رسالة تيسير نظمي للعاهرات في شهر رمضان




التاسع من آب 2011


منذ زمن وأنا أؤجل الكتابة إليكن في كل مكان من هذا العالم لكن نضجي ككاتب وكإنسان لم يكن قد بلغ حدود التجربة الكافية في الحياة كي أكون جديرا بالكتابة إليكن و خاصة في ظل الانهيار الذي تعانيه البشرية نتيجة المديونية الأميركية وبوادر الانهيار المعلن فقط المعلن للحضارة الغربية وملحقاتها التابعة. في ظل هذا الركود الاقتصادي أنتن أول الضحايا وأول الجائعات لكل معنى من معاني الكرامة البشرية والأخلاقية . فقد ولت دون رجعة المجتمعات المشاعية البدائية ولم يعد أنجلز مقروءا في عصر الفيسبوك وممارسة المهنة أمميا دون ضوابط نقابية لكل من يمارسها حيث أصبحت مهنتكن الشقية مشاعا ويمارسها ذكورا وإناثا الساسة والقضاة ورجال الدين والزعماء ورؤساء الدول والمهندس والطبيب والمحامي وكثير من المعلمين والمعلمات في المدارس وعلى نطاق واسع دونما حسيب أو رقيب أو من يتقي الله في أرزاقكن بعد أن طردتكن المجتمعات من ممالك وجمهوريات فضيلتها المدعاة ها قد جاء الزمن الذي تطردن به في سن التقاعد أيضا من الوظيفة.وكل عاقل قرأ ولو بالتأمل تاريغ البشرية يعرف أن البغاء أقدم وأعرق مهنة في التاريخ عرفتها كافة الحضارات وكافة الشعوب والقوميات ولكنها تطورت بفعل الزمن وأصبحت على درجة بالغة من التنوع والتعقيد فهنالك البغاء السياسي والبغاء الحضاري والعهر المغلف بثياب الفضيلة أو الحياة الزوجية الحصينة يمارس على نطاق واسع تحت مسميات شتى لكنه ولضرورات السرية والخصوصية لا يتم الإعلان عنه وعن جوهره كعمل وأسلوب حياة ومصدر رزق كما هو الحال لديكن منذ زمن وفي كل زمن.فقد ظل المجتمع أيا كان وفي أية بقعة من العالم يتعامل معكن على استحياء وبكثير من النفاق ليس كما جرى تصويركن في أدب نجيب محفوظ عالي السوية أو كما رأي بعضكن بدر شاكر السياب بل على درجة من الانحطاط الذي يودع بعضكن عند سن معينة السجون والمعتقلات كي يعلن أو تعلن نيابة عنه الدولة عن أخلاقها الرفيعة ارضاء لبعض الأحزاب التي اختارت لنفسها أن تقوم مقام الآلهة ودورهم على الأرض طمعا بالحياة مرة القصيرة الفانية ومرة أخرى بالحياة الأزلية التي يسمونها جنة أو الخلود والأبدية. وهي نفس المجتمعات والدول التي كانت بالأمس يسيل لعابها لمرأى كثيرات منكن عند بدء مزاولة المهنة ونفس الدول التي رأت بكن دلالة على التقدم والحرية ونفس الحكومات التي رأت بكن موردا سياحيا وتجاريا مدرا للاستثمار وتدفق الدراهم والدولارات السعودية. هذه الأيام وفي رمضان تحديدا رأيت أن أوقظ أمميتي الغافية في العزلة واليأس فلم أجد أهم وأجدر منكن بتوجيه الرسالة والخطاب. فحتى أدعياء الماركسية تعهروا وأصبحوا طائفيين في الغالب بمواجهة الاسلام السياسي. والإسلام السياسي كذلك أصبحت انحرافاته بليغة في ظل أطماعه بالسلطة وبالحياتين الدنيا والعليا أما أميركا وتشجيعها للأديان التي تدعو إلى تنحية الناس عن مساءلة الفساد وعن ممارسة السياسة كي لا يكونوا شركاء على قدم المساواة في توزيع الدخل القومي فقد باتت تريد صنفا محددا من الدين المعتدل أيا كان ولكن الذي لا يحاسبها أين ولماذا وكيف ومتى ترتبت على أقوى دولة في العالم كل تلك التريليونات من المديونية للصين الشيوعية.
لقد عملتن أيام الازدهار الاقتصادي في كل الأزمنة بمستوى مريح من الدخل كان يذهب جله للقوادين وأصحاب الشأن والمتعيشين على ظهوركن ردحا من الزمن دون أن يكون للواحدة منكن راتبا تقاعديا أو ضمانة اجتماعية أو ما يسد الرمق من مجهودات الأمس ليومكن الأسود القاتم الذي يشح به الرزق ويدخل فيه إلى  سوق العمل سيدات من الطبقات الوسطى والعليا ليضاربن عليكن في الحسب والنسب والجاه والسمعة. كما أنكن أول من أكرم الجسد الذي لاتكرمه المجتمعات إلا قبل الدفن فأنتن من لم يخجل من عطاءات الخالق وأنتن من أهدى للبشرية الفنون وخاصة بعد أن استفحلت في العقود الأخيرة ثقافة الجسد ولغة الجسد وأدب جديد اخترعوا له تسمية الإيروتك وشتى التسميات البورجوازية لمن يبحثون عن تسميات لائقة ومصطلحات فائقة لتغطية تعهر طبقاتهم التي ترى في الحياة مجرد انكباب على اللذة من ملذات الطعام إلى ملذات التكنولوجيا إلى ملذات ما سرقته من حقوق الطبقات والشعوب الفقيرة والمستعبدة دون أي ملذة من ملذات التضحية والعطاء وجعل الحياة تعاش كقضية كما فعل تشي جيفارا وكما فعل بعض الأنبياء والرسل والمناضلين على دروب الحرية ومحاربة الرأسمالية المستحكمة برقاب الشعوب والدويلات والأمم والتي تمارس الخراب الدولي كل يوم وكل ساعة وتفضل الموت للآخرين على أن يعيش الناس بتكافؤ وعدالة وتعددية وديمقراطية حقيقية . لقد كان قدركن أكثر فظاظة من أقدار من عرفتهم البشرية من خلال الأساطير والحكايات ومتخيلات الشعوب عن الحياة وفلسفتها. أقداركن التي خجلت الحضارات عن إهدائها ولو مجرد أسطورة يونانية أو مسرحية شكسبيرية. لقد تغنت البشرية وهي على حق ببروميثيوس و سيزيف وحفلت المسارح والسينما بهاملت وأم هاملت ( شرموطة برتبة ملكية) ولم تحتفي برواية من طراز عرسل بغل. وكم كان عظيما وبارعا غابرييل غارسيا ماركيز عندما سبقني على طريقته بالاحتفاء بكن فليس بكاتب ولا بإنسان من لا يرفع الظلم وزيف الفاضلين والأتقياء جدا عنكن ويكشف أدبه وممارسته وحياته الزيف والفساد في المجتمعات والحضارات والأديان عنكن فأنتن ولا أقول أنتم كي لا  أشمل العهر الذكوري أو شبه الذكوري ضحايا أكثر من حضارة وأكثر من دين وأكثر من طبقة وتحديدا في شهر رمضان حيث يرتدي الجبن والنفاق ثياب الفضيلة أو قناع الوطنية.فيكون العهر حلال في وقت وحرام في وقت آخر تماما كما هو الصيام أمام الناس صيام خوفا على المرتبة والوجاهة الاجتماعية والوقار امام الأطفال والوظيفة أمام رب العمل وفي السر ليس أكثر من فاجر يمارس العادة السرية ولو لمشهد محرمات عليه. وتمارس فاضلة أخرى في الخفاء أيضا طرقها ومسالكها السرية على صوت رجل عابر أو يد بائع بسطة ابتزته في السعر وتقليل مربحه مرة ومرة أخرى ابتزته كونها أنثى على درجة عالية من الفضيلة والتقوى. لقد كشف اسرائيل شاحاك عن مثل هذا الدجل في الديانة اليهودية وربما تجرأ على الدولار السعودي الأميركي آخرون لم تكرس المليارات بعد لحمايتهم قدر تكريسها منحا وعطايا لمن يشي بهم أو يقتلهم سواء من طراز الكاتب الكشميري البريطاني كانوا أم من طراز هنري ميلر أو رسام كاريكاتير في مكان ما من هذا العالم . فلا جهيمان العتيبي ولا ناصر السعيد أول أو آخر أنبياء الثورة وإعلان الحقيقة فالأسماء إلى الأعالي تطول وتطول بالثائرين على مجتمعاتهم أو بلدانهم أو أديانهم ولن تنتهي الثورات ما لم ينتهي الظلم والزيف والفساد الذي يجري تنظيمه دوليا بين الشعوب والدول كل بحسب وجاهة وقوة دولته من أيام سيد وسيدة البشرية آدم و حواء حتى ما لا نعرف عن هذا الكون الذي خوزقته البشرية من ثقب الأوزون وخراب الطقس الذي نال أول ما نال من الفقراء الذين أعرف كم من واحدة منكن كانت تمنحه عشرة دنانير غير مستردة الباقي لقاء كوب من القهوة في شارع وصفي التل ذات صيف أو تلك التي جاءت سكرى وتنعف الدولارت وتبكي وتضحك من لقائها مع أحد شيوخ النفط وهي ترمي على الحاضرين فئة المئة دولار كما المطر المنهمر وتغمغم (إقلبي إقلبي) غير مدركة لما كان يعنية شيخ النفط المصاب بالشذوذ الجنسي ولم يطله مرض الإيدز بعد. لقد مكنتكن طبيعة العمل الذي توفر لكن في سن مبكر قبل الرشد فيكن وقبل الرشد في الأمة من معرفة أسرار الدول ورجالات الدول وما لن يتوفر لوسائل الاعلام وما لن تنشره الفضائيات بحكم القوانين الناظمة للحريات والعملات واحتكارات الطبقات. ومارستن الانسجام مع النفس والصدق مع الذات حتى وأنتن تبعن المتعة على حساب امتهان الجسد ومارستن الشجاعة التي اصبحت نادرة لا يمارسها إلا الفدائي عل مختلف الجبهات. ولكم تعذبت أجسادكن الطاهرة من أجل أن تزداد مرابح قواد في المفرق (مدينة شمال الأردن) ومع ذلك يريد القواد نفسه أن تعود من تسمى زوجته من الزرقاء بعد انتهائها من العمل مبكرة ممتلئة المحفظة رغم حسومات مديرة الوكر لها وللبيت ومصاريف الحماية الأمنية . ورغم عدم شمولها وبعض أعضاء رابطة الكتاب بالتأمين الصحي أو الضمان الاجتماعي الذي تتعهر مدخراته في الأردن لأكثر من مرة وتنهب بطرق منظمة لا يطالها القضاء أو القانون في عمان الفاضلة والزرقاء الورعة وغيرها من مدن العهر السياحي والثقافي. إليكن في رمضان تحية فلن أسترسل في متعة الكتابة كي أجعل غرائبية وسوريالية عالمكن الأقرب إلى الخيال والسحر وطهارات النبوة الأنثى التي لم تتكرر بعد مريم العذراء لحكمة ربانية لم تدركها البشرية بعد وتبقى ميثولوجيا الأسرار أسرارا للشعوب والدول حرصا على السلم الاجتماعي والاستقرار الاستعماري والاحتكار الطبقي في العالمين العربي والاسلامي وخشية أن يسجل التاريخ أن عاهرة تثور ولا تثور مدينة عاهرة – عاصمة- ويا لها من لغة لغتنا العربية التي أسمت مدنها التي تدار منها كل عمليات البغاء العسكري والاقتصادي والسياسي والاعلامي ب عاصمة ...
تحية اليكن في هذا الشهر المبارك حيث اضمحلت به موائد الكرم العربي ولم يجد أحد الكتاب لتذاكره المدفوعة الثمن مسبقا وجبات أو حتى بقية سلطة في أول فعاليات رابطة الكتاب الأردنيين – حفل افطار رمضاني – في شهر التحالف بين المسلمين والمسيحيين على التنكيل بالفلسطينيين أينما وجدوا وأينما كانوا وألف تحية لممثلات فلسطين في صفوفكن فأن توجد ولو عاهرة واحدة في نحو 12 مليون فلسطيني لهو دلالة على أننا شعب باق سواء في أشكاله التنكرية أو تنكره الطبقي أو عهره الاماراتي في دبي وتحية لممثلات دولهن الاسلامية في شهر يصمن هن به عن الرذيلة تاركات المؤسسات الحكومية والبنوك والشركات والنقابات يمارسنها على نطاق واسع مع زيادة الاثنين ونصف بالمئة زكاة في شهر الفضيلة ورد الرذيلة وعدم الاختلاط ومنع المشروب ومنع المسحر أيضا من أن يجوب بعض الأحياء في عمان تحية لكن من عاصمتكن عمان الرائدة والمحافظة بفعل رقي أمانة عمان ونظافة عمان التي سوف تلمع في العيد من نظافة أفخادكن الممشوقة وسيقانكن المرفوعة بالنصر للثورة والانتصار على أعداء الاسلام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا