وأمتها الإسلامية كذلك.
•        خطوات على طريق النجاح الثقافي:
إنْ كُنَّا قد تحدثنا عن وصْفِ حالتنا الفِلَسْطينيَّة البائسة في التردِّي الثقافي، والهزل العلمي، فلابدَّ من طليعة ثقافيَّة تضع نصب أعينها عدَّة جوانب؛ لكي نستعيدَ البناء الثقافي لأمتنا الفِلَسْطينية المؤمنة من جديد بشكل رائد ومتَقَدِّم، وهذا دور المثقف حيث ينتهز الفرصة في وقت الأزمة ويكون كما قال طرفة بن العبد:
فإن قِيل مَن فتى خِلتُ أنني *** عُنيتُ فلم أكسل ولم أتبلدِ
وليس هنالك مِن حلٍّ تجاه تلك الأورام والأمراض المتداخلة مع شعبنا الفلسطيني إلاَّ ببناء مجتمع متماسِكٍ مِنْ قِبَلِ المُثَقَّفِ الفِلَسْطيني المؤمن بربه، والمنسجم مَع واقِعِه، وتحمل الأذى والاضطهاد والصبر على أذى الناس لقاء ما يريد بذله مِن مفاهيم وأدوات؛ لِزَرْع حقول معرفيَّة في مجتمعه، ونشر ثقافة المحبة والتواصل بين المجتمع، ومُحاولة الضغط على مؤسسات السُّلْطة لإتاحة مساحة مِن الحرية، تَقْضِي بالإذن بفَتْحِ نوادٍ ثقافيةٍ ومراكز علميَّة؛ لكي يكون هنالك مجالٌ للتدارس والتلاقح الثقافي والمعرفي، فكما هو معروف: العقولُ ينقح بعضها بعضًا، وعلى المثقف الفِلَسْطيني أن يحاولَ التفكير الجاد في سبُل تذليل الصعوبات التي تُواجِه أمَّته.
وعليه أن يحاولَ طَرْقَ مِثْل هذه الموضوعات في عدَدٍ مِنَ المدارس والجامعات، وشجع على الازدياد من المطالعة، وحث المجتمع على القراءة، وأن يوجد بين كافة أطياف المجتَمَع الفِلَسْطيني وعيٌ تامٌّ يقضي بأن خنق الإبداع الثقافي الملتزم سيخلق لدينا جيلاً هزيلاً هشًّا في المجتمع بدون مروءة ولا كرامة ولا عزة، ولربما خَلَقَ لدَيْنَا تجمُّعات تمارس العُنف؛ لأنَّها لم يؤذن لها أن تمارسَ النشاط الملحوظ أمام أعين الناس وعلى الملأ وتحت ظل الشمس وفوق الطاولة، فيتكون عندنا أناسٌ كارهون لمن يحول بينهم وبين ممارسة حقِّهم الفكري والثقافي، ويتحول إلى شخصٍ مُنْدَفَع تقودُه العاطفة لا المعرفة، والاندفاع لا الدراسة، والتطرُّف لا الاعتدال، وحينها لن نجني من الشوك العنب!
•        إلى المثقف الفلسطيني: دعوة للعمل وحذار من الكسل:
إنَّ المثقف هو قلب الأمَّة النابض الذي يشعر بهموم الأمة، ولا بدَّ أن يكون له موقف ديني وأخلاقي تجاه ما يحدث من أزمات؛ لكي يكسب رضا الله فيرضى عنه الناس ويمنح التخليد في التاريخ.
إنَّ على المثقف الفلسطيني دور كبير بتبصير شعبه بالحقوق والواجبات، وتسليحهم بالعلم والمعرفة؛ فإنَّ أمَّة تعيش على الاهتراء الثقافي، والنسيان أو التناسي لقيمها وهويتها فضلاً عن التنكر لذلك، مصيرها محتوم بالفشل وتكون بذلك قد حجزت لنفسها مقعداً بين الأمم المتخلفة وابتعدت عمّا من شأنه أن يرقى بفكرها وثقافتها.
إنَّ على المثقف مواجهة عواطف الجماهير بروح تجمع بين المعرفة والحكمة والموقف، خصوصاً أنَّ العاطفة تكون سيدة الموقف في كثير من القضايا، فهو في خطاباته لا يشحن العواطف ويحركها فحسب ، بل إنَّه يواجهها بعقلانيَّة وعمل مثمر بنَّاء ، وتسخير للطاقات في خدمة دينها وأمَّتها.
المثقف صاحب فكر وهدف ، باحث عن الحقيقة، شجاع في اكتشاف المجهول، لا يرديه قول قائل، ولا تخذيل مخذل، بل يجهد نفسه للوصول إلى المطلوب، ليحقق طموحاته وأهدافه، ومع ذلك فإنَّه يحذر وينتبه إن أراد رضا الله عنه وعزَّته أمام الخلق أن ينجرف فيكون بوقاً لأحد سواء أكان بوقاً لسلطة أو حزب أو مناطقيَّة، فيكون كما كتب المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله في يومياته ، بتاريخ 18 ديسمبر 1962، ما نصه: ( هناك مجتمعات يعتبر الوعي فيها أرخص من الخبز، والمجتمع المسلم واحد من هذا المجتمعات، والسبب في هذه الوضعية بسيط، خيانة النخبة المثقفة والسياسية، فالخيانة تسكن وعي الزعيم والشيخ والمثقف)....
اللهم لا تجعلنا منهم !!!




هكذا يتم رفع أعداد المسجلين للإنتخابات.. عسكريون وموظفو هيئات حكومية يشتكون اجبارهم على التسجيل
الخميس 30 آب/أغسطس 2012
يؤكد موظفون في القطاع العام وكادر الهيئات المستقلة وعسكريون في الجيش والاجهزة الامنية تلقيهم تعليمات بالتسجيل للانتخابات تحت طائلة المحاسبة.
وتتواتر شهادات تؤكد وصول أوامر مكتوبة وشفوية تهدد كل من يمتنع عن تسجيل نفسه وذويه، فيما تحدث البعض عن طلب اثبات يؤكد الانصياع للاوامر .
واشار مواطنون -تحفظوا على ذكر اسمائهم- الى ان الاوامر طلبت العسكريين ومنتسبي الاجهزة الامنية تنفيذ هذا الطلب باعتباره واجباً وطنياً،لافتين الى ضغوط تمارس على المجندين في هذا الصدد، غير ان مصدرا -امتنع عن ذكر اسمه -  لـ "العرب اليوم" نفى ان تكون القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قد ضغطت على منتسبيها، وتم أخذ تعهدات خطية منهم بتسجيل ذويهم وأقاربهم في جداول الناخبين.
وقالت صحيفة "الغد" في عددها الصادر اليوم اليوم (الخميس) أن هيئة مكافحة الفساد اصدرت تعميماً لموظفيها تطلب منهم التسجيل للانتخابات مهددة بمعاقبة الممتنعين .وسبق ان ارسلت دائرة ضريبة الدخل كتاباً طلبت فيه تفويض موظفي احوال مدنية لتسجيل موظفيها في مكان عملهم.
وتأتي الاجراءات في ظل اللامبالاة الشعبية بالانتخابات التي تصفها جهات معارضة بالعبثية،في اشارة الى انها تجري وفقاً لقانون يقصي القوى السياسية وغير مؤهل بانتاج مجلس نيابي ممثل لارادة الاردنيين.وتضاعف المعدل اليومي للمسجلين في الاردن ليبلغ نحو 50 الف، بعد السماح بتسجيل الاقارب، ورصد منظمات اهلية من بينها التحالف المدني لمراقبة الانتخابات حالات تسجيل جماعية .ويؤكد مواطنون نقل "شوالات" من البطاقات لصالح مرشحين مفترضين يعدون لخوض الانتخابات.
وحتى يوم امس وبعد مرور اكثر من 75 بالمئة من مدة التسجيل لم يتجاوز عدد المواطنين المسجلين اكثر من نصف مليون من اصل 3.7 مليون يحق لهم التسجيل( 13.6 بالمئة) على الرغم من السماح للمواطنين بتسجيل بالوكالة(دون حضورهم الى مراكز التسجيل).
وعمدت الحكومة الى تدشين حملة ترويج للتسجيل واقحام مكاتب الشؤون الفلسطينية في المخيمات واستحداث نحو 70 مكتب احوال جديدة وتمديد فترة التسجيل حتى الساعة السابعة مساءً وفتح مكاتبها في ايام العطل .
من جهته حذر مسؤول الملف الوطني في حزب جبهة العمل الاسلامي محمد الزيود وحذر من الدفع بالمؤسسة العسكرية في معركة الانتخابات،مشيراً الى "تواتر الانباء عن تفريغ بعض العسكريين للعمل لدى دائرة الاحوال المدنية من اجل استصدار بطاقات للعسكريين للمشاركة القادمة وكذلك التعميم على منتسبي القوات المسلحة الاردنية للحصول على البطاقات المذكورة وان عدم الحصول يعرضهم للمساءلة ".
وتابع:" هذا الامر حذرنا منه مراراً من اقحام المؤسسة العسكرية الاردنية- وهي المؤسسة التي نحترمها ونجلها في مثل هذه القضايا السياسية، وهي مؤسسة نحترم خصوصيتها ونريدها لكل الوطن وليست سيفاً في يد احد يستخدمه متى شاء ."
وقال "هنالك حالة من اللامبالاة سيطرت على شرائح كبيرة من الشعب الاردني وخصوصاً في المدن الرئيسية", حيث "تدنت نسبة الحاصلين على البطاقة", واضاف "في المقابل استمات الحكومة في الحشد والتحشيد بكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة واستخدامت المساجد وخطبائها للحشد والتأثير على المواطنين للمشاركة القادمة".وتساءل:"هل الانتخابات القادمة بهذه الاجواء ستكون نزيهة ؟".



تفاصيل خطرة حول انقلاب "الضمان الاجتماعي"
الخميس, 30 آب/أغسطس 2012
فهد الخيطان
بدا التغيير في مؤسسة الضمان الاجتماعي مفاجئا وغير متوقع. فبالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء فايز الطراونة، عن نية الحكومة استئذان الملك لإضافة مشروع قانون الضمان الاجتماعي على جدول الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، أجرى الطراونة تغييرا شمل أهم منصبين في "الضمان"؛ مدير المؤسسة، ورئيس الوحدة الاستثمارية.
نائب المدير العام ناديا الروابدة، حلت مكان المدير السابق الدكتور معن النسور الذي شارف عقده على الانتهاء. وعرف عن النسور تشدده وممانعته لمحاولات التدخل الحكومي في سياسات المؤسسة وقراراتها. نائبته التي احتلت مكانه تعمل في المؤسسة منذ ربع قرن تقريبا، وتدرجت في السلم الوظيفي إلى أن وصلت منصب المدير العام. ويأمل الكثيرون أن تسير على درب النسور. ولكونها ابنة رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، يؤكد المقربون منها أنها ورثت عن والدها القدرة على الإدارة الحصيفة والذكية.
التغيير الملفت وربما "الخطير"، على حد وصف خبراء في مؤسسة الضمان، هو الذي طال منصب مدير وحدة الاستثمار المعنية مباشرة بإدارة استثمارات بمئات الملايين، ويملك مجلس إدارتها القرار الاستثماري في المؤسسة. الوحدة التي تدير مدخرات الأردنيين، وتعد الصندوق السيادي الأول والأخير في الأردن، دانت إدارتها لرجل أعمال من القطاع الخاص هو هنري عزام، الذي حل مكان أستاذ الاقتصاد الدكتور ياسر العدوان.
لم يكن العدوان من أنصار المدرسة النيو-ليبرالية في الاقتصاد، والتي غزت الإدارة الأردنية في السنوات الماضية. يمكن القول إنه محافظ، ولذلك لم يكن مستعدا للمغامرة في قراراته الاستثمارية، وقاوم ضغوطا حكومية، سواء لجهة التخلي عن حصة الضمان الاجتماعي في استثمارات ناجحة كبنك الإسكان وبيع أسهم المؤسسة إلى مجموعة استثمارية خليجية، أو تقديم قروض ميسرة لجهات حكومية.
المدير الجديد للوحدة الاستثمارية هنري عزام، من دائرة الأصدقاء المقربين لرئيس الوزراء، فقد تزاملا على مقاعد الدراسة الجامعية. عزام كان من قبل مديرا لشركة أموال "إنفست"، ثم مديرا لبنك دوتشي بنك في إحدى دول الخليج لفترة قصيرة.
سبق لرئيس وزراء سابق أن عين عزام في نفس المنصب، لكنه تراجع عن قراره في اللحظة الأخيرة، بعد أن سُجلت اعتراضات عليه من جهات عديدة.
يؤكد خبراء في الضمان الاجتماعي أن التغيير في قيادات المؤسسة سيجعل القرار من الآن فصاعدا في يد الحكومة. وثمة مؤشرات قوية على أن التغيير في الوحدة الاستثمارية سيفتح الباب من جديد لإتمام صفقة بيع حصة الضمان الاجتماعي في أحد المصارف لمجموعة استثمارية. وفي المعلومات أيضا وعود بمناصب تم التفاهم عليها بين رجل أعمال والمجموعة الإستثمارية الطامحة بزيادة حصتها في أحد المصارف، وذلك خلال زيارة قام بها رجل الأعمال "المسؤول" إلى دولة خليجية قبل أسابيع. وفي هذا المجال، هناك تفاصيل مثيرة للغاية لا يمكن نشرها قبل التأكد من صحتها. إضافة إلى ذلك، يتوقع الخبراء ذاتهم تسوية ملفين استثماريين عالقين، تحفظت عليهما إدارة الوحدة الاستثمارية ومديرها السابق.
لا نقول إن أموال الضمان الاجتماعي في خطر، لكن من الطبيعي أن نشعر بالقلق عندما يتولى رجل أعمال يهوى المغامرة إدارة الوحدة الإستثمارية، وكذلك حين يتوسط رجل دولة لدى إدارة المؤسسة لتعيين سائقه عضوا في مجلس إدارة إحدى الشركات التي يساهم فيها "الضمان الاجتماعي"؛ وهذه ليست نكتة إنما واقعة حقيقية.



لاجئون فلسطينيون يطالبون السفارة الفلسطينية في الأردن بنقلهم إلى غزة‏
30 أغسطس 2012
طالب لاجئون فلسطينيون يقطنون في سكن (سايبر ستي) الكائن في مدينة الرمثا شمال الأردن، الخميس، بنقلهم إلى قطاع غزة.ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن مصدر دبلوماسي فلسطيني رفيع فضّل عدم الكشف عن اسمه قوله إن "عائلتين فلسطينيتين من أصل 4 عائلات يقطنون في سكن (سايبر ستي) شمال البلاد، كانوا يقيمون في مدينة درعا (جنوب سوريا) ويحملون وثائق مصرية، طلبوا من السفارة الفلسطينية في عمّان منحهم جوازات سفر فلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة". وأكد المصدر أن "السفارة الفلسطينية في عمّان وعدت بنقل طلباتهم إلى رام الله للبت فيها" .يذكر أن هناك 4 فئات من اللاجئين الفارين من سوريا يقطنون في سكن (سايبر ستي)، الفئة الأولى أردنيون من أصل فلسطيني وبعضهم يحمل أرقاماً وطنية، والفئة الثانية أردنيون سحبت منهم الأرقام الوطنية، وفلسطينيون (من غزة) يحملون وثائق سفر مصرية، وفلسطينيون يحملون وثائق سورية.وقدّرت إحصائية حديثة صادرة عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في الشرق الأدنى (الأونروا) عدد اللاجئين الفلسطينين الفارّين من سوريا والمحتجزين داخل مجمع (سايبر سيتي) في الرمثا بنحو 155 لاجئاً، في حين يقدّر عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى (الأونروا) بنحو 750 لاجئاً.
 
button-black-Scom.png
button-black-us.png
button-black-tn.png
button-black-tay.png
button-black-jeeran.png
RenderedbOMO.png
red-flower.JPG 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا