June after 60, T. Nazmi will write only the lost love
حزيران 2012
الليلة وبانتهاء أيار ما بعد الستين يعتزل تيسير نظمي الكتابة في السياسة
فقد اكتشف أن حزيران وكل حزيران اذا أقبل لن يبقى منه سوى الكتابة في حب مفقود ...نوع جديد من الكتابة الابداعية سوف يكتبه أبو إلزا هو مزيج من الشعر والقصة والمسرح والنحت
،،نعم سوف يسطر بالإزميل على ألواح من الحور القابل للكسر في أية لحظة على هشاشة زمن
عربي رخو لن تشده سوى خبرات أربعين عاما من الإبداع في : الرواية والقصة والشعر والنقد
والفن التشكيلي والموت والحياة على حواف الريح ومن قلب الاعصار وصمت السكتة القلبية
المفاجئ...تيسير نظمي قرر أن يكتب إلزاه ليس كما كتبها لويس أراغون وإنما أكثر اتساعا
لكون من العنب الرخو والرمان الصلب وبطعم الكافيار من قامة روسية عالية الهامة في أكتوبر
غامض يبدأ بمقتل ستالين فوق خشبة المقصلة وباجتثاث العفن من كتاب طال تقديسه على صدر
من بلور لأنثى من الياقوت والقشطة وزبدة نهدين عصيين على القصب ومن ناي ثقوبه السماء
و من لون لم يشاهد بعد في قاع المحيطات وظلمة برمودا ما بين الساقين و غموض حبة تين
في طبق من فاكهة أنثى منسية على سفح جبل لم يتسلقه أحد بعد...
الثلج الباقي من شمس غابت لم تذبه تماما على صدرك يسح بلهيب الشهوات و
حلمة الشهيق لرئة عاطلة عن الحياة والرؤية تلون بأزرق كحلي داكن من مرتفعات تريستا
فوق الأدرياتيكي البعيد في قاع جبل أسرع من قطار عابر بين أخاديد فخديك الطريين أملس
من لحس الأيسكريم الساخن بنار الثمر وفواكهك المدلاة من صدر النور ..الثلج الذائب على
شفتيك من الجمر المضمخ بالرغبة الأخيرة على سفح الموت باتجاه السقوط من أعلى القبلة
لرخاوة السرير الفاغر فاه لابتلاعنا سويا ملتحمين بشرشف البخور المكوي بعطر الجسد وعنف
الذئب عند كل افتراس بالأسنان و صلابة المحراث في طراوة أرض عطشى تفوح برائحتها نحو
قوس قزح ،، الثلج ما تبقى من المعركة الأخيرة فوق الورد وفوق الخد ونار الوجد في لسان
الشفتين ولعاب الروح ... فلماذا يلهث الحصان فوق الغلة دون أن يبلغ
الحصاد منتهاه في الأصفر من ورق أيلول الطري الملقى كملابس داخلية صعد ت ملقيتها في
الأرض عارية نحو السماء البحرية المتصاعدة الأمواج لجبل يترنح نحو سرة الكون وأسرار
الحياة ؟
سأعود بك
بغض النظر عن فعل الزمن خمسة وأربعين عاما لأشهد أن الرغبة بك أقوى من فعل النكسة
وأقوى كانت من الجيوش العربية التي لم تر مجندة ترتدي الشورت الكاكي في حياتها مرة
واحدة.فقد أنسى أنا الشاب الفتي الملجأ / الحفرة التي شقيت منذ إغلاق مضائق تيران
وحتى الثالث من حزيران بحفرها بمفردي لتتسع لعائلة وأنتِ . سأعود إليك في
الذاكرة كي أتعرف على ملامح هذا الوطن والرغبة فيه دون إغلاق مضائق فخديك
العاريتين إلا من شمس بلادي وكيف لفتى في مقتبل العمر لم يخش الحرب أو الموت خشية
أن يطلع أحد على نواياه السرية من الحرب باقتناص اللحظة التي يفتح بها مضائق مغلقة
أمام نهر الحياة الدافق. فهل لأنني أحبك فكرت باعتلاء دبابة أردنية تركت على سفح
مطل على القرى المبعثرة في الطريق إلى جنين برأس السوق؟ وأية قوة لذاك الحب الذي
جعلني لا أكترث بالموت إن هو قابلني في منتصف الطريق إليك ولا بالحياة دون الوصول
إلى صدرك العاري وشفتيك ؟ في الثالث من كل حزيران يليق بنا أن نتذكر القبلة قبل
القنبلة ... ويكفي أنني تذكرتك اليوم وفي مثل هذا التاريخ كي نبدأ باسترداد شهد
الوطن وأول ما نقبض عليه من فلسطين هو مساحة تلك القبلة في الزمن ، أجل كانت قبلة
بطول 45 سنة من السفر لم يعد مهما إلى أين لأنها لم تتكرر بعد طوال ستين سنة ، فهل
أدركت بعد اليوم أيهما أقوى ؟ الشعار الهتاف البنادق الخنادق المحارب والمقاتل
والسهل والنفق والجبل أم القبلة في أعالي الجبل لينهض كل من أسلفت مدافعا 45 سنة
عن قبلة واحدة ومذاق عذب لمعنى الوطن والحب في وطن أسميناه فلسطين ليكتمل المعنى
ويكتمل المشهد ؟
الكأس المكسور
تيسير نظمي
4 حزيران
2012
ليس أسوأ
من أن تشرح الحب فلكل حب ما هو غامض فيه لا تعرف كيف تفسره أو أن تعرف السحر فيه
لأنك لو عرفت ذلك لبطل السحر والعذب الغامض فيه، لكننا أحيانا نجد أنفسنا دون قصد
من أحدنا ألغينا تلك المسافة التي تبقي عليه . هذا ما خطر ببالي عندما أردت أن
أكتب عن الكأس المكسور الذي لم أعد أعرف منذ متى كسر ليس تماما بل تم شرخه دون أن
يفقد صفته ككأس رغم أنه فقد وظيفته فلا تستطيع أن تملأه بساخن أو بارد و لو أنني
فعلت ذلك من قبل لتكسر إلى شظايا وتفتت تماما لكنني لأمر لا أعرفه تماما حافظت
عليه كما لم أحافظ على قلبي المصاب بأكثر من ضيق في الشرايين ولم أزل أدخن. فتلك
التي كان بيننا اتفاق سري أن نختلي على مطلع الدرج فأحضنها ونصاب سويا بدوار لذيذ
نكرره مرات ومرات لم تكسر قلبي تماما عندما كبرت وأصبحت في صف سادس وكذلك الأمر مع
تلك التي ارتبطت في خيالي برائحة الخبز الساخن عندما كنت ألاحقها كي تترك لنفسها
فسحة من الوقت بانتظار دورها في فرن القرية فتغادر إلى بيت أقاربها غير البعيد
فنلتقي ونتحدث عن الشوق اللاهب في شراييننا وتحمر وجنتاها من النشوة والخجل مما
أقوله لها قبل أن يحمر رغيف الخبز من عجينها الطري سافرت بغير عودة وغادرت قريتنا
قبل أن أصبح في الأول إعدادي – صف سابع- لم تكسر قلبي تماما هي أيضا كما لم تترك
به شروخا كثيرة إلا من سرعة اتخاذها لقرار الزواج وبالتالي قرار النسيان ، أما
عندما كبرنا قليلا فقد كان لزاما على شخص مجد مثلي أن ينأى قليلا عن من يحب فلا هي
تندلق ولا أنا كي لا يتكسر الكأس مما هو ساخن ولا مما هو موحش بارد كالثلج أيضا
حيث تغدو المسافة في منتهى الدقة مابين اللمس والهمس والقبلة دونما الانفجار
المباغت الأسرع من توقعاتنا بسكر على حين غفلة لا نعرف نهاياته تماما و كذلك هو
الكأس اليوم مثل قلبي تماما .
لقطات من مهرجان أيام عمان الثامنة عشر Photos in AITF 18 th.. June 2012
"صوت أميركا"تتساءل : هل تشكل "ثورة الأردنيين"
تهديدا للنظام ؟
الجمعة 1 حزيران/ يونيو
تساءلت اذاعة صوت اميركا في تعليق لها عما إذا كانت "ثورة الأردنيين"
تشكل تهديدا للنظام..
هنا نص التعليق:
منذ أواخر عام 2010 والأردنيون يتظاهرون كل جمعة بمجموعات صغيرة في كافة
أنحاء الأردن للتعبير عن استيائهم الذي يخص الحاجات الأساسية كارتفاع الأسعار ومعدلات
البطالة في المملكة.وخوفا من حدوث ثورة شاملة كتلك التي حدثت في سورية المجاورة، قام
الملك عبد الله الثاني بوقت مبكر بإعطاء وعود بشأن إنجاز إصلاحات جوهرية في المملكة.
لكن الاحتجاجات آخذة في التصاعد ويخشى المحللون بأنه في حال لم يفِ الملك بوعوده بسرعة
فإن الوضع سيتجه نحو "الغليان الكامل".يقول شون لي يوم، الأستاذ المساعد
في جامعة تيمبل، بأن المظاهرات تشمل كافة الأردنيين بصرف النظر عن خلفياتهم العرقية
والدينية. ويضيف يوم بأنه مندهش من "مستوى النقد اللاذع الموجه صوب الملك والملكة"،
مشيرا إلى أن هذه الانتقادات "لم يسبق لها مثيل في الأردن التي حكمت من قبل أسرة
واحدة منذ منتصف القرن الماضي".وبحسب موقع إذاعة "صوت أميركا"، فإن
مجموعة من العشائر الأردنية قامت في شباط (فبراير) من عام 2011 بتوجيه رسالة مفتوحة
للملك متهمين الملكة رانيا، ذات الأصول الفلسطينية "بالفساد"، وقد طالب الـ
36 شخصا الذين وقعوا الرسالة الملك بـ "إعادة أراضي الدولة والمزارع التي منحت
لعائلة الياسين وهي العائلة التي تنتمي لها الملكة رانيا"، كما دعوا أيضا، حسبما
ذكر الموقع، إلى "استحداث قوانين انتخاب حديثة تضمن وجود انتخابات حرة وشفافة
في المملكة"، خاتمين رسالتهم بالتحذير من أنه في حال تم تجاهل مطالبهم فإن هذا
"سيقود الأردن للفوضى كالتي تشهدها البلدان الأخرى المتضررة من الربيع العربي".يقول
(يوم) إن مرسلي الرسالة "لا يطالبون بحدوث نوع من التطهير العرقي داخل العائلة
المالكة، لكنهم ينتقدون الحياة شديدة الترف التي تعيشها الملكة رانيا، كما وأنهم يسمعون
تقارير كثيرة حول الفساد المستشري في المملكة، فضلا عن عدم وجود وظائف كافية وعدم فعالية
الحكومة والبرلمان الذي لا يفعل شيئا سوى التشاحن بين أعضائه".
المشاكل الاقتصادية
يتصف الأردن بأنه مملكة صغيرة بموارد قليلة ويعتمد اعتمادا كبيرا على
المساعدات الخارجية. ومنذ توليه العرش عام 1999 اعتبر الملك مسألة التنمية الاقتصادية
من الأولويات لديه، ونتيجة لهذا فقد انضم الأردن لمنظمة التجارة العالمية ووقع اتفاقية
تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأميركية. لكن تلك الخطوات لم تقدم سوى حماية قليلة
من التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي أدى لارتفاع سعر النفط.وقد أدى عدم الاستقرار في
المنطقة لانخفاض واردات الغاز المصري. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن الأردن حاليا
يستضيف عددا كبير من اللاجئين العراقيين و2000 من طالب للجوء من القرن الإفريقي، فضلا
عن فرار أكثر من 30 ألف سوري إلى الأردن الأمر الذي يزيد الضغوط على الموارد الأردنية.وتعتبر
سورية أكبر شركاء الأردن التجاريين، لكن الاضطرابات التي عصفت بالبلاد خفضت التعامل
التجاري بين البلدين للنصف، فضلا عن هذا فإن سورية تعتبر قناة مهمة لعلاقات الأردن
الاقتصادية مع تركيا وباقي دول أوروبا وهي تأثرت أيضا. ويقال، وفق ما ذكر موقع
"صوت أميركا"، بأن حوالي 14% من الأردنيين يعيشون تحت خط الفقر وأكثر من
12% هم من العاطلين عن العمل، علما بأن الإحصائيات غير الرسمية تشير إلى أن عدد العاطلين
عن العمل يبلغون الـ30%.
تصاعد التوتر العرقي
يبلغ سكان الأردن حوالي 6.5 مليون نسمة، وأكثر من نصفهم من اللاجئين الفلسطينيين
الذين جاؤوا للأردن بعد حربي 1948 و1967، أو أحفاد هؤلاء اللاجئين. تعتبر التركيبة
السكانية من المسائل الحساسة جدا في الأردن لعدة أسباب أحدها أن البعض، ومن ضمنهم عدد
من الفصائل الإسرائيلية، كانوا قد اقترحوا أن تكون الأردن بمثابة الوطن البديل للفلسطينيين
الذين يعيشون في الضفة الغربية وغزة، وهو اقتراح لم يلق القبول سواء من الأردنيين أو
الفلسطينيين. وأدى هذا الأمر إلى زيادة المخاوف من أن يصبح الأردنيون الأقلية في الأردن."هذه
المخاوف يشعر بها أبناء العشائر الأردنية المحافظة"، حسبما يقول (يوم) الذي يضيف
"بسبب العديد من الموروثات التاريخية كالحرب الأهلية التي حدثت عام 1970 فإنهم
لن يقبلوا بأن يصبح الفلسطينيون يمثلون الأغلبية وسوف يفعلون كل ما بوسعهم من أجل أن
يبقى النظام الملكي يمثلهم قبل أن يمثل الفلسطينيين.ويشارك قلة من الفلسطينيين في التظاهرات
الأسبوعية في الأردن، الأمر الذي ربما يفسر سبب محدودية تأثير الربيع العربي على الأردن.
إلا أن هذا لا يعني أنه لا يوجد لدى الفلسطينيين شكاوى، ففي حين أن بعضهم حصل على الشهرة
والثراء إلا أنهم يعانون بشكل عام من التمييز المستمر وعدم قدرتهم على الوصول إلى مواقع
السلطة السياسية.وفي وقت مبكر من توليه السلطة أقر الملك عبد الله الثاني بأن الفلسطينيين
يعانون من التهميش وتعهد بتغيير هذا الوضع. وفي الوقت نفسه ذكرت تقارير منظمة هيومان
رايتس ووتش بأن الأردن خلال السنوات القليلة الماضية قام وبشكل تعسفي بتجريد الفلسطينيين
من جنسيتهم الأردنية، إلى جانب حرمانهم من الحقوق الأساسية في التعليم والرعاية الصحية.في
عام 2010 نفى وزير الداخلية الأردني سحب الجنسية من أي شخص. وقال بأن الأردن قام فقط
بتعليق منح أرقام وطنية في محاولة لإعادة شمل العائلات الفلسطينية. ويرى البعض بأن
الأردن يحاول السيطرة والحد على تزايد أعداد الفلسطينيين في الأردن لمنع أي محاولات
تسعى لإقامة وطن بديل.ومن المفارقات فإن استضافة الأردن أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين
جاءت لصالح التنمية الاقتصادية في الأردن حيث أنه يتلقى مساعدات كبيرة من جانب المجتمع
الدولي لدعم اللاجئين.
الإصلاح
على مدى العام الماضي تمكن الملك عبد الله الثاني من مواجهة الأزمة في
المملكة، فعندما بدأ عدد من الإسلاميين والقوميين واليساريين يحتجون على رئيس الوزراء
السابق سمير الرفاعي، قام الملك عبد الله الثاني بإقالته وتعيين رئيس وزراء جديد خلفا
له.يقول (يوم) إنه "على مدار العام عندما بدأت الاحتجاجات لبلدات العشائر التي
عرفت بموالاتها للملك كالكرك والطفيلة، قام الملك بزيارة تلك البلدات وإعطاء وعود وكلف
السلطات بإنشاء منطقة للحرفيين وبناء مساكن مجانية للفقراء وفتح الباب للشباب للتجنيد
في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.وفي حزيران (يونيو) 2011 قدم الملك عبد الله الثاني
سلسلة من الوعود الكبيرة والتي يصفها (يوم) بأنها تذهب لأبعد من مجرد معالجة الشكاوى
الفردية. ويوضح يوم "تعهد الملك بإيجاد ملكية دستورية في المستقبل بحيث يقوم البرلمان
بتعيين الحكومة. كما وتعهد أيضا بوضع قانون انتخابي جديد كليا بحيث يكون عادلا بشكل
أكبر من حيث تمثيل فئات الشعب، فضلا عن تعيين حكومة أكثر شفافية من شأنها القضاء على
الفساد".
الفرص الضائعة
قام الملك في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 بتعيين قاضي محكمة لاهاي السابق
عون الخصاونة رئيسا للوزراء بدلا من معروف البخيت الذي اتهم بالفساد في الوقت الذي
كان ينظر فيه للخصاونة على أنه سياسي نظيف.لكن ووفقا لعامر سبايلة، المحلل السياسي
والمدون والمحاضر في الجامعة الأردنية، فإن الخصاونة فقد فرصة ذهبية لإجراء الإصلاحات.
يقول سبايلة "حصل الخصاونة على فرصة 6 أشهر كاملة لكنه لم يقم بشيء، ومنذ اليوم
الأول بدأ يلقي اللوم على قوى أخرى تتدخل في قراراته، وهو شيء ليس صحيحا لأنه في النهاية
لم يتخذ أي خطوة تشير إلى نيته لإجراء الإصلاحات."ويتابع سبايلة "على سبيل
المثال لم يقم الخصاونة حتى بزيارة المناطق الريفية ولم يسع للتواصل مع الناس بأي وسيلة
أخرى. كما أنه لم يجتمع مع أي من السياسيين أو زعماء الأحزاب السياسية في الأردن."وفي
أواخر نيسان (إبريل) الماضي قام الملك بتعيين فايز الطراونة خلفا للخصاونة، مطالبا
إياه بتنفيذ قانون انتخابي جديد من أجل إجراء انتخابات برلمانية في وقت لاحق من هذا
العام. إلا أن سبايلة متشكك في إمكانية أن يحقق الطراونة هذا الأمر.يقول سبايلة
"لا أعتقد أن الإصلاح مرتبط بالناس، وإنما هو مرتبط بسياسة الحكومة واستعدادها
للقيام به، إنه مرتبط بأجندة إصلاح حقيقية على الأرض. لا يمكن أن تبقى الملكية المطلقة
ملكية مطلقة للأبد، هذا ما أثبته التاريخ. لقد حكم الأردن بنفس الطريقة منذ 90 عاما،
لكن لا يمكن الحفاظ على إدارة المملكة من خلال نفس الوجوه القديمة.
الاحتمالات
لذلك يبقى التساؤل مفتوحا حول ما إذا كان بإمكان الملك عبد الله الثاني
إجراء الإصلاحات التي يطالب بها بعض من فئات شعبه، وبالتالي درء خطر الربيع العربي
من دخول الأردن أم لا. وهل سيتمكن من تحويل وعوده إلى خطوات ملموسة أم أنها ستبقى مجرد
تصريحات؟ يرى سبايلة أن النوايا السليمة والوعود لم تكن كافية لحماية الأنظمة. وحتى
الآن ما يزال (يوم) يعتقد بأنه لا توجد أي مؤشرات حقيقية لتحقيق الإصلاحات المنشودة.
ويقول "إن المؤشرات السياسية تقول بأن محاولة القيام بثورة إصلاحية تحكمها سلالة
ملكية يبقى مجرد شعارات".ويضيف (يوم) "هل ستبقى الشعارات تطالب بتغييرات
سياسية والحفاظ على حكم الملك على أن يكون بطريقة مختلفة نوعا ما، أم أنها ستتحول للمطالبة
بتغيير النظام ككل؟"يعتقد يوم أنه حتى الآن لا يزال الأردنيون يؤكدون على أحقية
الملك بالحكم وأن الملكية مشروعة في الأردن، لكن وفي نفس الوقت يرى يوم أنه يتوجب على
الملك أن يسارع بتنفيذ التغييرات التي ترضي شعبه وإلا فإن كل شيء ممكن أن يتغير.
2 حزيران 2012 تيسير نظمي يستمع باخلاص لهموم 22 عاما لعبدالله الخطيب - موظف تقنيات في المركز الثقافي الملكي- |
Stop, look and write
قف تأمل ثم أكتب ما تشاء ...إنه المدير العام لحركة ابداع في التاسعة مساء ليلة الخامس من حزيران 2012
5 حزيران 2012
الفنانون الأردنيون يبدأون التصعيد ببناء
خيمة اعتصام ويناشدون الملك الانتصار لهم
Dear
intimate friends of art, last night we entered your performance congested with
intermingled problems of our local backwardness and political issues since we
feared that 19 years and more of this festival's age will go with the wind and
the festival will be stopped and get to its fatal end according to many excuses
that the anti-real art will find as a popular justification to their aims and
objectives. But you, and only real art gave the local hostilities a lesson. Art
, specially theatre great art that we'd seen and watched on the honored stage
by your presence on it solved the problem.
I
felt , very personally, that I can use your theatre as a proof to my/our
objectives in keeping this festival alive every year since bad art will greatly
damage these aims and serve the process of re-producing backwardness in this
country. Thank you very much, this is the art that we need so professional
critics to write and discuss to bridge the gaps between its richness and the
poor mind that had been created through more than 35 years of depression and
controlling the country by military and security forces against the will of
people. People who came to attend and understand were done unfair to get such
an understanding of the capabilities of real sincere art to point and refers to
realities on the ground, so , thank you again ..
T.
Nazmi
June
7th. 2012
Originality
Movement - Regional Branch of Amman
أعلن نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب عن نصب خيمة اعتصام مفتوحة
الأحد المقبل 10 حزيران2012 أمام مبنى نقابة الفنانين وذلك رداً على تجاهل الحكومة لمطالبهم . وقال
الخطيب، في مؤتمر صحفي عقده ظهر الثلاثاء في مجمع النقابات المهنية، أن النقابة تقدمت
بمشروع تفصيليي مدعماً بدارسة جدوى اقتصادية استثمارية إلى مختلف الجهات الرسمية للنهوض
بالِشأن الفني والفنانين دون جدوى.
وفي حال نفذ الفنانون اعتصامهم فسيكون أول اعتصام تشهده الحركة الفنية في الأردن. وقال الخطيب في رده على سؤال عن سبب تعنت المؤسسات الرسمية في تلبية مطالبة الفنانين، "لقد وصل الأمر بنا إلى عدم استجابة مقسم الديوان الملكي لنا وتجاهل الجميع لمطالبنا رغم توجيه الملك للحكومة والديوان بدعم الفنان". وأردف الخطيب: "ليعلم العابثون بهيبة الوطن وجلاله، إننا لن نتقاعس عن الوقوف بوجه كل من يحاول العبث بالفن والفنانين".وتابع الخطيب: "أن الفنانين الأردنيين لن يتوقفوا عند الخيمة فهناك خطوات تصعيديه ونوعية وغير مسبوقة للاحتجاج مثل بيع صناديقهم كالتأمين الصحي والتقاعد في المزاد العلني وبيع شهادات التقدير والدروع والكثير.
وبين الخطيب أن مطالب النقابة تتمثل بتوفير المناخات الفنية الصحية للمبدعين و اصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في المجالات الفنية واستكمال اخراج الشركة الاردنية للانتاج الفني التي تم التوصل اليها مع المعنيين في الديوان الملكي.ومن المطالب ضرورة وقوف الدولة على تفعيل دور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون باعتبارها النافذة الاعلامية الوطنية والاسراع بالوقوف على أهمية الاستثمار في الانتاج الدرامي واستقطاب المستثمرين العرب باستصدار التشريعات وقوانين لدعم وتشجيع و تحفيز المنتجين في القطاع الخاص في الاردن إضافة لشمول الفنان الاردني وأفراد اسرته بالتأمين الصحي الشامل من الدرجة الاولى.وتضمن المطالب أيضاً تعديل المسمى الوظيفي للمهن الفنية استنادا لأحكام مواد قانون النقابة و منح علاوة مهنة و اختصاص للعاملين في القطاع العام وتوظيف الفنانين من ذوي الاختصاص في مؤسسات الدولة الثقافية و الفنية و ذات العلاقة إضافة لمنح ارض للاسكان دعما لصندوق اسكان الفنانين وانشاء فرقة وطنية للمسرح وفرقة وطنية للموسيقى.واكد الخطيب أنه وبخلاف ما ذكره ستمضي النقابة بتصعيدها، مشدداً على عزمها عدم التراجع قيد انملة عن مطالبها
وفي حال نفذ الفنانون اعتصامهم فسيكون أول اعتصام تشهده الحركة الفنية في الأردن. وقال الخطيب في رده على سؤال عن سبب تعنت المؤسسات الرسمية في تلبية مطالبة الفنانين، "لقد وصل الأمر بنا إلى عدم استجابة مقسم الديوان الملكي لنا وتجاهل الجميع لمطالبنا رغم توجيه الملك للحكومة والديوان بدعم الفنان". وأردف الخطيب: "ليعلم العابثون بهيبة الوطن وجلاله، إننا لن نتقاعس عن الوقوف بوجه كل من يحاول العبث بالفن والفنانين".وتابع الخطيب: "أن الفنانين الأردنيين لن يتوقفوا عند الخيمة فهناك خطوات تصعيديه ونوعية وغير مسبوقة للاحتجاج مثل بيع صناديقهم كالتأمين الصحي والتقاعد في المزاد العلني وبيع شهادات التقدير والدروع والكثير.
وبين الخطيب أن مطالب النقابة تتمثل بتوفير المناخات الفنية الصحية للمبدعين و اصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في المجالات الفنية واستكمال اخراج الشركة الاردنية للانتاج الفني التي تم التوصل اليها مع المعنيين في الديوان الملكي.ومن المطالب ضرورة وقوف الدولة على تفعيل دور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون باعتبارها النافذة الاعلامية الوطنية والاسراع بالوقوف على أهمية الاستثمار في الانتاج الدرامي واستقطاب المستثمرين العرب باستصدار التشريعات وقوانين لدعم وتشجيع و تحفيز المنتجين في القطاع الخاص في الاردن إضافة لشمول الفنان الاردني وأفراد اسرته بالتأمين الصحي الشامل من الدرجة الاولى.وتضمن المطالب أيضاً تعديل المسمى الوظيفي للمهن الفنية استنادا لأحكام مواد قانون النقابة و منح علاوة مهنة و اختصاص للعاملين في القطاع العام وتوظيف الفنانين من ذوي الاختصاص في مؤسسات الدولة الثقافية و الفنية و ذات العلاقة إضافة لمنح ارض للاسكان دعما لصندوق اسكان الفنانين وانشاء فرقة وطنية للمسرح وفرقة وطنية للموسيقى.واكد الخطيب أنه وبخلاف ما ذكره ستمضي النقابة بتصعيدها، مشدداً على عزمها عدم التراجع قيد انملة عن مطالبها
اعتذرت بلطف عن مرافقة فرقة حبايبنا إلى مأدبا و لأسباب طائفية فأنا لا أستطيع التضحية باغلبية الشعب الأردني من أجل أقلية تحظى بحصة الأكثرية ولو بتغطية يسارية أو شبه يسارية كما لا أستطيع التضحية بكافة المدن الأردنية من أجل عمان ومأدبا فقط وتمنياتي لأهل مادبا بسماع الشيخ امام دون مقبلات يسارية فقد أصبح معادا منذ أكثر من أربعين سنة ولمناسبة 5 حزيران : الحمدلله خبطنا تحت بططنا يا محلى رجعة ضباطنا من خط النار ..تحية لميدان التحرير الذي تخلص من أول أنظمة الهزيمة والفضيحة معا وعقبال بقية الشركاء بالنكسة والنكبة
بعض قصص قصيرة جدا من آخر كتابات تيسير نظمي
قال العابر وكوب الماء في يده مستغربا : أليست هذه عين زكري ؟ ولم يجبه
الفتى الواقف يتأمله على الشارع العام الذي يصل مدينة نابلس بمدينة جنين. ثم تساءل
موضحا : هذا الماء قد غدى مالحا أليس كذلك ؟ ولم ينتبه الاثنان لأغنية خافتة الصوت
تقول من سفح الجبل وتتدلى من دالية العنب : يا جبل البعيد خلفك حبايبنا ولا انتبه الاثنان
أيضا ، العابر والفتى ،من الجهة الغربية لجبل بنات يعقوب ، لنبع الماء الذي أخذ يشح ويتغير طعمه كلما سمعت
فيروز تغني في الشمال من جهة جبل الشيخ : يا جبل ... منذ صيف حزيران 67 وجبل القبيبات
يرقب ثلوج جبل الشيخ شمالا وجبال نابلس جنوبا ويرى زرقة المتوسط وبعد طول ثبات جلمود
الصخر فيه شرع أخيرا يرسل مياه ينابيعه في كل اتجاه ،
كما لو كان ميتا من ألف عام بدت جثته النحيلة المسجاة عندما تحلق حوله
الصديق وشبه الصديق والرفيق ومشروع الرفيق والأخ الشقيق والأخ العتيق والسادة وبعض
الرقيق. نادته من مسافة بعيدة وراءه حين ظل سائرا على الدرب: تيسير يا تيسير ! سمعها
وميز صوتها ولم يلتفت للوراء كأنه لم يسمع شيئا من ورائه سوى آخر المخبرات من أجل بضعة
دنانير تعتاش يومها منها و تتجول من ركن إلى ركن باحثة عن خبر أو إفادة ممكنة. ظل في
طريقه الحالك يسير حتى تذكر الاسم السري لابنه الذي لم يسجله في شهادة ميلاده أو في
دفتر العائلة وبطاقات الأحوال : ليفي ! وخاله يسير بقربه ومعا يمضيان فقال له: هل سمعت
أحدا يا ليفي؟ فسر قلبه للرضى في عينيه والنفي.. ظلا يسيران إلى أن علت من ورائهما
الحرائق وارتفع الدخان قبل أن يغيبا في الأفق.
6حزيران 2012 - بعد 24 ساعة من قرار بمنع الصرف لمن كانت الجريدة فكرة برأسه عام 1993 |
سطام عواد و هاني الجراح ومن الخلف تيسير نظمي ومفاجأة التربية في السادس من حزيران |
سطام عواد و هاني الجراح ومن الخلف تيسير نظمي ومفاجأة التربية في السادس من حزيران |
سطام عواد و هاني الجراح ومن الخلف تيسير نظمي ومفاجأة التربية في السادس من حزيران |
كبار مسؤولي وزارة التربية متجهين إلى الخيمة و تيسير نظمي متجه للمسرح التونسي بمستويات دولية |
قدامى أعمدة مهرجان أيام عمان لنزع فتيل أزمة سببها عمران |
قدامى أعمدة مهرجان أيام عمان لنزع فتيل أزمة سببها عمران |
في الوسط السفير التونسي لدى عمان والى اليسار مدير عام حركة ابداع |
مهرجان ، مهرجون، مهرجنون !!
منذر مصري
الحوار المتمدن - العدد: 946 - 2004 / 9 / 4
المحور: الادب والفن
من يعرفني أدنى معرفة، كبني آدم أولاً، لا أحد يستطيع أن ينكر، وكشاعر
ثانياً، البعض حقاً يصدق، يعرف أني قضيت حياتي كلها، بعيداً ما أمكنني، عن المهرجانات
والأمسيات الثقافية بأنواعها، والشعرية خاصة. ليس فقط كمشارك، الأمر الذي لم يحصل طوال
نصف قرن، بل أيضاً كمشاهد من بين آلاف المشاهدين، الأمر الآخر الذي لا أستطيع أن أنكر
أني صودفت مرات لا أظنها تزيد عن عدد أصابع اليد في هذا المهرجان أو تلك الأمسية. وإذا
كان حضوري المهرجانات والأمسيات إختيارياً، حيث دفعني الفضول مرة، لرؤية عبد المعطي
حجازي كيف يلقي شعره متطاولاً بفمه إلى الميكرفون حتى يقف على رؤوس أصابع قدميه، أو
بلند حيدري صديق السياب أو حتى عبد الوهاب البياتي الجميل الباهت في آخر أيامه، أما
محمود درويش، فمنذ وقت قريب كنت أتباهى بأني لم أحضر قط أمسية له، رغم مجيئه لسوريا
مرات عديدة، واحدة منها إلى اللاذقية مدينتي بالذات، حتى حدث وحضرت أمسيته هذا العام
في افتتاح أيام الشعر في مهرجان جرش!! أقول إن كان حضوري المهرجانات والأمسيات اختيارياً،
فإن مشاركتي كشاعر لم تكن اختيارية على الإطلاق، ذلك أن أحداً لم يدعني لمهرجان أو
أمسية طوال هذه السنين. حتى بت من أنصار فكرة عامة، هي أن الشعر النثري، أقصد الشعر
الذي أكتبه أنا وأمثالي، لا يصلح لهكذا تظاهرات، أو حتى لا يصلح أصلاً لقراءته أمام
الناس، وذلك لصفات فيه مفقودة، ولصفات في الناس، في جمهور هذه المهرجانات، زائدة، تاريخية
وظرفية وعقلية وعاطفية! لم أدع لمهرجان أو امسية ولم أشارك، لأنه في الأصل لم يعترف
بي لا رسمياً ولا جماهيرياً كشاعر، رغم أن عمري الشعري زاد عن ربع قرن، ولا حتى من
مستوى أولئك الذين لا يعترف بشاعريتهم أحد، أو لا يتفق على شاعريتهم اثنان، وهذا شيء
طبيعي، لكنهم لأسباب شتى معروفة يصيرون نجوم مهرجانات محلية وعربية وربما عالمية، ولو
كانت كابية.
ولكن الحال تغير بالنسبة لي خلال الأربع سنوات الماضية فقط، أي منذ عام
2000 حين اضطررت لأن أفي بوعد لا أدري كيف قطعته لتلك السيدة الفرنسية الفائقة اللطف
والإلحاح التي كانت تشرف على تظاهرة ربيع الشعر السوري والفرنسي التي تجري سنويا في
دمشق وحلب، وعلى مستوى أبسط في اللاذقية مدينتي. قلت لا أدري كيف وعدتها، ولكن الصحيح
أدري، فقد رفضت في البداية دعوتها لمشاركتي في إحدى أمسيات هذا المهرجان، مما دفعها
لسؤالي إن كان أحد الشعراء الذين كانوا يشاركوني الأمسية، ومنهم اسكندر حبش ومحمد فؤاد،
هو السبب، أم أن هناك سبباُ آخر؟ فما كان مني إلا أن نفيت ذلك نفياً قاطعاُ واعداً
إياها بقبول دعوة مماثلة في وقت قريب، كان شرطي بها أن تكون أمسيةً خاصة بي! وهكذا.
ولكن للأمانة يجب ألا أنسى دافعاً آخر كان يلوح لي وهو أنه من الممكن إذا حدث وقمت
بالمشاركة في نشاط المركز الثقافي الفرنسي في دمشق فإنه من الممكن أن أدعا للمشاركة
في أنشطة مشابهة في فرنسا، كما حدث لنزيه أبو عفش ومحمد فؤاد على ما أذكر. أي طمع!
وكما يقال: أول الغيث قطرة. ذلك لأني شاركت بعد هذا مباشرة في ملتقى فني أدبي على مستوى
سوريا ولبنان أقيم في أحد فنادق دمشق، ثم دعوت لأمسية مشابهة في حلب، لبيتها بعد أن
أرجأتها عدة مرات واحدة منها كانوا قد أعلنوها وألصقوا إعلاناتها، ثم في السنة الثانية،
تلقيت دعوة للمشاركة في السمبوزيم الشعري للبحر الأبيض المتوسط الذي يقام في مدينة
كافالا في اليونان كل سنتين مرة، ولم أكن، على شهرته، أذكر أني سمعت عنه من قبل ولو
مجرد خبر! ثم بعد كافالا جاءت دعوتي من قبل جمعية سورية فرنسية تسمى ( أرابيسك ) لأن
أكون الشاعر الوحيد في مائدة مستديرة حول سوريا إقتصادياً واجتماعياً وثقافياُ، وطبعاً
تحول الأمر لسياسياً. وكان هذا السنة السابقة 2003 حيث ظننت أني سأعود لقواعدي سالماً،
ليس مئة بالمئة، ولن أتلقى بعدها دعوات مماثلة، وخاصة وإني لم أحقق ذلك النجاح المؤكد
في كل هذه المشاركات، ولكني بالطبع لم أعدم الغاوين أتباعي، على قلتهم، والذين يروق
لهم كل ما أفعل مهما بلغ شططي به، إلا أن النجاح، بمعنى النجاح الحقيقي، حسب ما تبين
لي، آخر معيار لدعوة أي شاعر لأي مهرجان، فلقد حدث ورأيت فشل أغلبية الشعراء في تقديم
أنفسهم وأشعارهم للجمهور، صغر وكان نوعياً، كما في جرش، أو كبر وكان شعبياً كما في
بعض المهرجانات الأقل شهرة التي لا يرافق الشعر بها سوى نشاطات ثانوية، بالمقارنة بالجانب
الفني الغنائي لجرش والمحبة ولا استطيع ذكر مهرجان شبيه بهما آخر لأني لا أعرف، ولكن
على ذكر مهرجان المحبة الذي يقام في مدينتي والذي تقريبا يقاطعه أغلب مثقفي وأدباء
اللاذقية ولا يحضر له أي من هؤلاء من مدن أخرى ولو قريبة، فقد دعوت إليه رسمياً لأول
مرة، عند عودتي من باريس، ورفضت الدعوة دون تردد.
2004 هي سنة اندلاقي ومشاركتي في عدد قياسي من المهرجانات، ليس بالنسبة
لي فقط، بل بالنسبة لأي شاعر. أولاً قبلت تقديم عرض شعري على طريقتي في ربيع الشعر
في اللاذقية، ثم جاءت مشاركتي في مهرجان جرش، لا اذكر في سنته كم، حيث قضيت بعمان،
مع بول شاؤول وعباس بيضون وشوقي بزيع وعناية جابر ولا أنسى جمانا حداد.. من اللبنانيين
وأمجد ناصر الذي يعود له فضل دعوتي للمهرجان، وموسى حوامدة من عرفته سابقاً في طرطوس،
وجهاد هديب أول من اصطحبني خارج قفص الفندق قائلاً : منذر أنت هنا منذ زمن. وحسين جلعاد
وزياد النعماني الذي أهداني كتابه مرتين ورانا نزال التي ساعدتني في تأمين أدوات عرضي
الشعري في اللحظة الأخيرة، وموفق الملكاوي، شكراً على زجاجة ماء والعصير، وتيسير نظمي
المشاغب، .. وأردنيين عديدين ربما كانت معرفتي بهم أهم ما حصدته من مشاركتي هذه، وغسان
زقطان... الفلسطيني الذي أحببته، مثلي مثل الجميع، وأحمد شهاوي صاحب الوصايا غير المحمودة
في عشق النساء وجرجس شكري النسناس ذي الجاكيت المصريين وريم كبة وحسن نجمي وقاسم حداد
وميسون صقر من العراق والبحرين والإمارات وشعراء عرب آخرين وأجانب ونقاد منهم صبحي
حديدي السوري الآخر بالمهرجان، ما يقارب النصف شهر! ثم في مهرجان الملاجة أو السنديان،
أوالسنديانة!! التاسع! وثلاثة أيام مع محمد بنيس وسيف الرحبي وعبدو وازن المشارك في
أول مهرجان في حياته، ومحمد حلمي الريشة وأيضا حسين جلعاد، والموسيقار نصير شما والشاعرات
لينا الطيبي وهالة محمد ثم جاءت ندى منزلجي حيث قرأت لغياب ميسون صقر، وبندر عبد الحميد
الذي اعتذر عن القراءة، بحجة أنه جاء للرقص لا لقراءة الشعر، وهذا ما حدث فعلاُ، عندما
قام في السهرة الأخيرة بتقديم رقصته المجنونة،التي أعرفها منذ 25 سنة وما زالت بكامل
روعتها. ورابعاً: مهرجان جبلة الثقافي الأول. وقد يخطر لكم أنه لا أكثر من مهرجان محلي
يقيمه بعض مثقفي مدينة صغيرة كجبلة، إنقاذاً لمدينتهم من النسيان والموت، على حد قولهم،
إلا أنه ليس، فمنذ دورته الأولى، دعا ولبى الدعوة كل من قاسم حداد وعباس بيضون واسكندر
حبش ومحمد مظلوم ووجه سحارة الشعراء السوريين من فايز خضور ونزيه أبو عفش، إلى عادل
محمود وهالا محمد وياسر اسكيف وأنا !! كما يتضمن المهرجان ذو الست أيام كاملة نشاطات
ثقافية وفنية لافتة! موسيقاً وغناءً و مسرحية أيضاً.. إضافة للحضور الدائم للشاعر أدونيس
منذ اليوم الأول كضيف، لا كمشارك. علماً بأنه كان مشاركاً كشاعر بمهرجان الملاجة السنة
السابقة.. أي أن كلا المهرجانين بحق يتمتعان بسوية شعرية، اسمح نفسي بوصفها، عالية..
إلا أن ما يهمني الآن هو تقديم بعض الملاحظات والآراء العامة والخاصة، التي قد تبدو
وكأنها مفارقات شديدة رافقت كل هذا :
1- بينما يكاد الشعر أن يكون البضاعة الأشد كساداً في السوق الثقافي والأدبي،
مقارنة بالرواية مثلاً أو بكتب علم النفس أو التراث أو السياسية والفكرية، حيث باتت
نسبة 90% من المجموعات الشعرية تطبع على حساب أصحابها، وحتى الأعمال الكاملة منها!!
وقد وصل عدد النسخ الذي ينصح طبعه إلى 200 نسخة فقط بعد أن كان منذ سنتين 500 نسخة
ومنذ خمس سنوات 1000 نسخة أما عدد نسخ ( بشر وتواريخ وأمكنة ) سنة 1979 فقد كان
3000 نسخة! ورغم ذلك فهو النجم، صاحب دور البطولة، في كل المهرجانات الثقافية من أصيلا
وفاس في المغرب إلى تونس ومصر وسوريا ولبنان والأردن ودول الخليج ومربد السيء الصيت،
لا أدري لماذا أكثر من غيره، في العراق! وكأن الشعر حقاً ما زال محتفظاً بحقه بأن يصول
ويجول على المنبر منذ عكاظ لليوم. مهما تبدلت الظروف حوله ومهما آل إليه حاله الخاص.
وأظنه يستحق الذكر توصيف عباس بيضون للمهرجانات الشعرية العربية بأنها أشبه بجنازات
للشعر العربي أكثر منها احتفالات به، إلا أنها كما يبدو جنازات تصرُّ على أن لا تنتهي.
2- ليست المدن الكبرى كعمان ودمشق وربما القاهرة وبغداد، وأضيف اللاذقية
مع أنها ليست تلك المدينة الكبيرة، هي التي توفر الجمهور الكبير لأمسيات الشعر، ففي
عمان تذكر أرقام هزيلة لعدد الحضور، وخاصة عندما تكون الأمسيات في بيت الشعر حيث لا
يزيد الحضور عن العشرات.. أما في المدن الصغيرة، وحتى القرى فإنك تجد أن نصف الأهالي
إن لم يكن جميعهم مهتمون بما يحدث في بلدتهم وقريتهم، تدفعهم الرغبة في الاحتفال والتجمع،
وربما الفضول أيضاً لرؤية وسماع أولئك الذين لم يسمعوا بأغلبهم، ولكنهم أحضروهم لعندهم،
لأهمية ما تعرف عنهم.. ففي جبلة بدا اليوم الأول من المهرجان كظاهرة احتفالية كبرى،
وهذا إذا كان متوقعاً في جبلة لخصال معروفة في أهلها من اهتمام بالثقافة والسياسية..
فهو في الملاجة أمر عجيب، حيث يحضر ما لايقل عن ألف انسان، رجالا ونساءً ومن مختلف
الأعمار. أغلبهم بالطبع من أهالي الملاجة إلا أن عددا لا بأس به من المناطق الأخرى
ومن اللاذقية وحمص ودمش يأتي لحضور أمسيات المهرجان.
3- ومن مفارقة العدد تأتي مفارقة النوع، وهي حسب رأيي، الأشد مدعاة للتفكر
ولإيجاد الحل الملائم، والسبب أن المشرفين وأسر هذه المهرجانات، غير الرسمية خصوصاً،
تأخذ بها، فكرة أن يتم دعوة أفضل الشعراء السوريين والعرب، أو لأقل الأكثر ظهوراً منهم
هذه الآونة. وبما أن هؤلاء الشعراء تغلب على نتاجهم صفة النخبوية، والخصوصية، فإن ذلك
يحدث شرخاً كبيراً بين ذائقة المتلقين وحساسيتهم، وبين ذائقة وحساسية أولئك الشعراء،
أمثال قاسم حداد وسيف الرحبي وعباس بيضون وأمجد ناصر وعبده وازن مثلاً. وإذا كان هذه
المفارقة لا تظهر كثيراً في مهرجان كجرش، وذلك لأن جمهور الشعر فيه لا يزيد عن عدد
شعراء ونقاد عمان إلا قليلاً، فإنه في الملاجة مثلا وفي المحبة، الذي يتكون بأغلبه
من زوار المهرجان للتنزه وقضاء الوقت، مصطحبين نساءهم وأطفالهم.. يأخذ طابعاً كاريكوتورياً،
فالجمهور يظهر ميلاً لا لبس فيه، ليس فقط للشعر الموزون والمقفى بل للمنبري منه، ذي
البهارات اللفظية والمعنوية.. وهذا طبيعي جداً. لا بل قد تجد أن أحسن حالات تلقيه هي
للشعر العامي ربما. وهذا ما يمكن استنتاجه في السهرات التي تتبع الأمسيات حيث تصدح
العتابا وأغنيات وديع الصافي ونصري شمس الدين، التي يتشارك بها الجميع ما عدا الشعراء
المدعويين الذين ييأسون من محاولتهم مجارات المضيفين في حفظهم لبعض الأغاني..
4- وهذا ما يجب أن يستدعي برأيي انتباه الطرفين، أقصد، المشرفين على هذه
المهرجانات والشعراء المشاركين انفسهم. فمن ناحية المشرفين وأسر المهرجانات، فإنه،
وهذا ليس خافياً عليهم، أنه من الجيد أن تتم دعوة أسماء شعرية تفرض ذائقتها وحساسيتها
على الجمهور مهما كان، علماً بأنه ربما تتشارك معه بعض هذه الذائقات والحساسيات في
الأصل، فقد حضر في أمسية محمود درويش مثلاُ في عمان ما يعادل عدد كافة الحضور في كافة
أمسيات مهرجان جرش، كما أن مشاركة أدونيس أعطت الجمهور شعوراً برضاء حقيقي في السنة
الماضية في الملاجة. وهناك بالتأكيد من سيعترض على اقتراحي هذا باعتبراه استحضاراً
للسائد وتكريساً له، وبأن العمل ضمن إطار كهذا يعني أننا بدل أن نطلع وندفع جمهور الشعر
إلى الأمام فإننا نعمل على أن لا ننفعه بشيء ونبقيه كما هو، يأساً منه ومن أنفسناً..
ومن الشعر الذي نكتبه ونؤمن به أيضاً. ولكن من هذا الاعتراض تأتي فكرتي الثانية المقابلة،
وهي التي تنص على أن واجب الشعراء الجدد، النثريين خصوصاً، وهم الفئة الغالبة كما خبرت
في كل المهرجانات التي شاركت بها، أن يراعوا نوعية الجمهور الذي يلقون أشعارهم أمامه،
ويحاولوا أن يكتسبوه لصفهم، وذلك بانتقاء مختارات معينة من قصائدهم، تستطيع شد انتباه
الجمهور إليهم، من الناحية الفكرية والشكلية، أي قصائد يستطيع الجمهور أن يفهمها بقدر
ليس كبيرا من الجهد، ويتذوقها ويتأثر بها، وكذلك عليهم أن ينوعوا من طرق إلقائهم للشعر،
وليس تلك النبرة الحيادية الباردة الخالية من كل عاطفة وشغف التي يلقي بها أكثرهم،
وكأن كل ما عليهم هو أن يقرأوا ثلاث قصائد أو أربع، بثلاث دقائق أو أربع، وعلى كل شيء
السلام، فنحن شعراء حداثيون نقول قولنا هذا، ولا غاية لنا إلا رضى ربة الشعر وأله القصيد.
5- وفي حمى المهرجانات في هذا الطرف النائي من العالم، حيث ربما في محافظة
اللاذقية وحدها يقام عشرة مهرجانات فنية وشعبية وثقافية وغير ذلك. فإنني فوجئت البارحة
بأن جريدة اللاذقية المحلية الحكومية قد نشرت خبرا مفاده أنني واحد من الأسماء المشاركة
في مهرجان ( سربيون ) الثقافي، علماً بأن أحداً لم يسألني رأيي أو يطلب موافقتي ! إلا
لا حقاً، عندما في ذات اليوم يحمل نفسه لعندي سهيل خليل ابن سربيون البار، ويألني إن
كنت سآتي! وبدل أن أزعل من أنا، رحت اعتذر له وأطلب منه إلا يزعل مني، فأنا مشارك يومي
في مهرجان جبلة، وقد رضي سهيل أن أصعد في وقت الغداء فقط.. آكل وأشرب عرق وأعود، فأنت
معك سيارة راح سهيل يردد.. وهكذا قلت له : لإن شاء الله.. صدقاً سأحاول. لم يشأ الله
ولم أحاول أدنى محاولةن لن ادونيس قد دعا كل ضيوف المهرجان وأسرته للغداء في مطعم العرين
على حسابه.. ولن أفوت عزيمة كهذه !! كما أخبرني صديق أن هناك مهرجان في الرقة وأنا
أيضاً من عداد المشاركين.. والرقاويون أصدقائي يفعلون هذا للمرة الثانيه، فقد حصل أني
اعتذرت عن دعوة السنة الماضية. ولكنهم، حباً بي، أبقوا اسمي عسى ولعل أذهب.. أما هذه
المرة فلم يتكلفوا حتى بالاتصال.. ويهمني هنا أن أبين أنه لا مشكلة عندي في المشاركة
بأي مهرجان، وأنا أقبل بأن يضع الأصدقاء اسمي حتى دون مشورتي، لا بأس، بشرط أن أكون
قادراً على تلبية الدعوة، أي كوني موجوداً في سوريا وبحالة صحية وعاطفية وأمنية ملائمة.
دون أن أنسى شرطي الثابت أن لا يكون الاحتفال تحت أي يافطة رسمية أو بعثية أو أيٍّ
من تلك الأشياء المقيتة التي رفضت الانطواء تحتها كل عمري.
يوم 29/8/2004 كان دوري بالإلقاء بعد عباس بيضون ومحمد مظلوم، وبمشاركاتي
الخامسة للآن، أكون الأخير لا في الأمسية المخصصة لي فحسب، بل في المهرجان كله. قدم
كل من بابا عباس والمظلوم، شعراً قوياً وبلغة عالية، أما أنا فقد كنت أعمم احتفائي
الخاص بمرور سنة على وفاة صديقي محمد سيدة الشاعر الراحل الذي شاركنا أنا وأختي مرام
مجموعة ( أنذرتك بجمامة بيضاء )، وبمرور عشرين سنة على صدور هذه المجموعة التي ما زالت
في ذاكرة الكثيرين. صعدت المسرح بقليل من الارتباك وبقليل من الحماسة أيضاً، كنت أشعر
أنه تنقصني العاطفة التي أحتاجها دائماً لتصديق شعري وقراءته، لذلك كنت اعوَّل على
شعر مرام ومحمد كي يعطياني تلك الطاقة. ومع أني كنت أحسب حساباً خاصاً لوجود أدونيس
وكذلك عباس وبقية الشعراء، إلا أن ذلك لم يجدني نفعاً أيضاً، بدأت بممازحة أو ممازحتين
للجمهور، ثم رحت أقرأ بروح تكاد تكون منطفئة، ساعدني بعض التصفيق، غير المتوقع، الذي
كان يتبع بعض القصائد، إلا أني أكملت تقديمي لعرضي التشكيلي، دون أن أشير بأن الرسوم
التي تعرض خلفي على الشاشة لي، باعتبار ذلك بديهياً، كما أني لم أعط لها الوقت اللازم،
وقمت بقراءتي الشعرية لما يزيد عن خمس وثلاثين قصيدة محاولاً حتى النهاية أن أقوم بأفضل
ما أستطيع. وما أن هبطت من المسرح حتى تحلق حولي، كما حصل سابقاً في كافالا وجرش والملاجة،
عدد من الحضور الذين لم يبخلوا بمواساتي فحسب، بل تكرموا أيضاً بكيل المدائح لي ولعرضي
أكثر من أن تصدق، لكني كنت أحتاجها فعلاً، وصل بعضها إلى: ( لو لم تقرأ أنت في النهاية
لما كان هناك شعر في المهرجان كله ) كما أني لم أعدم بعض من عبر لي عن تأثره حتى البكاء
بهذا الرسم أو بهذه القصيدة !!
وهكذا انتهى، بالنسبة لي موسم مجنون من المهرجانات، رأيت بها وخبرت الكثير
الكثير مما لم ولا أظن أني سأكتبه يوماً، رغم أن عنوان مقالتي هذه، ربما كان يشي بأني
سأفعل، إلا أن هذا أحسب ليس من الأدب والشعر على الإطلاق. لا بل عكسه تماماً، لأني
أشعر، وهذا ما لم أفعله للآن، وأظنه بات شبه دينٍ، بأنه علي شكر كل أسر ومجالس إدارة
مهرجان جرش ومهرجان الملاجة وكذلك أصدقائي في مهرجان جبلة على دعوتهم وضيافتهم وصبرهم
معي، أنا المتطلب البرم، الذي يهدد بكل مناسبة بترك المهرجان، حتى أني مرة هبطت من
فندق طرطوس حاملاً حقيبتي على ظهري، وكأن أي من هذه المهرجانات يتوقف قيامه ونجاحه
علي! أو على أي شاعر آخر مهما كان...
ملاحظات متفرقة :
1- يتفق جميع الشعراء تقريباً
على أن أسوء ما في المهرجانات الشعرية، هو الشعر نفسه، وعملية إلقائه بشكل خاص، التي
يقلق بشأنها أغلبهم، وربما يفكر بترك المهرجان لولا ذلك الإحساس بأنه، لمجرد قبوله
المشاركة، قد علق وليس باستطاعته الفرار. أما أجمل ما في المهرجانات فهو التعرف على
الآخرين عن كثب، وإقامة الصداقات، رغم أنه من الممكن أن لا تراهم يوماً بعد هذا. والسهر
والحكي!! سألت عباس بيضون : ماذا يأتي بك إلى طرطوس وجبلة.. أجاب : نأتي ونحكي.
2- لا ريب أن هناك فرقاً
بين أن تكون شاعراً جيداً وبين أن تكون قادراً على إلقاء أشعارك على نحو جيد! شعراء
كأحمد رامي وبدوي الجبل وكذلك أنسي الحاج معروفون برفضهم لقراءة أشعارهم، وبول شاوول
كان يعلن هذا حتى اكتشف أنه يقبر نفسه بنفسه كما قال ، فالرجل كان يرفض إلقاء شعره
في المهرجانات والأمسيات الشعرية، بسبب رأيه أن الشعر الحديث للقراءة من الكتاب أو
الجريدة لا للإلقاء أمام عموم الناس. كما أن هناك شعراء كبار معروف عنهم سوء إلقائهم
لأشعارهم مثل ....
3- قد يظن البعض أن الشعراء
المدعوين للمشاركة، يتصرفون بنجومية أو بطاووسية ما، كرد فعل على هامشيتهم وخفوت بريقهم
الأدبي عموماً. إلا أنهم بالحقيقة ليسوا كذلك، جميعهم رأيتهم يتشاركون أخوية الشعر،
لا أحد منهم يعيب أخاه على شيء ولا يعاتبه على شيء, لا بل يغضون الطرف عن بعضهم وكأنهم
على اتفاق مسبق أن لا يسيئوا لأنفسهم، بل رأيتهم يدافعون عن أي منهم إذا ارتكب خطأ
أو تداول عنه آخرون نقيصة ما، فإن ارتبك في الإلقاء مثلاً يقولون له، جميعنا نرتبك،
ارتباكك هو ما يطلق عليه، الارتباك الشعري الجميل، وإذا جانب الصَّواب في لفظ كلمة
أو تشكيل حرف، فالشعراء آخر من يلاحظ عليه شيئاً كهذا.. الجميع الجميع بدون أي استثناء
يلحنون!! العربية لغة أفخاخ .. ترى !
4- بالكاد يعرف الشعراء
أعمال بعضهم،وخاصة حين يكونون من بلاد مختلفة، وقد تصل الحال، إلى أن لا يعرف الواحد
منهم بقية الشعراء المشاركين، حتى بالاسم. وهذا ما حصل لي حقاً في مشاركاتي السابقة
التي ذكرت، حيث أني لم أكن سمعت يوماً بكثير منهم، وفوجئت بأهميتهم وبعدد مجموعاتهم.
أما ما هو أكثر من ذلك، فإنني لن أخجل من كوني نسيت أسماء بعضهم، رغم أنه لم يفت من
الزمن ما يسمح بنسيان كهذا. أما هم كوجوه وكبشر فلا أظنني سأنساهم قط.
5- تأخذ المهرجانات الشعرية
طابع تكريس أسماء الشعراء وجعلهم مقامات، أي ما أن تكون مشاركاً في مهرجان، مهرجانين،
من المفضل أن تكون على مستوى أكبر من المحلي، أي على مستوى عربي أو عالمي، حتى تصير
اسماً متداولاً في المهرجانات عامة. إلا أن هذا التكريس للأسماء شيء والأهمية الحقيقية
لأصحابها شيء آخر، شعراء كشوقي أبي شقرا ووديع سعادة وبسام حجار لم يسبق لهم قط أن
كانوا نجوم مهرجانات، وغيرهم كثيرون. وخاصة الأجيال الجديدة من الشعراء، التي يجب أن
تنتظر دورها طويلاً، ليصير بعض مجايليها من المسؤولين على هذا المهرجان أو ذاك، فتتم
دعوتهم، إن استمروا، إن استطاعوا الاستمرار، لهذا العمر على عنادهم أن يبقوا شعراء.
الثلاثاء، 31 آب، 2004
Like · · Share · 38 minutes ago ·
Mohammad
Fdilat, طلال الخطاطبه,
Zeyad Allwanseh Z and 5 others like this.
Tayseer
Nazmi يا لسحرك ..كيف مجرد اسمك عندما يخطر ببالي ألقي الساسة والسياسيين في سلة
المهملات وأبدأ يومي كما لو كنت في كاليفورنيا والساعة لديك الثامنة مساء .. يا لسحرك
وقوة هذا الحب الذي لايموت وعناقنا في الممر يوم فوجئت أنك هنا ..نعم هنا ولست في الولايات
.. أين أنت الآن .. مائة عام من العزلة ليس لدي ولكن لم يعد لدي سوى أنت
31 minutes ago · Like · 2
Tayseer
Nazmi أنا وحدي منذ عشرين عاما وأنا وحدي وأنت لم تعودي وحدك .. فيروز غنت قصتنا
أكثر من مرة .. كيفك إنتَ وغيرها مثل : مش قصة هاي .. لا تبكي ..أنا أعرف كم هو الحب
الحقيقي جارح .. لا تبكي هذه الأوطان ..لم نفلح في شيئ منذ أربعين عاما سوى في الانجاب
..وليتنا كبرنا أكثر لنختبر النسيان لكننا لم نكبر ..فما زلنا مبللان بالمطر و حبة
البرتقال ..هل رأيت في شخصي غسان تلك الأيام ؟ أنت تحبين لميس أليس كذلك و صديقتك أيضا
..أعرف أعرف أكثر مما يجب لمحب أن يعرف ..لم يتبق من الجبهة التي ببالك وببالي شيئ
على الاطلاق سوى دموعي هذا الصباح ودموع عزية السخيري في تونس و ربما دموع صديقتنا
الغالية في لندن .. هاهم يقضون على الثورات التي حلمنا بها .. لا لم أقصد أن تحزني
فما زلت أحلم ..و تحت المطر في عمان ووحدي
22 minutes ago · Like
Tayseer
Nazmi كثر الأصدقاء حول حبنا كثر الأحباب لأنني لن أبوح باسمك ولكنك الحب الباقي
ولا شيء .. كنتِ تلك الأيام قبل أربعين برتقالة سنوية تدهشين من فرط برودي في المسألة
الفلسطينية و تستغربين كم أنا حزين .. هل أدركت الليلة مثلا لماذا كنت في كل قصصي أبحث
عن جنة مفقودة إلى الأبد ؟.. ومنذ تباعدنا أكثر مما يجب لم تعد الجنة في هاجسي فقد
قلت مساء أمس قبل فضيحة كتاب عمان لصديقي جمال زهران ..إن كنت على غير ما يرام مع صديقنا
محمد صلاح فتصرف بجثتي ..هل تعرف كيف ففغر فاه منتظرا الاجابة فقلت له : جرها جر إلى
المقبرة من طرف القدمين ..فضحك من الفكرة وتوقع أن لا أموت إلا بعد مائة عام
...:-) تصوري مائة عام من الحب ؟ لقد عشناها فهل تحتاجين لمئة أخرى ..لتتحرر فلسطين
فنشيح عنها النظر لأننا أصبحنا عنها غرباء ؟
10 minutes ago · Like
Tayseer
Nazmi كم من النساء يحلمن أن يعرفن من أنت .. فقد افتضحت أنا تماما .. يقلن به
رغبة جارفة بالحياة ولكنه يصد عنه أية أنثى ومصاب بالعصيان المدني الذي لن تهتدي إليه
الثورة .. أعلنت عليهن العصيان لأنك أنت ِ
تعليقات