التجمع السنوي للجالية الفلسطينية في لندن ومانشستر و كتاب جديد لفاطمة الناهض
تحت شعار:"القدس تجمعنا"
التجمع السنوي للجالية الفلسطينية في لندن
ومانشستر
أعلن المنتدى الفلسطيني في بريطانيا عن اكتمال الترتيبات اللوجستية والإدارية
لتنظيم يوم فلسطين السنوي الذي سيعقد على مدار يومي (23-24 يونيو/حزيران الجاري) في
مانشستر ثاني أكبر المدن البريطانية وفي العاصمة البريطانية لندن. وقال رئيس المنتدى
– الدكتور حافظ الكرمي إن المنتدى ينظم هذا
التجمع السنوي للعام الثامن "من اجل جمع الجالية الفلسطينية والعربية والمسلمة
والمتعاطفين من غير المسلمين حول هدف واحد وهو إبقاء جذوة الإلتفاف حول القضية الفلسطينية
متقدا ، كما ان الملتقى يهدف الى ربط الأجيال الجديدة من ابناء فلسطين الذين ولدوا
بعيدا عن أرض آبائهم وأجدادهم بتراث فلسطين شعرا ونشيدا وفلكلورا وأرضا وقضية".
وأضاف الدكتور الكرمي ان "المنتدى الفلسطيني يضع نصبَ عينيه أن لا تكون هذه المناسبةٌ للبكاء على الأطلال، بل يوما
للعزم والجد والعمل من أجل حلم التحرير والعودة الذي بات اليوم أقرب للتحقق
من أي وقت مضى، ونحن من خلال مثل هذه الفعاليات في أرضِ المهجر نترسمُ خطى الأباء والأجدار
وننقشُ في أذهان الأجيال القادمة قصص البطولة والتضحية والفداء ".وأوضح الكرمي
أن يوم فلسطين لهذا العام سيتضمن فعاليات ثقافية وفنية ومحاضرات، من ضمنها حفل للأناشيد
والأغاني الوطنية، يحييه كل من الفنان عبدالفتاح عوينات- من فلسطين ، والفنان يحيى
حوا- من سوريا، والفنان مصطفى العزاوي من العراق .وعلى مدار اليومين ينظم القسم النسوي
في المنتدى سوقا خيريا منوعا يتضمن مأكولات شعبية وتحفيات ومطرزات فلسطينية. يرصد ريعه
لدعم صمود الأهل في فلسطين المحتلة.جدير بالذكر أن يوم فلسطين السنوي يعتبر بمثابة
يوم للعائلة الفلسطينية وأصدقائها في الغربة، يجتمع فيه الجميع بغض النظر عن انتمائهم
السياسي للتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية.
8 يونيو/حزيران 2012م
الحياة بين يدي أديبة على "قد"
الحياة
كتاب جديد لفاطمة الناهض
علي الصراف
مَنْ لم تدهشه فاطمة الناهض برشاقة لغتها وقوتها التعبيرية في قصص كتابها
الأول "مائة عام أو أقل قليلا"، فانها سوف تخطف أنفاسه في عملها الروائي
الأول "خط الاستواء" الذي صدر حديثا عن دار إي-كتب. وسيكتشف القارئ أديبة
يستحق الأدب العربي أن يفخر بانه كسب قلمها، لما لا نهاية له من الأعمال المقبلة.ولن
يطول الوقت قبل أن تحظى الناهض بالاعتراف الذي تستحق كواحدة من خيرة ما أنجب الأدب
الروائي العربي الحديث من أديبات.لقد أعدت الناهض روايتها بمستوى رفيع من الإتقان الهيكلي.
فثمة ثلاث شخصيات يتمحور حولها السرد، وهي تكمل بعضها بعضا بتناوب أخّاذ، مكانا وزمانا،
وبأبعاد وزوايا مختلفة في آن. وهو أمر سوف يتيح فسحة كافية للنقد لكي يلاحظ أن هذا
العمل يوازي، من حيث متانته، الكثير من الأعمال الأدبية العالمية المرموقة.ولا شيء
تجريبيا هنا. فهذا عمل ينتسب الى الكلاسيك الروائي، بلا زيادة ولا نقصان، وإن كان يمر
خفيفا على تخوم الواقعية السحرية.اذا كان الجميل هو السهل الذي يأسرك بعمقه، فلا تفعل
فاطمة الناهض في "خط الاستواء" غير أن تقدم هذا الجميل عميقا وسهلا على نحو
لا يترك للقارئ إلا فرصة واحدة: متابعة الرواية، لكي يرى تتمة "الروايات"
الثلاث المتداخلة فيما بينها.ولسوف يكتشف قارئ فاطمة الناهض أن هذه الكاتبة لا تملك
موهبة جعل سطورها لوحة متكاملة العناصر؛ بخطوطها، وألوانها، وجزئياتها الصغيرة. ولكن تتميز الرواية بالدرجة الأولى بتكوينها العمراني
أيضا. فشخوص السرد، حتى وإن كانوا يتقدمون الى الحكاية كل من زاويته، إلا أنهم ينسجون
على مغزل واحد، ويتناوبون على لوحة واحدة، سرعان ما تُضاء الحجرات المعتمة فيها شيئا
فشيئا.تبدأ الرواية من مكان يكاد يكون هو العدم نفسه. إذا كان جديرا بشيء، فانه جدير
بالفرار منه. وعلى أمل الفرار يلتقي "صالح" بـ"عليا"، لكي يبنيا
حلما مشتركا. ولكن من هذا السعي، لبناء مهرب لائق وآمن، يبدأ الافتراق بين الشابين.
كما تبدأ المفارقات. ففيما يبدو أن صالح يستسلم لقدره، أو ينسحب من الحياة. تغذ عليا
الخطى نحو أفق مختلف. عالم بكامله سوف ينشأ بين ثنايا هذه الحكاية، إلا أن المكان نفسه لا يتغير كثيرا، كما يتغير الأبطال
أنفسهم على نحو دراماتيكي مذهل..الباحثون عن الحياة كما يحلمون بها، في عز القحط والخواء،
قد يرون ذلك النعيم على بعد سكة حديد وتذكرة قطار، ولكنهم ينسون انه قد يكون بين أيديهم
أيضا.إنها الحياة، قد نحياها كما تقدم نفسها، ولكنها قد تكون ما نعيد صنعه فيها أيضا.
حتى الخواء يمكن أن يغتني بما نفعله فيه. والطريق الى الفرار منه قد يعني، بطريقة ما،
العودة اليه. أما الجسر الذي يوصل الى "النعيم" فهو بالتأكيد ليس قطارا وتذكرة.
إنه ما نبنيه فيه، أو ما نبنيه، هنا، من أجله!وما لم تدرك هذا المعنى من الحياة، فليس
من الغريب أن يدفعك القحط نفسه الى أن تفقد كل إدراك.لقد صنعت فاطمة الناهض رواية مليئة
بالمعاني، نابضة بالحياة. كما أثبتت أنها هي نفسها بمستوى ما تبنيه من معاني الحياة.حتى
القحط يمكن أن يصبح أخضر بين يدي أديبة مكتملة النضج، متدفقة المشاعر، عميقة الحكمة."
مسرحية "سفر" التونسية: العيش في متاهة المنطق
08/06/2012
مشهد من المسرحية التونسية "سفر" |
عمان- سعت مسرحية "سفر" التونسية والتي عرضت مساء أول من أمس
بالمركز الثقافي الملكي بالمسرح الرئيسي لتوظيف النص الدرامي المدهش للحديث عن التناقضات
الإنسانية والجدل والصراع الإنساني.وقدمت المسرحية التي أخرجها سليم الصنهاجي
وعرضت ضمن موسم أيام عمان المسرحية مهرجان "فوانيس" مساحات وفضاءات جميلة
بحثا عن اللغة المفقودة بين العوالم حين يفقد المرء كل ما هو له بهدوء وسلام حيث لا
يدري كيف وأين أصبح.كاتبة النص والمعدة للدراماتورجيا صباح بوزويته أدخلتنا
في قضايانا الداخلية المرتبطة بالشأن العام، والتي تفرض علينا أن نسمع مكنونات الممثلين
حتى بلحظات صمتهم.استهلالية المسرحية والصوت الاوبرالي الذي يأتي كوجع مؤلم على هذا
الفضاء الشاسع على خشبة المسرح، يضع المشاهد في حيّز ضيق ويجعله يفكر أي مكان يجمع
شخصيتين متنافرتين. فيذهب المخرج بعيدا عن الموسيقى ويتجه نحو خطاب نصفه متقطع والآخر
ممزوج بالفوضى والعبثية بين الشخصيتين على المسرح، إذ يبدوان في اتجاهين مختلفين سرعان
ما تكتشف انهما متفاهمان ولهما لغة مشتركة أيا كانت تلك اللغة.وربما هي الحالة ذاتها
بالمسارح العربية ومنها التونسية "السخرية السوداء" واللاذعة ولغة حضارية
لتقول للظالم أنت كذلك، وهو ما اتضح من خلال الحوار الذي يدور بين الثلاث شخصيات على
المسرح.ولم يكتف العرض التونسي "سفر" بالتعريج على القضايا العامة أو الخاصة
بل ذهب الى بحث اختلالات الإنسان وطرح اشكاليات من خلال السخرية منها بالأساليب كافة
المبالغ فيها قصدا.مسرحية "سفر" ترسل رسالة الى المتلقي بضرورة إعادة علاقته
مع ذاته ومع الآخر والتي يشوبها بالغالب الكثير من الشحنات السلبية غير المقصودة، عبر
أجواء كلاسيكية لم تتغير بأجواء الخريف الطبيعية المريحة.ويتمتع العرض التونسي سفر
بأنه يرحل بين مختلف أنواع الموسيقى والتي امتزحت بالعمل المسرحي بشكل حيوي بث الى
الحضور الكثير من انكسار حالة الصمت والحديث الفوضوي.وعوضا عن القول الكثير، عبّر الممثلون
بأداء متقن أغلب اللحظات بإيماءات فسّرت معاني كثيرة ربما لم تنضج بعد حتى تصير كلاما
يقال، إلا أنها وصلت الحضور في الكشف عن مكنونات الإنسان واختزاله الحزن والكبت والعراك
بداخله مما يجعله يعيش بدوامة أبدية.
كانت مسرحية "سفر" حازت جائزة أيام قرطاج المسرحية وحققت نجاحا
متواصلا محليا ودوليا إذ قدم هذا العمل في عدة مسارح ومهرجانات عربية لعل أهمها؛
"مهرجان شمس" ببيروت زيادة على سلسلة من الجولات الأوروبية.
وسفر بمفهوم المخرج سليم الصنهاجي، وشريكته في كتابة النص وممثلة أحد
الأدوار الرئيسية صباح بوزويته، هو كسر شرس للواقع وبناء عالم جديد على أنقاضه.
ويكمن في هذا العالم الذي يراه المخرج بعمله والكاتبة في نصها "الفلسفي"
ضرورة العلاج من حالة الاختناق التي يعايشها المواطن العربي في حياته اليومية من خوف
وميزان غير عادل وفوضى التناقض كي نسلم من حالة الضياع.وحققت المسرحية التونسية المدهشة
سطوتها على المشاهد الذي بلغ حد الهذيان في التعاطي مع تفسير الكلام المنطقيّ لشيء
"واقعي" لم يجده واضحا، وهذه هي حياة الجميع لا تندرج تحت "المنطق".يقوم
بأداء مسرحية "سفر" ثلاثي التمثيل؛ صباح بوزويتة ونعمان حمدة وسفيان الداهش.
"جسر العودة".. تاريخ الثورات
الفلسطينية
08/06/2012
مشهد من مسرحية "جسر العودة" التي عرضت على المسرح الدائري ضمن مهرجان "فوانيس |
عمان- تطرح مسرحية "جسر
العودة" التي عرضت أول من أمس على خشبة المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي،
تاريخ الثورة الفلسطينية وفق رؤية أحادية للمخرج نادر عمران.وتتحدث "جسر العودة"
التي عرضت ضمن مهرجان ايام عمان المسرحية "فوانيس" بداية عن تاريخ فلسطين
بما فيه من جمال وخير وربيع وموسيقى.تبدأ المسرحية بعرض صور عديدة من مظاهر الاحتلال
والثورات المتعاقبة التي مرت على الشعب الفلسطيني، حتى لحظة وصول الصهاينة الى أراضي
فلسطين.ويستعرض العمل الحقبات التاريخية التي عايشها الفلسطينيون، وبانسجام مميز بين
الفرقة الموسيقية التي يقودها طارق الجندي وناصر سلامة (إيقاع) وغناء لينا صالح، وفريق
التمثيل.فيما تناقش المسرحية مسيرة الثورات الفلسطينية تارة بسلبياتها عبر جماليات
بصرية سينوغرافية، وتحكي حياة الثوار والعائلات، مشيرة عبر مشاهد متنوعة إلى القضايا
المختلفة التي ترافق الثورات، من خيانة، وصمت المجتمع الدولي حيال ما يجري.وتركز المسرحية،
على بقاء الصورة بلا نهاية، كإيمان بأن الأمل موجود برغم الإحباط الذي تعيشه القضية
الفلسطينية وشعبها، ذاهبا إلى أن المسرحية تؤكد حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم على أرضهم.ورافق
العرض الذي استمر حوالي 75 دقيقة، موسيقى غنائية كانت تعقيبا على ما يحدث ومعارضة له،
أو مرافقة للحدث الذي يجري تجسيده على خشبة المسرح.ويمثّل العمل المسرحي وفق عمران
مذكراته الشخصية عن تاريخ فلسطين وما عايشته، وبطريقة الكوميديا السوداء، وتقديم خلاصة
تجربته الشخصية مع الاحتلال، وكيف يفهم قضيته الفلسطينية. الصورة العامة للمسرحية تبدو ملهمة لكل مواطن عربي
لمعرفة كيف ولماذا آلت الظروف الموائمة الى الفشل المحتم رغم تعدد الاسباب، الا أن
الحدث الاكثر ريبة هو أخد المسار المسرحي الى "سياق" من اتجاه واحد أصاب
في بعض الوقت وراح "يمرمغ" الخطأ مرات كثيرة بشكل صادم للجمهور.لم تبد الصورة
مشرقة وغيّمت على رؤوس الحاضرين برغم انطلاق ابتساماتهم بين الفينة والأخرى، فالوضع
المأساوي الذي رسمه المخرج في تأليفه النص رؤية أحادية لم تتعدد الأسباب وحققت الموت
"الواحد" ان صح التعبير.
أبدى بعض الحضور ونخبة من المسرحيين انزعاجهم من توليفة العمل الفني المسرحي
الذي أظهر المقاتلات الفلسطينيات والمقاتلين بصور غير جميلة شكلت عبئا ثقيلا على المشاهد،
وان كانت قد حدثت فهي ليست "عمومية" حتى تطغى على قضية بأكملها.
رصد العمل
رؤية حقيقة لكنها لم ترتق لتكون "كل الحقيقة" والتي أزعجت البعض خصوصا من
رأى أن المبالغة ظهرت بالسلبيات كثيرا وهي تحامل على تهميش دور الكثير من ابطال ثورات
فلسطين في مختلف دول الوطن العربي.
اختلفنا أو اتفقنا مع عمل "جسر العودة" الا أن سينوغرافيا العمل،
أداء الممثلين، الطاقم الموسيقي، جاءت متوازنة على المسرح ومنسجمة مع النص والرؤية
الاخراجية.عمران مخرج العمل يقول في تعريف مسرحيته "جسر العودة .. رصد مشاعري
للأحداث.. التي دارت منذ القدم.. ليس للأحداث التي حدثت في فلسطين فقط..بل ايضا لاحداث
كان موضوع فلسطين موّلدا لها".
خشبة المسرح تتسع للكثير من الرؤى وكان من الممكن أن يكون العمل المتحدث
بلغة فلسطين أكثر وضوحا "في رصد مشاعر الآخرين أيضا، وتجاربهم ونجاحاتهم وتصوير
رونق أكثر اشراقا للتاريخ النضالي في مسيرة القضية الفلسطينية". وأدى العمل المسرحي
لمسرحية "جسر العودة" كل من أشرف العوضي، غازي قارصلي، يزن ابو سليم،
سمر محمد، ماري مدانات، موسيقيون: طارق الجندي، ناصر سلامة، لينا صالح. والعمل من تأليف
وإخراج نادر عمران.
تعليقات