من وراء الفشل المرتقب لزيارة ملك الأردن للكويت ؟


على هامش زيارة الملك عبدالله للكويت 




كتب تيسير نظمي على صفحته على الفيسبوك ما يلي:



ذات يوم بعد إعادة تأسيس جريدة الوطن الكويتية من جديد عام 1991 سألني الدكتور عايد مناع عن الخلل في العلاقة الأردنية الكويتية عاتبا أن الكويت هي الدولة العربية الأكثر سخاء في دعمها المادي لما كان يسمى بدول الطوق وبدعم الصمود وما إلى ذلك من تسميات على خلفية الموقف الأردني من تبعات غزو الكويت فاجتهدت أن قلت له : أنتم كنظام سياسي قدمتم الدعم للأنظمة وكان عليكم أن تقدموها للشعوب ويبدو أن الشعب الأردني لم يحس مباشرة بذلك الدعم ولم ينعكس على حياته في حين أن الأنظمة التي تقودها أحزاب - الحزب الواحد في الغالب- يكون لها أفرع في أقطار المعمورة فيتم الدعم لفرع الحزب و قنواته فيحس الأشقاء أن ذلك النظام فعلا يدعمهم ... ولم يقصر الرئيس العراقي الراحل في ذلك الدعم سواء للإعلاميين الأردنيين أو الحزبيين أو الكتاب حيث كانت تنهال عليهم أموال يحرم منها الكثير من العراقيين أيام الحصار . ورغم مرور أكثر من عشرين سنة على هذا التساؤل المشروع إلا أنني سأعيد اليوم صياغته للأشقاء في الكويت بطريقة أكثر حضارية : لقد عاش على أرض الكويت أكثر من جيل عربي منهم من ولدوا وتعلموا وتخرجوا وعملوا فيها وفي مدارسها واكتسبوا خبرات تفتقر لها الأردن التي رزحت تحت الأحكام العرفية نحو 35 سنة منذ الانقلاب على حكومة النابلسي المنتخبة وهي أول وآخر حكومة منتخبة حتى اليوم ماذا استفاد الأردن من نصف مليون من مواطنيه عادوا إليه بالأموال والمدخرات والخبرات النادرة ؟ ذلك أن ما بناه هؤلاء وما استثمرته الكويت بهم وبأبنائهم جرى تقويضه في الأردن وليس شفط أموال النفط بحوزتهم وحسب .. فهؤلاء حقيقة كانوا بحكم المعايشة أكثر مصداقية من الصحافة والإعلام الأردني الذي مايزال يتخبط حتى اليوم ويظن أن بمقدوره منافسة الصحافة والثقافة والعلم والحضارة والحريات الديمقراطية التي سادت الكويت منذ الاستقلال حتى كارثة الغزو التي دمرت العراق نفسه والأمة والروابط بين الأشقاء والشعوب .. لو كنت مكان الكويتيين لما سألت عن الأموال بل لسألت عن الناس من باب الوفاء للنفس ولهم فكل من جاء من الكويت لم يرتكب جريمة حتى يعاقب عليها في الأردن بدلا من أن يكافأ وتستفيد الأردن من خبراته وليس من استهلاكه وأمواله وحسب ..( والله من وراء القصد !!)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

Tayseer Nazmi Ended 2022 As A Poet In Afkar 405 تيسير نظمي ينهي عام 2022 في أفكار 405 شاعرا