عباس يقدم بعد قليل طلب الاعتراف ويلقي خطابا أمام الجمعية العامة
Palestinians Request U.N. Status; Powers Press for Talks
By NEIL MacFARQUHAR and STEVEN LEE MYERS
After the Palestinian Authority asked for full membership, international powers reached a timetable they hoped would restart Israeli-Palestinian talks.
مساعدو عباس يلوحون بتسليم مفاتيح السلطة لإسرائيل
السبت, 24 أيلول/سبتمبر 2011
حزم الرئيس محمود عباس حقائبة وغادر نيويورك بعد أن القى كلمته أمام الأمم المتحدة، وقفل عائداً الى رام الله للشروع في اجتماعات ومشاورات مع أعضاء قيادة منظمة التحرير والفصائل في شأن الخيارات التالية لمرحلة ما بعد «استحقاق أيلول» الذي لم يتحقق.وكشف مسؤولون فلسطينيون لـ «الحياة» ان عباس أبلغ الرئيس باراك أوباما في لقائهما على هامش دورة الامم المتحدة أن الوضع الراهن لا يمكن أن يظل قائماً الى ما لا نهاية، وانه لا بد من حدوث تغيير. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث الذي يرافق الرئيس عباس لـ «الحياة»: «نحن سلطة وهمية تحت الاحتلال، سلطة تتحمل مسؤولية التعليم والصحة والامن، بينما تسيطر اسرائيل على الارض وتقوم بنهبها والاستيطان فيها». وأضاف: «شرح الرئيس عباس هذا الامر للرئيس الاميركي في لقائهما الثنائي، وأوضح له أن الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر هكذا».ويرى مقربون من عباس ان الخيارات الفلسطينية في المرحلة المقبلة تتلخص في ثلاثة خيارات: الاول هو مواصلة معركة العضوية في الامم المتحدة. وفي هذا قال شعث: «في حال عدم حصولنا من مجلس الامن على العضوية الكاملة في الامم المتحدة، سنعمل على تقديم طلب لرفع مكانة فلسطين من منظمة مراقبة الى دولة مراقبة، وسنحصل على عضوية جميع وكالات الامم المتحدة ومؤسساتها، بما فيها محكمة الجنايات الدولية التي يرعب ذكرها اسرائيل وأميركا». وأضاف: «سنقدم طلب رفع مكانة تمثيل فلسطين في وقت سريع في حال لاحظنا ان هناك عملية تأخير ومماطلة في التصويت على الطلب الفلسطيني المقدم الى مجلس الامن من أميركا وحلفائها».ويتمثل الخيار الثاني على طاولة البحث الفلسطينية في العودة الى المفاوضات، لكن مساعدي عباس يرون أن فرصة تحقيق هذا الخيار شبه معدومة لرفض اسرائيل وقف الاستيطان واعتماد حدود عام 1967 مرجعية للعملية التفاوضية.وكان عباس أبدى ترحيبه بمبادرة الرئيس نيكولا ساركوزي للعودة الى المفاوضات في ظل مرجعيات محددة وسقف زمني محدد، لكن مساعديه اوضحوا ان الوصول الى مبادرة ساركوزي يتطلب من اسرائيل الموافقة على مرجعية عام 1967 ووقف الاستيطان، وهو امر لا يبدو واقعياً مع حكومة اليمين في اسرائيل.ويتمثل الخيار الثالث والاخير على طاولة البحث الفلسطينية في ما يسميه الرئيس عباس «تسليم مفاتيح السلطة لاسرائيل». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الاحمد الذي يرافق عباس: «السلطة القائمة هي سلطة وهمية والرئيس لا يستطيع مغادرة رام الله من دون موافقة المجندة الاسرائيلية على حاجز بيت إيل (حاجز عسكري على مدخل رام الله قرب مستوطنة بيت ايل)، لذلك ما هو مبرر استمرار هذه السلطة؟». وأضاف: «أمام انغلاق الافق، فإن إنهيار السلطة أصبح أمراً واقعياً. لا توجد مفاوضات، ولا توجد عضوية لنا في الامم المتحدة، لذلك ليأتي الاحتلال ويكمل احتلاله ويتسلم المفاتيح».وهذه المرة الاولى التي يوضع فيها خيار تسليم مفاتيح السلطة لاسرائيل رسمياً على طاولة البحث، ما يعكس حجم الازمة الناجمة عن توقف المفاوضات واستمرار الاستيطان وبقاء السلطة محدودة غير قادرة على ممارسة أي حد من السيادة على الارض.
(الحياة)
بيان الرباعية الدولية: مفاوضات مباشرة حتى العام 2012
24/09/2011
قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، مساء أمس الجمعة، في مؤتمر صحفي عقد في الأمم المتحدة في نيويورك إن أعضاء الرباعية توصلوا إلى اتفاق بشأن بيان مشترك يدعو إسرائيل والفلسطينيين إلى تجديد المفاوضات المباشرة بينهما خلال شهر.وبحسب بيان الرباعية؛ يعلن الطرفان جاهزيتهما للتوصل إلى اتفاق ضمن جدول زمني لا يزيد عن نهاية العام 2012. كما تتوقع الرباعية أن يعرض الطرفان اقتراحات شاملة خلال ثلاثة شهور في قضايا الحدود والأمنكما أعلنت الرباعية عن مؤتمر سلام دولي سيتم عقده في موسكو. كما دعا البيان إسرائيل والفلسطينيين إلى تجنب الخطوات الاستفزازية لكي تكون المفاوضات مجدية.وبحسب "رويترز"، فإن بيان الرباعية المقتضب لا يمثل أكثر من محاولة محدودة لاستئناف محادثات السلام، إذ لم يطرح ممثلو الرباعية اقترحات للتغلب على القضايا الجوهرية المتنازع عليها بين الجانبين، مثل الحدود ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل المستوطنات اليهودية.وفي أعقاب تصريحات أشتون، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الإدارة الأمريكية ترحب بتصريحات الرباعية التي تعرض وجهة النظر الدولية اليوم بشأن قدرة الأطراف على التوصل إلى سلام. وطالبت الطرفين بـ"استغلال الفرصة".من جهته قال مبعوث الرباعية إلى الشرق الأوسط طوني بلير إن البيان يتضمن خطوات واضحة، وأنه يأمل أن يرد الطرفان بالإيجاب.ونقل عن مسؤولة في الإدارة الأمريكية قولها إن الجدول الزمني الوارد في البيان "واقعي، وجدي بهدف التوصل إلى اتفاق قبل 2012".ولدى سؤالها عما إذا كان الطرفان قد أبديا استعدادا بشأن الخطة الجديدة خلال اللقاءات مع أعضاء الرباعية، قالت إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو صرحا في خطابيهما بأنهما يؤدان العودة إلى المفاوضات المباشرة. وبحسبها فإنهما يدركان أنه بغض النظر عما سيحصل أو لا يحصل في نيويورك، فإن الأساس هو العودة إلى المفاوضات المباشرة. على حد قولها.في هذه الأثناء، دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إسرائيل إلى اغتنام الفرصة التي أتاحتها اللجنة الرباعية لاستئناف مفاوضات السلام، وحضها على تجميد الاستيطان.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عريقات قوله إن الفلسطينيين مستعدون لتحمل مسؤولياتهم بموجب خارطة الطريق والقانون الدولي، لكنه قال أيضا إن على إسرائيل تحمل مسؤولياتها هي الأخرى، ووقف الاستيطان. وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية ستدرس بيان الرباعية.
نص خطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
الجمعة, 23 أيلول/سبتمبر 2011
أعلن محمود عباس، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن ساعة الربيع الفلسطيني، ساعة الاستقلال، قد دقت.وقال في خطاب ألقاه على الثانية عشر ظهرا بتوقيت نيويورك (السابعة مساء بتوقيت القدس) في الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه 'في وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديمقراطية فيما عرف بالربيع العربي، فقد دقت أيضا ساعة الربيع الفلسطيني، ساعة الاستقلال'، مشددا على أن 'فلسطين تبعث من جديد.. فلتكن جميع شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني وهو يمضي بثبات نحو موعده التاريخي مع الحرية والاستقلال... الآن'.ونبه إلى أنه 'بعد 63 عاماً من عذابات النكبة المستمرة.. كفى'، وإلى أنه 'آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، حان الوقت أن تنتهي معاناة ومحنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، وأن ينتهي تشريدهم وأن ينالوا حقوقهم، ومنهم من أجبر على اللجوء أكثر من مرة في أماكن مختلفة من العالم.وبين للعالم أن 'جوهر الأزمة في منطقتنا بالغ البساطة والوضوح. وهو: إما أن هناك من يعتقد أننا شعب فائض عن الحاجة في الشرق الأوسط، وإما أن هناك في الحقيقة دولة ناقصة ينبغي المسارعة إلى إقامتها'.وطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، بعيد تسليمه طلب انضمام دولة فلسطين إلى المنظمة الأممية، العمل السريع 'لطرح مطلبنا أمام مجلس الأمن'، كما طلب من أعضاء المجلس التصويت لصالح عضويتنا الكاملة، داعيا الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين أن 'تعلن اعترافها'.وعن عملية بناء الدولة التي بدأت قبل عامين، قال: 'جاءت شهادة اجتماع لجنة التنسيق للدول المانحة قبل أيام في هذه المدينة لتصدر التقييم النهائي ولتصف ما أنجز بـ'قصة نجاح دولية مشهودة'، مؤكدة الجاهزية الكاملة للشعب الفلسطيني ومؤسساته لإقامة دولة فلسطين المستقلة على الفور'.وأضاف 'في ظل غياب العدل المطلق فقد اعتمدنا طريق العدل النسبي، العدل الممكن والقادر على تصحيح جانب من الظلم التاريخي الفادح الذي ارتكب بحق شعبنا، فصادقنا على إقامة دولة فلسطين فوق 22% فقط من أراضي فلسطين التاريخية، أي فوق كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام 1967'.وشدد السيد الرئيس على إن 'الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود في أرضنا وفق ما يريد، ولفرض أمر واقع على الأرض يُغيرُ حقائقها وشواهدها ويقوض الإمكانية الواقعية لقيام دولة فلسطين'.وقال إن 'هذه السياسة ستدمر فرصَ تحقيق حل الدولتين الذي تبلور إجماع دولي حوله'، محذرا بصوت عال من أن 'هذه السياسة الاستيطانية تهدد أيضا بتقويض وضرب بنيان السلطة الوطنية الفلسطينية، بل وإنهاءِ وجودها'.ونبه عباس من شروط جديدةٍ تطرحها إسرائيل واصفا إياها بـ 'شروطٍ كفيلةٍ بتحويل الصراع المحتدم في منطقتنا الملتهبة إلى صراع ديني والى تهديد مستقبل مليون ونصف المليون فلسطيني من مواطني إسرائيل، وهو أمر نرفضه ويستحيل أن نقبل الانسياق إليه'.الى ذلك أكد عباس أن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وستبقى كذلك حتى إنهاء الصراع من جوانبه كافة، وحل جميع قضايا المرحلة النهائية. كما أكد 'تمسك منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني بنبذ العنف ورفض وإدانة جميع أشكال الإرهاب، وخاصة إرهاب الدولة، والتمسك بجميع الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل'، و 'التمسك بخيار التفاوض للتوصل إلى حل دائم للصراع وفق قرارات الشرعية الدولية'، معلنا استعداد المنظمة 'للعودة على الفور إلى طاولة المفاوضات، وفق مرجعية معتمدة تتوافق والشرعية الدولية، ووقف شامل للاستيطان'.وقال إن شعبنا 'سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الإسرائيلي ولسياسات الاستيطان والأبرتهايد وبناء جدار الفصل العنصري، وهو يحظى في مقاومته المتوافقة مع القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية بدعم نشطاء السلام المتضامنين من إسرائيل ومن مختلف دول العالم مقدماً بذلك نموذجاً مبهراً وملهماً وشجاعاً لقوة الشعب الأعزل إلا من حلمه وشجاعته وأمله وهتافاته في مواجهة الرصاص والمدرعات وقنابل الغاز والجرافات.وأوضح أنه 'عندما نأتي بمظلمتنا وقضيتنا إلى هذا المنبر الأممي فهو تأكيد على اعتمادنا للخيار السياسي والدبلوماسي، وتأكيد أننا لا نقوم بخطوات من جانب واحد. ونحن لا نستهدف بتحركاتنا عزل إسرائيل أو نزع شرعيتها، بل نريد اكتساب الشرعية لقضية شعب فلسطين، ولا نستهدف سوى نزع الشرعية عن الاستيطان والاحتلال والابرتهايد ومنطق القوة الغاشمة، ونحسب أن جميع دول العالم تقف معنا في هذا الإطار'.وقال 'إننا نمد أيادينا إلى الحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي من اجل صنع السلام، وأقول لهم: دعونا نبني معاً مستقبلاً قريبا عاجلا لأطفالنا، ينعمون فيه بالحرية والأمن والازدهار، دعونا نبني جسور الحوار بدل الحواجز وجدران الفصل، وعلاقة التعاون الندية المتكافئة بين دولتين جارتين: فلسطين وإسرائيل، بدلاً من سياسات الاحتلال والاستيطان والحروب وإلغاء الآخر.
هنا نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السيد الأمين العام السيدات والسادة أود في البداية أن أتقدم بالتهنئة إلى السيد ناصر عبد العزيز النصر على تسلمه رئاسة الجمعية في دورتها الحالية متمنياً له التوفيق.وأتقدم بالتهنئة الخالصة باسم منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني إلى دولة جنوب السودان حكومة وشعباً، لانضمامها المستحق عضواً كامل العضوية إلى الأمم المتحدة متمنياً لها التقدم والازدهار.أيضاً أهنئ السيد الأمين العام بان كي مون لانتخابه لدورة جديدة على رأس الأمم المتحدة. إن تجديد الثقة هذا يعكس تقدير دول العالم لما بذله من جهود عززت دور المنظمة الأممية.السيدات والسادة:لقد ارتبطت القضية الفلسطينية بالأمم المتحدة من خلال القرارات التي اتخذتها هيئاتها ووكالاتها المختلفة، ومن خلال الدور الجوهري والمقدر لوكالة غوث اللاجئين 'أونروا' التي تجسد المسؤولية الدولية تجاه محنة اللاجئين الفلسطينيين، ضحايا النكبة التي وقعت عام 1948. ونحن نطمح ونسعى إلى دور أكبر وأكثر حضوراً وفعالية للأمم المتحدة في العمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في منطقتنا، يضمن الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني كما حددتها قرارات الشرعية الدولية ممثلة في هيئة الأمم المتحدة.السيد الرئيس السيدات والسادة قبل عام، وفي مثل هذا الوقت وفي هذه القاعة تحدث العديد من السادة رؤساء الوفود عن جهود السلام المتعثرة في منطقتنا، وكان الجميع يعلق آمالاً على جولة جديدة للمفاوضات حول الوضع النهائي انطلقت في مطلع أيلول الماضي في واشنطن بالرعاية المباشرة للرئيس باراك أوباما، ومشاركة اللجنة الرباعية الدولية ومشاركة كل من مصر والأردن على أن تتوصل خلال عام واحد إلى اتفاق سلام.وقد دخلنا تلك المفاوضات بقلوب مفتوحة، وآذان مصغية، ونوايا صادقة، وكنا جاهزين بملفاتنا ووثائقنا وأوراقنا ومقترحاتنا، غير أن هذه المفاوضات انهارت بعد أسابيع من انطلاقها.لم نيأس ولم نتوقف عن الحركة بعد ذلك وعن المبادرة والاتصال، وخلال السنة الماضية لم نترك باباً إلا وطرقناه، ولا قناة إلا واختبرناها، ولا درباً إلا وسلكناه، ولا جهة رسمية أو غير رسمية لها تأثير ووزن إلا وخاطبناها، وتعاطينا بايجابية مع مختلف الأفكار والمقترحات والمبادرات المقدمة من عديد الدول والهيئات. لكن كل هذه الجهود والمساعي الصادقة، كانت تتحطم دائما على صخرة مواقف الحكومة الإسرائيلية، التي سرعان ما بددت الآمال التي بعثها انطلاق المفاوضات في أيلول الماضي. وجوهر المسألة هنا أن الحكومة الإسرائيلية ترفض اعتماد مرجعية للمفاوضات تستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وهي تواصل وتصعّد بشكل محموم عملية بناء المستوطنات فوق أراضي دولة فلسطين المستقبلية.وحيث أن الاستيطان يجسد جوهر سياسة تقوم على الاحتلال العسكري الاستيطاني لأرض الشعب الفلسطيني، مع كل ما يعنيه من استعمال للقوة الغاشمة والتمييز العنصري، فإن هذه السياسة التي تتحدى القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة هي المسؤولة الأولى عن فشل وتعثر عملية السلام، وانهيار عشرات الفرص، ووأد كل الآمال الكبرى التي أطلقها توقيع اتفاق إعلان المبادئ عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل لتحقيق سلام عادل يفتح تاريخا جديدا لمنطقتنا. إن تقاريرَ بعثات الأمم المتحدة وبعض المؤسسات والجمعيات الأهلية الإسرائيلية، تقدم صورة مرعبة عن حجم الحملة الاستيطانية التي لا تتردد الحكومة الإسرائيلية في التفاخر بتنفيذها عبر المصادرة الممنهجة للأراضي الفلسطينية، وطرح العطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة وبخاصة في أراض القدس العربية، وفي مختلف مناطق الضفة الغربية، وعبرَ بناء جدار الفصل الذي يلتهم مساحات واسعة من أراضينا، مقسِما إياها إلى جزر معزولة، ملحقاً بذلك آثاراً مدمرةً بحياة عشرات الألوف من الأسر الفلسطينية. وفي الوقت الذي ترفض فيه سلطات الاحتلال إعطاء تراخيص بناء بيوت لمواطنينا في القدس الشرقية المحتلة، فإنها تكثف حملة هدم ومصادرة البيوت وتشريد أصحابها وساكنيها منذ عشرات السنين، ضمن سياسة تطهير عرقي تعتمد أساليب متعددة بهدف إبعادهم عن أرض آبائهم وأجدادهم، وقد وصل الأمر إلى حد إصدار قرارات بإبعاد نواب منتخبين إلى خارج مدينتهم القدس، وتقوم سلطات الاحتلال بحفريات تهدد أماكننا المقدسة، وتمنع حواجزها العسكرية مواطنينا من الوصول إلى مساجدهم وكنائسهم، وتواصل محاصرة المدينة المقدسة بحزام استيطاني وبجدار الفصل لفصلها عن بقية المدن الفلسطينية. إن الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود في أرضنا وفق ما يريد، ولفرض أمر واقع على الأرض يُغيرُ حقائقها وشواهدها ويقوض الإمكانية الواقعية لقيام دولة فلسطين.وفي نفس الوقت تواصل سلطات الاحتلال فرض حصارها المشدد على قطاع غزة واستهداف مواطنينا بالاغتيالات والغارات الجوية والقصف المدفعي، مستكملة ما جرّته حربها العدوانية قبل ثلاث سنوات على القطاع من تدمير هائل في المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد وما خلفته من آلاف الشهداء والجرحى. كما تواصل سلطات الاحتلال تدخلها في مناطق السلطة الفلسطينية عبر عمليات المداهمة والاعتقالات والقتل على الحواجز.وفي السنوات الأخيرة، تصاعد الدور الإجرامي لميليشيات المستوطنين المسلحين الذين يحظون بالحماية الاستثنائية من قبل جيش الاحتلال في تنفيذ اعتداءات متكررة ضد مواطنينا، باستهداف منازلهم ومدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم وحقولهم ومزروعاتهم وأشجارهم. واليوم قتلوا فلسطينيا متظاهرا سلميا.ورغم تحذيراتنا المتكررة، فإن السلطات الإسرائيلية لم تتحرك للجم هذه الاعتداءات ما يجعلنا نحملها المسؤولية الكاملة عن جرائم المستوطنين. إن هذه مجرد شواهد على سياسة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، وهذه السياسة هي المسؤولة عن الفشل المتتالي للمحاولات الدولية المتتالية لإنقاذ عملية السلام. إن هذه السياسة ستدمر فرص تحقيق حل الدولتين الذي تبلور إجماع دولي حوله، وهنا أحذر وبصوت عال: إن هذه السياسة الاستيطانية تهدد أيضا بتقويض وضرب بنيان السلطة الوطنية الفلسطينية، بل وإنهاء وجودها. وأضيف هنا أننا بتنا نواجه بشروط جديدة لم يسبق أن طرحت علينا سابقا، شروط كفيلة بتحويل الصراع المحتدم في منطقتنا الملتهبة إلى صراع ديني وإلى تهديد مستقبل مليون ونصف المليون فلسطيني من مواطني إسرائيل، وهو أمر نرفضه بالقطع ويستحيل أن نقبل الانسياق إليه. إن كل ما تقوم به إسرائيل في بلادنا هو سلسلة خطوات أحادية تستهدف تكريس الاحتلال، لقد أعادت إسرائيل إقامة سلطة الاحتلال المدنية والعسكرية في الضفة الغربية بقرار أحادي، وقررت أن سلطتها العسكرية هي التي تحدد حق أي من المواطنين الفلسطينيين في الإقامة في أية بقعة في الأراضي الفلسطينية، وهي التي تقرر مصادرة أرضنا ومياهنا وعرقلة مرورنا وحركة بضائعنا ومصيرنا كلَه بشكل أحادي.. ويتكلمون عن الأحادية، رغم الاتفاقات التي بيننا والتي تحرم القيام بأعمال أحادية انفرادية.السيدات والسادة في العام 1974 جاء إلى هذه القاعة قائدنا الراحل ياسر عرفات، وأكد لأعضاء الجمعية العامة سعينا الأكيد نحو السلام، مناشداً الأمم المتحدة إحقاق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني قائلاً: لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.. لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي. وفي العام 1988 خاطب الرئيس عرفات الجمعية العامة التي اجتمعت في جنيف للاستماع إليه، حيث طرح برنامج السلام الفلسطيني، الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني خلال دورته التي عقدها تلك السنة في الجزائر.وعندما اعتمدنا ذلك البرنامج كنا نقدم على خطوة مؤلمة وبالغة الصعوبة بالنسبة لنا جميعا وخاصة أولئك، وأنا منهم، الذين أجبروا على ترك منازلهم في مدنهم وقراهم، نحمل بعضا من متاعنا وأحزاننا وذكرياتنا ومفاتيح بيوتنا إلى مخيمات المنافي والشتات خلال النكبة في العام 1948 في واحدة من أبشع عمليات الاقتلاع والتدمير والاستئصال لمجتمع ناهض متماسك كان يسهم بدور ريادي وبقسط بارز في نهضة الشرق العربي الثقافية والتعليمية والاقتصادية.ولكن، ولأننا نؤمن بالسلام، ولأننا نحرص على التواؤم مع الشرعية الدولية، ولأننا امتلكنا الشجاعة لاتخاذ القرار الصعب من أجل شعبنا، وفي ظل غياب العدل المطلق فقد اعتمدنا طريق العدل النسبي، العدل الممكن والقادر على تصحيح جانب من الظلم التاريخي الفادح الذي ارتكب بحق شعبنا، فصادقنا على إقامة دولة فلسطين فوق 22% فقط من أراضي فلسطين التاريخية، أي فوق كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام 1967.وقد كنا بتلك الخطوة التاريخية التي لقيت تقدير دول العالم، نقدم تنازلا هائلا من أجل تحقيق التسوية التاريخية التي تسمح بصنع السلام في أرض السلام.وفي السنوات التي تلت، مروراً بمؤتمر مدريد ومفاوضات واشنطن، وصولاً إلى اتفاق أوسلو الذي وقعناه قبل 18 عاماً في حديقة البيت الأبيض، والذي ارتبط برسائل الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ثابرنا على التعاطي الإيجابي المسؤول مع كل مساعي التقدم نحو اتفاق سلام دائم، وكما قلنا كانت كل مبادرة وكل مؤتمر وكل جولة تفاوض جديدة وكل تحرك يتكسر على صخرة المشروع التوسعي الاستيطاني الإسرائيلي.سيدي الرئيس السيدات والسادة إنني أؤكد هنا باسم منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، والتي ستبقى كذلك حتى إنهاء الصراع من جوانبه كافة، وحل جميع قضايا المرحلة النهائية، على ما يلي:أولا: إن هدف الشعب الفلسطيني يتمثل في إحقاق حقوقه الوطنية الثابتة في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية فوق جميع أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفق القرار 194 كما نصت عليه مبادرة السلام العربية التي قدمت رؤية الإجماع العربي والإسلامي لأسس إنهاء الصراع العربي– الإسرائيلي وتحقيق السلام الشامل والعادل الذي نتمسك به ونعمل لتحقيقه.إن إنجاز هذا السلام المنشود يتطلب أيضاً الإفراج عن أسرى الحرية والمعتقلين السياسيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية كافة وبدون إبطاء.ثانيا- تمسك منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني بنبذ العنف ورفض وإدانة جميع أشكال الإرهاب، وخاصة إرهاب الدولة، والتمسك بجميع الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل.ثالثا: التمسك بخيار التفاوض للتوصل إلى حل دائم للصراع وفق قرارات الشرعية الدولية، وأعلن هنا استعداد منظمة التحرير للعودة على الفور إلى طاولة المفاوضات، وفق مرجعية معتمدة تتوافق والشرعية الدولية، ووقف شامل للاستيطان.رابعا: إن شعبنا سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الإسرائيلي ولسياسات الاستيطان والأبرتهايد وبناء جدار الفصل العنصري، وهو يحظى في مقاومته المتوافقة مع القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية بدعم نشطاء السلام المتضامنين من إسرائيل ومن مختلف دول العالم مقدماً بذلك نموذجاً مبهراً وملهماً وشجاعاً لقوة الشعب الأعزل إلا من حلمه وشجاعته وأمله وهتافاته في مواجهة الرصاص والمدرعات وقنابل الغاز والجرافات.خامسا: عندما نأتي بمظلمتنا وقضيتنا إلى هذا المنبر الأممي، فهو تأكيد على اعتمادنا للخيار السياسي والدبلوماسي، وتأكيد أننا لا نقوم بخطوات من جانب واحد. ونحن لا نستهدف بتحركاتنا عزل إسرائيل أو نزع شرعيتها، بل نريد اكتساب الشرعية لقضية شعب فلسطين، ولا نستهدف سوى نزع الشرعية عن الاستيطان والاحتلال والأبرتهايد ومنطق القوة الغاشمة، ونحسب أن جميع دول العالم تقف معنا في هذا الإطار.إنني من هنا أقول باسم الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية: إننا نمد أيادينا إلى الحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي من أجل صنع السلام، وأقول لهم: دعونا نبني مستقبلا قريبا عاجلا لأطفالنا، ينعمون فيه بالحرية والأمن والازدهار، دعونا نبني جسور الحوار بدل الحواجز وجدران الفصل، دعونا نبني علاقة التعاون الندية المتكافئة بين دولتين جارتين: فلسطين وإسرائيل، بدلاً من سياسات الاحتلال والاستيطان والحروب وإلغاء الآخر.سيدي الرئيس السيدات والسادة رغم سطوع حقنا في تقرير المصير وإقامة دولتنا وتكريس ذلك في القرارات الدولية، فقد ارتضينا في السنوات القليلة الماضية أن ننخرط في ما بدا اختبارا للجدارة والاستحقاق والأهلية. وخلال العامين الماضيين نفذت سلطتنا الوطنية برنامج بناء مؤسسات الدولة. ورغم الوضع الاستثنائي والعقبات الإسرائيلية فقد تم إطلاق ورشة عمل ضخمة تضمنت تنفيذ عدد من الخطط القطاعية لتعزيز القضاء، وأجهزة حفظ الأمن وتطوير النظم الإدارية والمالية والرقابية والارتقاء بمستوى عمل وأداء مختلف المؤسسات، والسعي لزيادة الاعتماد على الذات لتقليل الاحتياج للمساعدات الخارجية. وتم بفضل دعم مشكور من الدول العربية والمانحين من الدول الصديقة تنفيذ عدد كبير من المشاريع في مجال البنية التحتية، مركّزين على النواحي الخدمية، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق الريفية والمهمشة. وفي خضم هذه الورشة كانت البرامج ترسخ ما نريد أن يكون ملامح دولتِنا المستقلة المستقبلية، فمن حفظ لأمن المواطن والنظام العام، إلى تعزيز سلطة القضاء وسيادة القانون، إلى تعزيز دور المرأة بالتشريعات والقوانين والمشاركة، إلى الحرص على صون الحريات العامة وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني، إلى تكريس قواعد وأنظمة تضمن المساءلة والشفافية في عمل وزاراتنا ودوائرنا، وتكريس دعائم الديمقراطية كأساسٍ للحياة السياسية الفلسطينية. وعندما عصف الانقسام بوحدة الوطن والشعب والمؤسسات فقد صممنا على اعتماد الحوار لاستعادة الوحدة، ونجحنا قبل شهور في تحقيق مصالحة وطنية نأمل بأن تتسارع خطوات تنفيذها في الأسابيع القادمة. وقد كان عماد هذه المصالحة الاحتكام إلى الشعب عبر الالتزام بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام، لأن الدولة التي نريدها ستكون دولة القانون والممارسة الديمقراطية وصون الحريات والمساواة بين جميع المواطنين دون تمييز، وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع. ونحسب أن التقارير الصادرة من قبل لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة والأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي مؤخراً، قدمت شهادات أشادت بما تم إنجازه، معتبرة أنه قدم نموذجاً متفوقاً وغير مسبوق في مجالات عديدة. وجاءت شهادة اجتماع لجنة التنسيق للدول المانحة قبل أيام في هذه المدينة لتصدر التقييم النهائي ولتصف ما أنجز من قبلنا بـ'قصة نجاح دولية مشهودة'، مؤكدة الجاهزية الكاملة للشعب الفلسطيني ومؤسساته لإقامة دولة فلسطين المستقلة على الفور. هذه شهادة المجتمعات الدولية.لا اعتقد أن أحداً لديه ذرة ضمير ووجدان يمكن أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الأمم المتحدة ... بل وعلى دولة مستقلة.السيد الرئيس السيدات والسادة لم يعد بالإمكان معالجة انسداد أفق محادثات السلام بنفس الوسائل التي جربت وثبت فشلها خلال السنوات الماضية. إن الأزمة أشد عمقاً من أن يتم إهمالها، وأشد خطورةً وحرجاً من أن يتم البحث عن محاولة للالتفاف عليها أو تأجيل انفجارها المحتم.فليس بالإمكان وليس بالعملي أو المقبول أيضاً أن نعود لمزاولة العمل كالمعتاد وكأن كل شيء على ما يرام. ومن غير المجدي الذهاب إلى مفاوضات بلا مرجعية واضحة وتفتقر للمصداقية ولبرنامج زمني محدد. ولا معنى للمفاوضات في حين يستمر جيش الاحتلال على الأرض في تعميق احتلاله بدلاً من التراجع عنه وفي إحداث تغيير ديموغرافي لبلادنا يتحول إلى منطلق جديد تتعدل الحدود على أساسه. هذا أمر غير مقبول.السيدات والسادة إنها لحظة الحقيقة، وشعبنا ينتظر أن يسمع الجواب من العالم، فهل يسمح لإسرائيل أن تواصل آخر احتلال في العالم؟ نحن آخر شعب تحت الاحتلال. وهل يسمح لها أن تبقى دولة فوق القانون والمساءلة والمحاسبة؟ وهل يسمح لها بأن تواصل رفض قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومواقف الغالبية الساحقة من دول العالم؟ هل يجوز هذا؟السيد الرئيس إن جوهر الأزمة في منطقتنا بالغ البساطة والوضوح.وهو: إما أن هناك من يعتقد أننا شعب فائض عن الحاجة في الشرق الأوسط، وإما أن هناك في الحقيقة دولة ناقصة ينبغي المسارعة إلى إقامتها.السيد الرئيس السيدات والسادة جئتكم اليوم من الأرض المقدسة، أرض فلسطين، أرض الرسالات السماوية، مسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ومهد سيدنا المسيح عليه السلام، لأتحدث باسم أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، لأقول: بعد 63 عاماً من عذابات النكبة المستمرة: كفى..كفى.. كفى. آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، حان الوقت أن تنتهي معاناة ومحنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، وأن ينتهي تشريدهم وأن ينالوا حقوقهم، ومنهم من أجبر على اللجوء أكثر من مرة في أماكن مختلفة من العالم.وفي وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديمقراطية فيما عرف بالربيع العربي، فقد دقت أيضا ساعة الربيع الفلسطيني، ساعة الاستقلال. حان الوقت أن يتمكن رجالنا ونساؤنا وأطفالنا من أن يعيشوا حياة طبيعية، أن يتمكنوا من الخلود إلى النوم دون انتظار الأسوأ في اليوم التالي، أن تطمئن الأمهات إلى أن أبناءهن سيعودون إلى البيوت دون أن يتعرضوا للقتل أو الاعتقال أو الإهانة، أن يتمكن التلاميذ والطلبة من الذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم دون حواجز تعيقهم، حان الوقت كي يتمكن المرضى من الوصول بصورة طبيعية إلى المستشفيات، وأن يتمكن مزارعونا من الاعتناء بأرضهم الطيبة دون خوف من احتلال يصادرها وينهب مياهها، وجدار يمنع الوصول إليها، أو مستوطنين، ومعهم كلابهم، يبنون فوقها بيوتا لهم، ويقتلعون ويحرقون أشجار الزيتون المعمرة فيها منذ مئات السنين. حان الوقت لكي ينطلق آلاف من أسرى الحرية من سجونهم ليعودوا إلى أسَرهم والى أطفالهم ليسهموا في بناء وطنهم الذي ضحوا من أجل حريته. إن شعبي يريد ممارسة حقه في التمتع بوقائع حياة عادية كغيره من أبناء البشر، وهو يؤمن بما قاله شاعرنا الكبير محمود درويش: واقفون هنا، قاعدون هنا، دائمون هنا، خالدون هنا، ولنا هدف واحد.. واحد.. واحد.. أن نكون.. وسنكون.السيدات والسادة إننا نقدر ونثمن مواقف جميع الدول التي أيدت نضالنا وحقوقنا واعترفت بدولة فلسطين مع إعلان الاستقلال في العام 1988، والدول التي اعترفت أو رفعت مستوى التمثيل الفلسطيني في عواصمها في السنوات الأخيرة. وأحيي السيد الأمين العام بان كي مون الذي قال قبل أيام كلمة حق: إن الدولة الفلسطينية كانت يجب أن تقوم قبل سنوات. وثقوا أن هذه المواقف المساندة ثمينة بالنسبة لنا بأكثر مما تتخيلون، كونها تشعر شعبنا بأن هناك من يصغي إلى روايته، ولا يحاول تجاهل أو إنكار مأساته وفظائع النكبة والاحتلال التي عاناها وكونها تشحنه بالأمل النابع من الإيمان بأنه لا تزال هناك عدالة ممكنة في هذا العالم. ففقدان الأمل هو أعدى أعداء السلام، واليأس هو أقوى حلفاء التطرف.وأقول: حان الوقت كي يعيش الشعب الفلسطيني بعد عقود طويلة من التهجير والاحتلال الاستيطاني والعذابات المستمرة، كبقية شعوب الأرض حراً فوق أرض وطن سيد مستقل.سيدي الرئيس أود إبلاغكم أنني وقبل إلقاء هذه الكلمة تقدمت بصفتي رئيساً لدولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سعادة السيد بان كي مون الأمين العام للام المتحدة بطلب انضمام فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، دولة كاملة العضوية إلى هيئة الأمم المتحدة. وهذه نسخة من الطلب.وأطلب من السيد الأمين العام العمل السريع لطرح مطلبنا أمام مجلس الأمن، وأطلب من أعضاء المجلس التصويت لصالح عضويتنا الكاملة. كما أدعو الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين أن تعلن اعترافها.السيدات والسادة إن دعم دول العالم لتوجهنا هذا يعني انتصارا للحق والحرية والعدالة والقانون والشرعية الدولية، ويقدم دعما هائلا لخيار السلام وتعزيزا لفرص نجاح المفاوضات.السيدات والسادة إن مساندتكم وتأييدكم لقيام دولة فلسطين وقبولها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة هو أكبر إسهام لصنع السلام في أرض السلام وفي العالم أجمع.السيد الرئيس السيدات والسادة جئتكم اليوم أحمل رسالة شعب شجاع فخور.فلسطين تبعث من جديد. هذه رسالتيفلتكن جميع شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني وهو يمضي بثبات نحو موعده التاريخي مع الحرية والاستقلال... الآن. وأرجو ألا ننتظر طويلا.وشكراً
عباس يحث دول العالم الاعتراف بفلسطين
23/09/2011
حمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية وصول المفاوضات الثنائية لطريق مسدود بسبب التعنت واستمرار المد الاستيطاني، واتهم إسرائيل بممارسة سياسة التطهير العرقي في الضفة الغربية والقدس، معتبرا أن "كل جهود المفاوضات كانت تتحطم على صخرة تعنت الحكومة الإسرائيلية ".وأكد عباس تمسك منظمة التحرير بمبدأ نبذ العنف والإرهاب، خاصة إرهاب الدولة والمستوطنين، كما أكد أنه متمسك بجميع الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، والتمسك بخيار المفاوضات. معربا عن استعداده للعودة لطاولة المفاوضات وفق مرجعيات واضحة مع وقف الاستيطان. وأكد عباس، في خطاب ألقاه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بعد أن سلم الأمين العام للمنظمة الدولية طلب الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة في حدود عام 67 بعضوية كاملة، أن الفلسطينيين سيواصلون "المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال الإسرائيلي ولسياسة الاستيطان والابرتهايد وجدار الفصل العنصري.وقال عباس: "لا نهدف إلى عزل إسرائيل أو نزع شرعياتها، بل نسعى لاكتساب الشرعية لشعب فلسطين ونزع الشرعية عن الاحتلال والاستيطان والأبرتهايد". واتهم عباس إسرائيل بممارسة التطهير العرقي في الضفة الغربية والقدس، ومصادرة الأراضي بشكل ممنهج وخاصة في القدس ومختلف مناطق الضفة الغربية من أجل بناء المستوطنات، معتبرا أن سياسة إسرائيل ستدمر فرص تحقيق حل الدولتين بضرب بنيان السلطة وإنهائها.وحث عباس المجتمع الدولي على الاعتراف بفلسطين وإنهاء آخر احتلال، ولجم إسرائيل التي تعتبر دولة فوق القانون الدولي.وتطرق عباس في خطابه إلى جدار الفصل العنصري والأضرار التي ألحقها بالتجمعات الفلسطينية، وعن سياسات إسرائيل العدوانية في الضفة الغربية وغزة، والحواجز التي تمنع الحراك والتنقل بين مدن الضفة، وسياسة القتل والاعتقالات. وعاد عباس إلى جذور القضية، إلى النكبة الفلسطينية منوها إلى أنه أحد اللاجئين، الذين تعرضوا للتهجير. واشار عباس إلى ان الفلسطينيين ومن منطلق الوصول إلى حل للصراع قبلوا بالحصول على 22% من فلسطين التاريخية إلا ان التعنت الإسرائليي يحول دون ذلك.
Abbas officially submits Palestinian application for full UN membership
Palestinian President meets with UN's Ban Ki-moon to officially submit statehood bid; Abbas to speak at General Assembly shortly afterward.
6 commentsBreaking News
Friday, September 23, 2011
18:50PA President Abbas submits UN membership application (DPA)
18:44Hamas PM accuses Abbas of relinquishing Palestinian rights with statehood bid (AP)
18:17Syrian forces kill two in attacks on Friday protests (Reuters)
18:09Large video screen falls in central Ramallah, some wounded (Haaretz)
17:46Hundreds of demonstrators in Jordan call for government to resign (DPA)
16:18Two paintings stolen by Nazis to return to Poland (DPA)
15:44IAEA seeks to monitor nuclear material found in Libya (DPA)
15:19Nine injured in clashes in Lebanese prison (DPA)
14:58Man and baby killed as car overturns north of Hebron (Haaretz)
14:23Masked men throw stones at police, Border Guard officers in East Jerusalem, 1 detained (Haaretz)
13:43Report: Libya interim government to be announced within days (Reuters)
13:23Report: Turkish police capture would-be Kurdish bomber in popular resort town (AP)
13:02Amnesty: Teen is first female to die in Syria custody during recent unrest (Reuters)
12:4383-year-old man accosted by 2 robbers in Lod (Army Radio)
12:09Israel's first rainfall of the season hits center of country (Haaretz)
11:32Ahmadinejad: UN watchdog performs U.S. bidding (AP)
10:53Driver seriously injured as car crashes into wall in Jaffa (Army Radio)
10:05U.S. officials: Aid to Israel won't be affected by U.S. spending cuts (Haaretz)
09:34Bill Clinton: Netanyahu responsible for lack of Mideast peace progress (Haaretz)
08:54Prime Minister, wife visit Ground Zero site in New York (Israel Radio)
08:36Bahraini opposition calls for third day of protests, boycott of upcoming vote (DPA)
07:48Report: Yemen President Saleh returns to country after 3-month absence (Reuters)
07:12Secretary of State Clinton: U.S. focused on follow-up of Palestinian UN bid (DPA)
05:53Mideast Quartet to craft statement to allow Mideast peace talks to resume (Reuters)
04:28German FM calls on UN Security Council to speak out against Syria crisis (DPA)
03:48Ahmadinejad: It is not too late to fix Iran-U.S. ties (AP)
02:42U.S. ambassador to UN believes General Assembly may discuss Palestine state bid next week (Haaretz)
01:50 U.S. Embassy reopens in Tripoli (Haaretz)
على عتبة الثمانين؛ يافين يكتشف إسرائيل:
جيش لديه دولة وليس دولة لديها جيش
24/09/2011
على عتبة الثمانين عاما، حمل حاييم يافين، أحد أبرز وجوه التلفزيون الإسرائيلي، خلال أكثر من أربعين عاما ومقدم نشرة الأخبار الشهيرة والوحيدة وحدانية القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي في حينه، الذي قدم وغطى بالصوت والصورة، أهم المحطات النوعية في تاريخ الدولة العبرية، واكتسب مصداقية عالية لدى المشاهد الإسرائيلي، خرج حاملا كاميرته، لتصوير سلسلة وثائقية تشرح أهم البقرات المقدسة في إسرائيل ألا وهي الجيش الإسرائيلي.بعد سلسلته الشهيرة "العرب في إسرائيل"، تعرض القناة الثانية يوم الثلاثاء القادم سلسلته الثانية، تحت عنوان "جيش الشعب"، الجيش الذي يقول عنه يافين، إنه مازال يرى فيه بقرة مقدسة لا يريد ذبحها، لأنه تربى على ذلك هو وأبناء جيله، إلا أنه يحاول نزع بعض من هالة القدسية التي تغطي حقائقه.في مقابلة طويلة نشرت في ملحق "يديعوت أحرونوت" الأسبوعي، يعترف يافين أن المجتمع والجيش الإسرائيليين متشابكان، فالقواعد العسكرية في قلب المدن، في "ريشون لتسيون" مثلا يعيش سكان المدينة في ظل معسكر جيش يجري بشكل دائم تجارب بالمواد المتفجرة، هناك من يتخوفون ولكن يبدو أن غالبية السكان يستمتعون بهذا التداخل، لقد تعودوا على أصوات الانفجارات، ولديهم شعور بأن الجيش يحميهم، هذا التداخل "على حد تعبير يافين" تلقاه في كل مكان في إسرائيل، فقد صورنا في عدة مدن دبابات ومدافع نصبت في الساحات العامة.ويقول "لا أعتقد أن أي إنسان يستمتع لرؤية مدفع أمام بيته عندما يستفيق من النوم ويفتح شباك غرفته، فالجميع يفضلون خضرة الأشجار. ولكن دون تغيير جذري في هذه العلاقة، لا يمكن أن يعيش الإسرائيلي بدون المدفع، لقد أيقنت أنه لا يمكن الفصل بين المدنيين وبين الجيش، فنحن نولد إلى داخل الجيش وهذا أيضا ما يجعل كل شيء صعبا، لأنك تستطيع الانتقاد تستطيع استخلاص النتائج، ولكنك لا تستطيع فك ارتباطك بالجيش إلا إذا أعلنت الحرب على الصهيونية". يقول يافين.السلسلة تفتتح بصوته المنبعث من البث الأول للتلفزيون الإسرائيلي في الستينيات، البث الأول كان بثا عسكريا. يقول "كنت المبادر والمنتج، وكان ذلك العرض العسكري الذي أعقب حرب ال67، كل البلاد كانت جبهة حرب، وكل الشعب كان جيشا في أعقاب المعركة الدموية، على "جفعات هتحموشت" في القدس. اليوم بعد أربعين عاما ونيف خرجت لأرى ماذا تغير في المجتمع الإسرائيلي؟ ماذا تغير في الجيش؟ هل فقدنا الثقة به؟"، يتساءل يافين، في بداية السلسلة، وعندما يسأل اذا كان لديه جواب يقول، إنه يرى الجيش اليوم بصورة أكثر نقدية، أكثر تحليلية، ويتساءل خلالها "أين ذهب الجيش الذي يبنينا؟ أين ذهبت الأسطورة؟".وبعد أن حطم الأسطورة، أو اقتنع أنها تحطمت، وبعد أن خاض في السلسلة في ميزانية الأمن التي تشكل ربع ميزانية إسرائيل ولا يستطيع أحد تقليصها، بسبب الهاجس الأمني وبعد أن اكتشف أن قواعد ومعسكرات ومناطق تدريبات ومناورات الجيش تسيطر على 50% من أراضي الدولة، وبعد أن عرج على حركة الاحتجاج التي طالبت بالعدل الاجتماعي وعلاقتها بالأمن وميزانية العسكرة وصل يافين، إلى نتيجة عادة ما يصلها الإسرائيليون متأخرا، مفادها أن مصير الإسرائيليين لن يتحسن بدون سلام.لقد اكتشف في رحلة بحثه، أن الوضع القائم هو وضع جيش لديه دولة وليس دولة لديها جيش، فالجيش كما يقول، هو المنظمة الأكبر والأقوى في الدولة وهو يتساءل إذا كان ذلك جيدا؟ وإذا كان ذلك طبيعيا؟ ويستنتج أنه بدون تغيير الأجندة السياسية الاجتماعية لن يتغير شيئا، وأن السلام هو الوجهة الصحيحة لدولة إسرائيل، وبدون ذلك فيجب أن يكون جيشها جاهزا لكل شيء، ويرى المفهوم الأوسع للأمن لأن المسكن والرفاه وتعليم الأبناء هو جزء من الأمن أيضا، ولذلك يرى في حركة الاحتجاج تعبيراعن حاجات المجتمع الإسرائيلي العصري، الذي يطالب بإحداث انقلاب في سلم الأولويات القومي، وأنها كانت عبارة عن انفجار، والانفجار كان على الحق في بيت للسكن والحق في تعليم الأولاد حتى بثمن تخفيض ميزانية الأمن، كما يقول يافين، الذي يبرر عدم مشاركته شخصيا في حركة الاحتجاج بعامل الجيل، ويشير الى مشاركة ولديه يوناتان وهو كاتب، وحجاي وهو طبيب مختص، ولعل ذلك يعكس التغيير في الأجندة بالمستوى الشخصي.أسطورة أخرى تتحطم، في سلسلة يافين حول الجيش هو الرمز العسكري الأكثر إثارة للإعجاب في المجتمع الإسرائيلي، إيهود براك. ولعل المشترك بين يافين وبراك هو أن الاول يلقب إسرائيليا "سيد تلفزيون"، والثاني "سيد أمن" في إشارة إلى تربعهما كل في قمة مجال اختصاصه. ويقول يافين "كلنا نكتفي بخبر أن لدينا وزير أمن يركن إليه، ولكن براك لم ينجح بعد في امتحانات سبق ونجح فيها وزراء أمن في الماضي. في إشارة على ما يبدو إلى ما يقال عن براك في المجتمع الإسرائيلي، من أنه بنى مجده العسكري على عمليات الكوماندو والاغتيالات، وليس على معارك وانتصارات.ويضيف أن براك لم يف بوعده ببناء جيش صغير وناجع معبرا عن خيبة أمله منه.على عتبة الثمانين، يشن يافين هجوما حادا على الأجهزة الأمنية وقادتها، ويطالب بتغيير سلم الأفضليات القومي. قد تكون ضربة رجل ولى زمانه أو هي حكمة الشيخوخة، ولكنها ترتبط بدون شك بتململ وحراك يعتمل داخل المجتمع الإسرائيلي كانت حركة الاحتجاج الأخيرة إحدى تعبيراته.
"لا أحد يصدق نتانياهو..
هكذا يبدو التسونامي السياسي والعزلة الدولية"
24/09/2011
في سياق التناقل الإسرائيلي لخطابي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، كتب مراسل "هآرتس" براك رفيد تحت عنوان "العرض الهجومي لعباس ودرس في التاريخ من نتانياهو" أن ما حصل في الأمم المتحدة هو تسونامي السياسي وعزلة دولية، مؤكدا على عدم الثقة بنتانياهو لدرجة أن زعماء العالم لا يصدقون أي كلمة ينطق بها.ولفت بداية إلى أنه كان من المتوقع أن يلقي عباس كلمته بعد كلمة رئيس جنوب السودان سيلفا كير، وبالنتيجة فقد اكتظت قاعة الأمم المتحدة بالقادة ووزراء الخارجية، كما امتلأت مقاعد الضيوف والصحافيين بسرعة، بانتظار الحدث المركزي، وعندها فوجئ الجميع بتغير ترتيب الخطابات، وصعد إلى المنصة رئيس أرمينا.وبينما يشير إلى العشرات الذين لم يجدوا مقعدا لهم ووقفوا في أطراف القاعة، دخل عباس وسط تصفيق حار من الحضور، وبدأ خطابه الذي وصفه بـ"الهجومي والحاد". وبحسبه فإن بعض ما قاله يصم آذان يوسي بيلين وشمعون بيرس. ويشير إلى أنه عندما تحدث عن فلسطين كأرض مقدسة لعدة أديان، ذكر المسلمين والمسيحيين ولم يذكر اليهود.وكتب أن عباس تحدث عن التطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل في القدس المحتلة، وتنكيل جيش الاحتلال والمستوطنين بالمزارعين الفلسطينيين والمرضى المتوجهين لتلقي العلاج الطبي.وأضافت الصحيفة أن كل ذلك لم يمنع الغالبية المطلقة من الحضور في القاعة من التصفيق والوقوف عندما لوح عباس بنسخة من الطلب الذي قدمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للاعتراف بالدولة الفلسطينية.وفي حديثه عن الإسرائيليين خلال خطاب عباس، كتب أن الأداء الإسرائيلي وصل إلى قمة الحرج خلال كلمة عباس، حيث أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي دخل بعد عدة دقائق من بدء الخطاب، قرر استغلال حدث دبلوماسي دولي مرة أخرى لأهداف "سياسية داخلية".وعندما بدأ عباس يتحدث، وقف ليبرمان بشكل تظاهري وغادر القاعة، وكأنما "محمود أحمدي نجاد هو الذي يقف على المنصة". وعلل ذلك لاحقا بأنه احتجاج على حملة أبو مازن ضد إسرائيل. وبعد دقيقتين غادر الوزير يولي إدلشطاين القاعة، وحتى مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة رون بروسور غادر القاعة "تاركا وراءه نائبة التعيس حاييم فاكسمان، الذي وجد عزاء له في مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس والتي كانت لا تقل عنه تعاسة".ويضيف الكاتب أن نتانياهو وصل إلى نيويورك في "حالة نفسية قتالية"، حيث أن سلسلة مقالات نشرت في الصحافة الأمريكية ألقت عليه المسؤولية عن الجمود في ما يسمى بـ"عملية السلام"، إضافة إلى أنه كان غاضبا مما أسماه "الحوار النيويوركي".ويتابع الكاتب أن الإعلام الإسرائيلي أصبح بالنسبة لنتانياهو "الشيطان الأصغر"، في حين أن الصحافي الأمريكي توماس فريدمان بات "الشيطان الأكبر"، فمن جهة يسخر من كل من ينسب أهمية أو تأثيرا لفريدمان، ومن جهة ثانية يواظب على قراءة كل مقال يكتبه ويغضب في كل مرة. وكان قد تطرق في خطابه إلى الصحافة بالقول إن "الصحافة السيئة أفضل من مديح جيد"، وأن "الصحافة الأفضل هي الصحافة التي يتجاوز إحساسها بالتاريخ وجبة الفطور وتعترف بالاحتياجات الأمنية المشروعة لإسرائيل".كما يشير الكاتب إلى أن تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأسبق بيل كلينتون، والتي وصف فيها نتانياهو بأنه السبب في عدم الوصول إلى السلام، الأمر الذي زاد من غضب الأخير لدرجة أنه طلب من البيت الأبيض إصدار بيان يتنصل فيه من التصريحات.ويتابع رافيد أنه عندما صعد نتانياهو إلى المنصة ظهرت أماكن فارغة في أجزاء كبيرة من القاعة، حيث أن عددا كبيرا من الممثلين، وخاصة العرب، غادروا القاعة فور إنهاء أبو مازن خطابه. كما انقطع التصفيق الحاد خلال خطاب نتانياهو، وكان الوحيدون الذين صفقوا له هم المستشارون الذين تجمعوا حول البعثة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة من الناشطين اليهود.وبحسب "هآرتس" فإن نتانياهو وصل الأمم المتحدة للدفاع عن نفسه وعن سياسة حكومته أمام الانتقادات الدولية، ولكنه كان هجوميا، وتوجه في خطابه إلى الرأي العام الإسرائيلي أكثر مما توجه إلى الجالسين في القاعة. وأضاف أنه تركز في خطابه على المخاوف الأساسية لكل إسرائيلي، بداء من "غيتو وارسو" مرورا بصواريخ حماس وحزب الله، وانتهاء بالبرنامج النووي الإيراني.ووصف الكاتب نتانياهو بأنه مثل معمر القذافي عندما وقف في القاعة نفسها قبل عام وطالب بتفكيك الأمم المتحدة، حيث تركز نتانياهو في هجوم حاد على المنظمة الدولية التي كان قرارها في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1947 حاسما في إقامة دولة إسرائيل. وكتب ساخرا أنه من بين "المجاملات" التي أغدقها نتانياهو على الأمم المتحدة "مسرح العبث" و"بيت الكذب" و"المكان المظلم".ويتابع الكاتب أنه بدلا من بشائر سياسية جديدة أو مبادرة رائدة لتخليص "عملية السلام" من الطريق المسدود التي وصلت إليها، وإخراج إسرائيل من الضائقة الدبلوماسية، فقد اختار نتانياهو أن يقدم للحضور درسا في "تاريخ شعب إسرائيل من أيام الملك حزقيا، مرورا ببوغرومات روسيا وحتى يومنا هذا".وأضاف أن "نتانياهو يعتقد أن كل ما سيفعله لن يفيد، حيث نشأت رواية مفادها أن الفلسطينيين يريدون السلام، في حين أنه رافض ومستمر في البناء في المستوطنات"، ولذلك، وبحسب نتانياهو، "يجب قول الحقيقة حتى يدرك العالم". وبينما يشير الكاتب إلى أن نتانياهو قد يكون محقا في مشاعره، فإنه يجب أن يسأل نفسه "كيف وصل إلى وضع لا يصدق أحد في العالم أي كلمة ينطق بها؟".ويخلص الكاتب إلى أنه بالرغم من أن الدولة الفلسطينية لم تقم في نهاية الأسبوع، وعلى ما يبدو لن تقوم في المستقبل المنظور، فإن معركة الخطابات في الجمعية العامة، التي انتصر فيها أبو مازن، هي بدون شك حدث تاريخي. فالاستقبال الفاتر الذي كان من نصيب نتانياهو وعدم ثقة قادة العالم به كانت بارزة في ظل الدعم الكبير الذي ناله أبو مازن من المجتمع الدولي.. هكذا يبدو التسونامي السياسي وهكذا تكون العزلة الدولية".
عباس يراكم في نيوريورك فوق اخطاء اوسلو
السبت, 24 أيلول/سبتمبر 2011
شاكر الجوهري
تعتبر مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة, اعترافاً بخطأ فاحش ارتكبه اتفاق اوسلو بحق الشعب الفلسطيني, حيث قام على قاعدة الإعتراف المتبادل بين دولة اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.الإعتراف المتبادل في القانون الدولى يكون بين الدول, وفي حالة منظمة التحرير الفلسطينية, فقد كان يتوجب أن ينص الإتفاق على موافقة اسرائيل على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره, وإقامة دولته الوطنية في الأراض التي احتلت سنة 1967.اتفاق اوسلو احتوى في واقع الأمر على خطأ مزدوج, ذلك أنه لم يتطرق مطلقا إلى الحدود الجغرافية للحقوق الفلسطينية, في حين كان يفترض أن يقرر الإتفاق حدود الدولة التي من حق الشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره عليها..!وعلى ذلك, فإن اتفاق اوسلو جاء ليكرس الخطأ التاريخي الذي اتخذه الأردن بقراره الصادر في 31 آب/ اغسطس 1988 بفك الإرتباط الإداري والقانوني بالضفة الغربية لنهر الأردن.الخطآن كلاهما, تآزرا في تحويل الضفة الغربية وقطاع غزة من أراض محتلة إلى أراض متنازع عليها..!!فهل دلل خطاب عباس أمام الأمم المتحدة على أنه قد اتعظ من خطأ اوسلو..؟!قبل الإجابة على السؤال, علينا أن نعيد إلى الأذهان أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات, كان لوح عام 1998, بعد انتهاء فترة الخمس سنوات الإنتقالية, دون حدوث أي تقدم في مفاوضات المرحلة النهائية، التي نص عليها اتفاق اوسلو, بإعلان تجسيد الدولة الفلسطينية من جانب واحد, في حال امتناع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن تسريع وإنجاز الإتفاق.يومها, تعهد الإتحاد الأوروبي لعرفات, بالإعتراف بدولة فلسطين المستقلة بعد عام, إن لم تتفاوض اسرائيل بجدية وصولاً إلى الإتفاق على اقامة دولة فلسطينية. وبناء على ذلك, سحب عرفات تهديده.تكريساً لمبدأ تحويل الأراضي الفلسطينية من اراض محتلة إلى اراض متنازع, عليها, جعل اتفاق اوسلو المفاوضات مرجعية للحل الذي تواصل اسرائيل عرقلته حتى الآن.. وإلى آماد غير منظورة.جدير بأن نذكر أيضاً, أنه في مطلع ايلول/ سبتمبر 2010, انطلقت في واشنطن, برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي, ومشاركة اللجنة الرباعية الدولية، ومصر والأردن.. على أن تتوصل إلى اتفاق سلام خلال عام واحد.. وهذا ما ذكر به عباس في خطابه, وهو في واقع الأمر مؤشر هام وجديد، إلى أن مفاوضات السلام وحدها لن تخلص إلى أي إتفاق..!وعلى العموم, فإن مفاوضات السلام تلك كانت قد انهارت بعد فقط اسابيع من انطلاقها, بسبب التعنت الإسرائيلي.فهل, ظهر في خطاب عباس امام المنظمة الدولية ما يفيد أنه قد استفاد, أو اتعظ من تجارب ثمانية عشر عاماً مضت على توقيع اتفاق اوسلو..؟!التدقيق في فقرات الخطاب يخلص إلى أن الرئيس الفلسطيني أكد على ما يلي:أولاً: تمسكه بالمفاوضات المباشرة حتى إن وافقت الأمم المتحدة على قبول عضوية دولة فلسطينية مستقلة.. دون أن يذكر عباس على ماذا سيتم التفاوض في هذه الحالة, ما لم يكن يريد أن يواصل التفاوض على القرار الدولي المحتمل ذاته..!للتذكر، فإن اسرائيل قبلت عضويتها في الأمم المتحدة بموجب القرار 181، الصادر عن الجمعية العامة، والذي نص على قيام دولة فلسطينية.. يومها قبلت عضوية اسرائيل دون أن تتفاوض مع الجانب الفلسطيني، الذي كان رفض قرار التقسيم.ثانياً: وقف الإستيطان. وقد اعتبر عباس الوقف الإسرائيلي التلقائي للإستيطان, والإعتراف بحدود دولة فلسطين التي كانت قائمة في 4/6/1967, شرطاً لعدم المضي في تفعيل طلب العضوية المقدم للأمم المتحدة.. أي أنه, وبعد أن عبث الإسرائيليون بالمفاوضات طوال 18 سنة, فإنه جاهز لأن يمنحهم فرصة أخرى، مؤكد أنهم سيواصلون خلالها العبث، واستهلاك الوقت..!يقدم عباس على ذلك, رغم أنه يشير في خطابه إلى أن "الإحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود في ارضنا وفق ما يريد, ولفرض أمر واقع على الأرض, يغير حقائقها وشواهدها, ويقوض الإمكانية الواقعية لقيام دولة فلسطين".ويثير عباس في خطابه إلى أن "اسرائيل أعادت اقامة سلطة الإحتلال المدنية والعسكرية في الضفة الغربية بقرار أحادي", دون أن يطالبها بسحب هذه الإدارة.ثالثاً: التخلي عن خارطة الطريق, بعد أن نفذ عباس كل ما ورد في مرحلتها الأولى, لجهة نزع اسلحة المقاومة الفلسطينية وتفكيك بنيتها التحتية, دون أن يطالب اسرائيل الإلتزام بما يترتب عليها بموجب ذات المرحلة الأولى من الخارطة, التي تنص على وقف كامل للإستيطان.إن مطالبة عباس بـ "الذهاب إلى مفاوضات بمرجعية واضحة, وضمن برنامج زمني محدود، واعتماد قرارات الشرعية الدولية, ممثلة بهيئة الأمم المتحدة, تكاد ترتقي إلى التخلي عن الإستحقاقات الإسرائيلية المنصوص عليها في خارطة الطريق..!إلى جانب كل ذلك, كان خطاب الرئيس الفلسطيني مليئاً بالمناشدات الإنسانية الإنشائية, التي اتسم بها خطابا عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1974, و1988, دون أن تسفر عن أية نتائج عملية، في مجتمع دولي يعتمد لغة المصالح لا القيم..! بما في ذلك تذكير عباس بنداء عرفات "لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي"..!!ولم يكتف الرئيس الفلسطيني بذلك, بل إنه قدم في خطابه تنازلاً جديداً بالغ الأهمية, حين أكد أن منظمة التحرير الفلسطينية, ستبقى الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني "حتى انهاء الصراع من جوانبه كافة, وحل جميع قضايا المرحلة النهائية", ما يعنى أن عباس أسقط شعار مرحلية الحل, الذي كان استخدم من أجل تسويق وتسويغ "دولة الضفة والقطاع", عند الفلسطينيين بإعتبارها حل المرحلة الأولى, تليها مراحل تقود إلى تحرير كامل فلسطين..!إنهاء وجود منظمة التحرير الفلسطينية, يعني إنهاء المطالبة بعودة اللاجئين..!وعلى ذلك, لم تكن مصادفة أن يكتفي خطاب عباس بالإشارة إلى "محنة اللاجئين الفلسطينيين", وارتباط القضية الفلسطينية بالأمم المتحدة من خلال القرارات التي اتخذتها هيئاتها ووكالاتها المختلفة, ومن خلال الدور الجوهري والمقرر, لوكالة غوث اللاجئين/ اونروا, التي تجسد المسؤولية الدولية تجاه محنة اللاجئين الفلسطينيين".عباس حصر القرارات المعنية بقرارات المساعدات الدولية للاجئين, وأشار إلى القرار 194 الذي نص على عودة اللاجئين إلى ديارهم, رغم أن المبادرة العربية سبق لها التنازل عن هذا القرار حين استخدمت تعبير حل متوافق عليه لقضية اللاجئين بموجب القرار 194, محيلة هذا القرار إلى التفاوض, نازعة منه أي صفة الزامية.الإفتراض المنطقي، السابق على قراءة خطاب عباس، كان أن يحصل الرئيس الفلسطيني على اعتراف بحدود الدولة الفلسطينية, وأن تضغط عليه اميركا كي يتنازل عن هذا السقف التفاوضي الجديد, كما ضغطت من قبل على ياسر عرفات ليطلب إلغاء القرار الذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية..تلك كانت هي معركة عباس المقبلة، كما توقعها محللون..!فهل لازالت هذه هي معركة المستقبل للرئيس الفلسطيني، أم ترى أن خطابه خلط مواربة، بعضا من الأوراق الهامة، بتنازلات جديدة غير مرئية، حين أتبع اخطاء اوسلو بمثيلات لها..؟!
تعليقات