شو هالأيام اللي وصلناها ... Street Singing Group








مروحة و ترابيزة و رابطة كتاب
8 تموز 2012
الآن أسمع دوي الانفجار  ناصعا بالحقيقة في صمت اللويبدة المريب قرب دوار باريس ! لم أسمعه في جامعة الكويت تماما عندما غابت كل الحقيقة عن الجماهير ولم تزل منذ أربعين سنة كما سراب صحارى الشرق. فهل تزعل مني وتذهب في تأملاتك من وراء زجاج نوافذ مجلة الطليعة ؟ أم تصاب بالوجوم في نادي الاستقلال لهذا الفتى الغربي كما لو أنه الفتى الغامض بأسرار جمال مستحيل في فيلم ( موت في البندقية ) ؟ لا يسألك الفتى اليوم في الستين عن خطيئة أن يقرأ فتى العشرين عائدا من اسطنبول أشعارا باللغة الانجليزية يستعيد بها سهل سيلة الظهر المتموج بسنابل القمح وضوء الشمس و هش هشنج .. فأنت ضالع بالحكمة اليوم في سنتك السادسة والسبعين التي طويت فيها مبكرا صفحة الكتابة والكلام و بقيت أربعين صيفا محدقا بجريدة الهدف بعبارة ( كل الحقيقة للجماهير ) فهل يُعقل ؟ هل يعقل أن حقيقة اغتيالك تذهب هي أيضا هدرا و مثل حكاية أبو حميدو تخفيها القيادات الفلسطينية بكل براعة ممكنة عن الجماهير و أم سعد و مخيماتنا التي تتكاثر في صحارى العرب اليباب ؟
ها أنا شرقا أعود من تكويني الغربي المبكر لأنجب غساناً آخر و ما تبقى لي من إلزا لويس أراغون .. فهل يريحك هذا يا غسان و غساني يهجرني تجاه الغرب بأي ثمن من معهد البحر الأحمر والنوايا الملكية السامية ؟ لم يبق من الجبهة غير القوميين العرب و فتات النفط السعودي على أي حال .
 ( يتبع ....)
فبعد غيابك الاستثنائي لم يتغير شيء كثير ، التقيت بشقيقك الأصغر حسان في سوق الغرب في الصيف التالي في دورة رالف دخ للكوادر ، وقعت حرب تشرين ونحن في أعالي الجبل في سوق الغرب ، و عدت  مع بقية الكوادر للكويت وواصلت الكتابة لمجلة " الجامعي" التي يخرجها ناجي العلي من جريدة السياسة، كنت ألوذ بالطليعة حتى وأنا أعمل في القبس وتزوجت طبعا و سافرت كثيرا وتعبت من السفر قبل أن يتعب محمود درويش. لا شيئ جديدا لم تتوقعه مثل اغتيالك مثلاً فحياتنا عادية جدا و محمود دلل نفسه أكثر مما يجب واختار لموته أميركا ذات نسيان أنه كتب : أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا. اختلفنا كثيرا وسهرنا قليلا قبل أن تطلق بضع رصاصات على رأس ناجي في لندن عن قرب.لا شيء جديدا سوى أن الشباب صمدوا 81 يوما في الاجتياح الاسرائيلي لبيروت من البحر والجو والبر. كتب محمود في " مديح الظل العالي" قبل أن ينزل مهرولا عن سفح الجبل تجاه رام الله من مروحية عسكرية أردنية .. قلت له في مطار ماركا واقفا عند باب و ظلي : اسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي كي لا يعلقها وساما ..ولم يسمعني وانما الحرس العسكري على الأبواب سمعني وجاء يهم باعتقالي. لم أوصه بشيء لك و لا أوصيت مرسيل خليفة أن يضع تلك الوردة على تابوته المهيب الذي ازدان بعلمين للأردن تارة و مرة أخرى لفلسطين ولو كان بإمكاني لجعلتهما وردتين لك و له أو لناجي ولك فليس ممكنا أن تشتري في الأردن أكثر من وردتين واحدة من الرابية حيث السفارة الاسرائيلية و أخرى من عبدون حيث كأس النبيذ قبل أن يكسره محمود درويش في انتظارها .. لا لم أنتظر غير المتوقع خلال الأربعين الفائتة أكثر مما هو ممكن لي .. ولم أنتظر من الأردن الشقيق غير هذه الترابيزة التي أكتب عليها و مروحة في رابطة للكتاب .. لا جديد سوى أن فرق السن سيظل هو هو لا يتغير بيننا فكلما كبرت أنت نكبر نحن معك و نمضي إلى عالم ليس لنا و إلى زمننا الذي نصنعه في الدهر العربي المديد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا