المؤجل










الموافقة على قبول فلسطين عضواً في الـ (يونيسكو) ..
10/31/2011
وافقت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) قبل قليل على اعطاء الفلسطينيين العضوية الكاملة في المنظمة في اقتراع ربما يعزز سعيهم للاعتراف بهم كدولة في المنظمة الدولية.وصوت لصالح قبول العضوية 107 أعضاء مقابل 52 عضوا تحفظوا على القرار فيما عارضت 14 دولة القرار ، وكانت (185) مؤهلة حضر منها (173) دولة . واليونسكو هي أول وكالات الامم المتحدة سعى الفلسطينيون للانضمام اليها كعضو كامل منذ أن تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب للعضوية الكاملة في الامم المتحدة يوم 23 سبتمبر أيلول.وصوتت الولايات المتحدة ضد العضوية الكاملة في الامم المتحدة للفلسطينيين وتقود هي واسرائيل معارضة الطلب الفلسطيني للعضوية الكاملة في اليونسكو والهيئات الاخرى التابعة للامم المتحدة.
عمون

The Disinherited Journal of a Palestinian Exile

اين توجد الدولة؟

روبي سايبل
2011-10-06
كتب محللون سياسيون انه على الرغم من حقيقة أن خطاب الرئيس عباس في الجمعية العمومية في الامم المتحدة في ايلول (سبتمبر) تضمن هجوما لاذعا على اسرائيل، فان الخطاب تضمن ايضا تنازلا تاريخيا عن التطلعات الاقليمية الفلسطينية لمناطق خلف حدود الرابع من حزيران 1967. محمود عباس أشار في خطابه بالفعل الى أن طلب منح مكانة عضو في الامم المتحدة جاء 'على اساس حدود 4 حزيران (يونيو) 67، مع القدس عاصمة للدولة المستقبلية'. وحظي هذا القول بالتعزيز عندما أضاف عباس ان 'هدف الشعب الفلسطيني هو تحقيق حقوقه الوطنية، غير القابلة للجدال في دولته المستقلة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وتقع على كل اراضي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، التي احتلتها اسرائيل في حرب يونيو 1967. واضيف الى هذه الصيغة ملحق طالب 'بتحقيق حل عادل ومتفق عليه لمسألة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار 194، كما صيغ الامر في مبادرة السلام العربية'. خلافا للخطاب، فان الطلب الذي رفعه الفلسطينيون عمليا يبدأ باعلان يقول ان طلب الحصول على مكانة عضو يستند الى وثيقتين، 'قرار رقم 181 للجمعية العمومية في الامم المتحدة بتاريخ 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947، وكذا الى اعلان الاستقلال لدولة فلسطين في تاريخ 15 نوفمبر 1988'. الطلب الذي رفع الى مؤسسات الامم المتحدة لقبول فلسطين عضوا لا يتناول على الاطلاق خطوط 67 او حدود الدولة الفلسطينية. في الرسالة الى الامين العام للامم المتحدة التي ارفقت كملحق للطلب، كتب محمود عباس ان 'الاغلبية الساحقة من الاسرة الدولية أعربت عن تأييدها لحقوقنا غير القابلة للجدال كشعب، وبالاساس في الدولة، من خلال منحها اعترافا متبادلا بدولة فلسطينية على اساس حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية'. وبتعبير آخر، فان الرسالة تشير الى أن الاسرة الدولية تؤيد مبدأ خطوط 67، ولكنها مرة اخرى لا تشير الى ما الذي يراه الفلسطينيون انفسهم كحدود لهم. ومثلما في الخطاب، تشير الرسالة الى ان الطلب لنيل العضوية يأتي وفقا لحقوق اللاجئين الفلسطينيين حسب القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك وفقا لقرار 194. من الجانب القانوني الفلسطينيون غير ملزمين بأن يشيروا في هذا الطلب للاعتراف بفلسطين عضوا في منظمة الامم المتحدة الى ما يقدرونه حدودهم. ومع ذلك، فان الوثيقتين اللتين يتطرقون اليهما في طلبهم، أي قرار 181 (مشروع التقسيم من العام 1947) واعلان الاستقلال الفلسطيني من العام 1988 ليست لهما أية صلة بحدود 1967. اعلان 1988 صيغ بغموض مقصود في كل ما يتعلق بالحدود، في ظل اشارته الى 'اقامة دولة فلسطين على اراضينا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف'. مشروع التقسيم للعام 1947 أوصى بحدود، منحت ضمن امور اخرى كل الجليل وبئر السبع تقريبا للدولة العربية المقترحة وأخرجت القدس سواء من الدولة العربية أم من الدولة اليهودية. مشروع التقسيم في العام 1947 رفضه في حينه الفلسطينيون وعموم الدول العربية. وبالتالي فان حقيقة ان هاتين الوثيقتين هما الوثيقتان الوحيدتان اللتان يتطرق اليهما الطلب الفلسطيني الموجه الى الامم المتحدة في العام 2011، هي اختيار غير ناجح، اضافة الى كونها حقيقة تتحدى الرأي السائد الذي بموجبه تنازل الفلسطينيون بشكل رسمي عن كل مطالبة بالاراضي من الفترة التي سبقت شهر يونيو 1967. اضافة الى ذلك فان اعلان العام 1988 أشار بشكل صريح الى ان 'دولة فلسطين هي دولة عربية، جزء لا يتجزأ وغير قابل للانفصام عن الأمة العربية'. في ضوء هذا التصريح الفلسطيني، تصبح المسائل المتعلقة برفض الفلسطينيين العنيد الاعتراف باسرائيل بأنها الوطن القومي للشعب اليهودي، حادة على نحو خاص.المسألة المهمة الاخرى التي تُفهم من الطلب الفلسطيني نيل الاعتراف بدولة هي المطالبة بأنه اضافة الى الدولة الفلسطينية يجب أن يتوفر حل لمشكلة اللاجئين العرب 'وفقا لقرار الجمعية العمومية للامم المتحدة رقم 194'. هذا القرار من الامم المتحدة أوصى بأن 'يُسمح للاجئين، المعنيين بالعودة الى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، عمل ذلك في أقرب وقت ممكن يكون فيه الامر قابلا للتنفيذ'. ويعتقد الموقف الفلسطيني بأن تعبير اللاجئ ينطبق على نسل اللاجئين، وبالتالي فانه يوجد الآن نحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني. وأشار الفلسطينيون في نفس الوقت الى أنهم لا يتوقعون من اسرائيل ان تستوعب عمليا 5 ملايين عربي فلسطيني وأنهم مستعدون لاجراء مفاوضات على تطبيق هذه المسألة. ومع ذلك، فانهم يواصلون الطلب بأن تقبل اسرائيل مبدأ قرار الامم المتحدة 194 وأن توافق على ادارة المفاوضات حسب هذا القرار. يبدو انه في صيغة طلبهم من الامم المتحدة يشددون على ذلك كشرط لازب.رغم ان النص يقيد ظاهرا المطالب الاقليمية الفلسطينية بحدود العام 1967، إلا ان مراجعة أكثر تدقيقا له تُبين ان التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة بطلب الاعتراف بدولة ينطوي على شروط ومطالب من شأنها ان تطرح مصاعب جمة في كل مفاوضات مستقبلية. في خطابه أمام الجمعية العمومية ذكر الرئيس محمود عباس مواضيع 'القدس، اللاجئين الفلسطينيين، المستوطنات، الحدود، الامن والمياه' التي يجب اجراء مفاوضات عليها بين الطرفين. هذه المسائل يمكنها ان تسوى فقط بالمفاوضات، ورفع الطلب الفلسطيني الى الامم المتحدة، بعناصره المقلقة، يوشك على الا يجعل هذه المسيرة أكثر تبسيطا.
' محاضر في القانون الدولي ـ الجامعة العبرية ـ القدس
'نظرة عليا' 6/10/2011
الداد يحرف خطاب الملك .. الأردن هو وطن الفلسطينيين
الأربعاء, 14 أيلول/سبتمبر 2011
جدد عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف أرييه إلداد أمس  (الثلاثاء) اعتباره الأردن وطناً للفلسطينيين، مؤكداً أنه "لا يوجد مبرر آخر لوجود الأردن إن لم تكن كذلك".وقال إلداد رداً على خطاب الملك عبد الله الثاني الذي ألقاه (الاثنين) الماضي, إن تصريحات الملك التي رفض خلالها "الخيار الأردني" كانت محاولة لتهدئة الأوضاع في عمّان.ودعا إلداد لإعلان الأردن موطناً للفلسطينيين، مشيراً إلى أن زيارته الأخيرة لواشنطن سجلت اهتماماً كبيراً لدى المسؤولين الأميركيين بالطرح الذي يعتبر الأردن وطناً للفلسطينيين.وكان الملك عبد الله الثاني, أكد في تصريحاته (الاثنين) أن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، مؤكداً أن للأردن جيش يحميها ويدافع عنها.

مخاوف إسرائيلية من نشوء جبهة جديدة "شرقية"
14/09/2011
مصادر سياسية إسرائيلية تصف تصريحات الملك الأردني بأنها غير عادية وتدعو إلى متابعة تصريحاته ومتابعة التطورات في الأردن مع الدعوات لمسيرة مليونية تطالب بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمانبينما لا تزال تتواصل الجهود الأمريكية لوقف المسعى الفلسطيني في التوجه إلى الأمم المتحدة، فإن إسرائيل ينتابها المخاوف من نشوء جبهة جديدة "الجبهة الشرقية".وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن الوضع في الأردن غير مستقر، وأن المملكة الأردنية على أبواب هزة كبيرة، وأنه على إسرائيل أن تتعامل مع ذلك بمنتهى الجدية.وادعت المصادر ذاتها أن الوضع غير المستقر في الشرق الأوسط لا يسمح باتخاذ خطوات بدون مسؤولية من قبل الفلسطينيين، والتي لن تؤدي إلى الأمن ولا إلى السلام، ولا إلى الدولة الفلسطينية، وإنما إلى عدم الاستقرار".وأشارت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة إلى أنه عدم وجود رد رسمي إسرائيلي على تصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني، التي وصفتها بـ"غير العادية"، إلا أن مصادر سياسية قالت إنه يجب متابعة تصريحات الملك الأردني في ظل الأوضاع الداخلية الحساسة في المملكة، كما يجب الحفاظ على الهدوء في الجبهة الشرقية ومتابعة التطورات.تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" كانت قد أشارت صباح اليوم إلى وجود قطيعة في العلاقات مع الأردن، وتصاعد في المطالبة بإلغاء اتفاقية السلام وإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان.إلى ذلك أفادت وكالات الأنباء أن الدعوة التي أطلقها نشطاء أردنيون مطلع الأسبوع الحالي لمسيرة مليونية لإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان لاقت ترحيبا من قبل العديد من القوى السياسية الأردنية، وأعلنت عن مشاركتها فيها مساء غد الخميس.وأعلنت اللجنة التنسيقية لأحزاب المعارضة الأردنية التي تضم بعضويتها سبعة أحزاب انضمامها للمسيرة.كما أصدرت اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع المنبثقة عن قوى المعارضة من أحزاب ونقابات وشخصيات مستقلة بيانا دعت فيه المواطنين إلى المشاركة.وأهاب رئيس اللجنة أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور في البيان بـ"أبناء الشعب الأردني الأبي المشاركة في هذا الاعتصام".وينتظر أن تعلن الحركة الإسلامية ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي الإنضمام للمسيرة.وكان الإسلاميون رحبوا بإقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وطالبوا الحكومة الأردنية "المسارعة في كنس وكر التجسس الصهيوني من عمان في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية على سيادة ومصالح الأردن".وجاء الإعلان عن تنظيم المسيرة بعد اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة وإجبار السفير الإسرائيلي وطاقم السفارة على مغادرة مصر، الأمر الذي لقي ترحيبا شعبيا كبيرا في الأردن.

المكتب التنفيذي لحركة إبداع في سكرامنتو:
 انتهاء فترة التهدئة مع حكومة البخيت غير المنتخبة تعني
 انتهاء الفرصة المتاحة أمام النظام في الأردن برمته
11-8-2011 


فشلت الأنظمة وهو لم يفشل
يشير المنجز الأدبي والنقدي وسيرة حياة الكاتب والفنان تيسير نظمي إلى فشل أكثر من نظام عربي في احتوائه والتعامل معه بدءا من منظمة التحرير الفلسطينية والكويت وصولا للأردن التي حطمت ما تراكم سابقا له من انجازات كان يمكن لمنظمة التحرير الحفاظ عليها أو للكويت أن تدرك قيمة تشكلها على أراضيها منذ ما قبل نيلها الاستقلال حيث درس الكاتب الصفوف الابتدائية الأولى على أرضها وفي مدارسها وأكمل دراسته الثانوية والجامعية أيضا فيها – مدارس منظمة التحرير الفلسطينية بعد الظهر- ثانوية الدعية- وبعد أن أكمل دراسته الجامعية عمل في الصحافة والتدريس أكثر من 15 سنة فيها انتهت دون ارادة منه بغزو صدام حسين للكويت. إن عدم مواصلة الكاتب لمشروعه الثقافي والأدبي في خط متصاعد يتناسب مع بداياته التي لا تزال متقدمة على المنجز الأدبي في الأردن عشرات السنين سوف تكون سببا أيضا في التوقف شبه التام لنشاط الكاتب الفكري والإبداعي حيث حوصر بالتخلف والقمع في الأردن منذ عودته إليها في منتصف تموز 1992 وحتى تاريخ وفاته. وقد خرج من الكويت بعد حقنه المتعمد بما وصف أنه علاج طبي بكميات من الحقن تشله عن مجرد التفكير والكلام السوي وهي طريقة برعت بها المخابرات المصرية التي تولت التحقيق مع الكثير من المعتقلين من دول ما سمي دول الضد في حين كان تيسير نظمي يتولى رئاسة القسم الثقافي والاشراف على صفحة فكر وفن اليومية في جريدة الوطن الكويتية ليتم رميه في ثكنة الزرقاء الأردنية العسكرية في حي الزواهرة دون التفات حتى من أصدقائه سياسيا وحزبيا ممن كانوا في الكويت لأهمية العناية به وتمكينه من التعرف على الأقل على الأردن قبل الدخول في أنفاق ودهاليز مخابراته وتخلفه وارتهانه لهبات صدام النفطية التي كانت تسيطر على تابعيه في الشارع السياسي والصحفي في الأردن. إن دخول العامل الذاتي في قراءاته وثقافته وابداعه هو الذي جعله يواصل البقاء  وليس الابداع فقد كان بتكوينه الخاص خارجا عن المألوف ورافضا الانسجام مع الموجود والمتخلف والمتزلف والمنافق والانتهازي وبالتالي فقد كانت المخاطر التي تهدده مخاطر وجودية في الحقبة الأردنية التي تعاملت مع ما يملك ماديا من نقود وليس ما يملك من ثقافة وأفكار وصلت ببعض المتخلفين اتهامه بالتطبيع مع اسرائيل بل والدعوة إلى هذا التطبيع.

يهودي في سن مبكرة ولا يزال ... هو باختصار وهذا السبب وأي دراسة فاحصة لأدبه تثبت أنه أحد الناجين من يهود فلسطين الذين تم القضاء عليهم تماما وتذويبهم قبل غيرهم نتيجة مواقفهم الوطنية في مواجهة روتشيلد ومشروعه الاستعماري بالتهجير إلى فلسطين ليهود فرنسا وأوروبا والمفارقة أن آل عطية اليهود الأقحاح في سيلة الظهر دخلوا الاسلام و تيسير نظمي غادره مخفيا هذا السر حتى عن أقرب المقربين له وما تزال كتبه وترجماته ممنوعة في الأقطار العربية و قد حورب من محمود درويش وغوزل أيضا في شعره في رسائل وشيفرات لا تخفى على الناقد الدارس لنتاجات الاثنين الأدبية ولم تنشر الكرمل سوى فصل واحد من ترجمة تيسير نظمي لرواية الروائي الفذ فواز تركي - المجتثون- وهي التي كرست إلى الأبد يهودية المترجم وتروتسكيته أيضا وكان محمود درويش في هذا المفصل من أكثر الشعراء خسة ونذالة -- حركة ابداع -- المكتب التنفيذي -- الثالث عشر من آب - أغسطس 


سلمى الجيوسي:

 أنا أعطيت نجيب محفوظ نوبل لكنه ليس كاتبا عظيما
وادونيس باع قضيته
2012-02-19
مسقط ـ (د ب أ) - قالت الشاعرة والناقدة الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي أنها هي من اعطى نجيب محفوظ جائزة نوبل للآداب، إلا أنها "لا تعتبره كاتبا ممتعا، وليس روائيا عظيما على أية حال، رغم أنه أرسى قواعد الرواية العربية " مؤكدة ان أمين معلوف أكثر إمتاعا.وقالت الجيوسي في حوار مطول تنشره جريدة عمان "ملحق شرفات الثقافي"، أن أحد اعضاء لجان تحكيم جائزة نوبل كان يقف في وجه حصول أديب عربي على جائزة نوبل، الا ان الصدفة شاءت أن يكون في المستشفى في السنة التي حصل فيها نجيب محفوظ على الجائزة. ولم تسم الجيوسي تلك الشخصية إلا أنها اكدت معرفتها معرفة كبيرة، وأن بعض زملائها في لجان تحكيم الجائزة أسرى لها بالأمر. وقالت الجيوسي إن أدونيس يستحق نوبل إلا أنه باع قضيته منذ زمن عندما اتخذ من سب وشتم الثقافة العربية مذهبا، له منذ زمن طويل. وادونيس هو اسم الإله الكنعاني الفينيقي الذي اطلقه على نفسه الشاعر السوري المعروف والمشهور جدا علي أحمد سعيد أسبر . وكررت الجيوسي شكواها من عدم وقوف الأنظمة العربية مع مشروعها للترجمة "بروتا" ودعمه ماديا. يشار الى ان الكاتب والروائي المصري الراحل نجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل عام 1988 .


رسالة ماركيز إلى العالم:
 كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور
 02/08/2011
إنها رسالة حب للعالم، يكتبها أشهر روائي عالمي من فراش مرضه خطاب محبة للبشرية، قبل أن تكون وداعا لأرض عليها ما يستحق الحياة، لقد اعتزل الروائي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز الحياة العامة لأسباب صحية بسبب معاناته من مرض خبيث.ويبدو أن صحته تتدهور حاليا.. ومن على فراش المرض أرسل رسالة إلى أصدقائه، وقد انتشرت تلك الرسالة بسرعة، بفضل الانترنت، فوصلت إلى ملايين المتابعين والمحبين عبر العالم.فهذا النص القصير الذي كتبه ألمع كتاب أمريكا اللاتينية، مؤثر جدًّا وغني بالعبر والدروس، وفي ما يلي نص رسالة ماركيز للعالم:
"لو شاء الله
أن يهبني شيئا من حياة
أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل
قواي.. ربما لن أقول كل ما أفكر به
لكنني حتمًا سأفكر في كل ما
سأقوله.
سأمنح الأشياء قيمتها،
لا لما تمثله، بل لما تعنيه.
سأنام قليلاً، وأحلم
كثيرًا، مدركًا أنّ كل لحظة نغلق
فيها أعيننا تعني خسارة ستين
ثانية من النور.
سوف أسير فيما يتوقف
الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ
نيام.
لو شاء ربي أن يهبني
حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة
وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري
الجسد، وإنما عاري الروح
أيضا.
سأبرهن للناس كم يخطئون
عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا
عشاقا متى شاخوا، دون أن يدروا
أنهم يشيخون إذا توقفوا عن
العشق.
سـوف أعطي للطفل
الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلَّم
التحليق وحده.
وللكهول سأعلّمهم أن
الموت لا يأتي مع الشيخوخة، بل بفعل
النسيان.
لقد تعلمت منكم الكثير
أيها البشر... تعلمت أن الجميع يريد
العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن
سرّ السعادة تكمن في تسلقه.
تعلّمت أن المولود
الجديد حين يشد على إصبع أبيه
للمرّة الأولى، فذلك يعني أنه أمسك
بها إلى الأبد.
تعلّمت أن الإنسان يحق
له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط
حين يجب أن يساعده على
الوقوف.
تعلمت منكم أشياء كثيرة!
لكن، قلة منها ستفيدني، لأنها
عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع
الحياة.
قل دائمًا ما تشعر به
وافعل ما تفكّر فيه.
لو كنت أعرف أنها المرة
الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة
لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ
ولتضرعت إلى الله أن يجعلني
حارسًا لروحك.
لو كنت أعرف أنها
الدقائق الأخيرة التي أراك فيها،
لقلت "أحبك" ولتجاهلت، بخجل،
أنك تعرفين ذلك.
هناك دومًا يوم الغد،
والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل
الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو
يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك،
وأنني لن أنساك أبدًا.
لأن الغد ليس مضمونًا لا
للشاب ولا للمسن.. ربما تكون في هذا
اليوم المرة الأخيرة التي ترى
فيها أولئك الذين تحبهم. فلا
تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد
قد لا يأتي ولا بد أن تندم على
اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من
أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو
أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية
أخيرة.
حافظ بقربك على من تحب،
اهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم،
أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من
الوقت لتقول لهم عبارات مثل:
أفهمك، سامحني، من فضلك، شكرًا،
وكل كلمات الحب التي تعرفها.
لن يتذكرك أحد من أجل ما
تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ
القوة والحكمة للتعبير عنها.
وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم
مهمون لديك.

nazmi.org

رسالة من نلسون مانديلا إلى الثوار العرب
15-7-2011
نيلسون مانديللا

إخوتي في تونس ومصر
أعتذر أولا عن الخوض في شؤونكم الخاصة، وسامحوني إن كنت دسست أنفي فيما لا ينبغي التقحم فيه. لكني أحسست أن واجب النصح أولا، والوفاء ثانيا لما أوليتمونا إياه من مساندة أيام مقارعة الفصل العنصري يحتمان علي رد الجميل وإن بإبداء رأي محّصته التجارب وعجمتْه الأيامُ وأنضجته السجون.
أحبتي ثوار العرب.
لا زلت أذكر ذلك اليوم بوضوح. كان يوما مشمسا من أيام كيب تاون. خرجت من السجن بعد أن سلخت بين جدرانه عشرة آلاف عام. خرجت إلى الدنيا بعد أن وُورِيتُ عنها سبعا وعشرين حِجةً لأني حلمت أن أرى بلادي خالية من الظلم والقهر والاستبداد
ورغم أن اللحظة أمام سجن فكتور فستر كانت كثيفة على المستوى الشخصي إذ سأرى وجوه أطفالي وأمهم بعد كل هذا الزمن، إلا أن السؤال الذي ملأ جوانحي حينها هو:
كيف سنتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلا؟
أكاد أحس أن هذا السؤال هو ما يقلقكم اليوم. لقد خرجتم لتوكم من سجنكم الكبير
وهو سؤال قد تحُدّد الإجابة عليه طبيعة الاتجاه الذي ستنتهي إليه ثوراتكم.
إن إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم. فالهدم فعل سلبي والبناء فعل إيجابي. أو على لغة أحد مفكريكم – حسن الترابي- فإن إحقاق الحق أصعب بكثير من إبطال الباطل
أنا لا أتحدث العربية للأسف، لكن ما أفهمه من الترجمات التي تصلني عن تفاصيل الجدل السياسي اليومي في مصر وتونس تشي بأن معظم الوقت هناك يهدر في سب وشتم كل من كانت له صلة تعاون مع النظامين البائدين وكأن الثورة لا يمكن أن تكتمل إلا بالتشفي والإقصاء، كما يبدو لي أن الاتجاه العام عندكم يميل إلى استثناء وتبكيت كل من كانت له صلة قريبة أو بعيدة بالأنظمة السابقة.
ذاك أمر خاطئ في نظري.
أنا أتفهم الأسى الذي يعتصر قلوبكم وأعرف أن مرارات الظلم ماثلة، إلا أنني أرى أن استهداف هذا القطاع الواسع من مجتمعكم قد يسبب للثورة متاعب خطيرة، فمؤيدو النظام السابق كانوا يسيطرون على المال العام وعلى مفاصل الأمن والدولة وعلاقات البلد مع الخارج. فاستهدافهم قد يدفعهم إلى أن يكون إجهاض الثورة أهم هدف لهم في هذه المرحلة التي تتميز عادة بالهشاشة الأمنية وغياب التوازن. أنتم في غنى عن ذلك، أحبتي.
إن أنصار النظام السابق ممسكون بمعظم المؤسسات الاقتصادية التي قد يشكل استهدافها أو غيابها أو تحييدها كارثة اقتصادية أو عدم توازن أنتم في غنى عنه الآن
عليكم أن تتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون ينتمون لهذا البلد، فاحتواؤهم ومسامحتهم هي أكبر هدية للبلاد في هذه المرحلة، ثم إنه لا يمكن جمعهم ورميهم في البحر أو تحييدهم نهائيا ثم إن لهم الحق في التعبير عن أنفسهم وهو حق ينبغي أن يكون احترامه من أبجديات ما بعد الثورة.
أعلم أن مما يزعجكم أن تروا ذات الوجوه التي كانت تنافق للنظام السابق تتحدث اليوم ممجدة الثورة، لكن الأسلم أن لا تواجهوهم بالتبكيت إذا مجدوا الثورة، بل شجعوهم على ذلك حتى تحيدوهم وثقوا أن المجتمع في النهاية لن ينتخب إلا من ساهم في ميلاد حريته
إن النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية أهم بكثير من الوقوف عند تفاصيل الماضي المرير.
أذكر جيدا أني عندما خرجت من السجن كان أكبر تحد واجهني هو أن قطاعا واسعا من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل من كانت له صلة بالنظام السابق، لكنني وقفت دون ذلك وبرهنت الأيام أن هذا كان الخيار الأمثل ولولاه لانجرفت جنوب إفريقيا إما إلى الحرب الأهلية أو إلى الديكتاتورية من جديد. لذلك شكلت “لجنة الحقيقة والمصالحة” التي جلس فيها المعتدي والمعتدى عليه وتصارحا وسامح كل منهما الآخر.
إنها سياسة مرة لكنها ناجعة
أرى أنكم بهذه الطريقة– وأنتم أدرى في النهاية- سترسلون رسائل اطمئنان إلى المجتمع الملتف حول الديكتاتوريات الأخرى أن لا خوف على مستقبلهم في ظل الديمقراطية والثورة، مما قد يجعل الكثير من المنتفعين يميلون إلى التغيير، كما قد تحجمون خوف وهلع الدكتاتوريات من طبيعة وحجم ما ينتظرها.
تخيلوا أننا في جنوب إفريقيا ركزنا –كما تمنى الكثيرون- على السخرية من البيض وتبكيتهم واستثنائهم وتقليم أظافرهم؟ لو حصل ذلك لما كانت قصة جنوب إفريقيا واحدة من أروع قصص النجاح الإنساني اليوم.
أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”

نلسون روهلالا ماندلا
هوانتون –جوهانزبيرغ
عن جريدة الوطن الموريتانية

فلتبدأ السعودية بالاصلاح اولا
عبد الباري عطوان
2011-07-14
يتحسس المسؤولون السعوديون كثيرا عندما يتناول الكتاب العرب بعض القضايا التي تتعلق باوضاعهم الداخلية، وقضايا الحريات وحقوق الانسان وغياب القضاء العادل المستقل على وجه الخصوص، بينما لا يتورعون عن الخوض في قضايا الآخرين الخارجية والداخلية على حد سواء، ولا يرون اي تجاوز او خروج عن المألوف في هذا الصدد.
الصحافة السعودية، والزملاء الكتاب فيها، يسطرون المقالات حول الاوضاع في سورية، وفساد بعض اركان نظامها، ولا ينسون التعريج على غياب حقوق الانسان واستفحال القمع، والتعليق على احداث ليبيا وديكتاتورية نظام القذافي، وانتقاد السلطة الفلسطينية، والغمز في قناة حركة 'حماس'، واحيانا شن هجمات على الطرفين، وهذا امر مشروع ونرحب به، حتى لو كان هذا الخيار الانتقادي انتقائيا، فمن واجب الصحافة والصحافيين التصدي لكل انتهاك لحقوق الانسان او قمع للحريات، والانتصار للديمقراطية والحكم الرشيد.
فالانطباع السائد، او الذي يريد البعض تكريسه، ان الاعلام السعودي بكل اشكاله والوانه ووسائله هو الاعلام العربي الوحيد الحميد والمهني، اما ما عداه فهو مناقض لذلك كليا، وتتحمل انظمة عربية قمعية يسارية المسؤولية الكبرى في هذا الصدد، لانها سكتت اولا عن هذه الظاهرة، وساهمت بذلك في تكريسها، ولانها لم تقدم البديل المهني الآخر الذي يستطيع المنافسة بطرق حضارية، بعيدا عن الصراخ الايديولوجي الفج، وافساح الحد الادنى للرأي الآخر، سواء في القضايا المحلية او العربية.
صحيح ان الاعلام السعودي، والخارجي منه على وجه الخصوص، يتجنب الخوض في القضايا الداخلية التي تتناول مواضيع حساسة مثل الفساد، واضطهاد الرأي الآخر، وغياب الديمقراطية الحقة، وان فعل فباستحياء شديد، ولكن الصحيح ايضا انه نجح بامتياز يحسب له في التغطية على هذا النقص الواضح والكبير من خلال تناول القضايا العربية بطريقة ذكية، وتقديم اعلام 'قومي' يتجاوز الاعلام المحلي، من خلال استضافة خيرة الاقلام والكفاءات العربية، واعطاء مساحة للرأي الآخر.
بمعنى آخر، يمكن القول ان الرأي الآخر مطلوب في القضايا العربية، ومحظور تماما في معظم القضايا المحلية الحساسة. ثم ان هناك تمييزا واضحا في القضايا العربية، فهناك قضايا مسكوت عنها في دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها، قضية الانتفاضة في البحرين على سبيل المثال، وقضايا اخرى مشاعة مثل الانتفاضة الشعبية الديمقراطية في بلاد مثل مصر وسورية وليبيا وربما اليمن ايضا.
' ' '
يوم الاثنين الماضي دعا مجلس الوزراء السعودي جميع الدول العربية التي تعيش ثورات داخلية الى وقف اراقة الدماء والقيام باصلاحات جادة تكفل حقوق الانسان العربي، وقال وزير الاعلام السعودي عبدالعزيز خوجة في ختام اجتماع مجلس الوزراء، 'ان المملكة تدعو الجميع الى تغليب صوت الحكمة والعقل ووقف اراقة الدماء واللجوء الى الاصلاحات الجادة التي تكفل حقوق وكرامة الانسان العربي، وتحقق الاستقرار والحفاظ على وحدة واستقلال الاوطان العربية'.
هذا البيان يأتي بعد دعوة مماثلة اصدرها الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، لمح فيها الى سورية دون ان يذكرها بالاسم، بينما ذهب شقيقه تركي الفيصل، الذي لا يشغل اي منصب حاليا، منذ تركه منصبه الاخير كسفير لبلاده في واشنطن، وقبلها رئيس لجهاز الاستخبارات العامة، ذهب الى ما هو ابعد من ذلك عندما وصف في حديث لمحطة الـ'بي بي سي' التلفزيونية العربية، بان ما حدث في مصر ليس ثورة، واشاد بالرئيس المخلوع مبارك كحليف قوي، واكد ان السعودية لا تتخلى عن حلفائها، ونفى وجود شيء اسمه 'ربيع عربي'.
لا نجادل في حق مجلس الوزراء السعودي في تقديم النصائح للدول الاخرى بالحكمة والتعقل، والقيام بالاصلاحات الجادة، فهذا سعي يشكر عليه، ويقدر له، كما اننا لا نعترض مطلقا على تدخل امراء او كتاب سعوديين في شؤون داخلية او خارجية لدول عربية اخرى، ولكن ما نتمناه ان تبدأ المملكة العربية السعودية في تطبيق الاصلاحات الجادة التي تبشر بها في داخل المملكة نفسها، وتقدم لنا القدوة والنموذج في هذا الصدد.
فالمملكة العربية السعودية بحاجة الى اصلاحات جذرية وليست جادة فقط، في مختلف الميادين، من حيث انتخاب مجلس شورى بصلاحيات كاملة، وفي انتخابات تشارك فيها المرأة جنباً الى جنب مع الرجال كمرشحة وناخبة، ووضع دستور عصري ينظم شؤون الحكم ويحدد واجبات المواطن قبل حقوقه، ويشدد بشكل صريح على ملكية دستورية واضحة المعالم، ويؤسس لقيام القضاء العادل المستقل، وتحقيق الشفافية.
نعترف بأن الامن السعودي لا يطلق النار ويقتل المئات او الآلاف مثلما حصل في مصر وسورية وتونس وليبيا التي شهدت انتفاضات شعبية عارمة للمطالبة بالتغيير الديمقراطي، والسبب ان هذا الامن لم يختبر بعد، وربما لو نزل الشباب السعودي بالآلاف الى الشوارع على غرار نظرائه في الدول الاخرى لتصرف هذا الأمن بالطريقة نفسها للحفاظ على العرش، تحت عنوان الحفاظ على الاستقرار ومواجهة الجماعات الارهابية المسلحة.
' ' '
السلطات السعودية التي يدخل خزينتها سنوياً اكثر من 350 مليار دولار كعوائد نفطية، تستطيع ان تمتص الصدمات الشعبية، وتشتري صمت الشباب العاطل الغاضب من خلال رصد مئة مليار دولار لزيادة الرواتب، وتقديم اعانات بطالة، وبناء مئات الآلاف من الوحدات السكنية، والغاء اقساط ديون لمواطنين فقراء، وهذه خطوات جيدة نقدرها، ولكن هذا لا يعني ان الخطر قد زال، فالشعب السعودي، مثل كل الشعوب العربية الاخرى يريد الاصلاحات السياسية الجادة التي طالب مجلس الوزراء السعودي الدول الاخرى بتطبيقها فوراً دون تلكؤ.
صدمتنا كانت كبيرة عندما قرأنا احصاءات رسمية تقول ان اكثر من مليوني شاب سعودي تقدموا بطلب اعانات بطالة من المراكز التي خصصتها الدولة، وهي اعانة في حدود 500 دولار شهرياً. وتدفع للمرة الاولى في تاريخ المملكة، الرقم ضخم بكل المقاييس، اي عدد العاطلين وليس حجم الاعانة ويوازي اكثر من عشرة في المئة من مجموع السكان، واذا اضفنا الفتيات العاطلات والمحرومات من الكثير من الوظائف فان هذا الرقم يتضاعف عدة مرات.
نشدد على حرصنا على امن واستقرار ووحدة اراضي جميع الدول العربية دون اي استثناء بما في ذلك المملكة، ونؤكد ان بعض الانتكاسات التي تتعرض لها بعض الثورات العربية الديمقراطية في الوقت الراهن هي من الامور الطبيعية والمتوقعة في ظل حكومات ديكتاتورية جثمت على صدر الشعوب لعقود، فالثورات لا تعطي ثمارها جميعاً بين يوم وليلة، وهناك قوى عديدة تريد اجهاضها وحرفها عن اهدافها، ولكن الامر المؤكد ان عصر الاضطهاد والقمع واذلال المواطن والمس بكرامته الوطنية والشخصية قد بدأت حجارته في التساقط الواحدة تلو الاخرى.
هناك خطوات عديدة للاصلاح الجاد يعرفها الجميع ولا نريد سردها، ولكننا نضيف اليها خطوة اخرى نرى انها ضرورية ايضا وهي ان يتواضع اشقاؤنا المسؤولون السعوديون في التعاطي معنا، نحن الذين لا نملك العوائد النفطية الهائلة، والاعلام الباذخ، وان يكفوا عن القاء المحاضرات والمواعظ علينا من عليائهم.
اخيراً نسأل وبكل براءة: لماذا يعتبرون كل من ينتقد السعودية ويطالب بالاصلاح فيها جنباً الى جنب مع الدول الاخرى معادياً لها وللخليج من بعدها، بينما لا ينطبق الاعتبار نفسه عليهم ومسؤوليهم اذا انتقدوا سورية ومصر والعراق ولبنان واليمن والسودان وباقي منظومة الفقر المالي والاعلامي العربية الاخرى؟

جنوب السودان والخيار الاسرائيلي
صحف عبرية
2011-07-14
استقلال جنوب السودان، الدولة الجديدة التي أعلنت عن استقلالها قبل بضعة أيام فقط، هو بشرى مشجعة لكل محبي الحرية والاستقلال في المنطقة العربية. كفاح امتد لسنوات طويلة انتهى باعلان استقلال متفق عليه من قبل العالم.
الدولة تعد أكثر من 8 مليون نسمة، وتقع على مساحة أكبر بقليل من شبه جزيرة ايبيريا وهي ذات احتياطات نفطية (المرتبة 23 في العالم) توفر نحو 90 في المئة من المداخيل من العملة الصعبة للسودان الموحد (سابقا). ظاهريا الحرية والاقتصاد الناجح كفيلان، بالتالي، بان يكونا اساسا مناسبا لاقامة دولة مستقرة. لشدة الاسف، ليست هذه هي الصورة السليمة.
جنوب السودان هي دولة عديمة الاتصال بالبحر وهي متعلقة بشمال السودان لغرض تصدير النفط من اراضيها. ناهيك عن أنه بين الدولتين يوجد اتفاق على التوزيع المتساوي لمردودات النفط، وفي يد شمال السودان الوسائل العسكرية والاقتصادية لفرض تقاسم مختلف ايضا.
جنوب السودان ليس خصما اقتصاديا او عسكريا للسودان ومن المعقول جدا ان يستغل نظام الرئيس السوداني عمر البشير ذلك كي يفرض على جارته الجديدة من الجنوب شروطا اقل راحة.
اضافة الى ذلك، فان دولة جنوب السودان تحاذي عدة دول افريقية شمولية، ليست أمينة بالضرورة على احترام الحدود وحقوق الانسان ومن شأنها ان تغرى لخوض مغامرة عسكرية في ضوء تشكل الدولة الجديدة.
وضع الامور هذا يستدعي من جنوب السودان اقامة تحالف اقليمي لحماية الامن، وايجاد مخرج للبحر وامكانية تمديد خطوط نفط نحو البحر المفتوح. الامكانيتان الوحيدتان القائمتان هما عقد حلف مع اوغندا وتنزانيا أو الانضمام الى الجامعة العربية كعضو اضافي. وفيما لا تبدو الامكانية الاخيرة معقولة وذلك لان جنوب السودان ليست دولة عربية أو اسلامية، فمطلوب نهج سياسة خارجية مؤيدة لافريقيا بدعم لاعب أو لاعبين خارجيين.
مع الاخذ بالحسبان التراث البريطاني وفي ضوء التخوف الحالي من الولايات المتحدة التي هجرت حلفاء كالرئيس مبارك في الشرق الاوسط، يبدو أن الدولة المفضلة لدى جنوب السودان كدولة حليفة ستكون دولة اسرائيل. وذلك على افتراض ان اسرائيل لن تتخلى الان بالذات عن تراث العطف واحساس المشاركة الذي شعر به الكثيرون تجاه كفاح جنوب السودان.
الان بالذات، اكثر من أي وقت مضى، اقامة الحلف مع دولة في بداية طريقها ـ بل ودولة تحتاج أمس الحاجة الى كل مساعدة ممكنة ـ كفيلة بان تطمس بقدر ما ادعاءات 'الابرتهايد' في دولة اسرائيل. وفضلا عن ذلك، فقد تخلت اسرائيل منذ زمن بعيد، وليس فقط بسبب اخطائها، عن النشاط الاقتصادي والانساني في افريقيا، والذي كان ميزة لوزيرة الخارجية الاسطورية غولدا مائير.
الجهود الاسرائيلية في افريقيا اعتمدت في حينه على الاساس المشترك للتحرر من الاستعمار البريطاني والفرنسي. خطة المساعدة اليوم، في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، يجب أن تقوم على اساس حقيقة ان اسرائيل هي دولة ميسورة اقتصاديا، وان لم تكن غنية كدول اخرى، وفي وسعها أن تعيد بناء مكانتها في افريقيا دون أن تتوقع مردودا فوريا.
' ' '
الاستثمار في بناء الشعب الجديد والدولة الجديدة هو استثمار سليم على المستوى الانساني وكذا بلا ريب هو استثمار سيعطي نتائج سياسية اذا ما وعندما كانت هناك حاجة الى ذلك. وزير الخارجية تعهد منذ الان بسياسة تتطلع الى افريقيا غير أن بعضا من هذه السياسة فقط تجسد. يجدر به أن يعين موظفا كبيرا، ربما برتبة نائب مدير عام، ليقود عودة اسرائيل الى افريقيا، على أن تكون جنوب السودان شرارة اولى في هذا الجهد الانساني والسياسي. يجدر بكل انسان يعين في هذا المنصب أن يكون ذا تجربة شاملة في اوروبا ـ منافستنا المحتملة في كل ما يتعلق باقامة العلاقات مع افريقيا ـ وذا معرفة قريبة بمعايير حقوق الانسان الدارجة اليوم. مثل هذا التعيين والنشاط الحثيث في اعقابه هما الكفيلان ببدء مسيرة تغيير في رؤية اسرائيل في العالم الواسع.
بروفيسور في العلاقات الدولية، مدير مركز بحوث الشرق الاوسط في المركز الجامعي ارئيل في السامرة
اسرائيل اليوم 14/7/2011

الاعلام اليهودي الامريكي يرى ان سياسة نتنياهو هي المشكلة
لا يستطيع نتنياهو قبول املاءات الادارة الامريكية التي تهدد امن اسرائيل لان حق العودة يعني نهاية الدولة
ايزي لبلار
2011-07-10
يلوح حتى الان وجود صراع شديد مع الادارة الامريكية. ان البيت الابيض هو الذي يخطط على نحو تقليدي لسياسة الولايات المتحدة الخارجية. وفي هذه الحال قد يتجاهل اوباما المصمم على الامتناع عن استعمال حق النقض في مجلس الامن الرأي العام في بلده ويفرض علينا قبول مطالبه الاخيرة.
هاجت في المدة الاخيرة حملة دعائية ترمي الى استعمال ضغط على مجلس النواب الامريكي لتغيير موقفه، وانشىء فريق عمل مهمته اقناع اليهود بان اوباما يعمل لمصلحة اسرائيل. أعلن اوباما في عشاء تم في الاونة الاخيرة مع متبرعين يهود بان ادارته 'ستصرف كل قواها الابداعية' لاقناع اسرائيل بالفحص عن مواقفها من جديد. لكنه نبه أيضا على نحو ينذر بالشر الى انه اذا لم تستجب مطالبه فان 'الاختلافات التكتيكية بين اسرائيل والولايات المتحدة ستزداد'.
ما يزال جزء كبير من وسائل الاعلام الامريكية الليبرالية يجتهد في مقاومة نتنياهو. فقد وصف توم فريدمان من صحيفة 'نيويورك تايمز' نتنياهو بانه 'مبارك اسرائيل'، وهذا مثال فقط. والمشكلة هي أنه برغم ان أكثرية يهود الولايات المتحدة تؤيد اسرائيل بحماسة ويعترف 75 في المائة منها بان هدف العرب هو تدمير الدولة اليهودية فان جزءا كبيرا من الاعلام اليهودي الامريكي يوافق على زعم ان سياسة نتنياهو هي المشكلة.
ان عدم الاكتراث والصمت عند القيادة اليهودية مقلقان. فاذا استثنينا منظمة 'صهاينة امريكا' الصقرية فانه لم يُسمع أي رد يهودي رسمي على محاولة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان تفرض على اسرائيل صيغة اوباما أو على الضغوط الجديدة التي يستعملها البيت الابيض على قادة يهود امريكا. بل ان زعيم المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لاودر حث نتنياهو على استعمال جهود لاقناع الفلسطينيين في العودة الى التفاوض. وهذا مطلب سخيف اذا أخذنا في الاعتبار حقيقة أنهم رفضوا فعل ذلك برغم تجميد الاستيطان. لكنه بخلاف الحيلة الدعائية التي حدثت على أثر تصريحه، قال لي لاودر على نحو لا لُبس فيه انه يؤيد تماما رفض نتنياهو طلب اوباما ان تتبنى اسرائيل حدود 1949 مع تبادل اراضٍ باعتباره نقطة بدء التفاوض.
من حسن الحظ أنه ما يزال للرأي العام دور مهم في صياغة السياسة الخارجية الامريكية. لكنه توجد حاجة ملحة الى بدء حملة دعائية محكمة من أجل الرأي العام تبين للامريكيين ولمجلس النواب الامريكي لماذا نعارض بشدة المطالب الجديدة والى حملة دعائية تشحذ ادراك أن الحكومة الاسرائيلية في هذه النقطة تتمتع بتأييد أكثر الاسرائيليين. يجب ان نحذر في هذا الاجراء عدم تعريض جهود الايباك التي تستحق المدح من أجل الحفاظ على تأييد الحزبين الامريكيين لاسرائيل في مجلس النواب، للخطر.
علينا أن نؤكد ان اسرائيل دولة ذات سيادة، وانه ينبغي الا يتوقع منها قبول املاءات من ادارة امريكية لم تنقض التزامات تلك التي سبقتها فقط بل قررت ايضا الاعتراف بالاخوان المسلمين، مؤسسي حماس بانهم حزب ذو شرعية في مصر. ويرفض الرئيس ومساعدوه الاعتراف بان مطالبهم تناقض قرار الامم المتحدة 242 الذي لم يؤيد قط 'تبادلا متفقا عليه بالاراضي' بل ايد حدود أمن اسرائيل.
علينا ان نبين ان خطوط وقف اطلاق النار في 1949 هي تهديد وجودي لنا في الامد البعيد. يعرف اوباما حقيقة ان هذه الحدود غير مناسبة لكنه يصر على ان تبادل الاراضي سيعوض من ذلك. ويتجاهل حقيقة أن 'الاتفاقات المتبادلة' المتعلقة بـ 'التبادلات' متعلقة بارادة الفلسطينيين الخيرة وان عباسا اعلن في الماضي انه مستعد لان يزن تبادلات 'في الحد الادنى' فقط.
ان قبول صيغة اوباما معناه أن نقطة انطلاق التفاوض ستجعل جبل الهيكل وحائط المبكى والضواحي اليهودية من شرقي القدس والكتل الاستيطانية الرئيسة داخل الدولة الفلسطينية. كي تحتفظ اسرائيل بهذه المناطق داخلها يجب عليها أن تحرز موافقة فلسطينية على 'التبادلات'. والى ذلك فانه في حالة تحقيق 'التبادلات'، فان صيغة اوباما تمكن الفلسطينيين من مواصلة طلب حق العودة وهو وصفة مجربة بنهاية دولة اليهود.
علينا أن نبين نقطة ان اسرائيل منذ انتخب اوباما هي التي قامت بجميع التنازلات في حين لم يعطِ الفلسطينيون شيئا بل انهم رفضوا مفاوضتنا. لا شك في أنه حان وقتُ ان تكف الولايات المتحدة عن منح الفلسطينيين جوائز مقابل عدم التعاون. يجب علينا أن نعرض على مجلس النواب الامريكي ان يزن الاستمرار على تمويل السلطة الفلسطينية ما استمرت الوحدة بين منظمة حماس القاتلة والسلطة.
حان وقتُ ان تطلب الادارة حل كتائب شهداء الاقصى التابعة للسلطة التي تعرفها الولايات المتحدة بانها منظمة ارهاب وان تستعمل تأثيرها لمواجهة التحريض الاهوج المستمر على اسرائيل واليهود. ان حقيقة ان 68 في المائة من الفلسطينيين ما زالوا يؤيدون العمليات الانتحارية تتحدث من تلقاء ذاتها.
مع الاخذ في الحساب المطالب التي القيت علينا يحل لنا أن نتوقع ان تقول 'حليفتنا التي لا تتزعزع' الكلام كما هو وان تشعر الفلسطينيين ان الولايات المتحدة عالمة بان حق العودة للاجئين الفلسطينيين سيفضي الى نهاية الدولة اليهودية. هذه هي الاسباب التي تجعل نتنياهو لا مناص له سوى رفض مقترحات اوباما عن قلق بامن اسرائيل حتى لو وضعنا جانبا مشكلات أمنية مثل الوجود الاسرائيلي في غور الاردن وطلب حدود متصلة.
اسرائيل اليوم 10/7/2011

ربيع العرب وفخ الحروب الاستخباراتية!
محمد صادق الحسيني
2011-07-10
على بعد 2 كلم من سنت موريتز جنوب شرق سويسرا وفي وسط بناء يشبه القصر الفخم الذي يطل على واحد من اجمل مناظر الطبيعة السويسرية تداعى عدد كبير من صناع السياسة والاقتصاد الدوليين في فندق سورتا هاوس شارك فيه عدد من الشخصيات العالمية النافذة ووزاء خارجية من امريكا ودول اوروبية عديدة. في سرية تامة وتكتم اعلامي صارم وحماية امنية عالية المستوى اجتمع كل هؤلاء الزعماء والقادة بين التاسع والثاني عشر من حزيران/يونيو الماضي وعلى جدول اعمالهم التالي من الموضوعات:
ـ اسقاط النظام السوري باي ثمن كان وبالسرعة الممكنة بعد ان اصبح استمراره بالوظيفة السابقة مصدر خطر داهم على استقرار الدولة العبرية لاسيما بعد ان تحول الى اداة طيعة بيد ايران وحزب الله!
ـ اذا لم يحصل ذلك فالبديل هو اشعال حرب شاملة في المنطقة تشمل الجبهة الايرانية واللبنانية والفلسطينية.
ـ تشكيل ادارة ازمة دائمة الانعقاد لمتابعة ما يسمى بالربيع العربي من اجل منع تحقق اهدافها النهائية من خلال حرفها باتجاه مزيد من الصراعات الدخلية.
ـ استمرار حرب الاستنزاف ضد ليبيا حتى نضوج البديل الغربي لحكم العقيد معمر القذافي.
ـ اشعال مزيد من الحروب قدر الممكن من اجل تقليل سكان العالم.
ـ مراقبة الانترنيت ووضع قواعد جديدة صارمة لمنع استخدام الخصم لهذه الوسيلة ضد الغرب والقوى الصناعية الكبرى.
ـ تطويل الازمة الاقتصادية العالمية اكبر فترة زمنية ممكنة لوضع حكومات العالم امام الجدار المسدود حتى تضطر للاذعان لتعليمات الحكومة الاقتصادية العالمية.
التكتم الاعلامي على اجتماعات 'مجموعة بيلدن بيرغ' هذه لن يدوم طويلا كما علمنا المجتمع الغرب الليبرالي المتفسخ والمهلهل لان من جملة الحاضرين كبار المسؤولين عن صحف لوس انجلوس تايمز والنيويورك تايمز والواشنطن بوست اضافة الى صحافيين غربيين واتراك جسورين حاولوا اقتحام محيط المؤتمر وهم من اتى حتى الآن بهذه المعلومات اليسيرة لكنها الهامة ايضا.
حدثان مهمان هما اللذان جعلانا نهتم بهذا الاجتماع الدولي السري الذي تسربت اخباره الى الجيش الايراني المعادي للصهيانية والامبريالية الامريكية.
الحدث الاول هو ما قيل عن كسب المخابرات السورية في ايار/مايو الماضي لمعركة شرسة خاضتها على مدى سنوات مع حلف الاطلسي والموساد والسي آي ايه عندما تمكنت من القبض على 16 من 'الضباط الميدانيين' السوريين المجندين للمحطة الاطلسية.
وهذا الحدث حسبما يقال ان له علاقة ما بالمجموعة الكبيرة ـ نحو 30ـ شخصا تم القبض عليهم في ايران كانوا يعملون مع السي آي ايه في جامعات ومؤسسات حكومية وفي مؤسسات عسكرية حسبما ورد على لسان وزير المعلومات والامن الايراني في 21 مايو المنصرم.
كما يقال ان له علاقة بنجاح وحدة مكافحة التجسس في حزب الله اللبناني من اكتشاف المتعاملين اللذين اعلن عنهما الامين العام لحزب الله. واذا صحت هذه الانباء فان ذلك يعني امرين.
الاول ان ثمة تعاونا مخابراتيا قويا ومتينا بين هذه الجهات الثلاث المتحالفة اصلا.
والثاني هو ان ثمة حرب استخباراتية شرسة تخوضها القوى الغربية في المنطقة العربية والاسلامية ضد قوى المقاومة والممانعة من خلال محطات اقليمية منتشرة في المنطقة بشكل واسع وعميق.
الخبر الثاني الذي جعلنا نهتم بانعقاد مؤتمر مجموعة بيلدين بيرغ الدولية، هو زيادة نشاط من يسمى برئيس الفلاسفة الجدد الفرنسي برنارد هنري ليفي والذي توج نشاطه اخيرا في عقده مؤتمرا مشبوها لنجدة سورية في احدى قاعات السينما الباريسية!
نريد ان نخلص من هذا العرض 'المخابراتي' بحده اليسير المتاح لامثالنا من الاعلاميين من خلال مواقع علنية منشورة بان بلادنا التي نريد تغيير احوالها نحو الاحسن وهو حق مشروع لنا جميعا انما هي بالاساس وباستمرار محاطة ومطوقة بمجموعة من الخطط والمشاريع السرية والتي هي الاسم المرادف 'للمؤامرات' نعم المؤامرات التي تحاك لنا في الظلام ما يجعل السير على خط الحرية والحقوق المشروعة للمواطن انما هي في بعد اساسي منها رهن بتحرر واستقلال الوطن، واهم معركة واخطر معركة واعقد معركة من معارك تحرير الاوطان الممزقة منذ سايكس بيكو ومن ثم معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية انما هي معركة التحرر من هيمنة الحكومة الصهيونية العالمية.

بعد أيلول المقبل وقبله
السبت, 09 تموز/يوليو 2011 08:26
نيقولا ناصر
تساءل الكثيرون عن "استراتيجية" منظمة التحرير الفلسطينية بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول / سبتمبر المقبل، سلبا أم ايجابا، على طلبها الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، و"ما هي خططها "على الأرض" لتنفيذ قرار يتخذ لصالحها أو للتعامل مع مضاعفات احباط مسعاها، وهل تمت "تعبئة" الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لمواجهة كلا الاحتمالين؟ وبينما تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي لبدائل فلسطينية مقاومة قبل موعد أيلول المقبل فإن القيادة المفاوضة لمنظمة التحرير لا تبدو معنية بمثل هذه البدائل ولا تزال تبحث عن بدائل تفاوضية ودبلوماسية قبل موعد أيلول وبعده .والدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة سوف تبدأ أعمالها في نيويورك بعد يومين من مهرجان وطني أميركي يقام على بعد بضع كيلومترات في "غراوند زيرو" في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول، أي وسط أجواء الحرب الأميركية العالمية "على الإرهاب"، وهي أجواء لا بد وأن تنسحب على اجتماعات ومداولات الهيئة الأممية التي منحت شرعية دولية لهذه الحرب عبر سلسلة من قرارات مجلس أمنها الذي تحول الى أداة أميركية لإضفاء صفة قانونية على الحروب الأميركية – الأوروبية - الإسرائيلية على أفغانستان والعراق وليبيا ولبنان وربما سوريا أيضا، وهي ذاتها "الحرب على الإرهاب" التي تدرج كل أشكال وفصائل العمل الوطني الفلسطيني غير التفاوضي في خانة الإرهاب.وتكرر الرئاسة المفاوضة للمنظمة استعدادها للتخلي عن الذهاب الى الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا حصلت على "بديل تفاوضي" يقود الى النتيجة ذاتها التي تسعى اليها لاعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية ضمن حدود ما قبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1967، وهذا هو خط الرجعة الوحيد الذي ارتهنت الرئاسة المفاوضة نفسها له. وسوف تقدم المنظمة طلبها رسميا بعد اجتماع للجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، وهذه اللجنة سوف تجتمع فقط بعد أن تعرف موقف اللجنة الرباعية الدولية (الأمم والولايات المتحدة والاتحادان الأوروبي والروسي)
والأخبار المتسربة من لقاءات كبير مفاوضي المنظمة د. صائب عريقات في واشنطن الأسبوع الماضي مع المبعوث الرئاسي الأميركي بالوكالة، ديفيد هيل والمستشار الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس وغيرهما من مسؤولي إدارة باراك أوباما تؤكد بأن الولايات المتحدة ليس في جعبتها أي "بديل تفاوضي" لذهاب المنظمة إلى الجمعية العامة في موعد أيلول / سبتمبر المقبل. وبينما لا يبدو في جعبة رئاسة منظمة التحرير أي استعدادات أو بدائل لما "بعد أيلول / سبتمبر"، فإن جعبة دولة الاحتلال مليئة بالاستعدادات والبدائل.ويستمر البحث عن "بديل تفاوضي". فالرباعية الدولية سوف تعقد اجتماعا لها بواشنطن في الحادي عشر من هذا الشهر لهذا الغرض بمبادرة من مفوضة الاتحاد الأوروبي للخارجية والأمن كاثرين آشتون بعد فشلها في تمرير مبادرة أوروبية لاستئناف المفاوضات الثنائية المباشرة. وانسجاما مع التقليد الرسمي العربي في رد الفعل بدل الفعل، سوف يعقد وزراء خارجية لجنة المتابعة العربية اجتماعا لهم في اليوم التالي بناء على طلب منظمة التحرير. وكانت لجنة خبراء في القانون الدولي قد صاغت مسودة طلب المنظمة الى الأمم المتحدة في اجتماع بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة في العشرين من الشهر الماضي حضره عريقات.وفي آخر اجتماع للجنة المتابعة في الدوحة تألفت لجنة لمتابعة هذا الملف برئاسة رئيس الوزراء / وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي سوف ترأس بلاده الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام جديد اعتبارا من منتصف أيلول المقبل بينما تشغل إيران منصب نائب الرئيس. وفي السادس والعشرين من هذا الشهر من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي مناقشة مفتوحة بشأن "ملف الشرق الأوسط" لبحث "الخيارات المتعددة .. في الجانب الفلسطيني" كما قال رئيس المجلس لشهر تموز / يوليو السفير الألماني بيتر وتيغ الذي تعارض بلاده ذهاب منظمة التحرير الى الأمم المتحدة.
وبينما ألفت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لجنة خاصة يقودها عضوا اللجنة ياسر عبد ربه وعريقات لمتابعة "استحقاق أيلول"، أنشأت وزارة خارجية دولة الاحتلال "غرفة عمليات" لفريق سمي "منتدى أيلول" لاحباط المسعى الفلسطيني برئاسة مسؤول قسم الشرق الأوسط يعقوب هداس. وتستعد قوات الاحتلال الإسرائيلي واستخباراتها العسكرية وشرطتها ومخابراتها الداخلية لكل الاحتمالات ومنها اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة و"حرب" وانفجار "العنف"، الخ. ففي اجتماع مشترك لممثلين عنهم جميعا، على سبيل المثال، قرروا مؤخرا تأجيل بناء جسر دائم في باب المغاربة إلى حائط البراق في القدس المحتلة إلى أيلول / سبتمبر المقبل لاستغلال "انشغال" مفاوض المنظمة في الأمم المتحدة وانصراف التركيز الدولي على مسعاه فيها (هآرتس في 28/6/2011). وهم يحدثون خرائطهم، ويجرون تدريبات عسكرية وشرطية، ويعدون موارد "هندسية"، ويشترون ويجهزون معدات لتفريق الجماهير الفلسطينية وقد ضاعفت القيادة الوسطى لجيش الاحتلال من مخزونها من هذه المعدات مؤخرا واشترت أجهزة "صراخ" صوتية يدفع الضجيج الناجم عنها الحشود الى التفرق، ويراجعون تفاصيل خططهم العسكرية ل"الحفاظ على النظام في الضفة الغربية في اليوم التالي" للتصويت الأممي على طلب المنظمة، واشتروا "وسائل حماية في مناطق الشغب" سوف تكون بحوزة قوات الاحتلال في آب / أغسطس المقبل، وحضروا حواجز اسمنتية لتكون في متناول اليد، وزادوا عدد النقاط العسكرية، بموجب "خطة مجدال عوز" التي تسربت لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، التي ذكرت بأن قائد المنطقة الوسطى الميجر جنرال آفي مزراحي قد رفع توصياته بهذا الشأن الى رئيس هيئة الأركان ميجر جنرال بني غانتز ومنها زيادة عديد قوات الاحتلال.ونسبت يديعوت أحرونوت لمسؤول عسكري قوله إن لدى قوات الاحتلال أوامر ب"إطلاق النار" إذا "اخترق الفلسطينيون السياج" المحيط بالمستعمرات الاستيطانية مثل "بيت ايل" أو "يتسسهار" بالطريقة ذاتها التي تعامل بها جيش الاحتلال مع الذين اخترقوا خط وقف اطلاق النار في هضبة الجولان العربي السوري المحتلة. وقالت وكالة الأسوشيتدبرس في الثالث من الشهر الجاري إن ألفا من ضبط جيش الاحتلال نفذوا تدريبا في الأسبوع السابق استعدادا لأيلول وبحثوا تكتيكات السيطرة على الجماهير وأحدث المعلومات الاستخبارية عن الفلسطينيين. وفي مقابل هذه الاستعدادات "الحربية" لدى دولة الاحتلال، نسبت الأسوشيتدبرس في التقرير ذاته لمسؤول فلسطيني أمني رفيع قوله بشرط عدم الافصاح عن هويته إن الرئيس محمود عباس أصدر أمرا مباشرا صريحا الى قادته: "لا أريد أية أعمال عنيفة في أيلول". وقالت الوكالة إن الجانبين يشتركان في القلق من احتمال اندلاع "العنف" في الخريف المقبل ويتخذان احتياطات لمنع اندلاعه. وبينما تعول دولة الاحتلال على "التنسيق الأمني" الوثيق مع سلطة الحكم الذاتي في رام الله، فإنها لا تستبعد احتمال أن تقود السلطة ذاتها "انتفاضة شاملة" وتستعد لهذا الاحتمال كذلك (يديعوت أحرونوت في 26/6/2011)، وهو احتمال مستبعد فلسطينيا تماما.
لقد كان أحد الأسئلة التي تداولها كبار المسؤولين العسكريين في القيادة الوسطى لقوات الاحتلال مضحكا مبكيا في آن معا: هل سيطلب من ضابط احتلال يسعى الى اعتقال فلسطيني "مشتبه فيه بالارهاب" في مناطق تابعة لدولة فلسطينية تعترف بها الأمم المتحدة في أيلول / سبتمبر المقبل إبراز فيزا (تأشيرة) أو جواز سفر؟ وهذا سؤال مشحون بأسئلة متفجرة عن طبيعة العلاقات بين هذه الدولة التي تسعى اليها الرئاسة الفلسطينية المفاوضة وبين دولة الاحتلال، لكنه سؤال يكشف تفاصيل التفاصيل التي تستعد لها قوات الاحتلال ويكشف في الوقت ذاته مدى الاستهتار في الجانب الفلسطيني بالاستعداد ل"اليوم التالي" لاعتراف أو عدم اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية طلبت الرئاسة المفاوضة من الجمعيةالعامة الاعتراف بها.
إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مصران على إغلاق طريق الأمم المتحدة أمام الشعب الفلسطيني مجددا بعد عقود من الزمن منعا خلالها تنفيذ قراراتها التي أصدرتها لصالحه، ودولة الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي – أوروبي مصرة على إغلاق طريق المفاوضات المباشرة أمام الرئاسة المفاوضة لمنظمة التحرير، لتنغلق بذلك كل البدائل الدبلوماسية والتفاوضية أمام الشعب الفلسطيني وتظل بدائل المقاومة هي الخيارات الوحيدة المفتوحة أمامه، لكن القيادة المفاوضة مصرة على إغلاق كل الطرق أمام هذه البدائل، ليجد شعب فلسطين تحت الاحتلال نفسه في مواجهة "استحقاق أيلول/سبتمبر 2011" دون أي خيارات أو بدائل بينما استعدادات دولة الاحتلال جارية على قدم وساق لمواجهة كل الاحتمالات.
* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

عن «الدولة» و"العودة" والرقم 194

عريب الرنتاوي
السبت, 09 تموز/يوليو 2011 07:48
إنْ قُدِّر للدولة الفلسطينية أن تحظى بالاعتراف في أيلول الدولي في أيلول / سبتمبر القادم، فإنها ستحمل الرقم 194، بعد أن تكون «دولة جنوب السودان» التي سيعلن عن قيامها رسمياً اليوم، قد حملت الرقم 193...وفي ظني أن هذا التزامن وذاك التسلل، يحملان في طيّاتهما مفارقة من طراز خاص...قيام دولة فلسطين على 22 بالمائة من أرض فلسطين التاريخية، بعد تشظي السودان وفقدانه لـ27 بالمائة من مساحته، حدثان ينهضان كشاهد ودلالة على «بؤس الحالة العربية» وتفشي مظاهر التفكك والوهن والتفريط...أما حصول فلسطين على رقم 194، فهو تذكرة مستمرة، بأن «الدولة» لا تُغني عن «العودة»، وأن عنوان العودة هو القرار الأممي رقم (194)، فرب صدفة خير من ألف ميعاد.
ثمة سياقان منفصلان لقيام دولتي فلسطيني وجنوب السودان...الأولى ستنشأ على الورق والخرائط على أمل أن تتجسد ذات يوم على الأرض...والثانية نشأت بقوة البنادق والحراب، وفي أعقاب حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس...الأولى ستنشأ كثمرة لضيق إسرائيل، دولة جميع أبنائها اليهود، بـ«الأغيار»، وسعيها المستمر لطردهم خارج حدودها وولايتها، فيما الثانية، ستنشأ كنتيجة للنزعة الإقصائية لدولة الشريعة أو الحاكمية، أي «دولة جميع أبنائها المسلمين»...هنا يبدو تقرير المصير كفائض قيمة لــ«يهودية الدولة»، وهناك يبدو تقرير المصير، كنتاج حتمي للترجمات الأكثر اعتسافا لشعار «الإسلام هو الحل».
على الأرجح، سنكون أمام «دولتين فاشلتين»، برغم الاهتمام الدولي الكبير بإقامتهما وتدعيمهما...دولة فلسطين «تعيش على نظام المياومة»، كل يوم بيومه، لا رواتب لستة أسابيع، الرواتب لأربعة أسابيع فقط، لا أكثر ولا أقل...الدولة ستنهار والناس ستموت جوعاً إن توقف جريان المنح والمساعدات في العروق المتيبسة للاقتصاد والإدارة...أما دولة السودان الجديدة، فمشروع دولة فاشلة بامتياز، لا لأنها خالية أو خاوية من الموارد، بل لأنها مشروع «مُستنبَت» للصراعات الإقليمية والمناطقية والقبلية والعشائرية، والأرجح أنها ستكون بيئة خصبة للفساد والإفساد، الأرجح أنها ستكون مصدرا لصداع مزمن، وأمراض عضال لكل من يحيط بها من دول العالم ومجتمعاته.
الدولتان الناشئتان لن تكونا «نهاية مطاف» مطالبات أبنائهما وبناتهما...لا الفلسطيني اللاجئ، سينسى أنه فلسطيني أو يمكن أن يفرض على النسيان بقوة الترك والضغط وتراجع مستوى الاهتمام...ولا أهل الجنوب، يبدو أنهم قد ارتضوا بقسمتهم من أرض السودان، أنهم يلاحقون الشمال في دارفور وجنوب كردفان بل وفي قلب الشمال وعاصمته، ومن دون أن يخفى على أحد أهداف هذه الملاحقة ومراميها.
وبهذا المعنى، فإن حروب المنطقتين وصراعاتهما، لن تضع أوزارها بمجرد قيام دولة فلسطين هنا أو دولة جنوب السودان هناك...وثمة من يعتقد، بأن قيام هاتين الدولتين سيعجّل في انفجار العديد من الأزمات الإقليمية، المتفاقمة أصلا، لسبب بسيط هو أن هذا الاستقلال لم يكن ناجزاً ونهائياً بعد، وأن قوى رئيسة في حركة الاحتجاج العربية والإقليمية، التي تملأ الأرض والفضاء، لم تقرر بعد، وجهة حركتها واتجاه تحركاتها.
البعض يعتقد أن «القدس» ستكون أم معارك الاستقلال الفلسطيني، فإسرائيل تريدها عاصمة أبدية موحدة للدولة العبرية، والفلسطينيون ليس من بينهم، من يجرؤ على التسليم بالسيادة الإسرائيلية على القدس...هذا أمر بالغ الأهمية، ولقد تحرك الفلسطينيون مراراً وتكراراً للذود عن «عروبة مدينتهم» وقدموا في سياق ذلك قوافل تلو القوافل من الشهداء...أما دولة السودان الجنوبي، فإن «قدس أقداسها» هي مدينة «أبيي»، التي تحتفظ في ثناياها على نفط كثير...و«أبيي» السودان، شأنها شأن كركوك العراق، يطلق عليها اسم «القدس» تعظيماً لمكانتها وموقعها الروحي والتاريخي والاقتصادي والمالي... «أبيي» لمن لا يعرف، تبلغ مساحتها مساحة لبنان بأكمله، وفيها مقدرات نفطية عالية، تجعلها ذخرا استراتيجيا للسودان من جديد...فضلاً عن مخازن وخزّانات الماء والكلأ التي تنتشر على أرض المنطقة وتميزها.
أقل من عشر ساعات من لحظة كتابة هذا المقال، وترى دولة الجنوب النور وتحصل على شهادة ميلادها...وأقل من عشرة أسابيع ونعرف مصائر الدولة 194، بعدها وبعدها فقط، سنرى إن كان لشعب فلسطين وأمتيه العربية والإسلامية، أي وزن يذكر...وبعدها سنتأكد مما إذا كان لأمر «توقيت الإعلان» و«الأرقام المتسلسلة»، أي قيمة أو دلالة ؟!

الإخوان المسلمون والإنتفاضة السورية: واقع يجبّ الخرافة

صبحي حديدي
2011-07-21
مؤتمر 'الإنقاذ الوطني'، في شطره الذي احتضنته مدينة اسطنبول التركية تحديداً، أعاد التشديد على موقع الإسلاميين ضمن تيارات المعارضة السورية بصفة عامة، وداخل مختلف التنسيقيات التي تدير حراك الإنتفاضة بصفة خاصة.
ورغم أنّ 'جماعة الإخوان المسلمين' شاركت في، أو أطلقت المبادرة إلى، مؤتمرات سابقة عقدتها أطراف سورية معارضة في اسطنبول ذاتها، وفي أنطاليا وبروكسيل؛ فإنّ المؤتمر الأخير شهد التئام عدد كبير من الإسلاميين غير المنتمين إلى الجماعة، من المتعاطفين مع خطّها السياسي الراهن على نحو إجمالي، أو حتى أولئك الذين يختلفون مع الخطّ في كثير أو قليل، ولكنهم ينطلقون من الحساسية الإسلامية ذاتها تجاه حاضر ومستقبل سورية.
ولعلّ فضيلة هذا المؤتمر الأبرز (والتي لا تطمس، بحال، مثالبه الكثيرة التي انتهت به إلى ما يشبه الفشل المعلَن) أنه أتاح للسوريين أينما تواجدوا، ولكن في الداخل أساساً، التعرّف أكثر، وأوضح من ذي قبل ربما، على واحدة من الخرافات الكبرى التي اقترنت بالإنتفاضة، وبأنساق وأطوار الحراك الشعبي المعارض طيلة عقود حكم حافظ الأسد، مثل وريثه بشار الأسد: أنّ الإسلاميين، و'جماعة الإخوان المسلمين' أوّلاً، هم بديل النظام. تلك الخرافة صنعت، كما معروف، واحدة من ذرائع الولايات المتحدة، وغالبية الديمقراطيات الغربية، في تبرير تفضيل شرور النظام السوري على مخاطر مستقبل مجهول يهيمن عليه الإسلاميون.
الأسباب الخفية ذات طبيعة مختلفة، بالطبع، لأنها انطلقت على الدوام من الخدمات الممتازة التي أسداها الأسد الأب، مثل الأسد الابن، للمصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، ولأمن إسرائيل في المقام الأوّل. وتلك خدمات لا تنتهي عند استمرار سلام الأمر الواقع الذي يسود الجولان المحتلّ، منذ اتفاقية سعسع سنة 1973، أو التزام النظام بمدوّنة السلوك الحسن في ضبط الحدود السورية ـ العراقية، لصالح الإحتلال الأمريكي. كما أنها خدمات أبعد أثراً من حرب النظام ضدّ الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وحصار المخيمات، أواسط السبعينيات؛ أو التفرّج على الغزو الإسرائيلي للبنان، سنة 1982، رغم أنّ العدوان الإسرائيلي استهدف القوات السورية بدورها، وسقط من الشهداء ضباط وأفراد كثر؛ أو الإنضمام، فعلياً، إلى تحالف 'حفر الباطن' ووضع الوحدات العسكرية السورية تحت إمرة جنرالات أمريكا. وما خلا المساندة اللفظية لـ'حماس' خالد مشعل، والاتجار السياسي والمالي بإمدادات السلاح الإيراني إلى 'حزب الله'، فإنّ الوريث واصل نهج أبيه في خطب ودّ الغرب، والبحث عن أقنية التفاوض مع إسرائيل، سرّاً أو علانية أو عبر وسطاء.
من جانب آخر، ومثلما التجأ المنافقون من 'الممانِعين' العرب، وعلى رأسهم عدد من الإسلاميين بالطبع، إلى شعار الحرص على النظام السوري من منطلق الحرص على المقاومة؛ كذلك تذرّع عدد من المنافقين 'العلمانيين' العرب بأخطار انقضاض الإسلاميين السوريين على السلطة، لكي يواصلوا السكوت عن استبداد النظام السوري، بل الذهاب إلى حدّ التغنّي بنعيمه، في موازاة ما سيحلّ بسورية من جحيم إسلامي! ولم تكن مصادفة، البتة، أنّ فريقَيْ النفاق اجتمعا على هدف مساندة النظام منذ أسبوع الإنتفاضة الأوّل، وتولّى كلّ فريق تجميل موقفه بدمعة حزن هنا، على شهداء سورية؛ أو رسالة مناشدة هناك، تستصرخ القيادة السورية 'الممانِعة' أن ترأف قليلاً بحال الشعب!
من جامعة ماريلاند الأمريكية، ولكي نذهب إلى صوت عربي وسط المعمعة ذاتها، أعطى شبلي تلحمي أقصى ما يمكن أن تبلغه مخيّلة في تشريح المسألة إياها: 'سورية موطن الأخوان المسلمين'! صحيح أنه استند إلى احتمال أن تكون 'الفوضى العميمة' هي الحال السائدة في أعقاب أيّ غزو عسكري أمريكي، وأنّ الإدارة الأمريكية قد تعلمت بعض الدروس من غزو العراق، بينها أنّ تلك الفوضى هي 'أمّ الإرهاب'. ولكن... هل سورية هي حقاً، على أيّة شاكلة محتمَلة أو حتى متخيََلة، 'موطن الإخوان المسلمين'؟ وبالتالي، ما الذي أبقى هذا الموطن بمنأى عن أيّ حكم إسلاميّ الطابع، لكي لا نقول: إخوانيّ الهوية، طيلة عقود طويلة، قبل الإستقلال وبعده، وخلال مختلف العهود التي سبقت استيلاء حزب البعث على السلطة سنة 1963؟
مثل هذه التقديرات، وسواها كثير في الواقع (أكثرها إدهاشاً، ومدعاة للأسف، تلك التي تصدر عن بعض المعارضين السوريين أنفسهم!)، تتكىء إلى مقولات قديمة أحادية الجانب وناقصة وانتقاصية، تمّ ترويجها على هيئة كليشيهات مسبقة الصنع، وتنميطات مطلقة مجرّدة. إنها، أيضاً، تعيد إنتاج خطاب سلطة استبدادية عائلية مافيوزية، سعيدة تماماً لأنّ العالم يُبقي عليها، أو يطيل في عمرها، أو يكتفي بضرورة ضربها على يديها (كما في عبارة مدهشة أطلقها دنيس روس ذات يوم)؛ لا لسبب آخر سوى أنّ جماعة الإخوان المسلمين هي بديل التغيير، الوحيد!
ويحضر، هنا، تعليق قديم، ولكنه يظلّ ساري المفعول، صدر عن المعارض السوري الأبرز رياض الترك، عضو قيادة 'حزب الشعب الديمقراطي'، حول موقع الحركة الإسلامية في العمل الوطني السوري، وذلك في الحوار المطوّل الذي أجراه معه محمد علي الأتاسي مطلع عام 2000. الأتاسي سأل الترك عن موقفه من الإسلام السياسي ودور 'الإخوان المسلمين' ومكانتها كحركة سياسية في المستقبل السياسي لسورية، فأجاب: 'أنا أعتبر أنّ للإخوان المسلمين كحزب سياسي الحقّ في الوجود والعمل السياسي، ولكن عليهم أن يعيدوا النظر في السياسات التي سلكها بعض أطرافهم في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات، وأن ينبذوا طريق العنف ويسيروا في الاتجاه الديمقراطي. وأرى أنه يجب ألا تكون موانع من وجود تيار سياسي يستلهم التراث الديني، لكن شرط ألا يستغلّ ولا يحتكر الدين، وألا يكفّر الناس. وأعتقد بأنّ التجربة الأخيرة لا بدّ أن تدفع بالعقلاء من الإخوان إلى أن يؤسسوا سياسة جديدة أكثر انفتاحاً وديمقراطية'.
والإنصاف يقتضي التذكير بأنّ الجماعة، قبل أن تطرح مشروع' ميثاق الشرف الوطني' في أيار (مايو) 2001 ولكن بصفة خاصة بعد مؤتمر لندن الذي عُقد أواخر آب (أغسطس) 2002 وعدّل ثمّ تبنى الميثاق؛ أنجزت ما يشبه الإنتفاضة الداخلية، أو الإنقلاب السلمي على الذات، لجهة التنازل عن ثوابت كبرى في عقيدتهم: اعتماد خطاب معتدل تماماً، نبذ العنف المسلح، اعتناق معظم المطالب الديمقراطية التي أجمعت عليها الأحزاب السورية المعارضة وممثّلو منتديات المجتمع المدني، وتبنّي مبدأ التعددية السياسية (الأمر الذي كان يعني عملياً إغفال، أو بالأحرى إسقاط، اشتراط الدولة الإسلامية، وتطبيق الشريعة تالياً).
الإنصاف ذاته يقتضي التذكير بأنّ خصائص المجتمع السوري الأصيلة، أي تلك التي اقترنت بالمحطات الكبرى الفاصلة في تطوّره السياسي والمجتمعي والثقافي في الأطوار الحديثة، تضع البلد على نقيض صريح من تلك الأطروحة الأحادية التي تجعل 'الإخوان المسلمين' بديل التغيير الوحيد. هذا أمر لا يحتاج السوريون، في غالبيتهم الساحقة، إلى إمعان التفكير فيه أو ترجيحه كاحتمال ملموس. غير أنّ مبدأ التعددية السياسية، في ذاته أوّلاً وفي ضوء تطوّرات الفكر الإخواني وما يقترن به من سياسات ثانياً، لا يمكن أن يغلق الباب مسبقاً أمام أيّ فصيل يقبل بالمبدأ ويقرّ بقواعده الأخرى، بما في ذلك الاحتكام إلى صندوق الإقتراع، وفصل السلطات، وإقرار العلمانية، وترك الدين لله وإبقاء الوطن للجميع. أكثر من هذا، هل يمكن لأيّ ائتلاف ديمقراطي معارض للإستبداد والدكتاتورية، أن يُسقط من حسابه ضرورة اجتذاب معارضة إسلامية مستنيرة؟ وفي الأساس، هل يمكن لأية معارضة أن تكون فعالة في أيّ بلد ذي أغلبية شعبية مسلمة، دون إسلام مستنير؟
والإنصاف ذاته يقتضي، ثالثاً، عدم 'مراعاة' ذلك الإسلام المستنير بذريعة اجتذابه إلى صفوف المعارضة، خصوصاً في المسائل الجوهرية الكبرى ذات الطابع التشريعي والحقوقي والثقافي، كأن تتمّ محاباة الإسلاميين في أية صياغة ـ سيّما إذا كانت غامضة، ركيكة، تلفيقية، وتوفيقية ـ تنصّ على دور أعلى تفوّقي أو تمييزي للإسلام على سواه. فالأمر هنا ليس سلاحاً ذا حدّين فقط، بل هو في الأغلب سلاح ذو حدّ واحد يرتدّ إلى نحور الغافلين عنه. كذلك، في المقابل، فإنّ مسخ العلمانية إلى كاريكاتور محض يحيل إلى سلّة المهملات جميع الجوانب الإنسانية المضيئة لثقافات مختلف الأديان والعقائد، هو بدوره سلاح ارتدادي من النوع المماثل، إذا لم يكن أسوأ وأشدّ ضرراً وأعظم عاقبة.
وهكذا، فلا الإخوان هم اللاعب الوحيد، ولا سورية هي ملعبهم وحدهم؛ وهم ليسوا خارج صفوف المعارضة، ولا خارج مشروع النضال من أجل سورية الديمقراطية، ولا هم البديل الوحيد عن سورية الإستبداد والنهب والمافيات وحكم العائلة. ولهذا فإنّ مؤتمر 'الإنقاذ الوطني'، ورغم فشله تنظيمياً وسياسياً، زوّد الداخل السوري، والعالم الحريص على منظور موضوعي وملموس، بنموذج ساطع على السقوف الوطنية والديمقراطية التي أرستها الإنتفاضة السورية؛ ولم يعد في وسع أيّ فريق أن يُنقصها، أو ينتقص من ركائزها السياسية والأخلاقية، ويزعم في الآن ذاته انه جزء منخرط في صناعة سورية المستقبل. في عبارة أخرى، أياً كانت التكتيكات المبطنة، أو حتى ستراتيجيات العمل والتفكير، التي تخصّ هذه المجموعة الإسلامية أو تلك، فإنّ البيان الختامي لجلسة اسطنبول استعاد الخطاب ذاته، بمفرداته الأدقّ، الذي كانت جلسة دمشق ستعتمده لو لم تستخدم السلطة أقصى العنف للحيلولة دون انعقادها.
وجلسة اسطنبول انعقدت تحت شعار 'من أجل سورية مدنية ديمقراطية تعددية'، بادىء ذي بدء؛ كما أجمع المشاركون على الأهداف الرئيسية التالية: 1) تصعيد النضال السلمي الديمقراطي، بمشاركة اطياف المعارضة وفصائلها كافة، ورفض التدخل العسكري الخارجي؛ و2) نقل السلطة سلمياً إلى حكومة وطنية مؤقتة، تتولى تفكيك الدولة الأمنية، وتأسيس حياة دستورية، وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية؛ و3) بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية أساسها المواطنة، تستند إلى دستور عصري؛ و4) المساواة التامة بين أبناء الشعب السوري، واحترام خصوصياته الدينية والعرقية. وللمرء أن يميل إلى ترجيح صدقية، وصدق، الموافقين على هذه الأهداف، دون استبعاد احتمالات أخرى يفرضها في العادة انقلاب الحسابات تارة، أو تبدّل التحالفات طوراً، أو تناقض الأجندات الخافية مع تلك المعلنة، وما إلى هذا وذاك من تقلبات السياسة وطبائعها.
وليس بخافٍ على أحد أنّ تنسيقيات الإنتفاضة تضمّ العلمانيين والإسلاميين، الليبراليين والمحافظين، النشطاء المتمرسين والنشطاء المتدربين، أنصار رياض الترك وأتباع الشيخ العرعور... ولكن، أهذا عيب في التنسيقيات، واعتلال، أم مظهر عافية واغتناء؟ وكيف للتنسيقيات أن تمثّل الأطياف الأعرض من المجتمع السوري، في مستوى الخطّ السياسي أو الفكري أو الثقافي مثل الموقع الاجتماعي أو السنّ أو الإنتماء الإثني أو الديني، إذا كانت لا تتصف بكلّ ذلك التنوّع، ولا تسعى إلى سواه أيضاً؟ ليس خافياً، من جانب آخر، أنّ البيانات والأدبيات التي أصدرتها لجان التنسيق المحلية لم تخرج، حتى في أصغر التفاصيل، عن مفردات شعار الإجماع: سورية وطنية، ديمقراطية، مدنية، تعددية، عصرية.
وهنا لا ينتصر الواقع على الإستيهام والتضليل والخديعة والذريعة الزائفة، فحسب؛ بل يجبّ الخرافة أيضاً.
' كاتب وباحث سوري يقيم في باريس
Elza Tayseer Nazmi:La dernière décision en est encore à la main de papa et de sasignature autorisée .. + + OZ

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص قصيدة عماد الدين نسيمي كاملا حسب أغنية سامي يوسف

من اهم الكتب الممنوعه في الاردن: جذور الوصاية الأردنية وجميع كتب وترجمات تيسير نظمي

بيان ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا