OM-RUSH راجمة حركة إبداع: رؤى
OM-RUSH راجمة حركة إبداع: رؤى: (انتحار) الفنان الفلسطيني فرانسوا أبو سالم في رام الله انتحار الفنان الفلسطيني فرانسوا أبو سالم في رام الله 02/10/2011 علم موقع "عرب48" أن...
هل يطال الإصلاح رابطة الكتاب الأردنيين
؟
بعد فوز 'قائمة القدس' بقيادتها للمرة الثالثة
واشتداد الاستقطاب بين تيارين:
2011-07-12
عمان ـ 'القدس العربي' من سميرة عوض: يبدو أنه على الرغم من 'التكتيكات
الانتخابية'، ومعركتها التي طالت عظم رابطة الكتاب الأردنيين، إلا أن قراءة سريعة للأسماء
الفائزة تظهر وبوضوح أن هناك 'تشريك' جلي بين قائمتي 'القدس' و'التجمع'، ولو افترضنا
جدلا أنهما تتقاسمان أصوات المنتخبين 393، وللحق علينا إنقاص ورقة المقترع ـ الذي انتصر
لنفسه في ما يبدو- فكرر في ورقته عبارة 'لا أحد'، بمحاذاة 11 مرشحا، كان يمكن أن ينتخبهم
مثلا من بين 31 مرشحا، ولهذا وجدنا أن الدكتور أحمد ماضي حصد 208، فيما الدكتور موفق
محادين 207، ولم يستغرب أحد توالي اسميهما، وتتابعهما في عدد من الأوراق، فيما استغرب
فوز الزميلين جعفر العقيلي 226 صوتا، وحسين نشوان 225، بأعلى الأصوات، أي أعلى مما
حققه ماضي ومحادين.
الانتخابات التي حضرها أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء العرب، الكاتب
محمد السلماوي، الذي أشاد بنزاهتها وشفافيتها، والديمقراطية التي يتمتع بها أعضاء التيارين
المتنافسين.. قام بتهنئة الفائزين بعد إعلان النتائج.
وفوز تيار القدس 'الكبير' يعود في جزء منه إلى تحالفه التكتيكي مع التيار
القومي، الذي فاز مرشحاه هشام عودة وإنصاف قلعجي، وفي أجزاء كثيرة إلى سلسلة من الرعاية
والدعم لأعضاء القدس وأنصارهم، فيما واصل تيار التجمع الثقافي الديمقراطي تراجعه للدورة
الثالثة على التوالي، منذ العام 2007.
وعلى الرغم من الوعد الذي قطعه الدكتور موفق محادين بـ'العمل المشترك
في الهيئة الإدارية للحفاظ على الهوية العروبية الشامخة المستقلة' معلنا أن 'الفوز
ليس فوزا لتيار القدس وحده، بل للتجمع الثقافي الديمقراطي أيضا، وللخيار الديمقراطي
في الرابطة، حيث لا أقلية ولا أغلبية بعد الرابطة'، إلا أن هناك مخاوف جلية ليس لدى
المستقلين في رابطة الكتاب الأردنيين، فحسب، بل لدى 'التجمع' أيضا، خصوصا أن تيار القدس
يكرس سيطرته على رابطة الكتاب للمرة الثالثة على التوالي، حاصدا 7 مقاعد ونصف المقعد
من أصل 11 مقعدا، ذلك أن هناك مقعدا مشتركا لفائزين من الكتلتين سيتناوبان على المقعد
كل منهما لسنة واحدة.
'فنتازيا انتخابات رابطة الكتاب'
مقالات كثيرة، نشرت بعد انتخابات الرابطة، ولعل مقالة الزميل خليل قنديل
المعنونة 'فنتازيا انتخابات رابطة الكتاب' أكثرها تعبيرا ليس كونه من مرشحي قائمة التجمع
الثقافي الديمقراطي ولم يفز، بل كونه خبيرا انتخابيا، وهو يعترف بأنه 'أصيب بالدهشة
من المزاج الانتخابي الخاص بالهيئة العامة'، معددا: 'الفانتازيا الأولى تمثلت بمحاولات
سرية تعمد الى تحجيم التجمع الثقافي الديمقراطي، وإزاحته من المشهد الثقافي الأردني
بكافة السبل، والعمل على تشويه هذا التجمع واتهامه بمرجعيات أوسلوية وتطبيعية، على
الرغم من أن هذا التجمع عمل على رفع شعار عدم التطبيع مع العدو الصهيوني حتى بُح صوته
النقابي'.
والفانتازيا الثانية 'هي اتهام رئيس قائمة تيار القدس الزميل محادين من
خلال مناظرة تلفزيونية وأخرى في الرابطة للتجمع مع الزميلين ماضي وصالح بأن التجمع
يعتمد الأحزاب الأردنية في مخاضه الانتخابي، بينما تبين أن قائمة تيار القدس هي قائمة
تضم معظم أطياف الأحزاب الأردنية كالحزب الشيوعي وحزب الوحدة الشعبية والتيار القومي
الذي يمثل حزب البعث العراقي'.
والفانتازيا الثالثة 'هي هذه القدرة المزاجية للناخب في رابطة الكتاب
بخلط الأصوات بطريقة تدعو للتعجب فعلاً، وكثيراً ما كنت أرى الحواجب تتقوس دهشة وهي
تسمع ورقة الناخب الذي يبدأ بأحمد ماضي كي يلي هذا بموفق محادين هذا عداك عن الخلطات
العشوائية. بحيث يمكن الجزم أن هذه الدورة الانتخابية هي من أكثر الدورات التي تم فيها
الخلط في اختيار قوائم المرشحين في تاريخ الرابطة'.
أما الفانتازيا الرابعة - بحسب قنديل- 'فهي تجاهل الأصوات الناخبة لما
قدمه التجمع الثقافي الديمقراطي خلال تسلمه إدارة الرابطة لثلاث دورات متتالية من خطوات
إجرائية لخدمة الكاتب الأردني عضو الرابطة، مثل تحقيق التأمين الصحي للكتاب، والعمل
على إحياء مشروع صندوق الثقافة، وتحقيق مشروع التفرغ الإبداعي الأردني بالتعاون مع
وزارة الثقافة....'. والفانتازيا الخامسة 'هي حصول الصديق القاص يوسف ضمرة على هذا
العدد الهائل نسبياً من الاصوات، على الرغم من ترشيحه المستقل، وهذا من مستحيلات رابطة
الكتاب، لكنه حدث!'
ويختم قنديل بالقول: 'سنظل بانتظار تحقيق تيار القدس لبرنامجه الانتخابي
بعيداً عن الجعجعة التي تسمعنا ضجيجها بدون أن ترينا طحناً حقيقيا'.
رابطة الكتاب وإشكالية التغيير
واليوم صار هناك أكثر من صوت ينادي بما يمكن تسميته بـ'تيار ثالث'، وهو
ما بدا جليا ليس في الكواليس فحسب، وإنما في غير مقالة، وهو ما دفع الشاعر نضال برقان
للقول في مقالته: 'الأسئلة المتعلقة بمستقبل الرابطة كثيرة، والإجابات (الرنانة) أكثر،
غير أن عدداً كبيراً من أعضائها، كانوا توافقوا على المقاطعة، وهو ما يدعو، بالضرورة،
إلى البحث، بجدية، وموضوعية، عن خيارات جديدة، وعن طرق جديدة للتغيير'.
وبرقان كما غيره من أعضاء الرابطة المقاطعين، يرون أن 'الحديث عن الإصلاح،
في ظل قيادة الرابطة، بالروح ذاتها، فإنه لا يعدو أكثر من كونه مضيعة للوقت، خاصة أن
كلا التيارين الرئيسين: 'القدس' و'التجمع'، متشبثان بقيادتهما، وبرموزهما التقليدية،
وإذا كان ثمة (تطعيم) باسم شاب هنا أو هناك، فإن ذلك (التطعيم) لا يتجاوز المظهر الخارجي
لكليهما'. داعيا 'إلى خطاب جديد للرابطة، ينضوي تحته جل أعضائها، وليس أعضاؤها من
'القدس'، فحسب، وبما أن المستقلين فشلوا في الوصول إلى الهيئة الإدارية، فإن ذلك الانفتاح
لن يكون أمام تحقيقه غير طريقين: الأولى تتمثل في مبادرة من 'القدس' نفسه، والثانية
في مبادرة من ممثلي التجمع الثقافي، في الهيئة الإدارية. وإذا كنا موضوعيين، وتجاوزنا
هاتين الطريقتين، فإنه علينا البحث عن طريقة ثالثة، يمكن ـ من خلالها ـ تمرير 'الخطاب
المختلف'.
وعليه؛ لا بدّ من وجود خيارات أخرى، حتى تستطيع الرابطة تجديد ذاتها،
داخلياً وخارجياً، لتستطيع مواكبة حراك الشارع العربي، وتطلعاته ـ على أقل تقدير ـ
أما الحديث عن قيادتها ذلك الحراكَ فإن أوانه لم يحن، بعد، على أمل أن يحين يوماً ما!.
مظاهر انتخابية 'مستجدة'
مناظرات جماهيرية، وأخرى تلفزيونية، ندوات، نشاطات مكثفة، تواقيع كتب،
استقالات من 'الكتل'، واستقالات من الرابطة نفسها، تحالفات بين كتل أخرى، مؤتمرات صحافية
تواصلت لقبل يوم واحد من الانتخابات، رسائل هاتفية لم تنقطع من المرشحين كتلا وأفرادا،
اتصالات هاتفية من أرقام - ليست محفوظة بالضرورة في أجهزتنا الخلوية - إطمئنانات عن
العائلة وعن 'متاعبنا' مشفوعة بوعد الخلاص منها، هذا ما عايشه أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين
طوال الأسابيع الماضية.
وبلغ العدد الكلي لأعضاء الرابطة 750، سدد منهم 447 عضوا، وهم الذين يحق
لهم الانتخاب - مع ملاحظة أن عدد المسددين يقل بمئة مسدد عن الدورة الماضية، كما قل
عدد المقترعين بنسبة مقاربة، عدد الذين مارسوا حقهم في الانتخاب في الدورة الماضية
بلغ 480. وتنافس 31 مرشحا على مقاعد الهيئة الإدارية الأحد عشر، 'التجمع الثقافي الديمقراطي'
برئاسة الدكتور أحمد ماضي، و'تيار القدس' المتحالف مع 'التيار القومي' برئاسة الدكتور
موفق محادين، إضافة إلى تسعة من المستقلين.
'الموقف من الأحداث في سورية' الأشد سخونة
ولكن'الموقف من الأحداث في سورية'، ظل الموقف الأشد سخونة في خطاب الساعين
للفوز في انتخابات الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، وتبرز توافقات جديدة،
تجعل من حظوظ هذا التجمع أو ذاك أقرب، وهي المرة الأولى التي ترتفع حمى الاصطفافات
للهيئة العامة التي عقدت اجتماعها الخامس والثلاثين، في مجمع النقابات المهنية في العاصمة
عمان، الذي شهد 'اسخن' دورة انتخابية للرابطة منذ تأسيسها العام 1974.
وبدت الخريطة الانتخابية غير واضحة لهذه الدورة، ليس فقط بسبب تزامنها
مع ربيع الثورات العربية، بل في ذلك الحراك الذي واصله كتّاب ومثقفون يطالبون رابطتهم
بالانحياز للمواطن في القضاء على الفساد، كونها هيئة ثقافية مستقلة،عرفت تاريخيا بتمسكها
بقضايا الأمة، وهم هنا يؤشرون لقضية الثوابت الوطنية والقومية، وبحسب الكاتب إبراهيم
علوش 'أن المثقف، إن لم يكن له موقف سياسي ينبع من انتمائه لشعبه وأمته وحضارته، فإنه
يصبح عابثاً لاهياً مضللاً للجمهور. ولذا يهمني أن ينجح من يمتلكون مثل هذا الانتماء
الواضح للثوابت وللقضايا العربية'.
أحلام' لا تتوافق مع النفاق الانتخاباتي
وفي الوقت نفسه رأى عدد كبير من أعضاء الرابطة أنها لم تخدم الكاتب الأردني،
ويؤكد عصام السعدي أن 'الهيئات الإدارية كافة، لرابطة الكتاب، على اختلاف الكتل الانتخابية،
التي جاءت منها لم تنجح ـ حتى الآن ـ في الدفاع عن حقوق الكاتب الأردني، ووضعه في المكانة
اللائقة به'.
ولعل عضو الرابطة جلال برجس يشخص واقع الحال بقوله: 'يوم عبرتُ باب رابطة
الكتاب الأردنيين، وذلك في بداية التسعينيات (من القرن الفائت)، أيام كانت في اللويبدة،
لم يَدر بخلدي، وأنا ذلك الولد البدوي، المحمّل بالأحلام وبالنقاء، أنني سوفَ أجد نفسي
ـ ذات يوم ـ وسط زحام من العراك، واغتيال الشخصية، والطخ العشوائي، وتضخم الأنا، والفساد
الثقافي، وازدواجية الشخصيات، والنميمة الثقافية، والمطاحنات الانتخابية، التي خرجت
عن سياق المألوف في عرف الانتخابات.' ويجسد خيبة أمل الكثيرين من حال الرابطة حين يقول:
'لم يَدرْ بخلدي أن هنالك مسافة هائلة ما بين شخصيات من قرأتُ، لهم في كتبهم، وشخصياتهم
في الواقع. وبناء على الأجواء غير المريحة، وغير الصحية، التي تثير الأسى، أنني لا
أنتمي إلى أي تيار؛ ولا أية جهة، ولا أي شخص، سوى انتمائي، كاتباً، للحلم برابطة تُحدث
التوازن بين السياسي والثقافي، وتأخذ بيد من يرفرف في صدره الحلم بأن يأخذ حقه، كاتباً
ومثقفاً؛ تياري الإنسانية، لا أنتخب إلا من أرى في وعيهم تلك الإشارات التي تتقاطع
مع أحلامي البسيطة، التي لا تتوافق مع النفاق الانتخاباتي'.
قراءة في أسماء المرشحين
في حمى الانتخابات، برزت ارتباكات عند القوائم المتنافسة، ليس أقلّها
'التعديل والتبديل'، في أسماء المرشحين، وباتت الأحاديث تدور في العلن، حول انتخاب
'قائمة ثالثة'، تضم 'الأصدقاء' من بين القائمتين، خصوصا في ظل تشابه البرنامج الانتخابي،
وقد صار التماسك والالتحام شعاراً يرفعه الجميع، ولسان أمانيهم يقول: 'الفوز أولا،
والعتب لاحقا..'
وبقراءة راصدة لأسماء المرشحين ضم 'التجمع الثقافي الديمقراطي الدكتور
أحمد ماضي/ رئيسا، الناقد فخري صالح، الشاعر سعد الدين شاهين، القاص خليل قنديل، الشاعر
موسى حوامدة، القاصة روضة الهدهد، القاصة نهلة جمزاوي، الشاعر سلطان القسوس، الشاعر
عبد الرحيم جداية، الشاعر عمر أبو الهيجا، والشاعر جميل أبو صبيح.
وضمت كتلة القدس موفق محادين/ رئيسا، مؤيد العتيلي/ نائبا للرئيس، القاصة
إنصاف قلعجي، القاص جعفر العقيلي، الباحث جورج الفار، الشاعر حسين نشوان، القاص رمزي
الغزوي، محفوظ جابر، الروائية مها مبيضين، الشاعر مهدي نصير، والشاعر هشام عودة.
إضافة لتسعة مرشحين مستقلين وهم: منصور عمايرة، تيسير نظمي، يوسف
ضمرة، فاروق مجدلاوي، عبد السلام صالح، ماجد المجالي، صلاح أبو لاوي، عليان عليان،
عبدالله منصور، ومعظمها تأتي في إطار 'التكتيك الانتخابي'، بهدف إيجاد بدائل انتخابية،
خصوصا أن معظمهم ممن ينتمون لتيار القدس، أو التجمع.
ويلاحظ أن الشعراء احتلوا العدد الأكبر بين المرشحين، كما سجلت جريدة
'الدستور' العدد الأكبر في الترشح (6 مرشحين)، فيما حضرت 'الرأي' بثلاثة مرشحين، و'العرب
اليوم' بمرشح واحد، فيما سجلت 'المرأة' حضورها بأربع مرشحات، في 'القدس' و'التجمع'
بالتساوي.
محادين: لسنا تياراً عابراً للانتخابات
وشهد المؤتمر الصحافي، الذي عقده تيار القدس، والذي يخوض الانتخابات بالشراكة
مع التيار القومي في الرابطة، إعلاناً لبرنامج التيار الانتخابي، وبيانه الانتخابي
حيث اشار الدكتور موفق محادين الى النقاط المشتركة مع التجمع الديمقراطي، والتي يطرحها
تيار القدس في برنامجه، وتتلخص في الإيمان بالدور الفاعل والحقيقي لرابطة الكتاب بوصفها
منبرا ديمقراطيا لحرية الرأي والتعبير والإبداع، والدفاع عن قضايا الأمة. وأضاف، حول
رسالة تيار القدس الثقافية: 'في الواقع نحن لا نسعى لأن نكون تياراً عابراً للانتخابات،
بل حركة ثقافية ومعرفية تمارس دورها الوطني والقومي، انطلاقاً من مجموعة مبادئ وأسس'.
ويذهب محادين للقول: 'تيار القدس ليس حزبا سياسيا، كما يتهمه البعض، ليس تياراً موسمياً
انتخابياً أو عابراً للانتخابات، وليس حاصلَ جمْعِ منتسبيه من المبدعين والمشتغلين
في الحقول الثقافية المختلفة، وليس بالضرورة أن نتخذ مواقف موحدة مما يجري من حولنا،
ولا سيما الأحداث السياسية التي يشهدها الشارع العربي، فهناك تباين في وجهات النظر،
نحترمه جميعا، ونقدره، لا بل ننظر إليه كمصدر لإثراء التيار معرفياً وثقافيا'.
وحول موقف تيار القدس من الأحداث الجارية في سورية، قال محادين: 'نحن
ضد القمع، وسلب حريات الجماهير في أي بقعة من عالمنا العربي، لا فرق لدينا في ذلك بين
دولة وأخرى، لكننا لم نتوصل إلى موقف موحد إزاء ما يجري في سورية، فلكل منا وجهة نظر،
رغم أننا نجمع على نبذ العنف، والقمع، وضرورة الحوار كمخرج من الأزمة ولتجنب التدخل
الأجنبي السافر في شؤوننا'.
ويطمح 'البرنامج الثقافي' لتيار القدس' إلى توسيع نشاطه كي يمتدّ إلى
خارج الرابطة، والتفاعل مع الساحات العربية الأخرى، انطلاقاً من أن الساحة الأردنية
جزءٌ من تلك الساحات، ومتمّم ثقافي وحضاري لها، وعلى التضامن من أجل كرامة الكتّاب،
وعيشهم الكريم، والدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم، والدفاع عن حق التعبير والنشر والحريات
الديمقراطية عموماً، وإلغاء جميع أشكال الرقابة على الكتب والمطبوعات، وتوفير تأمين
صحي شامل وميسَّر، وضمان اجتماعي لائق، لغير المشمولين بهما من الأعضاء'.
كما أكد البيان على 'ثقافة المقاومة ضد التطبيع مع العدو الصهيوني، وضد
الخنوع والقنوط واليأس والعدمية والاستلاب المعرفي لثقافة الهيمنة والتهميش والإلحاق..
والإعلاء من ثقافة احترام الذات والكرامة ومقاومة كل الاحتلالات المباشرة وغير المباشرة
من احتلال الأرض والسيادة في فلسطين والعراق إلى احتلال العقل، والمحافظة على استقلالية
الرابطة'.
ماضي: شعارنا التغيير والإصلاح
كما أعلن التجمع الثقافي الديمقراطي في رابطة الكتاب الأردنيين اللائحة
النهائية لأسماء مرشحيه، وقدم برنامجه الانتخابي تحت عنوان 'نحو ثقافة وطنية ديمقراطية'،
وقدم الدكتور أحمد برنامج ورؤية التجمع إذا ما فاز في الانتخابات، مثيرا الكثير من
الجدل، بخصوص مخالفات ـ رأى- أنها ارتكبت ضمن عمل الرابطة خلال السنوات الأربع الماضية
معلنا رفض 'التجمع' لأي تطبيع ثقافي أو سياسي أو اقتصادي أو علمي مع العدو الصهيوني'.
كما ركز ماضي على جوانب ثقافية وسياسية واجتماعية، حيث أكد البيان هوية
الرابطة، التي 'لن تتغير قيد شعرة؛ لأنها ترسخت لدرجة أنها ثابتة' وقال د. ماضي ـ في
البيان ـ إنه 'على الجميع، وبغض النظر عن انتماءاتهم، أن يحرصوا على هذه الهوية'، ثم
أشار إلى الانتصارات التي حققتها الشعوب العربية، بفضل يقظتها'، وتوقع 'انتصارات جديدة'،
موضحاً أنّ 'ذلك يدل على أن العربي لن يسكت على الضيم، ولن يقبل بالاستبداد، ولن يرضى
بالدوس على كرامته، والحد من حريته، مهما طال الزمن'.
ودعا البيان إلى 'أن تكون الرابطة منارة ساطعة، في هذه الظروف التاريخية
الدقيقة'، مؤكداً أن التجمع الثقافي الديمقراطي 'يؤيد التغيير، عندما يكون التغيير
تقدمياً، ليشمل الأقطار العربية كافة'، وأكد 'اعتزاز التجمع بانتمائه لوطنه الصغير،
الأردن، وبدفاعه عن القضايا العادلة لأمتنا العربية، ومصالحها'. وأوضح البيان، كذلك،
'أنه لا إقصاء ولا تهميش للآخر، وأن الهيئة الديمقراطية هي تلك التي لا تقلل من شأن
الأقلية، ولا تقوم بإلغاء دورها، في الرابطة'.
وفي ما يتعلق بالعلاقة بين الثقافة والسياسة داخل الرابطة، بين أن 'الثقافة
هي الحصان والسياسة هي العربة، نحن مع تثقيف السياسة وضد تسييس الثقافة'، ومشيرا الى
أن 'القضية الفلسطينية وتحرير الأرض العربية على رأس سلم اهتماماتنا، وسنبقى من دعاة
تحرير الأراضي العربية المحتلة كافة، وحق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه التاريخية
مع تعويضه عن كل ما لحق به نتيجة التهجير القسري'. وجدد ماضي وعد التجمع 'بتنشيط أداء
الرابطة وعقد المؤتمرات الثقافية في حقول الفكر والفلسفة والرواية والقصة والشعر والمسرح
وغيرها، بدلا من عقد الندوات والمحاضرات الاعتيادية، والسعي إلى تحقيق تطلعات الأعضاء
النقابية والحصول على تأمين صحي من الدرجة الأولى، ومنح أراض لأعضاء الرابطة أسوةً
بالصحافيين، واقترح وجود ـ وقفيات- للرابطة تشكل مصدر دخل جديدا، وإيجاد مقر دائم وجديد
للرابطة'، منتقدا آلية قبول الأعضاء في الرابطة، 'هنالك أعضاء حصلوا على العضوية بتقديم
مخطوطات لأعمال لم ينشروها حتى الآن وهذا بالنسبة لي أمر مرفوض، وخلال الأربع سنوات
الماضية قبل أحد الموسيقيين الأردنيين في الرابطة، علماً أنني أتحدى ان كان أحدهم قد
قرأ له حرفاً واحدا في الصحف'، واصفا ما لديه من معلومات حول تصرف مجلسي الرابطة السابقين
بـ 'الفضائح'، مشيرا إلى قضية فرع رابطة الكتاب في مادبا كمثال، حيث أن النظام الداخلي
للرابطة يسمح بتأسيس فرع لها في أي مدينة أردنية يقطنها على الأقل عشرة من الأعضاء
المسجلين، إلا أن ثمة أعضاء من سكان عمان اعتبروا من المقيمين في مادبا، كما أن إحدى
الاعضاء زوجها من أصول مادبية اعتبرت من سكان مادبا، لتسهيل عملية تأسيس فرع جديد للرابطة
في مادبا.
مناظرة ماضي ومحادين: جدلية المثقف والسلطة
هي المناظرة الأولى في تاريخ المشهد الثقافي الأردني، وليس في تاريخ انتخابات
رابطة الكتاب فقط، هكذا بدأ منظم المناظرة الزميل محمود منير تقديمه لمرشح كتلة القدس
د. موفق محادين ومرشح كتلة التجمع الثقافي الديمقراطي د. أحمد ماضي لرئاسة الرابطة،
في المناظرة التي جمعتهما في مقر الرابطة، بمبادرة من جريدة 'العرب اليوم' اقترحها
محمود منير بصفته رئيس قسم الثقافة في 'العرب اليوم' غير مسبوقة- ومنير ليس عضوا في
رابطة الكتاب- بدأ محمود بإلقاء الأسئلة على المتناظرين، وحدد وقت الإجابة بمدة ثلاث
دقائق عن كل سؤال، وتنوعت الأسئلة لتشمل برنامج كلا التيارين ومكونها الثقافي والسياسي
مروراً بدور المثقف في المساهمة بالعمل الوطني وجدلية المثقف والسلطة والتطبيع الثقافي
وليس انتهاءً بالموقف من الوضع في سورية، الذي كان عنواناً لحرب ساخنة بين التيارين
عبر الإعلام خلال الأسابيع الماضية تحضيراً للانتخابات المقبلة.
ارتفعت حرارة المناظرة تدريجياً مع فتح الباب لأسئلة الجمهور، مع قراءة
الفرق بين الخطابين عند مقاربة موضوع الربيع العربي بشكل عام، والموضوع السوري بشكل
خاص، ففي حين انتقد ماضي عدم إصدار الهيئة الإدارية للرابطة بياناً يدين ما يجري في
سورية، التي كانت محور النشاط السياسي الوحيد لكتاب التجمع مؤخراً، مشيراً الى أن الرابطة
قد سارعت إلى إصدار بيان يدين العنف الذي رافق أحداث ميدان جمال عبد الناصر في 25 آذار
وماطلت بشأن الوضع السوري، أدان محادين اعتقالات الكتاب والمثقفين التي تشهدها سورية
والبحرين واليمن وعدد من الدول العربية، مشيراً إلى أن انحياز المثقف هو دائماً إلى
الشعوب، ولكن من دون مزاودة أو مناقصة، بحسب تعبيره.
د. محادين حرص في إجاباته على التمييز بين السياسي والوطني، مؤكداً أن
كتلة القدس تدعو إلى أن يكون للرابطة دورها في العمل الوطني، وأن الكتلة تضم أطيافاً
من المثقفين الوطنيين وليس ممثلي الأحزاب، وأنهم من دعاة قرع الجدران وليس قرع الأجراس،
فيما أشار د. أحمد ماضي إلى أن التجمع غير معني بالعمل السياسي، وأن الثقافة هي الحصان
الذي يقود عربة السياسة، مشدداً على أن الثقافة أولاً في برنامج التجمع. وفي الوقت
الذي أدان فيه د. ماضي التطبيع مع العدو وخاصة التطبيع الثقافي، فإن د. محادين أكد
أن التطبيع معركة معرفية وليست سياسية، داعياً إلى تنظيم ورشة مشتركة لتقديم تعريف
أكثر وضوحاً للتطبيع، مشيراً إلى أن كل من تعاملوا مع نتائج اتفاقية اوسلو تطالهم شبهة
التطبيع، غير أنه يرفض أن تتحول الرابطة إلى ما يشبه محاكم التفتيش. الموقف من الأحداث
في سورية كان الموقف الأكثر سخونة في خطاب المتناظرين، ففي الوقت الذي شن فيه د. ماضي
هجوماً على النظام السوري، بوصفه نظاماً قمعياً استبدادياً، يجب إدانته وإدانة الجرائم
التي يرتكبها بحق الشعب السوري، فإن د. محادين ذهب إلى إدانة جرائم النظام مؤكداً حق
الشعب السوري بالمطالبة بالإصلاح والتغيير، غير أنه أكد وجود أطراف إقليمية ودولية
تقود مؤامرة ضد سورية، بسبب دعمها لخيار المقاومة في الوطن العربي، محذراً من محاولات
التدخل الأجنبي في شؤون سورية، ليذهب د. ماضي لإدانة كل أنواع التدخل، بما فيها التدخلات
الإيرانية في سورية وغيرها.
استقالات على هامش الانتخابات
استقال الشاعر مؤيد العتيلي، نائب رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين، من عضوية
الحزب الشيوعي الأردني، بعد أقل يومين من فوزه في انتخابات رابطة الكتّاب.
ودارت الإشاعات حول انقسام الحزب الشيوعي حول تأييد ترشيح العتيلي ضمن
قائمة تيار القدس الثقافي.
'العتيلي يبرر الاستقالة، بالقول: 'قدمت استقالتي لأنني كنت مستاء من
الظواهر والسلوكيات في الحزب، إلى جانب عدم الانسجام ما بين موقفي ومواقف الحزب في
القضايا المحلية والخارجية، وهذا ليس بالأمر الجديد، فقدمت استقالتي في شهر كانون الثاني/يناير
الماضي، غير أن تدخل البعض دفعني إلى التراجع عنها أملاً في انتفاء هذه الظواهر السلبية'،
مشيرا الى أن 'علاقة القيادة بقواعد الحزب تضع صعوبات كبيرة أمام التطور والتقدم وتحد
من إمكانية حضور الحزب في الشارع، إلى جانب احتكار النشاط والدور، وعدم إتاحة الفرصة
للآخرين، وخاصة الشباب في اخذ زمام المبادرة والتشبث بأساليب العمل التقليدي، سواء
على مستوى النشاط العام أو الثقافة أو الإعلام'.
ولم يكن الكاتب نايف النوايسة، أول عضو يستقيل من الرابطة، فقد سبقه أعضاء
آخرون، من بينهم: الشاعر عزالدين المناصرة، والقاص عدي مدانات، لكن تقاليد العمل المتوارثة،
في الرابطة، ترفض قبول استقالة الأدباء والمبدعين، وهذا ما يؤكده اتصال رئيس الرابطة
سعود قبيلات، مع النوايسة بعد تقديم استقالته لثنيه عن هذا الموقف. استقالة النوايسة
جاءت في ذروة الحراك الانتخابي للرابطة، كونه لمس 'حالة من الاحتراب تدور في أوساط
الرابطة بسبب الانتخابات، وإنه لن يكون طرفاً في هذا الاحتراب، محمِّلاً المسؤولية
ـ في ذلك ـ للكتل الانتخابية المتصارعة، التي تقدم السياسي على الثقافي والإبداعي،
في معركتها الانتخابية، رافضاً ـ في الوقت نفسه ـ المقولة التي تدعو إلى فصل السياسي
عن الثقافي، في عمل الرابطة، إلا أنه أشار إلى غياب العوامل والمحفزات الإبداعية والأدبية
عن أجواء الرابطة'. معلنا أنه لن يحضر الانتخابات، رغم أنه كان مرشحاً لخوض هذه الانتخابات
على قائمة التجمع الثقافي الديمقراطي، وجاء اختياره بالتزكية، حيث قدّر موقف زملائه
ـ في التجمع ـ الذين منحوه هذه الثقة.
تعليقات